الفصل الحادي والعشرون 3

استقرت حالة بلسم الصحية وأصرت على العودة للبيت قبل موعد زفاف سيف الذى أصرت على إقامته فى موعده ولكنها منذ عادت وهى صامتة كأنها فقدت القدرة على الحديث حتى أنها فقدت قدرتها على الفرح وسعادتها لزواج إبنها الوحيد

متجاهلة لين تماما كيوسف الذى صرخ بها بعد عودتهم وهى يصفعها بقسوة لم يمنعه إلا سيف
: بقى كل اللى حصلنا ده بسببك أنتِ
تغدرى بينا كلنا وتشوفى أمك بتموت وشايفة وجعى وساكتة عملنا فيكى إيه عشان تعملى كده
تقف أمامه باكية منهارة تود الإعتذار
تود تقبيل كفه آسفة على ما فعلت ولكن هل يمحى فعلتها
هل يعيد الزمن للوراء
_ بابا ......انا آسفة والله مقصدتش اعمل كده
الله يخليك يا بابا سامحنى
اقترب منها بغيظ يجذب شعرها بقسوة: اسامحك !
هو أنتِ دوستى على رجلى عشان اسامحك
اسمعى من هنا ليوم فرح اخوكى تختفى مش عاوز اشوفك
كفاية فضايح لحد كده واقسملك بالله لتتربى من أول وجديد
-*******
حاولوا جاهدين إخفاء الأمر قدر المستطاع حتى ينتهى حفل الزفاف على خير
حاولوا رسم بسمة مصطعنة ولكن القلب نبضه مؤلم قاسى لا ينسى ولن ينسى
يوم الزفاف كانت الاستعدادت على أتمها الكل يسارع ليتم الحفل على خير لكن همس كانت لها فرحة أخرى فرحة أنستها ألمها .........أنستها ما مرت به ولو ليوم واحد
وقفت تمسك بإحدى الجرائد المعروفة تقرأ بسعادة وفخر
(جاسم القاضى محامى قضى على فساد الأفاعى ))

(المحامى الذى قضى على إمبراطورية سارى الرويدى)

(سارى الرويدى خلف الأسوار بيد جاسم القاضى)
عناوين وأخبار ومقالات كلها تصب فى قالب واحد ما فعله جاسم بسارى
التفت إليه بابتسامة سعيدة خرجت من قلبها بصدق : حبيبى ألف ألف مبروك أخيرا يا جاسم متعرفش أنا فرحانة إزاى حاسة أن الدنيا كلها فرحانة بجد النهاردة فرح بجد مش فرح سيف لوحده .............لا فرحتى بيك أنت كمان
ضم خصرها إليه مبتسما يتأمل ملامحها المبتسمة بصدق : كنت عارف أنك هتبقى فرحانة أوي كده
تركت الجريدة ورفعت كفها تداعب وجنته : فرحتك فرحتى يا حبيبى ويوم ما تنجح يبقى نجاح ليا انا كمان

أمسك بكفها يطبع قبلته عليه بعشق : نفسى بقى نكمل فرحتنا ونتجوز كده تبقى الفرحة الكبيرة بجد
- يا سيدى متستعجلش نجهز بيتنا براحتنا ونتجوز على طول ............على فكرة مريم عزمتنى على الفرح مبسوطة أوى أن باباها رجع أخيرا وحبيبى طبعا كان السبب
رفع كفيه يرفع ياقة قميصه بغرور:
طبعا طبعا هو أنا أى حد ده أنا جاسم القاضى برضه
ضحكت مداعبة : اتغر يا سيدى براحتك أنا هنزل بقى عشان أجهز لبسى وأشوف ماما عاملة إيه
تركته مغادرة لكنها لحقها ممسكا بخصرها فيضمها أكثر يداعب وجنتها بوجنته وقبلة عاشقة فى تجويف عنقها جعلها تشعر بإحساس لم تشعر به من قبل وهو يعود ويقبلها مرة أخرى حاولت الابتعاد عنه لكن أحكم قبضته على خصرها يضمها إليه بقوة: عاوزة تسبينى وتروحى فين
ابتعدت عنه متوترة : ما أنا قولتلك هنزل البس وأنت كمان مش هتلبس
- خليكى معايا شوية يا همس مش بلحق اشبع منك يا حبيبتى
- يا سيدى كلها شوية ونبقى مع بعض على طول
- طيب فى حاجة مهمة عاوزك تعمليها
عقدت حاجبيها متسائلة: خير يا حبيبى
ابتسم بمكر : مش عاوزك تكونى حلوة النهاردة مش عاوز حد يأخد باله منك عشان مش عاوز أرتكب جريمة النهاردة لو لقيت حد بيبصلك ولا عينه جت عليكى هعمله عاهة مستديمة
ضحكت مقهقهة : حبيبى يعنى أعمل إيه البس طاقية الإخفاء ولا بلاش أروح الفرح خالص
-لو عليا هخطفك هخبيكى جوه عنيا وأقفلهم عليكى ومحدش يلمحك أبداً
**************

مر حفل الزفاف على خير لكن بلسم مازالت حزينة موجوعة مع كل ما يدور حولها مازالت حزينة
سيف رغم ما مر به الفترة الماضية لكنه نحى همومه جانبا ليفوز بليلة سعيدة تضمه مع زوجته
همس لم تسلم من مداعبات جاسم وتعليماته وغيرته عندما رأها حتى أنه أراد أن تبدل ثيابها لكنها عاندته ضاحكة : يا حبيبى متشغلش بالك بحد ثم أنت جنبى حد يقدر يبصلى
- لا طبعا كنت قتلته
- خلاص خلينا فى الفرح وبس عاوزة افرح ياجاسم

وضحكتها كانت كافية لينعما سويا بيوم يعيشونه بفرح وبهجة
**************
منذ عادت للبيت وهى تتجاهلها تخشى أن واجهتها في الوقت الحالي أن تضطرب الأجواء خاصة في فترة زواج سيف
والآن الوضع صار أكثر استقرار ولابد من الحديث لابد أن تعرف كل شيء
متى تعمقت علاقتها به؟
كيف خدعها واستغللها
الآن هما وحدهما الآن فقط لابد من معرفة الحقيقة
من المخطئ ؟
من يتحمل ذنب ما حدث ؟
..............
دخلت غرفة ابنتيها لمواجهة لين البيت خالى تماما سيف سافر مع عروسه لقضاء شهر العسل
ويوسف ذهب للمشفى ولن يعود الآن وهمس سافرت الإسكندرية لحضور حفل زفاف صديقتها

