الفصل 23
دخلت جين تلتفت حول نفسها بسعادة ، بينما دخل جوزيف يغلق الباب بقدمة ينظر إلى تلك الصغيرة بابتسامة واسعة ، ثم ألقت بالحقيبة على المقعد ثم دلفت إلى المطبخ وهي تشير له أن يأتي ، ثم تناولت كيس من الدقيق افرغته في إناء ثم وضعت البيض وهي ترقص وتلتف حول نفسها ، فيما وقف جوزيف على الباب مستند بكتفه إلى الحائط ينظر إليها بابتسامة خفيفة ، بينما خلطت جين المكونات معاً وطلبت مساعدة جوزيف ليقترب منها وساعدها ، ثم وضعت الخليط داخل الفرن ، ثم وضعت يدها على وجنة جان فلطخته بالخليط ، فابتعد عنها وقبض على معصمها لتضحك جين فحملها على كتفه وصفعها على مؤخرتها للمرة الثانية ، فضربته على ظهره وقالت من بين ضحكاتها :
-انزلني يا جوزيف قبل أن ينحرق الكيك
قال مداعبا :
-لا أريد الكيك .. ولكن اود معاقبتك
عقدت حاجبيها بتذمر متسائلة :
-وما هو عقابك اذا ؟!
ارتفع حاجبيه بمرح قائلا :
-سوف أكلك أنتِ بدلاً من الكيك
دفنت وجهها في كفيها بخجل ، فوضعها على الأرض برفق ليجدها على هذا الوضع ، فتصنع الدهشة وقال ساخرا :
-أنتِ تخجلين ؟! .. أنتِ لا تخجلي بالمرة
سحبت يديها على وجهها فجأة لتنظر إليه متسع العينين قائلة بمرح :
-بل أخجل جوزيف بك .. بو
-بو ؟! ..
وجدت نفسها تضحك فضحك هو الأخر ثم ضمها إليه ، فأحاطت خصره بيديها لتلطخ ثيابه دون قصد ، رن هاتفه فابتعد عنها وأخرجه من جيب سرواله ليرى أسم جان ، فخرج ليتحدث معه ، بينما اطمأنت جين على الكيك ..
-أنا لا أفهم شيئاً في الهاتف يا جان .. منتظرك في الصباح الباكر
ثم أنهى معه المكالمة و وقف ينظر إلى الفراغ بجمود متعجبا من حديث شقيقة الذي لم يفهم منه شيئاً ، سوى أنه يود الزواج من أديل ولكن تريد الزواج لفترة محددة ، بعد دقائق من الحيرة والتفكير استمع إلى جين تنادي ، فالتفت متجه نحو المطبخ ودخل ليجلس بجوار جين ، التي تقوم بتقطيع الكيك الساخن ثم وضعت قطعة في طبق ، ثم تناولت شوكة وأخذت قطعة صغيرة ثم مدت يدها لتطعم جوزيف ، ومضغ الكيك ليجده خفيف جداً وأكثر من رائع ، وهي تنظر إليه بشغف منتظرة رأيه لينظر إليها وهو يبتلعه ثم قال بإعجاب :
-رائع حقا يا جين .. اود في الصباح أن أفطر به مع كوب نسكافيه ساخن
ثم قبلها على وجنتها برقة وتركها وذهب ، رفعت يدها لتضعها على وجنتها ثم تنهدت بحب واضح قائلة :
-أحبه كثيرا
ثم نظفت كل شيء و وضعت الكيك في الثلاجة ، ثم صعدت إلى الغرفة لتجد جوزيف يشاهد التلفاز ، فدخلت إلى الدولاب وتناولت ثياب بيتي ثم دلفت إلى المرحاض أخذت حماما باردا ، ثم مشطت شعرها داخل المرحاض وقامت برفعة إلى منتصف رأسها على هيئة كعكة ثم خرجت ، ومددت بجواره فأشار إلى التلفاز وأخبرها أن هذا الاعلان الجديد للشركة ، فنظرت إليه باهتمام واضح حتى انتهى ثم هنيئته عليه ، ليبتسم لها ثم جذبها إليه وضمها إلى صدره بحنان ، لتشعر بالطمأنينة وان كل شيء بخير ، ثم اغمضت عيناها لتذهب إلى النوم ببال هادئ مرتاح ، لا حزن ، لا تفكير ، لا شيء مزعج ، لا ألم ، وهذا ما تريده الأن ، وقلبها عشق ذاك العاشق أكثر و أكثر
في الصباح ، صفت كير سيارتها بجوار منزل جان ثم نظرت إلى أديل الشاردة فلكزتها بخفة لتفيق من شرودها وتنظر إليها بقلق واضح ثم قالت بخجل :
-كيف اطلب منها أن توافق على زواجي من زوجها
وضعت يدها على رأسها مداعبه شعرها وقالت باطمئنان :
-لا تقلقي .. فقط تحدثي معها بهدوء
حركت رأسها بخفة ثم ترجلت من السيارة ثم نظرت إلى المنزل وهي تتصل على أوجين ، فأجابت عليها مما شعرت أديل بالتوتر ثم قالت :
-أنا أديل سيدتي .. اود الحديث معك لدقائق
همت أوجين واقفة في دهشة متسائلة :
-أديل ؟! .. أين أنتِ
تنهدت بعمق ثم أخبرتها أنها أمام المنزل ثم أنهت معها المكالمة ، وبعد لحظات ضغط أوجين على زر يفتح البوابة ، فألقت نظره على كير ثم دخلت وعندما وصلت إلى الباب كانت أوجين فتحت لها ، مدت يدها لتصافحها أوجين ثم رحبت بها ، جلسوا على أقرب أريكة ونظرت أديل إلى الأرض بحرج فيما نظرت أوجين إليها في تعجب وتساءلت :
-أين كنتِ ؟!
رفعت رأسها لتنظر إليها بنفس الحرج وقالت بصوت منخفض :
-أعمل في مسرح البالية المعروف ..
ثم تنهدت بعمق وقصت عليها قصتها مع ابن عمها كيفين وأنها تود الزواج لفترة ثم تطلقك لتكون منبوذة ويبتعد عنها ، ربتت على يدها ثم تساءلت :
-وما علاقتي بهذا ؟!
اغمضت عيناها لبرهه ثم نظرت إليها وقالت بصوت مبحوح :
-لقد قابلت جان الليلة الماضية في مسرح البالية ..
استقام ظهرها وهي تنظر إليها في دهشة ممزوجة بالقلق والخوف ..
-كيف اطلب منها أن توافق على زواجي من زوجها ؟!
وضعت يدها على رأسها مداعبه شعرها وقالت باطمئنان :
-لا تقلقي .. فقط تحدثي معها بهدوء
حركت رأسها بخفة ثم ترجلت من السيارة ثم نظرت إلى المنزل وهي تتصل على أوجين ، فأجابت عليها مما شعرت أديل بالتوتر ثم قالت :
-أنا أديل سيدتي .. اود الحديث معك لدقائق
همت أوجين واقفة في دهشة متسائلة :
-أديل ؟! .. أين أنتِ
تنهدت بعمق ثم أخبرتها أنها أمام المنزل ثم أنهت معها المكالمة ، وبعد لحظات ضغط أوجين على زر يفتح البوابة ، فألقت نظره على كير ثم دخلت وعندما وصلت إلى الباب كانت أوجين فتحت لها ، مدت يدها لتصافحها أوجين ثم رحبت بها ، جلسوا على أقرب أريكة ونظرت أديل إلى الأرض بحرج فيما نظرت أوجين إليها في تعجب وتساءلت :
-أين كنتِ ؟!
رفعت رأسها لتنظر إليها بنفس الحرج وقالت بصوت منخفض :
-أعمل في مسرح البالية المعروف ..
ثم تنهدت بعمق وقصت عليها قصتها مع ابن عمها كيفين وأنها تود الزواج لفترة ثم تطلقك لتكون منبوذة ويبتعد عنها ، ربتت على يدها ثم تساءلت :
-وما علاقتي بهذا ؟!
اغمضت عيناها لبرهه ثم نظرت إليها وقالت بصوت مبحوح :
-لقد قابلت جان الليلة الماضية في مسرح البالية ..
استقام ظهرها وهي تنظر إليها في دهشة ممزوجة بالقلق والخوف ثم سحبت يدها من على يد أديل واهتمت لحديثها فتابعت أديل بحزن :
-أخترت جان ليكون زوجي لهذه المدة .. ولن نتزوج ألا بموافقتك
تلألأت الدموع داخل عيناها ثم نهضت متجه نحو باب الجنينة لتخرج و وقفت في الخارج ضمه نفسها بذراعيها تبكي في صمت ، شعرت أديل بغصة في قلبها ثم خرجت لها و وقفت بجوارها ، فانحنت أوجين برأسها قليلا وهي تقول ببكاء :
-هو يحبك كثيراً يا أديل .. حتى إذا رفضت سيتزوجك .. وإذا وافقت و تزوجك لن يتركك بسهولة
لاحت ابتسامة حزينة على ثغرها ثم تحدثت بتأكيد :
-لا إذا رفضتي لن أتزوج من جان .. وإذا تزوجتني سيتركني .. أوعدك
نظرت إليها وهي تبتلع لعابها الممزوج بالدموع فنظرت أديل إليها بصدق لتصدق أوجين حديثها ، ثم مسحت دموعها بكلت يديها وقالت بنبرة مؤلمه :
-حسنا يا أديل وافقت .. ولكن لدي شروط
-حقك يا أوجين .. موافقة على شروطك
حركت رأسها بخفة ثم تنهدت بصوت مستمع وقالت بنبرة مكسورة :
-أطلبي من جان يكمل زواجنا .. ثاني شرط يحاول أن يقترب مني ويحبني .. وثالث شرط أن ينفذ لي حلمي .. أود أن أنجب منه طفل وإذا حب يطلقني لن أرفض أبدا
مسحت أديل على ذراعها بحنان وهي تومئ برأسها موافقة على شروطها ، ثم استأذنت منها وذهبت ، ثم استقلت سيارة كير فنظرت إليها باهتمام ثم قادت السيارة وقصت أديل عليها كل شيء ، ثم تناولت الهاتف واتصلت على جان ، فتوقف عن الحديث مع شقيقة ليجيب عليها وبعد تبادل السلام ، أخبرته بكل شيء وأن أوجين وافقت وستخبره بشروطها فيما بعد ، ثم انهت معه المكالمة ، واستندت برأسها إلى النافذة فأخبرتها كير أنها ستأخذها إلى مطعم يفطرون فيه
-أجمل شيء أن يكون معك أجمل ذكريات مع من تحب .. وأديل اختارتك لتقضي معها أيام معدودة .. ولكن بالنسبة لكما ستكون سنوات .. سنوات ستظل عالقة داخل قلبكم قبل عقلكم يا جان .. وافق على طلبها يا جان
اغمض عيناها لبرهه واضعا يده على قلبه الذي يؤلمه ثم نظر إلى شقيقة نظرة مؤلمه متسائلا :
-ولماذا يا جو لم اقضي معها ما تبقى من عمري ؟! .. لماذا الفتاة التي أحبها تكون مجرد ذكرى .. والفتاة التي لن أحبها تقضي معي ما تبقى من عمري
تأثر من حديثه كثيراً ، يحب أن يرى شقيقة دائماً سعيد بحياته ومع من يتمناها قلبه ، شعر بألم قلب شقيقة وكأنهم بقلب واحد ، كل منهم يشعر بالثاني ، جاءت جين وضعت أمامهم صينية القهوة وطبق من الكيك ، فنظر جوزيف إليها رآها ترتدي ثياب خروج فتساءل :
-إلى أين ؟!
شعرت بالتوتر المفاجئ ولكن سرعان ما تلاشت هذا بابتسامة خفيفة وتحدثت بتلقائية :
-سوف أذهب إلى المدرسة لتجديد بعض الأوراق. ومعي جوليا
-حسنا .. انتبهي لحالك
اومأت رأسها بخفة ثم غادرت ، فيما نظر جوزيف إلى شقيقة وتساءل :
-ما قراراك يا جان ؟!
مسح على ذقنه حتى عنقه ثم نظر إلى شقيقة بشرود في شيئا ما قائلا :
-وافقت على اقتراح أديل
مسح على ظهره بحنان ثم عزم عليه بالقهوة والكيك ، ليتناول جان القليل من القهوة وهو شارد في الفراغ ، يبدو أنه يخطط لشيء ما ، سيتزوج من أديل ولكن لم يطلقها ، ثم وضع فنجان القهوة وهم بالذهاب ، فذهب جوزيف معه وكل منهم استقل سيارته وذهب في اتجاه معاكس للأخر ..
عقب وصوله إلى الشركة صف سيارته ثم دخل الشركة يقف أمام المصعد الكهربائي ، ثم ضغط على زر الهبوط ونظر اتجاه اليمين مقطب جبينه ، ليجد جوليا صديقة جين ، عقد حاجبيه مندهشا ، لقد أخبرته جين أنها معها ولكن كيف هي هنا ؟! ، جاء المصعد فدخل وضغط على زر الصعود وظل ينظر إلى جوليا حتى انغلق الباب ..
خرج من المصعد متجه مباشرة إلى مكتبه ثم دخل ليجد تالة في انتظاره ، تبسمت له وهو جلس على المقعد الخاص به ، وبعد تبادل الصباح بينهم قالت بصوت هادئ :
-اشتاقت إليك .. لم أراك البارحة
قال وهو يتناول القلم :
-تمنيت لكِ سهرة سعيدة يا تالة
تنهدت بسعادة ثم وضعت أمامه زجاجة عطر قائلة :
-جرب هذه
ترك القلم واستنشق رائحة العطر ليعجب به كثيراً ، ثم نظر إليها بابتسامة خفيفة وقال بتأكيد :
-أعلم أنكِ ممتازة في شغلك يا تالة .. واترك الشركة لكِ وأنا مطمئن عليها .. شكرا لكِ على كل شيء
مدت يدها لتمسك بيده وتحدثت بحب :
-شكرا لك أنت يا جوزيف على ثقتك بي
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه ثم نظر إلى الأوراق التي أمامه ، فيما تناولت تالة زجاجة العطر ثم ذهبت ، وهو يفحص الأوراق تذكر جين و وجود جوليا في الشركة ، تناول الهاتف على الفور واتصل عليها ثم وضعه على أذنه ليستمع إلى أن الهاتف مغلق ، فذم شفتيه وشعر بالقلق عليها وألقى بالهاتف على المكتب بعصبية
وصلت جين إلى الكافية الذي أخبرها فيليب به ، و وقفت تنظر حولها بحثا عنها ولم تجده ، فجلست أمام طاولة منتظرة ذاك المعتوه ، وصل فيليب ودخل ينظر حوله حتى رآها ثم جلس أمامها بابتسامة وهي تطلع إليه باشمئزاز ، فقال :
-لم أتأخر .. فانا أسكن في العمارة المجاورة للكافية
تلاشت حديثه وتساءلت بحده :
-ماذا تريد مني ثانية ؟! .. لقد ارسلت إليك الورقة !
أشار إلى النادل فزفرت بنفاذ صبر ، جاء النادل وسألها فيليب بماذا تريد ولكن رفضت أن تتناول شيء ، فطلب له مشروب ساخن ثم تنحنح بخفة وقال بنبرة توحي للغيرة :
-الانتقام لا زال مستمر يا جين .. وأخر طلب هو ..
أقترب برأسه قليلا ليهمس بوقاحة :
-أنتِ .. أريدك أنتِ
اتسعت عيناها في ذهول وخوف واضح ، فيما رن هاتف فيليب ليرى شاشته تضيء باسم كيفين فزفر بضيق ، ثم تحدث معه بعصبية وفي نهاية الحديث قال بحنق :
-لن أخبرك بمكاني ألا إذا نفذت لي رغباتي
ثم فصل المكاملة في وجهه وألقى بالهاتف على الطاولة ثم استأذن منها للحظات ، ونهض متجه نحو المرحاض فتناول هاتفه ومسحت على الشاشة قبل إغلاقه وقامت بنقل الرقم على هاتفها المحمول مسرعة ، ثم أغلقت هاتفه و وضعته كما كان ، فيما جاء النادل يضع كوب المشروب الساخن وغادر ، وبعد دقائق قليلة جاء فيليب وجلس بمكانه ، ليستقبل رد عنيف من جين :
-أنت حقير .. ولن اقابلك مرة ثانية .. فلتذهب إلى الجحيم
ثم تناولت الحقيبة ونهضت لتغادر ذاك المكان بينما أبتسم فيليب بخفة وعلى يقين أنها ستأتي إليه مجددا ، عندما يفكرها باعتراف جوزيف الذي معه ، استقلت السيارة متجه مباشرة إلى الشركة وصدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة حتى بدأت بالبكاء ، تذكرت الورقة الذي أرسلتها له وإذا استخدمها فيليب حتماً سيخسر جوزيف الكثير في شغله ، توقفت عند الإشارة وأغمضت عيناها باكية مع السعال الخفيف والشهقات العالية متمته بالاعتذار لجوزيف وكأنه واقفا أمامها ، انفتحت الإشارة ولا زالت واقفة ولم تفيق سوى على صوت بوق السيارات ، فمسحت دموعها على وجه السرعة ثم تابعت القيادة حتى وصلت إلى الشركة ، وعقب دخولها دلفت إلى المرحاض مباشرة و وضعت الكثير من الماء على وجهها ..
ثم رفعت رأسها إلى المرآة لترى وجه فتاة صغيرة حزينة ، ثم تناولت منديل وقامت بتجفيف الماء ثم خرجت متجه نحو ساحة التصوير ، و وقفت تنظر إلى الجميع حتى رآها بيير فتقدم نحوها و وقف ماسكا ذراعها متسائلا بقلق :
-أنتِ بخير ؟!
نظرت إليه بعينين مكسورتين ثم حركت رأسها على أنها بخير ، فتساءل :
-ماذا فعلتِ مع ذاك الحقير
-لا شيء .. لا زالت ابحث عن الحقيقة
-اطمئني يا جين .. أنا سأبحث عن الحقيقة بدلا منكِ
تمتمت بالشكر فأخذها وجلسوا على أريكة يتحدث معها ، بينما نظرت جوليا إليه بحزن واضح ، ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وتركت شغلها وغادرت ، فيما وقف جوزيف أمام النافذة يتناول سيجارة ولفت نظرة لؤلؤته الصغيرة جالسة مع رجل غيرة ، مما شعر بالغيرة البالغة عليها ثم تناول الهاتف واتصل عليها ثم وضعه على أذنه ، فتحت سحابة الحقيبة وأخذت الهاتف ونظرت إليه لتجد أسم جوزيف ، فتنهدت بحزن ثم أجابت عليه لتخبره أنها في الشركة ، زفر دخان السيجارة وقال بحده بفضل غيرته على لؤلؤته :
-أعلم .. منتظرك في مكتبي
حركت رأسها بخفة وهي تخبره أنها ستأتي ثم أنهى المكالمة وجلس على مقعده الخاص ، وبعد لحظات دق الباب فنظر إليه ودخل فيليب رغماً عن مديرة مكتبه الذي دخلت معه واعتذرت من جوزيف ، فأشار إليها أن تخرج ونفذت رغبته ، بينما أبتسم فيليب بمكر ثم جلس على المقعد المجاور للمكتب وقال :
-لقد رأيت الاعلان الجديد
أبتسم بخفة مستند بظهره إلى المقعد واضعا ساقه فوق ركبته وتحدث بشموخ :
-لتعلم أن الشركة ناجحة بـ دونك
تنحنح بخفة وهو يومئذ برأسه ثم قال بثقة :
-اود أن استرد مالي الذي عندك جوزيف بك
ارتفع حاجبية بابتسامة ساخرة قائلاً :
-كنت أعلم أنك ستأتي من أجل مالك
-انزلني يا جوزيف قبل أن ينحرق الكيك
قال مداعبا :
-لا أريد الكيك .. ولكن اود معاقبتك
عقدت حاجبيها بتذمر متسائلة :
-وما هو عقابك اذا ؟!
ارتفع حاجبيه بمرح قائلا :
-سوف أكلك أنتِ بدلاً من الكيك
دفنت وجهها في كفيها بخجل ، فوضعها على الأرض برفق ليجدها على هذا الوضع ، فتصنع الدهشة وقال ساخرا :
-أنتِ تخجلين ؟! .. أنتِ لا تخجلي بالمرة
سحبت يديها على وجهها فجأة لتنظر إليه متسع العينين قائلة بمرح :
-بل أخجل جوزيف بك .. بو
-بو ؟! ..
وجدت نفسها تضحك فضحك هو الأخر ثم ضمها إليه ، فأحاطت خصره بيديها لتلطخ ثيابه دون قصد ، رن هاتفه فابتعد عنها وأخرجه من جيب سرواله ليرى أسم جان ، فخرج ليتحدث معه ، بينما اطمأنت جين على الكيك ..
-أنا لا أفهم شيئاً في الهاتف يا جان .. منتظرك في الصباح الباكر
ثم أنهى معه المكالمة و وقف ينظر إلى الفراغ بجمود متعجبا من حديث شقيقة الذي لم يفهم منه شيئاً ، سوى أنه يود الزواج من أديل ولكن تريد الزواج لفترة محددة ، بعد دقائق من الحيرة والتفكير استمع إلى جين تنادي ، فالتفت متجه نحو المطبخ ودخل ليجلس بجوار جين ، التي تقوم بتقطيع الكيك الساخن ثم وضعت قطعة في طبق ، ثم تناولت شوكة وأخذت قطعة صغيرة ثم مدت يدها لتطعم جوزيف ، ومضغ الكيك ليجده خفيف جداً وأكثر من رائع ، وهي تنظر إليه بشغف منتظرة رأيه لينظر إليها وهو يبتلعه ثم قال بإعجاب :
-رائع حقا يا جين .. اود في الصباح أن أفطر به مع كوب نسكافيه ساخن
ثم قبلها على وجنتها برقة وتركها وذهب ، رفعت يدها لتضعها على وجنتها ثم تنهدت بحب واضح قائلة :
-أحبه كثيرا
ثم نظفت كل شيء و وضعت الكيك في الثلاجة ، ثم صعدت إلى الغرفة لتجد جوزيف يشاهد التلفاز ، فدخلت إلى الدولاب وتناولت ثياب بيتي ثم دلفت إلى المرحاض أخذت حماما باردا ، ثم مشطت شعرها داخل المرحاض وقامت برفعة إلى منتصف رأسها على هيئة كعكة ثم خرجت ، ومددت بجواره فأشار إلى التلفاز وأخبرها أن هذا الاعلان الجديد للشركة ، فنظرت إليه باهتمام واضح حتى انتهى ثم هنيئته عليه ، ليبتسم لها ثم جذبها إليه وضمها إلى صدره بحنان ، لتشعر بالطمأنينة وان كل شيء بخير ، ثم اغمضت عيناها لتذهب إلى النوم ببال هادئ مرتاح ، لا حزن ، لا تفكير ، لا شيء مزعج ، لا ألم ، وهذا ما تريده الأن ، وقلبها عشق ذاك العاشق أكثر و أكثر
في الصباح ، صفت كير سيارتها بجوار منزل جان ثم نظرت إلى أديل الشاردة فلكزتها بخفة لتفيق من شرودها وتنظر إليها بقلق واضح ثم قالت بخجل :
-كيف اطلب منها أن توافق على زواجي من زوجها
وضعت يدها على رأسها مداعبه شعرها وقالت باطمئنان :
-لا تقلقي .. فقط تحدثي معها بهدوء
حركت رأسها بخفة ثم ترجلت من السيارة ثم نظرت إلى المنزل وهي تتصل على أوجين ، فأجابت عليها مما شعرت أديل بالتوتر ثم قالت :
-أنا أديل سيدتي .. اود الحديث معك لدقائق
همت أوجين واقفة في دهشة متسائلة :
-أديل ؟! .. أين أنتِ
تنهدت بعمق ثم أخبرتها أنها أمام المنزل ثم أنهت معها المكالمة ، وبعد لحظات ضغط أوجين على زر يفتح البوابة ، فألقت نظره على كير ثم دخلت وعندما وصلت إلى الباب كانت أوجين فتحت لها ، مدت يدها لتصافحها أوجين ثم رحبت بها ، جلسوا على أقرب أريكة ونظرت أديل إلى الأرض بحرج فيما نظرت أوجين إليها في تعجب وتساءلت :
-أين كنتِ ؟!
رفعت رأسها لتنظر إليها بنفس الحرج وقالت بصوت منخفض :
-أعمل في مسرح البالية المعروف ..
ثم تنهدت بعمق وقصت عليها قصتها مع ابن عمها كيفين وأنها تود الزواج لفترة ثم تطلقك لتكون منبوذة ويبتعد عنها ، ربتت على يدها ثم تساءلت :
-وما علاقتي بهذا ؟!
اغمضت عيناها لبرهه ثم نظرت إليها وقالت بصوت مبحوح :
-لقد قابلت جان الليلة الماضية في مسرح البالية ..
استقام ظهرها وهي تنظر إليها في دهشة ممزوجة بالقلق والخوف ..
-كيف اطلب منها أن توافق على زواجي من زوجها ؟!
وضعت يدها على رأسها مداعبه شعرها وقالت باطمئنان :
-لا تقلقي .. فقط تحدثي معها بهدوء
حركت رأسها بخفة ثم ترجلت من السيارة ثم نظرت إلى المنزل وهي تتصل على أوجين ، فأجابت عليها مما شعرت أديل بالتوتر ثم قالت :
-أنا أديل سيدتي .. اود الحديث معك لدقائق
همت أوجين واقفة في دهشة متسائلة :
-أديل ؟! .. أين أنتِ
تنهدت بعمق ثم أخبرتها أنها أمام المنزل ثم أنهت معها المكالمة ، وبعد لحظات ضغط أوجين على زر يفتح البوابة ، فألقت نظره على كير ثم دخلت وعندما وصلت إلى الباب كانت أوجين فتحت لها ، مدت يدها لتصافحها أوجين ثم رحبت بها ، جلسوا على أقرب أريكة ونظرت أديل إلى الأرض بحرج فيما نظرت أوجين إليها في تعجب وتساءلت :
-أين كنتِ ؟!
رفعت رأسها لتنظر إليها بنفس الحرج وقالت بصوت منخفض :
-أعمل في مسرح البالية المعروف ..
ثم تنهدت بعمق وقصت عليها قصتها مع ابن عمها كيفين وأنها تود الزواج لفترة ثم تطلقك لتكون منبوذة ويبتعد عنها ، ربتت على يدها ثم تساءلت :
-وما علاقتي بهذا ؟!
اغمضت عيناها لبرهه ثم نظرت إليها وقالت بصوت مبحوح :
-لقد قابلت جان الليلة الماضية في مسرح البالية ..
استقام ظهرها وهي تنظر إليها في دهشة ممزوجة بالقلق والخوف ثم سحبت يدها من على يد أديل واهتمت لحديثها فتابعت أديل بحزن :
-أخترت جان ليكون زوجي لهذه المدة .. ولن نتزوج ألا بموافقتك
تلألأت الدموع داخل عيناها ثم نهضت متجه نحو باب الجنينة لتخرج و وقفت في الخارج ضمه نفسها بذراعيها تبكي في صمت ، شعرت أديل بغصة في قلبها ثم خرجت لها و وقفت بجوارها ، فانحنت أوجين برأسها قليلا وهي تقول ببكاء :
-هو يحبك كثيراً يا أديل .. حتى إذا رفضت سيتزوجك .. وإذا وافقت و تزوجك لن يتركك بسهولة
لاحت ابتسامة حزينة على ثغرها ثم تحدثت بتأكيد :
-لا إذا رفضتي لن أتزوج من جان .. وإذا تزوجتني سيتركني .. أوعدك
نظرت إليها وهي تبتلع لعابها الممزوج بالدموع فنظرت أديل إليها بصدق لتصدق أوجين حديثها ، ثم مسحت دموعها بكلت يديها وقالت بنبرة مؤلمه :
-حسنا يا أديل وافقت .. ولكن لدي شروط
-حقك يا أوجين .. موافقة على شروطك
حركت رأسها بخفة ثم تنهدت بصوت مستمع وقالت بنبرة مكسورة :
-أطلبي من جان يكمل زواجنا .. ثاني شرط يحاول أن يقترب مني ويحبني .. وثالث شرط أن ينفذ لي حلمي .. أود أن أنجب منه طفل وإذا حب يطلقني لن أرفض أبدا
مسحت أديل على ذراعها بحنان وهي تومئ برأسها موافقة على شروطها ، ثم استأذنت منها وذهبت ، ثم استقلت سيارة كير فنظرت إليها باهتمام ثم قادت السيارة وقصت أديل عليها كل شيء ، ثم تناولت الهاتف واتصلت على جان ، فتوقف عن الحديث مع شقيقة ليجيب عليها وبعد تبادل السلام ، أخبرته بكل شيء وأن أوجين وافقت وستخبره بشروطها فيما بعد ، ثم انهت معه المكالمة ، واستندت برأسها إلى النافذة فأخبرتها كير أنها ستأخذها إلى مطعم يفطرون فيه
-أجمل شيء أن يكون معك أجمل ذكريات مع من تحب .. وأديل اختارتك لتقضي معها أيام معدودة .. ولكن بالنسبة لكما ستكون سنوات .. سنوات ستظل عالقة داخل قلبكم قبل عقلكم يا جان .. وافق على طلبها يا جان
اغمض عيناها لبرهه واضعا يده على قلبه الذي يؤلمه ثم نظر إلى شقيقة نظرة مؤلمه متسائلا :
-ولماذا يا جو لم اقضي معها ما تبقى من عمري ؟! .. لماذا الفتاة التي أحبها تكون مجرد ذكرى .. والفتاة التي لن أحبها تقضي معي ما تبقى من عمري
تأثر من حديثه كثيراً ، يحب أن يرى شقيقة دائماً سعيد بحياته ومع من يتمناها قلبه ، شعر بألم قلب شقيقة وكأنهم بقلب واحد ، كل منهم يشعر بالثاني ، جاءت جين وضعت أمامهم صينية القهوة وطبق من الكيك ، فنظر جوزيف إليها رآها ترتدي ثياب خروج فتساءل :
-إلى أين ؟!
شعرت بالتوتر المفاجئ ولكن سرعان ما تلاشت هذا بابتسامة خفيفة وتحدثت بتلقائية :
-سوف أذهب إلى المدرسة لتجديد بعض الأوراق. ومعي جوليا
-حسنا .. انتبهي لحالك
اومأت رأسها بخفة ثم غادرت ، فيما نظر جوزيف إلى شقيقة وتساءل :
-ما قراراك يا جان ؟!
مسح على ذقنه حتى عنقه ثم نظر إلى شقيقة بشرود في شيئا ما قائلا :
-وافقت على اقتراح أديل
مسح على ظهره بحنان ثم عزم عليه بالقهوة والكيك ، ليتناول جان القليل من القهوة وهو شارد في الفراغ ، يبدو أنه يخطط لشيء ما ، سيتزوج من أديل ولكن لم يطلقها ، ثم وضع فنجان القهوة وهم بالذهاب ، فذهب جوزيف معه وكل منهم استقل سيارته وذهب في اتجاه معاكس للأخر ..
عقب وصوله إلى الشركة صف سيارته ثم دخل الشركة يقف أمام المصعد الكهربائي ، ثم ضغط على زر الهبوط ونظر اتجاه اليمين مقطب جبينه ، ليجد جوليا صديقة جين ، عقد حاجبيه مندهشا ، لقد أخبرته جين أنها معها ولكن كيف هي هنا ؟! ، جاء المصعد فدخل وضغط على زر الصعود وظل ينظر إلى جوليا حتى انغلق الباب ..
خرج من المصعد متجه مباشرة إلى مكتبه ثم دخل ليجد تالة في انتظاره ، تبسمت له وهو جلس على المقعد الخاص به ، وبعد تبادل الصباح بينهم قالت بصوت هادئ :
-اشتاقت إليك .. لم أراك البارحة
قال وهو يتناول القلم :
-تمنيت لكِ سهرة سعيدة يا تالة
تنهدت بسعادة ثم وضعت أمامه زجاجة عطر قائلة :
-جرب هذه
ترك القلم واستنشق رائحة العطر ليعجب به كثيراً ، ثم نظر إليها بابتسامة خفيفة وقال بتأكيد :
-أعلم أنكِ ممتازة في شغلك يا تالة .. واترك الشركة لكِ وأنا مطمئن عليها .. شكرا لكِ على كل شيء
مدت يدها لتمسك بيده وتحدثت بحب :
-شكرا لك أنت يا جوزيف على ثقتك بي
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه ثم نظر إلى الأوراق التي أمامه ، فيما تناولت تالة زجاجة العطر ثم ذهبت ، وهو يفحص الأوراق تذكر جين و وجود جوليا في الشركة ، تناول الهاتف على الفور واتصل عليها ثم وضعه على أذنه ليستمع إلى أن الهاتف مغلق ، فذم شفتيه وشعر بالقلق عليها وألقى بالهاتف على المكتب بعصبية
وصلت جين إلى الكافية الذي أخبرها فيليب به ، و وقفت تنظر حولها بحثا عنها ولم تجده ، فجلست أمام طاولة منتظرة ذاك المعتوه ، وصل فيليب ودخل ينظر حوله حتى رآها ثم جلس أمامها بابتسامة وهي تطلع إليه باشمئزاز ، فقال :
-لم أتأخر .. فانا أسكن في العمارة المجاورة للكافية
تلاشت حديثه وتساءلت بحده :
-ماذا تريد مني ثانية ؟! .. لقد ارسلت إليك الورقة !
أشار إلى النادل فزفرت بنفاذ صبر ، جاء النادل وسألها فيليب بماذا تريد ولكن رفضت أن تتناول شيء ، فطلب له مشروب ساخن ثم تنحنح بخفة وقال بنبرة توحي للغيرة :
-الانتقام لا زال مستمر يا جين .. وأخر طلب هو ..
أقترب برأسه قليلا ليهمس بوقاحة :
-أنتِ .. أريدك أنتِ
اتسعت عيناها في ذهول وخوف واضح ، فيما رن هاتف فيليب ليرى شاشته تضيء باسم كيفين فزفر بضيق ، ثم تحدث معه بعصبية وفي نهاية الحديث قال بحنق :
-لن أخبرك بمكاني ألا إذا نفذت لي رغباتي
ثم فصل المكاملة في وجهه وألقى بالهاتف على الطاولة ثم استأذن منها للحظات ، ونهض متجه نحو المرحاض فتناول هاتفه ومسحت على الشاشة قبل إغلاقه وقامت بنقل الرقم على هاتفها المحمول مسرعة ، ثم أغلقت هاتفه و وضعته كما كان ، فيما جاء النادل يضع كوب المشروب الساخن وغادر ، وبعد دقائق قليلة جاء فيليب وجلس بمكانه ، ليستقبل رد عنيف من جين :
-أنت حقير .. ولن اقابلك مرة ثانية .. فلتذهب إلى الجحيم
ثم تناولت الحقيبة ونهضت لتغادر ذاك المكان بينما أبتسم فيليب بخفة وعلى يقين أنها ستأتي إليه مجددا ، عندما يفكرها باعتراف جوزيف الذي معه ، استقلت السيارة متجه مباشرة إلى الشركة وصدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة حتى بدأت بالبكاء ، تذكرت الورقة الذي أرسلتها له وإذا استخدمها فيليب حتماً سيخسر جوزيف الكثير في شغله ، توقفت عند الإشارة وأغمضت عيناها باكية مع السعال الخفيف والشهقات العالية متمته بالاعتذار لجوزيف وكأنه واقفا أمامها ، انفتحت الإشارة ولا زالت واقفة ولم تفيق سوى على صوت بوق السيارات ، فمسحت دموعها على وجه السرعة ثم تابعت القيادة حتى وصلت إلى الشركة ، وعقب دخولها دلفت إلى المرحاض مباشرة و وضعت الكثير من الماء على وجهها ..
ثم رفعت رأسها إلى المرآة لترى وجه فتاة صغيرة حزينة ، ثم تناولت منديل وقامت بتجفيف الماء ثم خرجت متجه نحو ساحة التصوير ، و وقفت تنظر إلى الجميع حتى رآها بيير فتقدم نحوها و وقف ماسكا ذراعها متسائلا بقلق :
-أنتِ بخير ؟!
نظرت إليه بعينين مكسورتين ثم حركت رأسها على أنها بخير ، فتساءل :
-ماذا فعلتِ مع ذاك الحقير
-لا شيء .. لا زالت ابحث عن الحقيقة
-اطمئني يا جين .. أنا سأبحث عن الحقيقة بدلا منكِ
تمتمت بالشكر فأخذها وجلسوا على أريكة يتحدث معها ، بينما نظرت جوليا إليه بحزن واضح ، ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وتركت شغلها وغادرت ، فيما وقف جوزيف أمام النافذة يتناول سيجارة ولفت نظرة لؤلؤته الصغيرة جالسة مع رجل غيرة ، مما شعر بالغيرة البالغة عليها ثم تناول الهاتف واتصل عليها ثم وضعه على أذنه ، فتحت سحابة الحقيبة وأخذت الهاتف ونظرت إليه لتجد أسم جوزيف ، فتنهدت بحزن ثم أجابت عليه لتخبره أنها في الشركة ، زفر دخان السيجارة وقال بحده بفضل غيرته على لؤلؤته :
-أعلم .. منتظرك في مكتبي
حركت رأسها بخفة وهي تخبره أنها ستأتي ثم أنهى المكالمة وجلس على مقعده الخاص ، وبعد لحظات دق الباب فنظر إليه ودخل فيليب رغماً عن مديرة مكتبه الذي دخلت معه واعتذرت من جوزيف ، فأشار إليها أن تخرج ونفذت رغبته ، بينما أبتسم فيليب بمكر ثم جلس على المقعد المجاور للمكتب وقال :
-لقد رأيت الاعلان الجديد
أبتسم بخفة مستند بظهره إلى المقعد واضعا ساقه فوق ركبته وتحدث بشموخ :
-لتعلم أن الشركة ناجحة بـ دونك
تنحنح بخفة وهو يومئذ برأسه ثم قال بثقة :
-اود أن استرد مالي الذي عندك جوزيف بك
ارتفع حاجبية بابتسامة ساخرة قائلاً :
-كنت أعلم أنك ستأتي من أجل مالك