الفصل 32

ثم تقدم نحوها و وقف يقبض على ذراعها بقوة فبكت بصوت عالي متألمة من قبضته وهو يتساءل بعنف :
-أين هاتفك ؟! .. هاتفك يا جين
حاولت أن تتحدث ولكن شهقت فقط والحديث قد توقف في حلقها وهي تشير إلى جيب سروالها فأخذ هاتفها وهبط الدرج ، ثم وقف ينقل رقم كيفين من هاتفه إلى هاتف جين وهو يتمنى داخله ألا يجد رقمه على هاتفها ، ولكن خاب أمله و وجد رقمه في السجلات ، فجز على أسنانه يضغط على هاتفها بقوة بالغة ثم ألقى به على الأرض ليصدر صوتا عاليا ، فصرخت جين واضعة رأسها بين يديها ثم جلست على الدرج تبكي قهرا ، فمسح على ذقنه وتحدث بصوت جهوري :
-كفي عن البكاء وتحدثي
رفعت رأسها لتنظر إليه بألم وجاءت تتحدث قاطعها السعال القوي ، وأخيرا تحدثت ولكن بصوت منخفض :
-أسفه
ليبتسم بخفة ساخرا من اعتذارها ثم تقدم نحوها ليقبض على ذراعها بقوة لتتأوه وابتعلت لعابها الممزوج بدموعها ، فيما انهضها جوزيف بعنف وصعد الدرج ساحبا إياها خلفه وتعثرت عدة مرات ولا يبالي ، ثم فتح غرفة ثانية وألقى بها داخلها بعنف لتسقط على الأرض ، ثم نظرت إليه بخوف وهي تتراجع للخلف ولفتت نظرها قبضة يده المضمونة بقوة ، التفت جوزيف فلم يستطيع أن يراها تبكي ولا يتحمل أن يرى نظرات الخوف في عيناها ولكن هي من دفعته على هذا ، أغمض عيناه وهو يقول بألم :
-لا أريد أن أرى وجهك مجددا .. خذي أغراضك من غرفتي

ثم خرج مغلقا الباب خلفه بقوة ، فيما استندت جين بظهرها إلى الحائط بقوة تتمنى أن يبتلعها ذاك الحائط ، ثم ضمت قدميها إلى صدرها ورفعت رأسها للأعلى تصرخ وتبكي بألم وتنادي ربها


في الصباح الباكر الساعة الخامسة صباحاً ، استيقظت أديل ونهضت من جوار ذاك العاشق النائم بهدوء تام ، ثم دلفت إلى الحمام وبعد أن أخذت حماما بدلت ثيابها وتركت شعرها المبلل على ظهرها ، ثم خرجت لتضع ما تستطيع واضعة من أغراضها داخل الحقيبة بهدوء ، ثم وقفت أمامه تنظر إليه بحب ودموعها تهبط على وجنتيها في صمت ، ثم همست :
-أسفه .. أحبك كثيرا وشكرا لك على أجمل أيام قضيتها معك ..
ثم رفعت البلوزة وأخذت تحسس على الجرح متابعة :
-وشكرا على هذا الشيء الرائع أيضا
ثم قبلته برقه على رأسه ثم ذهبت تاركه قلبها بين أحضانه ، وخرجت من العمارة لتجد كير في انتظارها ، فألقت نظره أخبره على العمارة ثم استقلت السيارة تبكي ، تنهدت كير وقالت بتأفف :
-لماذا تركتي يا أديل ؟! .. هو متمسك بكِ
مسحت دموعها وهي تقول بألم :
-تركته من أجله يا كير .. قصة حبنا يرفضها الأهل والمجتمع
مسحت كير على شعر الجميلة الحزينة ثم قبلتها على رأسها وقادت السيارة لتغادر هذا المكان ، المكان الذي يحمل أجمل الذكريات وكل شيء حلمت به تحقق هنا ، ذهبت وتركت قلبها معه ، حقا لم تشعر أن قلبها مكانه بل تشعر بفراغ في مكان القلب ، وهذا الشعور مؤلم كثيرا ..

استيقظ جان في التاسعة صباحاً وللمرة الأولى منذ زواجهم لم يجد أديل بجواره ، فمسح على شعره من الأمام للخلف مناديا عليها ولكن لم يستقبل منها رد ، فتنهد بهدوء ثم نهض و وقف يدق باب الحمام ثم فتح الحمام ليستنشق رائحة عطر استحمامها فتبسم ، ثم خرجت يبحث عنها ولكن لم تكن موجودة ، لتختفي ابتسامته على الفور وتذكر حديثها معه البارحة ، وأيضا هروبها منه في السابق ليقول بحده :
-فعلتيها ثانية يا أديل
ثم دخل الغرفة وقام بفتح الدولاب ليجد بعض من أغراضها ولم يجد حقيبتها ، غضب جان كثيرا من تصرفها ثم تناول الهاتف واتصل عليها ولكن لم تجيب عليه ، فجز أضراسه بعنف ثم جلس على الفراش يعاتب فتاته ببعض الكلمات الصامتة ، يعاتبها على عذابه ببعدها عنه وألم قلبه الذي يشعر به الأن ، والذي يصبره قليلاً أنها ليست بعيدة عنه ويعلم بمكانها وسيذهب إليها ، ولكن الفراق دون وداع يؤلمه ..

وكأن أديل تستمع إلى عتابه لها فجلست على فراشها ودموعها تهبط على وجنتيها في صمت ، تعتذر له داخلها ، ومنتظرة قدومه إلى هنا لتتحدث معه وفي نفس الوقت خائفة من قرارته الحاسمة ، نعم لم يذهب ألا وفتاته معه ..

في الخارج كان ابراهام يفتح باب المنزل ليستقبل دفعه قوية مفاجأة تجعله يسقط أرضا ، ثم يدخل كيفين مغلقا الباب خلفه بقوة لينظر ابراهام إليه في دهشة ونهض متسائلا :
-كيف هذا ؟! .. كيف جئت إلى هنا ؟!
رفع المسدس في وجه شقيقة قائلا بعصبية :
-لقد كذبت علي يا ابراهام .. وتابعتك حتى وصلت إلى هنا
تشاجر ابراهام معه بصوت عالي حتى تسمع صوتهم معا ، فنهضت على الفور وفتحت الباب قليلا لتنظر إليهم ثم دخلت وتحدثت مع كير لتأتي وتنقذها من كيفين كما وعدتها ، ثم خرجت و وقفت في مواجهته بكل شجاعة قائلة :
-كيفين لن أذهب معك إلى أي مكان
خرجت الجدة من غرفتها تنظر إلى كيفين باشمئزاز ، فيما أبتسم كيفين وتقدم نحو أديل و وقف أمامها قائلا :
-اشتاقت إليك يا ابنة عمي
لترد عليه باشمئزاز :
-وأنا لم اشتاق إليك قط .. فقط كلما أتذكرك أشعر بالتقيؤ ..
كلماتها القاسية عليه جعلته يغضب كثيرا منها ، فيما عقدت أديل ذراعيها أمام صدرها وتابعت بابتسامة انتصار :
-وأنت لن تتزوج من فتاة مطلقة منبوذة .. كيفين بكِ
تساءل بعدم تصديق :
-ماذا ؟! .. ماذا تقصدين ؟!
لتتنهد بهدوء وقالت ببرودة أعصاب :
-اقصد انني تزوجت وطلقني
ثم أخرجت ورقة الزواج من جيب سروالها ليأخذها كيفين بعنف وفحصها ، ثم طبقها بين يده وألقى بها أرض ، ثم صفعها قلم قوي على وجنتها تفاجأت به متأوه ، حاول ابراهام أن يبعد كيفين عنها ولكن دفعه كيفين بقوة لينصدم في الحائط ثم يسقط أرضا على ركبتيه ، فيما قبض كيفين على شعرها ودفعها على الاريكه لتجلس عليها تنظر إليه بخوف واضعة يدها على بطنها الذي تؤلمها من دفعته ، وضربته جدته على ظهره بالعصر بضعف بحكم سنها ، فأخذ العصى وألقى بها بعيداً ، ثم وقف أمام أديل واضعا قدمه اليمنى جوارها على الأريكة وقبض على شعرها بقوة متسائلا بعصبية :
-تزوجتِ من يا أديل ؟
لترد عليه بحده :
-هذا ليس من شأنك .. وابتعد عني
-فعلتي هذا حتى ابتعد عنكِ .. أخطأتِ أديل .. أنا لن اتركك وسأتزوجك رغما عنكِ وستكونين لي خادمة مطيعة
نهض ابراهام واضعا يده على ظهره يتألم وقال بتحدي :
-لن اعطي لك الفرصة يا كيفين
لينظر كيفين إليه بنظرات تشبه الجحيم ، فيما دق جرس الباب ليفتح ابراهام واقتحم البوليس المكان فتحولت نظرات كيفين إلى ضعف ودهشة واستقام في مكانه ، فنهضت أديل لتقف بعيدا عنه واعترفت أنه تهجم عليها بالضرب ، لتعارف الجدة وأيضا ابراهام ثم كير الذي دخلت للتو ، قيد الضابط يديه فنظر كيفين إلى أديل نظره لا توحي ألا بالشر قائلا بصوت جهوري :
-سأعود يا أديل
ثم أخذه الضابط وخرج وخلفهم العساكر ، ثم قالت كير :
-هيا بنا يا أديل لنذهب بعيدا
***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي