الجزء الثالث 3

وقفت ملك بخجل وسعادة تستمع لما يدور بين والدها وريان من خلف ستارة الممر المؤدي لغرفة أعداد الطعام حاملة بيديها الحامل الموضوع عليه أكواب القهوة بعدما أعدتها وكادت تذهب لتقديمها،  ولوهلة شعرت أنها ستعانق السماء فرحًا بعدما استشعرت حب ريان الكبير لها فمجيئه مرة أخرى لطلبها للزواج وأصراره على ذلك رغم رفض أبيها أكد جعلها متيقنة من ذلك، لكنها حزنت بشدة بعدما احتد الحوار بينهما وشاهدت غضب ريان الذي أخافها وتهديده لوالدها أشعرها بالحزن بعدما كانت في قمة سعادتها، لذا قررت أن تعاقب نفسها التي مالت له واحست ناحيته بأعجاب بعد أن نبض قلبها من أجله فور رؤيتها لصورته معلقة على جدار منزله حين ذهبت لهناك أثناء غيابة في مهمة لعمله حتى تهدي والدته طبق من حلوى (المهلبية) التي أعدته مع والدها، فوالدته منذ انتقالهم بجوارها وهى تهديهم من كل شيء تعده لذا طلب منها والدها الذهاب لها لكِ تعطيها الحلوى تقديرًا وأمتنانًا لها لما فعلته معهم من حسن استقبال وترحيب بهم عملًا لما قاله رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه من حقوق الجار على جاره، وظلت تقف أمام الصورة تطالعها بتفحص فقد نجح في لفت نظرها بوسامته وجاذبيته التي ذادت حين نظرت لعينيه البنية الحادة والتي تنطق بقوة صاحبها فنظرته الثاقبة في الصورة جعلتها لا تستطيع أن توقف النظر له بعدما جذبتها عيناه، جاءت والدته من غرفة أعداد الطعام بعدما طلبت منها الأنتظار قليلًا حتى تعود لها ووقفت رقية تطالعها بسعادة عند رؤيتها شاردة تطالع صورة ريان بأعجاب أرتسم على ملامحها، فأسرعت ملك تواري عينيها عنه بخجل عندما تنحنحت رقية لتشعرها بوجودها، فأسرعت تقدمه لها حتى تزيل عنها الحرج.

- دي صورة ريان أبني وزي ما باين لكِ في الصورة من البدلة اللي لابسها بيشتغل ظابط في الدخلية.

امأت ملك بخجل وقد أحمر وجهها وشع حرارة عالية جعلها تشعر بأرتفاع في درجة حرارة الهواء من حولها لذا أسرعت تحني وجهها أرضًا بحرج.

- ربنا يخليهولك يا طنط، بعد أذنك هامشي انا عشان متأخرش على بابا.

رفعت رقية يديها أمامها تعطيها طبق أخر غير الذي جاءت به.

- بصي بقى يا قمري بما أنك جبتيلي مهلبية من عمايل إيدك عشان أدوقها فلازم تاخدي طبق البسبوسة دا من عمايل إيدي بردو وتدوقيه عشان تقوليلي رأيك فيه بعد كدا ولو عجبك هعلمك أزاي تعمليها.

رفعت ملك كتفيها بتردد.

- لا يا طنط ملوش لزوم لأن انا عارفة أن كل حاجة حضرتك بتعمليها بتطلع حلوة قوي من إيدك.

لكن رقية هزت رأسها بنفي مصرة أن تعطيها الحلوى.

- شوفي بقى يا ملوكة لو مخدتيش بسبوستي مش هاخد مهلبيتك، قولتي أيه؟....... وانا بصراحة نفسي في المهلبية ينفع تخليني يبقى نفسي فيها وماكلهاش.

أمأت ملك بنفي ثم أخذت منها طبق الحلوى.

- لأ طبعًا يا حبيبتي لو أعرف أنك عايزة مهلبية كنت عملتها لحضرتك من زمان، وكمان هاخد البسبوسة عشان انا كمان نفسي فيها.

تفاجأت ملك بسحب رقية لها تحتويها بيديها وتضمها لصدرها تربت على ظهرها بحنو، في البداية شعرت ملك بالغرابة لأنها لم تتذوق عناق الأم قبل ذلك لكن سرعان ما ذابت في أحضانها بعدما أحست بصدق مشاعرها المحبة لها، ووجدت في عناقها الأحساس الذي لامس روحها وجعلها تشعر المعنى الحقيقي لعناق الأم، أغمضت ملك عينيها ووضعت رأسها على صدر رقية بصمت فقد كادت تبكِ فرحًا بعدما وجدت الحب والحنان التي لطالما حرمت منهما رغم محاولات والدها بتعويضها غياب والدتها لكن يبقى لكل من الأب والأم مكانًا في نفس طفلهما لا يعوضه الأخر مهما فعل أن غاب أحدهما وسيظل يعاني من عقدة نقصه تجاهه مهما حاول أظهار عكس ذلك أمام الجميع لأن من أصعب الجروح التي يصعب شفائها هى جروح الروح التي تظل ندوبها حية مهما حاولنا تضميدها ونسيان العرض الذي تسبب بحدوثها.

عادت ملك لحاضرها عندما وجدت والدها يزيح الستارة من أمامها وكاد يصطدم بها لولا رجوعها خطوة للخلف، فوقف يطالعها بتفحص حتى يستكشف رأيها فيما فعله ذلك المتهور.

- عجبك عمايل المجنون ده؟.

هزت ملك رأسها تنفي بخجل رضاها عما فعله.

- لأ طبعًا يا بابا مش عجبني ولو كنت أقدر كنت خرجت ووقفته عند حده، بس حضرتك عارف أني بتكسف أتكلم مع حد غريب عني.

أخذ والدها حامل القهوة من يدها بيد وضمها بالأخرى.

- لأ طبعًا انا مش عايزك يكون ليكِ كلام مع حد وانا أقدر أوقف أي حد عند حده بس انا عملت خاطر للست المحترمة والدته وللجيرة مش أكتر.

امأت له ملك متفهمة قوله.

- انا عارفة أن حضرتك تقدر توقفه بس انا اضيقت منه لما رفع صوته عليك وبدأ يهددك.

وعلى عكس ما توقعت ملك وجدت والدها يبتسم فتعحبت من ردة فعله وخطت خلفه بعدما أبتعد عنها وأمسك يدها يسحبها خلفه لغرفة المعيشة ثم ترك يدها وأشار لها تجلس بجوارة على الأريكة، فوجدته يضحك فزادت دهشتها منه.

- حضرتك بتضحك على أيه يا بابا؟.

توقف والدها عن الضحك ثم تنهد براحة يبرر لها سبب ضحكه.

- أصلك لو شوفتي ريان وهو عمال يهددني بعصبية تحسيه زي الطفل اللي بتبعديه عن أكتر حاجة بيحبها في حياته.

عقصت ملك حاجبيها بخجل ثم سرعان ما تملكت نفسها وهى تهز رأسها بغضب.

- بس دا ميدلوش الحق أنه يعمل اللي عمله ويرفع صوته على حضرتك.

هز والدها رأسه ينظر لأسفل متذكرًا ما فعله قبل خمسة وعشرين عامًا حين رفض جدها أن يزوجها والدتها بحجة أنها صغير فقد كانت حينها في عمر الثالثة عشر ولكن من يراها يعطيها عمر ما فوق السابعة عشر نظرًا لبلوغها في سن صغير، يومها أحتد كما فعل ريان وكاد ان يقتل جدها لأن حب والدتها قد تملك منه بعدما سحره جمالها الفاتن فملك تشبه والدتها لدرجة كبيرة، فعاد يرفع رأسه ينظر لها.

- اللي بيحب بجد يا ملك ممكن يهد الدنيا لو حد قرر يبعده عن حبيبه وريان شكله بيحبك بجد ومجنون في حبك كمان، لأن انا عملت زيه كدا يوم ما روحت أخطب مامتك وجدك رفض لأن وقتها كانت صغيرة جدًا كانت مكملتش تلتاشر سنة ساعتها بقيت أحلف لجدك أني هحافظ عليها وأخليها أسعد واحدة في الدنيا، لكن هو رفض بردو وأبتديت اتجنن وصوتي كان هيعلى لولا والدي الله يرحمه ويغفر له هو اللي شاور ليا أسكت وأبتدا يقنع أبوها انه يقرا معاه الفاتحة ونعمل خطوبة ونأجل الجواز سنة ولا أتنين زي ما يحب المهم أنه يوافق أننا نكون لبعض.

ربتت ملك على يد والدها بحب تبتسم له ثم سألته.

- لدرجادي كنت بتحب ماما؟.

أماء لها بشرود بعدما تلحف وجهه بالحزن فقد غاص في ذكرى أول مرة يراى فيها والدتها.

- كنت بحبها قوي لأن مامتك كانت جميلة قوي زيك كدا، أول مرة شوفتها فيها مكنتش مصدق أنها بشر عادية زينا اللي يشوفها يقول ملاك ماشي على الأرض رقة أيه وجمال أيه وجاذبية أيه، تخلي أي حد يعرفها ميقدرش يشوف واحدة تانية غيرها لأنها عاملة زي جنية الحكايات اللي ياما سمعنا عنها من اهلينا وأحنا صغار اللي يبص ليها مرة ميعرفش يشوف حد تاني لأنها بتسرق نظره ليها بس وتعمي عيونه عن غيرها ومهما حاولت غيرها تلفت نظره ليها بتفشل لأنه بيكون مسير في هواها ومسلوب الأرادة كمان.

ابتسمت ملك وضمت والدها بسعادة.

- ياه يا بابا معقولة في حد بيحب لدرجادي، حضرتك غلبت روميو في حبه لجوليت.

ضحك والدها وهو يهز رأسه مصدقًا قولها.

- روميو مين دا ولا كان يجي فيا حاجة، دا جدك خاف مني جدًا وعرف أنه لو رفض يجوزني بنته كنت هقتله فعلًا عشان كدا خاف وجوزها ليا بعد سنة خطوبة بس.

قهقت ملك وهى تهز رأسها بمكر.

- يا بابا يا جامد، مممم يعني على كدا بقى منلمش على ريان في اللي عمله لأنه شكله متيم هو كمان؟.

أمسكها والدها من أذنها برفق يشير لها بتوعد.

- منلمش عليه أه لكن نحن ليه ونحبه لأ مش وقته خالص فاهمة.

رفعت ملك يديها بأستسلام ثم مازحته قائلة.

- لا يا بابا أنت فهمتني غلط مين بس اللي جاب سيرة حب ولا حتى حنية ولا الكلام الفاضي ده، انا بس بلتمس له العذر بعد ما حكيت ليا عن مغامراتك في حب ماما وتهورك أنت كمان دا بس اللي أقصده، قلبك أبيض بقى يا عم الحاج وسيب وداني هتكبر من كتر مسك ليها.

ترك جلال أذنها وهويشير لها محذرًا.

- اوعى يا ملك تقفي معاه ولا تكلميه ولو روحتي عندهم هيكون في أضيق الحدود وفي الوقت اللي يكون هو فيه بره في شغله فاهمة.

أمأت له وهى تطمئنة أنها لن تفعلها مهما حدث.

- حاضر كلامك مقدرش أخالفه لأن أولًا حضرتك عارفني كويس و عارف أن أخلاقي متسمحش ليا إن إعمل كدا لأنك ربتني على أني معملش حاجة تغضب ربنا مهما يحصل ومهما كان السبب عظيم، وأن سمعة البنت وشرفها أهم من حياتها ذات نفسها ولو أتمسوا بكلمة وحداة وحد من الناس خد عنها فكرة وحشة فهيكون صعب عليها أنها تثبت عكس كده، ولازم البنت تحافظ على نفسها وكرامتها.

ثم زفرت بقوة وهى تربت على يد والدها تزيد من ثقته بها.

- متخافش يا حبيبي كل كلام ونصايحك وتوجهاتك ليا حطاهم حلقة في ودني وماشية عليهم، انا استحالة أعمل حاجة تزعلك أو تقلل من قيمتك أو قدرك قدام الناس.

ضمها جلال لصدره يقبل رأسها بحب وتقدير.

- حبيبتي ربنا يبارك ليا فيكِ ويحفظلك يا نور عيوني، متزعليش مني لأنك لو تعرفي انا بحبك قد أنتِ وأخوكِ هتعرفي أن بقولك كدا خوف عليكِ مش شك فيكِ ولا في أخلاقك يا عمري كله.

زفرت ملك وهى تريح رأسها على صدر والدها وشعورها بالأمان يزيد ويتعاظم بداخلها.

- لا يا بابا انا مش بزعل منك مهما يحصل بالعكس لأن انا عارفة حضرتك بتحبني وبتخاف عليا قد أيه وعارفة ان كلامك ليا من باب التوعية والنصيحة.

ربت جلال على ذراعها بحنو.

- ياريت كل البنات يكونوا في عقلك وتفهمك يا ملك مكنش هيكون في بنت تعمل حاجة غلط تقلل بيها من قيمة نفسها ولا من قيمة إهلها، ربنا يكملك بعقلك ويهديلك نفسك كمان وكمان يا بنتي.

انتبها جلال وملك لقدوم عمرو بعدما استمعا لصوت قفل باب المنزل الخارجي، وكاد أن يتخطاهما مارًا لغرفته فقد كان شاردًا و لم ينتبه لوجودهما سويًا في غرفة المعيشة، لكنه انتبه عندما سمع صوت والده يناديه فرجع خطوة كان قد تقدمها بعد مدخل الغرفة ودخل يلقى عليهما التحية.

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ردا جلال وملك السلام سويًا وهما متعحبان بعدما نظر له ووجدا الحزن يكسو وجهه.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ثم زفرة والده بضيق وهو يسأله عما به.

- أيه يا عمرو مالك؟....... أيه اللي حصل تاني خلاك عامل زي اللي ميت له ميت وحزين عليه كدا؟.

هز عمرو رأسه بنفي فقد مل من كثرة الشكوى من خطيبته التي تستنزفه مستغلة حبه لها وتعلقه بها منذ أن كان أصدقاء بالدراسة.

- مفيش حاجة حصلت يا بابا كل الحكاية أن انا مرهق شوية من الشغل وبعده بنطلع انا ومروة وبنفضل نلف كتير قوي على المحلات عشان نشتري اللي ناقص من الجهاز عشان نخلص منه بسرعة ونلحق نفرش الشقة قبل معاد الفرح.

شخص جلال نظره على أبنه غير مقتنع بما يبرر له حتى لا يعلم أحد السبب الحقيقي الذي جعله حزين بهذا الشكل.

- يعني أنت متأكد يا عمرو أن دا بس اللي مخليك بالشكل ده.

أماء له عمرو بشرود فيما حدث قبل قليل حيث تشاجرت معه مروة واتهمته بالبخل لأنه لم يبتاع لها أحدث أصدار من الهاتف المحمول الذي يتزين بتفاحة من الخلف، فقد طلبت منه شراءه لها بعدما أنتابتها مشاعر الغيرة من صديقتها التي أبتاعته لنفسها منذ أيام قليلة، كاد عمرو أن يجن بعدما علم أن ثمنه يتخطى الثلاثون الفً بعد أن ذهب ليبتاعه لها، لكنه رفض شراءه فهو عن نفسه لم يحمل يومًا هاتف بهذا الثمن لكي تحمله هى من ماله الخاص، ليس بخلًا منه ولا لأنه يملك المال لكن لأنه يرى أن الهاتف ما هو إلا وسيلة تواصل فقط يتساوى فيه الغالي بالرخيص بعد وقت قليل من استعماله، كما أنه من الكماليات التي يمكن أن نستغني عنها لأن حياتنا لن تتوقف أن لم نحمل هاتف بهذا ثمن الباهظ، لذا رفض شراءه مستحرمًا أن يدفع هذا القدر من المال في هاتف وهناك أبطن من الفقراء تنام دون عشاء لأنها لا تمتلك جنيهًا واحدًا ثمنًا لرغيف خبز تأكله، ثم أنه أحوج لكل قرش حاليًا لتجهيز منزلهما سويًا خاصة بعد أن رفض والدها شراء الجهاز الخاص بها وتكفل به عمرو ليس لأنه والدها فقير بل لأنه عرضّ عن مساعدته بعدما استشعر حبه لأبنته وأستغل هذه النقطة وطلب من مروة الضغط عليه لكي يرضخ ويوافق على تجهيز كل شيء، ثم أنه لم ينتظرها لتطلب منه هاتف فقد ابتاع لها بالفعل هاتف متميز عند قرأة فتحتهما يتخطى سعره السبعة الآلاف جنيه، لكنه تفاجأ بردة فعلها حيث قالت له بالحرف.

- يعني أنت مشترتش الأيفون فعلًا يا عمرو ولا أنت شكلك بتهزر معايا؟.

مسح عمرو وجهه مستغفرًا ربه ثم نظر لها بضيق.

- لأ يا مروة انا مبهزرش انا مشترتش التليفون فعلًا.

أحتدت نظراتها بغضب جم وصاحت به حتى جعلت من حولهما ينظرون عليهما.

- نعم يعني أيه مشترتوش، بقى انا أطلب منك حتة تليفون هدية وترفض تجيبه ليا.

اتسعت عين عمرو بغضب وأشار لها أن تخفض صوتها.

- أنتِ اتجننت أزاي تعلي صوتك عليا كدا وكمان في مكان عام، لو صوتك علي تاني انا قوم أمشي وأسيبك فاهمة.

لم تكترث مروة لتهديده وهزت رأسها بسخرية.

- ما تقوم تمشي فاكرني هخاف ولا هترعب.

ضغط عمرو على أسنانه بنفاذ صبر.

- متستفزنيش اكتر من كدا بقولك.

عقصت مروة حاجبيها بحزن كي تسترق قلبه كما تفعل دومًا معه عندما تريده أن يفعل لها ما تريد.

- أنت بجد كسرت قلبي يا عمرو مكنتش فكراك هتبخل عليا بالشكل ده.

هز عمرو رأسه بضيق.

- مش بخل يا مروة أنتِ عارفة تمن التليفون دا كام أربعة وتلاتين الف وستمية جنيه.

نظرت له بلامبلاة.

- وأيه يعني أنت مش فقير ومعاك قد تمن التليفون دا ميت مرة أنت بس اللي مستخسر فيا.

شخص نظره عليها متعجبًا.

- اه انا فعلا مش فقير بس واريا التزامات كتير تشطيب شقة وجهاز وفرش وقاعة وفرح، انا حاليا محتاج لكل قرش.

هزت رأسها بضيق.

- كل ما اقولك تشتري ليا حاجة تقولي نفس الكلام لما زهقت وقرفت، قهرتني وكسرت فرحتي يسوى أيه نهى صحبتي تجيبه وانا لأ.

اماء لها والغضب يتأمله منها لنكرانها كل ما يفعله من إجلها ثم أشار لها بلامبلاة.

- والله دا اللي عندي وأن كنت مش قادر على تمنه حاليًا خلي باباكِ يشتريهولك زي ما أبو نهى أشتراه ليها.

ضغطت على أسنانها بغيظ.

- هى بقت كدا يعني تمام، اسمعني كويس في اللي هقوله لو التليفون مجاش ليا بكرة اعتبر أن كل حاجة بنا أنتهت وملكش حاجة عندي، سلام.

ثم نهضت وغادرت الكافية وتركته يضرب نفسه مائة مرة على تركها تتحكم به بهذه الطريقة البشعة والمستغلة، عاد مش شروده ينظر لوالده.

- ايوه يا بابا مفيش غير كدا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي