الجزء الثاني 2

لاحظ اصدقاء ريان بالعمل شروده معظم الوقت وهذا ليس من صفاته بل عاهدوه دوم متيقظًا ومنتبهًا لأدق التفاصيل فأخذهم فضولهم لمعرفة ما ألمَ به وشغل باله لهذه الدرجة، لكنه كان عنيد يصعب الوصول لأسراره ما لم يبدي هو بها، فهو بالنسبة لهم كا بئر عميق لا يمكن لأحد أن يدرك قاعه، فذكائه الحاد يمكنه من النجاح في التلون بالغموض وكتمان أموره الخاصة لدرجة تعجز الجميع عن معرفة ما يدور بخلده مهما حاولوا قرأة أفكار أو سبر أغواره، ظل ريان في صراع كبير يحارب ويجاهد قلبه حتى يوقفه عن المضي قدمًا في عشق تلك الفتاة والتي يراها صغيرة بالنسبة له لأنه يكبرها بعشرة أعوام، فقد استطاعت برقتها خطف أنفاسه والأستحواذ على قلبه و أحاسيسه التي كانت قبلها جافة وقاسية وبقى يقاوم ويقاوم حتى فشلت مقاومته وتملك الغضب حين خرا صريعًا في هواها وصرخ على نفسه بغيظ يوبخها عندما عجز أن يوقف عقله عن التفكير بها.

هى لم تبادر له بأي فعل حتى يلقي لومه عليها، بل عيناه حدتان النظر هما من تسببت له بذلك الأسر فمنذ أن رأها ووجد نفسه مفقودٍ في فلكها وأصبح كا الذي يدور في دائرة لا نهاية لها حتى تعب وخارة قواه وأنهارت قوة تحمله، فتلك الرقيقة الخجولة البسيطة تجعل من يراها يقسم أنه لم يرى قبلها أنثى ولن تأتي بعدها أنثى تستطيع أن تنافسها جمالًا ورقة، وتزداد نيران قلبه اشتعالًا كل يوم عن سابقه عندما يخبره حارس بنايتهم بعدما كلفه بمراقبتها وأستقصاء أخبارها له أن هناك الكثير ممن جاءوا هائمين يتقدمون لوالدها لطلبها للزواج، مما دفعه لأعطاء الحارس المزيد من المال لكي يصرف من يأتي راغبين في زواجها أو يسأل عنها مستفسرًا أن استطاع فعل ذلك دون أثارة فوضى من حوله في المكان، ثم عزم  على التقدم لخطبتها خاصة بعد نجاحها في الشهادة الثانوية مع وعده لوالدها بتركها تكمل تعليمها الجامعي حتى لا يتهذها حجة ويعترض على طلبه بالزواج منها، في بداية الأمر أرسل ريان والدته أولًا كي تمهد له الأمر مع أبيها وعندما رجعت تخبره برفضه بحجة أن أبنته مازالت صغيرة ثار جنونه وود لو قتله خنقًا بيديه، لكنه هدأ نفسه متريثًا فهو لن يفقد الأمل من أول مرة في أن يجعلها ملكً له حتى وأن وصل به الأمر لخطفها الزواج منها رغم أنف أبيها، وقرر مقابلة والدها بنفسه والتحدث معه ومحاولة أقناعه بقبول طلبه للزواج من أبنته، وفي مساء أحد الأيام ذهب لمنزلها يطرق بابها وحين فتحت له ملك وقف أمامها بصمت يتأملها بحب وأعجاب نضح على وجهه بينما قلبه يخفق بسعادة لرؤيتها أخيرًا، فخجلت من تفحصه له وأخفضت ناظريها أرضًا وهى تهمهم بصوت منخفض.

- خير حضرتك عايز حاجة؟.

لكنه مازال مغيبًا في سحرها فرد عليها بتيه.

- هه بتقولي أيه؟.

فرفعت رأسها تعيد سؤالها مرة أخرى.

- بقول لحضرتك عايز حاجة؟.

هز رأسه بأبتسامة أسرة جعلتها ترتبك عندما نبض قلبها بسببها.

- أه عايز أقابل باباكِ ممكن؟.

أمأت وأسرعت تختفي قبل أن يزيد خجلها.

- حاضر ثواني وهديله خبر، بس أقوله مين؟.

اسبل عينيه على خاصتها متيمًا بزرقتهما الفاتنة.

- الرائد ريان صبري جاركم.

اشتد وجيب قلبها وصخب بشدة جعل وجهها يتلون بالدماء حتى صارت مثل حبات الفراولة، ودخلت لوالدها تخبره أن هناك من يريد مقابلته، فنهض والدها من جلسته في قرأة الجرائد وطلب منها دخول غرفتها لحين أنتهاء زيارة ضيفه ثم توجه لبابهم يستقبله مرحبًا به يشير له ناحية غرفة الضيوف لكي يجالسه بها.

تنحنح ريان مجليًا حلقه.

- أحم أحم، أزيك حضرتك يا عمي؟.

أمأ جلال له برفق وعلى وجهه ابتسامة عذبة.

- الحمدلله بخير يا أبني، أخبارك أنت أيه؟.

نظر ريان له بثقة وهدوء.

- الحمدلله تمام يا عمي.

ثم زفر مخرجًا ضيق أنفاس جثمت على صدره.

- انا أسف أني جيت من غير ميعاد سابق بس حقيقي مقدرتش استنى أكتر من كده لأن أحتمال كبير أسافر خلال الأيام الجاية، فقلت أننا جيران وفي حكم الأهل ودا اللي خلاني أجي ليكم النهاردة.

ربت جلال على فخذه بود.

- متقولش كدا يا أبني دا أنت زي عمرو أبني وبصراحة أنتم ناس محترمين وكلكم واجب كفاية استقبال الست الوالدة لينا ساعة ما نقلنا هنا.

أبتسم ريان بتحفظ و أمأ برفق.

- ودا عشمي يا عمي، واسمح ليا أن أدخل في الموضوع اللي جيت عشانه.

أشار جلال له بيده.

- قبل ما تبدأ في أي حاجة تحب تشرب أيه الأول؟.

هز ريان رأسه بنفي.

- ملوش لزوم انا مش غريب ولو عايز أشرب حاجة هطلبها من حضرتك بدون كسوف.

نهض جلال من جلسته معترضًا على رفضه.

- أبدًا يا ريان يا أبني لازم تشرب حاجة انا هخلي ملوكة تعمل لينا عصير أو قهوة.

اشار له ريان يخبره برغبته أن كان مصرًا على تضيفه.

- خلاص يا عمي خليها قهوة لو سمحت.

ابتسم جلال بود وهو يتوجه ناحية الباب.

- ماشي دقيقة بس هقول لملك وأرجعلك تاني.

ثم عاد لجلسته مرة أخرى يستمع لما جاء ريان لأجله والذي قد خمنه ببديهته قبل أن يخبره به، ثم اشار له أن يبدأ حديثه.

- اتفضل قول يا أبني اللي أنت جيت عشانه.

استجمع ريان نفسه وهو يسترسل في الكلام.

- انا كنت طلبت من ماما تيجي لحضرتك وتمهد الموضوع ليا وتطلب إيد الأنسة ملك بنتك، بس أنت رفضت وانا جاي النهاردة أعيد طلبي تاني وعايز أعرف السبب اللي خلاك ترفض طلبي.

زفر جلال بقوة ثم هز رأسه بقلة حيلة.

- والله يا ريان يا أبني انا مرفضتش شخصك أنت.

فنظر ريان له متعجبًا.

- مش فاهم حضرتك تقصد أيه؟.

رفع جلال يده يمسح وجهه ثم نظر له موضحًا.

- انا لما برفض اي عريس يجي لملك برفض مبدأ الجواز نفسه لأن بنتي لسه صغيرة ومتقدرش تشيل مسؤولية بيت وأسرة وضيف على ده كمان مسؤولية تعليمها، وهى هشة وضعيفة مش قد الحمل الكبير دا كله عليها.

شخص ريان نظره عليه.

-طيب ولو قولت لحضرتك ووعدتك أني هخليها تكمل تعليمها ومش هحملها اي مسؤولية لغاية ما تخلص تعليم وتكون جاهزة نفسيًا ليها.

اغمض جلال عينيه ثم هز رأسه يستصعب ما سيقوله.

- اسمعني يا أبني كويس وحاول تفهمني وتقدر موقفي، انا مقصدش أن أقولك لأ بس فعلا بنتي لسه طفلة وفي حاجات كتير خاصة بالحياة الزوجية هى متدركهاش ولسه عايزة تدريب كتير عليها، انا عارف أن انا أتأخرت في تعليمها وتفهمها بس كنت جاهل عنها بصراحة ودا يرجع لأن راجل مكنتش واخد بالي من ضرورة وأهمية ده يمكن لو كانت أم عمرو موجودة كانت بدأت بده من زمان، فانا مش عايز استعجل على بنتي وأجوزها وترجع تفشل لا قدر الله في حياتها الزوجية وألاقيها أطلقت من قبل ما تبدأ حياتها.

زفر ريان بملل بعدما استمع له ولم يقنعه ما برره لرفض طلبه، ثم تحدث له بهدوء.

- ممكن تسمعني يا عمي زب ما سمعت حضرتك.

أمأ له جلال ثم أشار له بالتحدث.

- أه طبعًا يا أبني أتفضل قول عايز أيه.

استجمع ريان نفسه ثم أفضى بما يريد قوله.

- انا عارف أن ملك لسه صغيرة ومش مدركة لحاجات  خاصة بمسؤوليات الحياة بصفة عامة، بس كمان هى مش أول واحدة هتتجوز صغيرة ياما بنات قبل منها اتجوزوا أصغر من سنها ده وقدروا يفتحوا بيت وكونوا أسر، وانا بوعد حضرتك أن هكون جنبها وهخلي بالي عليها وكمان ماما موجودة هخليها هى كمان تعرفها وتعلمها كأم ليها بالظبط كل حاجة تخص الزواج والبيت.

لم يقتنع جلال بما قاله ريان وأصر على رفضه.

- والله يا ريان كلامك حلو وكل حاجة بس انا أسف أن أقولك انا مش موافق على جواز بنتي في السن دا مهما كانت المغريات والمميزات، دا عهد خدته على نفسي أن بنتي تكمل تعليمها كله في الأول وبعدين أبقى أفكر في موضوع جوازها.

أحتدت نظرات ريان بضيق.

- دا أخر كلام عندك يا عمي؟.

أمأ له جلال مؤكدا ثباته على ما قال.

- أيوه يا أبني ومتزعلش مني بس انا مش موافق على طلبك.

وقف ريان يغلق زر سترته بغضب.

- طيب في كلمتين حابب أقولهم قبل ما أمشي، اولا انا هعتبر نفسي مسمعتش حاجة من اللي قولته، ثانيا  بقى مش انا اللي أترفض تمام انا غير أي حد، ثالثًا ودا الأهم انا هيتجوز بنتك سواء قبلت أو رفضت وكمان هيكون قريب جدًا، ياريت تراجع نفسك وخلي الجوازة دي تتم في وجودك بدل ما تتم فب غيابك، انا عملت اللي عليا ونبهتك وياريت تفكر في كلامي دا كويس.

نظر جلال له مندهشًا من غروره وعجرفته وتعالي في الحديث معه.

- والله يا أبني انا اللي هعتبر نفسي مسمعتش حاجة، وفي مثل بيقول أعلى ما في خيلك أركبه تمام، وبعدين ايه الغرور والعظمة اللي راكبينك دول أحنا كلنا قدام ربنا سواسية مفيش حد أحسن من حد الإ بالتقوى والعمل الصالح، وكون أن انا رفضت طلبك دا ميقللش من شخصك ولا منك لأن قولتلك سبب رفضي أيه وانت اللي مش عايز تقتنع بيه.

أحتدت نبرة ريان بغضب وأشار له محذرًا.

- انا محدش يقدر يقلل مني لأن عندي استعداد أنسف اللي يستجرا أنه يفكر بس يعملها، وانا بقولها وفي وشك بنتك مش هتكون لحد غيري فاهم.

صمت جلال وهو ينظر أرضًا يفكر بكلام ريان وتهديده المبطن.

- طيب اسمعني أنت بقى كويس وأفهم اللي هقوله انا معنديش بنات للجواز ودا قراري النهائي وياريت تشيل بنتي من دماغك خالص لأن استحالة هوافق عليك حتى لو كنت أخر راجل في الدنيا لأن مأمنش عليها مع واحد مغرور ومتكبر زيك.

تشبعت نظرات ريان بالبرود وهو يتجه لباب الخروج.

- هنشوف مين اللي كلامه هيمشي في الأخر وبقولها ليك تاني بنتك مش هتكون لحد غيري ولو فكرت أنك تجوزها لغيري يبقى بتفتح على نفسك طاقة جهنم، وبردو هتجوزها حتى لو غصب عنك.

ثم استدار ينظر له بضيق.

- وانا لا مغرور ولا متكبر انا واحد واثق من نفسه لأني مبعملش حاجة غلط.

أحتدت نبرة جلال وهو يشير له بغضب.

- واللي أنت بتعمله وبتقوله دلوقتي دا صح، جاي عايز تتجوز بنتي بالعافية وغصب عني وكمان بتهددني.

تمالك ريان نفسه وهو يبرر فعلته.

- أنت اللي أضطرتني أعمل ده بعد أصرارك على الرفض، ولأخر مرة هقولها تاني بنتك مش هتكون لحد غيري ودا أحسن ليك وليها.

القى ريان كلماته المحذرة التي يبطنها تهديد صريح ثم غادر دون أن يعطى لجلال المجال للرد عليه وتركه متعجبًا ومندهشًا من ذلك المتهور الذي جاء لمنزله مهددًا إياه بكل غرور.

رجع ريان لمنزله والدماء تغلي بعروقه دخل رأسًا لغرفته وانتزع ملابسه من على جسده بعصبيه مفرطة وأرتدى بنطال رياضي أسود وبقى عاري الصدر ثم ضبط وضعية الجري السريع على جهاز المشي الرياضي ووقف عليه يعدو كي يخرج غضبه فيه ظل هكذا لأكثر من نصف ساعة حتى تساقطت حبات عرقه عن جبينه وازدات وتيرة أنفاسه، دخلت والدته حتى تعلم ما حدث معه جعله يغضب إلى هذا الحد فهى تعلم انه لا يصل إلى هذه الوحدة من الغضب الإ إذا كان السبب عظيم، وقفت بجواره صامته حتى ينتهي لتستطيع التحدث معه، وعندما لاحظ ريان وقوفها بجواره قلل من سرعة الجهاز حتى أوقفه ونزل من عليه يلتقط منشفته القطنية يجفف بها وجهه وصدره ثم ذهب ناحية الأريكة وجلس عليها، جاورته والدته جلسته وبادرت تسأله عما حدث معه.

- مالك يا ريان في حاجة زعلتك يا حبيبي؟.

رفع ريان وجهه ينظر لأمه بسكون.

- متشغليش بالك يا ماما انا كويس ومفيش فيا حاجة.

هزت رأسها بنفي ووضعت يدها على ذراعه.

- لأ فيه حاجة وحاجة كبيرة كمان اللي خلتك تقف على المشاية وتجري بالسرعة دي الوقت دا كله عشان تفرغ غضبك بدل ما تنفجر وتعمل جناية.

زفر ريان بضيق بعد أن عاد سيناريو ما حدث يدور في عقله مرة أخرى.

- كنت عند الأستاذ جلال جارنا وخرجني عن شعوري ولولا مسكت نفسي عشان خاطر ملك كنت خنقته بأيديه.

ارتسمت الدهشة والتعجب على ملامح والدته بعد أن تفاجأت بذهاب أبنها لبيت الرجل الذي رفض أن يزوجه أبنته.

- وأنت أيه اللي وداك هناك يا حبيبي بعد ما رفض طلبك بجواز بنته؟.

مسح ريان على وجهه بقوة كي يقلل من حدة عصبيته وغضبة.

- هقولك روحت ليه، بس والله لخليه يندم على كل اللي حصل.

سرد ريان على والدته ما حدث بينه وبين والد محبوبته التي عشقها من أول نظرة، وبعد أنتهائه وجد والدته تضع يدها على فمها والصدمة تحتل ملامحها، عقص ريان حاجبيه بحيرة وسأل والدته عما أصابها.

- أيه ماما مالك في أيه؟.

أنزلت رقية يدها ونظرت له تهز رأسها بضيق.

- بتسأل مالي يا ريان، مش عارف مالي؟.

هز ريان رأسه بحيرة.

- وهعرف منين يا ماما هو انا ساحر عشان أعرف مالك من غير ما تقولي.

زفرت رقية بغضب وهى تشير له.

- عايز تعرف مالي هقولك أني مصدومة من اللي روحت هببته، أنت أيه هتفضل طول عمرك متهور ومعندكش كنترول على أعصابك.

أنتفض ريان من جلسته بغضب ثم صاح يشيح بيديه.

- كنتِ عايزانى أعمله أيه أترجاه ولا أحيله بعد ما عرضت عليه أكتر من حل يريحه وبردو رفض.

ضربت رقية يديها ببعضهما وهى تأنبة.

- يا أبني الراجل مش عايز يجوز بنته عشان لسه صغيرة وخايف عليها، تقوم بدل ما تثبت له أنك حليم وصبور ولو خدت بنته هتشيلها جوه عينيك تقوم تروح تفرد عضلاتك عليه و تزعق له في بيته وتهدده كمان، ابقى قابلني لو وافق بعد كدا، وبصراحة هيكون عنده حق أنه يرفض يجوزهالك خالص.

نظر لها بتحدي ثم قال متوعدًا إياه.

- ميقدرش وانا ليا طرقي اللي هتخليه يجيلي راكع ويقولي أرجوك أتجوز بنتي.

هزت رقية رأسها بنفاذ صبر بعد أن طفح بها الكيل من أفعال أبنها المتهورة، ثم نهضت من جلستها هى الأخرى متجه لخارج غرفته، لكنها وقفت وأستدارت تحذره.

- هتفضل طول عمرك متهور ومعندكش صبر ومفكر الدنيا اتخلقت عشانك، بس انا بقولها ليك للمرة المليون راجع نفسك وحاول تهدأ وتفكر بعقلك قبل ما تلاقي نفسك ضعت بسبب تهورك وجنونك، ويكون في علمك لو جيت جنب الراجل المحترم دا ولا عملت له حاجة هو أو أي حد من ولاده هحرمك على نفسي وهموت وانا غضبانة عليك، عارف ليه لأن دا جارنا والنبي صلّى الله عليه وسلم وصانا على سابع جار، دا أخر كلام ليا معاك في الموضوع ده، وياريت تسيب موضوع الجواز دا ليا وملكش دعوة بيه فاهم.

ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها تارك ريان يشد على خصلاته بغضب من تحجيمها له، لكنه قرر أن يتريث حتى يرى نتيجة تدخلها مرة أخرى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي