الجمهور يهتف معه ويغني بجنون.. كان الجميع مولعاً بذلك المغني الذي على المنصة، كان مغنياً شاباً وسيماً وشعره الاشقر القصير يتطاير مع حركاته الراقصة السريعة

انتهى من الغناء ووقف عند نهاية المنصة ينظر بفخر الى جمهوره الذي ينادي بأسمه

"أي تي.. اي تي.. اي تي"  

رفع يده ليسكتوا منصتين له وهو يمسك المايكروفون  ويقول:  اناااا احبكم جميعاً، احبكم كثيراً

تصارخ الجميع مجيبينه ثم اكمل:  اردت اليوم ان اشارككم فرحتي التي انتظرتها طويلاً

تسائل الجميع عما يقصد

اشار الى خلف الستارة لتدخل فتاة جميلة ذات وجه حسن لها شعر بني طويل وعيون تميل الى اللون الازرق الغامق وبشرة فيها نكهة من السمار

تقدمت الفتاة نحو المغني أي تي وهي تبتسم بلطف وتسمعه يقول لجمهوره وهو ينظر اليها: اريد ان اعرفكم على اغنية حياتي ولحنها وكلماتها، هذه سارا ستكون زوجتي بعد ايام

امسك يدها ووقفت بقربه تحيي جمهوره وهم سعداء بهما وتتعالا اصواتهم فرحاً

وفجأة شعر أي تي بيد حبيبته تفلت منه نظر فوجدها تَسقط ارضاً

كان  مشهداً مُروعاً بالنسبة له وكأنه سيفقدها وظل  ينادي الاخرين من طاقم العمل لمساعدته، ويشير اليهم ان يأتوا اليه بسرعة

بعد خمس  سنوات

في حي متوسط الحال ولا بأس به، وصلت سيارة اجرة ووقفت امام احدى البنايات

نزل منها رجل في الثلاثينيات من عمره شعره بني يربطه الى الخلف ويحمل اغراضه بين يديه.



دخل المبنى واراد صعود الدرج فوجد امامه فتاة شابة ذات شعر اسود طويل مدرج



تسد الطريق بجلستها العرضية فظهرها تسنده على الحائط وقدميها بين فتحات سور الدرج

نظر اليها بهدوء وهي تضع سماعات الاذن وتغمض عينيها وكانت ملابسها غير محتشمة فهي تغطي صدرها وتظهر بطنها وكتفيها وكذلك بنطال جلد يصل فوق ركبتيها مع جوارب  طويلة مشبكة

احتار كيف يبعدها ويديه مشغولتان بحمل اغراضه وهي لا تسمعه، فضرب قدميها بقدمه

انتبهت وفتحت عينيها وابعدت احدى السماعات وقالت: مابك ايها الغبي؟؟

_الا ترين انك تقطعين الطريق

رفع احد حاجبيها منزعجة:ومن انت؟؟ وماذا تريد؟؟

_كلاهما لا يخصانك، ابتعدي عن الطريق وحسب

_غبي.   ( وهي تبعد قدميها وبصوت منخفض بالكاد سمعها)

وقفت وهي تراه يمر امامها و ينظر اليها بطرف عينيه بحدة

وما ان صعد درجة اخرى جاءت فتاة اخرى شابة في بداية الثلاثين لها شعر  اشقر طويل




وتنزل مُسرعة حتى انها اصطدمت به

في هذه اللحظة كان الثلاثة فزعين

الشابة التي نزلت ارادت امساك الرجل والرجل سقط الى الخلف مع اغراضه امام الفتاة الاخرى والاخيرة ارادت امساكه لكنها ارجعت يديها ووقفت متفرجة.

امسك الرجل بسور الدرج بسرعةوقد سقطت بعض اغراضه

تجمد الثلاثة في مكانهم..

نظرت الشابة و الرجل الى الفتاة الاخرى  بأنزعاج لكنها كانت تنظر الى الرجل ببرود

الشابة:  هل انت بخير؟؟

الرجل:  اجل  

الشابة: اسفة جداً لكنني في عجلة من امري

بدأ يرتب الاوراق التي سقطت منه وهو يقول:  لا بأس

تركتهما مغادرة وهي تقول:  اسفة اسفة جداً

انتهى من حمل الاوراق ونظر الى الفتاة التي تنظر له بتعجرف

رأته يصعد الى الطابق  الرابع والبناية كلها اربعة طوابق فقالت:  لابد انه سيسكن في الشقة المهجورة

نزلت عندما سمعت صوت دراجة نارية يقودها شاب تملئ الوشوم جسده ولا يرتدي سوى البطال، ركبت خلفه وانطلق بها  
في المساء كان الرجل يجلس ويرتب اغراضه في شقته وطُرق الباب

فتحه وكانت الشابة المُسرعة وتمسك صحن فطيرة كبيرة وجميلة

قالت مبتسمة بخجل: مرحباً انا شيري، اهلا بك ياجارنا الجديد

الرجل:  اهلا بك، وانا ماثيو، اممم (نظر حوله) اتريدين الدخول؟؟

_لا، فلابد انك مشغول، لن اضيع وقتك لقد اردت الاعتذار اليك فقط عما حدث في الصباح

_لا بأس ابداً   (مبتسم)

_حسناً، تفضل الفطيرة اتمنى ان تعجبك..

_شكرا لك     (وهو يأخذ الصحن منها)

حيته مودعة  ونزلت الطابق الثالث ودخلت الشقة رقم  6  

وصاحت:جولي هل انت هنا؟؟

وجاءت الفتاة الاولى التي قابلها ماثيو عند الدرج

جولي:  اين كنتِ؟؟

_ذهبت الى جارنا الجديد انه وسيم.  (وهي تضع الاواني على الطاولة)

_كل الرجال وسيمون في نظرك.   (ببرود وهي تجلس عند الطاولة)

_غبية، لماذا لم تمسكيه عندما سقط امامك؟؟

_مزاجي لم يسمح بذلك (ترفع احد حاجبيها)

شيري منزعجة:يالكِ من مزعجة

والاخرى تتناول الطعام غير مكترثة

شيري:  انه شخصٌ لطيف

_توقفي عن التحدث عنه، انتِ المزعجة  ، واعديه وخلصيني

جلست شيري امامها بتجهم  : سأواعده ولماذا لا افعل؟؟

في اليوم التالي

بينما كان ماثيو ينزل الدرج سمع صوت احدهم، نظر الى الاسفل وكانت جولي وذلك الشاب الذي جاء اليها البارحة وهما يقفان تحت الدرج ويحيط بيديه حول خصرها وهما يتحدثان

جولي بهدوء:  اخبرتك مئة مرة انني لستُ مستعدة لهذا   ريك

الشاب ريك: ومتى تكونين مستعدة جميلتي؟؟

حركت جولي رإسها وهي تتحدث:  لا اعلم ولا تتوقع في وقتٍ قريب

ورأت ماثيو وهو ينزل ولا ينظر اليهما

بقيت تنظر اليه وانتبه ريك اليها وبقيا ينظران اليه معاً

حتى وقف بقربهما وقال:  هل سأرى هذا المنظر  كثيراً؟؟

ريك منزعج:  وما شأنك انت ايها العجوز؟؟

_يمكنكما اختيار اماكن اخرى

وقف ريك قبالته:  لا، فنحن لا نسيطر على انفسنا احياناً، هل من اعتراض؟؟

ماثيو ببرود:  لكنني معروف بأنني اذا رأيت مشاهد كهذهِ سأفعل مايزعجكما؟؟

_يبدو انك عجوزّ لديه جفاف عاطفي، اسمع اغرب عن وجهي ولن أؤذيك

تنفس ماثيو بعمق ورفع حاجبيه وقال:  سأريك عندما اراكما هنا مرة اخرى

ابتسم ونظر الى جولي وهي تنظر اليه ببرود

تركهما وغادر

ريك: من هذا المخبول؟؟

جولي: احمق سَكنَ الشقة المهجورة، لنذهب سنتأخر

ركبا الدراجة وانطلقا الى الجامعة

تمشيا وريك يعانقها وهو يلف ذراعه حول عنقها وهي تنظر الى هاتفها

وصلا الى مجموعة فيها فتاتين وشاب  

ركضت احداهما الى جولي وعانقتها بدلع وهي تقول:  حبيبتي، اشتقت اليك

ريك يُحدثها:  توقفي يا مايا عن حب جولي والا سيظنك مارو مثلية  وانتما حبيبان جديدان

الفتاة الاخرى ببرود:  تقصد انه لا يعرفها مثلاً؟؟  هما معا منذ سنة ولكن كحبيبين منذ ستة اشهر فقط

مايا بدلال:  حب جولي شيء وحبيبي مارو شيء اخر

الشاب مارو منزعج بمزاح  :  اجل اجل

ركضت اليه مايا خائفة وتعانق به :  عزيزي تعرف انني احبك، لكن جولي صديقة طفولتي كما تعلم

_توقفي فهمت( محاولاً أبعادها بهدوء)

ريك  ينظر الى الفتاة الاخرى: روز، هل ستأتين اليوم الى المرآب؟؟

_اجل فلقد انهيت كلمات الاغنية

ريك: جيد

جولي: سأذهب الى المحاضرة

مايا:  اجل سأذهب معك

قبَل ريك جولي في خدها وقال: حسناً

وعندما ابتعدت جولي ومايا عنهم

روز وهي تتصفح هاتفها:  يبدو انها لم تستسلم لك بعد

ريك منزعج:  انها تثير اعصابي ولكنها تستحق الانتظار

مارو:  امامه الفاكهة كلها ويتمنى الخضروات

نظرا اليه فقال:  مارأيكما؟؟

_اغلق فمك.   ( كلاهما)

كانت جولي في احدى مقاعد قاعة المحاضرة وبقربها مايا وهي تحتضنها من ذراعها وتقول:  سأذهب بعد الفرقة الى التسوق هل تأتين معي لنتسوق؟؟

_اجل      ( متصفحة هاتفها)

_اوه لقد وجدت رجلاً وسيماً ل (شيري)  سيعجبها كثيراً

_اخبريها وستأتي لك في الحال

مايا ضاحكة وتُخرج هاتفها من حقيبتها:  سأفعل ذلك الان

دخلت الاستاذة ومعها ماثيو

نظرت اليه جولي واستغربت

الاستاذة:  ياطلاب، اعرفكم هذا الاستاذ ماثيو سيستلم صفكم حتى عودة الاستاذ جيمس

جولي ببرود: ياحبيبي