الحلقة الخامسة و العشرون
الحلقة الخامسة و العشرون
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد على
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الألم الذي ظهر علي وجهها جعل والدها يقترب منها يضمها إلي صدره و هو يقول بمحبة و ود
جمال مالك بس يا بنتي فين ايمانك يا إريني فين المحبة اللي في قلبك انت ليه اتغيرتي
التفتت تنظر حولها كأنها تقولها دون صوت بعد كل ما حدث لي هل تسألني لما تغيرت لقد مات جزء من قلبي مع كل طفل حملته في أحشائي و فارق الحياه دون أن أشبع منه دون أن أكتفي من حبه و من ان المس بشرته الناعمة دون أن يكبر بين يدي كما كبر في احشائي
إيريني : انا مش قد اني اغامر مرة تانية مش قد أن اعيش الحلم و اصحي علي كابوس مش قد اني اموت في اللحظة الواحدة مائه مرة
جمال: يا بنتي انا حاسس بيكي
هزت رأسها نافية و عينها تنظر إلي الجميع و تقول
إيريني : مفيش حد حاسس بيا مفيش حد حاسس بوجعي اذا كان البيت اللي تربيت و عشت عمري فيه بقي بيخنقني بقيت بحس فيه اني محبوسة بين الوجع و الحزن و الألم و الموت انا شايفة جاستن علي الحيطة و سامعة في وداني صوت بنتي اللي ماتت ولما بآجي بيتك يا بابا بقيت محتاجة قوة فوق قوة البشر عشان اقعد وقت اكبر فيه
ماري : يا بنتي
إيريني: هاه ايه بقي عادي عندك اني اجيب بنت كويس بس امتي بعد.ما انا نفسي بقي مش عندي استعداد اني اجيب حاجة لا بنت ولا ولد
قالت كلامها و نزلت دموعها علي وجهها كأنها تغسله و تحركت إلي الحمام
و لكنها اوقضت في قلب الجميع نار و وجع و خوف من حالتها النفسية
بعد.وقت كانت تستأذن لتذهب و هي تقول لسامي
ايريني : لو عاوز تخليك انت برحتك انا مش قادرة يا مقدس سامحني
سامي : لا انا جاي معاكي بعد اذنك يا عمي
جمال بوجع يملئ قلبه قال : اذنك معاك يا ابني
رجعت إلي بيتها منهارة و لكن سامي حاول أن يخفف عنها حتي انه رن الجرس علي عائشة لتأتي أن كانت متفرغة
نظرة الاستفسار في عين عائشة جعلته يخبرها باختصار ما حدث
و ما ان انتهي حتي كانت تتحرك معه إلي شقتهم وهي تنادي علي إيريني
وقلبها مليئ بالشفقة و هي تتحرك حيث تجلس إيريني و هي تحتضن ابنتيها
اقبلت عليها وهي تقول
عائشه : مالك يا قلبي
ايريني : تعبانة اوي يا عايشة تعبانة من جوة
و بكت بصوتها كله و اخذت عائشة تحتضنها و تربت عليها و هي تطالبها بالبكاء فالبكاء قد يجعلها تهدئ أو ترتاح بعض الشئ
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
مرت الايام و قرر جمال أن يجد حل عليها ان يعرف كيف يرجع ابنته إلي بيته
و ها هو الحل يظهر امامه ها هو يتجسد في بيت جديد و مكان آخر بعيد عن الذكريات الحزينة التي تتذكرها ابنته
و لم يتردد أن يبحث عن بيت جديد فلا وقت ليبني هو لن يقبل أن لا تأتي ابنته إلي بيته الا مضطرة
و ها هو السمسار يجد له ما يريد يجد له ما يناسبه من حيث كل شئ
بيت قريب من شقة إيريني علي بعد شارعين فقط نفس حجم بيته تقريبا
و ها هو يعيد الدهان و التشطيب و تهيئة كل شئ فيه حتي أن قرر النقل سيكون كل شئ جاهز
و هو بيت يليق به و بمكانته و لأولاده في مكان راقي و موقع متميز
لم يخبر إيريني الا بعد أن تم التجهيز لكل شئ كانت تقف معه امام البيت الراقي الكبير بذلك السور من حوله و كأنه فيلا و به بوابة خارجية حيث يوجد به مكان للعب للاطفال كحديقة صغيرة
ابتسمت إيريني و هي تقول
إيريني : باسم الصليب حلو اوي البيت ده يا بابا بتاع مين
جمال : عاجبك يا إريني
إيريني: اوي اوي يا بابا بس بتاع مين
جمال : بتاعنا يا إيريني انا بعت البيت التاني و هننقل هنا من بكرة ها هتيجي بيت ابوكي ولا
اقتربت منه تضمه و هي تقول
ايريني : يا حبيبي يا بابا انت اشتريت البيت
اكمل جمال كلامها و قال
جمال : عشان ما متحرمش من دخلتك لبيتي عشان بعد.كل قداس تعرفي ان الغدا عندي عشان نتجمع زي الأول
ابتسمت له و هي تهز رأسها والدموع فى عينيها وتقول
ايريني : انا بحبك اوي يا مقدس
قبل رأسها وهو يقول
جمال : انتي اكتر يا قلب ابوكي ها فكرتي
إيريني: في ايه
جمال و هو يشير لها لتجلس علي ذلك المقعد في الحديقة و هو يقول
جمال : انتي عارفة انا اقصد ايه كويس يا بنت قلبي يا نوارتي
إيريني بوجع ينهش قلبها و عقلها و ينبع من روحها نظرت اليه مطولا و كانها لا تعرف كيف تصوغ الكلام و لكنها يجب أن تتكلم بأي رد قالت
ايريني : خايفة اوي خايفة اجيب و اتوجع خايفة ارجع ابكي من تاني انا راضية باللي عندي ومش عاوزة غيره
جمال: بس انا عاوز اسمعي كلامي المرة دي
نظرت له و هي مترددة و لكنها هزت راسها فهي لا تريد أن تري تلك النظرة في عينه
مرت الايام و انتقل جمال و عائلته إلي البيت الجديد و كانت الحياة مستقرة و الايام تمر و لكن المسافة بعدت علي مارثا ابنته الكبري و كذلك اضطر زوجها لانتقال إلي العمل في بلده مجاوره فكانت لا تذهب إلي بيت اهلها الا مرة كل فترة و كذلك الي بيت اختها إيريني حتي إصبح يتفقوا علي يوم يجتمعون فيه في البيت و منه تري كاثرين و اير يني وامها
بالظروف تغيرت و زوجها قالها صريحة
متري : انا اول مرة اقولك كده بس انا مش في البيت يبقي انتي فيه
مارثا : بمعني
متري : اقترب منها ليضمها وهو يقول انتي فاهمة قصدي البيت الجديد بعيد عن هنا و مش ينفع تروحي لوحدك و ولادنا عندهم دروس مش ينفع تسبيهم و تروحي و مش ينفع تاخديهم عشان دروسهم
مارثا : عارفة بس
متري : بحزم من غير بس يوم واحد في الاسبوع كويس
نظرت إليه و هي تعرف انه لا يلجأ الي الحزم الا اذا كان يريد أن تنفذ كلامه دون نقاش
و عليها ان لا تظهر انه هو من يرفض ذهابها حتي لا تحدث فجوة في العلاقة بينه و ببن ابوها و اخوتها
هزت رأسها بموافقة فهي لا تريد أن يحدث لها مشاكل فكل بيت له مدار و هي تري رضي زوجها اهم من كل شيئ
مر علي هذا الوضع اكثر من اسبوع حتي ان متري كان يأخذها هو الي بيت العائلة كلما كان متفرغ
حتي مرت شهور و لقد تركت أيريني فعلا الوسيلة و لكنه لم يحدث حمل حتي الان تلك النظرة علي وجهها كانت تعني الخوف
حتي أنها كانت تصلي للعذراء و هي ترجوا أن تحمل
و ايضا خائفة من الحمل و خائفة من أن يستمر و بعده ترجع خالية الوفاض و لكنها سلمت امرها إلي الرب
حتي اتي ذلك اليوم الذي كانت تشعر فيه بالاعياء و القيئ و اتت لها عائشة فاليوم عطلة و اخذت تعد لها اعشاب ساخنة حتي ترتاح و لكنها نظرت إليها و هي تقول
عائشة : إريني انت شكلك ثم سكتت كأنها خائفة من أن تكمل كلامها
إيريني: في ايه يا عايشة سكتي ليه انا ايه
عائشة : انتي ممكن تكوني يعني حامل
تلك الصدمة علي وجه ايريني كانت رد كافي و كانها متناقضة بكل ما تشمله الكلمة من معني بمزيج المشاعر علي وجهها الذي يحمل خليط من الفرح و الحزن و الخوف و الاطمئنان إضراب يعني الكثير و الكثير
و لكنها لم تعرف كيف ترد أو ماذا تقول نظرت إلي عائشة الخائفة مما يظهر علي وجهها من أفكار متضاربة و عائشة تشعر بالخوف عليها
إيريني : قالت بهمس ضعيف بجد تفتكري اني ممكن اكون حامل تفتكري اني ممكن اجيب بيبي
عائشة : مفيش حاجة بعيدة علي ربنا قولي يا رب
نظرت إليها إيريني وهي تهز رأسها بموافقة وهي تقول يا رب
عائشة : تيجي نطلب من الصيدلية اختبار حمل
إيريني : رغم الخوف الذي تشعر به قالت ماشي
بعد وقت كانت تنتظر النتيجة و في نفس الوقت تشعر بالخوف منها خائفة من ان تكون حامل و خائفة من أن لا تكون حامل
مشتتة بين الاثنين و ما بين الخوف و الأمل قد يمر العمر
نظرت إلي تلك الشرطتين باللون الأحمر و هي تأكد الحمل و تأكد الخوف و تمزج بينهم الأمل و كأنها ضفيرة مجدولة من المشاعر تامل في كرم الرب و حنان العذراء و ترجوا شفاعة القدسين و تردد الرب راعي فلا يضرني أحد
بعد وقت كانت تقول لسامي و هو لم ينتظر أو يتأخر وهو يقول للجميع
كانت الفرحة تعم علي البيت و خاصة علي وجه ماري التي كانت تدعي الرب و تصلي للعذراء أن يجبر خاطرهم و ترزق إيريني بطفل صحيح سالم و معافي و لا يفرق ايا أن كان نوعه هي تريد بنت و لكنها تأمل أن تكون بخير
مرت الايام و الأسابيع و الشهور و إيريني تتعلق بالأمل
و تصلي للعذراء و تدعي وتترجى و هي تردد يا عذراء يا ام النور يا عذراء يا ام النعم
اما عائشة استقرت في العمل و الحياة و كان صلاح يعوضها أنه لا سبيل الي الرجعة أن هو حاد عن الطريق اقل شيئ سوف تفعله بعد أن أصبحت مستقلة ماديا كما تقول له فهي الآن لها حساب خاص بها تضع به مرتبها كل شهر و كأنها تقول له انا اتوقع الغدر لذي تستعد له
و لكنه لن يغدر فهو يعرف أنه أن فعلها لن يقف بينه و بين أن ينطرد من الجنة شيئ سيحرم من الاستقرار و البيت و أولاده و اهمهم هي التي عرف قيمتها بعد أن هجرته أكثر من شهر
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و مرت الايام حتي اقتربت من أن تضع حملها و لكنها كانت تأخذ قرار لن تتراجع عنه انها لم تحاول ان تعرف نوع المولود ولم يعد يفرق معها نوعه.. ولن يفرق معها احد ولكن الغريب ان ماري لم تلح عليها لتعرف نوعه مع تطوروجود الاشعه التليفزيونيه..
كانت تتكلم مع سامي و هو يستمع إليها ب انتباه و تفكير في كلامها فهي علي حق فيما تقوله و هو يسأل لما لا فهو الأفضل يخشي أن يحدث لطفله مكروه يخشي ان يفقده ذلك الذي لازال في علم الرب قبل أن يأتي و لو بيده شئ لفعله من أجله فنظر إلي إيريني التي تقول
ايريني : ها يا سامي موافق اني اولد زي ما قولت ليك في مستشفي احنا سنة تسعين و المستشفي هتبقي احسن من البيت و كمان مجهزة و انت عارف اني خايفة
هز راسه بالموافقة و هو يقول
سامي : زي ما انتي عاوزة يا رورو المهم تبقي مطمئنه
إيريني: يعني انتي مش هتزعلي علي الفلوس اللي هندفعها في المستشفي
سامي: لا يا حبيبتي انتي اهم من اي حاجة المهم صحتك انتي و البيبي
إيريني اقتربت من سامي تضع رأسها علي كتفه و هي تضم نفسها إليه و تقول
إيريني : انا بحبك اوي يا سامي بحبك من وانا لسه طفلة قبل ما اعرف يعني ايه حب من اصله بحبك من وانا لسه في المعهد وانا في المدرسة
اقترب منها يقبلها بشغف و عشق و هو يحرك كفه علي بطنها البارزة من تجسيد الثوب لجسدها البض
و هو يهمس أمام شفتيها بعشق جارف كأنه تيار قوي عتي سوف يجرفهم معا
سامي : تعبانة يا قلبي أصل الكلام اللي زي الشهد ده لازم ليه رد فعل مناسب
إيريني بخجل : رد فعل
سامي : اه رد فعل ما لكل فعل رد فعل و رد فعلي الليلة هيبقي دمار
إيريني ضحكت بصوت مرتفع
نظر لها سامي بشغف و هو يقول
سامي : لا كده انتي هتولدي الوقتي
و التفت حوله ينظر إلي غرفة البنات و ما ان رأي النور الخافت والباب شبه مغلق حتي نهض يغلق التلفزيون و اقترب من إيريني يمد لها يده لتقف و ما أن وقفت حتي حملها بين ذراعيه و هو يقول
سامي : اضحكي برحتك بقي
إيريني : نزلني يا سامي انا تقيلة و وتقلت اكتر من بعد الحمل
سامي و هو يسير بها إلي الفراش قال
سامي : فين التقلية دي و قربها من صدره و هو يضمها بشغف ولهفة و ما ان وضعها في الفراش حتي كان يقبلها قبلات متفرقة ثم ابتعد ليغلق الباب وهو يقول
سامي: ما بلاش
ايريني بلاش ايه و ضحكت علي ما يظهر علي وجهه
سامي وهو ينضم اليها في الفراش قال
سامي : بلاش الضحكة دي لان انتي اللي هتتعبي أصلك و وحشاني
و اقترب ليقبلها و ما ان رفع وجهها حتي قالت
إيريني : و ده ازاي وحشتك دا هما يومين
سامي : يا بنتي انا ما بقتش اقدر علي بعدك
و اقترب يأخذ ما هو له بعشق و شغف و لهفة و كانت ليلة مزيج من الأحاسيس و المشاعر و الحب
و مرت الايام و كلما اقترب موعد الولادة كانت تشعر بالقلق و لكن سامي كان منتهى الدعم لها و كذلك ماري
اما جمال فهو لم يترك أحد محتاج له حتي ساعده و اخذ ينفق من ماله لمساعدت فقراء الكنيسة و هو يدعي الرب أن ينجي إيريني و طفلها أو طفلتها
و ها هو اليوم الذي ينتظره الجميع و يخاف منه الجميع ايضا
انها الآن تتألم بشده و هي تلوم علي نفسها لأنها رفضت الذهاب الي بيت والدها في هذه الايام الاخيرة من الحمل و ها هي النتيجة رغم أن الطبيب أكد ان امامها إلي الغد مساء الا انها تشعر بتقلصات شديدة و ايضا بانقباض في أسفل بطنها و هناك سائل ساخن يخرج منها اخذت تتحرك بوهن إلي خارج الشقة و هي طرقت علي عائشة بصوت و هي تدعو الرب أن تكون في البيت
ما ان فتحت عائشة حتي شهقت بصوت مرتفع و هي تنظر إلي آيريني و ماء الطفل الذي نزل منها فأدخلتها إلي شقتها و اتصلت علي بيت والدها و علي زوجها في الورشة و ما ان اغلقت الهاتف حتي قالت لأميرة التي تقف تحتضن اخوها و تشعر بالخوف علي جارتهم المفضلة و القريبة منهم
عائشة : اميرة الاكل علي البوتاجاز انا طفيت عليه و هروح مع طنط رورو
اميرة هزت رأسها و هي تنظر إلي آيريني بشفقة
عائشة: خلي بالك من نفسك و من اخوكي و انا هبقى اتصل اطمن عليكم
اميرة : ما تقلقيش
اما عائشة كانت تلف الطرحة و تأخذ معها حقيبتها و هي تسند ايريني إلي الأسانسير الذي اخذهم و نزل إلي أسفل العمارة و هي تسندها و تقول شدي حيلك كده
كانت تصل معها أمام العمارة في نفس وصول جمال و يوسف بالسيارة
جمال : كتر خيرك يا بنتي الرب يحافظ عليكي و الف شكر ليكي
عائشة : علي ايه يا مقدس إريني في مكانة اختي
جمال : تسلمي يا بنتي اجلستها عائشة إلي المقعد الخلفي في السيارة و جلست بجوارها و هي تقول معلش انا مش هطمن علي إيريني غير لما اكون معاها بعد اذنكم
جمال : طبعا يا بنتي طبعا
يوسف ما ان اغلقت الباب حتي تحرك بسرعة و إلي المستشفي
و جمال يدعو الرب و يردد
جمال : الرب قريب لمن يدعوه
الرب قريب لمن يدعوه
في الوقت الذى وصلوا فيه إلي المستشفي و هم يقولون
جمال : حالة ولادة مع دكتور بيتر
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد على
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الألم الذي ظهر علي وجهها جعل والدها يقترب منها يضمها إلي صدره و هو يقول بمحبة و ود
جمال مالك بس يا بنتي فين ايمانك يا إريني فين المحبة اللي في قلبك انت ليه اتغيرتي
التفتت تنظر حولها كأنها تقولها دون صوت بعد كل ما حدث لي هل تسألني لما تغيرت لقد مات جزء من قلبي مع كل طفل حملته في أحشائي و فارق الحياه دون أن أشبع منه دون أن أكتفي من حبه و من ان المس بشرته الناعمة دون أن يكبر بين يدي كما كبر في احشائي
إيريني : انا مش قد اني اغامر مرة تانية مش قد أن اعيش الحلم و اصحي علي كابوس مش قد اني اموت في اللحظة الواحدة مائه مرة
جمال: يا بنتي انا حاسس بيكي
هزت رأسها نافية و عينها تنظر إلي الجميع و تقول
إيريني : مفيش حد حاسس بيا مفيش حد حاسس بوجعي اذا كان البيت اللي تربيت و عشت عمري فيه بقي بيخنقني بقيت بحس فيه اني محبوسة بين الوجع و الحزن و الألم و الموت انا شايفة جاستن علي الحيطة و سامعة في وداني صوت بنتي اللي ماتت ولما بآجي بيتك يا بابا بقيت محتاجة قوة فوق قوة البشر عشان اقعد وقت اكبر فيه
ماري : يا بنتي
إيريني: هاه ايه بقي عادي عندك اني اجيب بنت كويس بس امتي بعد.ما انا نفسي بقي مش عندي استعداد اني اجيب حاجة لا بنت ولا ولد
قالت كلامها و نزلت دموعها علي وجهها كأنها تغسله و تحركت إلي الحمام
و لكنها اوقضت في قلب الجميع نار و وجع و خوف من حالتها النفسية
بعد.وقت كانت تستأذن لتذهب و هي تقول لسامي
ايريني : لو عاوز تخليك انت برحتك انا مش قادرة يا مقدس سامحني
سامي : لا انا جاي معاكي بعد اذنك يا عمي
جمال بوجع يملئ قلبه قال : اذنك معاك يا ابني
رجعت إلي بيتها منهارة و لكن سامي حاول أن يخفف عنها حتي انه رن الجرس علي عائشة لتأتي أن كانت متفرغة
نظرة الاستفسار في عين عائشة جعلته يخبرها باختصار ما حدث
و ما ان انتهي حتي كانت تتحرك معه إلي شقتهم وهي تنادي علي إيريني
وقلبها مليئ بالشفقة و هي تتحرك حيث تجلس إيريني و هي تحتضن ابنتيها
اقبلت عليها وهي تقول
عائشه : مالك يا قلبي
ايريني : تعبانة اوي يا عايشة تعبانة من جوة
و بكت بصوتها كله و اخذت عائشة تحتضنها و تربت عليها و هي تطالبها بالبكاء فالبكاء قد يجعلها تهدئ أو ترتاح بعض الشئ
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
مرت الايام و قرر جمال أن يجد حل عليها ان يعرف كيف يرجع ابنته إلي بيته
و ها هو الحل يظهر امامه ها هو يتجسد في بيت جديد و مكان آخر بعيد عن الذكريات الحزينة التي تتذكرها ابنته
و لم يتردد أن يبحث عن بيت جديد فلا وقت ليبني هو لن يقبل أن لا تأتي ابنته إلي بيته الا مضطرة
و ها هو السمسار يجد له ما يريد يجد له ما يناسبه من حيث كل شئ
بيت قريب من شقة إيريني علي بعد شارعين فقط نفس حجم بيته تقريبا
و ها هو يعيد الدهان و التشطيب و تهيئة كل شئ فيه حتي أن قرر النقل سيكون كل شئ جاهز
و هو بيت يليق به و بمكانته و لأولاده في مكان راقي و موقع متميز
لم يخبر إيريني الا بعد أن تم التجهيز لكل شئ كانت تقف معه امام البيت الراقي الكبير بذلك السور من حوله و كأنه فيلا و به بوابة خارجية حيث يوجد به مكان للعب للاطفال كحديقة صغيرة
ابتسمت إيريني و هي تقول
إيريني : باسم الصليب حلو اوي البيت ده يا بابا بتاع مين
جمال : عاجبك يا إريني
إيريني: اوي اوي يا بابا بس بتاع مين
جمال : بتاعنا يا إيريني انا بعت البيت التاني و هننقل هنا من بكرة ها هتيجي بيت ابوكي ولا
اقتربت منه تضمه و هي تقول
ايريني : يا حبيبي يا بابا انت اشتريت البيت
اكمل جمال كلامها و قال
جمال : عشان ما متحرمش من دخلتك لبيتي عشان بعد.كل قداس تعرفي ان الغدا عندي عشان نتجمع زي الأول
ابتسمت له و هي تهز رأسها والدموع فى عينيها وتقول
ايريني : انا بحبك اوي يا مقدس
قبل رأسها وهو يقول
جمال : انتي اكتر يا قلب ابوكي ها فكرتي
إيريني: في ايه
جمال و هو يشير لها لتجلس علي ذلك المقعد في الحديقة و هو يقول
جمال : انتي عارفة انا اقصد ايه كويس يا بنت قلبي يا نوارتي
إيريني بوجع ينهش قلبها و عقلها و ينبع من روحها نظرت اليه مطولا و كانها لا تعرف كيف تصوغ الكلام و لكنها يجب أن تتكلم بأي رد قالت
ايريني : خايفة اوي خايفة اجيب و اتوجع خايفة ارجع ابكي من تاني انا راضية باللي عندي ومش عاوزة غيره
جمال: بس انا عاوز اسمعي كلامي المرة دي
نظرت له و هي مترددة و لكنها هزت راسها فهي لا تريد أن تري تلك النظرة في عينه
مرت الايام و انتقل جمال و عائلته إلي البيت الجديد و كانت الحياة مستقرة و الايام تمر و لكن المسافة بعدت علي مارثا ابنته الكبري و كذلك اضطر زوجها لانتقال إلي العمل في بلده مجاوره فكانت لا تذهب إلي بيت اهلها الا مرة كل فترة و كذلك الي بيت اختها إيريني حتي إصبح يتفقوا علي يوم يجتمعون فيه في البيت و منه تري كاثرين و اير يني وامها
بالظروف تغيرت و زوجها قالها صريحة
متري : انا اول مرة اقولك كده بس انا مش في البيت يبقي انتي فيه
مارثا : بمعني
متري : اقترب منها ليضمها وهو يقول انتي فاهمة قصدي البيت الجديد بعيد عن هنا و مش ينفع تروحي لوحدك و ولادنا عندهم دروس مش ينفع تسبيهم و تروحي و مش ينفع تاخديهم عشان دروسهم
مارثا : عارفة بس
متري : بحزم من غير بس يوم واحد في الاسبوع كويس
نظرت إليه و هي تعرف انه لا يلجأ الي الحزم الا اذا كان يريد أن تنفذ كلامه دون نقاش
و عليها ان لا تظهر انه هو من يرفض ذهابها حتي لا تحدث فجوة في العلاقة بينه و ببن ابوها و اخوتها
هزت رأسها بموافقة فهي لا تريد أن يحدث لها مشاكل فكل بيت له مدار و هي تري رضي زوجها اهم من كل شيئ
مر علي هذا الوضع اكثر من اسبوع حتي ان متري كان يأخذها هو الي بيت العائلة كلما كان متفرغ
حتي مرت شهور و لقد تركت أيريني فعلا الوسيلة و لكنه لم يحدث حمل حتي الان تلك النظرة علي وجهها كانت تعني الخوف
حتي أنها كانت تصلي للعذراء و هي ترجوا أن تحمل
و ايضا خائفة من الحمل و خائفة من أن يستمر و بعده ترجع خالية الوفاض و لكنها سلمت امرها إلي الرب
حتي اتي ذلك اليوم الذي كانت تشعر فيه بالاعياء و القيئ و اتت لها عائشة فاليوم عطلة و اخذت تعد لها اعشاب ساخنة حتي ترتاح و لكنها نظرت إليها و هي تقول
عائشة : إريني انت شكلك ثم سكتت كأنها خائفة من أن تكمل كلامها
إيريني: في ايه يا عايشة سكتي ليه انا ايه
عائشة : انتي ممكن تكوني يعني حامل
تلك الصدمة علي وجه ايريني كانت رد كافي و كانها متناقضة بكل ما تشمله الكلمة من معني بمزيج المشاعر علي وجهها الذي يحمل خليط من الفرح و الحزن و الخوف و الاطمئنان إضراب يعني الكثير و الكثير
و لكنها لم تعرف كيف ترد أو ماذا تقول نظرت إلي عائشة الخائفة مما يظهر علي وجهها من أفكار متضاربة و عائشة تشعر بالخوف عليها
إيريني : قالت بهمس ضعيف بجد تفتكري اني ممكن اكون حامل تفتكري اني ممكن اجيب بيبي
عائشة : مفيش حاجة بعيدة علي ربنا قولي يا رب
نظرت إليها إيريني وهي تهز رأسها بموافقة وهي تقول يا رب
عائشة : تيجي نطلب من الصيدلية اختبار حمل
إيريني : رغم الخوف الذي تشعر به قالت ماشي
بعد وقت كانت تنتظر النتيجة و في نفس الوقت تشعر بالخوف منها خائفة من ان تكون حامل و خائفة من أن لا تكون حامل
مشتتة بين الاثنين و ما بين الخوف و الأمل قد يمر العمر
نظرت إلي تلك الشرطتين باللون الأحمر و هي تأكد الحمل و تأكد الخوف و تمزج بينهم الأمل و كأنها ضفيرة مجدولة من المشاعر تامل في كرم الرب و حنان العذراء و ترجوا شفاعة القدسين و تردد الرب راعي فلا يضرني أحد
بعد وقت كانت تقول لسامي و هو لم ينتظر أو يتأخر وهو يقول للجميع
كانت الفرحة تعم علي البيت و خاصة علي وجه ماري التي كانت تدعي الرب و تصلي للعذراء أن يجبر خاطرهم و ترزق إيريني بطفل صحيح سالم و معافي و لا يفرق ايا أن كان نوعه هي تريد بنت و لكنها تأمل أن تكون بخير
مرت الايام و الأسابيع و الشهور و إيريني تتعلق بالأمل
و تصلي للعذراء و تدعي وتترجى و هي تردد يا عذراء يا ام النور يا عذراء يا ام النعم
اما عائشة استقرت في العمل و الحياة و كان صلاح يعوضها أنه لا سبيل الي الرجعة أن هو حاد عن الطريق اقل شيئ سوف تفعله بعد أن أصبحت مستقلة ماديا كما تقول له فهي الآن لها حساب خاص بها تضع به مرتبها كل شهر و كأنها تقول له انا اتوقع الغدر لذي تستعد له
و لكنه لن يغدر فهو يعرف أنه أن فعلها لن يقف بينه و بين أن ينطرد من الجنة شيئ سيحرم من الاستقرار و البيت و أولاده و اهمهم هي التي عرف قيمتها بعد أن هجرته أكثر من شهر
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
و مرت الايام حتي اقتربت من أن تضع حملها و لكنها كانت تأخذ قرار لن تتراجع عنه انها لم تحاول ان تعرف نوع المولود ولم يعد يفرق معها نوعه.. ولن يفرق معها احد ولكن الغريب ان ماري لم تلح عليها لتعرف نوعه مع تطوروجود الاشعه التليفزيونيه..
كانت تتكلم مع سامي و هو يستمع إليها ب انتباه و تفكير في كلامها فهي علي حق فيما تقوله و هو يسأل لما لا فهو الأفضل يخشي أن يحدث لطفله مكروه يخشي ان يفقده ذلك الذي لازال في علم الرب قبل أن يأتي و لو بيده شئ لفعله من أجله فنظر إلي إيريني التي تقول
ايريني : ها يا سامي موافق اني اولد زي ما قولت ليك في مستشفي احنا سنة تسعين و المستشفي هتبقي احسن من البيت و كمان مجهزة و انت عارف اني خايفة
هز راسه بالموافقة و هو يقول
سامي : زي ما انتي عاوزة يا رورو المهم تبقي مطمئنه
إيريني: يعني انتي مش هتزعلي علي الفلوس اللي هندفعها في المستشفي
سامي: لا يا حبيبتي انتي اهم من اي حاجة المهم صحتك انتي و البيبي
إيريني اقتربت من سامي تضع رأسها علي كتفه و هي تضم نفسها إليه و تقول
إيريني : انا بحبك اوي يا سامي بحبك من وانا لسه طفلة قبل ما اعرف يعني ايه حب من اصله بحبك من وانا لسه في المعهد وانا في المدرسة
اقترب منها يقبلها بشغف و عشق و هو يحرك كفه علي بطنها البارزة من تجسيد الثوب لجسدها البض
و هو يهمس أمام شفتيها بعشق جارف كأنه تيار قوي عتي سوف يجرفهم معا
سامي : تعبانة يا قلبي أصل الكلام اللي زي الشهد ده لازم ليه رد فعل مناسب
إيريني بخجل : رد فعل
سامي : اه رد فعل ما لكل فعل رد فعل و رد فعلي الليلة هيبقي دمار
إيريني ضحكت بصوت مرتفع
نظر لها سامي بشغف و هو يقول
سامي : لا كده انتي هتولدي الوقتي
و التفت حوله ينظر إلي غرفة البنات و ما ان رأي النور الخافت والباب شبه مغلق حتي نهض يغلق التلفزيون و اقترب من إيريني يمد لها يده لتقف و ما أن وقفت حتي حملها بين ذراعيه و هو يقول
سامي : اضحكي برحتك بقي
إيريني : نزلني يا سامي انا تقيلة و وتقلت اكتر من بعد الحمل
سامي و هو يسير بها إلي الفراش قال
سامي : فين التقلية دي و قربها من صدره و هو يضمها بشغف ولهفة و ما ان وضعها في الفراش حتي كان يقبلها قبلات متفرقة ثم ابتعد ليغلق الباب وهو يقول
سامي: ما بلاش
ايريني بلاش ايه و ضحكت علي ما يظهر علي وجهه
سامي وهو ينضم اليها في الفراش قال
سامي : بلاش الضحكة دي لان انتي اللي هتتعبي أصلك و وحشاني
و اقترب ليقبلها و ما ان رفع وجهها حتي قالت
إيريني : و ده ازاي وحشتك دا هما يومين
سامي : يا بنتي انا ما بقتش اقدر علي بعدك
و اقترب يأخذ ما هو له بعشق و شغف و لهفة و كانت ليلة مزيج من الأحاسيس و المشاعر و الحب
و مرت الايام و كلما اقترب موعد الولادة كانت تشعر بالقلق و لكن سامي كان منتهى الدعم لها و كذلك ماري
اما جمال فهو لم يترك أحد محتاج له حتي ساعده و اخذ ينفق من ماله لمساعدت فقراء الكنيسة و هو يدعي الرب أن ينجي إيريني و طفلها أو طفلتها
و ها هو اليوم الذي ينتظره الجميع و يخاف منه الجميع ايضا
انها الآن تتألم بشده و هي تلوم علي نفسها لأنها رفضت الذهاب الي بيت والدها في هذه الايام الاخيرة من الحمل و ها هي النتيجة رغم أن الطبيب أكد ان امامها إلي الغد مساء الا انها تشعر بتقلصات شديدة و ايضا بانقباض في أسفل بطنها و هناك سائل ساخن يخرج منها اخذت تتحرك بوهن إلي خارج الشقة و هي طرقت علي عائشة بصوت و هي تدعو الرب أن تكون في البيت
ما ان فتحت عائشة حتي شهقت بصوت مرتفع و هي تنظر إلي آيريني و ماء الطفل الذي نزل منها فأدخلتها إلي شقتها و اتصلت علي بيت والدها و علي زوجها في الورشة و ما ان اغلقت الهاتف حتي قالت لأميرة التي تقف تحتضن اخوها و تشعر بالخوف علي جارتهم المفضلة و القريبة منهم
عائشة : اميرة الاكل علي البوتاجاز انا طفيت عليه و هروح مع طنط رورو
اميرة هزت رأسها و هي تنظر إلي آيريني بشفقة
عائشة: خلي بالك من نفسك و من اخوكي و انا هبقى اتصل اطمن عليكم
اميرة : ما تقلقيش
اما عائشة كانت تلف الطرحة و تأخذ معها حقيبتها و هي تسند ايريني إلي الأسانسير الذي اخذهم و نزل إلي أسفل العمارة و هي تسندها و تقول شدي حيلك كده
كانت تصل معها أمام العمارة في نفس وصول جمال و يوسف بالسيارة
جمال : كتر خيرك يا بنتي الرب يحافظ عليكي و الف شكر ليكي
عائشة : علي ايه يا مقدس إريني في مكانة اختي
جمال : تسلمي يا بنتي اجلستها عائشة إلي المقعد الخلفي في السيارة و جلست بجوارها و هي تقول معلش انا مش هطمن علي إيريني غير لما اكون معاها بعد اذنكم
جمال : طبعا يا بنتي طبعا
يوسف ما ان اغلقت الباب حتي تحرك بسرعة و إلي المستشفي
و جمال يدعو الرب و يردد
جمال : الرب قريب لمن يدعوه
الرب قريب لمن يدعوه
في الوقت الذى وصلوا فيه إلي المستشفي و هم يقولون
جمال : حالة ولادة مع دكتور بيتر