الفصل 34
الفصل الرابع والثلاثون
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. "
صوت بكاء الرضيعين يعلوا، مانت تحاول النهوض لحملهم، لكنها لإصابتها التي لم تبرأ بعد لم تتمكن من النهوض، لكنها وجدت رفيق دربها يدخل من الغرفة سريعا بعدما اطمئن على الصغار "سما، ونور"، وتأكد من ذهابهم لمدرستهم بسلام، واطمأن على الصغيرتين "نوران وملك" بذهابهم " للحضانة" ، ليستمع لصوت الرضيعين ويصعد سريعا لأنه يعلم أنها ستحاول النهوض والحركة، وقد كان، فكانت تحاول النهوض لتهدئة الرضيعين، ليذهب لها سريعا محاولا جعلها تستريح حتى لا يتضرر جرحها،
يتحدث وهو يجعلها تستريح،
أحمد : يا حبيبتي انتِ ايه اللي بيخليكي تقومي، انا هنا اهه مندهتيش عليا ليه، ارتاحي بس وانا هجيبهم لك، حاولي تسترخي عشان الألم اللي بدأ يظهر عليكي من ألم الجرح
تنظر له نظرات حب وتقدير، لكن بها ألم من ألام جراحها الجسدية،
نجلاء: أنا بس مش بقدر استحمل عياطهم، قلبي بيوجعني، حاولت اتحرك بس معرفتش
ينظر لها بحب، ويتحدث بهدوء وحب يطغى على حديثه، وهو يجلب إحدى الرضيعين، ويضعه بين يديها،
أحمد : سلامة قلبك من التعب يا ضي عيوني، اتفضلي الأستاذ "ريان" اللي مش مبطل عياط ده، طالع ذنان الواد ده، مش عارف طالع كدة لمين
تحمله بحب وحنية، حنان أم لاقت الويلات حتى يأتي صغارها بأمان للحياة،
نجلاء: بس حبيب ماما انت، بتعيطي ليه
كانت تتحدث للصغير بحنية ومواساة كمن تحدث شخص كبير، كان ينظر لها بحنان، فهو للمرة الأولى يرى مشاعر وعاطفة الأم النقية، ليفق من شروده وتأمله لها على حديثها،
نجلاء : أحمد "رنا" جاية هنا عاوزة تتكلم معايا، بصراحة صوتها قلقان ومضربة، مش عارفة فيها ايه، بس انا قلت لها تيجي هنا
أحمد : رنا تايهة وفي اضرابات كتير في حياتها، سليم آخر مرة كانت هنا قالي اللي حصل معاها قبل ماتنزل مصر، بس خليكي تسمعي منها هي شوفي الموضوع من وجهة نظرها، وانا متأكد إنك هتتعاملي معاه صح
تنظر له بأمل، نجلاء: هحاول اساعدها واسمعها بس مش عارفة هي بتفكر ازاي، يعني أنا مش عارفة هي هتتقبل كلامي معاها ولا لأ، أنا معرفش رنا طبعها ايه، ربنا يستر
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
مر بعض الوقت كانت استعدت للقائها وغادر زوجها لعمله، وبقيت هي بانتظارها لجوار الصغار، لم تنتظر مدة طويلة، وكانت "سعاد " تخبرها بقدومها، ثوان قليلة وكانت تستأذنها بالدخول، من مجرد رؤيتها وجدتها تائهة، فتاة ضلت طريقها، وأصبحت حياتها على شفا جرف هار، لترحب بها بحفاوة،
أما هي فكانت تدخل بخطى ثقيلة، خطى بطيئة قلقة مما هي مقدمة عليه،
نجلاء: ازيك يا مدام رنا، اتفضلي تعالي معلش بس مش قادرة اقوم عشان اكون في استقبالك
تبتسم في وجهها بقلق، رنا : لا ولا يهمك ألف سلامة عليكي إن شاء الله تخفي وتقومي بالسلامة قريب، معلش إني قلقتك وتقلت عليكي، بس أنا فعلا محتاجة اتكلم معاكي
لم تخبت ابتسامتها بوجهها، لم ترد أن تشعرها أنها ثقيلة في زيارتها لها، لتوجه حديثها لخادمتها
نجلاء: سوسو عاوزين كوبايتين عصير حلوين من إيديكي، واه متغبيش عليا مش بعرف اقعد من غيرك
سعاد : من عيوني ياست الهوانم، أنا مقدرش اتأخر عنك، ده انتِ اللي في الجلب
نجلاء: قلنا ميت مرة بلاش هانم دي، المهم اتكلي اعملي الواحب وحسابنا بعدين
تغادر وتتركهم لتجد نظرات التعجب من رنا، لتعلم سبب تعجبها
نجلاء: مستغربة ليه يا رنا، أنا عمري متعاملت معاها على انها خادمة، دي بعتبرها أخت، هي اللي بتاخد بالها مني ومن ولادي، وبعدين هي غلبانة وطيبة، المهم سيبك من كل ده، انتِ مالك؟
يبدوا أنها كانت في انتظار سؤالها لتنهار من البكاء، تصدم من حالتها تلك وتحاول تهدئتها، لتهدأ بعد فترة من إفراغ طاقتها، لتنتظرها حتى تبدأ بالحديث عن ما يؤرقها،
رنا : أنا خايفة، خايفة علاقتي أنا ورائف تنتهي بسبب تفكيري، أنا اتجوزت أنا ورائف من خمس سنين، اتجوزنا بعد قصة حب كبيرة، رائف حنيته بتخلي اللي قدامه يحبه من غير تفمير، روحه الحلوة كانت مخلية البنات كلها بتجري وراه، اللي كان مطمني إنه رغم كل ده بيحبني أنا، مفيش واخدة بتملي عنيه غيري أنا، من يوم متجوزنا وحبنا بيزيد، عمري محسيت لهفته عليا بتقل أبدا، كان بالنسبة ليا نبع الحنان، غيرتي زادت يوم مروحت الشركة ولقيت بنتين واقفين بيتكلموا عليه، وواحدة منهم بتفكر توقعه ازاي، وقتها اتجننت ازاي واحدة تفكر تخطف راجل متجوز، بس بعدها لقيت من النوعية دي كتير
عند هذه النقطة تسألها بحذر،
نجلاء: وانت تصرفك كان ايه يا رنا، أنا عارفة إن في ستات كتير بالق...ة دي، بس يهمني أعرف اتصرفتي ازاي
تنظر لها بقلق من الحديث المقدمة عليه،
رنا : روحت اشتغلت في الشركة معاهم، بصراحة رائف كان مبسوط، وفرح اننا هنكون مع بعض في الشغل والبيت، بس لقيتني كل فترة ببعد عنه كل يوم، لحد لما هو لاحظ وزهق، وبدأ يحاول معايا نرجع لبعض زي الأول، بس انا ثقتي في نفسي بتقل كل مرة رغم محاولاته، قبل مننزل بفترة
""يتجه نحو غرفته هو وزوجته يجدها تنام بعمق شديد، يحرك رأسه بأسف على حبيبته، ورفيقة طفولته، التي أضحت شخص لم يعرفها أبدا، لكنه يقرر المحاولة معها من جديد، رغم تغاضيه عن أفعالها سابقا; إلا أنه قد حان الوقت لإنقاذ زواجه، يتجه نحو سريرها بخطىً متمهلة، يربت على كتفها كمحاولة بسيطة لإيقاظها،
رائف : رنا حبيبتي اصحي شوية
رنا : تجيبه بنوم، عاوز ايه يا رائف سيبني انام بقى
رائف: يا حبيبتي ممكن تقومي نتعشى مع بعض، يعني نجهز العشاء ونتعشى سوى في جو حلو كدة
رنا : وهي تتأفف بنزق، يوه يا رائف انزل انت اتعشى انا مش جعانة، عاوزة بس انام ممكن تسيبني انام
رائف : وقد فاض به الكيل، انتي ايه يا شيخة معدومة الإحساس.. ده بدل ما تخلي عندك دم وتقومي تعملي لي الأكل وتهتمي شوية بجوزك، قولت يمكن تعبانة اما احاول اصالحها ونخرج نتعشى أو نجه عشا مع بعض ...
اقولك انتي الكلام خلاص مش جايب معاكي نتيجة خلاص، بس مترجعيش تزعلي من اللي هيحصل.""
وبعدها رجعت مصر ومكلمتوش من وقتها
تنظر لها بعينين متسعتين من الصدمة،
نحلاء: انت ِ يا بنتي هبلة ولا بتستعبطي، أولا انتي غلطانة وبطريقتك دي هتضيعي نفسك وهتضيعي جوزة من إيدك، انتٍ كان لازم تكلني جوزك بصراحة في موضوع الخلفة دي، لأن ده مش يخصك لوحدك، ده مشترك بينكم وده حقه، واللي انا عرفته من كلامك إنه شخص مخترم وبيحبك، وبعدين قولي لي انتٍ لو العيب طلع من جوزك هتتخلي عنه وتسيبيه؟
تحيبها سريعا دون تفكير: لا يستحيل
تنظر لها : طيب ليه حكمتي عليه من غير متفكري، ثانيا تصرفك وغيرتك غلط ده واحد مش شايف غيرك، تقومي انتِ تروحي تنكدي عليه عشان يروح يبص برة صح، يا بنتي الغيرة بتخليكي تلزقي فيه طول الوقت مش تسيبيه، لا وكمان هو اللي بيتحايل عليكي عشان يقرب منك، وتقعدوا تتكلموا مع بعض، الواحدة دلوقتي بتتنشق على كلمة حلوة من جوزها، وعندها استعداد تقلب له قرد عشان يقعد معاها وميسيبهاش، وانتِ جوزك بيتحايل عليكي ده بطر
تنظر لها بألم فهي محقة في حديثها، ازداد الاضراب داخلها، خوفا على فقدان حبيب عمرها
رنا: أنا عارفة إني غلطت، بس مش عارفة اعمل ايه
تنظر لها بشفقة، نجلاء: بصي متزعليش مني، بس انتِ مدة بتخربي بيتك بإيدك، انت دلوقتي تروحي تملمي جوزك وترجعي معاه زي الأول وأحسن، بيني مشاعرك نحيته، عرفيه انتِ بتحبيه قد إيه، ده جوزك اعملي ما بدالك، لازم تحسسيه إنك ندمانة على اللي حصل، لأن اللي شفته إنه هو مش غلطان، بعد كدة موضوع الحمل سيبيه لوقته
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
كانت تجلس بغرفتها تحاول المذاكرة، لتدخل والدتها كالعاصفة الهوجاء، لتتفاجأ من طريقة والدتها مؤخرا، التي كانت تبدوا بها كثيرا من التوتر، كمن يخفي سرا ما،
لتتحدث باندفاع، شمس: جنى انتِ بتعملي ايه دلوقتي؟
تجيبها ببساطة وهي تنظر داخل كتبها، وتدون شيء ما، جنى: بذاكر يا ماما، عندي امتحانات هتبدأ من الأسبوع الجاي
شمس: طب قليلي هي صحبتك رؤى دي عايشة فين دلوقتي، مش انتِ قلتي لي إنها عايشة في حارة صغيرة!
ترفع رأسها بتعجب من سؤال والدتها: هو في إيه يا ماما! انتِ بقالكزفترة مهتمية بالسؤال عن رؤى الفترة دي! هو في ايه بالظبط!