انتبهت لين على وقوف بلسم أمامها عاقدة ذراعيها تنظر لها بنظرة خاوية لا تفهمها
اقتربت منها لتجذبها من ذراعها بقوة لتقف أمامها بخوف متسائلة: في إيه يا ماما
وصفعة إجابة عن سؤالها وصفعة ورائها وهى باكية تصرخ رغم أنها تعرف جيدا السبب ولكن لما تعاقبها الآن طوال الفترة الماضية وهى صامتة لم تعقب على ما حدث منذ عادت من المشفى ولكن يبدو أن الصمت انقضى وقته وآن آوان الحديث
وصرخة بقلب موجوع تألم وعانى الكثير والكثير
بتسألى في إيه ؟
بعد كل اللى حصل بتسألى في إيه يا بجاحتك
أنا فضلت الفترة اللى فاتت دى ساكتة لحد ما الأمور تهدى فرح أخوكى يعدى بسلام
ودلوقتى لازم نتكلم وأعرف عملتى كده ليه
ليه دمرتينا ..........هانت عليكى أختك تعملى فيها كده إزاى
جبتى القسوة والجحود ده منين نفسى أعرف وأنا طول عمرى فاكرة أنى عرفت أربى وفرحانة بولادى تيجى أنتى وتدمرى كل ده ببساطة كده
طب إزاى كنتى بتقابليه إمتى كنتى بتشوفيه فين انطقى
هزت رأسها بقوة وجسدها يرتعش :هقولك يا ماما والله هقولك
دفعتها ناحية سريرها لتجلس أمامها :اتكلمى ولو خبيتى حاجة أنتى حرة .......ازاى وصلك ضحك عليكى إزاى أنا نفسى أفهم
- لما كان بيجى هنا بعد خطوبته لهمس......كنت بشوف نظراته كان ديما عينه عليا في الأول قلت يمكن عادى
بس شوية شوية حسيت ان في حاجة مش مظبوطة وفى يوم لقيته بيكلمنى وقالى أنه خد رقم موبيلى من تليفون همس
استغربت ومكنتش فاهمة هو عاوز منى إيه قالى أن همس مش عاوزاه وعاوزة تفسخ الخطوبة وأنه هو كمان مبقاش عاوزاها وأنا لاحظت أن همس في الفترة الأخيرة كانت ديما قالعة دبلتها ولما سألتها قالتلى أنها مش بتحب تلبسها
اتصالاته زادت وأنا خفت أتكلم وكنت ديما أقفل بسرعة
بس بدأ يجيلى الجامعة وأكتر من مرة طلب إننا نقعد نتكلم في أي مكان وأنا مكنتش بوافق والله يا ماما ........بس كان عنده إصرار غريب ومرة وراء مرة لقيت نفسى بوافق وفى يوم عزمنى في الكافيه اللى أودام الجامعة وقالى أنه عاوزنى في موضوع مهم جدا بخصوص همس
سألتها بلسم بيقين:وطبعا وافقتى
أؤمات برأسها مجيبة: أيوه
روحت الكافيه لقيته مستنى كان في حاجة جوايا بتقولى إرجعى بس قلت أنا مش خسرانة حاجة هروح أشوف عاوز إيه
...............
أهلا أهلا يا لين
مدت يدها لترد تحية يده الممدودة بابتسامة مهزوزة تتلفت حولها :ازيك يا عدى
وابتسامة واثقة وعينان تراقب خوفها من رؤية أحدا لهما : أنا تمام اتفضلى هنفضل واقفين كده
وجدته يقترب منها يجذب كرسى لتجلس وهى ابتسمت بتلقائية من فعلته ليجلس أمامها :تحبى تشربى إيه؟
- أنا مش عاوزة أشرب حاجة أنا عاوزة أعرف أنت طلبت تقابلنى ليه يا عدى
مسح وجهه ليبدى حزنه وجرحه من همس :أنا تعبت مع أختك يا لين
- ليه بس إيه اللى حصل؟
- همس مش بتحبنى يا لين أنا متأكد أنها بتحب حسام ابن عمك
اتسعت عيناها مذهولة ثم عادت وابتسمت: حسام لا طبعا همس لو كانت عاوزة حسام كانت وافقت عليه لما اتقدملها بس أنا عارفة أنها مش بتفكر فيه ولا بتحبه ليه بتقول كده بس
- اللى شفته منها يا لين همس رافضة أننا نتجوز وبتقولى مش دلوقتى ولما قولتلها أنى هكلم والدك رفضت وهددتنى أنها تفسخ الخطوبة
- معقول .......طب ليه؟
- عشان مش بتحبنى يا لين وبصراحة أنا كمان شايف أننا مينفعش نكمل مع بعض خصوصا أنى بقيت معجب بغيرها
اتسعت عيناها بدهشة غاضبة: واحدة غيرها وجايبنى هنا عشان تقولى أنك بتحب واحدة غير أختى
- طيب بلاش تتعصبى كده مش لما تعرفى هي مين
- مش لازم أعرف حاجة متهمنيش بس بلاش تجرح همس يا عدى .........أختى مش هتستحمل
- لين أنا معجب بيكى أنتى
وصدمتها تعدت الحدود اتسعت عيناها بذهول وعجزت عن نطق أي كلمة لا تصدق ما سمعته كيف يحبها هي وهو بالنسبة إليها رجل سيكون زوجا لشقيقتها
صاحت به بعدما أفاقت من ذهولها:أنت بتقول إيه أنت مجنون
- لا مش مجنون أنا في الأول كنت معجب بهمس بشكلها بشخصيتها بس لما قربت منكم أنتى عجبتينى أكتر خصوصا بعد اللى همس قالتله عليكى خلانى أتاكد أنها مش بتحبك وبتغير منك
ابتسمت بسخرية: همس تغير منى أنا طب إزاى
أجابها بثقة: أيوه بتغير منك وديما تقول أنها أحسن منك وهى ديما المفضلة عند العيلة كلها خصوصا جدك همس شايفة أنك أحلى منها ولو خدتى فرصتك محدش هيبص في وشها
................
وكلمات كالسم يسرى في عقلها وهو له أسلوبه وطريقته المقنعة صحيح أنه فشل مع همس ولكن يبدو أنه نجح مع لين
صاحت بها بلسم :كملى وبعدين
رفعت رأسها تكمل بتنهيدة: فضل يزن عليا وكلامه زى السم خلانى صدقته خصوصا أن همس في الفترة الأخيرة كانت بعيدة عنى وكانت ديما عصبية
- وهو ده سبب يخليكى تصدقى كلامه ........صدقتى أن أختك مش بتحبك وبتغير منك وأن إحنا مش بنحبك وبنفضلها عليكى
صدقتى أنه بيحبك وعاوزك أنتى ومش عاوز أختك
إزاى صدقتيه ........إزاى حيوان زى ده قدر يضحك عليكى
أخفضت رأسها بخزى : مش عارفة يا ماما والله مش عارفة
- وإزاى روحتى معاه الحفلة وأنا فاكرة كويس أوى أنك قولتى أنك رايحة خطوبة واحدة صاحبتك في الكلية حتى رفضتى تستنى سيف يرجع من شغله ويوصلك وقولتى أنك رايحة مع صحابك .........والغريبة أنك راجعة بدرى بس اللى أنا فكراه كويس أوى أنك يومها راجعة معيطة وكان شكلك مش مظبوط ولما سألتك قولتى أنك شفتى حادثة جامدة على الطريق وأنتى راجعة مظبوط
- أيوه مظبوط اللى شفته وقتها كان صعب أوى كان بشع
صرخت بها وهى تضرب كتفها بغيظ: واللى عملتيه في أختك مكنش بشع أنك تسيبى أختك وسط كلاب زى دول مش خيانة
إزاى جالك قلب تعملى كده إزاى قدرتى تسيبيها لوحدها ليه مبلغتيش ...........ليه مجتيش عليا وقولتى اللى حصل فضلتى ساكتة ليه ........ ليه أنا قلبى يبقى محروق على أختك وأنتى شايفة وساكتة أنتى إيه صنم
حجر ملوش قلب ولا بيحس
ارتجفت شفتيها وهى تكمل سردها لما حدث ليلتها :
لما شفتهم بيمسكوا همس وقتها مكنتش واعية كنت حاسة أنى بحلم
تايهة كل حاجة أودامى مشوشة
خرجت من الأوضة بصعوبة وأنا ناوية أجى على هنا وأقولكم الحقوا همس
ورجعت فكرت قلت لا أنا اروح القسم وابلغ بس قبل مااخرج لقيت عدى بيشدنى وأخذنى وخرجنا بره الڤيلا اللى كانت فيها الحفلة
................
على فين يا لين عاوزة تسيبى الحفلة الحلوة دى وتمشى
صرخت وهى تصفعه: أنت حيوان وكلب أنا هروح أبلغ القسم عنك وأقولهم على اللى حصل
ضحك بخبث وهو يراها تتحرك بعدم اتزان كأنها نائمة مغيبة جذب ذراعها بقوة لتقف أمامه وعيناها زائغة: أنتى مش هتروحى في حتة غير على بيتكم وتدخلى سريرك وتنامى وتتغطى كمان الدنيا برد عليكى يا حبيبتى وأنا خايف عليكى
وردها كان بصقة على وجهه رغم عدم إتزانها : أنت مجرم وأنا هوديك في داهية ومش هسيبك
وفجأة تذكرت أنها رأت همس ......... هل هي بالفعل رأتها أم أنها مجرد هواجس من أثر المادة الذى أعطاها إليه على أنها مسكن للصداع الذى شعرت به منذ دخولها الحفلة
همس..........همس كانت هنا ولا أنا بحلم
وضحكته تفزعها تجعل جسدها يقشعر خوفا وهو يقترب منها أكثر حتى شعرت بأنفاسه تخترق صدرها: همس لا طبعا إيه اللى هيجيب همس هنا دى تلاقيها في البيت نايمة من بدرى
هزت رأسها بشك: لا أنا حاسة أنى شفتها دى ضربتني .........أيوه أنا شفتها أنت بتكدب عليا
وضحكته تتعالى مرة أخرى : لا همس مش موجودة همس خلاص مبقتش موجودة هتروحى دلوقتى وتدخلى سريرك وتنامى وأوعى حد يعرف أنك كنتى هنا عشان لو حد عرف
وأكمل بضحكة تراها بشعة بغيضة: لو حد عرف يا لولو هتتفضحى أه ........ ما هو أصل أنا صورتك وأنتى معايا فوق في حضنى يا حبيبتى
اتسعت عيناها رعبا لا تصدق ما قاله لا تصدق أنها ألقت بروحها في شباك ذئب سولت له نفسه فعل كل شيء
وجاء صوته قريبا من أذنها كفحيح الأفعى : هتروحى البيت ولا تعرفى حاجة ولا شفتى حاجة ولو عملتى غير كده بكره الصبح صورك والفيديو بتاعك هيكون عند الدكتور يوسف الراجل المحترم
والحاج عبدالقادر وده بقى راجل صعيدى والصعايدة عندهم الشرف أغلى من حياتك نفسها يعنى مجرد ما يشوف الشريط ده هيأخدوكى بلدكم ويدفونكى حية
وَيَا سلام بقى لو الصور دى راحت الجامعة واتوزعت على زملائك والدكاترة دى هتبقى فرجة وفضيحة لبنت الدكتور يوسف الهوارى الراجل المحترم وَيَا عينى على الست والدتك اللى هتموت بحسرتها لما تشوف بنتها في حضن خطيب أختها
ولا سيف اللى هو أول واحد هيقتلك ما هو إزاى أخته الصغيرة تعمل كده وتضيع شرفهم

لم تعد تتحمل يكفى ما سمعته يكفى ما قاله لم يعد جسدها يتحمل الصدمات المتتالية وجدت نفسها تهوى على الأرض عيناها زائغة جسدها يرتعش خوفا مما قاله لكنه لم يترك لها فرصة للتفكير
جذب ذراعها لتقف قبالته : هوصلك قريب من البيت الساعة تسعة يدوب تروحى وحسك عينك كلمة من اللى سمعتيها ولا حاجة شفتيها حد يعرفها وقتها متبقيش تلومى غير نفسك يا حلوة
.................
ظلت بسلم تستمع إليها بذهول مصدومة عقلها عاجز عن التفكير وقلبها يؤلمها من كثرة الصدمات التي تتوالى عليها
عشان كده كنتى ساكتة
هزت رأسها بإيجاب : كنت خايفة من الفضايح اللى ممكن تحصل ولما همس اختفت خفت أكتر لو حد عرف إيه اللى هيحصلك وبابا هيعمل إيه حسيت أن الدنيا اتكركبت ومينفعش أتكلم والله يا ماما خفت أتكلم

أنتى متأكدة أنه صورك
- معرفش أنا مكنتش حاسة بحاجة البرشامة اللى خدتها خلتنى في دنيا تانية .........ملكوت تانى شايفة الناس بتتحرك وأنا بتحرك معاهم كان بيكلمنى وأنا مش فاهمة هو بيقول إيه
ماما أنا عارفة أنى غلطت ومستحيل حد يسامحنى على اللى عملته بس صدقينى أنا مكنتش واعية لأى حاجة مكنتش حاسة بحاجة والله

قامت بلسم بوهن تاركة إياها تتحدث متجهة لخارج الغرفة ولكنها التفت إليها محذرة: خروج من البيت ده مفيش وأوعى تفتكرى أن اللى قولتيه ده هيخلينى أعذرك ولا أسامحك أنتى خليتنى أحس أن عمرى راح هدر .........كل حاجة كانت غلط تربيتى ليكم كانت غلط
وعشان كده لازم تتربى من جديد
....................
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي