الفصل الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث

الليل جه عليهم و الاتنين لسه في الاسانسير قاعدين لانهم تعبه ... لولا التهويه الي موجوده في الاسانسير كانوا ماتو ، ما كانوش بيتكلموا بس كل واحد فيهم كان بيحاول يشوف فونه يمكن الشبكه ترجع .. و جربوا الانذار كتير بس ما فيش فايده مش شغال .
- و بعدين هنعمل اي ؟
ده صوتها اخيرا الي طلع بعد كام ساعه من الصمت ، عز بصلها و اتكلم باستهزاء :
وااو معقوله ست الحسن اتكلمت و حست اننا في ورطه .
بصتله بعدم اهتمام و كملت كلامها بجمود :
عايزني اعمل لحضرتك اي طريقتي كده و اتكلم ليه اصلا الكلام مش هيقدم و لا هيأخر .
اتأفف و بص لفوق بيحاول يهدي نفسه من الغضب الي هو فيه ، بس بردو اهملت غضبه و سألته :
ايوه انت اكيد شغال هنا و عارف اي حل .
- والله محدش قالك اني شغال في اسانسير و لا وقف بيا قبل كده ... خلينا قاعدين لحد ما ربنا يتولانا برحمته .
رجعت راسها لوراء بتعب و معقبتش .



فضل يضربه جامد جدا ، بغل و كأنه بيطلع غضبه من الي عملته سدره فيه ... هو اه بيجي المكان ده عشان ياخد فلوس لان الي بيطلعله مش بيكفي و كمان للمتعه ، فهو بيحب المصارعه جدا
غلبه عبيد كالعاده و نزل وسط الناس و راح ناحيه الناس الي تبعه ، و كان واحد منه مادد ايده بفلوس بس عبيد بصلها و افتكر كلام اخوه فما خدهاش و سابهم و مشي ، اما هما فاستغربوا جدا فعلته دي .



نيجي عند سدره الي كانت في اوضتها و قدامها كيس ملاكمه كبير عماله تضرب فيه جامد و كأنها بتدرب ، بس ما كنتش مركزه لا كانت بتعاقب نفسها
ايدها اتعورت جامد بس مش واخده بالها مش عارفه ليه عملت في حبيبها كده ، اينعم هو داس ع كرمتها برفضه ليها بس مش برده الفعل القويه دي
وقفت اخيرا و فضلت تنهج جامد و اتكلمت مع نفسها بغل :
انت السبب خلتني اعمل فيك كده .. فيها اي لما تحس بيا فيها اييه ؟ !
سكتت شويه تهدي نفسها ، بصت علي النتيجه الي عندها في الاوضه و خدت بالها ان بكره معاد السفر ففكرت شويه و من بعدها ضحكت بتلقائيه و كأن في فكره انتقام جديده جت علي بالها ... بس انتقام من نوع مختلف عن الي حصل انهارده .



لفت وشها بسرعه بعد ما ستوعبت اسلوبه ، خافت تبين دموعها الي نزلت بسبب كلامه ما كنتش حبه تبين ضعفها .
كانت هتمشي بس صوت زيد الي كان عالي هو الي خلاها تبص ناحيته تاني :
اده عبيد اي الي قطع قميصك كده .
بص عبيد اتجاه مكة الي مش عارفه تقول اي علي منظره ، هو مردش علي اخوه بس سأل عبيد مكة فقال :
مالك في حاجه حصلت ؟ !
اترددت تقول و لا لا بس عزمت رأيها تقول لعبيد فهو عكس اخوه تماما الي كان بيتأفف و لافف وشه الناحيه التانيه و كان هيطلع كمان بس كلامها هو الي وقفه و خلاه يركز فكانت بتقول :
عز الدين بقاله كتير بره و تليفونه مقفول و اصحابه في الشغل قاله انه ما جاش و انا بجد قلقانه عليه انا و ماما ... جيت اسألك لو معاك ؟
زيد لعن غبائه هي كانت محتاجه مساعده بس ما دهاش فرصه ، عبيد رد عليها و هو بيطلع الفون يتصل به :
اكيد شبكه استني بس و ما تقلقيش
حاول مره و اتنين و تلاته و ما فيش فايده ، الموضوع قلقه و قال عبيد :
ممكن تروحي انتي وانا هطلع بس اغير القميص و اشوفه
- لا رجلي ع رجلك لازم اعرف هو فين .
عبيد كان لسه هيقنعها بس هي وقفته :
ريح نفسك و اطلع يلا غير عشان ما نتأخرش
يأس و فعلا طلع يغير
زيد بصلها و بعد تردد حاول يقولها حتي اسف بس هي لفت وشها و بعدت كمان عنه فهي مقهوره منه ، اما هو ففضل واقف و ندمان علي الي قاله .



عبيد و هما في التاكس هو و اخوه و مكه كان بيتصل بكل الي يعرفوه لانهم اصحاب اوي و كل الي عز يعرفهم عبيد بردو يعرفهم ، خلص كل الي عنده من اشخاص و اماكن و بعد طول تفكير كان فكره زيد انهم يرحوا الشركه مش بطاله
وصلوا اخيرا و قابلوا الامن كان الوقت ده فاضل ساعه بالظبط و الشركه تتقفل تماما
عبيد اول واحد اتكلم :
لو سمحت استاذ عز الدين علي موجود فوق ؟
رد عليه بتاع الامن بعد ما فتكر :
ايوه انا شوفته داخل من الصبح و الاستاذ عز المفروض زي العاده يخلص من بدري .
اطمنوا شويه بس بعدين مكه سألته :
طيب ممكن ندخله ؟
- اسف يا فندم مش هينفع ... بس ممكن اكلمه من هنا ثانيه واحده .
بالفعل دخل الشركه يكلمه من التليفون الخاص بالشغل
زيد وجهه كلامه لمكه :
اهوه موجود اهوه قلقتي علي الفاضي .
بصتله من غير نفس و ما تكلمتش ، خرج بعدها الامن و هو مستعجب :
انا اتصلت بس قالوا مش جوه و انا ما شوفتوش خرج بس بيقولوا ما جاش خالص
مكه بقلق ظهر اوي عليها :
يعني ايه يعني راح فين خرج ما طلعش و محدش شافه غيرك و لا ايه ؟
عبيد كمل :
طيب يمكن متهيألك ... ابوس ايدك افتكر عز مش لقينه من الصبح .
مكه قربت من بتاع الامن و اتكلمت بعياط لانها خافت اكتر :
لو سمحت من فضلك انا اخته و ما ليش غيره لو بتعزه بعد اذنك اتأكد سبني ادخل لو سمحت .
بتاع الامن فكر و بعدين اتكلم :
تمام انا هدخلكوا ع مسؤليتي و هنطلع نشوف في الكاميرات دخل و لا لا .
و من هنا بقي في امل لمكه كبير و دخلوا وراه
قدر بتاع الامن يقنع الامن الي جوه ع الكاميرات يشوفوا حته من الفيديوات في وقت دخول عز الصبح الشركه
شافوه بيدخل و بعدين ركب الاسانسير مع واحده بس استنوه يطلع مطلعش
زيد سأل :
هو ما طلعش ازاي ما تصورش ؟
الي قاعد علي الكاميره قال :
ازاي الاسانسير ده عطلان طول النهار .
عبيد و زيد و مكه بصوا لبعض و كلهم جه في دماغهم نفس الفكر انه جوه الاسانسير كل الوقت ده .
خرجوا جري و مكه حاولت تدوس علي زرار الاسانسير انه يتحرك و ما فيش فايده بدأت تعيط و عبيد بعلو صوته نده عليه كذا مره .
اما جوه الاسانسير فعز كان بيجاهد انه يقفل عينه و بيحاول يفوق الي اغم عليها منه دي و مش عارف ، أحي فيه امل جديد لما سمع حد بينادي عليه فلما دقق في الصوت عرف انه عبيد فنادي هو كمان لحد ما اخيرا سمعوه ، و عبيد رد عليه :
ما تخفش هنخرجكك يا عز
زيد جري هو و بتاع الامن يشوفوا الصيانه و كل الي في الشركه اتجمعوا .
بتاع الصيانه جه و حاول بعد مده انه يصلحه و بالفعل وقف و فتح و اول ما فتح عز شال البنت الي كانت معاه بتعب و اتكلم :
حد يجيب دكتور او اسعاف اغمي عليها و مش عارف في اي .
حطها علي الكرسي لقاه و في لحظه هو وقع هو كمان ، مكه جريت عليه و حضنته بس هو للاسف فقد الوعي علي كتفها و جابوا الاسعاف بعدها .



الساعه بقت تلاته الفجر اخيرا فاق لانه جاله ضيق نفس ، اتضح ان التهويه من كتر تشغيلها باظت و من حسن حظهم انها باظت قبل ما عبيد و مكه و زيد يجوا ينقذوهم و ده الي خلي الاتنين يفقدوا الوعي .
- خلاص يا عبيد انا تمام روح انت وراك سفر بعد ساعتين
كان كلام عز لعبيد الي رفض و اصر يفضل معاه
قدر يقنع مكه ان زيد يوصلها فامه لوحدها و ما ينفعش ترجع بليل لوحدها .
عز اتكلم تاني :
البنت الي كانت معايا عامله ايه ؟
- كويسه فاقت هي كمان و مامتها معاها كلمتها اول ما فاقت .
- كويس ... يلا خلينا نحضر نفسنا و نمشي انا بقيت كويس
عبيد كان هيعترض بس عز وقفه بتعب :
عشان خاطري ريحني .
حس ان مرواحه افضل فقام و هو بيقول :
امري لله ... رايح للدكتور يكتبلك علي خروج .



اخيرا وصلوا هما الاتنين الشارع و اودام بيت عز ، نزلت بسرعه فهي كانت مغصوبه علي مرافقته و هو ندي عليها بسرعه بعد ما نزل من التاكسي و مشي :
مكه !
لفت بجمود و اتكلمت :
افندم !
- انا اسف و الله كنت متعصب بس .
- انا الي اسفه بس الاسف مش من لك لا للظروف للي وقعتني في طريقك و خلتك تضيع فرصه عمرك ... و ارتاح لو بموت مش هستغيث بيك .
و قبل ما يرد عليها كانت بتجري علي بيتهم .
غمض عينه بغضب و هو بيجز علي سنانه بس الي فوقه تليفون جاله ، كان رقم غريب بس زيد رد :
الو ! !
جاله صوت انوثي بدلع :
ازيك يا زيد
- مين معايا ؟
- انا الطريق لشهرتك .
ما فهمش و سأل :
يعني ايه ؟
- تعالالي دلوقتي في " *** " و انا هقولك اقصد ايه .
و قفلت السكه اما هو فبعد تفكير دام لعشر دقايق قرر يروح .



ظبط عز نفسه و كان هيتجهه لباب الخروج بعد ما خرج من الاوضه مع عبيد بس وقف و قال :
عبيد فين البنت الي كانت معايا عايز اطمن عليها ... اينعم ما تستهلش بس مش مشكله .
استغرب عبيد من كلمه صاحبه بس هيفهم منه بعدين ، خده عندها و اول ما خبط و دخل كانت قاعده سانده ضهرها علي السرير و امها في الكرسي الي جمبها ، عز اتنحنح و قال :
انا اسف علي الازعاج بس كنت عايز اطمن عليكي انتي كويسه ؟
بصت لمامتها و قالت :
ده الي كان معايا في الاسانسير الي قولتلك عنه .
بصتله امها و هو ابتسم بتلقائيه ، و هي ردت :
الحمد لله ... شكرا ليك جدا .
- العفو علي ايه حمد لله علي السلامه .
الام اتدخلت بسرعه :
طب انت كويس يا بني ؟
- الحمد لله يا امي ... حمدلله علي سلامتها .
كان هيمشي بس لف علي سؤالها :
احنا خرجنا ازاي ؟
رد عليها عز بهدوء و امتنان لربنا :
الحمد لله ربنا بعتلنا اصحابي في الوقت المناسب .
فلت منها كلمه دبش زي عوايدها :
يعني لو ما كانوش جم كنا موتنا .
الكلمه معجبتوش و قال :
والله نحمد ربنا احسن .
- وطي صوتك ... مش كفايه معرفتش تعمل حاجه .
- والله كنت هموت زي زيك .. يعني الي حصل ده ما خلكيش تتعظي .
هنا قررت تقف و تبصله و بلهجتها قالت :
والله انت يا لي مناخيرك في السماء عايزني انا الي اتعظ و حضرتك ملاك صح ... مستحيل اي حد يأمنلك و لا حد هيبصلك بغرورك ده و عدم حمايتك لنفسك قبل الي معاك .
و هنا اتصدم من كلمتها الي ما توقعتش خالص .... هو مش فاهم ليه بتحمله الذنب ده ، بس اكيد الموضوع مش طبيعي .



معاد تحرك الباص جه و كلهم مستنين عبيد الي اتأخر عليهم و سدره اول واحده ... افتكرت ضرب الحرس ليه و قلبها اتقبض ليكون حصله حاجه ، قرروا يمشوا لان تليفونه مقفول .
كانوا ماشين يجي ربع ساعه بس فجأه الاتوبيس فرمل بخضه و اتفجأوا .....


الساعه تقريبا ٥ الفجر و في كازينو كان شغال في موسيقي هاديه دخل زيد فضل يلف بعينه في المكان لانه مش عارف شكلها بس لقاها بتشاورله انه يجلها فعمل كده
لما قرب ظهرت ملامحها ممثله معروفه من الوجوه الواعده بس استغرب ليه تكلمه مخصوص ، اتكلمت نجلاء القاضي ( طبعا هي مش ممثله حقيقيه بس ممثله في الروايه )
- كل ده اتأخرت اوي .
قعد و هو مش فاهم بس اتكلم زيد :
معقول نجلاء القاضي عيزاني بنفسها .
ضحكت بهدوء و قالت :
شوفتك انهارده في اللوكيشن و اد اي كنت متعصب عشان كده جبت رقمك و اتصلت بيك .
حط عينه في الارض و اتكلم زيد :
اعمل اي كانت فرصتي الوحيده
- و فرصتك لسه موجوده .
رفع راسه باستغراب و هي كملت :
معايا هتوصل صدقني
و نهت كلامها وهي بتحط ايديها علي ايده اما هو فبص علي ايديها و ابتسم و هو مش مصدق .



وصل البيت بعد ما سابها و مشي من غير ما يرد عليها ، اصله هيقول عليها اي و هو شايفها قليله الذوق
عز حب يقصر الشر مراعاه ليها و لتعبها و لوالدتها بردو .
اول ما دخل مكة رحلته و مسكت ايده بهدوء و خلته يقعد ع اقرب كرسي و اتكلمت :
حمد لله علي السلامه .
- الله يسلمك يا حبييتي ... ماما صاحيه ؟
هزت مكه رأسها بنفي و قالت :
لا نيمتها بالعافيه بعد ما خدت الدواء الي بينيم و انها اطمنت انك عند عبيد اطمن معرفتش اي حاجه .
باس جبينها و قام في صمت اما مكة فتبعته بعنيها لحد ما دخل اوضته و من بهدها اتنهدت بتعب .


الساعه بقت سبعه و الشمس طلعت علي الاتوبيس الي لسه مكمل رحلته و نيجي بقي علي مقعد عبيد و سدره الي نايمه علي كتف عبيد و في ايديها الكتاب الي كانت بتقراه عشان تهرب من عبيد
الشمس جايه علي وشها بس عبيد كان بيبصلها و هي نايمه بيتأملها ... جميله اوي و اهدي من ووهي صاحيه
حاول يمد ايده من غير ما يتحرك جامد عايز يشد الستاره الي علي الشباك عشان الشمس مضيقهاش
بس للاسف صحيت
فتحت عينها ، استوعبت شويه و بعدها بصت ناحيه عبيد و انتفضت بسرعه كبيره بخضه و هي بتقول :
اده انا نمت امتي ؟
عبيد ظهرت علي وشه ابتسامه بسيطه بس ثبت و وجهلها و الكلام و قال :
من بدري قيمة ساعتين كده .
- اسفه
ما تكلمش و هز رأسه كرد عليها
اما هي ففضلت باصه الناحيه التانيه اتكسفت جامد بس حاولت تتلهي في كتابها تاني لحد ما توصل
اما عبيد فشعوره كان مختلط و مش فاهم حاجه .



نزلت مكه بعد ما اخوها نزل شغله ، كل يوم لازم تنزل عشان تجيب حاجات للغداء ، وقفها واحد هي تعرفه لان معاهم في الشارع
- مكه ازيك ؟
- الحمد لله يا علي بخير .
كان متوتر شويه بس جمع شتات نفسه و اتكلم :
انا اسف بوقفك بس لازم اسألك علي حاجه مهمه .
- اتفضل
- احم ... هو لو انا اتقدمتلك توافقي ؟
وهنا مكه اتحرجت جامد و اتكسفت و بصت في الارض و ردت باختصار قبل ما تمشي :
المفروض الكلام ده مع اخويا عن اذنك .
و سابته قبل ما كان هيكمل تاني و يعتذر
اول ما مشيت لعن غباء و اتكلم علي مع نفسه :
ايه الغباء ده طبيعي تعمل كده احمد ربنا انها ردت اصلا .
وقف يفكر شويه و بعدين ابتسم بتلقائيه و قال :
بس معني ذلك انها موافقه ؟؟ ... مش عارف انا هكلم عز الدين و خلاص .
اي الي حصل و هيحصل مع الابطال ، كده نقدر نقول ان دي نقطه البدايه و تابعوني

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي