الفصل الثامن والعشرون
بعدما أغلق سعيد المكالمة مع مصطفى ابدل ملابسه ثم وضع بعض الملابس التى سيحتاجها فى شنطة واخذها وركب سيارة تاكسى وذهب إلى منزل صديقه مصطفى ركبوا مع بعضهم وذهبوا إلى الصعيد وبعدما وصلوا ذهبوا إلى قسم الشرطة مباشرة وعلموا أن هناك بلاغ قدم إلى الشرطة بأن الحاج على العصار يتاجر فى السلاح وحينما ذهبت الشرطة إلى تفتيش منزله والمحلات وجدو بالمخزن الخاص بالمحلات صناديق اسلحة وزخيرة ، استمرت التحقيقات يومان وبعدها قررت النيابة أن يتم حبس الحاج على على ذمة القضية ، وتم وقف مصطفى عن العمل لأنه سئ السمعة فوالده تاجرا للسلاح ..
قرر سعيد أن يتواجد بجوار صديقه والحاج على بالبلد لحين الأنتهاء من تلك الأمر، وفى ليلة من الليالى قرر بداخله أن يتمشى قليلا بالبلد ، نزل سعيد ال إلى الشارع فوجد الجميع فى حالة توهى غريبة الجميع يمشى بالشارع لا يتحدث إلا مع نفسه ، قرر سعيد أن يفهم كل شئ من القهوجى فذهب إلى المقهى الذى كان يجلس به والذى سمع منه كل الكلمات المشينة التى جعلته يترك البلد فيما سبق ذهب سعيد إلى المقهى فأستقبله صبحى عامل المقهى بالأحضان وكأنه يندب حظه على فعلته به ثم أتبع قائلا
_ سامحنى يا سعيد انا غلطان واستاهل ضرب الجزمه على كل حرف طلع من لسانى
= خلاص يا صبحى اهدى كده وفهمنى ايه اللى حصل فى البلد طول الفتره اللى فاتت
_ كل اللى انت قولت عليه حصل الكلب السعران شغال ينهش فى البلد من شرقها لغربها
حاول سعيد أن يفهم الأمر ويفهم ما حل بالبلد فى تلك الفترة التى تركها فيها
=عمل ايه بالظبط
_ الشيطان طايح و بيشترى الارض من الناس بالغصب والقوه حرق محصول القصب بتاع عم صالح واشترى شيكات كان كاتبها على نفسه لناس ليهم فلوس عليه وساومه واخد الارض بالغصب والراجل ما استحملش اللى حصل وان ارضه تتاخد منه بالطريقه دى وقع واتشل واهو قاعد فى البيت مش بيتحرك ومش عارف عمل ايه مع الحاج سالم الزيات برضه خلاه يبيع بالغصب وحاجات زى كده كتير
قال سعيد فى لوم لصبحى وللناس المتواجدين بالمقهى
= حزرتكم كلكم من اللى هيحصل بس محدش سمع كلامى
_ اهو اللى حصل ده حتى ابوه طرده من البيت
= الحاج عزت طرد اسامه
_ ايوه من اسبوع تقريبا اتخانقوا مع بعض وابوه طرده
= وأسامه قاعد فين دلوقتى
_ قاعد فى شقته اللى شرق البلد
= ايوه عارفها ، متخافش يت صبحى كل حاجة قريب هترجع زى ما كانت
_ يارب يا سعيد ، احنا بعد كدا هنسمع كلامك واحنا مغمضين
جلس سعيد قليلا يستمع إلى الحكيات من صبحى ومن المتواجدين بالمقهى حتى غلبه النعاس
فذهب إلى المنزل لكى يستريح
عودة إلى الوقت الحالى
كان سعيد جالساً بغرفته بالفيلا فدخل عليه فتحى عامل الأمن بالفيلا
_ خير يا فتحى فى ايه
= فى واحد اسمه المهندس يوسف طالب يقابلك بيقول انه معاه معاد مع حضرتك
_ هو فين
= موجود على الباب
_ طب خليه يدخل بسرعه
= حاضر
التفت فتحى ليذهب ولكنه تذكر شيئا ما فعاد ليقوله
= سعيد بيه فى واحد جاب الظرف ده لحضرتك
_ مين ده
= معرفش انا اول مره اشوفه ساب الظرف ومشى بسرعه
_ طب روح هات الراجل اللى على الباب بسرعه
خرج فتحى وأتى بالمهندس يوسف إلى سعيد فدخل عليه
_ امال لو مش متفق معايا أنى اجيلك كنت عملت فيا ايه
= معلش ياحبيبى موبيلى فصل بس وأنا مأخدتش بالى
_ قولى بقى ايه اللى شاغلك
= عاوزك تشتريلى روايتين من السوق
_ انت جايبنى هنا علشان اشتريلك روايات
= افهمنى ومتقفلش دماغك انا عاوزك تلم كل النسخ اللى فى السوق ومتسبش ولا نسخه واحده فى اى مكتبه او حتى على الرصيف
_ ليه ده كله وروايات ايه دى اللى هتصرف فيها كل الفلوس دى
= روايتين واحده اسمها حكايتى والتانيه اسمها السراب
_ اه عارفهم دول روايتين حلوين أوى وممتعين
تعجب سعيد مما يقوله يوسف فأتبع سألا
= انت قرأتهم
_ ايوه قرأتهم من فتره وعجبونى جدا
= انا بقى عاوزك تلم كل النسخ اللى فى السوق هنا فى القاهره وباقى المحافظات انا هتصرف واشوف حد يلمهم بس عاوزك تشتريهم بطريقه ماتبانش ان واحد بيلم النسخ من السوق انا عارف ان معاك اصحاب كتير
_ يوه مفيش اكتر منهم
= انا عاوزك بقى تعتمد عليهم فى الموضوع ده كل واحد منهم يدخل مكتبه ويشترى نسخه واحده من كل روايه ويقعدوا يلفوا على كل المكتبات اللى فى البلد
_ خلاص فهمتك بس اللى مش فاهمه انت ليه عاوز تعمل كده
= هقولك الروايات دى بتاعة بنت عمى وللأسف منجحوش ومحققوش مبيعات ومن ساعتها وهى مكتئبه ومتضايقه وثقتها فى نفسها اتهزت وانا قولت لو عملت كده الروايات هتنجح
_كده فهمتك بس اعمل حسابك كده انت هتتكلف جامد
= ميهمكش الفلوس بكره هجهزلك مليون جنيه واول ما يخلصوا بلغنى
_ تمام
ذهب بعدها يوسف ليتابع عمله وجلس سعيد بمفرده أمسك بالظرف وفتحه وها هى المفجأة كان هزاك مصيبة بتلك الظرف وكأن السدينا تسود مرة اخرى بعين سعيد بعدما بدأت الراحة تدق بابه بعدما اطلع سعيد على كل الأوراق المتواجدة بالظرف وجد ورقة مكتوبة إليه بخط اليد كانت تقول
" خلى بالك من كل اللى حواليك "
وتحت تلك الروقة كان هناك رقم تليفون حاول سعيد الأتصال به ولكنه كان مغلق ، لم يعرف سعيد ماذا سيفعل بتلك الكارثة فأكثر الأشخاص الذين أئتمنهم سعيد وعمه سارقا والدليل فى يده الأن ، هل المتر شريف كان يفعل كل ذلك لكى يتسع له المجال فى أن يسرق أكثر من مجموعة الشركات ، لم يعرف سعيد ماذا يتوجب عليه فعله فكر قليلا ولكنه وجد ان الحل الأمثل أن لا يتكلم ويتصرف على طبيعته حتى يجد حلا ..
مر شهر كانت الأحداث به كالتالى
مصطفى وابراهيم يراقبون سعيد وأحمد الحارونى بعدما تملكهم الشك بهم ويأنهم يعملون مع بعضهم
لمياء مازالت بالفيلا ترفض العودة للعمل ولا تخرج غير سوى أن تلتقى بمصطفى
شيرين ومريم كلا منهم منشغل بحاله
سارة العاصى عادت للصعيد لكى تحضر فرح أحد اقاربها
معتز يحاول أن يتحدث مع مصطفى ولكنه فى كل مرة مصطفى يأبى الحديث
فى يوم من الأيام كان سعيد عائداً إلى الفيلا فسمع صوت موسيقى صاخبة وكأن هناك حفلة بالداخل دخل إلى المنزل فوجد لمياء ومريم وشيرين يرقصون ومعهم فتاة أخرى لا يعرفها فسأل لمياء التى أقتربت منه بعديا عن الفتيات
_ ايه الحفله اللى انتوا عاملينها دى
= بنحتفل بمريم علشان نجاح الروايات بتاعتها
_ ايه ده بجد
لم يرد سعيد أن يبح بشئ فقد فعل ذلك ليرسم الفرحة والبهجة على وجه ابنة عمه
= ايوه زى ما بقولك كده دار النشر كلمتها النهارده وبلغوها بالخبر ده
_ الف مبروك يا ستى
= لا مبروك دى تقولها لمريم مش ليا
_ انا عاوز اروح اباركلها بس خايف تكسفنى
= لا متخافش تعالى انت بس
_ طب يلا بينا
ذهب سعيد مع لمياء لكى يبارك لمريم وحينما رأوه اهبطوا صوت الموسيقى قليلا دخل سعيد لكى يسلم على مريم
_ الف مبروك يا مريم على الخبر الحلو ده
ردت عليه مريم بوجه ثابت لا يتحرك ولا يبدو منه الابتسام كما كان
= متشكره
_ انا فرحت جدا لما لمياء قالتلى
= شكرا
لاحظت لمياء اسلوب مريم فى الرد فردت على اختها قائلة
= مالك يا مريم اتكلمى كويس
فردت مريم بووجه شاحب اكثر
= قصدك ايه
حاول سعيد انهءا الإمر لابد ان تكمل البنات فرحتها بدون شجار
_ بس انتو هتتخانقوا مع لعض ولا ايه منعا للمشاكل انا هستأذن واسيبكم على راحتكم مش لازم ابوظ فرحتكم فى يوم زى ده .عن اذنكم
خرج سعيد وذهب إلى غرفته مرة أخرى جلس حوالى النصف ساعة وبعدها جائته لمياء وبع
ما دخلت عليه قالت
_ انا جايه اعتذرلك بالنيابه عن مريم سامحها عقلها صغير
= متخافيش انا مش زعلان منها
_ لا انت زعلان
= صدقينى مش زعلان
_ على فكره مريم رايحه الاقصر بكره
= ليه كده
_ ايتن صاحبتها بتشتغل مرشده سياحيه ومعاها رحله طالعه ومريم هتسافر معاها تغير جو
= براحتها
_ انا عارفه ان قلبك كبير وهتسامح
= متشغليش بالك شويه كده وهفك
_ ايه اخبارك مع سارة
= كويسين بس هى زعلانه شويه
_ خير ايه حصل
= كل ما اقرر انزل البلد علشان اقابل ابوها واخطبها تحصل مشكله تعطلنى
كانت لمياء بعدما وقف معها سعيد فى تلك الأزمة قررت أن تساعده فى تحسين علاقته بسارة التى رأت بعينها حبها لسعيد فسعت فى ذلك حتى أنها فاتحت سارة بالأمر وسارة وافقت ومن بعدها زادت المكالمات بين سارة وسعيد
_ انا هكلمها واحاول اقابلها
= تقابليها فين دى نزلت الاقصر
_ خلاص هكلمها فى التليفون
= تمام
_ انا هروح اخلى الدادة خيرية تجهز الغدا واجى نتغدى سوا واكلمها وأنا معاك
= ماشى
بعدما خرجت لمياء رن هاتف سعيد نظر للمتصل فوجد كلمة private لا يعرف سعيد هوية الكتصل ولكنه قرر ان يرد وبعدما رد سمع صوت انثوى يحدثه
_ الووووو مين معايا
= مينفعش نتكلم فى التليفون لازم اشوفك من غير ما تقول لحد عاوزاك فى موضوع مهم جدا بخصوص الشركه والمشاكل اللى بتحصل فيها
احس سعيد أنها نفس الشخص الذى أرسل له الظرف منذ شهر فأستعد ليعرف ماذا يدور حوله
_ امتى وفين
= فى ظرف هيجلك بعد ما اقفل معاك على طول نفذ كل اللى فيه
_ حاضر
= سلام
أغلق سعيد المكالمة وبعدها فتح باب غرفته وهو جالس كان فتحى الأمن فسأله سعيد
_ خير يا فتحى
= فى حد جاب الظرف ده لحضرتك
_ ماشى يا فتحى
أمسك سعيد بالظرف وقتم بفتحه فوجد بداخله ورقة مكتوب عليها
" يوم الخميس الساعة ٦ عند مول العرب ، احرق الورثة بعد ما تقراها "
أحس سعيد بأن هناك دراما كبيرة ،ما هى تلك المشاكل التى بالشركة وتعرفها تلك السيدة ، ولا يعرف كنيتها ولا أى شئ عنها قرر سعيد أن يذهب للميعاد ويعرف ما عندها ويستمع إليها
على الجانب الأخر فى اليوم التالى كانت مريم استعدت وسافرت مع صديقتها ايتن إلى الأقصر بصحبة الفوج السياحى
وأيضا كانت سارة سافرت إلى الصعيد وجلست مع صديقتها ريهام الحارونى أخت أحمد الحارونى ،كانوا يجلسون يتحدثون مع بعضهم وكانت سارة تريد أن تخرج وترى البلد
_هتقعدى على طول كده
= عاوزانى اعمل ايه يعنى
_ اخرجى .... اشتغلى .... اتفسحى .... عيشى .... اى حاجه هتعمليها احسن مليون مره من قعدتك كده
= يا ستى مش فارقه كتير
_ بقولك ايه الحكايه مش طالبه نكد
= خلاص ياستى سبينى وروحى اعملى اى حاجه
_ لا مش هسيبك وقاعده على قلبك
=عملتى ايه فى النتيجه
_ لسه هتظهر اخر الاسبوع وبصراحه خايفه جدا الامتحانات كانت صعبه
= متخافيش هتعدى
_ ممكن اطلب منك طلب ومتكسفنيش
= خير عاوزه ايه
_من ساعة مارجعت من القاهره وانا قاعده مخنوقه وانتى عارفه ان مليش اصحاب غيرك و ابويا بيرفض اخرج لوحدى
= من الاخر عاوزه ايه
_ عاوزه انزل الاقصر بكرا اشترى شوية حاجات واغير جو شويه
= صدقينى مليش نفس اخرج ولا اعمل اى حاجه
_ ابوس ايدك علشان خاطرى لو انا غاليه عندك بجد تيجى معايا
= انتى هتشحتى خلاص هاجى معاكى
_ وربنا بحبك أوى
على الجانب الأخر كانت مريم وايتن جالسين بالفندق بعد جولة سياحية بهذا اليوم استمتعت فيها مريم
_ بس انتى طلعتى شاطره يا جزمه ومسيطره على الفوج بالكامل
= عيب عليكى
_ هنعمل ايه تانى
= لا باقى اليوم فرى اعملى اللى انتى عاوزه علشان بكره هنروح المتحف ومعبد الكرنك وبالليل فى حفله فى معبد حتشبسوت ويوم الجمعه راجعين القاهره
_ طب انا هتغدى وانام شويه وبعد كده نخرج
= تمام انا هنزل اشوف الفوج
فى اليوم التالى كان جالسا مصطفى ومعه ابراهيم بالمكتب الخاص بهم بالقسم
_انا شاكك ان احنا ظالمين سعيد
= بينى وبينك وانا كمان احنا بقالنا اكر من شهر مراقبينه مفيش اى حاجه كل تحركاته تمام حتى مكالمات التليفون بتاعته عاديه جدا ويمكن اكتر من العادى حتى احمد الحارونى مفيش معاه اى جديد
_ انا من رأيى انك تلغى المراقبه اللى عليه
= حاضر هعمل كده دلوقتى
_ منصور فين دلوقتى
= قاعد فى شقته
_ نفذ الخطه اللى اتفقنا عليها
= اعتبره حصل
وهم يتحدثون طرق العسكرى الباب ثم فتح وتحدث مع مصطفى
_ فى ايه يا عسكرى
= يافندم فى واحد جه وساب الظرف دا ومشي بسرعة قبل حتى مسأله هو مين
_ طب هات الظرف دا
اعطاه العسكرى الظرف وخرج ليقف بالخارج امسك مصطفى بالظرف وقام بفتحه ونظر فيه كثيراً حتى سأله ابراهيم
_ مالك يا مصطفى متنح ليه فى ايه الظرف دا
= بعدين هقولك ، أوقف خطة منصور دلوقتى ضرورى
_ تمام ماشى
من ناحية اخرى كان جالسا الباشا بالقصر الخاص به ويستمع إلى موسيقى الحرب العالمية التانية وكانت تجلس معه مروة رئيسة شكرة ألفا
_ واضح ان حضرتك مبسوط ياباشا
نظر إليها وابتسم ثم أتبع
= النهارده يوم الحساب
_ قصدك ايه حضرتك
= متاخديش فى بالك انتى ليكى ترجعى للجماعه بتوعك بنتيجه
_ ياريت علشان حاسه ان الموضوع طول وبقى ممل
= خلاص هانت كلها كام ساعة بس
فجأة دخل عليهم كمال
_ فى ايه يا كمال ازاى تدخل بالطريقة دى
= فى مشكلة مهمة لازم تعرفها
تحرك الباشا وخرج هو وكمال من المكتب لكى يتحدثون
_ فى ايه يا كمال
= مصطفى على العصار
_ عمل ايه الزفت ده
= ابتدا ياخد خطوات غريبه وشكله كده هيوصل لحاجه
_ خلاص اتحرك
= حاضر ياباشا
خبط الباشا على كتفه وقال
_ خلينا نخلص من الكل بضربه واحده
وضحك عاليا ثم عاد مرة أخرى إلى مكتبه حيث تجلس مروة
قرر سعيد أن يتواجد بجوار صديقه والحاج على بالبلد لحين الأنتهاء من تلك الأمر، وفى ليلة من الليالى قرر بداخله أن يتمشى قليلا بالبلد ، نزل سعيد ال إلى الشارع فوجد الجميع فى حالة توهى غريبة الجميع يمشى بالشارع لا يتحدث إلا مع نفسه ، قرر سعيد أن يفهم كل شئ من القهوجى فذهب إلى المقهى الذى كان يجلس به والذى سمع منه كل الكلمات المشينة التى جعلته يترك البلد فيما سبق ذهب سعيد إلى المقهى فأستقبله صبحى عامل المقهى بالأحضان وكأنه يندب حظه على فعلته به ثم أتبع قائلا
_ سامحنى يا سعيد انا غلطان واستاهل ضرب الجزمه على كل حرف طلع من لسانى
= خلاص يا صبحى اهدى كده وفهمنى ايه اللى حصل فى البلد طول الفتره اللى فاتت
_ كل اللى انت قولت عليه حصل الكلب السعران شغال ينهش فى البلد من شرقها لغربها
حاول سعيد أن يفهم الأمر ويفهم ما حل بالبلد فى تلك الفترة التى تركها فيها
=عمل ايه بالظبط
_ الشيطان طايح و بيشترى الارض من الناس بالغصب والقوه حرق محصول القصب بتاع عم صالح واشترى شيكات كان كاتبها على نفسه لناس ليهم فلوس عليه وساومه واخد الارض بالغصب والراجل ما استحملش اللى حصل وان ارضه تتاخد منه بالطريقه دى وقع واتشل واهو قاعد فى البيت مش بيتحرك ومش عارف عمل ايه مع الحاج سالم الزيات برضه خلاه يبيع بالغصب وحاجات زى كده كتير
قال سعيد فى لوم لصبحى وللناس المتواجدين بالمقهى
= حزرتكم كلكم من اللى هيحصل بس محدش سمع كلامى
_ اهو اللى حصل ده حتى ابوه طرده من البيت
= الحاج عزت طرد اسامه
_ ايوه من اسبوع تقريبا اتخانقوا مع بعض وابوه طرده
= وأسامه قاعد فين دلوقتى
_ قاعد فى شقته اللى شرق البلد
= ايوه عارفها ، متخافش يت صبحى كل حاجة قريب هترجع زى ما كانت
_ يارب يا سعيد ، احنا بعد كدا هنسمع كلامك واحنا مغمضين
جلس سعيد قليلا يستمع إلى الحكيات من صبحى ومن المتواجدين بالمقهى حتى غلبه النعاس
فذهب إلى المنزل لكى يستريح
عودة إلى الوقت الحالى
كان سعيد جالساً بغرفته بالفيلا فدخل عليه فتحى عامل الأمن بالفيلا
_ خير يا فتحى فى ايه
= فى واحد اسمه المهندس يوسف طالب يقابلك بيقول انه معاه معاد مع حضرتك
_ هو فين
= موجود على الباب
_ طب خليه يدخل بسرعه
= حاضر
التفت فتحى ليذهب ولكنه تذكر شيئا ما فعاد ليقوله
= سعيد بيه فى واحد جاب الظرف ده لحضرتك
_ مين ده
= معرفش انا اول مره اشوفه ساب الظرف ومشى بسرعه
_ طب روح هات الراجل اللى على الباب بسرعه
خرج فتحى وأتى بالمهندس يوسف إلى سعيد فدخل عليه
_ امال لو مش متفق معايا أنى اجيلك كنت عملت فيا ايه
= معلش ياحبيبى موبيلى فصل بس وأنا مأخدتش بالى
_ قولى بقى ايه اللى شاغلك
= عاوزك تشتريلى روايتين من السوق
_ انت جايبنى هنا علشان اشتريلك روايات
= افهمنى ومتقفلش دماغك انا عاوزك تلم كل النسخ اللى فى السوق ومتسبش ولا نسخه واحده فى اى مكتبه او حتى على الرصيف
_ ليه ده كله وروايات ايه دى اللى هتصرف فيها كل الفلوس دى
= روايتين واحده اسمها حكايتى والتانيه اسمها السراب
_ اه عارفهم دول روايتين حلوين أوى وممتعين
تعجب سعيد مما يقوله يوسف فأتبع سألا
= انت قرأتهم
_ ايوه قرأتهم من فتره وعجبونى جدا
= انا بقى عاوزك تلم كل النسخ اللى فى السوق هنا فى القاهره وباقى المحافظات انا هتصرف واشوف حد يلمهم بس عاوزك تشتريهم بطريقه ماتبانش ان واحد بيلم النسخ من السوق انا عارف ان معاك اصحاب كتير
_ يوه مفيش اكتر منهم
= انا عاوزك بقى تعتمد عليهم فى الموضوع ده كل واحد منهم يدخل مكتبه ويشترى نسخه واحده من كل روايه ويقعدوا يلفوا على كل المكتبات اللى فى البلد
_ خلاص فهمتك بس اللى مش فاهمه انت ليه عاوز تعمل كده
= هقولك الروايات دى بتاعة بنت عمى وللأسف منجحوش ومحققوش مبيعات ومن ساعتها وهى مكتئبه ومتضايقه وثقتها فى نفسها اتهزت وانا قولت لو عملت كده الروايات هتنجح
_كده فهمتك بس اعمل حسابك كده انت هتتكلف جامد
= ميهمكش الفلوس بكره هجهزلك مليون جنيه واول ما يخلصوا بلغنى
_ تمام
ذهب بعدها يوسف ليتابع عمله وجلس سعيد بمفرده أمسك بالظرف وفتحه وها هى المفجأة كان هزاك مصيبة بتلك الظرف وكأن السدينا تسود مرة اخرى بعين سعيد بعدما بدأت الراحة تدق بابه بعدما اطلع سعيد على كل الأوراق المتواجدة بالظرف وجد ورقة مكتوبة إليه بخط اليد كانت تقول
" خلى بالك من كل اللى حواليك "
وتحت تلك الروقة كان هناك رقم تليفون حاول سعيد الأتصال به ولكنه كان مغلق ، لم يعرف سعيد ماذا سيفعل بتلك الكارثة فأكثر الأشخاص الذين أئتمنهم سعيد وعمه سارقا والدليل فى يده الأن ، هل المتر شريف كان يفعل كل ذلك لكى يتسع له المجال فى أن يسرق أكثر من مجموعة الشركات ، لم يعرف سعيد ماذا يتوجب عليه فعله فكر قليلا ولكنه وجد ان الحل الأمثل أن لا يتكلم ويتصرف على طبيعته حتى يجد حلا ..
مر شهر كانت الأحداث به كالتالى
مصطفى وابراهيم يراقبون سعيد وأحمد الحارونى بعدما تملكهم الشك بهم ويأنهم يعملون مع بعضهم
لمياء مازالت بالفيلا ترفض العودة للعمل ولا تخرج غير سوى أن تلتقى بمصطفى
شيرين ومريم كلا منهم منشغل بحاله
سارة العاصى عادت للصعيد لكى تحضر فرح أحد اقاربها
معتز يحاول أن يتحدث مع مصطفى ولكنه فى كل مرة مصطفى يأبى الحديث
فى يوم من الأيام كان سعيد عائداً إلى الفيلا فسمع صوت موسيقى صاخبة وكأن هناك حفلة بالداخل دخل إلى المنزل فوجد لمياء ومريم وشيرين يرقصون ومعهم فتاة أخرى لا يعرفها فسأل لمياء التى أقتربت منه بعديا عن الفتيات
_ ايه الحفله اللى انتوا عاملينها دى
= بنحتفل بمريم علشان نجاح الروايات بتاعتها
_ ايه ده بجد
لم يرد سعيد أن يبح بشئ فقد فعل ذلك ليرسم الفرحة والبهجة على وجه ابنة عمه
= ايوه زى ما بقولك كده دار النشر كلمتها النهارده وبلغوها بالخبر ده
_ الف مبروك يا ستى
= لا مبروك دى تقولها لمريم مش ليا
_ انا عاوز اروح اباركلها بس خايف تكسفنى
= لا متخافش تعالى انت بس
_ طب يلا بينا
ذهب سعيد مع لمياء لكى يبارك لمريم وحينما رأوه اهبطوا صوت الموسيقى قليلا دخل سعيد لكى يسلم على مريم
_ الف مبروك يا مريم على الخبر الحلو ده
ردت عليه مريم بوجه ثابت لا يتحرك ولا يبدو منه الابتسام كما كان
= متشكره
_ انا فرحت جدا لما لمياء قالتلى
= شكرا
لاحظت لمياء اسلوب مريم فى الرد فردت على اختها قائلة
= مالك يا مريم اتكلمى كويس
فردت مريم بووجه شاحب اكثر
= قصدك ايه
حاول سعيد انهءا الإمر لابد ان تكمل البنات فرحتها بدون شجار
_ بس انتو هتتخانقوا مع لعض ولا ايه منعا للمشاكل انا هستأذن واسيبكم على راحتكم مش لازم ابوظ فرحتكم فى يوم زى ده .عن اذنكم
خرج سعيد وذهب إلى غرفته مرة أخرى جلس حوالى النصف ساعة وبعدها جائته لمياء وبع
ما دخلت عليه قالت
_ انا جايه اعتذرلك بالنيابه عن مريم سامحها عقلها صغير
= متخافيش انا مش زعلان منها
_ لا انت زعلان
= صدقينى مش زعلان
_ على فكره مريم رايحه الاقصر بكره
= ليه كده
_ ايتن صاحبتها بتشتغل مرشده سياحيه ومعاها رحله طالعه ومريم هتسافر معاها تغير جو
= براحتها
_ انا عارفه ان قلبك كبير وهتسامح
= متشغليش بالك شويه كده وهفك
_ ايه اخبارك مع سارة
= كويسين بس هى زعلانه شويه
_ خير ايه حصل
= كل ما اقرر انزل البلد علشان اقابل ابوها واخطبها تحصل مشكله تعطلنى
كانت لمياء بعدما وقف معها سعيد فى تلك الأزمة قررت أن تساعده فى تحسين علاقته بسارة التى رأت بعينها حبها لسعيد فسعت فى ذلك حتى أنها فاتحت سارة بالأمر وسارة وافقت ومن بعدها زادت المكالمات بين سارة وسعيد
_ انا هكلمها واحاول اقابلها
= تقابليها فين دى نزلت الاقصر
_ خلاص هكلمها فى التليفون
= تمام
_ انا هروح اخلى الدادة خيرية تجهز الغدا واجى نتغدى سوا واكلمها وأنا معاك
= ماشى
بعدما خرجت لمياء رن هاتف سعيد نظر للمتصل فوجد كلمة private لا يعرف سعيد هوية الكتصل ولكنه قرر ان يرد وبعدما رد سمع صوت انثوى يحدثه
_ الووووو مين معايا
= مينفعش نتكلم فى التليفون لازم اشوفك من غير ما تقول لحد عاوزاك فى موضوع مهم جدا بخصوص الشركه والمشاكل اللى بتحصل فيها
احس سعيد أنها نفس الشخص الذى أرسل له الظرف منذ شهر فأستعد ليعرف ماذا يدور حوله
_ امتى وفين
= فى ظرف هيجلك بعد ما اقفل معاك على طول نفذ كل اللى فيه
_ حاضر
= سلام
أغلق سعيد المكالمة وبعدها فتح باب غرفته وهو جالس كان فتحى الأمن فسأله سعيد
_ خير يا فتحى
= فى حد جاب الظرف ده لحضرتك
_ ماشى يا فتحى
أمسك سعيد بالظرف وقتم بفتحه فوجد بداخله ورقة مكتوب عليها
" يوم الخميس الساعة ٦ عند مول العرب ، احرق الورثة بعد ما تقراها "
أحس سعيد بأن هناك دراما كبيرة ،ما هى تلك المشاكل التى بالشركة وتعرفها تلك السيدة ، ولا يعرف كنيتها ولا أى شئ عنها قرر سعيد أن يذهب للميعاد ويعرف ما عندها ويستمع إليها
على الجانب الأخر فى اليوم التالى كانت مريم استعدت وسافرت مع صديقتها ايتن إلى الأقصر بصحبة الفوج السياحى
وأيضا كانت سارة سافرت إلى الصعيد وجلست مع صديقتها ريهام الحارونى أخت أحمد الحارونى ،كانوا يجلسون يتحدثون مع بعضهم وكانت سارة تريد أن تخرج وترى البلد
_هتقعدى على طول كده
= عاوزانى اعمل ايه يعنى
_ اخرجى .... اشتغلى .... اتفسحى .... عيشى .... اى حاجه هتعمليها احسن مليون مره من قعدتك كده
= يا ستى مش فارقه كتير
_ بقولك ايه الحكايه مش طالبه نكد
= خلاص ياستى سبينى وروحى اعملى اى حاجه
_ لا مش هسيبك وقاعده على قلبك
=عملتى ايه فى النتيجه
_ لسه هتظهر اخر الاسبوع وبصراحه خايفه جدا الامتحانات كانت صعبه
= متخافيش هتعدى
_ ممكن اطلب منك طلب ومتكسفنيش
= خير عاوزه ايه
_من ساعة مارجعت من القاهره وانا قاعده مخنوقه وانتى عارفه ان مليش اصحاب غيرك و ابويا بيرفض اخرج لوحدى
= من الاخر عاوزه ايه
_ عاوزه انزل الاقصر بكرا اشترى شوية حاجات واغير جو شويه
= صدقينى مليش نفس اخرج ولا اعمل اى حاجه
_ ابوس ايدك علشان خاطرى لو انا غاليه عندك بجد تيجى معايا
= انتى هتشحتى خلاص هاجى معاكى
_ وربنا بحبك أوى
على الجانب الأخر كانت مريم وايتن جالسين بالفندق بعد جولة سياحية بهذا اليوم استمتعت فيها مريم
_ بس انتى طلعتى شاطره يا جزمه ومسيطره على الفوج بالكامل
= عيب عليكى
_ هنعمل ايه تانى
= لا باقى اليوم فرى اعملى اللى انتى عاوزه علشان بكره هنروح المتحف ومعبد الكرنك وبالليل فى حفله فى معبد حتشبسوت ويوم الجمعه راجعين القاهره
_ طب انا هتغدى وانام شويه وبعد كده نخرج
= تمام انا هنزل اشوف الفوج
فى اليوم التالى كان جالسا مصطفى ومعه ابراهيم بالمكتب الخاص بهم بالقسم
_انا شاكك ان احنا ظالمين سعيد
= بينى وبينك وانا كمان احنا بقالنا اكر من شهر مراقبينه مفيش اى حاجه كل تحركاته تمام حتى مكالمات التليفون بتاعته عاديه جدا ويمكن اكتر من العادى حتى احمد الحارونى مفيش معاه اى جديد
_ انا من رأيى انك تلغى المراقبه اللى عليه
= حاضر هعمل كده دلوقتى
_ منصور فين دلوقتى
= قاعد فى شقته
_ نفذ الخطه اللى اتفقنا عليها
= اعتبره حصل
وهم يتحدثون طرق العسكرى الباب ثم فتح وتحدث مع مصطفى
_ فى ايه يا عسكرى
= يافندم فى واحد جه وساب الظرف دا ومشي بسرعة قبل حتى مسأله هو مين
_ طب هات الظرف دا
اعطاه العسكرى الظرف وخرج ليقف بالخارج امسك مصطفى بالظرف وقام بفتحه ونظر فيه كثيراً حتى سأله ابراهيم
_ مالك يا مصطفى متنح ليه فى ايه الظرف دا
= بعدين هقولك ، أوقف خطة منصور دلوقتى ضرورى
_ تمام ماشى
من ناحية اخرى كان جالسا الباشا بالقصر الخاص به ويستمع إلى موسيقى الحرب العالمية التانية وكانت تجلس معه مروة رئيسة شكرة ألفا
_ واضح ان حضرتك مبسوط ياباشا
نظر إليها وابتسم ثم أتبع
= النهارده يوم الحساب
_ قصدك ايه حضرتك
= متاخديش فى بالك انتى ليكى ترجعى للجماعه بتوعك بنتيجه
_ ياريت علشان حاسه ان الموضوع طول وبقى ممل
= خلاص هانت كلها كام ساعة بس
فجأة دخل عليهم كمال
_ فى ايه يا كمال ازاى تدخل بالطريقة دى
= فى مشكلة مهمة لازم تعرفها
تحرك الباشا وخرج هو وكمال من المكتب لكى يتحدثون
_ فى ايه يا كمال
= مصطفى على العصار
_ عمل ايه الزفت ده
= ابتدا ياخد خطوات غريبه وشكله كده هيوصل لحاجه
_ خلاص اتحرك
= حاضر ياباشا
خبط الباشا على كتفه وقال
_ خلينا نخلص من الكل بضربه واحده
وضحك عاليا ثم عاد مرة أخرى إلى مكتبه حيث تجلس مروة