الفصل الرابع
الفصل الرابع
_ياحماتى
نطق كلمته تلك وطالعها بثبات دون إن ينبث ببنت شفة، بينما لن يتركها ذاك المجدى لخيالها كثيرا لينطق بدون مقدمات قائلا:
_جوزنى بنتك يقين وأنا مش هخليكم عايزين حاجة وأنا بحب بنتك وجدا جدا وأنا عارف أنك ممكن تقولى أنى كبير عليها صحيح بينا فرق ثلاثين سنة بس أنا هعيشها فى مستوى لو اتجوزت شاب من سنها مش هعيشها العيشة اللى هعشيلها أنا هسيبك يومين كدة تفكرى وبعدين سامحينى فى رد فعلى مش هيعجبك ياريت تفكرى فى مصلحة بناتك قبل ما تقولى كلمتك
أنهى حديثه تاركا إياها ذاهلة فربما شعرت بأن الارض تميد من تحت قدميها، راقبت رحيله بعيون دامعة، ذهبت الى حيث صورة زوجها المعلقة اعلى الجدار، وراحت تبكى وتبكى وتشكو له كم اعطتهما الحياة قلم كبير،حين رحل وها ذاك الرجل الخرف يطالبها بالزواج من أبنتها التى لم تكمل عامها التاسع عشر بعد
اللأ معقول ما قاله فصغيرتها تلك كانت إمانة والدها زوجها الذى كان يخبرها دوما بانها ست قلبه ومعشوقته، فكيف لها بأن تلقى بها بين يد رجل من دور زوجها الراحل
فكيف سولت له نفسه بأن يخبرها بذاك الحديث تنهدت بقوة وكففت دموعها قائلة:
_متخفش يا ابو يقين مش هرمى بنتنا لواحد عجوز لو هموت عشانهم ست قلبك قوية يا كل حاجة حلوة ليا بناتك مش لازم يحسوا بحاجة وحشتنا اوى اوى اوى يا حاج احمد ربنا يرحمك يارب ارتاح يا حبيبى بناتك الامانة وهحافظ عليها بإذن الله
**
عادت يقين الكلية بعد غياب اسبوعين، كانت ترتدى زى اسود حدادآ على روح والدها الطاهرة، سارت بخطوات بطيئة، وهى عازمة النية إن تسحب ورقها، فكفاها الى الإن ما حدث لهما، فموت والدها كانت القشة التى قسمت ظهر البعير
فكيف لها ستواصل دراستها وهى من عليها التضحية من اجل الصغار، فهما الأهم منها، ستبحث عن عمل حتى يستطيعان ممارسة حياتهما كما كان والدهما الحنون يفعل لهما
ولأجلهما فكم ضحى براحته من أجل إن يوفر لهما حياة كريمة، ولا يجعلهما يحتاجان لأحد وها قد رحل تاركا خمس فتيات
يواجهان مصائب الحياة بمفردهما، فكم الحياة ليست عادلة بالحد الذى لا يطاق، سالت دموعها على وجنتيها بغزارة شديدة، فالقادم على ما يبد و لا ينذر بالخير شهقت بقوة وجلست على أحد المقاعد الخاصة بالجلوس، وضعت يداها على وجهها
تمنع شهقاتها من الخروج، فكيف لها ستواجه ووالدتها كل هذا بمفردهما، استعادت ذاتها وذهبت الى شئون الطلبة لتطالبهم بسحب ملفها
فما سترأه خارج هذا السور الشاهق أكثر ما كانت سترأه داخلها، اخذت نفسا عميقا وتنهدت ووقفت امام النافذة الخاصة بشئون الطلبة
القت التحية على السيدة الإربعينية التى كانت تتناول شندوتش بطاطس وتاكل قطعة مخلل جزر، وتلذذ بمذاق الشندوتش قائلة:
_عم حسنين عليه يا نيفين شندوتش بطاطس يضبط الدماغ
بللت يقين فمها وراحت تتحدث ببطء شديد تشعر بالخجل من عدم رد تلك السيدة عليها، بأنشغالها بمذاق الشندوتشات قائلة:
_لو سمحت يا استاذة كنت عايزة اسحب الورق بتاعى
صرخت بها السيدة وهتفت بقهر شديد قائلة:
_أنتى مش شايفينى باكل ولا ايه
اغلقت النافذة فى وجهها، ببنما شعرت يقين بأنها للتو اهانتها تلك السيدة التى لا تعلم للذوق طريقا، نفخت اودجتها وذهبت مقررة العودة لها فى وقت آخر
**
أرتدى المهيب ثيابه وانتعل حذائه وذهب ليجلب مفاتيح سيارته وهاتفه النقال، ليرى صورة حبببته الراحلة كيان وهى كيان كأسمها، خأنته دموعه وهبطت رغم عنه، رغم مرور العشر اعوام
الأ انها لا زالت محتلة قلبه، فكيان كانت له كل شىء، جلس على الفراش يعانق صورتها لصدره ضامما إياها بكل قوته
فهى كانت له الترياق،أنئذاك كان إنسان رأفضا للحب لتاتى هى وتقلب مقاليد الامور، أخرجته من شرنقته بدلالالها وغنجها عن عمد
فتلقائتها من جعلته يحبها وتحتل قلبه، عامين وهو يرأها تاتى مع السائق كل جمعة من كل أسبوع لتنتقى المانجو العويسى بذاتها
واعتادت بأن تفتح واحدة لتذوقها وتلطخ زوايا فمها وهى تقول بمرح:
_والله والله ما رايت ذاك المانجو بحياتى كلها من لا ياتى لراغب الحفناوى لشراء مانجو لن ياكل مانجو طول حياته
كان يبتسم على تلقائيتها معطيا إياها صندوق من المانجو هدية لست الحسن، نعم فهى دوما ما كانت مشترياتهما تتخطى الالفين جنيه
كانت تفرح كثيرآ بصندوق المانجو الذى اعطاها إياه وتخرج من حقيبتها لوح شوكولا وتمد يدها له قائلة:
_الشوكولاتة دى جاية من سويسرا هتعجبك اوى اوى
كان يشكرها ويضعها بجيبه ويذهب للمنزل يتناولها مع عائلته وهما يحتسيان قهوة الغروب، وكانت دوما والدته ما تشييد بمذاقها الذى لن ترى له مثيل قط
وذات مرة آخبرته بأن يطالبها بأن تجلب لهما المزيد من الشوكولا ذو المذاق الرائع، وحين اخبرها هتفت أبن عمها نائل وطلبته بأن يرسل لهما الكثير من الشوكولا لتقدمها هدية لعائلة الحاج راغب الحفناوى
اعاده من شرورده طرق على باب غرفته، تنهد وسمح للطارق بالدلوف، كانت والدته الحنون تعلم جيدآ مدى حب المهيب ولدها بالعصفورة كيان التى كانت تغرد فى سماءه، فقد كان يعانقان احلامهما
متمسكين بيد بعضهم البعض،ليتركان يد بعض فقد كان القدر فحسب، كانت كسحابة صيف، فقد فارقت دنياهم تاركة إياهم يعانون الفقد
جلست والدته لجواره مربتة على ظهره بحنان امومى قائلة:
_كيان يا حبيبى اكيد مش راضية على اللى بتعمله دا أنسى يا ضنايا ربك مبينساش حد والله واكيد انت بتدعيله كثير فى صلاتك لازم يا مهيب تعيش حياتك البنت وصاتنى وهى على فراش الموت وقاللتى متخليش المهيب يعيش على ذكراى وخليه يتزوج من بعدى يا ماما أمانتك إمانة نفذلهى لو بتحبينى لازم يا أبنى تنسى والله ما مستهلة تعمل كل دا عشان خاطر أمك ياقلب امك
انهارت حصونه وارتمى بين ذراعيها باكيا كطفل فى العاشرة من عمره فصلت امه عن النت حتى لا يلعب بابجى، فكم رأق قلبها لرؤيتها ولدها منهارا لطالما كان المهيب صلب يا جبل ما يهزك ريح
لياتى اليوم الذى ترأه منهارا كل هذا الانهيار فليشهد الله أنها كانت تدلف القلب، دون استئذان وكانت نعمة الفتاة بنت الاصول التى تربت على اشياء صعب نسيانها
ضمته لصدرها مربتة على ظهره وهمست بحنان امومى قائلة:
_هتنسى والله بس أنت نفذ وصيتها كفاية عشر سنين ضيعتهم على ذكرى يا حبيبى يا أبنى الحياة مبتقفش على حد والله لو كل واحد منا مات ليه حد وقف حياته عليه مكانش حد فينا غلب وكنا متنا بسبب اللى بنحبهم رحيل الغاليين بيقسم قلوبنا بس لازم نكمل عشان هى دائرة وكاس وداير واللى عليه الدور بيرحل بهدوء فكر يا ابنى كويس ربنا يبارك فيك يارب ويريح قلبك اجمد يا حبيبى ربنا مايحرمنى منك يارب اكيد انا مش هضغط عليك ولما القلب دا يشوف واحدة معينة هيتفتح لوحده
**
ذهبت يقين الى الكافتيريا الخاصة بالجامعة لتحتسى نسكافيه، وهى بطريقها تقابلت مع جيداء عانقتها بقوة وراحت تسالها على سبب الغياب تلك الإيام المنصرمة لتخبرها على موت والدها
أزرتها جيداء وتاثرت بما قالته، مواسية إياها وعزمتها على كابتشينو، جلسا الفتاتان على آحد الطاولات ظل يتناقشا قليلا حتى استاذنتها جيداء لتجلب الكابتشينو ذهبت الى علام العامل الخاص بالكافتريا حييته قائلة:
_اثنين كابتشينو من ايدك يا علام وواحد بس معلقة سكر
اشار علام على عيناه ليفعل لها ما طلبته، بينما ظلت جيداء تفكر فى الحال التى وصلت اليه رفيقتها، وكم ألمها ذبول عيناها
والهلات التى تستقر اسفل عيناها قائلة:
_ياربى الناس وشوس عيرة ياترى يقين هتعمل ايه من بعد موت والدها وهى بتقول أنها أكبرهم انا صحيح محساش بيها لأنى اهلى بيوفروا ليا كل شىء وبذات بابا ربنا يخليه ليا كان زمانى اتجننت الله يعين يقين على ما حصلها يارب انا مش قادرة اتخيل حجم المعاناة اللى ممكن اعيش فيها
اعادها من شروردها علام الذى قال عاليا:
_االكابتشينو جهز يا أنسة جيداء
شكرته ودفعت ثمنهم، وذهبت الى حيث تجلس يقين قائلة بمرح زائف لتخرجها من حالة الكآبة التى لازمتها منذ وفاة والدها:
_طبعا اللى يدوق الكابتشينو بتاع علام يحلف بيه بقولك ايه يا قينا أنا جمعت لكٍ المحاضرات كلها عشان تذاكريهم يا قطتى خذى الكشكول بتاعى اهوووو
لن تمد يقين يدها لتتناوله منها لتنحنح قائلة:
_انا جاية النهاردة عشان اسحب ورقى من الجامعة مبقاش ليها لازمة صدقينى كل دا اخواتى الصغيرين محتاجنى انا عندى اربع اخوات اصغرهم خمس سنوات يا جيدا وماما ست كبيرة وأنا اكبر اخواتى يعنى أنا اولى بيهم لازم اضحى عشانهم بحاول الايام دى اقنعها أنزل اشتغل لكنها رافضة لانى بابا وصاها قبل ما يموت اننا منشتغلش من بعده مش عارفة اعمل ايه يا جودا ماما صعبانة علي جدا جدا وحاسة أنها ممكن تنهار فى اى وقت انا حاسة انى فى دوامة من الافكار ولسة بحاول اروح لصاحب المصنع اللى بابا كان بيشتغل فيه واحاول عشان يدفعلنا تعويض هنطرد من الشقة لو مدفعناش الايجار وماما دموعها مبتنشفش على بابا بجد ماما دى بطلة وراها أربع مصايب تفتكرى هنعمل ايه من غيرها قوللى برايك انتى
صمتت قليلا تعيد انفاسها اللاهثة من كثرة حديثها سريعا وأستئانفت قائلة:
_بابا دا كان بطلى الخارق اه والله حبته حب محبهوش إنسان لحد كان ونعمة الاب الصالح طلباتنا كانت مجابة حتى ولو كان القليل فكفاية كان يملك من الرضا كثير جدا جدا منكرش انه تعب عشانا بس انا كنت بحاول أفهمه أننا ممكن نشيل معه الحمل كان يقولى كلمة عمرى ما هنساها"القفة اللى ممكن يشيلها واحد ليه يشيلوها اثنين"
سالت دموعها على وجنتيها واكملت قائلة:
_عشان كدة يابنتى القفة مش ثقيله عشان احملك هم حملها معايا طالما قادر اشيلها لوحدى وهى اصلا اخف من الريشة عمرى ما شوفتها ثقيلة ابدا ابدا اوعى تفتكرى فى يوم من الايام أنك حمل انتى واخواتك انتوا رزق ربنا ليا
تاثرت جيداء بحديث والد يقين وربتت على يدها قائلة:
_الله يرحمك ياعمو عشان كدة اوعى تخذليه وتسحبى ملفك اكيد مش هيبفى مرتاح يا حبييتى فكرى مية مرة قبل ما تعملى كدة اكيد فيه حل ثانى غير دا هتفكر سوا توعدينى
هزت يقين راسها موافقة واحتسيا الكابتشينو خاصتهم وانصرفا كل منهما بواجهته
**
أنهى الحاج خميس صلاته وجلس على سجادة الصلاة يسبح رب العباد على يده، بعد عدات دقائق استمع لطرقات على باب غرفته، تأفف وسمح للطارق بالدخول لطالما يعلما بأنه حين يدلف خلوته، لا يحبذ من يقطعه قط، دلفت الحاجة مودة زوجته قائلة:
_حرما يا حاج فى واحد اسمه الحاج سليمان الزهاوى عايز يقابلك بيقول عايزك فى شىء ضرورى ومقلش، عايزك ليه للاسف غير جلابيتك وتعالى قابله على ما اعملولكم كوباتين شاى يعدلوا النفوخ
بينما فى الجانب الآخر من المنزل وتحديدا غرفة هيدى أبنة الحاج خميس كانت تستنشق البودرة وبعدها شعرت بالراحة واشعلت سيجارة وفتحت الكاميرا على آحد البرامج واغلفت باب غرفتها جيدا، دلف آحد الشباب البث وقال:
_هلا وغلا والله كيفك هيدى
_اهلا اهلا مزيكا اى حبيبى وصلنى المبلغ بس هلا ما اللى اتقفنا عليه هيدا اقل من اللى بستحقه أنا
طالع مزيكا مفاتنها قائلا:
_ما أنتى معملتيش المطلوب منك يا هيدى قومى ضبطى حالك والبسى حاجة مفرفشة البث بتاعك هينفجر خليجين جايبهم يدعموكى اقفلى وروحى البسى حاجة حلوة وتعالى
اغلقت البث وذهبت لخزانة ثيابها اخرجت قميص نوم احمر شفاف وارتدته، وقامت بتسريح شعرها وفردته وفتحت البث اتى مزيكا والقى عليها مائة الف كوينز كدعم لها قائلا:
_تعرفى أنك مزة اوى ما تقومى تورينا مفاتنك بقى أبو زين بيجيلك بعد شوية لانى مزته واحشاه اوى والمزة هى وشطارتها
اشعلت سيجارة ونهضت من جلستها اشعلت الحاسوب على اغنية"شيك شاك"ورقصت عليها ظلت تتمايل بأنوثتها وتريه رقصها فقد شعر ذاك المزيكا بأنه يشعر بالقيظ الشديد فى ليلة بارد قارسة، القى عليها مائة الف كوينز آخريين قائلا:
_أموت فى الاحمر جمال ودلالال يلهوى يابا تعال شوف أبنك وهو شايف الحلا كله ولا ايه يامزة
عادت هيدى الى فراشها تطالعه وغمزت له بعيناها قائلة ببطء شديد لتثير جنونه:
_مئتان الف كوينز بس دا أنت بخيل اوى قدش سارلى أرقصلك وتشوف حاجات
اغلقت البث سريعا حين استمعت لطرقات عنيفة على باب غرفتها،ذهبت سريعا وأرتدت منامتها وذهبت لفتح الباب تثابت قائلة:
_عايزة حاجة يا ماما كنت لسة بنام عايزانى اساعدك فى حاجة
الأم بغضب:
_هو دا اللى فالحة فيه تسالينى ومبتعمليش يلا قدامى مش عايزة لكاعة ورانا حاجات كثير عايزة تتعمل بلاش مياصة بنات
**
_وبعدين هو اه كان عامل عندى آه لكن مش ذنبى انا آن اللوح وقع عليه وبعدين قطاع خاص كل واحد هيقع عليه حاجة عندى هعوضه يبقى أنا هقفل احسن ضبة ومفتاح وهجيب درفها شغلنا دا علمنا مفيش صعبنيات وبعدين أنا مش حقى اعوضه وأنا اساسا كمان مش مأمن على عامل عندى وهما ماضيبن عقود بالكلام دا أنا اصلا مكنتش من الناس اللى بتآمن على اللى بيشتغلوا عندها وفر كلامك اللى اقدر اعمله مع اهل بيته ياخذ مرتبه وفقط غير كدة معنديش كلام اقوله نورت يا حاج وشرفت أنا هبعت مرتبه مع عامل عندى لما تنزل المرتبات
شعر سليمان بالإهانة وقرر إن يرحل من منزل المدعو خميس ويبدا خطته التى قد تركها بالآخر لتكن ورقة رابحة للضغط عليه
**
عادت يقين منزلها تشعر بوهن بكل جسدها قرعت الجرس لتنتظر والدتها تفتح لها الباب، ولكنها صعقت مما استمعت اليه، زادت من ضغط يدها ورغم عنها ضغطت يدها بقوة، تتساءل لماذا هما عن سائر البشر
فهى امام حرب والبقاء للأقوى، انتظرت عدات دقائق أخرى حتى فتح الباب على مصرعيه من قبل والدتها، دلفت للداخل دون حديث فهى كانت بامس الحاجة للانفراد بذاتها على فراشها الدافىء الذى يجمعها ولمار شقيقتها، فكم تتؤقت لرؤية والدها الحنون ليعانقها ويبث لها كم يحبها مدللته واميرة قلبه، فهو كان يخبرهما على الدوام بانهم ملكات قلبه واميراته، ربما كان يشعر بأن العمر قد اوشك على الانتهاء ولهذا كان يزيد حنانه لهما ويبث لهما على الدوام كما يحبهم فهما من خرج بيهما تلك الحياة البائسة كان قدر المستطاع يخرجهم كل شهر ويذهب بهم الى المطعم الذى يحبونه ويتناولوا كريب ويحتسيا عصير قصب ويعودان المنزل وهما سعداء للغاية فوالدهما الحنون يغدقهم بحنانه عليهما، ويخبرهم بأنهم اغلى شىء لديه
**
يتبع
_ياحماتى
نطق كلمته تلك وطالعها بثبات دون إن ينبث ببنت شفة، بينما لن يتركها ذاك المجدى لخيالها كثيرا لينطق بدون مقدمات قائلا:
_جوزنى بنتك يقين وأنا مش هخليكم عايزين حاجة وأنا بحب بنتك وجدا جدا وأنا عارف أنك ممكن تقولى أنى كبير عليها صحيح بينا فرق ثلاثين سنة بس أنا هعيشها فى مستوى لو اتجوزت شاب من سنها مش هعيشها العيشة اللى هعشيلها أنا هسيبك يومين كدة تفكرى وبعدين سامحينى فى رد فعلى مش هيعجبك ياريت تفكرى فى مصلحة بناتك قبل ما تقولى كلمتك
أنهى حديثه تاركا إياها ذاهلة فربما شعرت بأن الارض تميد من تحت قدميها، راقبت رحيله بعيون دامعة، ذهبت الى حيث صورة زوجها المعلقة اعلى الجدار، وراحت تبكى وتبكى وتشكو له كم اعطتهما الحياة قلم كبير،حين رحل وها ذاك الرجل الخرف يطالبها بالزواج من أبنتها التى لم تكمل عامها التاسع عشر بعد
اللأ معقول ما قاله فصغيرتها تلك كانت إمانة والدها زوجها الذى كان يخبرها دوما بانها ست قلبه ومعشوقته، فكيف لها بأن تلقى بها بين يد رجل من دور زوجها الراحل
فكيف سولت له نفسه بأن يخبرها بذاك الحديث تنهدت بقوة وكففت دموعها قائلة:
_متخفش يا ابو يقين مش هرمى بنتنا لواحد عجوز لو هموت عشانهم ست قلبك قوية يا كل حاجة حلوة ليا بناتك مش لازم يحسوا بحاجة وحشتنا اوى اوى اوى يا حاج احمد ربنا يرحمك يارب ارتاح يا حبيبى بناتك الامانة وهحافظ عليها بإذن الله
**
عادت يقين الكلية بعد غياب اسبوعين، كانت ترتدى زى اسود حدادآ على روح والدها الطاهرة، سارت بخطوات بطيئة، وهى عازمة النية إن تسحب ورقها، فكفاها الى الإن ما حدث لهما، فموت والدها كانت القشة التى قسمت ظهر البعير
فكيف لها ستواصل دراستها وهى من عليها التضحية من اجل الصغار، فهما الأهم منها، ستبحث عن عمل حتى يستطيعان ممارسة حياتهما كما كان والدهما الحنون يفعل لهما
ولأجلهما فكم ضحى براحته من أجل إن يوفر لهما حياة كريمة، ولا يجعلهما يحتاجان لأحد وها قد رحل تاركا خمس فتيات
يواجهان مصائب الحياة بمفردهما، فكم الحياة ليست عادلة بالحد الذى لا يطاق، سالت دموعها على وجنتيها بغزارة شديدة، فالقادم على ما يبد و لا ينذر بالخير شهقت بقوة وجلست على أحد المقاعد الخاصة بالجلوس، وضعت يداها على وجهها
تمنع شهقاتها من الخروج، فكيف لها ستواجه ووالدتها كل هذا بمفردهما، استعادت ذاتها وذهبت الى شئون الطلبة لتطالبهم بسحب ملفها
فما سترأه خارج هذا السور الشاهق أكثر ما كانت سترأه داخلها، اخذت نفسا عميقا وتنهدت ووقفت امام النافذة الخاصة بشئون الطلبة
القت التحية على السيدة الإربعينية التى كانت تتناول شندوتش بطاطس وتاكل قطعة مخلل جزر، وتلذذ بمذاق الشندوتش قائلة:
_عم حسنين عليه يا نيفين شندوتش بطاطس يضبط الدماغ
بللت يقين فمها وراحت تتحدث ببطء شديد تشعر بالخجل من عدم رد تلك السيدة عليها، بأنشغالها بمذاق الشندوتشات قائلة:
_لو سمحت يا استاذة كنت عايزة اسحب الورق بتاعى
صرخت بها السيدة وهتفت بقهر شديد قائلة:
_أنتى مش شايفينى باكل ولا ايه
اغلقت النافذة فى وجهها، ببنما شعرت يقين بأنها للتو اهانتها تلك السيدة التى لا تعلم للذوق طريقا، نفخت اودجتها وذهبت مقررة العودة لها فى وقت آخر
**
أرتدى المهيب ثيابه وانتعل حذائه وذهب ليجلب مفاتيح سيارته وهاتفه النقال، ليرى صورة حبببته الراحلة كيان وهى كيان كأسمها، خأنته دموعه وهبطت رغم عنه، رغم مرور العشر اعوام
الأ انها لا زالت محتلة قلبه، فكيان كانت له كل شىء، جلس على الفراش يعانق صورتها لصدره ضامما إياها بكل قوته
فهى كانت له الترياق،أنئذاك كان إنسان رأفضا للحب لتاتى هى وتقلب مقاليد الامور، أخرجته من شرنقته بدلالالها وغنجها عن عمد
فتلقائتها من جعلته يحبها وتحتل قلبه، عامين وهو يرأها تاتى مع السائق كل جمعة من كل أسبوع لتنتقى المانجو العويسى بذاتها
واعتادت بأن تفتح واحدة لتذوقها وتلطخ زوايا فمها وهى تقول بمرح:
_والله والله ما رايت ذاك المانجو بحياتى كلها من لا ياتى لراغب الحفناوى لشراء مانجو لن ياكل مانجو طول حياته
كان يبتسم على تلقائيتها معطيا إياها صندوق من المانجو هدية لست الحسن، نعم فهى دوما ما كانت مشترياتهما تتخطى الالفين جنيه
كانت تفرح كثيرآ بصندوق المانجو الذى اعطاها إياه وتخرج من حقيبتها لوح شوكولا وتمد يدها له قائلة:
_الشوكولاتة دى جاية من سويسرا هتعجبك اوى اوى
كان يشكرها ويضعها بجيبه ويذهب للمنزل يتناولها مع عائلته وهما يحتسيان قهوة الغروب، وكانت دوما والدته ما تشييد بمذاقها الذى لن ترى له مثيل قط
وذات مرة آخبرته بأن يطالبها بأن تجلب لهما المزيد من الشوكولا ذو المذاق الرائع، وحين اخبرها هتفت أبن عمها نائل وطلبته بأن يرسل لهما الكثير من الشوكولا لتقدمها هدية لعائلة الحاج راغب الحفناوى
اعاده من شرورده طرق على باب غرفته، تنهد وسمح للطارق بالدلوف، كانت والدته الحنون تعلم جيدآ مدى حب المهيب ولدها بالعصفورة كيان التى كانت تغرد فى سماءه، فقد كان يعانقان احلامهما
متمسكين بيد بعضهم البعض،ليتركان يد بعض فقد كان القدر فحسب، كانت كسحابة صيف، فقد فارقت دنياهم تاركة إياهم يعانون الفقد
جلست والدته لجواره مربتة على ظهره بحنان امومى قائلة:
_كيان يا حبيبى اكيد مش راضية على اللى بتعمله دا أنسى يا ضنايا ربك مبينساش حد والله واكيد انت بتدعيله كثير فى صلاتك لازم يا مهيب تعيش حياتك البنت وصاتنى وهى على فراش الموت وقاللتى متخليش المهيب يعيش على ذكراى وخليه يتزوج من بعدى يا ماما أمانتك إمانة نفذلهى لو بتحبينى لازم يا أبنى تنسى والله ما مستهلة تعمل كل دا عشان خاطر أمك ياقلب امك
انهارت حصونه وارتمى بين ذراعيها باكيا كطفل فى العاشرة من عمره فصلت امه عن النت حتى لا يلعب بابجى، فكم رأق قلبها لرؤيتها ولدها منهارا لطالما كان المهيب صلب يا جبل ما يهزك ريح
لياتى اليوم الذى ترأه منهارا كل هذا الانهيار فليشهد الله أنها كانت تدلف القلب، دون استئذان وكانت نعمة الفتاة بنت الاصول التى تربت على اشياء صعب نسيانها
ضمته لصدرها مربتة على ظهره وهمست بحنان امومى قائلة:
_هتنسى والله بس أنت نفذ وصيتها كفاية عشر سنين ضيعتهم على ذكرى يا حبيبى يا أبنى الحياة مبتقفش على حد والله لو كل واحد منا مات ليه حد وقف حياته عليه مكانش حد فينا غلب وكنا متنا بسبب اللى بنحبهم رحيل الغاليين بيقسم قلوبنا بس لازم نكمل عشان هى دائرة وكاس وداير واللى عليه الدور بيرحل بهدوء فكر يا ابنى كويس ربنا يبارك فيك يارب ويريح قلبك اجمد يا حبيبى ربنا مايحرمنى منك يارب اكيد انا مش هضغط عليك ولما القلب دا يشوف واحدة معينة هيتفتح لوحده
**
ذهبت يقين الى الكافتيريا الخاصة بالجامعة لتحتسى نسكافيه، وهى بطريقها تقابلت مع جيداء عانقتها بقوة وراحت تسالها على سبب الغياب تلك الإيام المنصرمة لتخبرها على موت والدها
أزرتها جيداء وتاثرت بما قالته، مواسية إياها وعزمتها على كابتشينو، جلسا الفتاتان على آحد الطاولات ظل يتناقشا قليلا حتى استاذنتها جيداء لتجلب الكابتشينو ذهبت الى علام العامل الخاص بالكافتريا حييته قائلة:
_اثنين كابتشينو من ايدك يا علام وواحد بس معلقة سكر
اشار علام على عيناه ليفعل لها ما طلبته، بينما ظلت جيداء تفكر فى الحال التى وصلت اليه رفيقتها، وكم ألمها ذبول عيناها
والهلات التى تستقر اسفل عيناها قائلة:
_ياربى الناس وشوس عيرة ياترى يقين هتعمل ايه من بعد موت والدها وهى بتقول أنها أكبرهم انا صحيح محساش بيها لأنى اهلى بيوفروا ليا كل شىء وبذات بابا ربنا يخليه ليا كان زمانى اتجننت الله يعين يقين على ما حصلها يارب انا مش قادرة اتخيل حجم المعاناة اللى ممكن اعيش فيها
اعادها من شروردها علام الذى قال عاليا:
_االكابتشينو جهز يا أنسة جيداء
شكرته ودفعت ثمنهم، وذهبت الى حيث تجلس يقين قائلة بمرح زائف لتخرجها من حالة الكآبة التى لازمتها منذ وفاة والدها:
_طبعا اللى يدوق الكابتشينو بتاع علام يحلف بيه بقولك ايه يا قينا أنا جمعت لكٍ المحاضرات كلها عشان تذاكريهم يا قطتى خذى الكشكول بتاعى اهوووو
لن تمد يقين يدها لتتناوله منها لتنحنح قائلة:
_انا جاية النهاردة عشان اسحب ورقى من الجامعة مبقاش ليها لازمة صدقينى كل دا اخواتى الصغيرين محتاجنى انا عندى اربع اخوات اصغرهم خمس سنوات يا جيدا وماما ست كبيرة وأنا اكبر اخواتى يعنى أنا اولى بيهم لازم اضحى عشانهم بحاول الايام دى اقنعها أنزل اشتغل لكنها رافضة لانى بابا وصاها قبل ما يموت اننا منشتغلش من بعده مش عارفة اعمل ايه يا جودا ماما صعبانة علي جدا جدا وحاسة أنها ممكن تنهار فى اى وقت انا حاسة انى فى دوامة من الافكار ولسة بحاول اروح لصاحب المصنع اللى بابا كان بيشتغل فيه واحاول عشان يدفعلنا تعويض هنطرد من الشقة لو مدفعناش الايجار وماما دموعها مبتنشفش على بابا بجد ماما دى بطلة وراها أربع مصايب تفتكرى هنعمل ايه من غيرها قوللى برايك انتى
صمتت قليلا تعيد انفاسها اللاهثة من كثرة حديثها سريعا وأستئانفت قائلة:
_بابا دا كان بطلى الخارق اه والله حبته حب محبهوش إنسان لحد كان ونعمة الاب الصالح طلباتنا كانت مجابة حتى ولو كان القليل فكفاية كان يملك من الرضا كثير جدا جدا منكرش انه تعب عشانا بس انا كنت بحاول أفهمه أننا ممكن نشيل معه الحمل كان يقولى كلمة عمرى ما هنساها"القفة اللى ممكن يشيلها واحد ليه يشيلوها اثنين"
سالت دموعها على وجنتيها واكملت قائلة:
_عشان كدة يابنتى القفة مش ثقيله عشان احملك هم حملها معايا طالما قادر اشيلها لوحدى وهى اصلا اخف من الريشة عمرى ما شوفتها ثقيلة ابدا ابدا اوعى تفتكرى فى يوم من الايام أنك حمل انتى واخواتك انتوا رزق ربنا ليا
تاثرت جيداء بحديث والد يقين وربتت على يدها قائلة:
_الله يرحمك ياعمو عشان كدة اوعى تخذليه وتسحبى ملفك اكيد مش هيبفى مرتاح يا حبييتى فكرى مية مرة قبل ما تعملى كدة اكيد فيه حل ثانى غير دا هتفكر سوا توعدينى
هزت يقين راسها موافقة واحتسيا الكابتشينو خاصتهم وانصرفا كل منهما بواجهته
**
أنهى الحاج خميس صلاته وجلس على سجادة الصلاة يسبح رب العباد على يده، بعد عدات دقائق استمع لطرقات على باب غرفته، تأفف وسمح للطارق بالدخول لطالما يعلما بأنه حين يدلف خلوته، لا يحبذ من يقطعه قط، دلفت الحاجة مودة زوجته قائلة:
_حرما يا حاج فى واحد اسمه الحاج سليمان الزهاوى عايز يقابلك بيقول عايزك فى شىء ضرورى ومقلش، عايزك ليه للاسف غير جلابيتك وتعالى قابله على ما اعملولكم كوباتين شاى يعدلوا النفوخ
بينما فى الجانب الآخر من المنزل وتحديدا غرفة هيدى أبنة الحاج خميس كانت تستنشق البودرة وبعدها شعرت بالراحة واشعلت سيجارة وفتحت الكاميرا على آحد البرامج واغلفت باب غرفتها جيدا، دلف آحد الشباب البث وقال:
_هلا وغلا والله كيفك هيدى
_اهلا اهلا مزيكا اى حبيبى وصلنى المبلغ بس هلا ما اللى اتقفنا عليه هيدا اقل من اللى بستحقه أنا
طالع مزيكا مفاتنها قائلا:
_ما أنتى معملتيش المطلوب منك يا هيدى قومى ضبطى حالك والبسى حاجة مفرفشة البث بتاعك هينفجر خليجين جايبهم يدعموكى اقفلى وروحى البسى حاجة حلوة وتعالى
اغلقت البث وذهبت لخزانة ثيابها اخرجت قميص نوم احمر شفاف وارتدته، وقامت بتسريح شعرها وفردته وفتحت البث اتى مزيكا والقى عليها مائة الف كوينز كدعم لها قائلا:
_تعرفى أنك مزة اوى ما تقومى تورينا مفاتنك بقى أبو زين بيجيلك بعد شوية لانى مزته واحشاه اوى والمزة هى وشطارتها
اشعلت سيجارة ونهضت من جلستها اشعلت الحاسوب على اغنية"شيك شاك"ورقصت عليها ظلت تتمايل بأنوثتها وتريه رقصها فقد شعر ذاك المزيكا بأنه يشعر بالقيظ الشديد فى ليلة بارد قارسة، القى عليها مائة الف كوينز آخريين قائلا:
_أموت فى الاحمر جمال ودلالال يلهوى يابا تعال شوف أبنك وهو شايف الحلا كله ولا ايه يامزة
عادت هيدى الى فراشها تطالعه وغمزت له بعيناها قائلة ببطء شديد لتثير جنونه:
_مئتان الف كوينز بس دا أنت بخيل اوى قدش سارلى أرقصلك وتشوف حاجات
اغلقت البث سريعا حين استمعت لطرقات عنيفة على باب غرفتها،ذهبت سريعا وأرتدت منامتها وذهبت لفتح الباب تثابت قائلة:
_عايزة حاجة يا ماما كنت لسة بنام عايزانى اساعدك فى حاجة
الأم بغضب:
_هو دا اللى فالحة فيه تسالينى ومبتعمليش يلا قدامى مش عايزة لكاعة ورانا حاجات كثير عايزة تتعمل بلاش مياصة بنات
**
_وبعدين هو اه كان عامل عندى آه لكن مش ذنبى انا آن اللوح وقع عليه وبعدين قطاع خاص كل واحد هيقع عليه حاجة عندى هعوضه يبقى أنا هقفل احسن ضبة ومفتاح وهجيب درفها شغلنا دا علمنا مفيش صعبنيات وبعدين أنا مش حقى اعوضه وأنا اساسا كمان مش مأمن على عامل عندى وهما ماضيبن عقود بالكلام دا أنا اصلا مكنتش من الناس اللى بتآمن على اللى بيشتغلوا عندها وفر كلامك اللى اقدر اعمله مع اهل بيته ياخذ مرتبه وفقط غير كدة معنديش كلام اقوله نورت يا حاج وشرفت أنا هبعت مرتبه مع عامل عندى لما تنزل المرتبات
شعر سليمان بالإهانة وقرر إن يرحل من منزل المدعو خميس ويبدا خطته التى قد تركها بالآخر لتكن ورقة رابحة للضغط عليه
**
عادت يقين منزلها تشعر بوهن بكل جسدها قرعت الجرس لتنتظر والدتها تفتح لها الباب، ولكنها صعقت مما استمعت اليه، زادت من ضغط يدها ورغم عنها ضغطت يدها بقوة، تتساءل لماذا هما عن سائر البشر
فهى امام حرب والبقاء للأقوى، انتظرت عدات دقائق أخرى حتى فتح الباب على مصرعيه من قبل والدتها، دلفت للداخل دون حديث فهى كانت بامس الحاجة للانفراد بذاتها على فراشها الدافىء الذى يجمعها ولمار شقيقتها، فكم تتؤقت لرؤية والدها الحنون ليعانقها ويبث لها كم يحبها مدللته واميرة قلبه، فهو كان يخبرهما على الدوام بانهم ملكات قلبه واميراته، ربما كان يشعر بأن العمر قد اوشك على الانتهاء ولهذا كان يزيد حنانه لهما ويبث لهما على الدوام كما يحبهم فهما من خرج بيهما تلك الحياة البائسة كان قدر المستطاع يخرجهم كل شهر ويذهب بهم الى المطعم الذى يحبونه ويتناولوا كريب ويحتسيا عصير قصب ويعودان المنزل وهما سعداء للغاية فوالدهما الحنون يغدقهم بحنانه عليهما، ويخبرهم بأنهم اغلى شىء لديه
**
يتبع