الفصل الخامس و العشرون
خرجت من حيث تقبع شقة والدتها بأكتاف منهزمه ووجه شاحب شحوب الموتي فلا تعرف ما عليها فعله هل تذهب للمنزل وتخبر فراس بما حدث كله ام تنتظر وتحاول مع زوج والدتها مرة ثانيه فتحت باب سيارتها وجلست في مقعد السائق ثم شغلت محركها لتتجه للمنزل بعدما تحركت السيارة من امام منزل والدتها ظلت تجوب الشوارع وهي تشعر بالتوهان لا تعرف الي اين تذهب هل لو ذهبت واخبرت والدها بالامر سيساعدها ام سيعنفها ويغضب منها لانها تحاول مساعدة تلك السيدة التي خانته وانفصلت عنها لتذهب لعشيقها الذي رمت طفلتها من اجل ان تتزوج به زفرت انفاسها بغضب وهي تفكر هل والدها افضل من والدتها فهو الاخر تركها وتزوج اهملها ليجعلها تذهب وتعيش لدي والدتها لتفعل ذلك وعندما عاشت مع والدتها تلك الفترة كانت من اسوء ايام حياتها لقد ذاقت جميع الوان الذل والقهر علي يد زوج والدتها ووالدتها لم تستطيع ان تنطق بحرف وتدافع عنها فلقد كانت تراه ملاك في هيئة بشر زرفت دموعها وهي تهمس قائله لن اسامحكم ابدا علي ما عشته في طفولتي وصبايه حتي الان بعدما فكرت بان الدنيا تضحك من اجلي وساعيش سعيده تظهرون في حياتي لتمغصوا عليا عيشتي رفعت اناملها تمحي دموعها وقد وصلت سيارتها امام الفيلا ليفتح لها احد الحراس البوابه الحديديه ودخلت للداخل فاغلقها خلفها وجدت سيارة فراس مركونة مكانها لتنظر للسيارة بذعر وهي تهمس كمن تتحدث مع نفسها قائله هل اكتشف ما فعلته هل يراقبني ام اخباره احدا ما ترجلت من السيارة واغلقت بابها بقوه وتحركت تخطؤ خطواتها ببطء شديد وكأنها لا تريد الدخول للداخل ومواجهته دخلت لداخل الفيلا لتجد الجميع مجتمعون فالقت عليهم التحيه واستدارات مغادرة لغرفتها تتبعها فراس وما ان دخلت للغرفة وقف يراقبها من الباب الذي لم تغلقه خلفها جيدا وجدها تمسك بحافظة نقوده وتخرج من حقيبتها بطاقته وتضعها بداخل المحفظه صدم في البداية مما راه ولكن عندما راي دموعها وانهيارها الكامل لم يستطع الوقوف اكثر والمشاهدة فتحرك للداخل يفتح الباب علي متسعه ويتحرك لداخل الغرفة صعقت عندما وجدته امامها فرفعت اناملها تمحي دموعها وهي تبعد وجهها عنه حتي لا يري حزنها الجلي علي محياها فأقترب منها اكثر ورفع كفه يضع انامله تحت ذقنها ليرفع وجهها للاعلي حتي تناظره لم تستطع ان تنظر بداخل عينيه فاغمضت عيناها وتساقطت عبراتها من بين جفنيها المنغلقين احتضن وجهها بين كفيه وهو يقول
(( ما الامر ما بك حبيبتي اخبريني كل شئ شاركيني فيما تعانيه .))
هزت راسها نفيا وقد ازداد نحيبها ليزداد قلقه عليها سحبها معه وجلس واجلسها بجواره علي طرف الفراش واحتضن كتفها لتميل براسها علي كتفه وهي تقول برجاء
(( انا اسفه ارجوك تقبل اعتذاري لم اعرف كيف فعلتها ولكني كنت مضطره لفعلها .))
اردف فراس بهدوء يريد سحب الحديث منها فهو يعلم بانها لن تفعل شيئا مثل هذا الا ولو كانت مضطره لفعله فما هو السبب الذي قد يجعلها تفعل شئ تمقته وتمقت نفسها لانها فعلته .
(( اريد ان اعرف كل شئ الست زوجك وحبيبك وكل شيء لكي ام هو مجرد كلام تقولينه اخبريني بكل شئ وتاكدي بانني لست غاضبا منكي ))
اومأت له بالايجاب وبدات تسرد عليه كل ما حدث منذ ان تحدثت معها والدتها وطلبت ان تساعدها لتنفصل عن زوجها والمال الذي تريده واخذها لبطاقته الائتمانيه دون علمه وسحبها للمال الذي اخذه زوج والدتها عنوه منها ولم يفعل ما اتفق عليه فلم ينفص عن والدتها وتركها في حالها ..
نظر لها فراس بغضب فكيف تغفعل كل ذلك بمفردها لما لم تخبره وتطلب مساعدته لو فعلت وطلبت منه ان يساعدها لكان الان حاول انقاذ والدتها ولكانت الان قد ساعدها لتحصل علي حريتها من ذلك الوغد الوضيع ..
حاول تهدئة نفسه قبل ان يقول بصوت اجش
(( لما لم تخبريني من قبل وتطلبين مساعدتي هل مازلتي ترينني اصغر منك و...))
وضعت كفها فوق شفتيه تريد اسكاته فلا تريد الاستماع لاكثر من ذلك ثم تحدثت بخفوت قائله
(( لقد خفت منك ان تفهمني بطريقة خاطئه او ان تعايرني بعائلتي لا اعرف حقا ما حدث ولكن نزلت دموعها مجددا واكملت ارجوك لا اريد ان استمع لذلك الحديث مجددا لقد اعتذرت لك الاف المرات علي تفوهي بتلك الكلمة في ذلك الوقت الذي لم يكن بيننا اي شئ فلقد فعلت ذلك لا حاول ابعادك عن حياتي ولتعيش حياتك كما تريد ..))
اجابها ببرود قائلا
(( حسنا اتركي لي ذلك الامر وانا سأتعامل مع زوج والدتك واجعله يترك والدتك دون رجعه .))
نظرت له بتوجس تريد ان تسأله عما سيفعله ولكنها لم تستطع التفوه بكلمة واحده ففضلت السكوت ومراقبة ما سيحدث ولتري كيف سيتعامل مع زوج والدتها ..
استيقظ معاذ من النوم في وقت متأخر ينظر حوله بذهول للغرفة التي ينام بها إلي ان تذكر ما حدث معه وكيف وصل به الحال ان ينام في فندق الليلة الماضية يشعر بالصداع يفتك براسه فوقف عن الفراش يبحث عن هاتفه يريد ان يطلب من سكرتارته ان تحضر له ملابس ودواء للصداع وبعض المستلزمات التي سيحتاجوها في فترة وجوده هنا فهو لن يعود الفيلا الان ويارا ايضا قد انفصل عنها وقرر بانه انفصال دون رجعه وجد هاتفه ففتحه لتجحظ عيناه من عدد المكالمات الواردة التي لم يجيب عليها فوالده اتصل به كثيرا جدا وايضا فراس تنهد بحسرة وهو يجد بأن ولا واحدة منهم قد رنت عليه لا ساندي ولا يارا ولا حتي والدته التي كانت تقلق عليه لو تأخر في الاخارج قليلا اليوم لم تعير غيابه اي اهتمام ولم تسال اين هو او كيف نام هل من الممكن ان تكون قد اعتقدت بانه ذهب لمنزل يارا زفر بغضب من نفسه ومن الجميع فلما الجميع يتدخل في حياته قلب الهاتف بين كفيه ثم ضغط علي زر الاتصال وانتظر ان يجيبه الطرف الاخر ..
تصاعد صوت رنين هاتف فراس فلم يهتم فالبدايه فكان يفكر فيما سيفعله من اجل ذلك الشخص الذي نصب علي زوجته سيزيقه اشد العذاب وجد الرنين يصدح مجددا فامسك بالهاتف ينظر في شاشته المضيئه ليجد بان المتصل هو معاذ ضغط زر الايجاب وهو يقول بإنفعال
(( اين انت ايها المعتوه الم تعرف بانه كان لديك اجتماع مهم اليوم وكان عليك الحضور ولكنك تتصرف تصرفات صبيانيه فلا يوجد رجل اعمال قد يفعل ما فعلته .))
صمت قليلا يهدي من انفعاله ليقول الاخر بهدوء
(( اعتذر حقا ولكني مازلت مستيقظا الان ولم استمع لمكالماتك صدقني لم اقصد ان يحدث هذا ..))
هديء فراس قليلا ليقول بإستياء
(( لقد خسرنه المناقصة ولم يكن الاجتماع في صالحنا ..))
زفر معاذ انفاسه الغاضبة فكم كان يتمني ان يحظئ بتلك الثفقة فلقد كانت ستزيد من شأنه وترفع من مكانة شركتهم انهي المكالمة مع اخيه بعدما اخبره ان يعود للمنزل ويطلب السماح من والده فخطئه اكبر من اي مرة قد مضت ..
في منزل كمال كان كمال يتحدث مع حازم بخصوص حنان يخبره بكل المستجدات التي عرفها عنها وذلك اليوم عندما قابلها في غرفة المكتب وانها كانت تبحث عن شئ في حاسوبه زفر والده وهو يقول
(( لا اعرف ما الذي ننتظره بعد اريدك ان تنهي ذلك الامر يا حازم اجمع كل شئ عنها لانني اريد ان اكشفها اليوم قبل الغد واظهر كل شئ عنها ..))
وافق حازم والده واراد انهاء موضوع زوجة والده وكشفها حتي يستطيعوا العيش في سلام خرج حازم من غرفة مكتب والده ليجدها علي مقربة من غرفة المكتب اقترب اليها وسحبها من مرفقها صاعدا لغرفتهما فما ان دخل الغرفة حتي صفعها علي وجهها بقوه وامسك بخصلاتها وهو يقول
(( ما الذي كنت تفعلينه بالقرب من غرفة مكتب والدي حتي تتجسسين علينا لصالح والدك .))
صدمت من اتهامه لها فهي لم تفعل ذلك فلم تتعمد ان تكون قريبه من غرفة مكتب والده لقد كانت اتيه من الحديقه عندما خرج هو وراها بكت كثيرا علي ما يفعله معها وتحدثت وهي تحاول ان تفلت من قبضته الممسكه بشعرها بقوه وهي تقول
(( لم اقصد ان اكون قريبه من غرفة مكتب والدك لقد كنت في الحديقة طوال الوقت .))
ما ان انها حديثها دفعها بقوه لترتطم بالحائط فوقفت مغمضة عينيها وهي تتأوه من شده المها النفسي والجسدي اني نفسه كثيرا علي ما يفعله معها فهو يقسو عليها ثم يأنب نفسه ويغضب لما فعله بها ..
نظر لها بشفقة علي حالها معه وما تلاقيه منه فهما فعل بها تكتفي بالصمت ولا تجيبه بشئ اخر وكأنها قد وعدت نفسها بأنها ستعاني دون اي اعتراض فتحرك مغادرا للغرفة بقهر واغلق الباب خلفه بقوه ..
جلست يارا تتناول الطعام هي وعمها في هدوء قاتل لم يقطعه سوي صوت صدح الهاتف فوقف عن مقعدها وتوجهت له لتري من ذلك وجدت بأنه معاذ للحظة دق قلبها بحب وارادت ان تتوسله ليعود اليها ولكنها لم تستطيع فزمت شفتيها وصغطت علي اسنانها بقوه حتي لا تتهور وتجيب عليها واخدت الهاتف وذهبت حيث عمها ووضعت الهاتف امامه علي طاوله الطعام وهي تخبره بأن معاذ هو من كان يتصل ولكنها لم تلحق ان تجيب عليه نظر لها عمها بتوجس غير مصدقا بأنها لم تلحق ان تجيب علي المكالمه فهو يعرف بأنها تعمدت ذلك ولكنها لم يقول اي شئ من ذلك فاخذ يكمل تناول طعامه وقد قرر ان يحدث معاذ في وقت اخر حتي يكون بمفرده ويستطيع محادثته علي راحته وليعرف منه ما الذي سيفعله مع يارا فظل يفكر هل يخبر ولده عن حمل يارا ام يترك لها الامر فاذا ارادت اخباره فلتخبره هي واذا لم تريد فلن يغصبها علي ان تخبره وسيحترم رغبتها فقرر بانه لن يخبره فذلك الامر خاص بها وبه معا وهم احرار مع بعضهم البعض وعلي ولده ان يتربي من البداية وتلك الفتاة هي من ستربيه اخرجه من شروده حديث يارا وهي تقول
(( عمي سأخرج اليوم لابدا متابعة الحمل مع الطبيبه ))
اجابها عمها وهو يقول بتأكيد
(( حسنا سأذهب معكي ))
قالت يارا بهدوء
(( لا اريد اتعابك ساذهب بمفردي وساعود سريعا فلا تقلق علي ))
هز راسه نفيا وهو يقول
(( لن اكون مطمئنا لطلما انتي لست في المنزل فسأذهب معك ونعود معا .))
اهدته ابتسامة هادئه وهي تفكر كيف كانت ستكون حياتها دون وجود عمها معها فلقد رزقها الله به بعد وفاة عائلتها ليتحرر من حياته القديمه ويبدأ حياة جديده من اجلها هي فقط لتعيش في مناخ جيد ويستطيع ان يهتم بطفلة صغيره ويعتني بها بمفرده فتخلي عن حياته الاجراميه وكرس حياته لها فقط فكم تحمد الله علي ما رزقها به فلقد اخذ منها والديها ولكنه رزقها بعم في مكانه والدها فوقفت عن مقعدها واتجهت ناحيته واخذت تقبل وجنته بعده قبلت وهي تخبره بانه سعيده بان لديها عم مثله ..
بينما ساندي لم تغادر غرفتها منذ البارحة تبكي وتبكي وهي تتذكر سنوات زواجها الماضيه فمعاذ لم يتغير بذلك الشكل الا قريبا جدا ولا تعرف ما سببه ل بسبب والده الذي قابله قريبا ام بسببها هي من جعلته ينهرها فهو كل ما يريده زوجة تكرس حياتها من اجله تكون له كل شئ لقد كانت تفعل كل ما يريده وتجعله يتحكم بها مثلما يريد فلم تكن تعرف بانها بذلك الشيخ تعطيه حقا ليس من شأنه فلقد صار يعتقد بانها ملكه وكل شئ يفعله سواء خاطئ ام لا من حقه ان يفعله وليس لديها حتي حق الاعتراض ربما كان عليها ان تقف له ندا علي كل شئ وتعترض علي ما لا يعجبها ولكنها لطلما اخافت ان تغضبه ويجعله ذلك ينفرها لم تكن تعرف بأن ما تفعله هو ما جعله يمل منها وينفرهاولكن اذا كان قد مل منها وتزوج عليها من اجل ذلك فلما لم يريد ان يتركها في حالها وينفصل عنها بكت وهي تتذكر كيف كانت واقفه امامه مذعورة من هيئته وهو يهددها بكل صراحة بانها لو خرجت من الفيلا فلن تلوم الا نفسها فهو لم يعود للمنزل اخذت تفكر هل من الممكن ان يكون وصل به الحال ان يذهب لزوجته الاخري ويبيت عندها في تلك الليلة العصيبه ليفرسها ويثبت لها بأنها لا تعنيه وانه يفعل ما يريده في اي وقت يريده وجدت من يطرق علي باب غرفتها لتتحدث بصوا مرتفع غاضبا قائله
(( اتركوني بمفردي اخبرتكم بانني لا اريد التحدث مع احد .))
وجدت مني تفتح الباب وتدخل تنظر اليها بعتاب ثم اغلقت الباب خلفها واخذت تقترب منها وهي تقول
(( كم يحزنني رؤيتك علي تلك الهيئه ))
اجابتها ساندي بغضب وهي تقول
(( ومن السبب في تلك الهيئه اليس ابنك الموقر .))
قالت مني بإذدراء
(( منذ متي وانتي تعرفين بان هناك فتاة اخري في حياته ))
ضحكت ضحكة مريره وهي تقول
(( منذ مده قريبا منذ ان فعلها وتزوج فلقد شعرت بالامر دائما كنت اشتم رائحة امراه اخري عالقة في ملابسه حتي ولو بدل ملابسه كنت مازلت اشتمها ولكني لم اريد التحدث الا لو كان لدي دليلا وفي يوم من الايام رايتهم معا ورايته يدخل تلك البناية معها وعندما سالت حارس العقار اخبرني بانها زوجته هل تتخيلي كم صدمتي وقتها .))
صدمت مني مما قالته ساندي فلا يوجد امراة قد تستحمل ذلك الامر وهو ان تجد زوجها مع امراه اخري يصعد معها لشقتها وتعرف بانها زوجته وتظل واقفه في محلها تعترف بان ساندي فتاة عاقله ولكن ذلك الامر لا يوجد فيه عقل من تلك التي تفكر بالعقل وهي تري زوجها مع امراة اخري ..
قالت مني بعد تفكير عميق
(( ما الذي تريدينه يا ساندي وسافعله من اجلك فانتي تعلمين كم غلاوتك عندي .))
ابتسمت ساندي ابتسامة مريره وهي تقول
(( اريده ان يحقق لي ما اريده فانا لا اريد منه شيئا سوا الانفصال ولا اريد اي مستحقات سأتنازل عن كل شي ولكن صدقيني لن استطيع ان اكمل حياتي معه.))
احتضنتها مني وهي تعرف بان ساندي عانت الكثير مع معاذ الغبي الذي لا يفكر قبل ان يتصرف تريد مساعدتها وجعلها تحصل علي حريتها منه ولكنها ا تستطيع فهي تعرف بان ابنها متعلقا بها ويعشقها بطريقة خاصه فحبه لها حب من نوع خاص تنهدت وهي تمسد علي خصلات شعرها لا تعرف ما تقوله لها لتجد ساندي تتحدث وتقول
(( اعلم انك لن تستطيعي مساعدتي فيما اريده فلن تقفي في صفي علي حساب ولدك .))
وبختها مني علي ما تتفوه به فهي تعتبرها ابنتها مثلها مثل اسيل وتتمني لها الخير وان تكون سعيده في حياتها ولكن لم تستطيع ان تدمر ابنها وتبعد عنه حب حياته فلا تعرف ما ستقوله من حقها ام لا لتقول لساندي
(( لا اعرف كيف ساطلبها منكي ولكن اتمني ان تفكري ثانيا وتعطيه فرصة ليكفر عن اخطاءه فانا لا استطيع ان اراكم منفصلين .))
لفتها الدهشة مما تطلبه منها حماتها هل تطلب منها ان تعطي ابنها فرصة ثانيه بكل ما فعله معها ارتفع صوتها وهي تقول
(( اتمني الموت علي ان انزل من كرامتي وكبريائي وافعلها .))
ربطت حماتها علي كتفها ووقفت من مكانها ثم تحركت مغادرا للغرفه فيبدو بان ساندي قد قررت وحسمت امرها ولم يعد الحديث معها يجدي نفعا فلتتركها تفعل ما تريده ولتري ماذا سيفعل معها معاذ وماذا سيكون قرره ..
(( ما الامر ما بك حبيبتي اخبريني كل شئ شاركيني فيما تعانيه .))
هزت راسها نفيا وقد ازداد نحيبها ليزداد قلقه عليها سحبها معه وجلس واجلسها بجواره علي طرف الفراش واحتضن كتفها لتميل براسها علي كتفه وهي تقول برجاء
(( انا اسفه ارجوك تقبل اعتذاري لم اعرف كيف فعلتها ولكني كنت مضطره لفعلها .))
اردف فراس بهدوء يريد سحب الحديث منها فهو يعلم بانها لن تفعل شيئا مثل هذا الا ولو كانت مضطره لفعله فما هو السبب الذي قد يجعلها تفعل شئ تمقته وتمقت نفسها لانها فعلته .
(( اريد ان اعرف كل شئ الست زوجك وحبيبك وكل شيء لكي ام هو مجرد كلام تقولينه اخبريني بكل شئ وتاكدي بانني لست غاضبا منكي ))
اومأت له بالايجاب وبدات تسرد عليه كل ما حدث منذ ان تحدثت معها والدتها وطلبت ان تساعدها لتنفصل عن زوجها والمال الذي تريده واخذها لبطاقته الائتمانيه دون علمه وسحبها للمال الذي اخذه زوج والدتها عنوه منها ولم يفعل ما اتفق عليه فلم ينفص عن والدتها وتركها في حالها ..
نظر لها فراس بغضب فكيف تغفعل كل ذلك بمفردها لما لم تخبره وتطلب مساعدته لو فعلت وطلبت منه ان يساعدها لكان الان حاول انقاذ والدتها ولكانت الان قد ساعدها لتحصل علي حريتها من ذلك الوغد الوضيع ..
حاول تهدئة نفسه قبل ان يقول بصوت اجش
(( لما لم تخبريني من قبل وتطلبين مساعدتي هل مازلتي ترينني اصغر منك و...))
وضعت كفها فوق شفتيه تريد اسكاته فلا تريد الاستماع لاكثر من ذلك ثم تحدثت بخفوت قائله
(( لقد خفت منك ان تفهمني بطريقة خاطئه او ان تعايرني بعائلتي لا اعرف حقا ما حدث ولكن نزلت دموعها مجددا واكملت ارجوك لا اريد ان استمع لذلك الحديث مجددا لقد اعتذرت لك الاف المرات علي تفوهي بتلك الكلمة في ذلك الوقت الذي لم يكن بيننا اي شئ فلقد فعلت ذلك لا حاول ابعادك عن حياتي ولتعيش حياتك كما تريد ..))
اجابها ببرود قائلا
(( حسنا اتركي لي ذلك الامر وانا سأتعامل مع زوج والدتك واجعله يترك والدتك دون رجعه .))
نظرت له بتوجس تريد ان تسأله عما سيفعله ولكنها لم تستطع التفوه بكلمة واحده ففضلت السكوت ومراقبة ما سيحدث ولتري كيف سيتعامل مع زوج والدتها ..
استيقظ معاذ من النوم في وقت متأخر ينظر حوله بذهول للغرفة التي ينام بها إلي ان تذكر ما حدث معه وكيف وصل به الحال ان ينام في فندق الليلة الماضية يشعر بالصداع يفتك براسه فوقف عن الفراش يبحث عن هاتفه يريد ان يطلب من سكرتارته ان تحضر له ملابس ودواء للصداع وبعض المستلزمات التي سيحتاجوها في فترة وجوده هنا فهو لن يعود الفيلا الان ويارا ايضا قد انفصل عنها وقرر بانه انفصال دون رجعه وجد هاتفه ففتحه لتجحظ عيناه من عدد المكالمات الواردة التي لم يجيب عليها فوالده اتصل به كثيرا جدا وايضا فراس تنهد بحسرة وهو يجد بأن ولا واحدة منهم قد رنت عليه لا ساندي ولا يارا ولا حتي والدته التي كانت تقلق عليه لو تأخر في الاخارج قليلا اليوم لم تعير غيابه اي اهتمام ولم تسال اين هو او كيف نام هل من الممكن ان تكون قد اعتقدت بانه ذهب لمنزل يارا زفر بغضب من نفسه ومن الجميع فلما الجميع يتدخل في حياته قلب الهاتف بين كفيه ثم ضغط علي زر الاتصال وانتظر ان يجيبه الطرف الاخر ..
تصاعد صوت رنين هاتف فراس فلم يهتم فالبدايه فكان يفكر فيما سيفعله من اجل ذلك الشخص الذي نصب علي زوجته سيزيقه اشد العذاب وجد الرنين يصدح مجددا فامسك بالهاتف ينظر في شاشته المضيئه ليجد بان المتصل هو معاذ ضغط زر الايجاب وهو يقول بإنفعال
(( اين انت ايها المعتوه الم تعرف بانه كان لديك اجتماع مهم اليوم وكان عليك الحضور ولكنك تتصرف تصرفات صبيانيه فلا يوجد رجل اعمال قد يفعل ما فعلته .))
صمت قليلا يهدي من انفعاله ليقول الاخر بهدوء
(( اعتذر حقا ولكني مازلت مستيقظا الان ولم استمع لمكالماتك صدقني لم اقصد ان يحدث هذا ..))
هديء فراس قليلا ليقول بإستياء
(( لقد خسرنه المناقصة ولم يكن الاجتماع في صالحنا ..))
زفر معاذ انفاسه الغاضبة فكم كان يتمني ان يحظئ بتلك الثفقة فلقد كانت ستزيد من شأنه وترفع من مكانة شركتهم انهي المكالمة مع اخيه بعدما اخبره ان يعود للمنزل ويطلب السماح من والده فخطئه اكبر من اي مرة قد مضت ..
في منزل كمال كان كمال يتحدث مع حازم بخصوص حنان يخبره بكل المستجدات التي عرفها عنها وذلك اليوم عندما قابلها في غرفة المكتب وانها كانت تبحث عن شئ في حاسوبه زفر والده وهو يقول
(( لا اعرف ما الذي ننتظره بعد اريدك ان تنهي ذلك الامر يا حازم اجمع كل شئ عنها لانني اريد ان اكشفها اليوم قبل الغد واظهر كل شئ عنها ..))
وافق حازم والده واراد انهاء موضوع زوجة والده وكشفها حتي يستطيعوا العيش في سلام خرج حازم من غرفة مكتب والده ليجدها علي مقربة من غرفة المكتب اقترب اليها وسحبها من مرفقها صاعدا لغرفتهما فما ان دخل الغرفة حتي صفعها علي وجهها بقوه وامسك بخصلاتها وهو يقول
(( ما الذي كنت تفعلينه بالقرب من غرفة مكتب والدي حتي تتجسسين علينا لصالح والدك .))
صدمت من اتهامه لها فهي لم تفعل ذلك فلم تتعمد ان تكون قريبه من غرفة مكتب والده لقد كانت اتيه من الحديقه عندما خرج هو وراها بكت كثيرا علي ما يفعله معها وتحدثت وهي تحاول ان تفلت من قبضته الممسكه بشعرها بقوه وهي تقول
(( لم اقصد ان اكون قريبه من غرفة مكتب والدك لقد كنت في الحديقة طوال الوقت .))
ما ان انها حديثها دفعها بقوه لترتطم بالحائط فوقفت مغمضة عينيها وهي تتأوه من شده المها النفسي والجسدي اني نفسه كثيرا علي ما يفعله معها فهو يقسو عليها ثم يأنب نفسه ويغضب لما فعله بها ..
نظر لها بشفقة علي حالها معه وما تلاقيه منه فهما فعل بها تكتفي بالصمت ولا تجيبه بشئ اخر وكأنها قد وعدت نفسها بأنها ستعاني دون اي اعتراض فتحرك مغادرا للغرفة بقهر واغلق الباب خلفه بقوه ..
جلست يارا تتناول الطعام هي وعمها في هدوء قاتل لم يقطعه سوي صوت صدح الهاتف فوقف عن مقعدها وتوجهت له لتري من ذلك وجدت بأنه معاذ للحظة دق قلبها بحب وارادت ان تتوسله ليعود اليها ولكنها لم تستطيع فزمت شفتيها وصغطت علي اسنانها بقوه حتي لا تتهور وتجيب عليها واخدت الهاتف وذهبت حيث عمها ووضعت الهاتف امامه علي طاوله الطعام وهي تخبره بأن معاذ هو من كان يتصل ولكنها لم تلحق ان تجيب عليه نظر لها عمها بتوجس غير مصدقا بأنها لم تلحق ان تجيب علي المكالمه فهو يعرف بأنها تعمدت ذلك ولكنها لم يقول اي شئ من ذلك فاخذ يكمل تناول طعامه وقد قرر ان يحدث معاذ في وقت اخر حتي يكون بمفرده ويستطيع محادثته علي راحته وليعرف منه ما الذي سيفعله مع يارا فظل يفكر هل يخبر ولده عن حمل يارا ام يترك لها الامر فاذا ارادت اخباره فلتخبره هي واذا لم تريد فلن يغصبها علي ان تخبره وسيحترم رغبتها فقرر بانه لن يخبره فذلك الامر خاص بها وبه معا وهم احرار مع بعضهم البعض وعلي ولده ان يتربي من البداية وتلك الفتاة هي من ستربيه اخرجه من شروده حديث يارا وهي تقول
(( عمي سأخرج اليوم لابدا متابعة الحمل مع الطبيبه ))
اجابها عمها وهو يقول بتأكيد
(( حسنا سأذهب معكي ))
قالت يارا بهدوء
(( لا اريد اتعابك ساذهب بمفردي وساعود سريعا فلا تقلق علي ))
هز راسه نفيا وهو يقول
(( لن اكون مطمئنا لطلما انتي لست في المنزل فسأذهب معك ونعود معا .))
اهدته ابتسامة هادئه وهي تفكر كيف كانت ستكون حياتها دون وجود عمها معها فلقد رزقها الله به بعد وفاة عائلتها ليتحرر من حياته القديمه ويبدأ حياة جديده من اجلها هي فقط لتعيش في مناخ جيد ويستطيع ان يهتم بطفلة صغيره ويعتني بها بمفرده فتخلي عن حياته الاجراميه وكرس حياته لها فقط فكم تحمد الله علي ما رزقها به فلقد اخذ منها والديها ولكنه رزقها بعم في مكانه والدها فوقفت عن مقعدها واتجهت ناحيته واخذت تقبل وجنته بعده قبلت وهي تخبره بانه سعيده بان لديها عم مثله ..
بينما ساندي لم تغادر غرفتها منذ البارحة تبكي وتبكي وهي تتذكر سنوات زواجها الماضيه فمعاذ لم يتغير بذلك الشكل الا قريبا جدا ولا تعرف ما سببه ل بسبب والده الذي قابله قريبا ام بسببها هي من جعلته ينهرها فهو كل ما يريده زوجة تكرس حياتها من اجله تكون له كل شئ لقد كانت تفعل كل ما يريده وتجعله يتحكم بها مثلما يريد فلم تكن تعرف بانها بذلك الشيخ تعطيه حقا ليس من شأنه فلقد صار يعتقد بانها ملكه وكل شئ يفعله سواء خاطئ ام لا من حقه ان يفعله وليس لديها حتي حق الاعتراض ربما كان عليها ان تقف له ندا علي كل شئ وتعترض علي ما لا يعجبها ولكنها لطلما اخافت ان تغضبه ويجعله ذلك ينفرها لم تكن تعرف بأن ما تفعله هو ما جعله يمل منها وينفرهاولكن اذا كان قد مل منها وتزوج عليها من اجل ذلك فلما لم يريد ان يتركها في حالها وينفصل عنها بكت وهي تتذكر كيف كانت واقفه امامه مذعورة من هيئته وهو يهددها بكل صراحة بانها لو خرجت من الفيلا فلن تلوم الا نفسها فهو لم يعود للمنزل اخذت تفكر هل من الممكن ان يكون وصل به الحال ان يذهب لزوجته الاخري ويبيت عندها في تلك الليلة العصيبه ليفرسها ويثبت لها بأنها لا تعنيه وانه يفعل ما يريده في اي وقت يريده وجدت من يطرق علي باب غرفتها لتتحدث بصوا مرتفع غاضبا قائله
(( اتركوني بمفردي اخبرتكم بانني لا اريد التحدث مع احد .))
وجدت مني تفتح الباب وتدخل تنظر اليها بعتاب ثم اغلقت الباب خلفها واخذت تقترب منها وهي تقول
(( كم يحزنني رؤيتك علي تلك الهيئه ))
اجابتها ساندي بغضب وهي تقول
(( ومن السبب في تلك الهيئه اليس ابنك الموقر .))
قالت مني بإذدراء
(( منذ متي وانتي تعرفين بان هناك فتاة اخري في حياته ))
ضحكت ضحكة مريره وهي تقول
(( منذ مده قريبا منذ ان فعلها وتزوج فلقد شعرت بالامر دائما كنت اشتم رائحة امراه اخري عالقة في ملابسه حتي ولو بدل ملابسه كنت مازلت اشتمها ولكني لم اريد التحدث الا لو كان لدي دليلا وفي يوم من الايام رايتهم معا ورايته يدخل تلك البناية معها وعندما سالت حارس العقار اخبرني بانها زوجته هل تتخيلي كم صدمتي وقتها .))
صدمت مني مما قالته ساندي فلا يوجد امراة قد تستحمل ذلك الامر وهو ان تجد زوجها مع امراه اخري يصعد معها لشقتها وتعرف بانها زوجته وتظل واقفه في محلها تعترف بان ساندي فتاة عاقله ولكن ذلك الامر لا يوجد فيه عقل من تلك التي تفكر بالعقل وهي تري زوجها مع امراة اخري ..
قالت مني بعد تفكير عميق
(( ما الذي تريدينه يا ساندي وسافعله من اجلك فانتي تعلمين كم غلاوتك عندي .))
ابتسمت ساندي ابتسامة مريره وهي تقول
(( اريده ان يحقق لي ما اريده فانا لا اريد منه شيئا سوا الانفصال ولا اريد اي مستحقات سأتنازل عن كل شي ولكن صدقيني لن استطيع ان اكمل حياتي معه.))
احتضنتها مني وهي تعرف بان ساندي عانت الكثير مع معاذ الغبي الذي لا يفكر قبل ان يتصرف تريد مساعدتها وجعلها تحصل علي حريتها منه ولكنها ا تستطيع فهي تعرف بان ابنها متعلقا بها ويعشقها بطريقة خاصه فحبه لها حب من نوع خاص تنهدت وهي تمسد علي خصلات شعرها لا تعرف ما تقوله لها لتجد ساندي تتحدث وتقول
(( اعلم انك لن تستطيعي مساعدتي فيما اريده فلن تقفي في صفي علي حساب ولدك .))
وبختها مني علي ما تتفوه به فهي تعتبرها ابنتها مثلها مثل اسيل وتتمني لها الخير وان تكون سعيده في حياتها ولكن لم تستطيع ان تدمر ابنها وتبعد عنه حب حياته فلا تعرف ما ستقوله من حقها ام لا لتقول لساندي
(( لا اعرف كيف ساطلبها منكي ولكن اتمني ان تفكري ثانيا وتعطيه فرصة ليكفر عن اخطاءه فانا لا استطيع ان اراكم منفصلين .))
لفتها الدهشة مما تطلبه منها حماتها هل تطلب منها ان تعطي ابنها فرصة ثانيه بكل ما فعله معها ارتفع صوتها وهي تقول
(( اتمني الموت علي ان انزل من كرامتي وكبريائي وافعلها .))
ربطت حماتها علي كتفها ووقفت من مكانها ثم تحركت مغادرا للغرفه فيبدو بان ساندي قد قررت وحسمت امرها ولم يعد الحديث معها يجدي نفعا فلتتركها تفعل ما تريده ولتري ماذا سيفعل معها معاذ وماذا سيكون قرره ..