سرمديٌا حُبها كا ليلٍ طال بقائه

سماح`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-12ضع على الرف
  • 63.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الجزء الأول 1

في حي الحلمية أحد أحياء القاهرة الجميلة حيث تجتمع به الأصالة مع العراقة وتبقيان شاهدتان على مرور الزمن عليه مما منحه المظهر الكلاسيكي الخلاب، به ولدت أجمل قصص الحب منذ عهد الملوك والأمراء والبشوات مرورًا بعصر أعلان الجمهورية إلى يومنا هذا، ومن بين هؤلاء القصص الكثيرة هذه القصة التي وضعت بذرتها في نهار أحد الأيام ذو النسمات الصيفية في قلب شاب كان يظن نفسه صلب لا تؤثر به أي أمرأة حتى رأى فتاة تسير في أحد الطرقات الجانبية بجوار منزله وقد أحمرت بشرتها البيضاء بفعل حرارة الشمس المرتفعة وصار وجهها مثل حبة الفراولة وأسرعت تخطف الخطوة تليها الأخرى وهى لا تدري أنها أختطفت روحه حين مرقت بجواره ونسيم جمالها يلفح قلبه ويحمله على جناح هواها الذي أوقف دقاته، فحين أوقف سيارته أمام البناية التي يقطن بها ونزل منها يغلق بابها خلفه وجد تلك الفاتنة تمشي وشعرها الأشقر يتطاير خلفها بعدما غزته لفحات الهواء الساخن تتنعم بخيوطه الذهبية الناعمة، ترتدي فستانًا ابيضًا به رسومات على شكل حبات من الفراولة الحمراء يجسد شكل جسدها من أعلى ثم يتسع من بعد حزام خصرها الأحمر يبعد طوله عن قدمها بضعة سنتيمترات وكماه يحتلان ثلثي ذراعيها، وعلى رأسها وضعت شريط من الستان الأحمر اللامع وعقدته عند أسفل خصلاتها ومع بداية عنقها كي تزيح به شعرها للخلف وتبعده عن وجهها، ظل شاردًا في طيف تلك الفاتنة حتى وجدها تصعد درج بنايته فأنتفض عقله من ثباته وأمره بتتبعها قبل أن تختفي عن عينيه، وقبل ان يرتد طرفه كانت قدماه تسرعان بالقفز خلفها كمراهق فقد أتزانه، فوجدها تقف أمام باب المصعد تنتظر نزوله فهم يقف بجوارها علّه يستطيع محاورتها ومعرفة من تكون، لكنها بدأت في أولى خطوات خذلانه عندما تنحت بخجل جانبًا وتركت له المجال ليدخل غرفة المصعد وحيدًا عند هبوطه أمامهما، فدخل أولًا ثم أشار لها بالدخول.

- مش هتدخلي يا أنسة؟!.

فأشارت له برأسها ترفض عرضه وهى تنظر أرضًا على استحياء وخرجت نبرة صوتها تزيد من ذوبان قلبه في عشقها.

- لأ شكرًا أتفضل حضرتك أنت.

ضغط زر طابقه متعجبًا لأمتناعها عن الصعود برفقته، فحدث نفسه مندهشًا في أمرها.

- لما هى مش هتركب الأسانسير وقفت قدامه ليه؟.

خرج من المصعد أمام باب منزله لكنه ظل واقفًا حتى يرها لأي طابق ستصعد وهل ستفعل عبر المصعد أم الدرج، وتفاجئ بعد عدة دقائق بباب المصعد يفتح وتخرج منه، عقد ذراعيه أمام صدره ثم سألها بضيق.

- طيب ما أنتِ طلعتِ بالاسانسير أهه، ليه رفضتِ تطلعِ معايا؟.

خجلت الفتاة منه ولم تجبه وأسرعت لباب المنزل المقابل لمنزله تفتحه وتدخل عبره وتغلقه خلفها، ضرب الشاب يديه ببعضهما متعجبًا، ثم توجه هو الأخر لباب منزله وأخرج مفتاحه ودسه في فتحته وأداره بها لينتفح أمامه بسهولة ودخل وأقفله خلفه هو الآخر، وجد والدته في الردهة تشاهد التلفاز فالقى عليها السلام وجلس بجوارها.

- السلام عليكم يا ماما.

نظرت له والدته متبسمة.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حمدلله على السلامة يا حبيبي.

أمسك يدها يقبلها بحب.

- الله يسلمك يا حبيبتي.

نظرت والدته للتلفاز تتابع مشاهدتها مرة أخرى وعندما وجدته صامتًا تعجبت من أمره فهذا ليس من طبعه فأعادت عينيها عليه.

- مالك يا ريان في حاجة يا حبيبي؟.

ظل صامتًا لبرهة ثم بادرها بسؤاله.

- هى الشقة اللي قصادنا سكنت أمتى يا ماما؟.

عقصت والدته حاجبيها بتفكير.

- من ساعة ما روحت أخر مأمورية في شغلك اللي رجعت منها من يومين بس.

ثم ضيقت عينيها بتركيز حتى تتزكر متى حدث ذلك.

- تقريبًا من يجي شهر ونص كدا.

أمأ لها بابتسامة.

- ودول مستأجرين ولا قرايب عمو شفيق اللي ورثوها منه؟.

مسحت على خصلاته الناعمة تعيدها للخلف بعدما نزلت تداعب جبينه.

- لأ يا حبيبي مش مستأجرين دول قرايبه ولاد أخته الله يرحمها ومعهم بابهم، اصلهم جم هنا وسابوا الشقة اللي كانوا فيها لأن أخت عمك شفيق ليها ولد وبنت بس، والولد ماشاء الله كبير مخلص كلية من فترة وخاطب وأخد شقة باباه يوضبها عشان يتجوز فيها، أما البنت لسه في ثانوية عامة السنادي وهتقعد هى وبابها هنا بعد ما أخوها وخطبته أختاروا شقتهم التانية.

مال ريان ناحية والدته واخفض نبرته يمازحها.

- عارفة يا ست الكل أنتِ تنفعي تشتغلي معانا في المباحث جبتي المعلومات دي كلها منين؟.

عقصت والدته حاجبيها ثم لكزته برفق في ذراعه.

- بقى كدا طب ماشي مخصماك ومش هقولك على حاجة تاني.

قهقه ريان بشدة ثم أمسك يديها يقبلهما بحب.

- وأهون عليكِ يا روكا يا حبيبتي دا انا ريان حبيبك وبعدين بهزر معاكِ يا قمر أنتِ.

ربتت رقية على يد وحيدها بحنو ثم ضمته لصدرها.

- عمرك ما تهون على قلبي دا أنت اللي طلعت بيه من الدنيا.

ضمها ريان هو الأخر وقبل رأسها.

- ربنا يخليكِ ليا يا أمي ويبارك ليا في عمرك.

ثم أعتدل ونهض من جلسته ومشى نحو غرفته حتى استوقفه سؤال والدته.

- أنت مين عرفك أن الشقة اللي قصادنا سكنت يا ريان؟.

أستدار ينظر لها بابتسامة متذكرًا تلك الحورية التي خطفت أنفاسه.

- شفت بنت داخلت هناك فاستغربت لأن الشقة مقفولة من فترة.

أمأت والدته متفهمة.

- أه دي تلاقيها ملك.

شخص ريان عينيه مستفسرًا.

- مين ملك دي؟.

وقفت رقية تقترب منه.

- ملك تبقى بنت أخت عمك شفيق، بس أيه يا ريان مقولكش آية في الجمال والرقة حاجة كدا تخطف القلب.

زفر ريان أنفاسه الملتهبة وحدث نفسه.

- أنتِ هتقولي ليا يا ماما ما هى خطفت قلبي مني فعلا.

مسدت والدته على ذراعه برفق.

- أنت سرحت في أيه يا ريان؟.

أنتبه من شروده وربت على كفها.

- لا مفيش حاجة يا ماما وبعدين انا شايف أنك بتبلغي شوية في الست ملك دي.

هزت رأسها بنفي وأصرت على رأيها.

- أبالغ أيه يا حبيبي يبقى أنت مخدتش بالك منها كويس دي قمر بياض أيه وعنين زرقة ولا شعرها اللي في البيت لونه بني فاتح وفي الشمس تحسه بيقلب أصفر دهبي، ماشاء الله اللهم بارك تحسها ملاك ماشي على الأرض.

حاوط ريان كتف والدته بذراعها.

- شكلك كدا بتكراشي عليها يا ماما.

نظرت له رقية من جانب وجهها.

- أيه بكرش دي يا واد أنت؟.

قهقه ريان على نطق والدته الخطأ فصححه لها.

- بكراش يا ماما مش بكرش، يعني بتحبيها ودخلت قلبك.

أمأت له متفهمة.

- ايوه يا ريان انا حبيتها فعلا أصلها مؤدبة وفي حالها ومتسمعش ليها صوت دا غير جمالها، يعني أدب وجمال وأصل طيب هعوز أيه أكتر من كدا تبقى عروسة لأبني.

ارتفعت ضحكة ريان الصادحة ترن بأرجاء المكان.

- هههههههههه، انا قولت الموضوع في أنه بردو، بس مين قالك اني عايز اتجوزها وبعدين دي لسه صغيرة على الجواز يا حبيبتي.

لكزته والدته في ذراعه برفق.

- ولا صغيرة ولا حاجة انا متجوزة أصغر منها وبعدين ملكش دعوة سيب أنت الموضوع دا عليا وانا هحله ان شاء الله، وأدخل يلا غير هدومك عشان تتغدا.

تخصر ريان بيديه ثم زفر بنفاذ صبر.

- يا ماما جواز البنات صغار كان زمان دلوقتي الوضع أتغير.

ذهبت والدته ناحية غرفة أعداد الطعام وتركته.

- قولت ليك سبها على ربنا وعليا وأن شاء الله ملك هتبقى من نصيبك.

هز ريان رأسه ثم ذهب لغرفته وهو يحدث نفسه.

- والله يا ماما مغلطش لما قولت عليكِ تنفعي تشتغلي عندنا في المباحث دا أنتِ تغلبي شارلوك هولمز بذات نفسه.

دخل ريان لغرفته وبدل ثيابه وتسطح على فراشه يغمض عينيه وداخله أمنية تكبر كل ثانية وهى أن تكون ملك من نصيبه فالأول مرة يتفق قلبه وعقله على الأعجاب بأي فتاة، ذهب ريان في ثبات عميق ولم يستمع لنداء والدته التي ما أن نفذ صبرها ويأست من أجابته اسرعت تدخل عليه لتجده يغط في النوم فأشفقت عليه وأبت أن توقظه فهى أدرى الناس بصعوبة عمله كضابط فدثرته وتركته يريح جسده وخرجت تغلق الضوء والباب خلفها.


وقف ذلك المسن أمام الموقد يكمل طهو الطعام الذي بدأه من أجل أبنائه، أمسك بالملعقة يحركها بحركة دائرية داخل الأناء بعدما رفع الغطاء عنه يمسكه بيده الأخرى، ثم أخذ بعض الحساء بالملعقة يتذوقه فهز رأسه بغير رضا فوضع الغطاء جانبًا وجلب وعاء الملح وأخذ القليل منه وأضافه داخل الأناء ثم حرك الحساء ثانيًا وتذوقه مرة أخرى فهذا رأسه برضا هذه المرة بعدما استحسن طعمه، وضع الغطاء عليه ثم عاد يكمل تقطيع الخضروات لصنع السلطة، وأثناء ذلك استمع لصوت أغلاق الباب فنادي بصوت عالي على من أتى من أبنائه.

- يا حبايبي مين اللي وصل منكم انا هنا في المطبخ.

جاءت ملك وهى تهز رأسها بيأس بعدما رفض والدها الانصياع لطلبها له بالراحة.

- بردو يا بابا مسمعتش كلامي تاني ومرتحتش وعملت الأكل.

اشار لها والدها بالأقتراب فأقتربت منه ففجأها بوضع قطعة خيار بفمها.

- كلي حتة الخيار دي تصبيرة على ما الفاصوليا تتسبك كله خلص ما عادا هى لسه شوية وتستوي.

مضغت ملك قطعة الخيار وهى تبتسم بحنو لوالدها الحبيب ثم اقتربت منه تضم ظهره لها وتضع رأسها عليه وتحاوط خصره بيديها.

- ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ربنا أبدًا يا أغلى وأحلى أب في الدنيا كلها ويجازيك خير على تعبك معانا انا وعمرو.

زفر جلال بحزن متذكرًا يتم أبنته بعد فراق والدتها وعمرها خمسة أعوام فقط فأستدار يضمها لصدره.

- انا معنديش أغلى منك أنتِ وأخوكِ عشان أتعب عشانه، وبعدين مهما أعمل ليكم عمري ما تعبت بالعكس انا ببقى فرحان ومبسوط لما بعمل عشانكم حاجة وألاقيها عجبتكم.

رفعت ملك تنظر لوالدها بحب.

- أنت كتير قوي علينا يا بابا عوضتنا غياب ماما الله يرحمها وبقيت لينا أم وأب وأدتنا الحنان الكافي وعمرك ما حسستنا بتقصير ولا أننا تقال عليك.

أبعد جلال أبنته عنه قليلًا يمسك ذراعيها وينظر لها بحب كبير.

- مفيش حاجة في الدنيا تكتر عليكم بالعكس انا نفسي اجيب ليكم الدنيا كلها وكمان لو أطول اجيب ليكم حتة من السما، وبعدين يا ملوكة لو انا محبتكمش وأدتكم حناني ابقى لازمتي أيه في الحياة.

رجعت ملك لحضن أبيها تضع رأسها على صدره وتغمض عينيها براحة.

- عارف يا بابا عمر ما في حد هيحبني قدك ولا انا عمري هحب حد قدك لو ينفع اقعد معاك عمري كله حتى من غير ما أتجوز هقعد ومش هتردد لحظة واحدة.

ضم جلال أبنته وربت على ظهرها وشعرها برفق.

- أن شاء الله ربنا يرزقك بالزوج الصالح اللي ينسيكِ بابا وعمرو والدنيا كلها يا حبيبتي.

هزت رأسها برفض.

- بس انا مش عايزة أتجوز، انا عايزة افضل جنبك ديمًا تحاوطني بحبك وحنانك وتحميني.

هز جلال رأسه برفض.

- لأ يا ملك انا بقى اللي مش هوافق لأن نفسي أشوفك مع زوج أبن حلال يتقي الله فيكِ، نفسي اطمن عليكِ قبل ما أموت يا حبيبتي.

ارتجفت ملك بخوف.

- أرجوك يا بابا عشان خاطري متجبش سيرة الموت ولا الفراق تاني لو بتحبني.

أندهش جلال من مدى خوف أبنته فضمها برفق يطمأنها.

- أيه يا ملوكة خفتي ليه كدا ما كلنا في الأخر هنموت يا حبيبتي، لأ انا عايزك تبقي أجمد من كدا متزعلنيش منك وتخوفيني عليكِ ماشي.

أبتعدت ملك قليلًا عن والدها تتمالك نفسها حتى لا تثير قلقه عليها وأبتسمت له بحنو.

- متخافش عليا يا بابا انا جامدة قوي انا بس اللي مبحبش السيرة دي.

بادلها جلال ابتسامتها بأخرى أكثر اتساعًا وحبًا وأحتواء.

- أيوه كدا بنتي قوية ومفيش حاجة تهزها، ويلا قمر ادخلي غيري هدومك بسرعة وتعالي اغرفي معايا الأكل لحسن انا ميت من الجوع.

أمأت له بأبتسامة ثم تركته وذهبت تبدل ثيابها.

- حاضر يا بابا ثواني وهكون عندك وكمان هكلم عمرو أشوفه فين عشان لو قريب يجي ياكل معانا.

ألتف جلال يستكشف نضج الحساء وعندما وجده نضج أطفئ النار من تحته.

- ماشي يا قلبي والفاصوليا كمان خلصت وكدا كله تمام.

أعدت ملك طاولة الطعام ثم ساعدت والدها في غرفه ووضعه عليها ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولونه بعدما جاء عمرو وشاركهم، لاحظ والده انه ليس على ما يرام فتأن حتى لا ينغص عليه تناول طعامه وأرجئ سؤاله لحين أنتهائهم، ثم طلب من ملك صنع القهوة لهم حتى يعلم ما به بعيدًا عنها كي لا تحزن لأمر شقيقها، أخذ جلال أبنه ودخل معه غرفة المعيشة منفردًا به ثم سأله عما به.

- مالك يا عمرو فيك أيه؟.

مسح عمرو وجهه بكفيه كي يقلل من حدة توتره

- مفيش يا بابا متشغلش بالك بيا انا تمام، شوية مشاكل في تشطيب الشقة بس وأن شاء الله هتتحل.

هز جلال رأسه بغير أقتناع.

- مروة عملت معاك مشاكل تاني ولا طلبت أيه زيادة المرة دي.

زفر عمرو بضيق.

- مش عارف هى بتعمل معايا كدا ليه مع أن بحبها ومبرفضش ليها طلب، ولما أختارت شقة مصر الجديدة كلنا وافقنا عشان خاطرها مع أن يعز عليا أنك تسيب بيتك اللي عشت فيه معظم أيام حياتك وانا كنت رافض بس أنت اللي ضغطت عليا أوافق عشان أراضيها.

هز جلال رأسه بتفكير.

- انا لما وافقت يا عمرو وافقت عشانك، عشان خاطر تكون فرحان وسعيد لأنك بتحبها، و صدقني هنا من مصر الجديدة مش هتفرق كتير المهم أنك تعيش مرتاح دا كان أهم حاجة عندي لما لقيتك متعلق بيها، إنما لو مروة طلبت حاجة تانية فوق طاقتك وجيت على نفسك وعملتها ساعتها هتستضعفك وهتتعود على أنها تمشي كلمتها عليك يا أما تحول حياتكم لجحيم وحبك ليها هيتحول لنكبة تنغص عليك طول عمرك.

ثم نظر له محذرًا.

- أوعى يا عمرو تضعف وتخليها تمشي كلمتها عليك وتشيلك أكتر من طاقتك، وضح موقفك وعرفها حدودك عشان متتخطهاش ولو لقيتها مش متقبلة دا يبقى الأحسن أنك تسبها من دلوقتي بدل ما تسيبك هى بعدين ويكون في أطفال بنكم يشيلوا ذنبكم وتخلوهم عايشين أيتام وأنتم عايشين في الحياة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي