الفصل الثالث

الفصل الثالث

_لا طبعا أبوكى وصانى قبل ما يموت مفيش شغل وكمان عايزة تسيبى كليتك عشان ايه بقى ربنا هيكرمنا إن شاء الله وأنا هشوف شغل يناسبنى ولا أنتى ولا اخوتك هتسيبوا الدراسة ابوكم كان طفحان القوتة عشانكم وأنتى بكل بساطة بتقوللى هتسيبى الكلية أنسى يا يقين الكلام دا ويلا اتفضلى روحى اوضتك سيبنى اريح شوية الأ أنا مصدعة من كثر العياط اعمللى كوباية شاى بالنعناع وخذى الباب فى ايدك ومتخليش حد من اخواتك يجيلى وخلى بالك منهم

اؤمات يقين وغادرت وهى عازمة النية باقناعها مهما حدث فهى ستضحى من آجل شقيقاتها الصغار، سارت بخطوات بطيئة حتى وصلت المطبخ لتعد قدحين من الشاى بالنعناع لهما، ظلت تفكر وتفكر كيف سيسير منزلهما فى الأيام القادمة، فوالدها كان يفعل المستحيل من أجلهما، ذرفت دموعها على وجنتيها

تتذكر مواقفها مع ووالدها وكم كان حنون لا يحرمهما شىء، يفعل قصارى جهده، ليوفر لهما احتياجات الحياة، فكانوا لديه ووالدتهما شىء مقدس، كففت دموعها واصرت على ما أنتوت فعله، فهى لن ترضى على عمل والدتها فى ذاك السن الكبير هذا، وماذا ستتحمل مشاقة العمل وهى بالكاد كانت تخدمهما

وتفعل لهما ما يحتاجوه، فكفاها خدمة خمس فتيات وخصيصا الصغيرتين، روفيدا ورحيل فتلك الفتاتان يخرجونها عن شعورها

بشقوتهما اللأ المتناهية وشجارهما الدائم تنهدت وشعرت بأنها بحاجة لتجديد الهواء لرئيتها ذهبت تعطى الشاى لوالدتها،ومن ثم تنفرد بذاتها فى غرفة الجلوس لتفكر بما آلت اليها الامور

دلفت الغرفة لوالدتها وجدتها تغط فى سبات عميق، لن تقو على ايقاظها فثلاث ايام العزاء واستقبال المعزين أنهكت روحها وأبقتها تشعر بالنعاس

تسللت بالخارج ودلفت المطبخ لتجلب قدح الشاى خاصتها لتدلف غرفة الجلوس، فكم كانت تحتاج لتلك الجلسة الرائعة لتفكر كيف ستفعل لوالدتها وشقيقاتها الصغار، كم تخشى إن تصاب زينة بمكروه فهى منذ موت والدهما وهى لا تتحدث قط وبل دائمة البكاء حتى تغفو، وهكذا أضحت حياتها

فهى رغم خوفها تركتها تهدأ روحها وتصدق كون والدهما رحل تاركا إياهم يواجهون عواصف من الحياة التى لا يعلما كيف سيواجهونها وهما ليس لديهما آخ يساندهما ويعونهما عليها

لتردد بصوت هامس:

_معنا ربنا احسن من الكل يارب ماما توافق اشتغل بقى لأنى مش هقدر اشوفها بتمرمط فى الشغل وأنا واقفة اتفرج بابا كان قوى وحازم لكن ماما قلبها طيب وهتوافق بإذن الله عشان اخواتى الصغيرين دول الغلابة وخالى يدوب بيكفى نفسه هو وعياله ومراته بالعافية

تنهدت وارتشفت القليل من قدح الشاى خاصتها تفكر بخطة باقناع امها، انهت نصف قدح الشاى وتركته جانبا تفكر فى طريقة لست بصعبة لتقنع والدتها بالعمل حتى وإن توسلات إليها حتى ترضخ لها
**
كانت الصغيرة سلمى تطهو بطاطس ورز لوالدتها لتتغذا وتتناول علاجها،وضعت الطعام فى الصحون وذهبت لوالدتها وضعته امامها، واطعمتها بيدها حتى امتئلت معدتها بالطعام ونحت الصينية جانبا، آخرجت الدواء من الشنطة وباشرت فى اعطاه لها


دعت حفيظة لأبنتها وظلت تطالعها بقلب ام مفطور فكيف لأبنتها الصغيرة بأن تراعاها بذاك العمر الصغير، تذكرت حين أتي المهيب وطالبها بأن تستعد والطبيب سياتى لها بالمنزل يكشف عليها، فهو الأن ببربطانيا وسيعود الخميس المقبل ليرأها

دعت له وشكرته كثيرآ، بينما اخرج المهيب مبلغ من المال اعطاه لها، وجلب لها ممرضة تاتى يوميا لمساعدتها وتمنى لها الشفاء العاجل، طالبا منها إن تعدٍ سلمى لمدرستها لتستئانف

رفضت الصغيرة وبشدة ولكنها امام اصراره والحاحه وافقت على مضض فهى بحاجة لتعود لدراستها مرة أخرى، لتصبح مهندسة فهذا حلمها،تمددت حفيظة لتغط فى سبات عميق فهى بحاجة للراحة ولو قليلا

بينما ظلت سلمى تمسح على وجهها بحنو قائلة:

_ربنا مايحرمنى منك يا ماما يارب ويحفظك ليا ويشفيكى ويعافيكى

آخذت صينية الاكل خارجا تاركة آياها تاخذ قسط من الراحة بعد الدواء الثقيل الذى تتناوله
**
أنتهى ضياء من حسّن واعطها المال الذى طلبته وأكثر وارتدى ثيابه وطالبها بأن تتجهز، ليعيدها الى حيث اتت، تدللت حسّن عليه قائلة:

_ولعنا سيجارتين مالك مستعجل كدة ارقصلك يا باشا أنت طلعت اسد

أبتسم ضياء وأمسك ياقة قميصه بغرور قائلا:

_طول عمرى والله يلا ابقى تعالالى المرة الجاية بقى هنقعد اكثر من كدة ياحلوة

قرصها من وجنتيها بقوة وزاد من قرصه لها، مما ألمها ذلك لتقول حسّن:

_ايه يا باشا وجعتنى ما بلاش خشمية هى دى معاملة نعامل بها بنت انا قايمة اتجهز ويلا نمشى

ذهب ضياء للخارج تاركا إياها تحاول النهوض عدات مرات حتى نجحت باعجوبة ظلت تسأل ذاتها، أليس لها الحق بأن تمكث باحترامها مع زوج يحبها ويحترمها، لتبتسم بسخرية قائلة:

_اوعى تكونى صدقتى نفسك يا بت اللى زيك هيفضلوا كدة ستات للسرير بس لا يصلحوا لتكوين حياة اسرية منه لله بقى لولاه مكنتش وصلت للى وصلته دا وهل فى حد بيختار قدره كان نفسى اعيش حياة مستقرة مع ناس بتحبنى نفخت بعصبية

ذهبت للحمام لتغتسل وتبدل ثيابها مستغفرة ربها مرارآ وتكرارا، عله يغفرلها ذنوبها تلك، فركت شعرها جيدآ وتساقطت دموعها بغزارة فهى رفضت تلك الحياة التى مقتها وبشدة

فزوج أمها من كان يقف لها بالمرصاد، فقد سلبها شرفها فى الخامسة عشر من عمرها، وصورها وهددها لو تحدثت سيرى والدتها تلك الصور وبل العالم اسره، تنهدت بقوة فهو كل ليلة ينهك جسدها ويستبحه ووالدتها مسيطرة عليه تجعله خادم تحت قدميها، ولا يقو على فتح فمه فهى تضربه كما يحب دوما، وترسله لرفيقاتها يفعلن معه ما يحلو لهما مقابل المال، وإذا شكت منها احدهم تعاقبه بطرده من المنزل ويعود كالكلب بعد انتهاء المدة التى حددتها له والدتها وإذا تمرد تهدده بصوره كخادم وهو عليه الصمت فقط فحسب

ياتى اليها متسللا ليلا بعد إن تنام والدتها، فهو يعلم بأن والدتها ذو نوم ثقيل، يستبح من جسدها، وتبرحه ضربا وتمارس سلطتها عليه ك امرأة قوية ومسيطرة وتجعله يقبل قدميها ومن ثم يعود لوالدتها ينام بجانب فراشها، ولا ينسى آخذ اى شىء منها لبجلب الاشياء التى يتعاطها، فوالدتها من آمرتها تبرحه ضربا وتجعله خادمها بغيابها،وهو من يفعل كل شىء بالمنزل حتى ينهكه التعب ويبلغ منه مبلغه
**
عاد المهيب منزله بعد يوم شاق وقد ألمته قدماه كثيرا ظل ينتقل بين التجار ليحصل منهما المبالغ المتاخرة، استمعت والدته لصوت المزلاج، وقفت امام الباب وأنتظرته ليفتحه فرحت كثيرا قائلة:

_حمد لله على سلامتك يا حبييى احضرلك الاكل على ما تاخذ حمامك يا قلب امك

أقترب المهيب منها وقبل رأسها قائلا بلطف:

_تسلم ايدك يا أمى بس انا يا غالية هموت وأنام تعبان اوى لو كوباية شاى من ايدك الحلوة دى يبقي كثر خيرك هروح اطمئن على الحاج راغب واروح انام يا ست الحبايب

_عيونى ياقلب امك طيب مسافة ما تطمئن على ابوك اكون عملتلك الشاى يا حبيبى

ذهب غرفة والده طرق الباب سمح له بالدخول، فتح الباب ودلف للداخل وجد والده جالسا على سجادة الصلاة يسبح بيده اليمنى، اقترب منه وقبل يده اليسرى قائلا:

_حرما يا حاج راغب عامل ايه يا غالى دلوقتى بتاخذ دواء الضغط بتاعك

_جمعا إن شاء الله الحمد لله يا قلب أبوك أنت عامل ايه ياحاج مهيب أنا عارف أنى الشغل على دماغك أنت يا حبيبى سامحنى اقوم من الوعكة الصحية دى واسترد عافيتى وارجع الشغل ثانى

طالعه المهيب معاتبا وربت على كتفيه قائلا:

_يا حبيبى ياحاج راغب ربنا يديك الصحة وطولة العمر يارب ويباركلنا فيك لو سمحت متقولش كدة ثانى ممكن ولالا

هز والده رأسه موافقا ونهض من جلسته ليتمدد على فراشه داعيا لولده الكبير بالخير والفلاح، آمن المهيب على دعواته تاركا إياه ليستريح قليلا
**
لململت يقين ثياب والدها جميعها وغسلتهما، بينما كانت تعانق قميص لوالدها وتستنشق عبقه، تساقطت دموعها رغم عنها وراحت تحادث قميصه كأنه هو من تحادثه، فكم اشتاقته والدها الحنون، فغيابه كان بمثابة كسر للروح الهشة

فوالدها ذاك كان ليس بحنانه احد، فكما دللهما وجلب لهما ما يحتاجونه دون إن يلحان بالطلب، بمجرد توافر المال يفعل ذلك من تلقاء نفسه

حتى طلبات الصغيرتين التى كانت لا تنتهى كان يجلبها ويعطيها لهما، وهو يبيتسم بوجيهيهما الاميرات يؤمروا وهو عليه النفاذ، لن ولم يكل ولا يمل مرة من طلباتهما وحين ننهرهما حتى لا يثقلا عليه، كان يسالوهما من دون إن يدروا ويجلب ما يطلبونه

صرخت صرخة مكتومة، لئلا تشعر بها والدتها تشعر بضياع فهى تحتاجه وبشدة، أليس هو من وعدهما بأنه لن يتركهما مهما فعل، لماذا نكث وعده ورحل وآخذ معه بهجة هذا المنزل، فكم كان يفعل حركات محببة لهما، ليضحكهم قليلا ولن تنسى حين آخبرهما ذات مرة

_تعرفوا يا بنات أننا لازم منسباس اى فرصة نضحك فيها عشان احنا مش عارفين بكرة هيبكينا قد ايه حلاوة الحياة شوية بس ومرارتها كثير عشان كدة يا حبايب ابوكم اوعوا تخلوا مرارتها تنسيكم حلاوتها اصلى يا بنات الحاجات الحلوة دى مبتتنسيش خالص يا بنات مهما حاولنا ننساها مبننساش صدقونى اضحكوا ومتخلوش الحزن يسيطر عليكم حتى ولو قولكم أبوكم مات أفتكرونى واوعوا تعيطوا اترحموا عليا وعيشوا حياتكم واضحكوا واملوا الدنيا بضحاتكم ويارب على طول سعداء يا بناتى الحياة لو مت مش هتقف عليا هبقى حاسس بيكم وقريب منكم أنتوا بناتى وأنا مليش حد غيركم احس بيه والله، ها زى ما قوللتكم حطوا نصايحى دى فى بالكم يا حبايبى

ازدادت شهقاتها لن تحاول كتمها تلك المرة تحمد الله بأنها بالحمام تمتمت قائلة:

_ليه يا بابا كدة هونا عليك كنت بتقولنا حاجات ومكنش نعرف أنك بتدربنا على غيابك اللى كسر روحنا لو فضلت اصرخ لحد ما تتقطع احبالى الصوتية مش هقدر اوصفلك احساس الوجع والألم والكسر اللى سبتهولنا بغيابك يا روح قلبى ليه عملت كدة ومشيت ياترى زهقت من حملنا يا بابا دا أنت كنت دايما تقولنا أنه صاحبك عمو عبد الوهاب بيقولك أنه ربنا رزقه بمصيبتين ولاده وكان بيحسدك علينا ويقولك يبختك عندك الحلويات كلها البنات هى اللى بتعمل حس فى البيت واللى عنده بنات يملك السعادة والحب والوجه الحسن حسدوك فينا يا بابا لحد ما غبت عننا والله يا بابا رحيل وروفيدا لحد دلوقتى مش مصدقين أنك موت لدرجة لسة بينتظروك قدام الباب عشان تحضنهم اول ما تدخل من باب الشقة بقوا يصرخوا بالليل وهما نايمين وهما بينادوا عليك وخصوصا دلوعتك رحيل يا بابا اللى كنت بتنفذلها كل حاجة بتسال عليك ودائما معتقدة أنك مسافر وهترجع ليهم ثانى ميعرفوش أنى اللى بيروح مبيرجعش

خرجت منها آهة ملتاعة وكففت دموعها وذهبت للخارج لتضع الغسيل على الاحبال لحين آن يجف وتضعه بخزانة ملابسه قررت الاحتفاظ بهما لتستنشقهما كلما شعرت بالاشتياق لبطلها الخارق
**
تمددت السيدة بهيرة زوجة المعلم عرفة الجزار على فراشها تبكِ بدون صوت، فهى من اعطت الست أرزاق عين لتصيب زوجها ويموت، فهى لن تقصد هذا فربما حسدتها قليلا على ما عاشته مع ذاك الرجل الطيب، ليسقط عليه لوح من الخشب ويسقطه صريعا، فكيف ستواجه المرأة بعد اليوم وهى من حسدتها

على تلك الحياة، ربما كانت تتمنى رجل يصونها ولا يضربها كلما رأها بسبب وبدون سبب، بعد قليل دلف عرفة الغرفة وصاح على امرآته قائلا:

_بهيرة يا زفتة قومى حضرلى الحمام وتعالى دلكى رجلى يا ولية ولا اقولك ثانية واحدة ام حياة تعالى يا بت ادخلى سلمى على ضرتك يا حبيبتى

دلفت أم حياة الغرفة تطرقع بالعلكة واقتربت منها وجلست لجوارها مدت يدها تصافحها قائلة:

_ازيك يا ضرتى عاملة ايه

رفضت إم إبراهيم مصافحتها بينما صاح بها المعلم عرفة بأن تذهب وتنام بغرفة أبنتها، من اليوم تلك الغرفة لهما هو وأم حياة، نزعت أم حياة العباية ليظهر اسفلها قميص نوم أبيض شفاف يكشف اكثر ما يستر اقتربت من زوجها قائلة:

_تعالى يا رجلى ادلك رجلك معلش بقى البت حياة هتنام معاكم فى الاوضة وياريت تسبولها السرير لإنها مبتعرفش تنام جنب حد مكنتش هجيبها بس المعلم مسبنيش اخليها لوحدها فى البيت صح ياروحى

مسك المعلم عرفة شاربه قائلا:

_طبعا معنديش بنات تقعد لوحدها بنتك هى بنتى هتاخذ مصروفها زيها زى الولا إبراهيم والبت دنيا

لؤت بهيرة فمهما بامتعاض قائلة:

_مش لما تدى فلوس لعيالك الاول تبقى تدى لبنت المحروسة مراتك

قالت كلماتها تلك وخرجت من الغرفة بعدما شعرت بنفاذ الهواء من رئيتها، فكم ألمها هيئة تلك المرأة اللعوب التى تزوجها زوجها،أقسمت الأ تتركه يتهنىء بزيجته تلك ممسكة بخصلة من شعرها قائلة:

_هقصوا لو مخلتكمش تقولوا حقى برقبتى
**
بجوار آحد المساجد العتيقة التى شييدت منذ زمن بعيد كانت تقف فتاة فى اوائل العشرينيات فى أنتظار المرشد السياحى لتبدأ جولتهما كما وعدها، لزيارة معالم اثرية فهذا أكثر ما تحبه التاريخ، فقد احبته من حكاوى والدها لها، فكانت وهى صغيرة لن يسرد لهما قصص اطفال

بل يسرد لهما حكاوى تاريخية حتى كبرت وهى تحب التاريخ كثيرا، وبل قرات عنه الكثير والكثير فى الكتب والمراجع

بعد عدات دقائق قد اتى اليها ضياء وقف امامها مصافحا يدها قائلا:

_رنين صح

_ايوة يا استاذ ضياء أنا رنين

تصافحا وبدأ له بأنها متوترة بعض الشىء، فهى أبنة رفيق خاله، وقد طالبه خاله بتدربيها لتكن مرشدة سياحية مثله، وسرد له كم هى عاشقة للتاريخ منذ صغرها وهى لا تنصت لسواه لحب والدها المؤرخ والدكتور سعيد الشايب له، لترث ذاك الحب من والدها دكتور التاريخ بكلية الاداب جامعة عين شمس

سارا معا واندمج ضياء فى شرح تلك المعالم، فكانت رنين الشايب مبهوتة بما تسمعه من ضياء، فبدأ لها بأنه مولعا بالتاريخ هو الآخر فكان يشرح لها بالتواريخ، ويحرك يداه ذات اليمين وذات اليسار متحمسا ليشرح لها الكثير والكثير مما ليس لها درايه به

وظلت تدون ما قاله ضياء ولا تنسى كلمة مما قالها، فعلى ما يبدو بأنهم الاثنين مولعين بالتاريخ، فحبهما بالتاريخ واحدآ
**
كانت أرزاق تجلس فى الردهة تفصص البزلاء لتطهوها لهما، رغم أنها قد قررت بأنها لن تطهوها مرة اخرى فالصغيرتين يعشقونها، ودوما احمد ما ياتى لها بالحلم مطالبا بفعل كل ما يطالبونه البنات، ويشدد من وصاياه، طرق الباب نهضت أرزاق من جلستها لتفتحه بعدما ارتدت الخمار المعلق خلف الباب، وجدت امامها الحاج مجدى العنتبلى صاحب المنزل الذى يقطنون به

خجلت أرزاق فهما عليهما شهور متاخرة من الايجار، كان احمد منتظرا ليقبض الجمعية ويسدد الشهور المتاخرة عليهما، بلل الحاج مجدى فمه قائلا:

_فين الايجار ياست ام يقين بقالكم سنة مبتدفعوش وكدة مش هينفع الأ لو اتقفنا اتفاق هعفيكى من الايجار وهكتب الشقة ليكم ادخلى ادخلى هقولك على الاتفاق حاسس أنه هيعجبك اعمليلنا كوباتين شاى

تكتفت أزراق امامه واخبرته بهدوء:

_مينغعش يا حاج مجدى احنا ولاية عايشين لوحدنا قعدتك كدة غلط الناس هتاكل وشى من فضلك امشى وأنا هدبرلك حاجة من الايجار واكلمك ادهولك بإذن الله

_هى حاجة واحدة بس اللى هتعفيكى لو عملتيها هتشوفى الهناء اللى هتعيشوا فيه أنتى وبناتك يا.....
**
يتبع