يسود التوتر على ملامحها لتحاول التهرب من الحديث، شمس: لا لا أبدا أنا بطمن عليكِ عشان انتِ قلتي إنها عايشة في حارة، وبعدين أنا مش عاوزاكِ تروحي أماكن مقرفة زي دي
تنظر لها بسخرية، فطبيعة والدتها لن تتغير، جنى: آه فهمت، بس الأماكن دي مش مفرفة يا ماما، دي مليانة حب ودفا، المهم اطمني رؤى وأخوها رجعوا يعيشوا مع أهلهم تاني، عايشين في قصر كبير خاص بالعيلة بتاعتهم، اطمنتي
تنظر نظرات لم ترتح بعد، فمهمته أصبحت أصعب، كيف لها الوصول لهم الآن، لكنها يجب أن تتأكد من شكوكها،
شمس: طب متبقي تعزميهم هنا يجوا يذاكروا معاكي،
لتتدارك حديثها، إحم قصدي تذاكر معاكي، مش انتوا صحاب، قصدي بقيتوا صحاب
ازداد الشك داخلها من طريقة والدتها، حنى: هو في إيه، حضرتك غريبة أوي الأيام دي، وبعدين رؤى مش بتروح تذاكر عند حد، أنا اللي ببقي اروح اذاكر معاها هي وهنا، عشان يوضحوا ليا اللي مش فاهماه، لسة حضرتك عاوزة تعرفي حاجة يا ماما، عشان عندي مذاكرة كتير
تنظر لها بسخط وتتركها وسط دهشتها وتغادر الغرفة، بل الشقة بأكملها، لتتجه لوجهة ستقودها يوما لحتفها
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
بعد أن انتهوا من العمل قرروا أن يحادثوه في مكالمة قبل عودتهم للمنزل، ليقوموا بإجراء المحادثة، ليدخل عليهم أثناء هذا الوقت
سليم : أحمد اهلا تعالى
يدخل وهو يهم بالجلوس لجوارهم، أحمد: بتعملوا ايه وسايبين الشغل يا حلو منك له
يجيبها محمد بضحك: محمد : بنكلم رائف، وبعدين متقلقش احنا خلصنا شغل
ينظر لهم بنصف عين،
أحمد: يا رااجل هو الشغل بيخلص يا معلم، المهم كلم رائف وطمنه، وقول لاتقلق
ينظران لبعضهما البعض بتعجب، ثم ينظران له وهما يضيقان عينيهما بتعجب، وقبل أن يبادرا بالحديث يستحيب الطرف الآخر للمحادثة،
رائف: غهلا يا شباب، وحشتوني والله، إيه ده مين أحمد باشا الأسواني، ليك وحشة يا ريس
أحمد : أهلا يا رائف، أخبارك ايه
رائف : تمام الحمد لله، هاا ياشباب عاملين ايه؟ الدنيا تمام ولا ايه
سليم : تمام يا صخبي، بقلك ها خلصت كل اللي قلنا لك عليه ولت ايه!
رائف : خلاص جهزت متقلقش، هكون عندك على الميعاد، المهم انا قلقان من الهبل اللي انتوا قلتوه ده
ينظر لهم أحمد بتعحب: انتوازقلتوا له ايه!
محمد : قلنا له هنخلي رنا تغير ونفهمها إنه هيسيبها ويتجوز، عشان تفوق وترجع لعقلها، بس كبعا تمثيل مش بجد
ينظر لهم أحمد بسخرية: والله انتوا هتودوا الواد في داهية، يا رائف سيبك من العيال دي، مراتك هيتعمل لها ريستارت النهاردة، ومش بعيد تلاقيها بتملمك وبتحايلك كمان
رائف: انت بتقول ايه يا أحمد، ازاي دي رنا آخر فترة قرفتني
سليم : بتأييد لحديث صديقه، أيوة يا أحمد رنا الفترة الأخيرة اتغيرت جدا، انا كنت شايف ده، رنا اتغيرت ومحدش فينا عارف ليه
أحمد: عارف يا سليم، بس كون إن رنا تتكلب تكلم نحلاء، وتقعد معاها لأنها تايهة، فبقول لك اتطمن يا رائف، مراتك هترجع لطبيعتها، ده شيء أنا واثق ومتأكد منه
يجلس محمد بأريحية: كدا اطمن يا رائف، اه ومبروك مقدما
رائف: والله منا فاهم حاج....
يقطع حديثه رنين هاتفه برقم زوجته، لتتسع عينيه بصدمة وهو ينظر لهم عبر شاشة اللاب،
رائف: إيه ده! دي رنا!
سليم: طب سيبها ومتردش دلوقتي، شوف هترن عليك تاني ولا لأ
رائف: انت مراتك اتكلمت معاها قالت لها ايه يا احند!
أحمد: معرفش بصراحة، بس لما اروح هبقي اعرف
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
انتهي الفصل
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. "
صوت بكاء الرضيعين يعلوا، مانت تحاول النهوض لحملهم، لكنها لإصابتها التي لم تبرأ بعد لم تتمكن من النهوض، لكنها وجدت رفيق دربها يدخل من الغرفة سريعا بعدما اطمئن على الصغار "سما، ونور"، وتأكد من ذهابهم لمدرستهم بسلام، واطمأن على الصغيرتين "نوران وملك" بذهابهم " للحضانة" ، ليستمع لصوت الرضيعين ويصعد سريعا لأنه يعلم أنها ستحاول النهوض والحركة، وقد كان، فكانت تحاول النهوض لتهدئة الرضيعين، ليذهب لها سريعا محاولا جعلها تستريح حتى لا يتضرر جرحها،
يتحدث وهو يجعلها تستريح،
أحمد : يا حبيبتي انتِ ايه اللي بيخليكي تقومي، انا هنا اهه مندهتيش عليا ليه، ارتاحي بس وانا هجيبهم لك، حاولي تسترخي عشان الألم اللي بدأ يظهر عليكي من ألم الجرح
تنظر له نظرات حب وتقدير، لكن بها ألم من ألام جراحها الجسدية،
نجلاء: أنا بس مش بقدر استحمل عياطهم، قلبي بيوجعني، حاولت اتحرك بس معرفتش
ينظر لها بحب، ويتحدث بهدوء وحب يطغى على حديثه، وهو يجلب إحدى الرضيعين، ويضعه بين يديها،
أحمد : سلامة قلبك من التعب يا ضي عيوني، اتفضلي الأستاذ "ريان" اللي مش مبطل عياط ده، طالع ذنان الواد ده، مش عارف طالع كدة لمين
تحمله بحب وحنية، حنان أم لاقت الويلات حتى يأتي صغارها بأمان للحياة،
نجلاء: بس حبيب ماما انت، بتعيطي ليه
كانت تتحدث للصغير بحنية ومواساة كمن تحدث شخص كبير، كان ينظر لها بحنان، فهو للمرة الأولى يرى مشاعر وعاطفة الأم النقية، ليفق من شروده وتأمله لها على حديثها،
نجلاء : أحمد "رنا" جاية هنا عاوزة تتكلم معايا، بصراحة صوتها قلقان ومضربة، مش عارفة فيها ايه، بس انا قلت لها تيجي هنا
أحمد : رنا تايهة وفي اضرابات كتير في حياتها، سليم آخر مرة كانت هنا قالي اللي حصل معاها قبل ماتنزل مصر، بس خليكي تسمعي منها هي شوفي الموضوع من وجهة نظرها، وانا متأكد إنك هتتعاملي معاه صح
تنظر له بأمل، نجلاء: هحاول اساعدها واسمعها بس مش عارفة هي بتفكر ازاي، يعني أنا مش عارفة هي هتتقبل كلامي معاها ولا لأ، أنا معرفش رنا طبعها ايه، ربنا يستر
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
مر بعض الوقت كانت استعدت للقائها وغادر زوجها لعمله، وبقيت هي بانتظارها لجوار الصغار، لم تنتظر مدة طويلة، وكانت "سعاد " تخبرها بقدومها، ثوان قليلة وكانت تستأذنها بالدخول، من مجرد رؤيتها وجدتها تائهة، فتاة ضلت طريقها، وأصبحت حياتها على شفا جرف هار، لترحب بها بحفاوة،
أما هي فكانت تدخل بخطى ثقيلة، خطى بطيئة قلقة مما هي مقدمة عليه،
نجلاء: ازيك يا مدام رنا، اتفضلي تعالي معلش بس مش قادرة اقوم عشان اكون في استقبالك
تبتسم في وجهها بقلق، رنا : لا ولا يهمك ألف سلامة عليكي إن شاء الله تخفي وتقومي بالسلامة قريب، معلش إني قلقتك وتقلت عليكي، بس أنا فعلا محتاجة اتكلم معاكي
لم تخبت ابتسامتها بوجهها، لم ترد أن تشعرها أنها ثقيلة في زيارتها لها، لتوجه حديثها لخادمتها
نجلاء: سوسو عاوزين كوبايتين عصير حلوين من إيديكي، واه متغبيش عليا مش بعرف اقعد من غيرك
سعاد : من عيوني ياست الهوانم، أنا مقدرش اتأخر عنك، ده انتِ اللي في الجلب
نجلاء: قلنا ميت مرة بلاش هانم دي، المهم اتكلي اعملي الواحب وحسابنا بعدين
تغادر وتتركهم لتجد نظرات التعجب من رنا، لتعلم سبب تعجبها
نجلاء: مستغربة ليه يا رنا، أنا عمري متعاملت معاها على انها خادمة، دي بعتبرها أخت، هي اللي بتاخد بالها مني ومن ولادي، وبعدين هي غلبانة وطيبة، المهم سيبك من كل ده، انتِ مالك؟
يبدوا أنها كانت في انتظار سؤالها لتنهار من البكاء، تصدم من حالتها تلك وتحاول تهدئتها، لتهدأ بعد فترة من إفراغ طاقتها، لتنتظرها حتى تبدأ بالحديث عن ما يؤرقها،
رنا : أنا خايفة، خايفة علاقتي أنا ورائف تنتهي بسبب تفكيري، أنا اتجوزت أنا ورائف من خمس سنين، اتجوزنا بعد قصة حب كبيرة، رائف حنيته بتخلي اللي قدامه يحبه من غير تفمير، روحه الحلوة كانت مخلية البنات كلها بتجري وراه، اللي كان مطمني إنه رغم كل ده بيحبني أنا، مفيش واخدة بتملي عنيه غيري أنا، من يوم متجوزنا وحبنا بيزيد، عمري محسيت لهفته عليا بتقل أبدا، كان بالنسبة ليا نبع الحنان، غيرتي زادت يوم مروحت الشركة ولقيت بنتين واقفين بيتكلموا عليه، وواحدة منهم بتفكر توقعه ازاي، وقتها اتجننت ازاي واحدة تفكر تخطف راجل متجوز، بس بعدها لقيت من النوعية دي كتير
عند هذه النقطة تسألها بحذر،
نجلاء: وانت تصرفك كان ايه يا رنا، أنا عارفة إن في ستات كتير بالق...ة دي، بس يهمني أعرف اتصرفتي ازاي
تنظر لها بقلق من الحديث المقدمة عليه،
رنا : روحت اشتغلت في الشركة معاهم، بصراحة رائف كان مبسوط، وفرح اننا هنكون مع بعض في الشغل والبيت، بس لقيتني كل فترة ببعد عنه كل يوم، لحد لما هو لاحظ وزهق، وبدأ يحاول معايا نرجع لبعض زي الأول، بس انا ثقتي في نفسي بتقل كل مرة رغم محاولاته، قبل مننزل بفترة
""يتجه نحو غرفته هو وزوجته يجدها تنام بعمق شديد، يحرك رأسه بأسف على حبيبته، ورفيقة طفولته، التي أضحت شخص لم يعرفها أبدا، لكنه يقرر المحاولة معها من جديد، رغم تغاضيه عن أفعالها سابقا; إلا أنه قد حان الوقت لإنقاذ زواجه، يتجه نحو سريرها بخطىً متمهلة، يربت على كتفها كمحاولة بسيطة لإيقاظها،
رائف : رنا حبيبتي اصحي شوية
رنا : تجيبه بنوم، عاوز ايه يا رائف سيبني انام بقى
رائف: يا حبيبتي ممكن تقومي نتعشى مع بعض، يعني نجهز العشاء ونتعشى سوى في جو حلو كدة
رنا : وهي تتأفف بنزق، يوه يا رائف انزل انت اتعشى انا مش جعانة، عاوزة بس انام ممكن تسيبني انام
رائف : وقد فاض به الكيل، انتي ايه يا شيخة معدومة الإحساس.. ده بدل ما تخلي عندك دم وتقومي تعملي لي الأكل وتهتمي شوية بجوزك، قولت يمكن تعبانة اما احاول اصالحها ونخرج نتعشى أو نجه عشا مع بعض ...
اقولك انتي الكلام خلاص مش جايب معاكي نتيجة خلاص، بس مترجعيش تزعلي من اللي هيحصل.""
وبعدها رجعت مصر ومكلمتوش من وقتها
تنظر لها بعينين متسعتين من الصدمة،
نحلاء: انت ِ يا بنتي هبلة ولا بتستعبطي، أولا انتي غلطانة وبطريقتك دي هتضيعي نفسك وهتضيعي جوزة من إيدك، انتٍ كان لازم تكلني جوزك بصراحة في موضوع الخلفة دي، لأن ده مش يخصك لوحدك، ده مشترك بينكم وده حقه، واللي انا عرفته من كلامك إنه شخص مخترم وبيحبك، وبعدين قولي لي انتٍ لو العيب طلع من جوزك هتتخلي عنه وتسيبيه؟
تحيبها سريعا دون تفكير: لا يستحيل
تنظر لها : طيب ليه حكمتي عليه من غير متفكري، ثانيا تصرفك وغيرتك غلط ده واحد مش شايف غيرك، تقومي انتِ تروحي تنكدي عليه عشان يروح يبص برة صح، يا بنتي الغيرة بتخليكي تلزقي فيه طول الوقت مش تسيبيه، لا وكمان هو اللي بيتحايل عليكي عشان يقرب منك، وتقعدوا تتكلموا مع بعض، الواحدة دلوقتي بتتنشق على كلمة حلوة من جوزها، وعندها استعداد تقلب له قرد عشان يقعد معاها وميسيبهاش، وانتِ جوزك بيتحايل عليكي ده بطر
تنظر لها بألم فهي محقة في حديثها، ازداد الاضراب داخلها، خوفا على فقدان حبيب عمرها
رنا: أنا عارفة إني غلطت، بس مش عارفة اعمل ايه
تنظر لها بشفقة، نجلاء: بصي متزعليش مني، بس انتِ مدة بتخربي بيتك بإيدك، انت دلوقتي تروحي تملمي جوزك وترجعي معاه زي الأول وأحسن، بيني مشاعرك نحيته، عرفيه انتِ بتحبيه قد إيه، ده جوزك اعملي ما بدالك، لازم تحسسيه إنك ندمانة على اللي حصل، لأن اللي شفته إنه هو مش غلطان، بعد كدة موضوع الحمل سيبيه لوقته
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
كانت تجلس بغرفتها تحاول المذاكرة، لتدخل والدتها كالعاصفة الهوجاء، لتتفاجأ من طريقة والدتها مؤخرا، التي كانت تبدوا بها كثيرا من التوتر، كمن يخفي سرا ما،
لتتحدث باندفاع، شمس: جنى انتِ بتعملي ايه دلوقتي؟
تجيبها ببساطة وهي تنظر داخل كتبها، وتدون شيء ما، جنى: بذاكر يا ماما، عندي امتحانات هتبدأ من الأسبوع الجاي
شمس: طب قليلي هي صحبتك رؤى دي عايشة فين دلوقتي، مش انتِ قلتي لي إنها عايشة في حارة صغيرة!
ترفع رأسها بتعجب من سؤال والدتها: هو في إيه يا ماما! انتِ بقالكزفترة مهتمية بالسؤال عن رؤى الفترة دي! هو في ايه بالظبط!
يسود التوتر على ملامحها لتحاول التهرب من الحديث، شمس: لا لا أبدا أنا بطمن عليكِ عشان انتِ قلتي إنها عايشة في حارة، وبعدين أنا مش عاوزاكِ تروحي أماكن مقرفة زي دي
تنظر لها بسخرية، فطبيعة والدتها لن تتغير، جنى: آه فهمت، بس الأماكن دي مش مفرفة يا ماما، دي مليانة حب ودفا، المهم اطمني رؤى وأخوها رجعوا يعيشوا مع أهلهم تاني، عايشين في قصر كبير خاص بالعيلة بتاعتهم، اطمنتي
تنظر نظرات لم ترتح بعد، فمهمته أصبحت أصعب، كيف لها الوصول لهم الآن، لكنها يجب أن تتأكد من شكوكها،
شمس: طب متبقي تعزميهم هنا يجوا يذاكروا معاكي،
لتتدارك حديثها، إحم قصدي تذاكر معاكي، مش انتوا صحاب، قصدي بقيتوا صحاب
ازداد الشك داخلها من طريقة والدتها، حنى: هو في إيه، حضرتك غريبة أوي الأيام دي، وبعدين رؤى مش بتروح تذاكر عند حد، أنا اللي ببقي اروح اذاكر معاها هي وهنا، عشان يوضحوا ليا اللي مش فاهماه، لسة حضرتك عاوزة تعرفي حاجة يا ماما، عشان عندي مذاكرة كتير
تنظر لها بسخط وتتركها وسط دهشتها وتغادر الغرفة، بل الشقة بأكملها، لتتجه لوجهة ستقودها يوما لحتفها
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
بعد أن انتهوا من العمل قرروا أن يحادثوه في مكالمة قبل عودتهم للمنزل، ليقوموا بإجراء المحادثة، ليدخل عليهم أثناء هذا الوقت
سليم : أحمد اهلا تعالى
يدخل وهو يهم بالجلوس لجوارهم، أحمد: بتعملوا ايه وسايبين الشغل يا حلو منك له
يجيبها محمد بضحك: محمد : بنكلم رائف، وبعدين متقلقش احنا خلصنا شغل
ينظر لهم بنصف عين،
أحمد: يا رااجل هو الشغل بيخلص يا معلم، المهم كلم رائف وطمنه، وقول لاتقلق
ينظران لبعضهما البعض بتعجب، ثم ينظران له وهما يضيقان عينيهما بتعجب، وقبل أن يبادرا بالحديث يستحيب الطرف الآخر للمحادثة،
رائف: غهلا يا شباب، وحشتوني والله، إيه ده مين أحمد باشا الأسواني، ليك وحشة يا ريس
أحمد : أهلا يا رائف، أخبارك ايه
رائف : تمام الحمد لله، هاا ياشباب عاملين ايه؟ الدنيا تمام ولا ايه
سليم : تمام يا صخبي، بقلك ها خلصت كل اللي قلنا لك عليه ولت ايه!
رائف : خلاص جهزت متقلقش، هكون عندك على الميعاد، المهم انا قلقان من الهبل اللي انتوا قلتوه ده
ينظر لهم أحمد بتعحب: انتوازقلتوا له ايه!
محمد : قلنا له هنخلي رنا تغير ونفهمها إنه هيسيبها ويتجوز، عشان تفوق وترجع لعقلها، بس كبعا تمثيل مش بجد
ينظر لهم أحمد بسخرية: والله انتوا هتودوا الواد في داهية، يا رائف سيبك من العيال دي، مراتك هيتعمل لها ريستارت النهاردة، ومش بعيد تلاقيها بتملمك وبتحايلك كمان
رائف: انت بتقول ايه يا أحمد، ازاي دي رنا آخر فترة قرفتني
سليم : بتأييد لحديث صديقه، أيوة يا أحمد رنا الفترة الأخيرة اتغيرت جدا، انا كنت شايف ده، رنا اتغيرت ومحدش فينا عارف ليه
أحمد: عارف يا سليم، بس كون إن رنا تتكلب تكلم نحلاء، وتقعد معاها لأنها تايهة، فبقول لك اتطمن يا رائف، مراتك هترجع لطبيعتها، ده شيء أنا واثق ومتأكد منه
يجلس محمد بأريحية: كدا اطمن يا رائف، اه ومبروك مقدما
رائف: والله منا فاهم حاج....
يقطع حديثه رنين هاتفه برقم زوجته، لتتسع عينيه بصدمة وهو ينظر لهم عبر شاشة اللاب،
رائف: إيه ده! دي رنا!
سليم: طب سيبها ومتردش دلوقتي، شوف هترن عليك تاني ولا لأ
رائف: انت مراتك اتكلمت معاها قالت لها ايه يا احند!
أحمد: معرفش بصراحة، بس لما اروح هبقي اعرف
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
انتهي الفصل