الفصل 30

الفصل الثلاثون
في البداية بعتذر ع التأخير، بس دماغي مانت واقفة خالص، فبعتذر مرة تانية،
أسيبكم مع الفصل ويارب يعجبكم
" اللهم يامالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أصلح أحوالنا، واربط على قلوبنا"
كان يقف أمام المرآة يضع اللمسات الأخيرة على ثيابه مستعدا للذهاب، كانت تنظر له نظرات يملأها العشق، كانت تشعر أن حبه يزداد حبا كل يوم، تشعر أن الله يبث حبه بقلبها كل يوم يزداد عما قبله، ينظر لها بابتسامة في المرآة، يرى نظرات العشق تفيض من عينيها، يحمد الله على عوضه، ثم يقرر مشاكستها قليلا،
أحمد: هو انا شكلي حلو اوي كدة، ولا حضرتك معجبة..
كان يقترب منها بخطوات ثابتة والابتسامة تزين محياه، لتبادله نظرات الإعجاب بأخرى عاشقة،
نجلاء: أنا معجبة بس، لا أنا بحبك ولو في كلمة أكتر من بحبك كنت قلتها، إحساسي ملوش وصف ولا له حدود، وبعدين مين قالك انك حلو... إنت أحلى واحد في عنيا، ومش شايفة غيرك
يمسك يدها ويقبلها ، ثم ينظر داخل عينيها بحنان يفيض ألفة ورحمة،
أحمد : انتٍ الأحلى والأجمل، وأحن وأطيب إنسانة شفتها في حياتي، كل يوم بكتشف إن ربنا عوضه ليا ملوش حدود
نجلاء : طب كفاية كدة قوم روح نفذ الواجب بتاعك، عشان متتأخرش
ينهض مقبلا رأسها وغادرا لوجهته حتى ينهي هذا الأمر الذي يفعله مضطرا، مرت نصف ساعة وكان يترجل من سيارته أمام قسم الشرطة، كان ينتظره رفيقه أمام البوابة الخارجية،
أحمد: ازيك يا مروان، قلي كل حاجة خلصت!
يومئ برأسه بمعنى نعم، مروان: أيوة متقلقش كل حاجة خلصت متقلقش، بس انا بصراحة مكنتش مصدق إن نجلاء ممكن تاخد الخطوة دي، بصراحة بعد اللي حصل
أحمد: أنا اتصدمت بس بصراحة مبقتش عارف هي جواها ايه، نجلاء حالة نادرة أو يمكن ربنا بيحبها اوي زرع الطيبة دي فقلبها، بس المهم قلي هي ماتت ازاي!
مروان : البنتين اللي كانت مأجراهم عشان تأذي نجلاء، كانت بتتعنتظ عليهم بالكلام، وعرفت انها تطاولت عليهم ، فقاموا فضلوا يضربوا فيها لحد مافي لحظة قطعت النفس، الدكتور بيقول إن الضلوع بتاعتها اتكسرت وفي ضلع ضغط على القلب فماتت، وفي حاجة كمان، البنتين دول بيقولوا إنها كانت بتتفق معاهم يخرجوها ويشيلوا هما كل القضية، عشان كانت ناوية على إنها تخرج وتحاول توقعك وتفرق بينك وبين نجلاء، بس اختلفوا مع بعض ولما تطاولت عليهم حصل اللي حصل
أحمد: نهاية بشعة هي اللي عملتها بايدها، ربنا يرحمها،يلا بينا عشان نخلص من الموضوع ده، عشان انا بدأت أقرف منها، واستخسر فيها حتى الرحمة، حتى وهي في حالتها كانت بتخطط تأذينا تاني، إيه كمية الشر ده
انتهوا من هذه المهمة الثقيلة على قلوبهم، ليغادر بعدها عائدا لملاذه الآمن، وسط عائلته الصغيرة مستمتعا بكل خطوة بحياته مع عائلته الجميلة، ليأتيه اتصال هاتفي من الطبيب المتابع لحالة صغاره، أخبره أنهم أصبحوا على خير مايرام، وعليه القدوم لأخذهم للمنزل، ليقرر مفاجأتها بقدومه ومعه أطفالهم وثمرة حبهم الذي توجه الله جل وعلى به، لتكون الفرحة العارمة تعم المكان، وبدلا من الخزن الذي كان يطغى عليهم أصبحت الضحكة والفرحة تملأ قلوبهم .

" الكراهية والأمراض لمل تصيب القلوب بتقضي علي صاحبها، بيقضل يظلم ويتجبر وميعرفش إن ربنا موجود، بس إن ربك بالمرصاد، " يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" "
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
كانت الفتيات يحلسن جميعا مع جدتهم وزوجة خالهم، مان يجلسون في المكان المميز خلف المنزل، مكان والدتهم المفضل، كانوا متلهفين ليعرفوا كثيرا عن والدتهم وعن طباعها، ظلت جدتهم تحكي لهم عن خصال كلا من والدتهم وخالتهم، ليظلوا يستمعون لها بتركيز شديد،
الجدة: حنين كانت طيبة بزيادة ومجنونة حبتين، كانت شبه هنا اوي حتى في طريقة كلامها، كانت بتفكر بعقلها اه بس عواطفها كانت بتتحكم فيها، وكانت حبيبة ابوها، مكنش بيتحمل عنها حاجة، بس الفراق اتكتب علينا فراقها، كانت بتحب تقعد هنا على طول، ودايما بتحب القراية اوي، حتى كتبها اللي كانت بتقراها حسن احتفظ بيها في مكتبة صغيرة موجودين هناك اهه
كانت تشير نحو صندوق خشبي به مقبض صغير، يحتوي على مجموعة كتب مرتبة بانتظام، اتحهت الفتاتان نحوها لتلتقط كلا منهما كتابا تقلب بصفحاته،
كانا ينظران نحوهما بنظرات تحمل حب الطفولة الذي عاد ينبض من جديد، عادا ينظران لبعضهما البعض متذكرين حديثهم ليلة أمس، حديث أوضح كافة مشاعرهم وأصبحوا كما كانوا بالماضي أفضل الأصدقاء...
" بعد دخولهم الغرفة المعدة لهم لبقائهم سويا، كان يجلس بهدوء جعل القلق ينهش قلبه من هدوءه الغريب هذا، ليقرر سؤاله عما ألم به،
سليم: ماك يا محمد! شكلك مش طبيعي! من قبل منيجي هنا وانت متغير! في حاجة حد زعلك أو ضايقك!
ظل ينظر له بنظرات تحمل من القلق والهم مايكفيه، ظل ساكنا قليلا ليقرر إخراج ما بقلبه دفعة واحدة،
محمد : أنا خايف وتعبان يا سليم، خايف على أختي وقلقان من وضعنا اللي اتغير بين يوم وليلة، أنا مش عارف احنا هنعيش ازاي بعد كدة، أنا مش هنكر إني فرحان بس في نفس الوقت قلقان، أنا مش هعرف الف وادور الموضوع اللي أحمد فتحه معانا من يومين قلقني.. أنا افتكرته لكن كنا أطفال، مش عارف الوضع دلوقتي ايه، أنا صحيح خطبت لكن عمري محسيت بأي مشاعر ناخيتها، كنت حاسس انه حاجة مفروضة لأن كان جوايا حاجة بتقول إن مشاعري مش ملك الإنسانة دي، لكن أنا دلوقتي مبقتش عارف حاجة، وانت أكيد اتعرفت على بنت عجبتك وهتخطبها و...
يقطع حديثه مسرعا، سليم: لأ والله محصلش... يدرك ذلته متداركا لكنه يقرر إخراج مشاعره لرفيقه حتى ينال راحته، محمد هتصدقني لو قلت لك إن طول حياتي وانا جوايا يقين إن قلبي مش ملكي، في بنات كتير كانت بتحاول معايا بس كنت بستعين بربنا إنه يحميني من شيطاني، وكمان كنت خايف على اخواتي إن ربنا يعاقبني فيهم، والموضوع اللي قلقك ده مفيش له داعي، انا كنت هكلمك فيه لأني هتشرف إن رؤى تكون مراتي، ده لو مفيش عندك مانع
محمد : انت متأكد ولا بتقول كدة تطمني!
سليم : يا ابني انت غاوي تقلق نفسك بنفسك، يا صاحبي كل الأمور اللي بتحصل ربنا اللي كتبها لينا، وبعدين بعد إذنك يعني خطوبتنا مستمرة من زمان، وبعدين أنا مصر على الخطوبة ومش هتنازل عنها، متفكرش إن الأمور اللي حصلت زمان شغل أطفال، بس أنا كنت مدرك أنا عاوز ايه، وحتى لو اللي حصل زمان كان شغل أطفال فأنا بأكد طلبي ده من تاني، أنا عاوز اخطب رؤى منك لكن انا كنت مستني بس الأمور تستقر، بس يلا اهي المناسبة جت، وبعدين انت أخويا اللي غاب عني ودلوقتي رجعت ليا عشان الاقي نصي التاني
محمد: وانا كنت دايما حاسس بحاجة ناقصة، مكنش في صاحب قدر ياخد مكانك، زي ميكون في حاجة ناقصة جوايا، زي مكون بالفعل مفتقدك، بس بالنسبة لهنا فأنا مش هقدر أفرض عليها وضع ممكن تكون مش مرتاحة فيه، وممكن تكون يعني معجبة بحد و...
سليم بمقاطعة: إوعى تكمل هنا مش كدة خالص وعمرها مفكرت كدة، دايما كانت بتقف لأي حد يحاول يقرب منها أو يتجاوز حدوده معاها، وانا كنت دايما اقول لها أنا براعي ربنا في معاملتي عشان ربنا يحفظك، وكانت ترد عليا إنها بتهاف ربنا يزعل منها، هنا أطيب مما تخيل
محمد : عارف على فكرة باين عليها من طريقتها، يعني عفوية بزيادة و...
سليم بخبث: اه وايه كمان كمل كمل يا حبيبي وايه كمان هنا ايه..
يضربه بالوسادة الموجودة لجواره وينتهي الشجار بالضحك المرح بينهم"
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍

كانت الفتيات يجلسن بجوار بعضهن والضحكة ترسم على وجوههم، كان خالهم قد عاد من الخارج ويجلس لجوارهم يحتضنهم ويتسامر معهم، لتأتي له طفلته بعبوس مرح، تربع ساعديها نافخة خديها، لينظر لها بخوف من مظهرها هذا،
تنظر الفتيات نحو الصغيرة الذي ترسم على وجهها علامات التذمر البريئة، وغيرتها من جلوسهم مع والدها،
لتأتي عمتها من خلفها تحملها وتقبلها،
فاطمة: زعلانة ليه يا حنونة ، وبوز البطة ده ليه يا حبيبة عمتوا،
تختم حديثها وهي تقبلها من خدها، لكن الصغيرة لازالت على عبوسها، يندفع لها والدها محتضنا إياها ومقبلا خديها، لتتعلق الصغيرة بعنق والدها، تنهال الضحكات على رد فعل الصغيرة،
حنين : بابا انت قاعد معاهم وسيبتني لوحدي، وهما بس اللي قعدين جنبك
تندفع رؤى نحوها رابتة على ظهرها: ازاي بس يا حنون احنا نقدر نسيبك لوحدك، ده انتي عسولة خالص، وبعدين بقي انتِ اللي سيبتيني لوحدنا ورحتي تلعبي مع صحابك
تنظر لها الصغيرة بملامح تحمل الصدق، فقد ذهبت للعب مع الصغيرات أمام المنزل، لتأخذ هنا الصغيرة من بين بدي والدها وهي تقوم بدغدغتها، لتفجر الصغيرة ضحكا،
هنا : تعالي ليا يا بسكوتاية انتي وانتي مقلبظة كدة وعسولة، لتنطلق ضحكات الصغيرة الفرحة بعدما عادت إليها ضحكت
البريئة
حنين بضحكات عالية: خلاص أنا أصلا بحبكم اوي بس مش تاخدوا مني بابا
هنا : مش ناخد بابا، احنا هناخدك انتي نلعب بكي
رؤى: طب تعالي بقي نلعب بيكي شوية يا حنون
كانت تقف لجوار والدتها وأخيها ينظرون بفرحة كبيرة لتجمع عائلتهم بعد كل هذه السنوات، لتنظر لأخيها بابتسامة فرحة لرؤيته بجوارها مرة أخرى، والدها ووالدتها يجلسون بفرحة عارمة لتجمعهم حولهم، زوجها يقف براحة لوجود أبناء أخيه لأحضانه، ظلت تدعوا الله حتى تستمر سعادتهم، ولا يعكر صفو حياتهم مرة أخرى
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
كانت تنتظر عودتهم من السفر حتى يساعدوها في انتقاء ثيابها، خطوة البداية كانت عن طريق تغير نظام ثيابها، أخذت ثيابها القديمة ووضعتها في حقائب لتتخلص منها، لكن ثيابها التي استعارتهم من رؤى يحب عليها إعادتهم، لتقرر محادثتهم على الهاتف وطلب المساعدة منهم، ظلوا معها طوال فترة شرائها على الهاتف يساعدوها في انتقاء بعض الثياب لحين عودتهم ومساعدتها بكافة الأمور،
ولكن صدمتها عندما عادت لمنزلها ووجدت ووالدتها ترتدي كامل زينتها وتستعد للخروج، سأمت من الحديث معها، وسأمت من جعلها تهتم بأمورها، ألقت عليها نظرة عابرة فهذه هي عادة والدتها ولن تتغير، تنظر لها ثم تتجاوزها في طريقها لغرفتها،
تتعجب والدتها من فعلها هذا، لتتوجه نحوها مقررة سؤالها،
شمس : مالك يا جنى انتِ لسة زي مانتي بحالتك دي!
تنظر لها نظرة تحمل كما كافيا من السخرية،
جنى: حالتي دي! لا حالتي دي هفضل عليها على طول بأمر الله، هفضل اطلب من ربنا يهديني ويثبتني على الطريق الصح، حالتي اللي كنت فيها فقت منها، كان نفسي الاقي أمي اللي اترمي في حضنها واحكي عن وجعي معاها عشان تخفف عني، بس اللي دلتني لبر الأمان كانت الوحيدة اللي كنت فاكراها عدوتي، هي اللي خدتني فحضنها وطبطبت عليا
تنظر لها بصدمة وسخرية من حديثها هذا،
شمس : بلاش هبل وكلام عبيط، انتي ايه اللي عاملاه فنفسك ده، وإيه الهدوم دي، قومي اقلعي الهدوم الواسعة دي والبسي طقم شيك من عندك وتعالي معايا عند بيت نادر الحفلة هناك النهاردة، خليكي تقضي يوم حلو، وبعدين بنت مين دي!
جنى: ايه اللي حضرتك بتقوليه ده، وبعدين انا مش عاوزة نادر ولا غيره، أنا عاوزة افضل مع ربنا مش مع حد، ولبسي ده انا حاباه وهفضل بيه، البنت دي بقي انا كنت فاكراها عدوتي، بس طلعت هي بر النجاة ليا، هي اللي طبطبت عليا وخدتني فحضنها في عز انهياري
هنا طغت العصبية على ملامحها، لتتسائل عن هذه الفتاة مرة أخرى،
شمس : جنى بقول لك مين دي واسمها ايه؟
جنى: اسمها رؤى
شمس : انتِ هتنقطيني اسمها ايه بالكامل؟
جنى : حضرتك عاوزة تعرفي اسمها ليه يا ماما! هي معملتش معايا حاجة وحشة!
شمس: عملت أو معملتش اسمها ايه!
جنى: رؤى محمود الألفي...
هنا اعتلت ملامح الصدمة وجهها، كيف هذا؟
شمس : انتي انتِ قلتي مين!
تعجب شديد ظهر على ملامحها وهي ترى ردة فعل والدتها، هل مانت تعرفها من قبل أم ماذا؟!
جنى: هو حضرتك تعرفيها! ردة فعل حضرتك غريبة!
شمس : هي أهلها عايشين ؟
جنى: لأ والدها ووالدتها متوفيين، هي كانت عايشة مع اخوها بس أهلها رجعوهم وهيعيشوا معاهم تاني، بس هي دلوقتي معاهم في الأقصر بيختفلوا برجوعهم لهم تاني، بعد ما اقترقوا عنهم بعد موت باباهم ومامتهم
صدمة اختلت ملامحها جعلت بؤبؤ عينيها تتسع حتى كادت تخرج من محجرها، لتندفع بعدها والدتها خارج المنزل كأن أحدهم يطاردها
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍

انتهي الفصل واسفة للتأخير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي