الفصل الرابع والعشرون

الفصل الرابع و العشرون
امنيه مستحيله لي


٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

كانت" عائشة" تجلس بانتظاره فقد تاخر كثير من آخر مكالمة بينهم، ظلت تنتظره فقد انتابها القلق لكنها لم تريد مهاتفة حتى لا تزعجه ان كان لايزال يتحدث مع ابنته ،فا فضلت الانتظار ..
بعد وقت من الانتظار سمعت صوته بعد ان دخل وفتحت له إحدى العاملات لديهم ، وقفت سريعا وخرجت حتي تطمئن عليه وتسأله عما حدث :

حمدالله على السلامه يا حبيبي ها ايه الاخبار …


اقترب منها "مراد" وهو يرفع يدها ويقبلها وهو يجيب عليها بحب :

الله يسلمك يا قمري …

خجلت "عائشه" وهي تسمع غزله الذي توده عليه من اول زواجهم وكانت تعتقد انه سوف ينتهي بعد ما حدث او حتي يقل ،لكنها تفاجأت بي به يزداد يوما بعد يوم .
أكمل "مراد" باقي كلامه وهو يخرج من جيب جاكيته انواع من الشكولاتة ويعطيها لها بحب وهم متجهين الي غرفتهم ،بعد ان اغلق "مراد" الباب خلفه اقترب منها وهو يتغزل بها وبحب قال لها:


واتفضلي يا نور العين ياللي بعدك عني زادني حنين وحبك في قلبي يراه الموجودين ياحلي من الياسمين ارجوكي لا تغيبي عن العين حبيبيتي…


ازداد خجلها و احمرار وجهها بعد غزله ولم تقدر علي الكلام بعدها ،ظلوا في حالة الحب والهيام وهو يحيطها بين يديه ويقبل كلتا وجنتيها بحب ويتذكر أول لقاء بينهما عندما وصل إليها…

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ فلاش باك ٠ ٠ ٠ ٠

بعد ان انفتح الباب وخرجت له "حلا" ، والبسمه تزين وجهها نظر"مراد" خلف "حلا" وراها ،راي من انتظرها طويلا نظر لها بعدم تصديق فقد رأها كما هي بجمالها فلم يتغير بها شيء أحس بأنه عاد بي الزمن إلى الوراء، ظل ينظر إليها بعدم تصديق، وهي تنظر إليه بذهول بعد كل هذا العمر يقف شريك حياتها امامها بكامل وسامته وطلته التي تخطف الأنفاس.
ظل ينظر كلا منهما الي الاخر .
و "حلا" تنظر اليهم بعدم استيعاب من نظراتهم ،الي ان تحركة "حلا"حتى تقف امام "مراد" بغضب من طريقة نظراته الي والدتها وهي تقول له بغضب مكتوم :

"مراد" بيه …

انتبه اليها "مراد" وخرج من شروده وهو يحاول ان يستوعب ما يحدث معه نظر "مراد" الي حلا بحب وهو يطلب منها الدخول اولا ثم يتحدث معهم .
استمعت له "حلا" وهي تتنحى جانبا وتشير له بالدخول .
دخل" مراد" وهو لا يكاد يستوعب ما حدث معه ،أشارت له "حلا " بالجلوس لكنه ظل واقف وهو يحاول استيعاب ما يحدث حتى يستطيع الكلام صمت وهو ينظر إليهم بحب ،لم تكن حلا على علم بوالدها الحقيقي فقد كانت معلوماتها عنه محدودة فلم تراه قبلا فقط تعرف اسمه ،كانت تتذكر والدها عند سمع اسمه ،لكنها لم تتخيل انه والدها ،وكلما سألت عنه لم تجد الإجابة المناسبة .
سعلت "حلا" حتى ينتبه "مراد "إليها ،وبالفعل تحدث "مراد" وهو يحاول ترتيب الكلام تحرك "مراد" متجها الي زوجته موجه إليها الكلام تحت استغراب "حلا":

كل ده يا "عائشة" غربه عني موحشتكيش خالص ما فكرتيش حتى تسألي عليا ولا حتى تطمنيني عنك و لا على البنات..

نظرت له" عائشة "بذهول من طريقة كلامه وكأنه لم يحدث شيء، لم تتحمل " حلا"هذا الكلام الغامض وردت عليه بي :

ممكن افهم الكلام دا معناه ايه …


قبل ان يرد عليها "مراد" ويبرر لها موقفه ،أجابت "عائشه"بدلا منه وهي ترد بتهكم لما قاله مراد:



هو ليه معني تاني معناه انه ابوكي ومعناه إني عملت كل حاجه وهو معملش حاجه خالص لا و صدق اللي تقال عليا وعيشنا في أيام رعب واحنا مش عارفين هنعمل ايه ولا هيجرالنا ايه ...



لم يصدق "مراد "ما قالته ما فهو لم يصدق عليها شي فهي زوجه وحبيبته التي لا يمكن ان تفعل هذا ، لكنها لم تبقى لحين ظهور الحقيقة ،فا أخذت بناته وتركت البيت ولم تدافع عن حقها إلى أن تثبت براءتها التي انكشفت أخير .
رد عليها "مراد" بصدق :


لا طبعا مصدقتش حاجه بس كنت متاخد ومش عارف افكر وانتي مستنتيش عشان اعرفك الحقيقة سبتني ومشيت من غير ما تدافعي عن نفسك ...


كان يقترب منها وهو يتكلم وتقف "حلا" في ذهول بان والدها كان امامها لم تتعرف عليه ،وهي تستمع الي ما يقال بعدم ،وتسمع والدتها هي تنفعل مدافعة عن نفسها بي :

لا طبعا يا "مراد مكنش ينفع اقعد بعد ما اتهمت بالخيانه الكل كان مصدق دا انا نفسي كنت أصدق اللي حصل من كتر الحبكة دى في الموضوع ،وحده نايمه براحتها في اوضتها و نايم جنبها واحد غير جوزها بكل اريحيه عايز ايه تاني ..


كانت "عائشة" تبوح له ما تحمله بي داخلها بقهر وحزن من الماضي المؤلم ،مع اقتراب "مراد"منها وهو يحاول التفكير جيدا حتي لا يضيع اخر فرصه لديه مع حبيبته وشريكة وهو يقولها بصدق :

عايزك انتي صدقيني انا عمري ما شكيت فيكي ابدا وكنت ساكت بس عشان محدش يعرف اني بدور علي اللي عمل كده عشان اثبت الحقيقه ، لكن بخروجك من البيت صعبتي عليا الموضوع لكن الحمد لله الحقيقه ظهرت وكل حاجه وضحت …


بعد كل هذا الكلام ارتخت تعبير وجه "عائشة" ،وكل هذا تحت نظرات "حلا" المصدومه فلم تتكلم من صدمتها بعد كل ما سمعه منهم كانت تقف بعيد حتي تكون علي علم بكل ما حدث الي ان انتهوا وحتى تستوعب ما يحدث .
رأت نظرات عتاب بينهم والصمت كان حليفهم ، فا اقتربت منه "حلا" وهي تسأله عما حدث وعن كيفية تعويضها عنه وعن الأيام التي عاشتها بدونه وعن كل الماضي المؤلم ..
تفهم "مراد" ما بها وحاول احتوائها قدر المستطاع وتفهمت الموقف ،لانها كانت رات كل هذا بعينها رات الكره والحقد ،فا هذا هو عذره الوحيد الى أن تذكر ابنته الكبرى فسأل عنها وهو يدور بعينيه في المكان ،فراه الصمت والحزن يخيم عليهم فسألهم بخوف:
امال "هنا"فين…

ثلاث كلمات كانت كفيلة بتدمير سعادة الجميع والإجابة علي هذا السؤال دمرت السعادة التي حصل عليها بعد عودتهم إليه.
هنا ظل "مراد" يستوعب ما يحدث له بعد ان علم بي فقدان قطعه من قلبه مرة اخرى وللأبد ،بقي معهم بعد ان تقبل هذا الخبر وعلم سبب وفاتها ،فقد مرضت "هنا " لم تكن تعلم الي ان تمكن منها المرض وعندما علمت بمرضها لم يجدى العلاج نفعا .
عندما سمع كل هذا حل الحزن عليه لكنه حمد الله علي هذا الامر .
قد تأخر الوقت وهو لا يزال معهم وهو يطلب من عايشه الرجوع معه لكنها رفضت وطلبت منه فرضه حتى تستوعب ما حدث ،وافق "مراد" علي طلبها وظل مهم فهو لم يكن قد اكتفي من حبيبته بعد، فقد اشتاق اليها و بشدة ويريد ان يتكلم معها اكثر الي ان تاتي معه .
طلبت منه" حلا" الذهاب الي غرفه والدتها حتي يسترح فا ابتسم بسعاده وذهب الي الداخل وهو يري رفض زوجته له لكن هذه فرضته .
بعد وقت دخلت عنده"عائشة" حتى تستريح لكن كان شوقها الاكبر الي نصفها الآخر ، لكنها دخلت بصمت وقلق .
رأته ينظر لها بعيون عاشقه لكنها لم تتكلم إلى أن فاجأها هو بسؤاله:

هو انا موحشتكيش خالص…


لم تتكلم فكانت في صراعات تحدث بداخلها ،ولم تكن تستوعب انه بقي الي جوارها وهي بين يديه وهو يضمها الي صدره بحب وشوق كبير ويقول لها بعشق:

وحشتيني يا أغلي ما رأت عيني .
وحشتيني ياحب عمرى كله وسنيني.
وحشتيني ….
زابت كلمته الجليد الذي بداخلها فقد اشتاقت له ولم تستوعب نفسها غير تجيب عليه بعشق ظلو معا الي ان ذهبو في عالمهم من كثرة اشتياقهم الي بعض .
بعد وقت طويل من الحب والعشق كانت "عائشة"بين احضانه وهي تبتسم بخجل لم حدث فهو لا يزال زوجها لكن العمر الذي مضى بدونه جعلها تخجل ….

ظلو معا بين الحب والعتاب علي ماضي ولا الي ان اتفقو انها سوف تجلس هنا فتره وبعد ذلك سوف تنتقل الي بيت جديد غير هذا الذي دمر لها حياتها .
وافق "مراد"فورا وهو في غاية من السعادة على موافقتها ظلو معا الي وقتما تشاء …







٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ بااااااااااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
خرج من شروده في الماضي بعد وقت طويل وهم بين الحب والعشق جلس" مراد" وهو يحيطها بين يديه وهي تخفي وجهها خجلا بين احضانه الي ان تحدث مراد بسعاده معها وهو يعلمها ما حدث معه بعد ان وافقت "أمنية" علي مقابلة "أسر" ،فانتبه إليها وسألته بعد ان كانت تناسيت هذا الامر لكنها تساءلت عن الأمر بغموض :

اممممم كل دا حصل ..

نظر لها" مراد "بستغراب من طريقتها في الكلام، و التهكم في الرد فسألها هو :

مالك يا حبيبتي هو الكلام مش عاجبك ولا ايه...

خرجت من بين احضانه وهي تنسحب في صمت غامض ،الي ان ابتعدت عنه و كل هذا تحت قلق و نظرات" مراد " لها،الي ان ابتعدت عنه ،فا سالها" مراد" بي استغراب :

انتي رايحه فين …


نظرت له بسخريه وهي تجيب عليه :

رايحه اقعد مع البنات شوية في اوضتهم..


هنا فهما "مراد" ما ترمي اليه زوجته وقف سريعا حتي يلحق بها وهو يرد من بين ضحكاته :

هههههههههههه يا عيوني انتي، انا مقدرتش اجيبهم وهما مرهقين من المشوار …


ردت عليه بي تريقه لما قاله قبل ذلك:
ايوه طبعا اما ايه دول بناتي حبايبي مايقدروش يرفضوا ليا طلب و.. بلا بلا بلا...امال هما فين..

لم يتحمل كلامها وهي تستفزه فا اقترب منها علي غفل وهي تتكلم غير منتبه اليه وحملها بين يديه ودار بها كأنها طفله صغيره يريد ان يطيب خاطرها ،لكنها عشقه الاول والاخير تفعل ما تريد ..
ظلوا علي هذه الحالة من الحب والعشق و يعوض بها ما فاتهم من سعاده .
كل هذا هي لا تزال بين يديه وهو يكمل لها باقي كلامه بحب :

عشان ابقى برحتى معاكي ،مجبتهمش عشان كده ها ها تفضلي مسكه الضحكه كده يا حبيبتي ...

هنا لم تتمالك" عائشه "نفسها وظلت تضحك وهو يشاركها الضح الي ان جلس وهي لا تزال بين يديه ، فنظر الي عينيها وهو يقولها بحب :

حبيبتي اريد ان ابقى بين يديكي فهل تسمحي لي ان اذوب عشقا بكي.
لا اريد ان يشاركني حبك احد حبيبتي .
اريد من عينيكي ان تنظر الي فقط
احببتك كما انتي .
احببت روحك الفائضه بالحب .
اها تبقي معي الى اخر العمر ..حبيبتى ..


رفعت يديها وهي لا تزال بين يديه تحتضنه بقوه وعشق وهي تقبله بدموع الفرح من حبه الذي يزداد يوما بعد يوم وهي تتمنى ان تدوم سعادتها الي الابد ولا ان يدخل بيتها حزنا اخر …


تبع…

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بقلمي موني احمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي