4
" لماذا تستمر بفعل ما لا أريده؟"
أنا همست ببطء نظرت إليه بطرف عيني، لم يجب على حديثي و كأننى كنت أحادث جبلاً أصماً، أخذني إلى الغرفة وأغلق الباب بقوة، أنزلني برفق على السرير، إقترب كثيراً منى، كانت دقات فؤادي خارجة عن السيطرة.
" هل كان عليك خلع ثيابك بتلك الطريقة و أمام جميع هؤلاء
الناس؟"
قال يوه بينما أدار وجهه لليسار قاطبا حاجبيه و تلك النظرة في عينيه يعبر عن غضبه.
" الفستان سيعيق قتالي، كما أنني كنت أرتدي بنطال و قميص طويلاً و لا أرى عيب فما فعلته"
أنا رددت عليه بينما حاولت الإبتعاد قليلاً عنه، امسك بيدي و أمالنى على الطرف الأخر من السرير كانت قبضته قوية جدا، انحنى وقبل عنقي لأكثر من مرة.
"أتعلمين ؟ أنا فخور أنك زوجتي، يسعدني كونك ملكة مملكتي، أنت حقاً مميزة، ليس عليك الإهتمام لما يقول هؤلاء فهم ليسو سوى معارضين ذوي وجهين، كما أنك سيدة القصر تصرفي على هذا الأساس"
همس يوه في أذني، صوته كان حنونا يثير الدفئ، لم ألبث إلا و بالبكاء كالطفلة بدأ فقد كنت أكتم دموعي، لفترة طويلة.
" لما عليك أن تكون لطيف معي لهذه الدرجة ؟
لما؟"
أنا صرخت بينما كنت أضربه بيد عاجزة عن تغيير الماضي و إصلاح كل شيء.
" ل _ل لو أنك تزوجت بأميرة جميلة ذات مكانة
و مهارات عالية لما كانوا ليقولون هذا، في الاساس لما تزوجت بي دون غيرهن"
أنا قلت بشهيق و صوت متقطع من كثيرة البكاء.
"لأنني لم أرد غيرك و لا أرى في الوجود إلا أنت،
عزيزتي لا بأس سيكون كل شيء بخير أعدك"
قال يوه بينما ضمني إليه بقوة.
ثلاثة ساعات من البكاء المتواصل و أنا بين أحضانه، لم أكن أدرك سبب بكائي الشديد، كان يوه يمسح دموعي يواسيني، يحاول إضحاك حتى عادت الإبتسامة على وجهي، أما عن ليلتنا تلك فقد كانت طويلة جداً قاسية قليلا، بالنسبة لي لم أستطع نسيانها أبدأ، كنت أظنه يمزح حينما أخبرني بأننا سنمارس الحب هذا المساء، لقد صدق في قوله لم أتمكن من منعه بأي حق يتيح لي إيقافه.
إستيقظت بجسد خامد يود أن ينام ولو لأسبوع دون إنقطاع، لقد كان يوه مستلقيا بقربي شعره مبعثر ملامحه هادئه، أرجعت بعض خصلات شعره للوراء، مسحت على جبينه ببطء، بلمح البصر فتح عيناه، لقد أفزعني، سحبني إليه فوقعت على صدره بقوة. لقد كان دافئاً جداً.
" ألم تكفيك ليلة البارحة!"
همست بينما احتضنته برفق، كنت خجلة من النظر في عينيه.
" ماذا هناك ألا تريدن إكمال تأمل ملامح وجهي"
قال يوه ثم قبل جبيني.
" إ _إ إصمت أيها ..."
أنا قلت لكنه قاطعني قائلاً:
" آسف لكنني سأغادر مساء هذا اليوم على تفقد بعض الأمور في أجزاء المملكة، أرجوك لا تتهوري و كوني بخير إلي أن أعود"
قال يوه بينما نهض ببطء، أخذ ثوبه و بدأ بارتداء معطفه.
" م _م متى س_ س ستعود؟"
قلت بحزن أيعقل أنني تعودت على وجده قربي؟
هذا مستحيل، إستفيقي يا أنا من أحلامك.
" لا أدرى، ولكن سأحاول العودة قريباً"
رد يوه بوجه بارد الحس و عيناها تقولان العكس.
" إسمعني جيداً عليك أنت تعود سالما، سأكون في إنتظارك أتسمعني"
أنا قلت بغضب، تبسم هو و لوح بيده لي.
" لا تقلقي سأتصل بك كل يوم"
قال يوه خرج من الغرفة.
تزملت بالملائة و سرت الي الحمام، كانت المياه دافئة، بالي مشغول جداً عليه نظراته تلك لم تكون طبيعية كعادتها، أتمنى أن يكون بخير، صفعت وجهي بقوة وقلت:
" منذ متى وأصبح أمره يهمك، لماذا تغير موقفك تجاهه بهذه السرعة؟"
أنا قلت في نفسي تنهدت لعدة مرات و صفعت وجهي عدة مرات، رحل يوه قبل المساء و لم أتمكن من رؤيته أو توديعه، كنت أشعر بالالم في صدري.
" لما هذه المشاعر تراودني"
أنا قلت بينما احتضنت الوسادة.
_
في الجانب الآخر عند جلالة الملك يوهريك
" سيدي الملك لدى بعض المعلومات"
قال آهان بتوتر شديد.
" آهان إجلس و أخبرني بالتفاصيل"
أنا قلت بينما أخذت كأس من النبيذ.
"عذراً جلالتك !
لقد تمرد حكام القطاع الشمالي و الجنوبي من الجزء الذي تحت قيادة سمو الأمير إيسن"
قال آهان بتردد.
" أغيب فقط لاتزوج و أعود و أجد المملكة كلها مقلوبة رأس على عقب، ماذا كنتم تفعلون أيها الحمقى"
أنا قلت بغضب شديد
" هون عليك يا أخي!
آهان ألا تمانع بتركنا وحدنا لبعض الوقت".
قال أخي الأمير ديبراو.
خرج آهان بسرعة وجلس أخي بقربي أخذ قنينة النبيذ
و سكب لنفسه نصف كأس.
"دعك من أمر هذه المشاكل وأخبرني كيف جرى الأمر بينك و بينها ؟ ألم تخطط للزواج منها للاستفادة من قدراتها وتحقيق حلم ولدنا؟ لا أراك قد أنجزت أي تقدم من هذه الناحية "
قال أخي بخبث
" هذا لم يعد من شأنك"
قلت بحسره.
" لا تقل لي أنك قد وقعت في حبها"
همس أخي ديبراو و بدأ بالضحك بهستيرية
أشحت بنظري عنه و قلت له:
"أجل أظن ذلك"
قلت بتلبك.
" هل تارا تعلم الحقيقة و ما هي الأسباب التي
دفعتك للزواج منها؟"
سأل ديبراو بينما نهض من كرسيه متجهاً للخارج.
" لا و لن تعلم و لذلك ليس عليك إخبارها بشيء"
قلت بينما نظرت إليه بحدة.
" رغم أنك كنت تعلم أنها غير موافق على الزواج منك
لكنك اصررت على الزواج منها كم أنت شخص أناني،"
همس أخى ديبراو.
"ديبراو!"
أنا قلت بينما نهضت.
" حسنا فهمت سأتولى أمر المتمردين، شكراً لانك لم
تتزوج أختها ملياس"
قال أخي ديبراو ثم خرج.
"أيها الغبي كيف سأتزوج من فتاة أنت تعشقها ، سأفعل أي شئ حتى أسعدكم حتى و عنى الامر التضحية بحياتي"
انا همست، وردني اتصال من القصر.
" م_ م مساء الخير"
قالت تارا بتلبك لقد كانت ترتدي ثوبا أبيض جعلها أكثر بهاءا.
" ماذا أرى هل إشتقت إلي يا عزيزتي"
أنا قلت و فؤادي يغمره السعادة كلما رأيتها.
" أ أ أجل بل بالطبع لا لا يمكنك قول ذلك!
لكن وددت فقط أن ارى ما إن وصلت بأمان فقد كانت ملامحك حزينة هذا الصباح، لقد قلقت عليك"
قالت تارا و عينيها تكاد تبكيان.
"ليس هناك داع للقلق على، أنا بخير"
قلت بينما تبسمت في وجهها فقد أسعدتني كلماتها تلك.
" اوه جلالتك لقد نسيت سيفي في الداخل"
قال أخي ديبراو فجأة دخل على الخيمة التي أنا بها ووقف ينظر الي الشاشة المعروضة عليها صورة تارا.
صفر بصوت عال و قال :
" بنقوا يا رجل لم أتوقع أنها ستكون صيد ثمين هكذا"
صرخ أخي دون مبالاة ضربته على رأسه بسيفه و أخرجته قسرا من الخيمة
" فلتمت"
قلت لأخي قبل أن أعود للخيمة.
" من كان ذلك الوسيم ذا الشعر الأشقر الجميل؟
هل يمكنني التحدث إليه؟
لا أصدق أن ذلك كان سيفه من أين حصل عليه، أود مبارزته"
قالت تارا بشغف و عينين تبرقان
" لا أستطيع سماعك، سأحادث لاحقاً"
انهيت الاتصال بها بسرعة و هرعت لتلقين أخي درساً لن ينساه أبداً، وجدته مستلقيا على الأرض أمام الخيمة و الابتسامة تعلو
وجهه.
" فقط دعني أتحدث معها ليوم واحد، و أعدك أنني
سأجعلها تقع في حبي بدلاً من مخبول مثلك"
قال أخي بينما أرجع خصلات شعره للوراء بطريقة
مبهرة جعلتني أغضب كثيراً.
" ما الذي تقوله ايها الحثالة؟"
قلت بغضب شديد.
" توقفا أيها الاحمقين!"
قال أخي ماكيل الذي أتى مع أخواي تيم و تان .
" مرحباً ديبراو و يوهريك"
قال أخواي التؤمان تيم و تان أنهما لا يزالان في الرابعة
عشر من عمرهما.
"ما الذي أتى بكم إلى هنا؟"
أنا سألت
نهض ديبراو و قال:
"حسنا انا من دعوتهم، ليس هما فقط بل جميع إخوتنا،
البقية سيصلون بعد قليل، تفضلا يا تيم و تان و
أنت أيضاً يا ماكيل خيمة أخي كبيرة وواسعة تتسع لنا".
قال ديبراو بينما دفعني للخلف و أدخل إخوتي للداخل.
" فسر لي ما يحدث الآن؟"
انا قلت.
" ديبراو و يوهريك ماذا تفعلان بالخارج تعليا"
قال تيم.
"أخي ماذا يوجد داخل هذا الصندوق؟"
سأل تان.
"ضعه أرضاً أيها الشقى"
أنا صرخت بينما ذهبت لأخذ الصندوق منه.
" لماذا لم توقفهما يا ماكيل؟"
أنا قلت ملتفتا إلى ماكيل الذي كان يحتسي النبيذ
متجاهلا ما أقوله.
"يا فتيه ماذا تفعلون؟"
قال أخي جون بينما جلس على الكرسي.
" متى حضرت ؟"
أنا سألك.
"جلالتك أيمكنك الإسترخاء قليلاً التجاعيد بدأت تظهر عليك"
قال أخي الأكبر رامويل بهدوء، أخي رامويل يكون قائد الجيش الأول للجهة الغربية للمملكة، فمملكة العالم السفلي تنقسم الى عشرين قطاعا كل قطاع يديره حاكم، ثمانية من إخوتي يحكمون ثمانية قطاعات.
" بحق الله أود فهم ماذا تفعلون هنا؟
أليس لديكم عمل تقومون به؟"
أنا سألت بغضب شديد
" إسترخي فقد دعوتهم لاجتماع سري طارئ علينا
مناقشة بعض الأمور"
قال اخي ديبراو.
" سأذهب لإخبارهم أن يحضروا بعض الطعام الشهي"
أنا قلت بينما خرجت.
ستة من إخوتي متزوجون، إثنين منهم يعيشون مع
زوجاتهم خارج مملكتنا، كنت أتساءل إن كان بإمكانهم الحضور، فأنا لم أرهم منذ أن استلمت الحكم قبل عامين .
طلبت من الطهاة إعداد كل الأطباق التي يحبها إخوتي، الوقت كان متأخراً الجو هادئ و صافي، كنت أفكر بتارا
تلك التي نبض فؤادي لها.
لم أتوقع أن أقع في الحب مطلقاً لم أتوقع أن يشغل بالي شيء آخر غير القتال وإدارة شؤون القصر.
"كم إشتقت إليها"
أنا همست بينما جلست على جزع بالقرب من النار.
كانت النار تتقد بجمال تشتعل و كأنها تحاول محاربة
الهواء، أما عن الرياح فإكتفت بمداعبتها تحركها كيف تشاء ، هكذا صار قلبي منذ أن قابلتها أول مرة، أغضب و أحزن لرؤيتها عابسة يزعجني كثيراً رؤياها تبكي، تسرني ضحكتها كلماتها و خجلها الدائم حينما تراني أعشق كل تفاصيلها.
"يوهريك أرى أنك قد تغيرت، منذ متى وأنت تفكر في شخص لهذا الحد، أنت حتى لم تلحظ وجودي حينما قدمت إليك"
همس أخي بيان، إن بيان أخي ساحر معالج يعد الطبيب الأول في مملكتنا كنت أفضل الحديث معه أكثر من بقية أخوتي.
" بيان أهذا أنت حقاً؟
لا أصدق هذا
ألم تكن في مهمة لجمع بعض الأعشاب النادرة ؟
ألم تقل أنك لن تعود قريبا؟
أنت لا تعلم ماذا حدث في غيابك
أنت حتى لا تجيب على اتصالاتي "
قلت بسرعة و توتر.
استرخى بيان و جلس على الجذع المقابل لي.
" إنها قصة طويلة، و لكن المهم أنني أتيت، أخبرني ماذا حدث في غيابي؟"
سأل بيان بينما كان ينظف نظاراته التي تعكس ليهب النار
الموقدة و لونها الباهي.
"لقد تزوجت ، أنا ق ق قد وقعت بحبها"
قلت بينما نظرت للأسفل.
" مستحيل، لم يخبرني أحد بهذا
من تكون تلك تعيسة الحظ هذة ؟
كيف وافقت ؟
أجبرتها على الزواج منك؟"
قال أخي بيان بينما كان ينظر إلي بنظرات شك و يقيت بما قاله، إقترب أخي مانتيرو و ضربني بقوة على ظهري.
" يوهيرك أيها الشقيق!
كيف حالك مضت خمسة أعوام؟
إنظر كيف كبرت هكذا"
قال أخي مانتيرو
مانتيرو يعد الحكيم بيننا جميعاً تزوج من إحدى فتيات عشيرة النور و هو الأن يعيش معها منفصل عنا، أظن أن له ولدان ، أخباره دائما مقطوعة عنى، كنت سعيدا جدا بقدوم أخوتي.
" ظننت أن زوجتك ستمنعك من القدوم"
أنا همست
" اه ، انت لا تدري فقد تسللت دون أن تشعر و أتيت
إلى هنا متخفيا كالنينجا"
رد أخي مانتيرو بينما تعالت ضحكاته
" كيف حال أطفالك يا مانتيرو ؟"
سأل أخي بيان بينما نهض بسرعة.
" حسنا هم بخير ، أحضرت معي أحدهم سأتركه
عندك يا هيوريك، فهو مشاغب و زوجتي حامل لن
تستطيع التعامل معه، فأنا كثير الترحال كما تعلم،
سأجعل رو يبقى مع أمه لأنه مهذب و طيب، أما ناجو
لأنه يحبك و يعتبرك كالإلهي أو ما شابه أرجوك إقبل أن يبقى هنا معك فقط لبض أشهر، فغرفته كلها مليئة بصورك"
قال أخي مانتيرو و عيناه تحاول إستعطافي
" هل أنا مربية أطفال؟"
أنا سألت
"هل تعلم زوجتك بأن إبنها سيعيش هنا مع يوهريك؟"
سأل بيان.
" أجل تحدثت معها ووافقت بعدما قلت لها أنه سيبقى
مع يوهريك فهي من اكبر معجبينك كما تعلم"
قال أخي مانتيرو بنبره من الغيرة.
" أيها السادة لا يعقل أنكم هنا تتحدثون و البقية
قد التهموا جميع الأطعمة تعالوا"
قال أخي ديبراو.
تحركنا صوب الخيمة ، تفاجأت بوجود جميع أخوتي بالداخل.
" عيد ميلاد سعيد يا يوهريك"
هتفوا جميعاً.
" هل أنتم تذكرون متى عيد مولدي؟"
أنا سألت بينما كاد عيناي تدمع فلم يحتفل أحد بعيد
ميلادي منذ وفاة أبي قبل عشرة سنوات.
" مبارك زواجك يا أخي "
قال أخي سابيون، سابيون لا يتحدث كثيراً لكنه يجيد
فنون القتال بارع في إطلاق السهام.
" يوهريك أيها الخائن الكبير"
قالت جول
" كيف تدعوا جميع إخوتك و تنسنى أنا و زوجتك؟
ألسنا من العائلة؟"
سألت جول.
شعرت حقاً بالذنب فأنا لوهلة نسيت أمر عيد ميلادي .
" حراس خذوها و أعيدوها للقصر"
قال ديبراو
فقدم حراس من نوع خاص و سحبوا جول الي القصر
" سأخبر تارا بكل شيء ستندمون جميعكم"
قالت بينما كانت نظراتها تتقد شرا
" لما أخرجتها؟
لم أرها منذ مدة
حتى كدت أنسى أن لي أختا"
سأل سابيون.
" لا أعرف كيف وصلت الي هنا، على كل حال لم أدعها أبدا لإنها خرابة حفلات سوف تخبر الخالات بأننا إجتمعنا و سينزعجن اذا لم نزرهان"
رد ديبراو
" ع ع عمي ت ت فضل هذة هديتك مني و من أمي"
قال ناجو إبن أخي مانتيرو.
أخذت منه الهدية و مسحت على رأسه .
"شكراً لك كثيرا"
قلت له.
بسرعة ركض و أمسك ثياب أبيه و قال:
" أرأيت لقد تحدث معي؟
لقد شكرني يا أبي!"
قال ناجو و عيناه تدمعان، ضحك الجميع من تصرفه، وضع أخي مانتيرو يده على رأسه و قال:
" ألم أخبرك أنه يقدسك؟"
تناولت اللحم اللذيذ و شربنا الكثير من العصير. إستمتعنا بوقتنا جدا، غنا لنا اخي كيوكر أغان جميلة فهو عازف ماهر لا يحب القتال و لا الحروب كثير التجوال. لكن لديه سر لا يعلمه أحد حتى أنا لم أتمكن من كشف سره.
"
والآن لنعد إلى الجزء الأكثر أهمية, ماكسيمام تفضل
هل لديك ما تخبرنا به؟"
قال ديبراو.
" أنت تعلم أنني أكرهك يا ديبراو و لكن لأجل أخي
فقط سأتحدث و أتغاضى عن كيفية إجبارك لي بالقدوم
إلى هنا"
قال أخي ماكسيمام.
" كما تعلمون أنني تزوجت من إبنة ملك البحار الأميرة
نورة ، إستطعت ثقة كسب ملك البحار و شعبه إلى صفنا، هناك بعض المشاكل الداخلية بينهم لكن ليس بالأمر الجلل، قريباً سأتوج ملك على مملكتهم و ستنجح تلك الخطة التي
رسمتها قبل خمسة أعوام.
الجدير بالذكر أن هنالك حركات مشبوه قد تهدد أمن مملكتنا من الجهة الغربية، إكتشفت ذلك أثناء طريق قدومي الي هنا، لم أتمكن من إكتشاف من يكونوا نظراً لضيق الوقت لكن كل ما أعرف أنهم يلقبون أنفسهم الواتيرا "
قال ماكسيمام و هو ينظر إلينا.
ماكسيمام أكثرنا و سامة و كل الصفات الحميدة موجودة فيه ناهيك عن أنه تمكن من هزيمتي كاد أن يكون الملك لولا أن أهدافه كانت أعلى من الصراع على العرش كما كان يزعم.
" أقترح أن نرسل رام و هاك للبحث عنهم"
قلت أنا
" قبل أن نقرر من يتولى أمر ماذا، دعونا نرى
نتائج الخطة التي وضعتها قبل خمسة أعوام."
قال ديبراو.
ديبراو هو العقل المدبر لكل الخطط التي سبق و أثمرت بالنجاح.
" تمكن من توفير أسطول بحري عند بحر يارك،
و لدي أكثر من خمسة و ستين ألف محارب مدرب تحت إمرتي، سيطرت على ثلاثة جزر رئيس والمحيط الأعظم."
قال أخي ماكس.
" شننت حرباً عظمى على مملكة الرمال و انتهى
بهم المطاف تحت حكمى جزيئاً"
قال اخي آشيدارو
" أنت تقصد أنك شننت حربا من أجل فتاة عشقتها و
في آخر المطاف لم تتزوجك و إنتحرت لإنك قتلت خطيبها"
قال أخي ماكسيمام.
" هل يجب عليك صياغتها بهذه الطريقة؟"
رد أخي آشيدارو.
" لا تنسى أن سمعة مملكتنا دائمة الإنحطاط بمثل أفعالك"
قال أخي مانتيرو.
"توقفوا عن بدأ شجار لا فائدة منه، تعرفون القواعد
، للجميع الحق التصرف الكامل في حياته من لم تتعارض قراته و أفعاله أو ردودها مع مستقبل المملكة أو مع أي أحد من أفراد عائلتنا"
قال بيان بصوت عال.
" لقد تزوجت من إبنة زعيم عشيرة عبق الربيع"
أنا قلت وسط الجدال الذي يدور بين أخوتي.
"نحن نعلم بهذا"
قالوا جميعاً بصوت عالي.
" لكن أنتم لا تعلمون من تكون هي، إنها تارا، أو يجب أن أقول، أمير الهلاك كافا"
قلت بصوت جاد.
ضربني بيان بقوة على ظهري ثم قال:
"أنت تمزح يا صاح، أتعنى أن الحامي الرسمي لعشيرة
عبق الربيع و سيافها المشهور الذي يعدد تهديداً شاملاً لكل باقي الممالك يكون فتاة و أنت تزوجتها!
هل فقدت عقلك؟
كيف عرفت أنها أمير الهلاك كافا؟"
قال أخي رامويل
" الحقيقة عرفت أنهما الشخص ذاته بعد زواجي منها، و
لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل"
أنا قلت لهم
عم الصمت بيننا جميعاً لفترة من الزمن
" أتعلمون ما الأمر الهام من هذا!
أخي وقع في حب زوجته تارا ، أتصدقون هذا
صاحب القلب المتحجر بات لديه مشاعر"
قال ديبراو. كاسراً الصمت والهدوء
" أتمنى أن يتعلم ماكسيمام منك يا يوهريك!"
أضاف ديبراو ثم نظر الي ماكسيمام الذي أشاح بوه بغض
" لقد أصبح يوهريك لا يستطيع أن يبقى بعيداً عنها
كثيراً، أتعلمون أنه مستعد لفعل اي شيء لأجلها"
قال ديبراو بينما سكب كأس نبيذ
وقال:
" نخبكم يا سادة و نخب جلالة الملك يوهريك العاشق الولهان"
صاح الجميع بعدما قاله ديبراو و شربنا الكثير من النبيذ
" أقسم أنني سألقنك درسا لن تنساه يا ديبراو"
قلت في ذاتي بينما كنت أنظر إليه وهو يبادلني
نظرات الاستهزاء تلك.
أنا همست ببطء نظرت إليه بطرف عيني، لم يجب على حديثي و كأننى كنت أحادث جبلاً أصماً، أخذني إلى الغرفة وأغلق الباب بقوة، أنزلني برفق على السرير، إقترب كثيراً منى، كانت دقات فؤادي خارجة عن السيطرة.
" هل كان عليك خلع ثيابك بتلك الطريقة و أمام جميع هؤلاء
الناس؟"
قال يوه بينما أدار وجهه لليسار قاطبا حاجبيه و تلك النظرة في عينيه يعبر عن غضبه.
" الفستان سيعيق قتالي، كما أنني كنت أرتدي بنطال و قميص طويلاً و لا أرى عيب فما فعلته"
أنا رددت عليه بينما حاولت الإبتعاد قليلاً عنه، امسك بيدي و أمالنى على الطرف الأخر من السرير كانت قبضته قوية جدا، انحنى وقبل عنقي لأكثر من مرة.
"أتعلمين ؟ أنا فخور أنك زوجتي، يسعدني كونك ملكة مملكتي، أنت حقاً مميزة، ليس عليك الإهتمام لما يقول هؤلاء فهم ليسو سوى معارضين ذوي وجهين، كما أنك سيدة القصر تصرفي على هذا الأساس"
همس يوه في أذني، صوته كان حنونا يثير الدفئ، لم ألبث إلا و بالبكاء كالطفلة بدأ فقد كنت أكتم دموعي، لفترة طويلة.
" لما عليك أن تكون لطيف معي لهذه الدرجة ؟
لما؟"
أنا صرخت بينما كنت أضربه بيد عاجزة عن تغيير الماضي و إصلاح كل شيء.
" ل _ل لو أنك تزوجت بأميرة جميلة ذات مكانة
و مهارات عالية لما كانوا ليقولون هذا، في الاساس لما تزوجت بي دون غيرهن"
أنا قلت بشهيق و صوت متقطع من كثيرة البكاء.
"لأنني لم أرد غيرك و لا أرى في الوجود إلا أنت،
عزيزتي لا بأس سيكون كل شيء بخير أعدك"
قال يوه بينما ضمني إليه بقوة.
ثلاثة ساعات من البكاء المتواصل و أنا بين أحضانه، لم أكن أدرك سبب بكائي الشديد، كان يوه يمسح دموعي يواسيني، يحاول إضحاك حتى عادت الإبتسامة على وجهي، أما عن ليلتنا تلك فقد كانت طويلة جداً قاسية قليلا، بالنسبة لي لم أستطع نسيانها أبدأ، كنت أظنه يمزح حينما أخبرني بأننا سنمارس الحب هذا المساء، لقد صدق في قوله لم أتمكن من منعه بأي حق يتيح لي إيقافه.
إستيقظت بجسد خامد يود أن ينام ولو لأسبوع دون إنقطاع، لقد كان يوه مستلقيا بقربي شعره مبعثر ملامحه هادئه، أرجعت بعض خصلات شعره للوراء، مسحت على جبينه ببطء، بلمح البصر فتح عيناه، لقد أفزعني، سحبني إليه فوقعت على صدره بقوة. لقد كان دافئاً جداً.
" ألم تكفيك ليلة البارحة!"
همست بينما احتضنته برفق، كنت خجلة من النظر في عينيه.
" ماذا هناك ألا تريدن إكمال تأمل ملامح وجهي"
قال يوه ثم قبل جبيني.
" إ _إ إصمت أيها ..."
أنا قلت لكنه قاطعني قائلاً:
" آسف لكنني سأغادر مساء هذا اليوم على تفقد بعض الأمور في أجزاء المملكة، أرجوك لا تتهوري و كوني بخير إلي أن أعود"
قال يوه بينما نهض ببطء، أخذ ثوبه و بدأ بارتداء معطفه.
" م _م متى س_ س ستعود؟"
قلت بحزن أيعقل أنني تعودت على وجده قربي؟
هذا مستحيل، إستفيقي يا أنا من أحلامك.
" لا أدرى، ولكن سأحاول العودة قريباً"
رد يوه بوجه بارد الحس و عيناها تقولان العكس.
" إسمعني جيداً عليك أنت تعود سالما، سأكون في إنتظارك أتسمعني"
أنا قلت بغضب، تبسم هو و لوح بيده لي.
" لا تقلقي سأتصل بك كل يوم"
قال يوه خرج من الغرفة.
تزملت بالملائة و سرت الي الحمام، كانت المياه دافئة، بالي مشغول جداً عليه نظراته تلك لم تكون طبيعية كعادتها، أتمنى أن يكون بخير، صفعت وجهي بقوة وقلت:
" منذ متى وأصبح أمره يهمك، لماذا تغير موقفك تجاهه بهذه السرعة؟"
أنا قلت في نفسي تنهدت لعدة مرات و صفعت وجهي عدة مرات، رحل يوه قبل المساء و لم أتمكن من رؤيته أو توديعه، كنت أشعر بالالم في صدري.
" لما هذه المشاعر تراودني"
أنا قلت بينما احتضنت الوسادة.
_
في الجانب الآخر عند جلالة الملك يوهريك
" سيدي الملك لدى بعض المعلومات"
قال آهان بتوتر شديد.
" آهان إجلس و أخبرني بالتفاصيل"
أنا قلت بينما أخذت كأس من النبيذ.
"عذراً جلالتك !
لقد تمرد حكام القطاع الشمالي و الجنوبي من الجزء الذي تحت قيادة سمو الأمير إيسن"
قال آهان بتردد.
" أغيب فقط لاتزوج و أعود و أجد المملكة كلها مقلوبة رأس على عقب، ماذا كنتم تفعلون أيها الحمقى"
أنا قلت بغضب شديد
" هون عليك يا أخي!
آهان ألا تمانع بتركنا وحدنا لبعض الوقت".
قال أخي الأمير ديبراو.
خرج آهان بسرعة وجلس أخي بقربي أخذ قنينة النبيذ
و سكب لنفسه نصف كأس.
"دعك من أمر هذه المشاكل وأخبرني كيف جرى الأمر بينك و بينها ؟ ألم تخطط للزواج منها للاستفادة من قدراتها وتحقيق حلم ولدنا؟ لا أراك قد أنجزت أي تقدم من هذه الناحية "
قال أخي بخبث
" هذا لم يعد من شأنك"
قلت بحسره.
" لا تقل لي أنك قد وقعت في حبها"
همس أخي ديبراو و بدأ بالضحك بهستيرية
أشحت بنظري عنه و قلت له:
"أجل أظن ذلك"
قلت بتلبك.
" هل تارا تعلم الحقيقة و ما هي الأسباب التي
دفعتك للزواج منها؟"
سأل ديبراو بينما نهض من كرسيه متجهاً للخارج.
" لا و لن تعلم و لذلك ليس عليك إخبارها بشيء"
قلت بينما نظرت إليه بحدة.
" رغم أنك كنت تعلم أنها غير موافق على الزواج منك
لكنك اصررت على الزواج منها كم أنت شخص أناني،"
همس أخى ديبراو.
"ديبراو!"
أنا قلت بينما نهضت.
" حسنا فهمت سأتولى أمر المتمردين، شكراً لانك لم
تتزوج أختها ملياس"
قال أخي ديبراو ثم خرج.
"أيها الغبي كيف سأتزوج من فتاة أنت تعشقها ، سأفعل أي شئ حتى أسعدكم حتى و عنى الامر التضحية بحياتي"
انا همست، وردني اتصال من القصر.
" م_ م مساء الخير"
قالت تارا بتلبك لقد كانت ترتدي ثوبا أبيض جعلها أكثر بهاءا.
" ماذا أرى هل إشتقت إلي يا عزيزتي"
أنا قلت و فؤادي يغمره السعادة كلما رأيتها.
" أ أ أجل بل بالطبع لا لا يمكنك قول ذلك!
لكن وددت فقط أن ارى ما إن وصلت بأمان فقد كانت ملامحك حزينة هذا الصباح، لقد قلقت عليك"
قالت تارا و عينيها تكاد تبكيان.
"ليس هناك داع للقلق على، أنا بخير"
قلت بينما تبسمت في وجهها فقد أسعدتني كلماتها تلك.
" اوه جلالتك لقد نسيت سيفي في الداخل"
قال أخي ديبراو فجأة دخل على الخيمة التي أنا بها ووقف ينظر الي الشاشة المعروضة عليها صورة تارا.
صفر بصوت عال و قال :
" بنقوا يا رجل لم أتوقع أنها ستكون صيد ثمين هكذا"
صرخ أخي دون مبالاة ضربته على رأسه بسيفه و أخرجته قسرا من الخيمة
" فلتمت"
قلت لأخي قبل أن أعود للخيمة.
" من كان ذلك الوسيم ذا الشعر الأشقر الجميل؟
هل يمكنني التحدث إليه؟
لا أصدق أن ذلك كان سيفه من أين حصل عليه، أود مبارزته"
قالت تارا بشغف و عينين تبرقان
" لا أستطيع سماعك، سأحادث لاحقاً"
انهيت الاتصال بها بسرعة و هرعت لتلقين أخي درساً لن ينساه أبداً، وجدته مستلقيا على الأرض أمام الخيمة و الابتسامة تعلو
وجهه.
" فقط دعني أتحدث معها ليوم واحد، و أعدك أنني
سأجعلها تقع في حبي بدلاً من مخبول مثلك"
قال أخي بينما أرجع خصلات شعره للوراء بطريقة
مبهرة جعلتني أغضب كثيراً.
" ما الذي تقوله ايها الحثالة؟"
قلت بغضب شديد.
" توقفا أيها الاحمقين!"
قال أخي ماكيل الذي أتى مع أخواي تيم و تان .
" مرحباً ديبراو و يوهريك"
قال أخواي التؤمان تيم و تان أنهما لا يزالان في الرابعة
عشر من عمرهما.
"ما الذي أتى بكم إلى هنا؟"
أنا سألت
نهض ديبراو و قال:
"حسنا انا من دعوتهم، ليس هما فقط بل جميع إخوتنا،
البقية سيصلون بعد قليل، تفضلا يا تيم و تان و
أنت أيضاً يا ماكيل خيمة أخي كبيرة وواسعة تتسع لنا".
قال ديبراو بينما دفعني للخلف و أدخل إخوتي للداخل.
" فسر لي ما يحدث الآن؟"
انا قلت.
" ديبراو و يوهريك ماذا تفعلان بالخارج تعليا"
قال تيم.
"أخي ماذا يوجد داخل هذا الصندوق؟"
سأل تان.
"ضعه أرضاً أيها الشقى"
أنا صرخت بينما ذهبت لأخذ الصندوق منه.
" لماذا لم توقفهما يا ماكيل؟"
أنا قلت ملتفتا إلى ماكيل الذي كان يحتسي النبيذ
متجاهلا ما أقوله.
"يا فتيه ماذا تفعلون؟"
قال أخي جون بينما جلس على الكرسي.
" متى حضرت ؟"
أنا سألك.
"جلالتك أيمكنك الإسترخاء قليلاً التجاعيد بدأت تظهر عليك"
قال أخي الأكبر رامويل بهدوء، أخي رامويل يكون قائد الجيش الأول للجهة الغربية للمملكة، فمملكة العالم السفلي تنقسم الى عشرين قطاعا كل قطاع يديره حاكم، ثمانية من إخوتي يحكمون ثمانية قطاعات.
" بحق الله أود فهم ماذا تفعلون هنا؟
أليس لديكم عمل تقومون به؟"
أنا سألت بغضب شديد
" إسترخي فقد دعوتهم لاجتماع سري طارئ علينا
مناقشة بعض الأمور"
قال اخي ديبراو.
" سأذهب لإخبارهم أن يحضروا بعض الطعام الشهي"
أنا قلت بينما خرجت.
ستة من إخوتي متزوجون، إثنين منهم يعيشون مع
زوجاتهم خارج مملكتنا، كنت أتساءل إن كان بإمكانهم الحضور، فأنا لم أرهم منذ أن استلمت الحكم قبل عامين .
طلبت من الطهاة إعداد كل الأطباق التي يحبها إخوتي، الوقت كان متأخراً الجو هادئ و صافي، كنت أفكر بتارا
تلك التي نبض فؤادي لها.
لم أتوقع أن أقع في الحب مطلقاً لم أتوقع أن يشغل بالي شيء آخر غير القتال وإدارة شؤون القصر.
"كم إشتقت إليها"
أنا همست بينما جلست على جزع بالقرب من النار.
كانت النار تتقد بجمال تشتعل و كأنها تحاول محاربة
الهواء، أما عن الرياح فإكتفت بمداعبتها تحركها كيف تشاء ، هكذا صار قلبي منذ أن قابلتها أول مرة، أغضب و أحزن لرؤيتها عابسة يزعجني كثيراً رؤياها تبكي، تسرني ضحكتها كلماتها و خجلها الدائم حينما تراني أعشق كل تفاصيلها.
"يوهريك أرى أنك قد تغيرت، منذ متى وأنت تفكر في شخص لهذا الحد، أنت حتى لم تلحظ وجودي حينما قدمت إليك"
همس أخي بيان، إن بيان أخي ساحر معالج يعد الطبيب الأول في مملكتنا كنت أفضل الحديث معه أكثر من بقية أخوتي.
" بيان أهذا أنت حقاً؟
لا أصدق هذا
ألم تكن في مهمة لجمع بعض الأعشاب النادرة ؟
ألم تقل أنك لن تعود قريبا؟
أنت لا تعلم ماذا حدث في غيابك
أنت حتى لا تجيب على اتصالاتي "
قلت بسرعة و توتر.
استرخى بيان و جلس على الجذع المقابل لي.
" إنها قصة طويلة، و لكن المهم أنني أتيت، أخبرني ماذا حدث في غيابي؟"
سأل بيان بينما كان ينظف نظاراته التي تعكس ليهب النار
الموقدة و لونها الباهي.
"لقد تزوجت ، أنا ق ق قد وقعت بحبها"
قلت بينما نظرت للأسفل.
" مستحيل، لم يخبرني أحد بهذا
من تكون تلك تعيسة الحظ هذة ؟
كيف وافقت ؟
أجبرتها على الزواج منك؟"
قال أخي بيان بينما كان ينظر إلي بنظرات شك و يقيت بما قاله، إقترب أخي مانتيرو و ضربني بقوة على ظهري.
" يوهيرك أيها الشقيق!
كيف حالك مضت خمسة أعوام؟
إنظر كيف كبرت هكذا"
قال أخي مانتيرو
مانتيرو يعد الحكيم بيننا جميعاً تزوج من إحدى فتيات عشيرة النور و هو الأن يعيش معها منفصل عنا، أظن أن له ولدان ، أخباره دائما مقطوعة عنى، كنت سعيدا جدا بقدوم أخوتي.
" ظننت أن زوجتك ستمنعك من القدوم"
أنا همست
" اه ، انت لا تدري فقد تسللت دون أن تشعر و أتيت
إلى هنا متخفيا كالنينجا"
رد أخي مانتيرو بينما تعالت ضحكاته
" كيف حال أطفالك يا مانتيرو ؟"
سأل أخي بيان بينما نهض بسرعة.
" حسنا هم بخير ، أحضرت معي أحدهم سأتركه
عندك يا هيوريك، فهو مشاغب و زوجتي حامل لن
تستطيع التعامل معه، فأنا كثير الترحال كما تعلم،
سأجعل رو يبقى مع أمه لأنه مهذب و طيب، أما ناجو
لأنه يحبك و يعتبرك كالإلهي أو ما شابه أرجوك إقبل أن يبقى هنا معك فقط لبض أشهر، فغرفته كلها مليئة بصورك"
قال أخي مانتيرو و عيناه تحاول إستعطافي
" هل أنا مربية أطفال؟"
أنا سألت
"هل تعلم زوجتك بأن إبنها سيعيش هنا مع يوهريك؟"
سأل بيان.
" أجل تحدثت معها ووافقت بعدما قلت لها أنه سيبقى
مع يوهريك فهي من اكبر معجبينك كما تعلم"
قال أخي مانتيرو بنبره من الغيرة.
" أيها السادة لا يعقل أنكم هنا تتحدثون و البقية
قد التهموا جميع الأطعمة تعالوا"
قال أخي ديبراو.
تحركنا صوب الخيمة ، تفاجأت بوجود جميع أخوتي بالداخل.
" عيد ميلاد سعيد يا يوهريك"
هتفوا جميعاً.
" هل أنتم تذكرون متى عيد مولدي؟"
أنا سألت بينما كاد عيناي تدمع فلم يحتفل أحد بعيد
ميلادي منذ وفاة أبي قبل عشرة سنوات.
" مبارك زواجك يا أخي "
قال أخي سابيون، سابيون لا يتحدث كثيراً لكنه يجيد
فنون القتال بارع في إطلاق السهام.
" يوهريك أيها الخائن الكبير"
قالت جول
" كيف تدعوا جميع إخوتك و تنسنى أنا و زوجتك؟
ألسنا من العائلة؟"
سألت جول.
شعرت حقاً بالذنب فأنا لوهلة نسيت أمر عيد ميلادي .
" حراس خذوها و أعيدوها للقصر"
قال ديبراو
فقدم حراس من نوع خاص و سحبوا جول الي القصر
" سأخبر تارا بكل شيء ستندمون جميعكم"
قالت بينما كانت نظراتها تتقد شرا
" لما أخرجتها؟
لم أرها منذ مدة
حتى كدت أنسى أن لي أختا"
سأل سابيون.
" لا أعرف كيف وصلت الي هنا، على كل حال لم أدعها أبدا لإنها خرابة حفلات سوف تخبر الخالات بأننا إجتمعنا و سينزعجن اذا لم نزرهان"
رد ديبراو
" ع ع عمي ت ت فضل هذة هديتك مني و من أمي"
قال ناجو إبن أخي مانتيرو.
أخذت منه الهدية و مسحت على رأسه .
"شكراً لك كثيرا"
قلت له.
بسرعة ركض و أمسك ثياب أبيه و قال:
" أرأيت لقد تحدث معي؟
لقد شكرني يا أبي!"
قال ناجو و عيناه تدمعان، ضحك الجميع من تصرفه، وضع أخي مانتيرو يده على رأسه و قال:
" ألم أخبرك أنه يقدسك؟"
تناولت اللحم اللذيذ و شربنا الكثير من العصير. إستمتعنا بوقتنا جدا، غنا لنا اخي كيوكر أغان جميلة فهو عازف ماهر لا يحب القتال و لا الحروب كثير التجوال. لكن لديه سر لا يعلمه أحد حتى أنا لم أتمكن من كشف سره.
"
والآن لنعد إلى الجزء الأكثر أهمية, ماكسيمام تفضل
هل لديك ما تخبرنا به؟"
قال ديبراو.
" أنت تعلم أنني أكرهك يا ديبراو و لكن لأجل أخي
فقط سأتحدث و أتغاضى عن كيفية إجبارك لي بالقدوم
إلى هنا"
قال أخي ماكسيمام.
" كما تعلمون أنني تزوجت من إبنة ملك البحار الأميرة
نورة ، إستطعت ثقة كسب ملك البحار و شعبه إلى صفنا، هناك بعض المشاكل الداخلية بينهم لكن ليس بالأمر الجلل، قريباً سأتوج ملك على مملكتهم و ستنجح تلك الخطة التي
رسمتها قبل خمسة أعوام.
الجدير بالذكر أن هنالك حركات مشبوه قد تهدد أمن مملكتنا من الجهة الغربية، إكتشفت ذلك أثناء طريق قدومي الي هنا، لم أتمكن من إكتشاف من يكونوا نظراً لضيق الوقت لكن كل ما أعرف أنهم يلقبون أنفسهم الواتيرا "
قال ماكسيمام و هو ينظر إلينا.
ماكسيمام أكثرنا و سامة و كل الصفات الحميدة موجودة فيه ناهيك عن أنه تمكن من هزيمتي كاد أن يكون الملك لولا أن أهدافه كانت أعلى من الصراع على العرش كما كان يزعم.
" أقترح أن نرسل رام و هاك للبحث عنهم"
قلت أنا
" قبل أن نقرر من يتولى أمر ماذا، دعونا نرى
نتائج الخطة التي وضعتها قبل خمسة أعوام."
قال ديبراو.
ديبراو هو العقل المدبر لكل الخطط التي سبق و أثمرت بالنجاح.
" تمكن من توفير أسطول بحري عند بحر يارك،
و لدي أكثر من خمسة و ستين ألف محارب مدرب تحت إمرتي، سيطرت على ثلاثة جزر رئيس والمحيط الأعظم."
قال أخي ماكس.
" شننت حرباً عظمى على مملكة الرمال و انتهى
بهم المطاف تحت حكمى جزيئاً"
قال اخي آشيدارو
" أنت تقصد أنك شننت حربا من أجل فتاة عشقتها و
في آخر المطاف لم تتزوجك و إنتحرت لإنك قتلت خطيبها"
قال أخي ماكسيمام.
" هل يجب عليك صياغتها بهذه الطريقة؟"
رد أخي آشيدارو.
" لا تنسى أن سمعة مملكتنا دائمة الإنحطاط بمثل أفعالك"
قال أخي مانتيرو.
"توقفوا عن بدأ شجار لا فائدة منه، تعرفون القواعد
، للجميع الحق التصرف الكامل في حياته من لم تتعارض قراته و أفعاله أو ردودها مع مستقبل المملكة أو مع أي أحد من أفراد عائلتنا"
قال بيان بصوت عال.
" لقد تزوجت من إبنة زعيم عشيرة عبق الربيع"
أنا قلت وسط الجدال الذي يدور بين أخوتي.
"نحن نعلم بهذا"
قالوا جميعاً بصوت عالي.
" لكن أنتم لا تعلمون من تكون هي، إنها تارا، أو يجب أن أقول، أمير الهلاك كافا"
قلت بصوت جاد.
ضربني بيان بقوة على ظهري ثم قال:
"أنت تمزح يا صاح، أتعنى أن الحامي الرسمي لعشيرة
عبق الربيع و سيافها المشهور الذي يعدد تهديداً شاملاً لكل باقي الممالك يكون فتاة و أنت تزوجتها!
هل فقدت عقلك؟
كيف عرفت أنها أمير الهلاك كافا؟"
قال أخي رامويل
" الحقيقة عرفت أنهما الشخص ذاته بعد زواجي منها، و
لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل"
أنا قلت لهم
عم الصمت بيننا جميعاً لفترة من الزمن
" أتعلمون ما الأمر الهام من هذا!
أخي وقع في حب زوجته تارا ، أتصدقون هذا
صاحب القلب المتحجر بات لديه مشاعر"
قال ديبراو. كاسراً الصمت والهدوء
" أتمنى أن يتعلم ماكسيمام منك يا يوهريك!"
أضاف ديبراو ثم نظر الي ماكسيمام الذي أشاح بوه بغض
" لقد أصبح يوهريك لا يستطيع أن يبقى بعيداً عنها
كثيراً، أتعلمون أنه مستعد لفعل اي شيء لأجلها"
قال ديبراو بينما سكب كأس نبيذ
وقال:
" نخبكم يا سادة و نخب جلالة الملك يوهريك العاشق الولهان"
صاح الجميع بعدما قاله ديبراو و شربنا الكثير من النبيذ
" أقسم أنني سألقنك درسا لن تنساه يا ديبراو"
قلت في ذاتي بينما كنت أنظر إليه وهو يبادلني
نظرات الاستهزاء تلك.