الإمبراطورة الهاربه

ريلات`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-12ضع على الرف
  • 60.7K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

0

مشاهد تشويقية

المشهد الاول

" لقد كتب في قدرك أن تصبح الإمبراطورة، و لكن ضعي هذا في عقلك جيدا انتي إمبراطورة بالاسم فقط لا غير ستتمتعين بسلتطها لكن لا ترجي مني شيء إذا أردت أن تواصلي هذه المهزلة فلا يجب عليك أن تتطلب المزيد"

أغلق فاهه بعد أن أخرج هذه الكلمات السامه من فمه لترتسم علي وجهه تلك الملامح الباردة ذات المعنى الحاد.

( انا لن اعيرك اي اهتمام أو ألقي عليك نظرة)

المشهد الثاني

" انا اسفة لم أكن اريد ان اكون زوجة لجلالته لكن هذا ما توجب علي بسبب النبوءة و لقد تلقيت كثير من الضغط"

لتنظر لها بأعين متجمعة الدموع و تردف "لا أريدك أن تحملي ضغينة نحو، فأنا احبك فأنت انسانة رائعة ذات أعمال عظيمة كنت أتمنى أن أكون مثلك و لو قليلا"

المشهد الثالث

" جلالتك، سابقا عندما التقيت بك اول مرة لقد قلت لك اني لم أرغب بالزواج من جلالته، لكن الآن اريد ان اقول لك بكل صدق من دون أن اخفي عنك شيء"

لتكمل مع ابتسامة هاديئة بينما إيف تبادلها النظرات الهادئة
منتظرة ما تريد قوله

" انا حقا احب جلالته لم أكن سابقا أكن له أي من المشاعر لكن بعد أن أظهر لي تعامله اللطيف و منحني الحب و الحنان الذي افتقده لم أعد اتخيل نفسي من دونه، انه ودود معي، و انا لم استطيع منع نفسي من أن ابادله نفس المشاعر"

المشهد الرابع

" ألم احزرك سابقا من التعرض لجانيت بأي شيء، هل تحافظين على كبريائك باذيتها كيف لك أن تكوني قاسية معها".

لتجيب بصعوبة من وسط أنفاسها " ماذا فعلت"

فتزداد ملامح غضبه من ثم يقوم بدفعها أرضا لتسقط متألمة فيقول بصوت عصبي ملقيا نظرة سخط تجاهها " و فوق كل هذا تقولين ماذا فعلت لا تمثلي دور البريئة أمامي اليوم اريد ان ارى كيف سأسقط كبريائك أرضا "

لم تعطه اي تعبير فقط ملامح البرود مرتسمة علي وجهها و ذلك ما زاده انزعاج، وقفت و هي تلمس باناملها رقبتها من شدة المها لترمق القابع أمامها بنظراتها المعتادة من دون أن يرف لها جفن أو تردف بأي كلمة فقط كانت تفكر بأن لا داعي للتبرير بما انه سيفهم ما يريد فهمه لما عليها أن تتعب فمها بالحديث بما انه لن يستمع لها فهو دائما ظالما بالنسبة لها ، تمعن النظر فيها ثم توجه إليها بخطى غاضبه و نظرات سخط كأنه سيلتهمها، مفكراعله يزرع فيها بعض الخوف لكنها لم تتزحزح ليرسخ في عقله انها حقا قناة خالية من أي مشاعر.

اقترب منها ليضع يده علي خدها متمعنا في تعابيرها
لتجول يده نازلة الي كتفها و يقوم بتمزيق فستانها ليلاحظ اتساع عينيها و استولاؤ تعابير الصدمة وججها فترحك فمها قائلة

" ماذا تفعل"

فيبتسم بشر انه قد امسك عليها شيء قد ازعجها فيقول بنبرة ساخرة " اريد تحقيق امنيتك، الا تريدين ان اقترب منك"

لتتزعزع عينها و تتشتت أفكارها فيردف قائلا علي منظرها الذي نال اعجابه " و لكن لا تفكري حينها أن حصلتي علي ابن، بان ابنك سيحصل على العرش فيما بعد فانتِ إمبراطورة بالاسم فقط، فقط أبناء جانيت من يستحقون ذلك"

لم تنبت ببنت شفه أو تحرك ساكنا فهذا ما توقعته منه، هل كانت تأمل سابقا أن يلين قلبه من أجلها هل هي كانت في حالة عدم وعي أو ماذا، فتستسلم مسلمة نفسها له ليقوم بفعلته الشنيعة عليها و يتركها ملقاة علي الارض كذئب مفترس التهم فريسته و غادر بعد ملأ جشعه .

المشهد الخامس

" لا تاملي الان بعض أن أصبحت حاملا أن يصبح ابنك شيء مهم بالنسبة لي أو اني قد انظر اليك أو أوجه اهتمامي ناحيتك، فلن يصبح ابنك  ولي لي كما قلت سابقا فقط أبناء جانيت من يستحقون هذا"

شعرت ببعض الصداع من هذا الكلام الذي خرج من فمه فهل انا أتيت مجاهدة ارهاقي لاسمع هذا الكلام، هل و لا يعي كمية المعاناة التي الاقيها و انا وقفة مجهدة هنا، و هل فقد كل انتباهه نحو الآخرين و صبه فقط ناحية جانيت

و لكني كالعادة لم انبت ببنت شفه فكما عهدت لا أحب التجادل في اشياء تجلب لي المزيد من الصداع تحركة بخطي ثقيلة اريد  إثر الدوار اريد ان اخرج و اتجاهل كل شيء فالحديث معه عديم الجدوى، لاتعثر بشيء كاد أن يسبب سقوط بسبب عدم توازني لأجد نفسي محاصرة بين يدي جلالته قبل أن أسقط اعتقد الان اني بين احضانه اريد النهوض لكن قواي خائرة تماما لاتلقى دفعة قوية من قبله عندما دخلت جانيت مطلقة صرخة حينما راتنا في هذه الوضعية، آخر شيء رأيته و وعي يتلاشي هي نظرات جلالته نحو و هو يحتضن جانيت التي كانت تبكي، اريد ان اقول له ساعدني فأنا من تأذى و انا من يتألم لكني لم استطيع قول كلمة

المشهد السادس

ارجوك أوقف هذا القرار أن ابي بريء لم يفعل ذلك"

فيتحدث بصورة حادة " انه مجرم يستحق هذا فقد قتل ابني"

فقلت بصوت محروق غاضب مثير للشفقة " انت ايضا سابقا قتلت ابني و حرمتني من نعمت كوني اما مرة اخرى و لم تقل شيء أو تعتزر، و الآن تلوم ابي علي فعلة لم يفعلها، ارجوك أوقف استبدادك هذا و اجعل في قلبك بعضا من الرحمة، و استمع الي، أعدك بأني ساثبت براءة ابي فقط أوقف إعدامه سأفعل اي شيء ارجوك فقط استمع الي"

ابتسم بخبث و قال" إذا ستفعلين اي شيء "

أجبت بكل حرقة" أجل اي شيء تطلبه فقط أنقذ ابي "

اذدادت ابتسامته اتساع ليقول من وسطها" لطالما أردت أن أسقط كبريائك الذي تعتزين به دائما الان حانت اللحظة "

مد قدمه نحو مردفا" الان العقي حزائي، إلعقيه أو أن كبريائك فوق حياة ولدك"

ترددت لوهلة و لكن هذا لا يهم، حقا فإذا كان لي كبرياء كما يقول لكنت قادرة منذ ذمن و لم أتعرض لكل تلك الأشياء، اقتربت منه راكعة احني رأسي لالعق حزائه ليصدح صدي ضحكته المكان، من ثم ارفع راسي قائلة

" ارجوك الان أوفي بوعدك و أوقف الإعدام "

سرت رعشة في بدني عندما قال من وسط ضحكاته " لقد تم الإعدام سابقا"

في تلك اللحظة أردت فقط أن اقتله أردت أن اقطعه لقطع صغيرة و انشرها للكلاب كم ابغضه كم اكرهه لأقول و انا اخرج دبوس شعر من وسط شعره مخترقة به صدره

" ماذا فعلت لك لتفعلي بي كل هذا "

لأجد راسي محاط بانصال حاده، فقال مع ابتسامة ساخرة و هو يخرج ذلك الدبوس

" فقط كونك ولدتي يكفي لافعل بك كل هذا"

كان هذا اخر ما سمعته قبل أن يسقط رأسي أرضا.

المشهد السابع

" هل انا حية"

و من ثم تستقيم جالسة مع تعابير منتفاجئة تلمس رأسها بشيء من الريبة فقد مر آر مشهد في عقلها و هو انفصال رأسها عن جسدها فتتحدث بتردد

" ألم يقتلني لماذا في ماذا يفكر بعد أن أعدم والدي"

لتجلس ضامة ركبتيها الي صدرها و كل انش منها يرتعد و ينتفض غارقة في بئر أفكارها

المشهد الثامن

تنتفض جانيت ساكبة ابريق الشاي الذي قربها على يدا إيف وصولا إلى فخذيها ، لتغمض إيف عينيها بألم بسبب الحرق تنحني جانيت معتزرة محاولة أن ترى ما حل بأيف فتقف إيف و تقول بهدوء

" انا بخير لا عليك "

تحاول إيف المغادرة مقاومة الألم فهي ليس من شينها إظهار الألم أمام الجميع، لكن جانيت تصر على الحديث و تسائل إذا كانت بخير أو هي غاضبة منها لسكب الشاي عليها، مما يزعج إيف التي تكره الأسئلة المتكررة و الازعاج المتواصل تمسك جانيت كفا إيف المحروقان فتتألم و تقول و هي تبعد جانيت و تدفعها بقليل من القوة و هي مغادرة
" يكفي جانيت" لتسقط جانيت متعثرة بحجر في الأرض لتتاوه من الألم و تتساقط دموعها بغزارة

حدث ذلك في اللحظة التي قدم فيها الإمبراطور إدوارد ليرى ذلك المنظر التي يصرخ فيه علي حبيبته و تسقط أرضا بينما تغادر الفاعلة لا مبالية.

بخطوات مسرعة يقف أمام إيف و من دون أي مقدمات يصفعها بقوة أمام كل السيدات، تستولي معالم الصدمة وجوه السيدات فماذا فعلت ايف للتلقي هذه الصفعة ففي النهاية هي من احترقت و هي من يفترض بها أن تتألم و ان تصرخ متالمة أثناء حرقها و ان تزرف الدموع لانسكاب الشاي الساخن على جسدها بينما جانيت كانت سقطتها طفيفة لن تأتي بخدش حتى في جسدها و ليس حتى الخطأ خطأ إيف في هذا .

تصنمت إيف و اتسعت حدقت عينيها هل تجرأ احد ان يضربها من قبل لم يفعل و الآن هو ضربها و قد فعل ذلك أمام الجميع هنا و من دون أن تخطأ حتى، ينقبض قلبها بقوة فهي أن تريد أن تصرخ و تقول  متى ستتخطى هذا الظلم و هذا العالم الخانق الذي تعيشه



المشهد التاسع

" فقط تحركي أو انبثي بكلمة واحدة و ستقطع حنجرتك"

استولت معالم البرود وجه إيف و لم تحرك ساكنا فقط ارخت جسدها مستسلمة لما قد يحدث، مستبعدة خطة والدها التي أخبرها بها فيردف صاحب الصوت الرخيم

" تماشي مع خطواتي أو ما قد يحدث لن يمتك بالخير"

تنهيدة إيف و هي تعلم أنها لو بلعت ريقها فقط ستجرح بذلك النصل من شدة قربه لرقبتها فكانت تتماشى مع حركاته بحزر حتى لا يخترق النصل بشرتها أو هذا ما ارادته أن يهتم به أن تضع في قلبه نبيلة خائفة تهتم بجسدها و ازيته.

كانت أفكار إيف تدور حول معرفة من هذه الشخصية التي قد حاصرتها و ماذا تريد الان منها و هل هو شخص واحد ام معه جماعة أخرى و كيفية الهروب من هذا الموقف، كانت تشغل دارات عقلها بدقة فقط تريد جمع المعلومات المناسبة لعدم تخريب خطتهم.

كانت حركاته السريعة و دراسة محيطها تنبهها بأن هنالك شيء و تلك الأصوات لصليل السيوف اخرتها أن هنالك قتال دائر بالقرب منهم و يبدو أنه في مكان مخيمها.

مرة عدة دقائق و هي تدعو أن يكون جنودها بخير و ان لا يمسهم أذى و كذلك روز فقد تركتها نائمة فسيبدو الأمر خطير علي فتاة ضعيفة مثلها.


المشهد العاشر

" جلالتك لقد تعرضة جلالة الإمبراطورة للهجوم و قد تم اختطافها"

فيغمض إدوارد عينيه متمالك أعصابه قائلا " ما الذي تقوله بحقك"

"جلالتك لقد حدث هذا منذ يمين من الآن"

" كيف لم اعرف الي الان"

" اعتزر جلالتك لقد حاولت بصدق أن أصل في أسرع وقت منذ أن حدث الأمر و ها قد وصلت دون توقف ".

فيقول إدوارد بنفاذ صبر" فقط توقف عن التبرير و أخبرني ماذا حدث"

" حسب اقاويل خدمة جلالتها قد قالت إنه قد تم مهاجمتهم أثناء نومهم في الخيم و قبل الهجوم قد كانت جلالتها بعيدة منهم تم الهجوم عليهم و القضاء على كل الفرسان و قد حوصرة و في اللحظة التي كادت أن تقتل فيها قد ظهرت جلالتها و انقذتها و يبدو أن جلالتها كانت رهينة عند أحدهم فقد أصيبت في عنقها عندما حاولت الإفلات منه و مساعدة خادمتها، و في خضم النزاع توصلة الإمبراطورة لهدنة معهم علي أن يقومو بترك الخادمة و أخذها بما انهم اتو من أجل جلالتها بعد أن أقنعت علي ذلك و فض سبيلهم و عدم المساس بها قد تعرضت للخيانة من قبلهم فقد تم تخديرها و كادة أن تقتل الا ان وصولنا الي المكان قد تنفذها و هرب المجرمين "

المشهد الحادي عشر

" لما تنظرين الي هكذا، هل انتي خائفة مني"

يخرج قهقهة ساخرة من ثقره من ثم تليها كلمات بصوت مخيف من وسط الظلام ليظهر جثمان شخص من بين الظلام بينما يخفي تعابير وجهه الساخرة ليصدح الصوت مرة أخرى قائلا

" ألم تتعرفي علي بعد، ماذا لو اقتربت منك قليلا هل ستتعرفين علي"

يأخذ خطوات بطيئة يقترب بها من إيف التي أغلقت فمها و تصنم جسدها بأعين متسعة و هي تنظر إليه و هو يرسم تلك الابتسامة من بين الظلام الذي يحيط الغرفة و بسبب أشعة الشمس المتزعزعة من بين الستائر التي تغطي الغرفة استطاعت ايف رؤية ابتسامته المستقرة بين شفتيه .

فتقول إيف بصوت مرتعد و جسد لا تكاد تتحكم بخوفه و ارتجافاته

" توقف لا تقترب مني"

تتسع ابتسامته الخبيثة غير أبها بما تقوله و هي ترجع الي الخلف حتى تسقط جالسة علي السرير بسبب اصطدام قدميها بحافة السرير

" ماذا تريد مني، لما لا تتركني و شئني"

فيضحك بينما يجلس متقرفصا مربعا يديه علي فخذيها ليقول بإبتسامة لطيفة ناظرا الي وجهها من الأسفل فيقول

" حقا انتي تبدين جميلة و هذه التعابير تزين محياك، كم اعشق هذا النظرة المرتعبة"

فتدفعه بقوة مبعدة اياه من جسدها الي أن يكاد أن يقع علي الارض لكنه سبق ذلك بسرعة بديهة بإسناد يده على الارض، لتضم قدميها الي حجرها و تعانقهما بقوة مقيدة حركتها تحاول كبح ارتجافات جسدها .

فتخرج منه ضحكة صاخبة علي فعلها، ليستقيم واضعا يده علي خدها متحسسا اياه ببعض الحميمية، فتحس إيف بشيء من الغرابة و الدهشة فيقول بنبرة متصنع الحزن

" إيفان، عزيزتي إيفان لما انتي خائفة مني، انك تحزنيني برسم تلك التعابير"



و لكن ذلك لم يدم كثيرا فيعود لنبرته الساخره قائلا

" انظري لكم انتي ضعيفة، احس بأني استطيع دعسك بيد"

يقوم بشد شعرها بقوة فتغمض عينيها بألم تعض علي شفتها السفلية ليردف بنبرة غاضبة

" ماذا كنتي تعتقدين اني سأفعل حينها هاا، كرهي لك يزداد كل دقيقة و عقابي لك سيجعلك تعيشين واقع موت من تحبين في كل مرة أراك"

يفلت شعرها دافعا إيها علي السرير، لتتملص منه متجهة لحافة السرير الأخرى، ناسية شعور الألم الذي قد سبب بسلب مجموعة من بصيلات شعرها.

تحمل مزهرية كانت علي أحد الطاولات التي بقرب السرير فتقول بنبرة مهددة

" ابتعد عني و توقف عن فعل هذا انا اعلم انك لست حقيقة"

فيضحك بسخرية و يقول مع ابتسامة جانبية " منذ متى أصبحت تستطيعين التفريق بين الواقع و الخيال، في كلتا الحالتين ستتعذبين، ماذا في ذلك أين الجديد من هذا"

" قلت لك غادر انا لا اريد تكرار كلامي مرة أخرى"

أنهت كلماتها ليقول و هو يضحك بخبث" اخرج انت تحلمين عزيتي، إذا افعلي ما يحلو لك دعيني أرى الشجاعتك اذا"

فيقترب منها مع ابتسامته الشريرة و يقول" ساذيقك الجحيم اليوم "

لتقوم بقذف المزهرية عليه، فتصطدم بالجدار مصدرة صوت عالي و ذلك يرجع لإخفاء ذلك الجسد الذي تهيأ لها مرة أخرى في واقعها بصورة دائمة.

المشهد الثاني عشر

إيفان"

"إيفان"

"ما بالك يا عزيزتي تبكين"

كان صوت لطفل صغير يبلغ من العمر نحو 10 أعوام أو ما يقلها كان صوته ناعما لطيف، و بطريقة ما لبق علي نحو بالغ ذو شعر حالك السواد و عينان داكنتان و رموش كثيفة طويلة و بشرة كالحليب رقيقة كطفل هارب من الجنة يقترب بخطوات متزنة و هو يحدث تلك الفتاة ذات الشعر الوردي تبدو علي نحو كبير متماثلة معه في العمر، جالسة تحت الشجرة معانقة قدميها بجسد يرتجف و شهقات عالية

لم تستجب لمناداته فتميل شفتيه بنوع من الحزن، فيقترب مقابل اياها متقرفصا أمامها ليردف مرة أخرى

" إيفان، ما الذي يزعجك أخبريني انا هنا سأستمع لك"
يرتفع رأسها فتقابل عيناها الزرقاء التي تغمرها الدموع عيناه حالكة السواد، للتساقط دموعها بغزارة مرة أخري و هي تشهق، فيقول محاولا مساندتها

" يمكنك البكاء مثلما تريدين اخرجي كل ما في داخلك لن أقول لك توقفي عن البكاء انهم يقولون ان كبت بكائنا و أحزاننا سيضعفنا و يصيبنا بالمرض، لكن، سأكون قريبا منك و انتظر تلك اللحظة التي ستخبريني بما يزعجك، اتفقنا "

لتوما بينما تعض شفتيها متمالكة نفسها فيقوم بوضع يده علي رأسها و يربت عليه بينما يرسم ابتسامة هادئة و يقول

" ابكي، عزيزتي "

كان الوقت الذي بينهما عصيبا فقد أخرجت إيف كل ما في داخلها بينما هو كان ينظر لنقطة بعيدة امل منها أن تكون بخير.

" انا اشعر بالضياع"

خرجت من إيف و هي تصارع شهقاتها كي تتوقف فينظر لها و تستقر عيناه عليها لتكمل و هي محنية رأسها للأرض

" أحس أن هنالك شيء يعتصر قلبي دائما، اشعر كأني سأتلاشى في اي لحظة، لا أعلم أن كان لي وجود في هذا العالم، ام كل ما حولي مجرد خيال و انا جزء منه "

خرج كل شيء من فمها بصورة متقطعة من دون أن تتوقف دموعها، لم يرد مقاطعتها أرادها أن تخرج كل ما يخالجها دفعة واحدة فتكمل بعد أن مسحت علي عينيها بقوة.

" اريد ان اكون حزينة مثل الجميع مثلها أو مثله، لكن كل ما احس بأنني سأكون هكذا أجد أن هنالك أشياء دائما تعيق سعادتي، كما لو أنني خلقت فقط هكذا من أجل الحزن، يقولون ان السعادة كدفئ الشمس لكني لا أشعر الا بحرارتها"

تنطلق شهقة مباقضة ثباتها اللحظي فيخرج عنان بكائها فيقول و هو يربت عليها

" احسنتي الي الان عزيزتي ايفان، لقد كنتي جيدة، لا تكملي إذا لم تستطيعي "

فتجيب و هي تنظر إليه بثبات " لا أريد أن أكمل "

فيبتسم و يقول" حسنا "

" ماذا الان، لقد اختفى كل ما أريد أن أقوله"

تنفخ خديها بعبوس و تبرز شفتها السفلية التي ارتجفت معلنة بكائها للمرة الالف، بينما هو ارتسمت علي وجهها علامة استفهام.

ليقوم بقرص خديها بقوة فتتفاجأ متوقفة عن البكاء بصورة منصدمة، فيضحك علي شكل وجهها و هو يشد خديها، بينما هي منصدمة ليقول

" كم انتي لطيفة الان بهذا الشكل مع العينين المنتفختين تبدين كالسنجاب الان"

فيواصل ضحكه علي شكلها، لتقوم بدفعه ليسقط، فتخنقه و هي تعتليه مانعة حركته و تقول بصوت طفولي حاد

" من هو الذي يشبه السنجاب، قل لي"

فيواصل الضحك بينما يتلقى الضرب منها بوتيرة متواصلة و شتمه على نحو طفولي

" أيها الأحمق الغبي ستموت علي يدي اليوم "

يمسك يداها بحركة سريعة مفاجئة لتحاول إيف المقاومة و فك يداها ليقول

" توقفي عن العبث إيف و الا لن اخذك الي مكان مميز بعيدا عن هذه الشمس الحارقة "

فتقول بوجه بشوش " الي اين"

" ألم تكوني تطلعين الي دائما الي مكان عيشي"

فتومأ له بالإيجاب فيقول " إذا هيا قفي و تحركي من فوقي لنذهب إليه"

فتنظر إليه بتعجب و تقول "ماذا"

فيرفع حاجبه بحركة تلقائية محركا عيناها من أعلى لاسفل ثم يقول

" انظري انتي تشلين حركتي أيتها السنجابة السمينة "

يحمر خديها شاعرة ببعض الخجل لتحاول الوقوف فتجد انه مقيد ساعديها بكفيه فتقول بعبوس مغاير عما كانت إليه

" أحمق غبي انت ايضا فك يداي أيها الذكي "

تنتشر ضحكاته و هو يستقيم بعد أفرج عنها لتقوم بضرب معدته بقبضتها القوية و تبتسم ابتسامة النصر بعد أن قبض علي معدته بألم


المشهد الثالث عشر

" تهانينا جانيت اتمنى لك و لإبنك جمام السعادة، سأعد لك هدية جميلة على قدر هذا الخبر الرائع، اعتذر منك سأغادر الان فأنا أشعر ببعض الإرهاق الان "

فتتساقط دموع جانيت من دون سابق إنذار من ثم تقوم بإمساك كفا إيف و تقول بنبرة باكية


" اعتذر لحماقتي جلالتك و أيضا لأنني لم أقم بتهنئتك، يبدو أني كنت أمنية بعدم التفكير الجيد مثلك في سعادتك، رغم كل ما حدث انتي جئتي و هنئتني متقلبة علي حزنك هل ستسامحينني على فعلي الغير ناضج ارجوك سامحيني لاشعارك بهذا الشعور انا اسفة لاحزانك حقا"

ترتسم التعابير الهادئة العادية على وجه إيف لتقول

" انا حقا لست حزينة ابدا،بل سعيدة لأجلك، امل ان تجدو الأمان في حياتكم ، و ليس هنالك شيء اساسا يجعلك تطلبين المسامحة مني فكلنا نمتلك رغباة اننية "


لتكمل إيف كلامها محدثة نفسها داخليا بينما تغادر جانب إيف برفقة والدها " و رغبتي هي الابتعاد عنكم في أقرب وقت ممكن "


الفصل الرابع عشر

اتكأت علي كرسي مغمضا عيناي طالبا الراحة عل عقلي ياخذ استراحة من كمية أفكاري التي تزعزعه، كانت فقط عدة دقائق ما أن اغمصت عيني لاسمع طرق من الباب، لم أكن اريد الإجابة أو السماح لذلك الشخص بالدخول.


لذا قررة تجاهل امره من دون تفكير، فتستشعر أنفي ذلك العطر الانثوي الذي داعب شعبها الهوائية فأحسست بتلك الراحة و الاسترخاء الذي توقل في عقلي و هدأ من ضربات قلبي لأشعر بذلك النسيم البارد الذي عانق جسدي بلطف يبعد حرارة ذلك الشخص،


كشخص يقف في وسط حقل من الزهور ذات العبير الاخاذ ينتظر مشهد شروق الشمس الدافئ بينما الهواء البارد يتخبط مرارا و تكرار بجسده جاعلا من خلاي جسده ينتعش.


فتتسائل دواخلي عن ماهية صاحب هذا العطر لترتسم الابتسامة علي شفتي بمجرد التفكير بأنه لجانيت، فانذكر أن جانيت لا تضع مثل هذا النوع من العطور فزوقها قوي و جذاب و هذا عطر هادئ و منعش فهل قامت بتغيره.


تفرقت اهدابي عيناي و هي متشوقة لمعرفة لمن هذا العطر فتعانق عيناي ذلك البحر الأزرق الذي تأمل في وجهي لاغرق فيه متأثر بتلك العينين التي بدت ذات بريق طفولي واسعة و اهداب طويلة فتكمل عيناي تحولها بين زواي وجهها متى لم الاحظ ذلك الأنف المستقيم الصغير ذا ارنبة الانف الصغيرة ذات تورد طفيف أو تلك الشفاه الكرزية البارزة.


" هل يمكنني أن أحدثك الان"

اتسعت عيناي لا شعوريا عند خروج تلك الكلمات،فمنذ متى وصلت إلي ذلك الحد و انا احدق فيها اني أشعر حقا بالحرج من هذا الموقف، تمالكت نفسي عند تلك النقطة

فقد مضى الأمر بلا جدل و هذا جعلني أشعر ببعض الراحة و أكثر شيء هو ردة فعلها اللا مبالية لما فعلت و علامات البرود التي قد ارتسمت على وجهها يبدو أنها لا تعيرني اي اهتمام.


أحسست بضيق يحيط قلبي، لما قد ضايقتني تلك العبارة فأنا أيضا لا أهتم لامرها، لما أصبحت افكر بها بطريقة مغايرة لما مضى، بدأت احس ان ذلك الكره الذي أكنه لها عند رؤيتي لها في السابق قد اختفى.


و بدى لي وجودها حولي لا يشعرني بأي اذي أو ضيق مثل ما كنت لأقول بنبرة هادئة مجيبا عليها


"ماذا تريدين"


لتقول بنبرة جافة هادئة قد تعودة على سماعها دائما عند مقابلتي لها، فترتسم في عقلي صورتها النرجسية المغرور التي دائما ما احسبها بها و تجعلني اشعر بالانزعاج منها


" احتاج الي التحدث مع جلالتك في أمر ما "


كما اعتدنا دائما ستقول شيء بخصوص العمل اما انها تريد تحسين شيء أو دعم للمشاريع ذات التصنيف العصري و المبتكر فماذا سيكون طلبها منذ الصباح اليوم ما هو الشيء الأكثر أهمية من ما حدث في يوم الامس لاجيب و انا ارجع شعري للخلف بينما اتأمل نظرتها الباردة ماذا تستفيد من هذا البرود

" هل هذا ضروري الان"

فتجيب بنبرة باردة و وجه خالي من التعابير " امل ان يكون غير مهم بالنسبة لك لكني بأخبارك به كنت اريد ان اجعل لك أهمية"

اتسعت عيناي اندهاشا لما سمعته منها فمنذ متى كانت ترد بمثل هذا كانت دائما تتجاهل ما يغضبها ، شعرت ببعض الانزعاج من كلماتها، فتجوزتها قائلا

" إذا ماذ تريدين، لتهدري وقتي"


" اريد اخذ عطلة راحة في احد القلاع والدي في السواحل الشرقية"

بحق الله ما الذي تقوله في هذا الوقت هل هي في عقلها من بين كل الأوقات من في هذا الوقت يفكر بمثل هذا هل ما سمعت خطأ ام ماذا أو حقا هي قد جنت في هذه الأيام

فأقول بنبرة منصدمة متسائلا عما قاله " ما الذي قلتيه لي"

فتجيب من دون أي تردد بنبرة مشبعة بالبرود" كما سمعت تماما"

عجزة عما يمكنني قوله أو ما يجب علي قوله ففي هذا الوقت ماذا تريد مني أن أقول فهي حقا حسب كلامها الأول لا تنتظر مني إجابة لأقول بحدة و حزم


"لا يمكنك التحرك و لو خطوة، هل ستتجاهلين كل هذه الأزمات التي تحدث في الوقت الراهن و تتهربين من أجل نزهة "


فتقول بنبرة ساخرة، هذه الفتاة حقا تغيرة فمنذ متى أصبحت تعبر عما في داخلها " اعتقد بأنك لطالما اردت من الملكة جانيت القيام بمهامها الملكية، و الآن يمكنها تطبيق ذلك"



هل هي حقا تستهزاء بي كيف لي أن اكلف جانيت بهذا بالرغم من أنها لا تستطيع إدارة مثل هذه الأمور فهنالك أمر أنها قد صار عليها الاعتناء بذلك الجنين، كيف لي لبرهة التفكير فيها بطريقة جيدة هل هي خطة جديدة، هل تفكر بتسليم جانيت كل شيء الان في المرحلة التي لا يجب عليها أن ترهق نفسها هل الان تظهر أنيابها الحقيقية


فأقول و انا اصك علي اسناني من شدة غضبي" كيف تستطيعين التفكير في ذلك، هي في مرحلة لا يمكنها التعرض للكثير من الضغوطات كما تعلمين "

فترسم ابتسامة هادئة علي شفتيها قد إثارة جمام غضبي فما المضحك في ما قلته الي اين وصلت بها الأنانية

فتقول بنبرة هادئة" اعتقد انك تتجاهل بعض الأشياء التي لا تهمك أيضا، لا أريد أن اصرف الكثير من الحديث معك، لقد سئمت منك و من قصرك و كل هذا الجحيم الذي اعيشه هنا، اريد ان اخرج و استنشق بعض الهواء كأي شخص طبيعي سأترك الأمر بين يديك إذا أعجبك أو لم يعجبك ذلك، أو سأقول لك حل آخر فقط أجلب احد الخبراء للقيام بأعمال أو تزوج إحدى النبيلات لتحمل أعباء هذه المسؤولية "


تجمعت أصابع يداي لتصنع لكمة لانقض علي الطاولة انزل عليها غضبي بينما هي كانت تنظر إلي بنظرة باردة فأقول و انا احاول ضبط نفسي

" انت، ما الذي تقولينه بالضبط "


لتحدثني بنبرة حادة " اعتقد ان لدي اسم و لا ادعى بانت، أسمى الإمبراطورة إيفان، تزكره جيدا رجاءا سأغادر من هذا القصر شئت أم أبيت ألم تقل أن لا دخل لك في حياتي فقط أخبرتك احتراما للقب الإمبراطور، امل ان تحظى بحياة جيدة "

لأقول و انا ألقي بجانبها احد الأدوات المكتبية " ستندمين علي مغادرتك و انا لا أقول ما لا أفعله "


ترتسم علي وجهها ابتسامة هادئة حزينة نوعا من ثم تقول" لقد ندمت علي شيء في حياتي هل تعلم ما هو التصديق بأنك شخص جيد تمتلك و احترامي لك و تقدير مكانتك، رغم تعاملك السيء معي، كنت دائما اتسائل فيما أخطأت معك فيما جعلك تكرهني هكذا سأندم على اللحظات التي كنت افكر بأنك عندما ترى جنبي الجيد و مثابرتي المستمرة في العمل ستكن لي مثل الاحترام الذي اكنه لك، انا حتى لم اندم على زواجي منك لاني انجزة في خلال هذه الفترة الكثير من الأشياء باسم الإمبراطورة و حققت كثيرا من متطلبات الشعب لذا الان افعل ما يحلو لك"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي