الفصل الثالث

انتهي الفصل السابق عندما كان عماد حزين بسبب رد فعل والد شمس عندما قتبله ليله امس ، فقد كان عماد منتظر رد غير هذا ، او علي الاقل يعطي له مساحه لكي يتحدث عن نفسه امام والدها ويرى بعدها ان كان الزوج المناس ام لا ، و لكنه وجد علي وجهه علامات الرفض التام قبل ان يتكلم عن نفسه حتي .

عندما اشرق نور شمس اليوم التالي استيقظ عماد من نومه و افاق سريعا و كان يشعر بي حاله من الرضا ممزوجه بي الطمأنينه فقد كان غير حزين و لا هو بي سعيد ، فقد كان هو في حاله من الاستسلام الي نصيبه و اراده الله عز وجل له ، ثم بعد ذالك توكل علي الله في امره و سلم تفكيره الي الله و ذهب الي مدرسته مثلما يفعل كل يوم ، لكي يقوم بي شرح اول حصه بعد الطابور في المدرسه ،و لكن عندما وصل عماد الي المدرسه صباحا ، وجد عماد شئا جعله يقف في مكانه لا يتحرك ابدا ، فهو لا يدري ان كان ما يراه حقا ام انه ما زال تفكيره مغلق ، و معلق في افكاره و مشتت الذهن ، فقد رأي شمس ، نعم رائها داخل المدرسه و تنتظره هو بي التحديد داخل المدرسه ، و تسأل عن عماد مدرس الذي كان يقف بي الاسم ( الاستاذ عماد ) ، و تقول له : اين استطيع ان اجد استاذ عماد مدرس ماده الزراعه ؟ .
بعدها رد عليها المدرس و اشار بي اصبعه علي عماد الذي كان واقف يشاهد الحديث و ما زال اثار الذهول علي وجهه و لم يستطيع ان ينطق باي كلمه حتي الان ، ثم تقدمت شمس نحو عماد و قالت له : صباح النور ، هل انت الاستاذ عماد مدرس ماده الزراعه ؟


كان عماد مذهول التفكير كل ما يبدو عليه هي الابتسامه الخفيفه و لكن الفضول كان متملك منه يريد ان يعرف سبب مجيئها هنا ، فهو عرف انها ليس لديها اخوات ، اذن لماذا تاتي الي المدرسه ؟

فرد عليها عماد قائلا : نعم انا عماد ، كيف يمكن مساعدتك ؟

ردت عليه شمس و قالت له : يوجد لديك في الفصل طالبه تدعي نور الدين ، هذه الطالبه تشتكي منك

تعجب عماد و قال لها : و ما علاقتك بتلك الطالبه ؟ لماذا تسالي عنها ؟

تعصبت شمس و بدأ النرفزه تظهر في نبره صوتها و قالت له : كل ما يشغلك هو ما علاقتي بتلك الطالبه ؟ انت لم تسألني لماذا تشتكي نور الدين منك ؟ حقيقي انا اتعجب من سؤالك هذا ، و اتعجب اكثر من علامات البرود التي الحظها علي ملامح وجهك تلك !

عماد كان لا يهتم بكل هذا الكلام ، فهو في منتهي السعاده لانه يقف معها و يحدثها ، فهو مغيب عن كل كلامها كان ينظر الي عيناها فقط ، و في لحظه انتبه قبل ان تفلت زمام الامور من يده ، فهو ايضا يريد ان يكسب قلبها ، قال لها : انه متأسف علي حديثه ، و لكن يجب ان يعرف كل شئ عن الذي يسال عن حال الطالب قبل ان يبدأ المدرس في الحديث عن تفاصيل اي طالب لديه لابد ان يكون شخص مصدر ثقه بي النسبه للطالب كي لا يضعه في موضع احراج .

و هنا اقتنعت شمس بي حديث الاستاذ عماد و قالت له : معك حق يا استاذ عماد ، و انا اسفه ان تحدثت بي نرفزه شديده معك ، و ابتسمت ابتسامه خفيفه ، و تابعت حديثها ان نور الدين هي بنت خالها ، كانت عندهم ليله امس ، و سالتها عن حالها و عن دروسها و دراستها و قالت انها من المتفوقين في جميع المواد و درجاتها دائما نهائيه ، الا تلك الماده التي تعطيها لها ، فانك دائما ترفض ان تعطيها اي درجات حتي اذا اجابت عن كل الاسئله بي امتياز ؟ اليس هذا ظلما يا حضرت المدرس المحترم ( و قالت هذه الجمله بي اسلوب سخريه شديد )

رد عليها عماد و قال لها : اءذن انتي حكمتي من رأي نور الدين فقط ، و لم تسمعيني و قولتي اني ظالم ، اءذن لماذا انت هنا اليوم ؟

غضبت شمس و قالت له : معك حق ، مجيئي الي هنا كان خطأ ، بعد حديث نور الدين عنك ، لابد اني كنت صدقتها و لم افكر في التقليل من نفسي ،
تركته شمس و ادارت وجهها و ذهبت ، و لكن بسرعه امسك عماد يدها لكي يوقفها و يمنعها من الذهاب و قال لها ان تنتظر و لا تغضب منه .

نظرت اليه شمس في عينه و شدت يدها و قالت له : كيف تجرؤ و تمسك يدي هكذا ، هل انت واعي لما فعلت !

قال لها عماد : يا شمس انتي لم تسمعيني حتي .

تعجبت شمس عندما نطق عماد بي اسمها ، فهي لم تخبره عن اسمها حتي الان و اول مره تقابله كيف عرفها ؟ فقالت له : كيف عرفت اسمي و انا لم اخبرك به ؟

قال لها عماد : لقد تقدمت لخطبتك امس من والدك ، و رد عليا ابوكي انه سوف يفكر في الامر ، انا رأيتك يوما ما كنت في طريق العوده الي بيتي و انتي ايضا كنتي عائده الي بيتك و من تلك النظره شعرت بشى يجذبني لكي ، شعرت ان الله منحني ما كنت ابحث عنه طوال حياتي ، منحني الدفئ الذي حرمت منه و سوف يعوضني بي احساس الاسره و السعاده ، لم اقدر ان احكم ان كان ما اشعر به تجاهك هو حب ام لا ، و لكنه شئ مختلف تماما شئ لم اشعر به في حياتي كلها من قبل ،

شمس كانت مصدومه تنظر الي عماد و لا تجيب فقد نست اساس حديثها و لما هي هنا اليوم و تركته و ذهبت . و لكن عماد قال لها بي صوت عالي : انا لم انتهي من اجابتك بي شان نور الدين ، هل نسيتي ؟

ثم نظرت شمس الي الخلف و ابتسمت ابتسامه خفيفه ، و قالت له لا لم انس ، فهذا هو سبب مجيئ الذي كنت اظنه ، و لكن كان للقدر دورا اخر ، فا لتخبرني اذن لي ماذا انت تتسلط بي الدرجات علي نور الدين بي التحديد ؟ قد حدثتني عنك و عن تصرفك معها الذي فيه ظلم كبير لها ، ثم ان هي فتاه مجتهده جدا ، لما تعطيها درجات قليله في مدتك انت بي التحديد ؟

رد عليها عماد و قال لها : كل الامر اني احب ان يعمل الطالب بيده يجرب كل شئ بيده عمليا ، فهذا الاسلوب لا ينسي اي معلومه اطلاقا ، اذا سألتي نور الدين عن اي ماده من التي درستهم في العام السابق او الذي يسبقه ، انا متاكد انها لم تستطيع الاجابه لانها حافظه المنهج فقط . لم تتمرن عليه بيدها و تشاهده علي ارض الواقع ، اما الشئ الذي تلمسيه و تشعري بيه و تدرسي تفاصيله تتمسكي بيه تخفظيه في ذاكرتك الدائمه ، لم تنسيه ابدا ، و هذا اسلوب دراستي مع الطلبه ، و نور الدين لم تحضر اي درس من الدروس العمليه ، فقط حضرت درس نظري و تاتي في ايام الامتحانات فقط ، هل من العدل ان اعطيها درجات نهائيه علي ما كتبته في الورقه فقط ، انا فعلا اعطيها درجاته التحريريه اما الدرجات العمليه فلا اعطيها شئ ، و اظن اني هكذا غير ظالم ، بل بي العكس كنت انا حريص كل الحرص علي ان تتعلم نور الدين و تاتي الي الدروس العمليه مع باقي الطلبه و الطالبات .
اكمل حديثه و قال عماد الي شمس : انا افعل هذا مع كل الطلبه و الطالبات ، كلهم عندي سواسيه ، لا افرق بين احد ، و لا اجامل احد علي حساب الاخر ، لا اريد منهم سوى دعوه جميله ، تريح بالي و اشعر اني قد اديت واجبي تجاههم و امام الله ثم امام نفسي .

كانت شمس كل هذا تنصت له معجبه بي كلامه و طريقه تفكيره، و بدا شى يتغير في احساسها تجاه عماد ، ثم شعرت انها لا تريد العوده و تريد التحدث معه اكثر و اكثر لا تريد الحديث هي ، بل تريد ان يتحدث هو و تسمعه هي .
و لكن قاطعهم مدرس اخر من بعيد ينادي علي الاستاذ عماد بان معاد الحصه بدأ ، و لابد ان يدخل الفصل و يبدا شرح الي الطلبه حالا ، ثم اساءذنها لكي يذهب و عادت شمس الي بيتها ، و ذهب عماد الي حصته الاولى .


فقد عماد اصبح مشغول بي شمس و جمالها و طريقه تفكريها ، كل ما يشغل باله حاليا هو ان شمس تكون غير مستأه من تصرفه مع نور الدينو ان تكون غير غاضبه منه ، لكي تعطيه المساحه لكي تري شمس شخصيته و تعجب به ، فقد كان هذا هو خوفه الوحيد .

اما بي النسبه لي شمس فقد كانت علي العكس تمام ، اعجبت بعماد من اول لقاء ، علي الرغم انها كانت ذاهبه اليه لكي تلومه علي تصرفه كمدرس مع نور الدين و لكنها غادرت المدرسه و هي تحمل شعور مختلف تمام تجاه هذا المدرس ، فهي اصبحت تفكر فيه في كلماته و نظراته لها .

انتهي هذا الفصل ياتري هل هتوافق شمس ان تتزوج بي عماد ؟ و هل عماد هيقدر يقنع والد شمس بي الزواج من ابنته ؟ هذا ما سوف نعرفه سويا في الفصول القادمه باءذن الله

وماذا سوف يحدث الي عماد عندما يحين موعد الدرس العملي المقبل له ويذهب الي تلك الغابه المهجوره التي لا احد يعلم مكانها قبل .

دمتم سالمين كتاباتي بقلمي انا ✍
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي