الفصل الثاني

انتهي الفصل السابق عند دخول عماد الي بيته بعد مقابله جار شمس ، و كان سعيدا جدا عندما اخبره ذالك الجار بي شان حالهم و طبعهم ، قرر ان يخبر والدته بي شأن شمس تلك و فرحته عندما رأها و يخبرها انه يريد الزواج منها .
فهي الوحيده التي دخلت قلبه دون استأءذن هي من تملكت قلبه و تربعت بي حبه ،

طرق عماد الباب و جلس بي جوار والدته و بدأ بي الحديث معها بدايه قال لها عماد : انا اريد ان اخبركي بشئ يا امي ، فهو مهم بي النسبه لي ، و اتمني منكي الدعم .

ردت عليه والدته و قالت له ما هو الامر يا عماد يبدو عليك السعاده البالغه لعله خير ، اكمل حديثك .

تابع عماد قائلا : لقد رأيت فتاه لاول مره و دق لها قلبي منذ النظره الاولي ، فقد شعرت انها حب عمري و انها مسكني و ملاذي .
نظرت اليه والدته في فرحه شديده فا طالما كانت تحلم ان يتزوج ابنها عماد و تري اولاده قبل ان تموت .. فا والدة عماد مصابه بعدة امراض مزمنه و ليس لديها اي اولاد سوي عماد ..
قالت له والدته والابتسامه علي وجهها : من تلك الحسناء التي تتحدث عنها هل كنت تحلم بي فتاة احلامك ام ماذا ؟
ضحك عماد و رد قائلا : لا يا امي هي فتاه تدعي شمس ، انتقلت هي و اهلها في قريه مجاوره لنا منذ حوالي اسبوعين و لكنها لفتت نظري كثيرا ، فهي فتاه في غاية الاحترام و الجمال .. انا لم اري فتاه مثلها من قبل ، تدعي شمس يا امي و هي حقا شمس ، هل التي اضاءت قلبي بي نورها ، قبل ان أراها لم اكن مهتم بي موضوع الزواج كلما عرضتي عليا الموضوع من قبل اكثر من مره و لكني لم اكن اهتم و لا اكترث بي شان هذا الحديث ، الا بعد رؤيه شمس يا امي ، فا انا حقا اريد الزواج منها و اريدك ان تساعديني ، هل يمكنك مساعدتي انا لم اصارح اي فتاة بي الحب من قبل ..
ثم قامت امه بي إحتضانه و قالت له : لقد مر وقت طويل و انا انتظر ان تأتي و تخبرني بي شأن هذا الحديث و ان تقع في الحب ، كم كنت اتمني ان انظر الي اطفالك و ااخذهم بين ذراعي يا بني .. لقد تشوقت كثيرا حتي اري هذه الفتاه التي اوقعتك بي حبها ..

رد عليها عماد قائلا وهو في منتهي السعاده بعد موافقه والدته : حسنا يا امي سوف اأخذ معاد من والدها حتي نزورهم في البيت ..
بعدها قام عماد بي تقبيل يد والدته و قام بي تقبيل جبهتها ايضا ، و اثني لها و شكرها علي سرعه موافقتها و دعمها له و انطلق مسرعا من شده فرحته .

نزل عماد الي الاسفل كي يقابل والد شمس فهو معتاد ان يجلس اسفل البيت داخل دكانه الذي يعمل فيه في تصليح الاجهزه التالفه ..

لم يكن عماد يعرف ان هذا هو والد شمس ، فذهب الي ذالك الجار مجددا ، فكان جارهم جالس علي تلك المصطبه مثل عادته يشرب الشاي و يتابع الماره في الشارع ، ذهب اليه عماد و سلم عليه و بدأ الرجل يعرض عليه ان يجلس معه ، و لكن عماد قال له انه يريد ان يساله سريعا عن شئ ، بي عدها سوف ياتي و يجلس معه يتثامرن ،
انتبه له الجار و قال له تفضل ، ماذا تريد بي التحديد .
رد عليه عماد و قال له هل ذالك الرجل ( و اشار بي اصبعه علي المحل اسفل بيت شمس ) هو والد شمس ، ام انهم يأجرون ذالك المحل .
رد عليه جارهم و قال له : لا فهو والد شمس حقا ، ماذا تريد منه يارجل ، هذه المره الثانيه تأتي و تسال عن ذالك الرجل و ابنته في نفس اليوم ، و لم تخبرني لماذا تسأل ؟

عماد اجابه مسرعه : سوف تفهم كل شئ يا حاج ، انا اشكرك ، و ودع عماد الرجل و ذهب متجاه الي ذالك المحل نحو ابو شمس لكي يحاوره .

بدأ عماد بي السلام و قال : السلام عليكم و رحمه الله و بركاته .
والد شمس قال له : و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته ، تفضل يا بني ، كيف يمكنني مساعدتك ؟

عماد بي توتر و ارتباك قال له : في الحقيقه انا اريد ان اأخذ منك موعد كي اتحدث معك في امر ما ..

والد شمس رد قائلا : يمكنك التحدث الآن ، انا ليس مشغول كثيرا ، هل لديك اي شيء تالف لا تستطيع اصلاحه و ليس لديك ما يكفي من النقود ؟ انا استطيع ان اقوم بي تقسيط المبلغ لك ، لا داعي للاحراج اطلاقاً .

عماد ردمسرعا و قال له : لا فأنت لم تفهم كلامي ، انا اريد ان اأتي لكم زيارة الي المنزل و معي والدتي بي خصوص ابنتك ..
نظر اليه والد شمس غاضبا و قال له : و من اين انت تعرف ابنتي ؟ هل تحدثت معها من قبل !

اجابه عماد و قال له : لا يا عمي ، فأنا رأيتها من قبل منذ عودتي من عملي و تابعتها سيرا الي ان علمت مكان منزلها و دخلت هذا البيت ، و نظرت اليها مره اخري عندما كانت تقف داخل شرفه المنزل ، لكني لم اتحدث معها من قبل ، و اردت ان ادق البيت من بابه واطلب يدها من والدها .

رد عليه والد شمس قائلا : سوف ارد عليك في وقت لاحق فقد اذهب الان لأني مشغول كثيرا ،

ذهب عماد الي بيته و علي وجهه ملامح الحزن و الاسى ، كانت امه في انتظاره متشوقه لكي تسمع ماذا فعل عماد مع والد شمس ،

وصل عماد الي منزله و دخل البيت ، و كانت كل ملامحه مبدله تمام كانت كلها اسف و حزن لمحته والدته و هو مار ذاهب الي غرفته ، نادت عليه و طلب تتحدث معه ، و بي الفعل ذهب اليها عماد و عندما فتح الباب قالت له : طمئني يا بني ماذا فعلت مع والد الفتاة الحسناء؟ ..
عماد بي كل حزن قال لها : لقد ذهبت و قابلته بي الفعل و عرضت عليه الامر و لكن هو قال لي انه سوف يرد علي في وقت لاحق و كانت ملامح وجهه كلها غير سعيده و يظهر عليه الكثيرا من علامات التعجب و لكنه لم يسألني سوى سؤال واحد فقط من اين عرفتها و اجأبت عليه ، كي لا يظن سوء و لكن رده انه سوف يرد عليه لاحقا ، و اظن انه غير موافق ان يقابلنا .. حتي لم يسألني اي شئ عن نفسي من انا ؟ ماذا اعمل ؟ اين اسكن ، كل هذه الاسئله الاعتياديه التي يسالها اي اب متقدم الي خطبه ابنته عريس ، لذالك انا متاكد انه رفضني قبل ان يتحدث معي ،و لكن الذي يشل تفكيري لماذا يرفضني و انا لم اخبره اي شى عني ؟ و هو لم يعرف من انا حتي !!!

في هذه الاثناء كانت الام حزينه علي حزن عماد ابنها ، و لكن ارادت ان تطيب بي خاطره و لا تزعجه اكثر من اللازم ، ثم لاحظت انه كسر بي خاطره و بي فرحته و خصوصا ان عماد بدون اب ، فقد توفي والده منذ صغره و هو من توالي المسؤاليه ، طبطبت ام عماد عليه و قالت له : لا يا بني انت من ظننت سوء ، قدم حسن النيه و الخير في كل شى تجده ، تجد الخير الذي توقعته امامك ، توكل علي الله و اترك امرك كله الي الله و عد الي والدها بعد يومين و استاءذه بي الحصول علي موعد اخر لي الزياره ، ان قال لك نفس الذي قاله اليوم ، فتحدث معه بي رفق و كل له انك تشعر بي انه يرفضك و تحدث معه عنك و عن مؤهلاتك و اعلم منه ان كان شئ كبير يمنعه ، فلتعلمه و تنهي ذالك الموضوع قبل ان ينغمر حبها في قلبك اكثر و اكثر و يكون نسيانها اصعب و اصعب يا بني ، و انا سوف ادعو الله ليلا و نهارا ان يجعلها من نصيبك و يجعلها لك خير زوجه و حبيبه لك .

طيَبت ام عماد قلبه بي حديثها العذب الجميل ، و اعطت عماد كثيرا من التفاؤل و الامل ، و شكرها و استأءذنها في الخروج ، ذهب الي غرفته و قام بي خلع ملابسه ثم علقها علي شماعه الملابس الخاصه به ، و بدل ملابسه بي ثياب النوم ، و جلس علي سريره و وضع خلفه وساده و أتكأ عليها ، و وضع يده خلف رأسه ، و ترك العنان الي تفكيره ، تاره ينظر و يري شمس تمر من امامه و يتغزل في حسنها و جمالها الفاتن ، و تاره يري رد فعل والدها و علامات الرفض تملاء ملامح وجهه ، و تاره يتذكر حديث والدته بان يتفال خيرا ، و يترك الامر كله الي الله ، الي ان اخلد الي نومه من كثره تفكيره .

بعد مرور ساعه او ساعتين ، قلقت والدته عماد عليه ثم ذهبت الي غرفته لكي تتفقد حال ابنها عماد ، و دخلت عليه وجدته نائم ثم قامت بي وضع الغطاء عليه وقامت بتقبيل وجهه و اطفأت النور ، ثم دعت الله ان يلين قلب ابو شمس علي ابنها ، و دعت ايضا ان كانت شمس تلك خيرا لابنها فيجعل الله شمس من نصيبه ، اما ان كانت شرا لابنها فدعت الله ان يبعدها الله من طريقه ، و عادت الي غرفتها و الي سريرها و اخدلت الي نومها .


في صباح اليوم التالي استيقظ عماد و هو في حاله من الرضا غير حزين و لا هو بي سعيد ، فهو في حاله من الاستسلام الي القدر و اراده الله ، توكل علي الله و ذهب الي مدرسته مثل عاده كل يوم لكي يقوم بي شرح اول حصه بعد الطابور في المدرسه ، عندما وصل عماد الي المدرسه صباحا ، وجد شئ جعله يقف امامه لا يتحرك ، فهو لا يدري ان كان ما يراه حقا ام انه ما زال معلق بي التفكير و مشتت الذهن ، فقد رأي شمس تنتظره بي التحديد داخل المدرسه و تسأل عنه المدرس الذي كان يقف بي الاسم ، و تقول له : اين استطيع ان اجد استاذ عماد مدرس ماده الزراعه .
رد عليها المدرس و اشار بي اصبعه علي عماد الذي كان واقف يشاهد الحديث و ما زال اثار الذهول علي وجهه و لم يستطيع ان ينطق باي كلمه حتي الان ، ثم تقدمت شمس نحو عماد و قالت له : صباح النور ، هل انت الاستاذ عماد مدرس ماده الزراعه ؟

انتهي الفصل اتمني ينال اعجبكم و تشجعكم ، لسه في احداث اكتر و اكتر ، تابعوني

دمتم بي خير

.❤
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي