الفصل الثالث
في صباح اليوم التالي كنت أجلس في غرفة صبيحة
صبيحة : كل شيء يسير كما خطط له أرجوا أن لا
ترتكبي أي خطأ
سراب :هاشم دعاني اليوم لموعد على الغداء أنا
خائفة
صبيحة : قلت لك سابقا أن لا تخافي لن يحصل شيء
من الذي يدور في ذهنك صدقيني ورائد سيكو ورائكم دائما لو حصل أي مكروه
سراب : هل يمكنني سؤالك عن شيء
صبيحة : تفضلي
سراب :هاشم لماذا تزوجني ؟
صبيحة ضاحكة : ليحظى ببعض المتعة ويجدد شبابه كما أنه كان يخطط لاستغلالك في إنجاح خططه مع شركائه
سراب : يا للقذارة
صبيحة : أريدك أن لا تفكري في شيء الآن سوى
بالخطة المرسومة أضع آمالي عليك
سراب : حسنا لا تقلقي
صبيحة :هناك أمر آخر
سراب : ماهو
صبيحة : ابنتي شيرين ستأتي اليوم من رحلة التخيم
ستكون لئيمة معك فهي مدللة أبيها وأكثرهم حبا له أرجو أن تتقبلي الأمر
سراب : لا بأس ،أستأذنك أريد أن أنام قليلا قبل عشائي مع هاشم .
استلقيت على السرير وأنا أحاول إسكات الضجيج في
رأسي موعدي مع هاشم عند الساعة التاسعة والآن
الساعة الرابعة أي تبقى خمس ساعات فقط عليّ أن
أستقر وأبقى طبيعية دون أي توتر ،إهدئي يا سراب ،بعد محاولات عديدة إستسلمت عيناي للنوم
،استيقظت على طرق الباب كان هاشم دخل وبيده
أكياساً مرة أخرى
هاشم :هذه المرة ستكونين مطيعة أليس كذلك ؟
سراب : يمكنك أن تتركهم وتخرج لأجهز نفسي
هاشم : لديك ساعة فقط للتجهز
خرج أغلقت الباب من خلفه وبدأت أرتدي الفستان
الذي أحضره لي في المرة السابقة استخدمت
مهاراتي في تصفيف شعري وتطبيق المكياج على
وجهي
وقفت أمام المرآة لم أعرفني بدوت فاتنة للغاية
عاد القلق يأخذ محله في جسدي
دخل هاشم وبدأ يصفر وهو مشدوهاً
هاشم : سراب ماهذا كله لا أصدق كم أصبحتي جميلة
سراب : ألا بأس أن أخرج أمام صبيحة بهذه الملابس
هاشم : لن تتدخل في مثل هذه الأمور لا تقلقي
هيا نذهب
طوال الطريق كان هاشم يعطيني تعليماته التي يجب أن أتبعها وطوال الطريق كنت أذكر نفسي أن هذا
الوقت سيمضي وانني قوية
وصلنا المطعم كان كبيرا باردا موحشاً شعرت وكأنني أدخل إلى غابة جلسنا على طاولة كبيرة
هاشم :لن أعاود كلامي يا سراب أليس كذلك سيصل معروف بعد قليل
سراب : حسنا لا تقلق
وصل معروف بعد عدة دقائق رجل خمسيني غطى
الشيب شعره ملامحه جدية نحيل الجثة طويل البنية
جلس معروف بجانب هاشم
هاشم :اهلا يا باشا اهلا نورتنا
معروف : شكرا
بدء معروف يوزع أنظاره عليّ ثم قال :
معروف : من تكون هذه الفاتنة؟
سراب : أكون من تريده أنت يا معروف
معروف : أعجبني اسمي كثيرا من بين شفاهك
سراب : أسعدني ذلك
معروف : أين كنت تخفي كل هذا الجمال يا هاشم
هاشم ضاحكا وقد بدت على ملامح وجهه السعادة :
من بعض ما عندكم يا باشا
معروف : هل لي برقصة مع الجميلة ؟
سراب : بالتأكيد
بدأت الرقص معه وانا أشعر بالقرف لكن هذه المرة
من نفسي شعرت أنني بدأت أتسخ شعرت بجسدي
مخدر تماما كنت أتمايل معه حيث يشاء
أنهينا رقصتنا وجلسنا وبدء هاشم مع معروف
حديثهما بالعمل كنت أركز بكل حواسي وأحاول فهم كل شيء
عدنا الى المنزل لكنني لم أعد سراب أبدا عدت فتاة
أخرى
دخلت الى الغرفة رميت بجسدي المتعب على السرير وبدأت أبكي حتى رحت في نوم عميق
تسللت صبيحة ليلاً الى غرفتي وأيقظتتي
صبيحة : أخبريني يا سراب بالتفصيل
سراب : ألم تتمكني من الانتظار حتى الصباح ؟
صبيحة : الوقت ينفذ وأنا أشعر ان مؤامرة تحاك
سراب : شعورك بمكانه
صبيحة : أخبريني بسرعة
سراب : إنه يملك شركة أخرى وأنا متأكدة أنك لا
تعلمين بها كما وأنه يخطط لشراكة جديدة في شركة جديدة مع السيد معروف
صبيحة: اللعين الخائن كما توقعت ، أرجوك يا سراب
أريد الأوراق منك
سراب : سأحاول بالطبع لا تقلقي
صبيحة : أكملي نومك سأغادر
سراب : حسنا
غادرت صبيحة ، والنوم غادرني
عاد الضجيج الى رأسي ، جاءت فجأة صورة انجي الى
رأسي لقد اشتقت لها ،واشتقت للفتيات بالتأكيد
ستكون قلقة علي لقد غادرت دون أن أخبرها .
لا بأس يا سراب كل شيء سيكون على ما يرام
ستنتهي المهمة وأعود أقوى بالتأكيد
جاء الصباح وجاءني هاشم
هاشم : جميلتي سراب استيقظت
سراب : صباح الخير
هاشم : لماذا أشعر انك حزينة هل تشعرين بالغيرة ؟
سراب : غيرة! من ماذا ؟
هاشم : لأنني أنام عند صبيحة ،انها فقط فترة لتهدء
الأمور
التزمت الصمت لكنني تحدثت في سري ليتني أنتهي منك العمر كله يا كتلة القذارة
هاشم : كم كنت رائعة البارحة ،اليوم أيضا لدينا موعدا
سراب : هل أحضرت لي ملابس جديدة
هاشم :هذه المرة انت من سيحضر سأرسلك مع
السائق لتشتري ما تريدين
سراب :حسنا
هاشم : دعينا نتناول الفطار ثم سأرسلك
نزلنا الفطار كان الجميع صامتا والجو مكهرب للغاية أخبر هاشم السائق أن يقلني لأفضل محلات الملابس
ركبت معه السيارة ثم قلت له
سراب : أقلني الى حيث منزلي مع هاشم
السائق : لماذا ؟
سراب :هناك يوجد محلات جميلة للغاية
السائق : حسنا يا سيدتي
وصلنا المكان نزلت من السيارة وتوجهت الى إنجي
دخلت المركز رحبت بي الفتيات كثيرا واستقبلوني
بعناق حار
أخذتني انجي بين أحضانها
انجي : أين كنت لقد قلقت عليك كثيرا
سراب :اسفة لقد انتقلت من منزلي فجأة الى منزل آخر
انجي : سيء ما صنعتيه كان عليك إخباري
انجي : ثم يا سراب انا لماذا لا أملك اي عنوان لك
أو رقم ؟ أين تسكنين ؟ ومع من ؟ لقد اكتشفت أنني لا أعرف شيئا عنك ألم نكن عائلة مع بعض ؟ لماذا أنا
لا اعرف شيئا؟
سراب ضاحكة : لأنك لم تسأليني ، بكل الأحوال انا
جئت لأطمئنك عني فقط وفي عجلة من أمري ،
سأعود قريبا لنتكلم أكثر
انجي : اعتني بنفسك جيدا يا عزيزتي
خرجت وصعدت السيارة
السائق : الى أين الآن يا سيدة ؟
سراب :خذني الى حيث الأسواق الأجمل لم أجد
شيئا هنا
السائق : سيدة سراب السيد هاشم يريد ان يتكلم
معك على الهاتف
سراب :حسنا أعطني الهاتف
هاشم : عزيزتي سراب كيف حالك
سراب : بخير! ماذا هناك ؟
هاشم : أردت التنويه فقط
سراب : على ماذا ؟
هاشم :من اجل الملابس اختاري ملابس تظهر جمال جسدك الفاتن
سراب :سأغلق يا هاشم
أغلقت الهاتف وانا أكتم غيظي
وصلنا الى شارع يحتوي العديد من المحلات التجارية
الفخمة نزلت من السيارة واتجهت الى أول محل
وأخذت بيدي أول فستان وقعت عيني عليه
ودخلت غرفة الملابس
ارتديته وانا غاضبة لم أنتبه لا للونه ولا لشكله ولا
لتفاصيله أنهيت ارتدائه وأنا أبكي فلم أعد أستطيع كتمان دموعي أكثر من ذلك بدء صوتي يرتفع وبدأت
أشهق سمعت طرقا على الباب وصوتا من الخارج
ينادي
هل انت بخير يا آنسة ؟
استمريت في البكاء واستمر في الطرق
فتحت الباب وأنا غاضبة
سراب : كيف سأكون بخير وأنت تطرق الباب
كان شاباً يبدو في أواخر العشرين ملامحه رجولية
للغاية عيناه خضراوتين ببشرة سمراء طويل القامة
أنس : أسف لكن صوت بكاؤك كان عاليا للغاية
سراب : وهل البكاء ممنوعا؟
أنس : أردت فقط الإطمئنان
سراب بغضب : لست بخير أبدا هل أنت مرتاح ؟
وسأستمر بالبكاء ولا تعاود طرق الباب
أنس : فتاة جميلة مثلك ليس عليها أن تبكي
سراب بغضب : لاتقل جميلة لا تقل أتعرف ماذا سبب
لي جمالي ؟ تزوجت رجلا ستينيا وانا هنا لأختار فستانا مثيراً يعجب شريكه هل لا زلت تراني جميلة ؟
نظر لي نظرة ذهول وكان يتفحصني بعيناه بتمعن
ثم قال :
أنس : ما ترتدينه ليس مثيراً أبدا كما وأنك ترتدينه على المقلوب
سراب : اللعنة عليك
تركته وأتيت لأدخل الغرفة مرة أخرى لكنه أمسك
يدي وقال
أنس : لست مضطرة أبدا أن تكوني في هذا الموضع
سراب ضاحكة بألم : يا الهي ما أسهل الكلام وكأنكتعرف كل شيء ارجوك دعني وشأني
أنس : وداعاً
دخلت الغرفة عاودت ارتداء ملابسي وخرجت لانتقي فستانا آخر
بدأت البحث صادفت أنس مرة أخرى
سراب: هل يمكنني أن أعرف رجل مثلك ماذا يفعل بين ملابس النساء
أنس : أريد شراء هدية
سراب : حبيبة ؟
أنس : ربما
سراب : النساء تحب الورد
أنس : إلا هي
سراب : لماذا ؟
أنس : لأنها لا تحبه بلا سبب
سراب : هل تحبها ؟
أنس : ربما
سراب : لن تراني مرة أخرى ولن أراك أيضا فلماذا لا
تقول الحقيقة
انس : لأنني لا أعلمها
سراب : هل يمكنك مساعدتي باختيار فستان جميل ؟
انس : لينال اعجاب شريك زوجك العجوز؟
قطبت حاجبي ورمقته بنظرة غضب ومضيت بعيداً عنه
تبعني بعد عدة دقائق وهو يحمل فستانا أسودا
مكشوف الظهر يزين أطرافه الدانتيل يصل طوله
الى الركبة ،كان جميلا بشكل ساحر
انس : سيليق بك الاسود كثيرا
أخذته من يده ودخلت غرفة القياس إرتديته تماما على قياسي
خرجت من الغرفة كان ينتظرني نظر بتمعن ثم. قال :
أنس : ليس كما توقعت
سراب : ليس جميلا ؟
أنس : أبدا إنه سيء للغاية إخلعيه لم يلق بك أبدا
سراب : لكنني أراه جميلا
أنس : أنا رجل واعرف الرجال ماذا تحب ليس جميلا أبدا
سراب : حسنا
دخلت الغرفة خلعته وخرجت لم أجده وزعت بصري في كل مكان بحثا عنه لكنه اختفى لقد حزنت كثيرا لذهابه رغم أنه لم يمضي على تعارفي به إلا بضع دقائق
تعارفي ؟ أي تعارف ؟ انا حتى لم أعرف ما اسمه
اخترت فستانا آخر واشتريت الفستان الاسود الذي
اختاره لي ربما ليبقى يذكرني بالرجل الغريب
عدت الى المنزل وجدت الجميع مجتمعا في الصالون
ووجه جديد يجلس معهم كانت فتاة سمراء اللون
بشعر بني مموج وقامة طويلة وجسد نحيل
انتبهوا لدخولي
صبيحة : اهلا سراب
تقدمت القناة نحوي ثم قالت :
كم انت مثيرة للقرف!
صرخت بها صبيحة
صبيحة :شيرين كوني أكثر تهذيب
شيرين : أكثر تهذيب مع من ؟ مع فتاة من الشارع
سراب : وألفاظك التي تتفوهين بها أليست من
الشارع؟
شيرين :يالك من وقحة ! تخربين البيوت والعائلات
وبلسان ناطق أيضا
سراب: البيت القوي لا يمكن تخريبه الا إذا كان بناؤه
هشا بالاساس
هاشم : سراب شيرين كفا ، سراب إصعدي إلى غرفتك تجهزي سوف نخرج
شيرين : هل ستخرج وانا منذ قليل وصلت ؟ كما وأن
اليوم عيد ميلادي كيف ستتركني وتذهب ؟
هاشم: لن أتأخر يا أميرتي
شيرين : أبي لن تذهب لأي مكان
هاشم: أعدك أنني لن أتأخر
خرجت مع هاشم من المنزل وذهبنا الى نفس
المطعم مرة أخرى وبقي معروف طيلة الجلسة يتغزل بجمالي الى أن وصلت به الوقاحة أن يطلب طلبا
حقيرا يشبهه
معروف:هاشم أريد أن أذهب مع سراب
هاشم : الى أين يا باشا
معروف : الى حيث أريد
سراب : ماذا تقصد يا معروف
معروف : أقصد أنني أريد البقاء معك وحدنا
ضربت قدمي بقدم هاشم بقوة ليقوم بإيقاف هذه
المهزلة
هاشم : لا يرفض لك طلبا يا باشا ولكن ستعذرنا اليوم لدينا العديد من الانشغالات ولولا أنني خشيت أن
تغضب منا لكنت أجلت موعد اليوم من الأساس
معروف :ماهي انشغالاتكم؟
هاشم : إنها عائلية
معروف : اممم حسنا اذا في يوم آخر
هاشم : هل يمكننا أن نتكلم الآن قليلا في العمل وأن نقوم بتوقيع العقد ؟
معروف :لست في مزاجي يا هاشم في يوم آخر
غادر معروف بعد دقائق
سراب : هاشم مستحيل أن اذهب معه لأي مكان
هاشم : اخرسي يا سراب يبدو أنني سأخسر عملي
بسببك
سراب :وهل العمل عندكم مربوط بالنساء؟
هاشم: انت قلت أنك مستعدة لتنفيذ أي شيء أطلبه منك كي لا أطلقكك
سراب :لم أعتقد أنك ستصل للدرجة التي تسمح له بها أن يختلي بي
هاشم : لا تكوني صعبة يا سراب لما تنظرين للأمور
بنظرة عسرة
تمنيت أن أحمل الكوب من أمامي وأكسره في رأس هاشم أو أن أحفر رأسه وأقتلع جمجمته القذرة
عدنا الى المنزل كانت اجواء الاحتفال قد بدأت والزينةعلقت في كل مكان
يوجد العديد من المعازيم صبيحة كانت تستقبل
وترحب بالجميع
اقتربت من صبيحة وقلت بهمس
سراب : لايمكنني الاستمرار في هذه اللعبة
صبيحة : دعينا نتكلم لاحقا
سراب : بل الآن ، الوضع طارئ
صبيحة : ألا ترين الناس من حولي أرجوك يا سراب
دعينا نؤجل الحديث
بدأ التصفيق في المكان عندما نزلت شيرين من الدرج وهي ترتدي فستانا أسودا طويلا يجر من خلفها كما
الأميرات لكن ملامحها ابدا لم تكن كما الأميرة
تقدم منها رجل وأمسك بيدها أمعنت النظر أكثر لا
أصدق فركت عيوني جيدا وعاودت النظر يا الهي انه
هو بالتأكيد هو الرجل الغريب
ماذا يفعل هنا ؟ ولماذا يمسك بشرين
اوه هل من المعقول أن تكون الفتاة التي كان
يقصدها هي شيرين ؟ ياللكارثة علي أن أتوارى عن
الأنظار
صعدت الى غرفتي سريعا وأنا أحاول ترتيب أنفاسي
الغاضبة
سراب : اللعنة على هذا المنزل اللعنة على سكانه
وجدرانه اللعنة على أبي ، اللعنة على كل شيء
فتح الباب فجأة ودخل
سراب : ماذا تفعل كيف تدخل الى هنا
أنس : هل تظنيني لم أراك ؟
سراب : لما لحقت بي ؟
أنس : ألم تخبريني أننا لن نلتقي مرة أخرى ماذا
تفسرين الذي يحصل ؟
سراب : لعنة
أنس : اذا العجوز يكون والد شيرين !
سراب: على فكرة لست خائفة منك اذا شئت اخبرهم بالذي قلته لا يهمني أحد
أنس بسخرية : لا يهمك أحد ؟ اذا لماذا تطيعينه
في الترخيص من نفسك
سراب بغضب شديد : اخرج حالا
بدأ يقترب مني حتى لم يبقى بيننا أي مسافة بدأت
دقات قلبي مسموعة ويداي ترتجفان
أنس :قلبك يدق بسرعة
سراب :قلت اخرج
أنس : لكنك كاذبة،لا تريدينني أن أخرج
سراب : سأصرخ اذا
انس : اصرخي
سراب: يا…
وضع يده على فمي بإحكام بدأت ابحر في عينيه غرقت بهما أردت أن ينتهي الزمن هنا.
أفلتني بعد ثوان وقال
أنس : دعينا ننسى أننا التقينا سابقا سنحظى بتعارف عائلي لاحقا بما أنك تكونين زوجة والد خطيبتي
سراب : خطيبتك!؟
انس :نعم وهي على الاغلب الان تقوم بالبحث عني
لذا سأغادر
غادر انس
ماهذا الذي أشعر به أنا لماذا أخفق بشدة ؟
ما الذي يعنيه هذا الإعصار في داخلي؟
هل يعقل أنني وقعت في الحب؟
لم أنزل من الغرفة ابدا أبقيت عيناي على مسكة
الباب كنت أنتظر عودته كالبلهاء ساعات من الزمن
وانا أجلس بترقب أنتظر حتى فتح الباب
لكنه لم يكن هو بل كانت صبيحة
صبيحة : الآن يا سراب أخبريني ما الذي حصل
سراب :أريد إنهاء كل شيء لم أعد أحتمل
صبيحة : حسنا لننهي كل شيءٍ وعودي لتباعي مرة
اخرى وشاهدي اخواتك ايضا يتم بيعهن أمامك
سراب : لاتتكلمي معي بمثل هذه الطريقة
صبيحة : هذه الحقيقة
سراب : لا علاقة لك بالذي سيحصل معي في
المستقبل لانه لن يكون أكثر مرارة من بيع جسدي
من أجل المال
صبيحة : ومن قال أنك ستبيعيه؟
سراب : معروف وهاشم
صبيحة : الحقير !
سراب: من المستحيل أن أفعل يا صبيحة
صبيحة: لن أدعك تفعلين لا تقلقي
سراب :صبيحة أريد الذهاب لزيارة عائلتي لقد مضت
سنتان بالفعل لم أراهم بها ولم اعرف عنهم أي
شيء
صبيحة : سأكلم هاشم بهذا الخصوص المهم اان
تهدأي وتستعيدي نفسك لإكمال الذي اتفقنا عليه
سراب :اريد زيارة قريبة جدا
صبيحة : أقرب مما تتصورين لا تقلقي
جاء هاشم صباحا ليخبرني أن السائق سيقلني لمنزل
عائلتي لزيارتهم
يا الهي كم أن تأثير صبيحة قويا
تجهزت سريعا لا أصدق أنني أخيرا سأتمكن من
رؤيتهم ، كان الطريق طويلا للغاية ، كنت أحضر الكلام الذي سأقوله لهم ،سأخبرهم باشتياقي الكبير
سأعترف لأمي أنني أحبها كثيرا وأن وجودها كان
دافئا للغاية ، لابد أن صغيرتي سماح كبرت وازدادت
جمالا
يا الهي متى سنتهي هذا الطريق
وصلت اخيرا طرقت باب المنزل وقلبي يخفق بقو فُتح
الباب
عبد العزيز : سراب!
سراب: مرحبا أبي
عبدالعزيز : ما الذي أتى بك ؟
سراب : زيارة فقط لا تقلق
ركضت سماح نحو الباب وهي تصرخ
سرااااب عادت عانقتها بقوة صغيرتي الجميلة كم
اشتقت لك ولرائحتك ثم جاءت راما نحوي وهي
تبكي
راما :كاذبة انت كاذبة
سراب : أخذتها بين أحضاني
راما وهي تبكي : لقد وعدتني انك ستأتي دائما
سراب : انا اسفة جدا اسفة لا تبكي انا هنا
جاءت هدى أيضا عانقتها بشدة
وبدأت أبحث عن سميحة أين سميحة لماذا لم
تستقبلني
نظرت إليهم وقد تملكني الخوف وقلت
سراب :أين سميحة ؟؟ اين امي؟
هدى: لقد غادرت بعدك
سراب وهي ترتجف : لم افهم ماذا تقصدين غادرت؟
الى أين غادرت ؟ لماذا انت صامتة قولي شيئاً لما
الجميع صامتا ؟
هدى : لقد رحلت سميحة يا سراب ماتت أمي
صبيحة : كل شيء يسير كما خطط له أرجوا أن لا
ترتكبي أي خطأ
سراب :هاشم دعاني اليوم لموعد على الغداء أنا
خائفة
صبيحة : قلت لك سابقا أن لا تخافي لن يحصل شيء
من الذي يدور في ذهنك صدقيني ورائد سيكو ورائكم دائما لو حصل أي مكروه
سراب : هل يمكنني سؤالك عن شيء
صبيحة : تفضلي
سراب :هاشم لماذا تزوجني ؟
صبيحة ضاحكة : ليحظى ببعض المتعة ويجدد شبابه كما أنه كان يخطط لاستغلالك في إنجاح خططه مع شركائه
سراب : يا للقذارة
صبيحة : أريدك أن لا تفكري في شيء الآن سوى
بالخطة المرسومة أضع آمالي عليك
سراب : حسنا لا تقلقي
صبيحة :هناك أمر آخر
سراب : ماهو
صبيحة : ابنتي شيرين ستأتي اليوم من رحلة التخيم
ستكون لئيمة معك فهي مدللة أبيها وأكثرهم حبا له أرجو أن تتقبلي الأمر
سراب : لا بأس ،أستأذنك أريد أن أنام قليلا قبل عشائي مع هاشم .
استلقيت على السرير وأنا أحاول إسكات الضجيج في
رأسي موعدي مع هاشم عند الساعة التاسعة والآن
الساعة الرابعة أي تبقى خمس ساعات فقط عليّ أن
أستقر وأبقى طبيعية دون أي توتر ،إهدئي يا سراب ،بعد محاولات عديدة إستسلمت عيناي للنوم
،استيقظت على طرق الباب كان هاشم دخل وبيده
أكياساً مرة أخرى
هاشم :هذه المرة ستكونين مطيعة أليس كذلك ؟
سراب : يمكنك أن تتركهم وتخرج لأجهز نفسي
هاشم : لديك ساعة فقط للتجهز
خرج أغلقت الباب من خلفه وبدأت أرتدي الفستان
الذي أحضره لي في المرة السابقة استخدمت
مهاراتي في تصفيف شعري وتطبيق المكياج على
وجهي
وقفت أمام المرآة لم أعرفني بدوت فاتنة للغاية
عاد القلق يأخذ محله في جسدي
دخل هاشم وبدأ يصفر وهو مشدوهاً
هاشم : سراب ماهذا كله لا أصدق كم أصبحتي جميلة
سراب : ألا بأس أن أخرج أمام صبيحة بهذه الملابس
هاشم : لن تتدخل في مثل هذه الأمور لا تقلقي
هيا نذهب
طوال الطريق كان هاشم يعطيني تعليماته التي يجب أن أتبعها وطوال الطريق كنت أذكر نفسي أن هذا
الوقت سيمضي وانني قوية
وصلنا المطعم كان كبيرا باردا موحشاً شعرت وكأنني أدخل إلى غابة جلسنا على طاولة كبيرة
هاشم :لن أعاود كلامي يا سراب أليس كذلك سيصل معروف بعد قليل
سراب : حسنا لا تقلق
وصل معروف بعد عدة دقائق رجل خمسيني غطى
الشيب شعره ملامحه جدية نحيل الجثة طويل البنية
جلس معروف بجانب هاشم
هاشم :اهلا يا باشا اهلا نورتنا
معروف : شكرا
بدء معروف يوزع أنظاره عليّ ثم قال :
معروف : من تكون هذه الفاتنة؟
سراب : أكون من تريده أنت يا معروف
معروف : أعجبني اسمي كثيرا من بين شفاهك
سراب : أسعدني ذلك
معروف : أين كنت تخفي كل هذا الجمال يا هاشم
هاشم ضاحكا وقد بدت على ملامح وجهه السعادة :
من بعض ما عندكم يا باشا
معروف : هل لي برقصة مع الجميلة ؟
سراب : بالتأكيد
بدأت الرقص معه وانا أشعر بالقرف لكن هذه المرة
من نفسي شعرت أنني بدأت أتسخ شعرت بجسدي
مخدر تماما كنت أتمايل معه حيث يشاء
أنهينا رقصتنا وجلسنا وبدء هاشم مع معروف
حديثهما بالعمل كنت أركز بكل حواسي وأحاول فهم كل شيء
عدنا الى المنزل لكنني لم أعد سراب أبدا عدت فتاة
أخرى
دخلت الى الغرفة رميت بجسدي المتعب على السرير وبدأت أبكي حتى رحت في نوم عميق
تسللت صبيحة ليلاً الى غرفتي وأيقظتتي
صبيحة : أخبريني يا سراب بالتفصيل
سراب : ألم تتمكني من الانتظار حتى الصباح ؟
صبيحة : الوقت ينفذ وأنا أشعر ان مؤامرة تحاك
سراب : شعورك بمكانه
صبيحة : أخبريني بسرعة
سراب : إنه يملك شركة أخرى وأنا متأكدة أنك لا
تعلمين بها كما وأنه يخطط لشراكة جديدة في شركة جديدة مع السيد معروف
صبيحة: اللعين الخائن كما توقعت ، أرجوك يا سراب
أريد الأوراق منك
سراب : سأحاول بالطبع لا تقلقي
صبيحة : أكملي نومك سأغادر
سراب : حسنا
غادرت صبيحة ، والنوم غادرني
عاد الضجيج الى رأسي ، جاءت فجأة صورة انجي الى
رأسي لقد اشتقت لها ،واشتقت للفتيات بالتأكيد
ستكون قلقة علي لقد غادرت دون أن أخبرها .
لا بأس يا سراب كل شيء سيكون على ما يرام
ستنتهي المهمة وأعود أقوى بالتأكيد
جاء الصباح وجاءني هاشم
هاشم : جميلتي سراب استيقظت
سراب : صباح الخير
هاشم : لماذا أشعر انك حزينة هل تشعرين بالغيرة ؟
سراب : غيرة! من ماذا ؟
هاشم : لأنني أنام عند صبيحة ،انها فقط فترة لتهدء
الأمور
التزمت الصمت لكنني تحدثت في سري ليتني أنتهي منك العمر كله يا كتلة القذارة
هاشم : كم كنت رائعة البارحة ،اليوم أيضا لدينا موعدا
سراب : هل أحضرت لي ملابس جديدة
هاشم :هذه المرة انت من سيحضر سأرسلك مع
السائق لتشتري ما تريدين
سراب :حسنا
هاشم : دعينا نتناول الفطار ثم سأرسلك
نزلنا الفطار كان الجميع صامتا والجو مكهرب للغاية أخبر هاشم السائق أن يقلني لأفضل محلات الملابس
ركبت معه السيارة ثم قلت له
سراب : أقلني الى حيث منزلي مع هاشم
السائق : لماذا ؟
سراب :هناك يوجد محلات جميلة للغاية
السائق : حسنا يا سيدتي
وصلنا المكان نزلت من السيارة وتوجهت الى إنجي
دخلت المركز رحبت بي الفتيات كثيرا واستقبلوني
بعناق حار
أخذتني انجي بين أحضانها
انجي : أين كنت لقد قلقت عليك كثيرا
سراب :اسفة لقد انتقلت من منزلي فجأة الى منزل آخر
انجي : سيء ما صنعتيه كان عليك إخباري
انجي : ثم يا سراب انا لماذا لا أملك اي عنوان لك
أو رقم ؟ أين تسكنين ؟ ومع من ؟ لقد اكتشفت أنني لا أعرف شيئا عنك ألم نكن عائلة مع بعض ؟ لماذا أنا
لا اعرف شيئا؟
سراب ضاحكة : لأنك لم تسأليني ، بكل الأحوال انا
جئت لأطمئنك عني فقط وفي عجلة من أمري ،
سأعود قريبا لنتكلم أكثر
انجي : اعتني بنفسك جيدا يا عزيزتي
خرجت وصعدت السيارة
السائق : الى أين الآن يا سيدة ؟
سراب :خذني الى حيث الأسواق الأجمل لم أجد
شيئا هنا
السائق : سيدة سراب السيد هاشم يريد ان يتكلم
معك على الهاتف
سراب :حسنا أعطني الهاتف
هاشم : عزيزتي سراب كيف حالك
سراب : بخير! ماذا هناك ؟
هاشم : أردت التنويه فقط
سراب : على ماذا ؟
هاشم :من اجل الملابس اختاري ملابس تظهر جمال جسدك الفاتن
سراب :سأغلق يا هاشم
أغلقت الهاتف وانا أكتم غيظي
وصلنا الى شارع يحتوي العديد من المحلات التجارية
الفخمة نزلت من السيارة واتجهت الى أول محل
وأخذت بيدي أول فستان وقعت عيني عليه
ودخلت غرفة الملابس
ارتديته وانا غاضبة لم أنتبه لا للونه ولا لشكله ولا
لتفاصيله أنهيت ارتدائه وأنا أبكي فلم أعد أستطيع كتمان دموعي أكثر من ذلك بدء صوتي يرتفع وبدأت
أشهق سمعت طرقا على الباب وصوتا من الخارج
ينادي
هل انت بخير يا آنسة ؟
استمريت في البكاء واستمر في الطرق
فتحت الباب وأنا غاضبة
سراب : كيف سأكون بخير وأنت تطرق الباب
كان شاباً يبدو في أواخر العشرين ملامحه رجولية
للغاية عيناه خضراوتين ببشرة سمراء طويل القامة
أنس : أسف لكن صوت بكاؤك كان عاليا للغاية
سراب : وهل البكاء ممنوعا؟
أنس : أردت فقط الإطمئنان
سراب بغضب : لست بخير أبدا هل أنت مرتاح ؟
وسأستمر بالبكاء ولا تعاود طرق الباب
أنس : فتاة جميلة مثلك ليس عليها أن تبكي
سراب بغضب : لاتقل جميلة لا تقل أتعرف ماذا سبب
لي جمالي ؟ تزوجت رجلا ستينيا وانا هنا لأختار فستانا مثيراً يعجب شريكه هل لا زلت تراني جميلة ؟
نظر لي نظرة ذهول وكان يتفحصني بعيناه بتمعن
ثم قال :
أنس : ما ترتدينه ليس مثيراً أبدا كما وأنك ترتدينه على المقلوب
سراب : اللعنة عليك
تركته وأتيت لأدخل الغرفة مرة أخرى لكنه أمسك
يدي وقال
أنس : لست مضطرة أبدا أن تكوني في هذا الموضع
سراب ضاحكة بألم : يا الهي ما أسهل الكلام وكأنكتعرف كل شيء ارجوك دعني وشأني
أنس : وداعاً
دخلت الغرفة عاودت ارتداء ملابسي وخرجت لانتقي فستانا آخر
بدأت البحث صادفت أنس مرة أخرى
سراب: هل يمكنني أن أعرف رجل مثلك ماذا يفعل بين ملابس النساء
أنس : أريد شراء هدية
سراب : حبيبة ؟
أنس : ربما
سراب : النساء تحب الورد
أنس : إلا هي
سراب : لماذا ؟
أنس : لأنها لا تحبه بلا سبب
سراب : هل تحبها ؟
أنس : ربما
سراب : لن تراني مرة أخرى ولن أراك أيضا فلماذا لا
تقول الحقيقة
انس : لأنني لا أعلمها
سراب : هل يمكنك مساعدتي باختيار فستان جميل ؟
انس : لينال اعجاب شريك زوجك العجوز؟
قطبت حاجبي ورمقته بنظرة غضب ومضيت بعيداً عنه
تبعني بعد عدة دقائق وهو يحمل فستانا أسودا
مكشوف الظهر يزين أطرافه الدانتيل يصل طوله
الى الركبة ،كان جميلا بشكل ساحر
انس : سيليق بك الاسود كثيرا
أخذته من يده ودخلت غرفة القياس إرتديته تماما على قياسي
خرجت من الغرفة كان ينتظرني نظر بتمعن ثم. قال :
أنس : ليس كما توقعت
سراب : ليس جميلا ؟
أنس : أبدا إنه سيء للغاية إخلعيه لم يلق بك أبدا
سراب : لكنني أراه جميلا
أنس : أنا رجل واعرف الرجال ماذا تحب ليس جميلا أبدا
سراب : حسنا
دخلت الغرفة خلعته وخرجت لم أجده وزعت بصري في كل مكان بحثا عنه لكنه اختفى لقد حزنت كثيرا لذهابه رغم أنه لم يمضي على تعارفي به إلا بضع دقائق
تعارفي ؟ أي تعارف ؟ انا حتى لم أعرف ما اسمه
اخترت فستانا آخر واشتريت الفستان الاسود الذي
اختاره لي ربما ليبقى يذكرني بالرجل الغريب
عدت الى المنزل وجدت الجميع مجتمعا في الصالون
ووجه جديد يجلس معهم كانت فتاة سمراء اللون
بشعر بني مموج وقامة طويلة وجسد نحيل
انتبهوا لدخولي
صبيحة : اهلا سراب
تقدمت القناة نحوي ثم قالت :
كم انت مثيرة للقرف!
صرخت بها صبيحة
صبيحة :شيرين كوني أكثر تهذيب
شيرين : أكثر تهذيب مع من ؟ مع فتاة من الشارع
سراب : وألفاظك التي تتفوهين بها أليست من
الشارع؟
شيرين :يالك من وقحة ! تخربين البيوت والعائلات
وبلسان ناطق أيضا
سراب: البيت القوي لا يمكن تخريبه الا إذا كان بناؤه
هشا بالاساس
هاشم : سراب شيرين كفا ، سراب إصعدي إلى غرفتك تجهزي سوف نخرج
شيرين : هل ستخرج وانا منذ قليل وصلت ؟ كما وأن
اليوم عيد ميلادي كيف ستتركني وتذهب ؟
هاشم: لن أتأخر يا أميرتي
شيرين : أبي لن تذهب لأي مكان
هاشم: أعدك أنني لن أتأخر
خرجت مع هاشم من المنزل وذهبنا الى نفس
المطعم مرة أخرى وبقي معروف طيلة الجلسة يتغزل بجمالي الى أن وصلت به الوقاحة أن يطلب طلبا
حقيرا يشبهه
معروف:هاشم أريد أن أذهب مع سراب
هاشم : الى أين يا باشا
معروف : الى حيث أريد
سراب : ماذا تقصد يا معروف
معروف : أقصد أنني أريد البقاء معك وحدنا
ضربت قدمي بقدم هاشم بقوة ليقوم بإيقاف هذه
المهزلة
هاشم : لا يرفض لك طلبا يا باشا ولكن ستعذرنا اليوم لدينا العديد من الانشغالات ولولا أنني خشيت أن
تغضب منا لكنت أجلت موعد اليوم من الأساس
معروف :ماهي انشغالاتكم؟
هاشم : إنها عائلية
معروف : اممم حسنا اذا في يوم آخر
هاشم : هل يمكننا أن نتكلم الآن قليلا في العمل وأن نقوم بتوقيع العقد ؟
معروف :لست في مزاجي يا هاشم في يوم آخر
غادر معروف بعد دقائق
سراب : هاشم مستحيل أن اذهب معه لأي مكان
هاشم : اخرسي يا سراب يبدو أنني سأخسر عملي
بسببك
سراب :وهل العمل عندكم مربوط بالنساء؟
هاشم: انت قلت أنك مستعدة لتنفيذ أي شيء أطلبه منك كي لا أطلقكك
سراب :لم أعتقد أنك ستصل للدرجة التي تسمح له بها أن يختلي بي
هاشم : لا تكوني صعبة يا سراب لما تنظرين للأمور
بنظرة عسرة
تمنيت أن أحمل الكوب من أمامي وأكسره في رأس هاشم أو أن أحفر رأسه وأقتلع جمجمته القذرة
عدنا الى المنزل كانت اجواء الاحتفال قد بدأت والزينةعلقت في كل مكان
يوجد العديد من المعازيم صبيحة كانت تستقبل
وترحب بالجميع
اقتربت من صبيحة وقلت بهمس
سراب : لايمكنني الاستمرار في هذه اللعبة
صبيحة : دعينا نتكلم لاحقا
سراب : بل الآن ، الوضع طارئ
صبيحة : ألا ترين الناس من حولي أرجوك يا سراب
دعينا نؤجل الحديث
بدأ التصفيق في المكان عندما نزلت شيرين من الدرج وهي ترتدي فستانا أسودا طويلا يجر من خلفها كما
الأميرات لكن ملامحها ابدا لم تكن كما الأميرة
تقدم منها رجل وأمسك بيدها أمعنت النظر أكثر لا
أصدق فركت عيوني جيدا وعاودت النظر يا الهي انه
هو بالتأكيد هو الرجل الغريب
ماذا يفعل هنا ؟ ولماذا يمسك بشرين
اوه هل من المعقول أن تكون الفتاة التي كان
يقصدها هي شيرين ؟ ياللكارثة علي أن أتوارى عن
الأنظار
صعدت الى غرفتي سريعا وأنا أحاول ترتيب أنفاسي
الغاضبة
سراب : اللعنة على هذا المنزل اللعنة على سكانه
وجدرانه اللعنة على أبي ، اللعنة على كل شيء
فتح الباب فجأة ودخل
سراب : ماذا تفعل كيف تدخل الى هنا
أنس : هل تظنيني لم أراك ؟
سراب : لما لحقت بي ؟
أنس : ألم تخبريني أننا لن نلتقي مرة أخرى ماذا
تفسرين الذي يحصل ؟
سراب : لعنة
أنس : اذا العجوز يكون والد شيرين !
سراب: على فكرة لست خائفة منك اذا شئت اخبرهم بالذي قلته لا يهمني أحد
أنس بسخرية : لا يهمك أحد ؟ اذا لماذا تطيعينه
في الترخيص من نفسك
سراب بغضب شديد : اخرج حالا
بدأ يقترب مني حتى لم يبقى بيننا أي مسافة بدأت
دقات قلبي مسموعة ويداي ترتجفان
أنس :قلبك يدق بسرعة
سراب :قلت اخرج
أنس : لكنك كاذبة،لا تريدينني أن أخرج
سراب : سأصرخ اذا
انس : اصرخي
سراب: يا…
وضع يده على فمي بإحكام بدأت ابحر في عينيه غرقت بهما أردت أن ينتهي الزمن هنا.
أفلتني بعد ثوان وقال
أنس : دعينا ننسى أننا التقينا سابقا سنحظى بتعارف عائلي لاحقا بما أنك تكونين زوجة والد خطيبتي
سراب : خطيبتك!؟
انس :نعم وهي على الاغلب الان تقوم بالبحث عني
لذا سأغادر
غادر انس
ماهذا الذي أشعر به أنا لماذا أخفق بشدة ؟
ما الذي يعنيه هذا الإعصار في داخلي؟
هل يعقل أنني وقعت في الحب؟
لم أنزل من الغرفة ابدا أبقيت عيناي على مسكة
الباب كنت أنتظر عودته كالبلهاء ساعات من الزمن
وانا أجلس بترقب أنتظر حتى فتح الباب
لكنه لم يكن هو بل كانت صبيحة
صبيحة : الآن يا سراب أخبريني ما الذي حصل
سراب :أريد إنهاء كل شيء لم أعد أحتمل
صبيحة : حسنا لننهي كل شيءٍ وعودي لتباعي مرة
اخرى وشاهدي اخواتك ايضا يتم بيعهن أمامك
سراب : لاتتكلمي معي بمثل هذه الطريقة
صبيحة : هذه الحقيقة
سراب : لا علاقة لك بالذي سيحصل معي في
المستقبل لانه لن يكون أكثر مرارة من بيع جسدي
من أجل المال
صبيحة : ومن قال أنك ستبيعيه؟
سراب : معروف وهاشم
صبيحة : الحقير !
سراب: من المستحيل أن أفعل يا صبيحة
صبيحة: لن أدعك تفعلين لا تقلقي
سراب :صبيحة أريد الذهاب لزيارة عائلتي لقد مضت
سنتان بالفعل لم أراهم بها ولم اعرف عنهم أي
شيء
صبيحة : سأكلم هاشم بهذا الخصوص المهم اان
تهدأي وتستعيدي نفسك لإكمال الذي اتفقنا عليه
سراب :اريد زيارة قريبة جدا
صبيحة : أقرب مما تتصورين لا تقلقي
جاء هاشم صباحا ليخبرني أن السائق سيقلني لمنزل
عائلتي لزيارتهم
يا الهي كم أن تأثير صبيحة قويا
تجهزت سريعا لا أصدق أنني أخيرا سأتمكن من
رؤيتهم ، كان الطريق طويلا للغاية ، كنت أحضر الكلام الذي سأقوله لهم ،سأخبرهم باشتياقي الكبير
سأعترف لأمي أنني أحبها كثيرا وأن وجودها كان
دافئا للغاية ، لابد أن صغيرتي سماح كبرت وازدادت
جمالا
يا الهي متى سنتهي هذا الطريق
وصلت اخيرا طرقت باب المنزل وقلبي يخفق بقو فُتح
الباب
عبد العزيز : سراب!
سراب: مرحبا أبي
عبدالعزيز : ما الذي أتى بك ؟
سراب : زيارة فقط لا تقلق
ركضت سماح نحو الباب وهي تصرخ
سرااااب عادت عانقتها بقوة صغيرتي الجميلة كم
اشتقت لك ولرائحتك ثم جاءت راما نحوي وهي
تبكي
راما :كاذبة انت كاذبة
سراب : أخذتها بين أحضاني
راما وهي تبكي : لقد وعدتني انك ستأتي دائما
سراب : انا اسفة جدا اسفة لا تبكي انا هنا
جاءت هدى أيضا عانقتها بشدة
وبدأت أبحث عن سميحة أين سميحة لماذا لم
تستقبلني
نظرت إليهم وقد تملكني الخوف وقلت
سراب :أين سميحة ؟؟ اين امي؟
هدى: لقد غادرت بعدك
سراب وهي ترتجف : لم افهم ماذا تقصدين غادرت؟
الى أين غادرت ؟ لماذا انت صامتة قولي شيئاً لما
الجميع صامتا ؟
هدى : لقد رحلت سميحة يا سراب ماتت أمي