الفصل السابع والعشرون
كان الجميع في حالة من الترقب ينتظرون خروج اي احد من غرفة العمليات ليطمئنهم علي حالة ساندي مني منهارة كليا تبكي ولا تستطيع ان توقف دمعاتها فساندي ابنتها الثانيه التي لم تنجبها ووعد جالسة علي مقعد في الممر الضيق امام غرفة العمليات في حالة تأهب عيناها متسمرة علي باب الغرفه تنتظر ان يخرج اي احد من الداخل لتعرف شيئا عن ساندي فهي لن تعرفها من وقت كثير ولكنها احبتها وتقربت منها بينما فراس واقفا امام الباب مباشرة مستندا بظهره علي الجدار ووالده يخطؤ في الممر ذهابا وايابا من شدة قلقه وجدوا الباب يفتح والطبيب يخرج من الغرفه ليسرعوا جميعا ويقوا امامه يسألونه عن حالتها ليجيب الطبيب بعمليه قائلا
(( استطعنا انقاذها ولكنها ستدخل لغرفة العنايه ولننتظر ونري ما سيحدث علي مدار الاربع وعشرون ساعة القادمة ندعو الله ان تمر بسلام ولا يصيبها مكروه.))
صدم الجميع مما يقوله الطبيب هل حالتها سيئة لتلك الطريقة لا لن يستحملوا خبر فقدانها فساندي لها معزة غاليه عند هذه العائله ..
شعر فراس بالاختناق فرفع انامله واخذ يفتح ازرار قميصه العلويه لعله يستطيع التنفس بشكل طبيعي فكم يبغض المشفي ويكره وجوده فيها وما حدث لساندي الان ذكره بما حدث مع خاله من قبل ووجوده بمفرده ينتظر في ممر المشفي ان يطمئنه اي احد تذكر ما حدث لجولي ورؤيتها ساكنه امامه فوجوده هنا الان ذكره بكل ما حاول تناسيه لقد عان كثيرا ليحاول ان ينسي منظرهما امامه علي تلك الهيئه ارتمي علي المقعد خلفه بقوه وقد احتقن وجهه باللون الاحمر فاقتربت منه وعد واستغربت حالته لتقول بخوف وهي تمسد علي كفه
(( فراس ما بك هل انت بخير ))
لم يستطيع ان يجيبها فصوته لم يخرج فهز راسه نفيا لتصرخ وعد عاليا وتطلب المساعدة ليذهب والده سريعا ويحضر طبيبا فاعطاه الطبيب شئ مهدئا ما ان اخذه حتي ذهب في النوم وظلت وعد معه في الغرفة ووالده ووالدته جلسوا بالخارج امام الغرفة منتظرينه ان يفيق استمعت وعد التي كانت جالسه بالغرفة بجوار زوجها قلقة وخائفة عليه فأمسكت بالهاتف لتغلقه ولكنها وجدت الاسم الذي ينير شاشته هو معاذ اخيه ترددت كثيرا ان تجيب عليه ولكنها حسمت امرها وهي تفكر بانه يريد ان يعرف مكانهم ليأتي اليهم ويطمئن علي زوجته ضغطت زر الايجاب لتستمع لصوته المكسور الخائف وهو يقول
(( في اي مشفي انتم هل هي بخير .))
اخبرته وعد بما يريد معرفته وتركتة ليتعاهل مع الامر كما يريد هو فبعدما ذهبوا بساندي للمشفي كانت الصدمة مأثرة عليه ولم يعرف كيف يتصرف او ماذا يفعل فهو لم يكن استوعب الامر وعندما استوعب ما حدث لساندي اتصل باخيه ليخبره عن مكانهم ..
انتشر الخبر سريعا محاوله انتحار ساندي زوجة رجل الاعمال معاذ رافت لتستمع للخبر اسيل الذي ما ان عرفت بما حدث ظلت تبكي وتبكي ولا تصدق بان ساندي قد تفعلها هناك شئ اخر هي متأكدة من ذلك رأها حازم ورأي هيئتها الحزينه ودموع عيناها التي تملئ وجنتيها ليشعر بالخوف عليها وهو يسألها عن ما بها لتخبره بما حدث لزوجة اخيها وتطلب منه ان يوصلها للمشفي لتطمئن عليها ولكنه رفض ان يذهب وطلب منها ان تجهز وسيطلب من السائق اصطحابها وانتظارها حتي تعود معه وافقت اسيل وذهبت لتجهز سريعا لتذهب وتكن بجوار عائلتها في تلك الازمة وهي تفكر في الشئ الذي جعل ساندي تقدم علي فعل شئ كهذا هل الحب يجعل الشخص يقتل ذاته ام هناك شئ اخر لا نعرفه ..
تنهدت وهي تستقل السياره وتطلب من السائق الذهاب للمشفي لتكون بجوار عائلتها في تلك الازمة ولتطمئن علي ساندي زرفت الدموع وعلي تتذكر حياتها في منزل والدها وما عاشته من ساندي وكيف كانت نعم الاخت والصديقه تريد ان تري معاذ الان لتصفعه فقط علي وجهه بقوه لعله يفيق من تلك الغفلة التي ستضيعه وتضيع حبيبته اليس من يحب يفعل لحبيبه اي شئ كان فلم معاذ لم يوافق ان يتركها ومن ثم يحاول معها فيما بعد لربما وافقت ان تعطيه فرصة ثانيه ..
وقفت السيارة امام المشفي واخبرها السائق بانها وصلت لوجهتها ترجلت من السيارة واخدت تخطو للداخل ووقفت تسأل عن ساندي خليل لتخبرها عن مكانها وهي غرفة العنايه لتذهب سريعا ناحيتها وما ان رأت والدتها جالسه في الممر ارتمت في داخل احضانها تبكي بقوه وتشهق بعنف لتشاركها والدتها بكاءها خرجت من حضن والدتها واتجهت ناحية والدها الذي يتابع ما يحدث مكتفيا بالصمت فأحتضنته اسيل ثم سألت علي فراس وزوجته ليخبرها والدها بانه انهار واحتاج لمهدي وفي الغرفة التي امامه واشار علي الغرفة وهو يقول انه يستريح بداخلها وزوجته بجواره اومأت له اسيل متفهمه ما يحدث لا تعرف شيئا ولما يحدث ذلك مع عائلتها تريد ان تنساق وراء فضولها وتسأل عن معتز ولكن قلبها لا يطاوعها فمن الواضح بانه ليس هنا وان والديها لا يعرفون شيئا عنه ..
وقفت من مكانها وذهبت بإتجاه الغرفة التي اشار اليها والدها يخبرها بان فراس بداخلها ووقفت تطرق علي بابها بطرقات خفيفه وتستمع لصوت وعد وهي تسمح لها بالدخول دخلت اسيل للغرفة واغلقت الباب خلفها واقتربت من اخيها المتسطح علي الفراش وامسكت بكفها وهي تميل علي وجنته تقبله لتتساقط دمعه من عينيها علي وجهه ثم تحدثت توجه حديثها لود قائله
(( كيف حاله هل هو بخير ))
اجابتها وعد قائله
(( نعم بخير فلا تقلقي عليه لقد طمأننا الطبيب مجرد اننهيار وشعور بالاختناق مما حدث .))
هزت راسها تأكيد علي حديثها ثم قالت بصوت مهزوز
(( الم يأتي معاذ ))
تحدثت وعد وهي تشبك اصابعها في بعضهما
(( لقد اتصل منذ قليل علي هاتف فراس واجابت عليه واخبرته في اي مشفي نحن فيبدو بانه كان في حالة صدمة ولم يخرج منها الا الان .))
لم تجيبها اسيل واكتفت بالصمت ليستمعوا لصوت شجار في الخارج فتحركوا ناحية الباب يفتحوه ويروا ما الامر ليجدوا رافت ممسكا بتلابيب معاذ يعنفه ويصفعه ومعاذ لم يحرك ساكنا ظل كما هو وكأنه ريشة يحركها الهواء كما يريد ..
لتسرع اسيل وتحيل بينهما وهي تبكي ليتركه رافت علي مضض وهو يقول بغضب
(( اذهب من هنا فانا لا اريد رؤية وجهك هذا .))
ذهب معاذ ووقف يستند علي الجدار وهو خائف ومشتت لا يستطيع ان يذهب دون ان يطمئن علي حبيبته بينما والدته ما زالت غاضبة منه فلم تنظر اليه او تتحدث معه لم تحاول حتي ان تبعد رافت عنه نظر لوالدته بخزي فهي تنازلت عنه من اجل زوجها وساندي نزلت دمعة من طرف عينيه عندما تذكر ما حدث معها فهو لا يستطيع العيش اذا اصابها مكروه
ظل واقفا يدعو الله كثير ويتمني ان تفيق وتخرج اليه معافاه ولكنه فكر في شئ ليس وقته ولا اوانه هل عندما تخرج ساندي ستوافق ان تظل معه ام ستصمم اكثر وهل هو سيوافق ام سيعاند وليكون سببا في مقتلها مستقبلا بسببه ..
بدأ فراس يفيق وحاول فتح جفنيه ببطء ليجد وعد جالسة بجواره ليسألها عما حدث له وتخبره هي بإنهياره ليحكي لها سبب انهياره وانه تذكر خاله وابنته وما حدث معهما لتبكي مما يقوله كيف عان في تلك الساعات وهو ينتظر ان يطمأنه احدا عليهم ثم تحدث يقول
(( هل هناك اخبار عن ساندي ))
اجابته وعد قائله
(( لا ليس بعد ولكن هناك شئ لا اعرف اذا كنت تحب ان تعرفه ام لا لقد ات معاذ وتشاجر معه والدك وهو الان في الخارج ويرفض ان يبارح مكانه ))
تحدث فراس بتأكيد
(( اعلم بان ما اصابه وقتها شئ من الصدمة كم اعلم بان معاذ لم يدفعها ولكن بسبب عنده معها واصراره علي ما يريده جعلها تلجأ لتلك الطريقةة لتعلمه بانها لن تستطيع العيش معه وانها تفضل الموت علي الحياة معه ..))
تحدثت وعد تقول
(( ما الذي سيحدث الان هل سيظل الوضع كما هو عليه ام سيتجدد شئ ما .))
زفر فراس انفاسه بقوه وهو يفكر فيما يحدث معهم وما هو القرار الذي سيتخذه معاذ مع ساندي بعدما تتعافي .
في منزل حازم كمال كان حازم يتابع الاخبار ويستمع لما حدث لساندي وعن محاولة انتحارها وهو يفكر في حديث اسيل وهي تبكي ومنهارة تخبره بانها فعلت ذلك لان هناك مشاكل بينها وبين زوجها فشرد في علاقته هو واسيل وما يحدث بينهما هل من الممكن ان تفعل اسيل المثل وتحاول الانتحار من اجل ان ترتاح مما تلاقيه معه ولكنه بدا يتغير ويتعامل معها بطريقة افضل من ذو مضي امسك بهاتفه بتردد يريد التحدث معها والاطمئنان عليها وعلي زوجة اخيها ولكنه لم يستطيع فعله فظل جالسا في محله حتي اتي اليه والده جلس كمال مقابلا له وهو يسأله قائلا
(( هل ذهبت زوجتك ))
اجابه حازم قائلا
(( نعم لقد استأذنت مني وسمحت لها بالذهاب ولكنها ستعود اليوم فالسائق ينتظرها .))
تحدث كمال بغموض يقول
(( الن تذهب وتطمئن علي والد زوجتك انت ايضا وتكون بجواره في وقت ازمته .))
هز حازم راسه بالنفي فصمت والده ولم يتطرف للحديث في الامر فهو لم يكن ليوافق لو اخبره ابنه بانه يريد الذهاب لم يكن ليسمح له ان يذهب لمنزل عدوه فاذا ارادت زوجته الذهاب والاطمئنان علي عائلتها فلتذهب هي ولكن حازم لن يذهب لهناك يكفي بأنه وضع يده في يد عدوه ووافق علي زواج ابنه من ابنته حتي يترك ابنه وشأنه ..
استمعت يارا لتلك الاخبار الذي تملا القنوات الفضائيه عن زوجة معاذ رافت رجل الاعمال فذهبت الي غرفة نوم عمها واخبرته بما حدث ليقول لها عمها بان عليهم الذهاب للمشفي والوقوف بجانب معاذ حتي يعرف بانها مازالت بجواره وتقف معه ثم يري ما عليه فعله بعدها رفضت يارا ما يقولها عمها فكيف تذهب اليه بعد ان طلقهاورفض ان يطلق زوجته وجعلها تتمني الموت علي ان تكون معه ولكنه اختارها هي وفضلها هي وتنازل عنها وانفصل عنها دون ادني تفكير اعترضت علي ما يقوله عمها وخرجت مسرعة من الغرفه متجهه لغرفتها وسجنها لتبقي بداخلها تبكي وتشتكي لطفلها من والده الذي ما انفصل عنها لم يسال عنها لمرة واحده فهل لو كانت اخبرته من البدايه بانها تحمل طفله كان عاملها بطريقة افضل او كان انفصل عن زوجته الاخري وقرر البقاء معها هي فكرت كثيرا ان تحاول الاتصال به ولكن هل سيجيب عليها ام لن يعيرها اي اهتمام ام سيغضب ويثور عليها ويحملها ذنب كل ما يحدث معه فقررت بانها لن تفعل اي شئ وستتركه هو ليتصرف بنفسه ويفعل ما يراه صحيحا ..
في المشفي كان الوقت قد تأخر وليس هناك اي اخبار جديدة عن حالة ساندي فأضطرت اسيل لمغادرة المشفي والذهاب للمنزل كما قال لها زوجها بالا تتاخر وتعود سريعا فهي تعرف بان السائق مازال ينتظرها ودعت والديها علي امل ان تعود في الغد وتبقي معهم اكبر قدر ممكن ثم غادرت للخارج تبحث عن السيارة فما ان راتها حتي اتجهت اليها وفتحت بابها وطلبت من السائق ان يغادر كان الطريق طويلا لا يريد ان ينتهي ليجد السائق بان هناك سيارة تتابعة وتحاول اللحاق به ظل طوال الطريق يحاول الابتعاد عنها ولكنه لم يستطيع ان يفعل شئ عندما وجد اكثر من سيارة تحيط به لتقف امامه سيارة لتعيق سيره ويتوقف السائق عن القياده فاتجه اليهم عدة اشخاص مسلحون وفتحوا باب السيارة واخذوا اسيل تحت تهديد السائق بالسلاح ثم ضربوا عجلات السيارة بالرصاص حتي لا يستطيع اللحاق بهم صدمت اسيل مما يحدث معها هل هي في فيلم اجنبي فظلت تصرخ وتطلب ان يساعدها اي احد ولكنها لم تجد احدا قد يستطيع مساعدتها ..
حاول حازم الاتصال بها كثيرا ولكنها لا تجيب علي هاتفها فاتصل علي السائق ليخبره السائق عن مكانه وعن ما حدث معهم فزع حازم الذي كان جالسا مع والده ووقف من مكانه غير مصدق ما يقوله السائق فما ان انهي المكالمة معه تحدث يقول لوالده الذي ينتظر منه ان يخبره بما يحدث
(( يقول السائق بان هناك من اختطف اسيل .))
وقف كمال من مكانه هو يفكر كيف يحدث هذا ومن قد يفعل شئ كهذاولما اسيل بالتحديد ليقول
(( ما الذي سنفعله الان هل نخبر الشرطه ام نخبر عائلتها .))
لم يجيبه حازم فهو يشعر بتمزق في قلبه وتوهة تلفه فلا يعرف ماذا يفعل ولكن يشعر بالخوف عليها والالم من فكرة اختطافها اتصل علي الحارس الخاص به واخبره ان يحاول ان يصل لزوجته باي طريقه وسيري هو من ناحية ما يستطيع فعله فما ان انهي المكالمة معه وجد رقما لا يعرفه يتصل به فاجاب سريعا لعله لديه اخبار عن زوجته يجد شخصا يقول له
(( زوجتك لدي اريد منك عشرة ملايين وسأتركها وشأنها واذا اخبرت الشرطة لن تراها ثانية ..))
تحدث حازم بتلعثم يقول
(( موافق اين اجلب لك المال ))
قال الاخر
(( انتظر مني مكالمة اخري وساخبرك بالمكان والزمان ))
ثم انهي المكالمة في وجهه وظل حازم يطالبه بان يجيب عليه قد فقد اعصابه كليا اقترب منه والده وربط علي كتفه يحاول تهدئته فامسك حازم بالهاتف مجددا يضغط علي نفس الرقم يحاول الاتصال به من جديد ولكنه وجده مغلقا فزفر بغضب ورمي الهاتف علي الاريكة وجلس يعتصر راسه بين كفيه يفكر في شئ قد يوصله لاسيل دون أن يصيبها مكروه فقرر الذهاب و اخبار عائلتها فهم لهم الحق بمعرفة. كل شيء يخص ابنتهم سيذهب ويقول لهم حتي لا يستمعوا من احدا اخر وتكون صدمة لهم فوقف من جلسته واخبر والده بما يريد الاقدام عليه فوافق والده علي قراره ودعمه بقوه فيه حازم حيث عائلة زوجته ام كمال فجلس في مكانه يفكر فيما يحدث ويحاول ان يتوصل بتفكيره لمن قد يكون وراء اختطاف زوجة ابنه ...
في قبو الفيلا كانت اسيل جالسة علي مقعدا مربوطة القدمين والذراعين في المقعد موضوعا علي فمها شئ لي من خروج صوتها حاولت كثيرا ان تصرخ وتطلب المساعده ولكنها لم تستطيع فذلك الشئ المحكم علي فمها يمنع صوتها من الخروج نزلت دموعها بخوف وهي تنظر حولها للمكان الذي توجد به فالظلام يملئ المكان فلا تستطيع الرؤيه جيدا وجدت الباب يفتح ودخل شخصا منه فوقف امامها يضع كفيه في جيب بنطاله وهو يتحدث بثقة قائلا
(( مهما حاولتي الصراخ لن يسمعك احدا هنا فكوني ضيفتي لعدة ايام فقط وبعدها سأطلق سراحك .))
ارادت سبه ولعنه ولكن صوتها لم يخرج لتستمع لصوته الذي تبغضه ونبرة الاستهزاء فيها وهو يقول
(( كوني مطيعة واسمعي الكلام هل تعرفي بانني كنت اريد ان اجعلك ترتبطين بابني ولكني اكتشفت بانك خطبت لذلك الشاب نصيب ماذا نقول غير ذلك.))
ثم التفت مغادرا من حيث ات وهو يغلق الباب خلفه بقوه واوصده بالمفتاح لتبقي هي بمفردها تفكر من يكون ذلك الشخص الذي كان يتحدث واقفا امامها يخبرها بانه كان يريد ان يجعلها تتزوج من ابنه فمن يكون هذا ولم اختطفها الان ظلت تعصف بها الافكار وقد خف قلقها وحزنها قليلا بعد ان اكتشفت بان ذلك الشخص يعرفها وقاصدها هي لسبب ما لا تعرفه ..
وصل حازم للمشفي فوقف يسال عن غرفة ساندي واتجه يخطو خطواته الواسعه يبحث عن رقم الغرفة راي رافت جالسا علي مقعدا امام الغرفة فاقترب منه والقي التحية عليه وساله عن حالة ساندي ثم تحدث يقول هناك شئ ما اريد التحدث معك فيه علي انفراد ذهب معه رافت ليقف في زاوية في الممر ليقول حازم
(( اسيل وهي في طريق عودتها للمنزل تم اختطافها والخاطف تحدث معي واخبرني ان يريد عشرة ملايين ولم يوافيني باي معلومات اخري وانهي المكالمة وهو يقول بانه سيحدثني مرة اخري ويخبرني بالمكان والزمان ..))
ما ان انتهي امسكه رافت من تلابيبه وهو يضغط علي اسنانه يقول بغضب مستتر
(( اين ابنتي ما الذي فعلته معها هل قتلتها اعترف واخبرني اين ابنتي ))
اجابه حازم قائلا
(( اخبرتك بكل ما حدث فانا ليس لدي اي ذنب فيما حدث انا قلقا عليها مثلك تماما .))
تركه رافت ونفض ذراعيه بعيدا عنه وهو يفكر من من الممكن ان يكون قد اختطف ابنته شعر رافت بان الارض تميد به وان سيقع مغشيا عليه فاستند علي الجدار بجانبه وهو يحاول ان يفكر من قد يكون فعلها وهو ليس لديه اي اعداء تابعه حازم وراي حركته البطيئة وكيف يستند علي الحائط وكأنه يستمد منه قوته ليستطيع الوقوف لم يتحرك حازم من مكانه الا عندما وجده اقترب من عائلته وجلس علي مقعده ينظر اليهم بتوهان فاخذ يخطؤ خطواته لخارج المشفي فلقد فعل ما عليه واخد عائلة زوجته حتي لا يفاجوا بما حدث لاسيل وقف امام سيارته ففتح بابها واستقلها واشغل محركها وهو يتذكر اسيل واعترف لنفسه بانه احبها ويفتقد وجودها بجواره ...
استمع جاسم لصوت قادم من القبو فذهب بإتجهه يخطؤ خطواته ببطء وتردد ففتح الباب دون اصدار صوت فما ان فتح الباب ضغط علي مقبس الضوء لينير المكان وجد فتاة جالسة علي المقعد في منتصف الغرفة مقيدة القدمين والذراعين تنظر للاسفل وشعرها منسدلا علي وجهها يخفي معالمه فأقترب منها ووقف امامها ومد كفه يرفع خصلاتها عن وجهها لترتسم الصدمة علي وجهه وهي ايضا كانت تجاهد لتبقي عينيها منفتحتين فنظرت اليه بإستغراب وهي تهمس تقول بصوت لم يسمعه ولكنه فهم عليها ما تريد قوله (( انت ))
تحدث جاسم وهو يميل امامها ليكون في مستواها قائلا
(( ما الذي ات بكي الي هنا هل انتي بخير .))
عندما وجدها لم تجيبه نظر لفمها المكمم والذي لا يخرج صوتها فازاح ما عليه ببطء وهو يقول
(( هل تتذكريني .))
اومأت له اسيل وهي تقول
(( لما انا هنا لقد انتقمت من حازم قبلا وضربته انت واصدقائك فلم الان اختطفتني .))
ضيق عينيه وهو يحاول ان يفهم ما ترمي اليه هل تعتقد بأنه فعل ذلك لينتقم منها ومن حازم بالطبع لا لقد نسي الامر كليا ولا يعرف شيئا عن وجودها هنا .
فتحدث يقول
(( صدقيني ليس لدي يد في وجودك هنا ولم اختطفك فما حدث من قبل كان سوء تفاهم وكان علي ان ارد اعتباري امام اصدقائي لذلك فعلت ما فعلته مع حازم ذلك اليوم ومن وقتها وقد نسيت كل شي .. ))
تشعر بانه صادق ولكن لا يجب عليها ان تثق في اي احد الان فالموقف الموضوعة به لا يسمح لها ان تثق في اي احد استمع جاسم لصوت سيارة والده فالخارج فاقترب منها وهو يقول لا تخبري احدا بانني كنت هنا وانا ساحاول ان اساعدك واخرجك من هنا ثم وضع ذلك الشئ علي فمها من جديد ليجعلها تصمت واقترب من اضاءة الغرفة وقبل وتخفي خلف اشياء قديمة موضوعة في القبو حاولت اسيل ان تبدو طبيعيه ولا تظهر اي شئ حتي لا يعرف احدا بوجود ذلك الشاب الذي من الممكن ان يساعدها ويخرجها من ذلك المكان وصل عامر للقبو واخد يدير المفتاح في الباب ليجده غير موصدا ليخيل له بانه لربما نسي ان يوصده وهو خارج فضغط علي الضوء لينير المكالمة واتجه اليها بخطوات رزينه راه جاسم المختبي في القبو واخذ يفكر لما والده قد يفعل شيء كهذا يعرف بانه اخبره من قبل بانه لطلما اراده ان يرتبط بتلك الفتاة ولكنها تزوجت فلما يفعل ذلك الان هل ما زال مصرا ..
استمع لوالده وهو يقول
(( لقد طلبت طلبا صغيرا من زوجك والحق يقال لقد وافق علي ما طلبته بسهوله وقرر اعطائي عشرة ملايين لاتركك ترحلين فيبدو بانه يحبك جدا ولا يستطيع العيش بمفرده ستبقين معي لعدة ايام فقط ومن ثم ساوصلك له بنفسي ))
اشار اليها بك في وهو يقول
(( اتمني لكي ليلة سعيده ))
والتفتت للخارج مغادرا فاغلق الباب خلفه واوصدة بالمفتاح جيدا ظلت تنظر في اثره وهي تفكر كم هو انسان بشع يفعل كل ذلك من اجل المال لتجد جاسم يخرج من مخبئه ينظر اليها ببؤس واستياء من والده قائلا
(( لا تقلقي ساساعدك واخرجك من هنا حتي ولو كلفني ذلك حياتي .))
كم تمنت بان يكون صادق معها ويساعدها للخروج من هنا تريد الفرار من هنا والده لحازم واخباره بما حدث وليحضر هو لها حقها نظرت له نظرة وكانها تساله اذا ما كان صادقا معها وفي مساعدتها ام لا ..
خرجت ساندي من غرفة العناية وقد تحسن وضعها قليلا وتم نقلها لغرفة عاديه اراد معاذ الذهاب اليها ورؤيتها ولكن والده رفض فرؤيتها له الان لن تكون في صالحها فهو اخر شخصا قد تريد ساندي ان تراه لا يعرف ما يفعله رافت فلقد اخبر الحرس الخاص به بالتقصي والبحث عن ابنته واخبر صديقا له لواء سابق ليجعل الامر سري حتي لا يوصل للمختطف بانه قد ابلغ الشرطة او اي شئ فكل ما يفعله بأنه يتعامل بشكل طبيعي حتي لا تنهار زوجته وابناءه اكثر من ذلك فيكفي ما حدث لساندي فهم لم يتخطؤ الامر بعد ذهب للمسجد وادي صلاته وظل يدعو لابنته ولساندي لكلهما ان يخرجوا من محنتهما وقد تساقطت دموعه فاغمض عينيه واخذ يدعوا كثيرا حتي شعر بإرتياح في صدره فما ان خرج من المسجد امسك هاتفه واتصل علي حازم يساله لعله توصل لشئ ما ليخبره حازم بانه لم يصل لاي شئ وان ذلك الرقم الذي تحدث منه ذلك الشخص ما زال مغلقا وعندما سال علي اية معلومات خاصة به لم يجد اي شئ خاص بتسجيل ذلك الرقم انهي المكالمة معه بعد ان اتفق معه علي اذا توصل احدا منهم لاي شئ يخبر الاخر ففعل نفس الشئ مع الحرس وصديقه اتصل يسألهم اذا ما كانوا اكتشفوا شيئا ام لا ليستنتج بان الجميع لم يصل لاي شئ قد يطمئنه علي ابنته ولكن ما يريح قلبه قليلا بان ذلك الشخص يريد المال وليست عدوة بينهما ظل يدعوا الله وهو في طريقه للمشفي مجددا ان تكون ابنته بخير وتعود اليه سالمه ما ان وصل الغرفة التي بها ساندي قرر الدخول ورؤيتها والتحدث معها قليلا حتي لا يجهدها ويتعبها اكثر فيكفيها ما مرت به علي مدار الساعات الماضية ..
فتح الباب ودخل الي الغرفة واغلقه خلفه ليجدها تنظر اليه بعينين منغلقتين بعض الشئ والكدمات تملئ وجهها وجسدها فقدماها قد كسرت ويداها ايضا غير النزيف الداخلي الذي توقف بإعجوبة كم يحمد الله ويشكره علي انقاذ حياتها اقترب منها ومال عليها يطبع قبلة علي جبينها لتسرع هي بالتحدث لتقول بتهته في الكلام
(( ارجوك اخبره ان يتركني في حالي فانا لم اعد اصلح لشئ ولن اعيش معه حتي لو كان خياري الاخر هو الموت فقلد فضلته عندما رفض فعلها اذا لم يريد رؤيتي اكررها مجددا حتي اموت اجعله يتركني .))
ربط رافت علي راسها ونزلت دمعة من طرف عيناه وهو يقول
(( اوعدك بانك لن تعودي اليه مجددا وستحصلين علي حريتك منه وانا من ساقف في وجهه واجعله يتركك لتعيشي حياتك كما تريدي .))
ثم لثم جبينها وابتعد عنها قليلا يهديها ابتسامة هادئه حزينه في الوقت ذاته فهي تعلم كم يحبها رافت وانه اذا ما وعد بشئ فسيفعله بالتأكيد ..
التفت رافت ليخرج حتي لا يطيل عليها في الحديث فالطبيب سمح بالزيارة ولكن اخبره بالا تتعدي الخمسة دقائق ما ان امسك بمقبض الباب حتي استمع لصوتها وهي تقول
(( اعلم بانني احبك واعتبرك في مثابة ابي ))
اجابه رافت قائلا
(( وانا ايضا احبك كثيرا فانتي ابنتي التي لم انجبها ))
ثم خرج رافت من الغرفة واخذ يبكي حاول التماسك ولكنه لم يستطيع ليقترب منه معاذ وهو يساله قائلا
(( هل هي بخير ))
طالعه والده بإذدراء ولكنه شفق علي حالته فشعره مبعثرا ووجه قد ذبل وظهر عليه علامات الحزن والالم ليؤمي له براسه وادار وجهه بعيدا عنه ..
في القبو كان جاسم يحاول ان يجد سبيلا للخروج من ذلك المكان ظل يبحث كثيرا ليصل لشئ يوصله للخروج توصل لباب في الجهة الاخري حاول كثيرا ان يفتحه ولكنه لم يستطيع فلقد كان مغلقا من الخارج نظر بإتجاه النافذة وهو يفكر بانها الحل الوحيد للخروج من هنا ولكنها مرتفعة جدا فاذا استطاع هو الخروج تلك الفتاة لم تستطيع ..
حاول ان يزيح تلك الاشياء ليقربها من النافذة ونجح في ذلك فاتجه اليها وفك وثائقها وسحبها معه بإتجاه النافذة حاول التسلق ليصل للنافذه وساعدها ايضا نظر للخارج فلم يري اي احد في الخارج فاشار اليها لتنتظر جلست علي النافذة بجواره تنظر للارض اسفلها فالمسافة مرتفعه فبالطبع لو نزلت من هنا ستتالم كثيرا ولربما تنكسر قدميها شعر جاسم بخوفها فحاول النزول هو وتشبث بالحائط حتي نزل للاسفل فوقف متخصرا يفكر في شئ يجلبها لها يساعدها في النزول وجد سلما في الحديقة مستندا علي شجرة فذهب وهو ينظر حوله حتي لا يراه احدا وجلبه ووضعه علي الحائط وطلب منها ان تحاول النزول نزلت ساندي ولكن قدمها خانتها وكانت ستسقط لولا ذراع جاسم التي لحقتها لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه ابتعدت عنه وقد احمرت وجنتيها حرجا فامسك بمعصمها واتجه ليخرج من البوابة الخارجيه للفيلا ..
خرج جاسم ومعه ساندي واخذ يركض وهو ممسكا بكفها فلم يجد اي سيارة اجره في الجوار ظل يركض حتي وصل لشارع رئيسي واوقف سيارة اجره ليجد من يمسك به من الخلف ويعيق حركته بينما ساندي امسك بها رجلين قويين البنيه من رجال والده اغمض عينيه وهو يلتفت ينظر لهؤلاء الرجال فأعطوا سائق الاجره بعض المال وطلبوا منه المغادرة ..
(( استطعنا انقاذها ولكنها ستدخل لغرفة العنايه ولننتظر ونري ما سيحدث علي مدار الاربع وعشرون ساعة القادمة ندعو الله ان تمر بسلام ولا يصيبها مكروه.))
صدم الجميع مما يقوله الطبيب هل حالتها سيئة لتلك الطريقة لا لن يستحملوا خبر فقدانها فساندي لها معزة غاليه عند هذه العائله ..
شعر فراس بالاختناق فرفع انامله واخذ يفتح ازرار قميصه العلويه لعله يستطيع التنفس بشكل طبيعي فكم يبغض المشفي ويكره وجوده فيها وما حدث لساندي الان ذكره بما حدث مع خاله من قبل ووجوده بمفرده ينتظر في ممر المشفي ان يطمئنه اي احد تذكر ما حدث لجولي ورؤيتها ساكنه امامه فوجوده هنا الان ذكره بكل ما حاول تناسيه لقد عان كثيرا ليحاول ان ينسي منظرهما امامه علي تلك الهيئه ارتمي علي المقعد خلفه بقوه وقد احتقن وجهه باللون الاحمر فاقتربت منه وعد واستغربت حالته لتقول بخوف وهي تمسد علي كفه
(( فراس ما بك هل انت بخير ))
لم يستطيع ان يجيبها فصوته لم يخرج فهز راسه نفيا لتصرخ وعد عاليا وتطلب المساعدة ليذهب والده سريعا ويحضر طبيبا فاعطاه الطبيب شئ مهدئا ما ان اخذه حتي ذهب في النوم وظلت وعد معه في الغرفة ووالده ووالدته جلسوا بالخارج امام الغرفة منتظرينه ان يفيق استمعت وعد التي كانت جالسه بالغرفة بجوار زوجها قلقة وخائفة عليه فأمسكت بالهاتف لتغلقه ولكنها وجدت الاسم الذي ينير شاشته هو معاذ اخيه ترددت كثيرا ان تجيب عليه ولكنها حسمت امرها وهي تفكر بانه يريد ان يعرف مكانهم ليأتي اليهم ويطمئن علي زوجته ضغطت زر الايجاب لتستمع لصوته المكسور الخائف وهو يقول
(( في اي مشفي انتم هل هي بخير .))
اخبرته وعد بما يريد معرفته وتركتة ليتعاهل مع الامر كما يريد هو فبعدما ذهبوا بساندي للمشفي كانت الصدمة مأثرة عليه ولم يعرف كيف يتصرف او ماذا يفعل فهو لم يكن استوعب الامر وعندما استوعب ما حدث لساندي اتصل باخيه ليخبره عن مكانهم ..
انتشر الخبر سريعا محاوله انتحار ساندي زوجة رجل الاعمال معاذ رافت لتستمع للخبر اسيل الذي ما ان عرفت بما حدث ظلت تبكي وتبكي ولا تصدق بان ساندي قد تفعلها هناك شئ اخر هي متأكدة من ذلك رأها حازم ورأي هيئتها الحزينه ودموع عيناها التي تملئ وجنتيها ليشعر بالخوف عليها وهو يسألها عن ما بها لتخبره بما حدث لزوجة اخيها وتطلب منه ان يوصلها للمشفي لتطمئن عليها ولكنه رفض ان يذهب وطلب منها ان تجهز وسيطلب من السائق اصطحابها وانتظارها حتي تعود معه وافقت اسيل وذهبت لتجهز سريعا لتذهب وتكن بجوار عائلتها في تلك الازمة وهي تفكر في الشئ الذي جعل ساندي تقدم علي فعل شئ كهذا هل الحب يجعل الشخص يقتل ذاته ام هناك شئ اخر لا نعرفه ..
تنهدت وهي تستقل السياره وتطلب من السائق الذهاب للمشفي لتكون بجوار عائلتها في تلك الازمة ولتطمئن علي ساندي زرفت الدموع وعلي تتذكر حياتها في منزل والدها وما عاشته من ساندي وكيف كانت نعم الاخت والصديقه تريد ان تري معاذ الان لتصفعه فقط علي وجهه بقوه لعله يفيق من تلك الغفلة التي ستضيعه وتضيع حبيبته اليس من يحب يفعل لحبيبه اي شئ كان فلم معاذ لم يوافق ان يتركها ومن ثم يحاول معها فيما بعد لربما وافقت ان تعطيه فرصة ثانيه ..
وقفت السيارة امام المشفي واخبرها السائق بانها وصلت لوجهتها ترجلت من السيارة واخدت تخطو للداخل ووقفت تسأل عن ساندي خليل لتخبرها عن مكانها وهي غرفة العنايه لتذهب سريعا ناحيتها وما ان رأت والدتها جالسه في الممر ارتمت في داخل احضانها تبكي بقوه وتشهق بعنف لتشاركها والدتها بكاءها خرجت من حضن والدتها واتجهت ناحية والدها الذي يتابع ما يحدث مكتفيا بالصمت فأحتضنته اسيل ثم سألت علي فراس وزوجته ليخبرها والدها بانه انهار واحتاج لمهدي وفي الغرفة التي امامه واشار علي الغرفة وهو يقول انه يستريح بداخلها وزوجته بجواره اومأت له اسيل متفهمه ما يحدث لا تعرف شيئا ولما يحدث ذلك مع عائلتها تريد ان تنساق وراء فضولها وتسأل عن معتز ولكن قلبها لا يطاوعها فمن الواضح بانه ليس هنا وان والديها لا يعرفون شيئا عنه ..
وقفت من مكانها وذهبت بإتجاه الغرفة التي اشار اليها والدها يخبرها بان فراس بداخلها ووقفت تطرق علي بابها بطرقات خفيفه وتستمع لصوت وعد وهي تسمح لها بالدخول دخلت اسيل للغرفة واغلقت الباب خلفها واقتربت من اخيها المتسطح علي الفراش وامسكت بكفها وهي تميل علي وجنته تقبله لتتساقط دمعه من عينيها علي وجهه ثم تحدثت توجه حديثها لود قائله
(( كيف حاله هل هو بخير ))
اجابتها وعد قائله
(( نعم بخير فلا تقلقي عليه لقد طمأننا الطبيب مجرد اننهيار وشعور بالاختناق مما حدث .))
هزت راسها تأكيد علي حديثها ثم قالت بصوت مهزوز
(( الم يأتي معاذ ))
تحدثت وعد وهي تشبك اصابعها في بعضهما
(( لقد اتصل منذ قليل علي هاتف فراس واجابت عليه واخبرته في اي مشفي نحن فيبدو بانه كان في حالة صدمة ولم يخرج منها الا الان .))
لم تجيبها اسيل واكتفت بالصمت ليستمعوا لصوت شجار في الخارج فتحركوا ناحية الباب يفتحوه ويروا ما الامر ليجدوا رافت ممسكا بتلابيب معاذ يعنفه ويصفعه ومعاذ لم يحرك ساكنا ظل كما هو وكأنه ريشة يحركها الهواء كما يريد ..
لتسرع اسيل وتحيل بينهما وهي تبكي ليتركه رافت علي مضض وهو يقول بغضب
(( اذهب من هنا فانا لا اريد رؤية وجهك هذا .))
ذهب معاذ ووقف يستند علي الجدار وهو خائف ومشتت لا يستطيع ان يذهب دون ان يطمئن علي حبيبته بينما والدته ما زالت غاضبة منه فلم تنظر اليه او تتحدث معه لم تحاول حتي ان تبعد رافت عنه نظر لوالدته بخزي فهي تنازلت عنه من اجل زوجها وساندي نزلت دمعة من طرف عينيه عندما تذكر ما حدث معها فهو لا يستطيع العيش اذا اصابها مكروه
ظل واقفا يدعو الله كثير ويتمني ان تفيق وتخرج اليه معافاه ولكنه فكر في شئ ليس وقته ولا اوانه هل عندما تخرج ساندي ستوافق ان تظل معه ام ستصمم اكثر وهل هو سيوافق ام سيعاند وليكون سببا في مقتلها مستقبلا بسببه ..
بدأ فراس يفيق وحاول فتح جفنيه ببطء ليجد وعد جالسة بجواره ليسألها عما حدث له وتخبره هي بإنهياره ليحكي لها سبب انهياره وانه تذكر خاله وابنته وما حدث معهما لتبكي مما يقوله كيف عان في تلك الساعات وهو ينتظر ان يطمأنه احدا عليهم ثم تحدث يقول
(( هل هناك اخبار عن ساندي ))
اجابته وعد قائله
(( لا ليس بعد ولكن هناك شئ لا اعرف اذا كنت تحب ان تعرفه ام لا لقد ات معاذ وتشاجر معه والدك وهو الان في الخارج ويرفض ان يبارح مكانه ))
تحدث فراس بتأكيد
(( اعلم بان ما اصابه وقتها شئ من الصدمة كم اعلم بان معاذ لم يدفعها ولكن بسبب عنده معها واصراره علي ما يريده جعلها تلجأ لتلك الطريقةة لتعلمه بانها لن تستطيع العيش معه وانها تفضل الموت علي الحياة معه ..))
تحدثت وعد تقول
(( ما الذي سيحدث الان هل سيظل الوضع كما هو عليه ام سيتجدد شئ ما .))
زفر فراس انفاسه بقوه وهو يفكر فيما يحدث معهم وما هو القرار الذي سيتخذه معاذ مع ساندي بعدما تتعافي .
في منزل حازم كمال كان حازم يتابع الاخبار ويستمع لما حدث لساندي وعن محاولة انتحارها وهو يفكر في حديث اسيل وهي تبكي ومنهارة تخبره بانها فعلت ذلك لان هناك مشاكل بينها وبين زوجها فشرد في علاقته هو واسيل وما يحدث بينهما هل من الممكن ان تفعل اسيل المثل وتحاول الانتحار من اجل ان ترتاح مما تلاقيه معه ولكنه بدا يتغير ويتعامل معها بطريقة افضل من ذو مضي امسك بهاتفه بتردد يريد التحدث معها والاطمئنان عليها وعلي زوجة اخيها ولكنه لم يستطيع فعله فظل جالسا في محله حتي اتي اليه والده جلس كمال مقابلا له وهو يسأله قائلا
(( هل ذهبت زوجتك ))
اجابه حازم قائلا
(( نعم لقد استأذنت مني وسمحت لها بالذهاب ولكنها ستعود اليوم فالسائق ينتظرها .))
تحدث كمال بغموض يقول
(( الن تذهب وتطمئن علي والد زوجتك انت ايضا وتكون بجواره في وقت ازمته .))
هز حازم راسه بالنفي فصمت والده ولم يتطرف للحديث في الامر فهو لم يكن ليوافق لو اخبره ابنه بانه يريد الذهاب لم يكن ليسمح له ان يذهب لمنزل عدوه فاذا ارادت زوجته الذهاب والاطمئنان علي عائلتها فلتذهب هي ولكن حازم لن يذهب لهناك يكفي بأنه وضع يده في يد عدوه ووافق علي زواج ابنه من ابنته حتي يترك ابنه وشأنه ..
استمعت يارا لتلك الاخبار الذي تملا القنوات الفضائيه عن زوجة معاذ رافت رجل الاعمال فذهبت الي غرفة نوم عمها واخبرته بما حدث ليقول لها عمها بان عليهم الذهاب للمشفي والوقوف بجانب معاذ حتي يعرف بانها مازالت بجواره وتقف معه ثم يري ما عليه فعله بعدها رفضت يارا ما يقولها عمها فكيف تذهب اليه بعد ان طلقهاورفض ان يطلق زوجته وجعلها تتمني الموت علي ان تكون معه ولكنه اختارها هي وفضلها هي وتنازل عنها وانفصل عنها دون ادني تفكير اعترضت علي ما يقوله عمها وخرجت مسرعة من الغرفه متجهه لغرفتها وسجنها لتبقي بداخلها تبكي وتشتكي لطفلها من والده الذي ما انفصل عنها لم يسال عنها لمرة واحده فهل لو كانت اخبرته من البدايه بانها تحمل طفله كان عاملها بطريقة افضل او كان انفصل عن زوجته الاخري وقرر البقاء معها هي فكرت كثيرا ان تحاول الاتصال به ولكن هل سيجيب عليها ام لن يعيرها اي اهتمام ام سيغضب ويثور عليها ويحملها ذنب كل ما يحدث معه فقررت بانها لن تفعل اي شئ وستتركه هو ليتصرف بنفسه ويفعل ما يراه صحيحا ..
في المشفي كان الوقت قد تأخر وليس هناك اي اخبار جديدة عن حالة ساندي فأضطرت اسيل لمغادرة المشفي والذهاب للمنزل كما قال لها زوجها بالا تتاخر وتعود سريعا فهي تعرف بان السائق مازال ينتظرها ودعت والديها علي امل ان تعود في الغد وتبقي معهم اكبر قدر ممكن ثم غادرت للخارج تبحث عن السيارة فما ان راتها حتي اتجهت اليها وفتحت بابها وطلبت من السائق ان يغادر كان الطريق طويلا لا يريد ان ينتهي ليجد السائق بان هناك سيارة تتابعة وتحاول اللحاق به ظل طوال الطريق يحاول الابتعاد عنها ولكنه لم يستطيع ان يفعل شئ عندما وجد اكثر من سيارة تحيط به لتقف امامه سيارة لتعيق سيره ويتوقف السائق عن القياده فاتجه اليهم عدة اشخاص مسلحون وفتحوا باب السيارة واخذوا اسيل تحت تهديد السائق بالسلاح ثم ضربوا عجلات السيارة بالرصاص حتي لا يستطيع اللحاق بهم صدمت اسيل مما يحدث معها هل هي في فيلم اجنبي فظلت تصرخ وتطلب ان يساعدها اي احد ولكنها لم تجد احدا قد يستطيع مساعدتها ..
حاول حازم الاتصال بها كثيرا ولكنها لا تجيب علي هاتفها فاتصل علي السائق ليخبره السائق عن مكانه وعن ما حدث معهم فزع حازم الذي كان جالسا مع والده ووقف من مكانه غير مصدق ما يقوله السائق فما ان انهي المكالمة معه تحدث يقول لوالده الذي ينتظر منه ان يخبره بما يحدث
(( يقول السائق بان هناك من اختطف اسيل .))
وقف كمال من مكانه هو يفكر كيف يحدث هذا ومن قد يفعل شئ كهذاولما اسيل بالتحديد ليقول
(( ما الذي سنفعله الان هل نخبر الشرطه ام نخبر عائلتها .))
لم يجيبه حازم فهو يشعر بتمزق في قلبه وتوهة تلفه فلا يعرف ماذا يفعل ولكن يشعر بالخوف عليها والالم من فكرة اختطافها اتصل علي الحارس الخاص به واخبره ان يحاول ان يصل لزوجته باي طريقه وسيري هو من ناحية ما يستطيع فعله فما ان انهي المكالمة معه وجد رقما لا يعرفه يتصل به فاجاب سريعا لعله لديه اخبار عن زوجته يجد شخصا يقول له
(( زوجتك لدي اريد منك عشرة ملايين وسأتركها وشأنها واذا اخبرت الشرطة لن تراها ثانية ..))
تحدث حازم بتلعثم يقول
(( موافق اين اجلب لك المال ))
قال الاخر
(( انتظر مني مكالمة اخري وساخبرك بالمكان والزمان ))
ثم انهي المكالمة في وجهه وظل حازم يطالبه بان يجيب عليه قد فقد اعصابه كليا اقترب منه والده وربط علي كتفه يحاول تهدئته فامسك حازم بالهاتف مجددا يضغط علي نفس الرقم يحاول الاتصال به من جديد ولكنه وجده مغلقا فزفر بغضب ورمي الهاتف علي الاريكة وجلس يعتصر راسه بين كفيه يفكر في شئ قد يوصله لاسيل دون أن يصيبها مكروه فقرر الذهاب و اخبار عائلتها فهم لهم الحق بمعرفة. كل شيء يخص ابنتهم سيذهب ويقول لهم حتي لا يستمعوا من احدا اخر وتكون صدمة لهم فوقف من جلسته واخبر والده بما يريد الاقدام عليه فوافق والده علي قراره ودعمه بقوه فيه حازم حيث عائلة زوجته ام كمال فجلس في مكانه يفكر فيما يحدث ويحاول ان يتوصل بتفكيره لمن قد يكون وراء اختطاف زوجة ابنه ...
في قبو الفيلا كانت اسيل جالسة علي مقعدا مربوطة القدمين والذراعين في المقعد موضوعا علي فمها شئ لي من خروج صوتها حاولت كثيرا ان تصرخ وتطلب المساعده ولكنها لم تستطيع فذلك الشئ المحكم علي فمها يمنع صوتها من الخروج نزلت دموعها بخوف وهي تنظر حولها للمكان الذي توجد به فالظلام يملئ المكان فلا تستطيع الرؤيه جيدا وجدت الباب يفتح ودخل شخصا منه فوقف امامها يضع كفيه في جيب بنطاله وهو يتحدث بثقة قائلا
(( مهما حاولتي الصراخ لن يسمعك احدا هنا فكوني ضيفتي لعدة ايام فقط وبعدها سأطلق سراحك .))
ارادت سبه ولعنه ولكن صوتها لم يخرج لتستمع لصوته الذي تبغضه ونبرة الاستهزاء فيها وهو يقول
(( كوني مطيعة واسمعي الكلام هل تعرفي بانني كنت اريد ان اجعلك ترتبطين بابني ولكني اكتشفت بانك خطبت لذلك الشاب نصيب ماذا نقول غير ذلك.))
ثم التفت مغادرا من حيث ات وهو يغلق الباب خلفه بقوه واوصده بالمفتاح لتبقي هي بمفردها تفكر من يكون ذلك الشخص الذي كان يتحدث واقفا امامها يخبرها بانه كان يريد ان يجعلها تتزوج من ابنه فمن يكون هذا ولم اختطفها الان ظلت تعصف بها الافكار وقد خف قلقها وحزنها قليلا بعد ان اكتشفت بان ذلك الشخص يعرفها وقاصدها هي لسبب ما لا تعرفه ..
وصل حازم للمشفي فوقف يسال عن غرفة ساندي واتجه يخطو خطواته الواسعه يبحث عن رقم الغرفة راي رافت جالسا علي مقعدا امام الغرفة فاقترب منه والقي التحية عليه وساله عن حالة ساندي ثم تحدث يقول هناك شئ ما اريد التحدث معك فيه علي انفراد ذهب معه رافت ليقف في زاوية في الممر ليقول حازم
(( اسيل وهي في طريق عودتها للمنزل تم اختطافها والخاطف تحدث معي واخبرني ان يريد عشرة ملايين ولم يوافيني باي معلومات اخري وانهي المكالمة وهو يقول بانه سيحدثني مرة اخري ويخبرني بالمكان والزمان ..))
ما ان انتهي امسكه رافت من تلابيبه وهو يضغط علي اسنانه يقول بغضب مستتر
(( اين ابنتي ما الذي فعلته معها هل قتلتها اعترف واخبرني اين ابنتي ))
اجابه حازم قائلا
(( اخبرتك بكل ما حدث فانا ليس لدي اي ذنب فيما حدث انا قلقا عليها مثلك تماما .))
تركه رافت ونفض ذراعيه بعيدا عنه وهو يفكر من من الممكن ان يكون قد اختطف ابنته شعر رافت بان الارض تميد به وان سيقع مغشيا عليه فاستند علي الجدار بجانبه وهو يحاول ان يفكر من قد يكون فعلها وهو ليس لديه اي اعداء تابعه حازم وراي حركته البطيئة وكيف يستند علي الحائط وكأنه يستمد منه قوته ليستطيع الوقوف لم يتحرك حازم من مكانه الا عندما وجده اقترب من عائلته وجلس علي مقعده ينظر اليهم بتوهان فاخذ يخطؤ خطواته لخارج المشفي فلقد فعل ما عليه واخد عائلة زوجته حتي لا يفاجوا بما حدث لاسيل وقف امام سيارته ففتح بابها واستقلها واشغل محركها وهو يتذكر اسيل واعترف لنفسه بانه احبها ويفتقد وجودها بجواره ...
استمع جاسم لصوت قادم من القبو فذهب بإتجهه يخطؤ خطواته ببطء وتردد ففتح الباب دون اصدار صوت فما ان فتح الباب ضغط علي مقبس الضوء لينير المكان وجد فتاة جالسة علي المقعد في منتصف الغرفة مقيدة القدمين والذراعين تنظر للاسفل وشعرها منسدلا علي وجهها يخفي معالمه فأقترب منها ووقف امامها ومد كفه يرفع خصلاتها عن وجهها لترتسم الصدمة علي وجهه وهي ايضا كانت تجاهد لتبقي عينيها منفتحتين فنظرت اليه بإستغراب وهي تهمس تقول بصوت لم يسمعه ولكنه فهم عليها ما تريد قوله (( انت ))
تحدث جاسم وهو يميل امامها ليكون في مستواها قائلا
(( ما الذي ات بكي الي هنا هل انتي بخير .))
عندما وجدها لم تجيبه نظر لفمها المكمم والذي لا يخرج صوتها فازاح ما عليه ببطء وهو يقول
(( هل تتذكريني .))
اومأت له اسيل وهي تقول
(( لما انا هنا لقد انتقمت من حازم قبلا وضربته انت واصدقائك فلم الان اختطفتني .))
ضيق عينيه وهو يحاول ان يفهم ما ترمي اليه هل تعتقد بأنه فعل ذلك لينتقم منها ومن حازم بالطبع لا لقد نسي الامر كليا ولا يعرف شيئا عن وجودها هنا .
فتحدث يقول
(( صدقيني ليس لدي يد في وجودك هنا ولم اختطفك فما حدث من قبل كان سوء تفاهم وكان علي ان ارد اعتباري امام اصدقائي لذلك فعلت ما فعلته مع حازم ذلك اليوم ومن وقتها وقد نسيت كل شي .. ))
تشعر بانه صادق ولكن لا يجب عليها ان تثق في اي احد الان فالموقف الموضوعة به لا يسمح لها ان تثق في اي احد استمع جاسم لصوت سيارة والده فالخارج فاقترب منها وهو يقول لا تخبري احدا بانني كنت هنا وانا ساحاول ان اساعدك واخرجك من هنا ثم وضع ذلك الشئ علي فمها من جديد ليجعلها تصمت واقترب من اضاءة الغرفة وقبل وتخفي خلف اشياء قديمة موضوعة في القبو حاولت اسيل ان تبدو طبيعيه ولا تظهر اي شئ حتي لا يعرف احدا بوجود ذلك الشاب الذي من الممكن ان يساعدها ويخرجها من ذلك المكان وصل عامر للقبو واخد يدير المفتاح في الباب ليجده غير موصدا ليخيل له بانه لربما نسي ان يوصده وهو خارج فضغط علي الضوء لينير المكالمة واتجه اليها بخطوات رزينه راه جاسم المختبي في القبو واخذ يفكر لما والده قد يفعل شيء كهذا يعرف بانه اخبره من قبل بانه لطلما اراده ان يرتبط بتلك الفتاة ولكنها تزوجت فلما يفعل ذلك الان هل ما زال مصرا ..
استمع لوالده وهو يقول
(( لقد طلبت طلبا صغيرا من زوجك والحق يقال لقد وافق علي ما طلبته بسهوله وقرر اعطائي عشرة ملايين لاتركك ترحلين فيبدو بانه يحبك جدا ولا يستطيع العيش بمفرده ستبقين معي لعدة ايام فقط ومن ثم ساوصلك له بنفسي ))
اشار اليها بك في وهو يقول
(( اتمني لكي ليلة سعيده ))
والتفتت للخارج مغادرا فاغلق الباب خلفه واوصدة بالمفتاح جيدا ظلت تنظر في اثره وهي تفكر كم هو انسان بشع يفعل كل ذلك من اجل المال لتجد جاسم يخرج من مخبئه ينظر اليها ببؤس واستياء من والده قائلا
(( لا تقلقي ساساعدك واخرجك من هنا حتي ولو كلفني ذلك حياتي .))
كم تمنت بان يكون صادق معها ويساعدها للخروج من هنا تريد الفرار من هنا والده لحازم واخباره بما حدث وليحضر هو لها حقها نظرت له نظرة وكانها تساله اذا ما كان صادقا معها وفي مساعدتها ام لا ..
خرجت ساندي من غرفة العناية وقد تحسن وضعها قليلا وتم نقلها لغرفة عاديه اراد معاذ الذهاب اليها ورؤيتها ولكن والده رفض فرؤيتها له الان لن تكون في صالحها فهو اخر شخصا قد تريد ساندي ان تراه لا يعرف ما يفعله رافت فلقد اخبر الحرس الخاص به بالتقصي والبحث عن ابنته واخبر صديقا له لواء سابق ليجعل الامر سري حتي لا يوصل للمختطف بانه قد ابلغ الشرطة او اي شئ فكل ما يفعله بأنه يتعامل بشكل طبيعي حتي لا تنهار زوجته وابناءه اكثر من ذلك فيكفي ما حدث لساندي فهم لم يتخطؤ الامر بعد ذهب للمسجد وادي صلاته وظل يدعو لابنته ولساندي لكلهما ان يخرجوا من محنتهما وقد تساقطت دموعه فاغمض عينيه واخذ يدعوا كثيرا حتي شعر بإرتياح في صدره فما ان خرج من المسجد امسك هاتفه واتصل علي حازم يساله لعله توصل لشئ ما ليخبره حازم بانه لم يصل لاي شئ وان ذلك الرقم الذي تحدث منه ذلك الشخص ما زال مغلقا وعندما سال علي اية معلومات خاصة به لم يجد اي شئ خاص بتسجيل ذلك الرقم انهي المكالمة معه بعد ان اتفق معه علي اذا توصل احدا منهم لاي شئ يخبر الاخر ففعل نفس الشئ مع الحرس وصديقه اتصل يسألهم اذا ما كانوا اكتشفوا شيئا ام لا ليستنتج بان الجميع لم يصل لاي شئ قد يطمئنه علي ابنته ولكن ما يريح قلبه قليلا بان ذلك الشخص يريد المال وليست عدوة بينهما ظل يدعوا الله وهو في طريقه للمشفي مجددا ان تكون ابنته بخير وتعود اليه سالمه ما ان وصل الغرفة التي بها ساندي قرر الدخول ورؤيتها والتحدث معها قليلا حتي لا يجهدها ويتعبها اكثر فيكفيها ما مرت به علي مدار الساعات الماضية ..
فتح الباب ودخل الي الغرفة واغلقه خلفه ليجدها تنظر اليه بعينين منغلقتين بعض الشئ والكدمات تملئ وجهها وجسدها فقدماها قد كسرت ويداها ايضا غير النزيف الداخلي الذي توقف بإعجوبة كم يحمد الله ويشكره علي انقاذ حياتها اقترب منها ومال عليها يطبع قبلة علي جبينها لتسرع هي بالتحدث لتقول بتهته في الكلام
(( ارجوك اخبره ان يتركني في حالي فانا لم اعد اصلح لشئ ولن اعيش معه حتي لو كان خياري الاخر هو الموت فقلد فضلته عندما رفض فعلها اذا لم يريد رؤيتي اكررها مجددا حتي اموت اجعله يتركني .))
ربط رافت علي راسها ونزلت دمعة من طرف عيناه وهو يقول
(( اوعدك بانك لن تعودي اليه مجددا وستحصلين علي حريتك منه وانا من ساقف في وجهه واجعله يتركك لتعيشي حياتك كما تريدي .))
ثم لثم جبينها وابتعد عنها قليلا يهديها ابتسامة هادئه حزينه في الوقت ذاته فهي تعلم كم يحبها رافت وانه اذا ما وعد بشئ فسيفعله بالتأكيد ..
التفت رافت ليخرج حتي لا يطيل عليها في الحديث فالطبيب سمح بالزيارة ولكن اخبره بالا تتعدي الخمسة دقائق ما ان امسك بمقبض الباب حتي استمع لصوتها وهي تقول
(( اعلم بانني احبك واعتبرك في مثابة ابي ))
اجابه رافت قائلا
(( وانا ايضا احبك كثيرا فانتي ابنتي التي لم انجبها ))
ثم خرج رافت من الغرفة واخذ يبكي حاول التماسك ولكنه لم يستطيع ليقترب منه معاذ وهو يساله قائلا
(( هل هي بخير ))
طالعه والده بإذدراء ولكنه شفق علي حالته فشعره مبعثرا ووجه قد ذبل وظهر عليه علامات الحزن والالم ليؤمي له براسه وادار وجهه بعيدا عنه ..
في القبو كان جاسم يحاول ان يجد سبيلا للخروج من ذلك المكان ظل يبحث كثيرا ليصل لشئ يوصله للخروج توصل لباب في الجهة الاخري حاول كثيرا ان يفتحه ولكنه لم يستطيع فلقد كان مغلقا من الخارج نظر بإتجاه النافذة وهو يفكر بانها الحل الوحيد للخروج من هنا ولكنها مرتفعة جدا فاذا استطاع هو الخروج تلك الفتاة لم تستطيع ..
حاول ان يزيح تلك الاشياء ليقربها من النافذة ونجح في ذلك فاتجه اليها وفك وثائقها وسحبها معه بإتجاه النافذة حاول التسلق ليصل للنافذه وساعدها ايضا نظر للخارج فلم يري اي احد في الخارج فاشار اليها لتنتظر جلست علي النافذة بجواره تنظر للارض اسفلها فالمسافة مرتفعه فبالطبع لو نزلت من هنا ستتالم كثيرا ولربما تنكسر قدميها شعر جاسم بخوفها فحاول النزول هو وتشبث بالحائط حتي نزل للاسفل فوقف متخصرا يفكر في شئ يجلبها لها يساعدها في النزول وجد سلما في الحديقة مستندا علي شجرة فذهب وهو ينظر حوله حتي لا يراه احدا وجلبه ووضعه علي الحائط وطلب منها ان تحاول النزول نزلت ساندي ولكن قدمها خانتها وكانت ستسقط لولا ذراع جاسم التي لحقتها لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه ابتعدت عنه وقد احمرت وجنتيها حرجا فامسك بمعصمها واتجه ليخرج من البوابة الخارجيه للفيلا ..
خرج جاسم ومعه ساندي واخذ يركض وهو ممسكا بكفها فلم يجد اي سيارة اجره في الجوار ظل يركض حتي وصل لشارع رئيسي واوقف سيارة اجره ليجد من يمسك به من الخلف ويعيق حركته بينما ساندي امسك بها رجلين قويين البنيه من رجال والده اغمض عينيه وهو يلتفت ينظر لهؤلاء الرجال فأعطوا سائق الاجره بعض المال وطلبوا منه المغادرة ..