الفصل الرابع

الفصل الرابع :

* وقفنا في المره السابقه عندما كان عماد يتحدث الي شمس في المدرسه علي انفراد ، و اخبرها عماد بي شأن نور الدين قريبتها و سبب عدم اعطائها الدرجات النهائيه في ماده الزراعه ، و شعرت شمس في البدايه بشئ غريب يجذبها تجاه عماد ، و لكن كان ليس حبا في البدايه ، فقد كان استغراب من تكوين شخصيته ، و اسلوبه في الحديث معها ، الذي يمتزج بين الغزل و التهذيب في نفس ذات الوقت ، ثم ان لسانه لم ينطق اي لفظ خارج او جارح لها و في نفس الوقت كان شغوف جدا بها و عيناه تلمعان لانه سوف يرها ، ثم احبت شمس ذالك الاسلوب جدا ، و تعجبت اكثر و اكثر عندما علمت انه تقدم الي خطبتها ليله امس و لم يخبرها والدها قط بي شأن اي عريس متقدم الي خطبتها ،

ثم بعدها غادرت شمس المدرسه و هي مشغوله البال بي ذالك المدرس ، الذي لم تقابله سوى مره واحده فقط و لكنه شغل بالها بي طريقه كلامه و اسلوبه و حديثه الذي اعجبها ، و قررت ان تعود الي بيتها و تسأل ابيها عن السبب الذي جعله لم يخبرها بي شأن عريس جديد متقدم الي خطبتها .

في تلك اللحظات ، عاد عماد الي الفصل لكي يعطي اول حصه في ذللك اليوم الي فتره الصباحيه ، ثم دخل الي الفصل و القي التحيه علي الطلبه و قام بي وضع شنطته علي المقعد و اخرج كتاباته و كتيباته الخاصه به ، و امسك القلم و كتب عنوان الدرس و تاريخ اليوم و بدأ بشرح الدرس الجديد و تفاعل الطلبه معه بعد انتهاء الشرح اعطاهم معاد الحصه العملي مثل عادته ، يحب ان يرو النباتات علي طبيعتها و يأ خذون منها عنيه و يقومون بتحليلها و معرفه مكوناتها لكي تترسخ المعلومه اكثر و اكثر لديهم ، و يستطيعوا الاستفاده مما درسوه في حياتهم ، و بينما هو يودع التلاميد لمح بي عينه نور الدين جالسه في التخت قبل الاخير ، ثم اشار لها بي اصبعه و نادي عليها ، و طلب من الجميع الانصراف فان موعد الحصه قد انتهي ، تحدث مع نور الدين بي صوت خافت جدا و بدأ يسالها .

بدأ عماد حديثه قائلا لها : صباح الخير يا نور الدين ، هل استفدتي من درس اليوم ؟

ردت عليه نور الدين و قالت : صباح الخير يا استاذ عماد ، نعم بي الطبع لقد استفدت الكثير .

تابع عماد حديثه و قال لها : و سوف تستفادين اكثر و اكثر ان قمتي بي حضور الحصص العمليه ، في انتظارك يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع ان شاء الله ، و لكن انا دعوتك لكي اتحدث معكي ليس بي خصوص هذا الموضوع ، و لكن اريد ان اسالك من هي شمس ، جاءت الصبح و سألت عنكي .

ردت نور الدين و قالت : ( ارتبكت اولا و نظرت الي الاسفل و حولها و بدأت تقطع في الحديث ) شم... س ، شم ...س ، اه اه لقد تذكرت انها ابنه خالتي ، و لقد حدثتها بي خصوص دراستي و قالت سوف تأتي لكي تدفع لي المصروفات و تستلم الكتب لي بدلا عني .

قال عماد لها : و لماذا ؟ ، لماذا لا تدفعيها انتي الي نفسك او تستلمي الكتب الخاصه بكي ، و لكن هذا ليس هو سبب مجيئها الي هنا ، هل تعرفي السبب ؟

ردت نور الدين عليه قائله : نظرت الي الارض تفكر سريعا ثم اجابت بتقطيع في الحديث ايضا ، لا لا لقد تذكرت قالت انها سوف تسال عن مستوى تعليمي عند جميع المدرسين .

عماد : تعجب ! و قال لها عجبا لقد اعتقدت انك اخبرتيها ان معاملتي لكي كانت ظالمه ، فهي جاءت تبحث عن اسمي بي التحديد في المدرسه ، ليس تسال عن مسواكي بين جميع المدرسين كما ذكرتي ، علي اي حال فقد شرحت لها وجهه نظري و اتمني ان تكون اقتنعت ، انتي لا تعلمين كم هو مهم بي النسبه لي ان تصدقني هي و تقتنع بي حديثي .

ردت نور الدين و قالت له ( بي تعجب شديد ) : لماذا هي بي التحديد مهمه رأيها بي النسبه لك ؟

رد عليها عماد و قال لها : هذا ليس من شأنك يا نور الدين ، الان تفضلي و اذهبي الي حصتك القادمه قبل ان يدخل المدرس الذي يليني في الجدول .

بي الطبع لم تسكت نور الدين عن التفكير ، و قررت ان تسال شمس عندما تعود ماذا حدث بي التحديد لكي يقول لها الاستاذ عماد هذا الكلام ، و يهتم الي امرها هكذا ، ثم ان نور الدين تعرف عماد جيدا فهو لا يكترث لامر البنات و شخص مهذب جدا و خلوق و يردع اي فتاه تذيد في حدودها معه بي اي شكل من الاشكال ، فهو لا يقبل اي قله قيمه ، مختلف عن كثير من المدرسين في تلك المدرسه ، ثم انتهي اليوم الدارسي و عادت نور الدين الي بيتها و لكنها لم تذهب الي زياره شمس بنت عمها اليوم ، اجلت موعود الزياره الي لغد نظرا الي تعبها ذالك اليوم في المدرسه و احساس الارهاق يمتلكها .

نعود ادراجنا سريعا الي شمس نفسها ، عندما عادت شمس من المدرسه و ذهبت الي بيتها و هي سارحه هاىمه في ذالك المدرس الذي شغل بالها و تفكيرها ، و تطلعت اكثر و اكثر لي معرفه سبب رفض ابيها ، او لماذا حتي لم يتكلم و يخبرها بي شأن ذالك الرجل المتقدم الي خطبتها ليله امس ، دخلت بيتها و وضعت مفتاحها بجوار الجزامه و خلعت حذائها و جلست و اخذت انفاسها من هذا المشوار الطويل و كانت والدتها تمر من طرقه المنزل فالقت السلام عليها ،

بدأت شمس في الحديث بي القاء السلام اولا علي والدتها و قالت لها شمس : السلام عليكم و رحمه الله و بركاته يا امي .

ثم اجابت ام شمس عليها وردت التحيه و قالت : و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته يا شمس الشموس ( بي ابتسامه خفيفه ) و اكملت حديثها ، ... ماذا فعلتي يا شموس في المدرسه الي نور الدين اليوم .

ردت شمس عليها و قالت لها : ذهبت لكي اسال علي مدرس معين بي التحديد ، اخبرتني نور الدين انه يضهدها ، و لم يسجل لها الي درجات عمليه بي الرغم انها تجيب عن كل الاسئله اجابات صحيحه .

ثم بعدها انتبهت ام شمس الي الحديث و قالت لها : نعم يا شمس اعرف هذا كله يا حبيبتي ، و لكن ماذا فعلتي اءذن ؟ و ماذا اجاب ذالك المدرس ؟ و هل اعترف بي خطأه ؟ .

ردت شمس الي امها قائله : لا يا امي ، فهو الي حد كبير معه حق ، فقد شرح لي وجهه نظره ، و انا اري في عينه خوفه علي جميع الطلبه لديه ، فقد اخبرني ان نور الدين لم تحضر اي حصص عمليه ، و هذا يقلل من مدي استعابها الدقيق الي تلك الدروس ، فهي تعتمد اعتماد كلي علي ان تجيب علي ورقه الاسىله فقط و لكن مع مرور الوقت ، سوف تنسي نور الدين جميع المنهج ، و هذا علي العكس اذا فعلت الشئ بي ايديها و نفسها ، سوف تتذكره و مستحيل ان تنساه ، هذه وجهه نظر المدرس الذي اتفق معه بي شده ، رغم اختلافنا في بادأ الامر .

ردت عليها ام شمس قالت : فعلا يا شموس ، هناك فرق واضح في التعليم ، اذا كان ما ندرسه نلمسه بي ايدينا و نستطيع اكتشافه ، و لكني اري علي وجهك كلام اكثر و اكثر ، ماذا بكي هل تخبأين علي امك اي شئ ؟

( نظرت شمس الي الارض ) ، و اجابت علي والدتها و قالت لها ، يا امي حدث شى غريب مع هذا المدرس ، فقط شعرت انه مهم بي النسبه لي ، اعجبت بي شده من كلامه و طريقه تفكيره ، و عينه كانت تنظر لي بي طريقه غير اعتياديه ، و قال لي ايضا شئ اغرب و اغرب .

تعجيت والده شمس من الحديث ، و ردت عليها ام شمس وقالت لها : ماذا قال لكي اءذن ، لقد قلقتيني !

تابعت شمس كلامها الي والدتها و قالت لها : تخيلي يا امي ، ( و اشارت بي يدها من كثره تعجبها و حيرتها في امرها ) ثم تابعت الحديث و قالت : قال لي انه تقدم الي خطبتي من والدي ليله امس في المحل ، تخيلي يا امي ، انا فؤجئت جدا جدا و الاستاذ عماد هذا يخبرني ، لماذا لم يخبرني ابي ليله امس ، هل كنتي تعلمين يا امي ؟

.....
بعدها انصدمت شمس من رد فعل والدتها ، و علمت من صمتها انها كانت تعلم هي الاخري ، و انها ساعدت ابيها في ان لا يخبروها بي شأن العرسان الذين يتقدمون الي خطبتها ، حزنت شمس كثيرا منهم ، و انهم لم يشاركوها في اهم تفاصيل حياتها ، و قررت ان تتحدث الي ابيها عندما يعود من عمله ، و تسأله عن سبب رفضه الي عماد ، فقد تحدثت معه و وجدته شاب مهذب جدا و علي خلق ، و ظلت ساكنه الي حين عودته والدها من العمل .


انتهي هذا الفصل اليوم سوف نكمل باءذن الله باقي احداث الروايه و نرى ماذا سوف تتصرف شمس مع والدها ؟ و هل والدها سوف ينصاع الي قرارها و رائيها و يقبل التحدث مع عماد ام ماذا سوف تفعل شمس حينها ؟ هذا ما سوف نعرفه سويا في الحلقات المقبله . تابعوني لكي يصلكم كل الفصول الجديده

✍ بي قلمي انا . دمتم سالمين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي