الفصل العشرون1
الفصل العشرون
*************
دائما مانتوقع أن يأتى الغدر من عدو من كاره ولكن أن يأتى من أقرب ما لديك
أن تشعر بطعنة قاتلة فى ظهرك تلتف لتجدها من أقرب الناس إليك وقتها لن يوجعك الألم بقدر إحساسك بالغدر والقهر
************
لا أحد يفهم ما يحدث صراخها وبكاؤها وفجأة تسقط مغشيا عليها حملها جاسم لسريرها وبلسم بجوارها تبكى وتصرخ بيوسف الكشف عليها ويخرج الجميع وهو فى آخرهم قلبه يرفض تركها ولكن إلى الآن لا توجد بينهم صلة رسمية ووجوده لا يصح قلبه ينتفض فى صدره لايعرف ولا يفهم ما حدث
من هى نور ؟
من الذى قتلها ؟
ولما قتلت ؟
وكل ما قالتله ليس له إلا معنى واحد فقط
همس استعادت ذاكرتها
والآن ما هو سرك ؟
من فعل بيكى كل هذا؟
أين كنتى وماذا فعلتى ليحاول قتلك ليتعدى على شرفك ؟
والإجابة معها وحدها لا أحد يعرف الإجابة غيرها
..............
الكل فى حالة صدمة ماذا حدث
ما الذى أوصلها لحالتها تلك
صاح حسام بهنا:إيه اللى حصل مش كانت كويسة
- أيوه والله كنا قاعدين بنتكلم وبنضحك فجأة ياسمين بتورينا خبر على اللاب لقيتها فجأة بتصرخ وبتعيط زى ما شوفتها كده
سألها جاسم باهتمام : خبر إيه ده اللى يخليها تصرخ كده ومين نور دى اللى قالت على اسمها
صاح به حسام الذى ابتلع وجوده بصعوبة منذ أتى بعائلته لطلب يدها للزواج ورأى وجه
همس فى وجوده .....رأها تخرج معه من غرفة الصالون وعلى وجهها ابتسامة خجل كأنها تعلن موافقتها على الزواج منه
والله ده مش وقته أهم حاجة نطمن على همس وبعدين نعرف هى كانت بتصرخ ليه
رفع جاسم رأسه إليه مضيقا عيناه محاولا فهم سبب غضبه :والله أظن محدش هيخاف عليها ولا يقلق عليها زى ما أنا قلقان عليها
احتد عليه حسام قائلا: وده بصفتك إيه إن شاء الله
وقف جاسم أمامه والجميع يراقبون بقلق الاثنان على وشك الاصطدام ولكن يبدو أن جاسم واثق من علاقته بهمس ولكن ما لم يعجبه هو موقف حسام الذى يراه بلا داعى
- والله يا أستاذ حسام الفترة اللى همس عاشت معانا فيها تخلينى أخاف عليها أكتر من أى حد فى الدنيا وهى عارفة وواثقة فى كده كويس أوى
- وده بصفتك إيه إن شاء الله إذا كان على اللى عملته معاها متشكرين لحضرتك أوى لازمته إيه بقى كلامك ده
صوت صارخ جاء من خلفه :حسااام
التف ناحية والده وسيف الذين جاءوا بعدما أخبرتهم هنا بما حدث ليسمعوا مناقشة جاسم وحسام وعلى مل من محادثة ابنه بأمر همس وهو مازال متعلقا بأمل واهى أن يتزوجها وتصبح له رغم زواجه وحب زوجته له لكنه دائما أعمى القلب والبصيرة يرى أن لامشكلة فى الزواج منها وتبقى زوجته كما هى ولكن جاسم قطع عليه كل السبل التى تؤدى به لحلمه
- فى إيه صوتك عالى كده ؟
أشار لجاسم بغيظ: أبدا يا حاج الأستاذ فاكر نفسه هيخاف على همس أكتر مننا فاكر أنه تخصه
وجاسم بارع حقا فى أساليب الدفاع بارع بإلقاء كلمات تضعف من مقاومة خصمه
طيب ما هى همس فعلا تخصنى وأظن حضرتك كنت موجود وأنا ووالدى بنطلب إيدها وبكره باذن الله هنقرأ الفاتحة ولا الحكاية دى مش على هواك
وكلمته قوية جاءت فى محلها رغم قسوتها على زوجته(سما)التى ظلت تتابع ما يفعله زوجها بقهر وعذاب هى تحملت الكثير والكثير رضيت على حالها ان تحب وتتزوج من رجل عاشق حد النخاع لأخرى اعتقدت أنها ستبدل حاله اعتقدت أنه سيحبها لا كزوجة فقط ولكن كحبيبة ولكن خاب الظن وازداد وجع القلب وهو غافل هو ظالم لها... ظالم لحبها...ظالم لأنثوتها
تراقب انفعالاته غضبه غيظه من جاسم ومن قبله عدى يدور فى فلك همس رغم أنه يعلم جيدا أنها لا تحبه
هى لا تلومها منذ تزوجت من حسام رغم علمها المسبق بحبه لهمس ولكنها لم تجد من همس أى دليل على حبها هى له ......لم تجد
منها ما يسئ لها .......ولكن من أساء هو حسام .......هو من أعطته قلبها ليبادلها بقسوة وأنانية
تقدم على وسيف من حسام وجاسم وعلى ينظر لابنه بغضب حاول جمحه قدر المستطاع أمام ضيوفهم
طمنونى على همس عاملة إيه ؟
وإيه اللى حصلها ؟
نظرة من جاسم نحو حسام الذى ابتعد منزويا بجوار زوجته التى تحاملت على ذاتها أن تبقى بجواره بعدما رأت مشادته مع جاسم من أجلها
التف جاسم لعلى مطمئنا:دلوقتى هنطمن باذن الله
لحظات وفُتح باب غرفتها ليخرج يوسف يناظرهم بإرهاق : همس تعبانة أوى وأنا مش عارف فى إيه
اتجه جاسم نحوه بلهفة: إيه اللى حصل يوصلها لكده؟
_مش عارف يا ابنى ومش فاهم هى فاقت بس ساكتة وبتبكى وجسمها كله بيترعش أنا هكلم الدكتورة رانيا تيجى تقعد معاها هى أعلم منى بحالتها النفسية
ظل جاسم يراقب باب غرفتها يشعر بالعجز والحيرة بين رغبته فى الدخول إليها وبين نظرات أهلها خاصة حسام
وقراره كان بالتقدم نحو غرفتها ورقية تنظر له بتحذير إلا يفعل
وما بين الرغبة والممنوع خط ضعيف واهى وهو قطع الخيط متقدما نحو بابها طارقا إياه لتأذن له بلسم بالدخول
مد رأسه ليراها تجلس بين ذراعى بلسم التى تضمها بخوف وقلق ومازالت دموعها تهطل دون توقف وعيناها غائبة شاردة عن العالم الخارجى حولها
همس
صوته كان كالنداء لتعود ......وجوده لها أمان لم تجده إلا معه
رفعت رأسها نحوه مبتعدة عن بلسم التى رأت لهفتها .......رأت احتياج ابنتها لهذا الرجل
رأت لهفته
رأته الأمان لابنتها
اتفضل يا ابنى
- أنا كنت عاوز اطمن عليها
نظرت لها متنهدة بحيرة: أنا مش فاهمة إيه اللى جرالها ولما فاقت فضلت ساكتة زى ما أنت شايف
اقترب أكثر ليجلس على كرسى بجوار سريرها :همس أنتى كويسة مالك مين زعلك وأنا اجيبه لحد عندك واعملى فيه اللى أنتى عاوزاه
ابتسمت بتهكم: مش هتقدر يا جاسم
ونظرة مستفسرة نحو بلسم التى استغربت كلمتها :ليه يا حبيبتى مين مزعلك وأنا أجيبلك حقك منه
نظرت لها بعجز كلماتها على طرفى شفتيها وتخشى الحديث
تخشى البوح
دائما كانت كتومة صامتة أن أرادت أن تنفذ أمر ما لكنها الآن عاجزة حائرة لن يصدقها أحدا كما لم تصدق حالها من قبل عندما ضربت ........عندما حاول الاعتداء عليها وفشل وفشله
أنقذها من فجوة عميقة ستلقى بها ويوارى عليها الثرى
لن تنسى مهما حييت ليلة شتاء قاسية وقلوب أقسى .......لن تنسى صراخها
لن تنسى الغدر
لن تنسى دماء صديقتها التى قتلوها لتصمت قتلوها لحماية أنفاسهم
همس روحتى فين ؟
نظرت إلى جاسم الذى ناداها بقلق: مالك يا همس
هزت رأسها بنفى :مفيش حاجة أنا كويسة
ضاقت عيناه بشك: كويسة إزاى .......أومال أغمى عليكى ليه ........صراخك واللى عملتيه كان سببه إيه ........إيه اللى شفتيه خلاكى تتعبى كده
- أبدا يا جاسم أنا بس فجأة حسيت قلبى بيوجعنى
نظر لها بشك : ومين نور اللى قولتى أنها اتقتلت .......همس لو فى حاجة احكى
قامت من سريرها مبتسمة بمرح يناقض خوفها الداخلى : إيه يا جاسم احكى إيه بس مفيش حاجة ممكن تقول شوية تخاريف
اتجه نحوها وشكه يزداد ويعلو: تخاريف إيه ........أنتى واعية لنفسك
رفعت كتفها بثقة: طبعا واعية ومتأكدة من كل حاجة بقولها
- يبقى المفروض أنتى عارفة أنتى قولتى إيه ؟
- عادي يا جاسم متشغلش بالك
قامت بلسم نحوها مؤكدة على حديث جاسم :لا يا همس جاسم عنده حق أنتى فعلا مش طبيعية
ضحكت وهى تبتعد عنهم متجهة نحو مكتبها :إيه يا جماعة فى إيه مكبرين الحكاية ليه أنا قلت أنها مجرد تخاريف
نظرة شك وحيرة تبادلها جاسم مع بلسم قطعتها بلسم وهى تتجه نحوها تراقب ما تفعله رأتها تفتح أحد أدراج مكتبهابمفتاحه الخاص لتخرج منه جهازها الحاسوبى وضعته أمامها وفتحته ولكن قابلها رمز الحماية للجهاز
همت بوضعه ولكنها تذكرت أنها ليست وحدها فأغلقته وهى تنظر إليهم مبتسمة بتوتر فعجالتها بلسم قائلة: وقفتى ليه ما تكملى........دخلى الباسورد بتاع اللاب توب
رفعت كتفها بمرح : ما هو أنا مش عارفاه هو أنتى مش فكراه يا ماما
ابتسمت بلسم ابتسامة جانبية واثقة من عودة الذاكرة لابنتها واثقة من قدرة همس على السكوت فى حال أرادت واثقة أنها تخفى أمرا جللا
اقتربت منها قائلة: عمرك ما خليتى حد يستخدم اللاب بتاعك محدش يعرف رقمه غيرك أنتى زى برضه محدش معاه المفتاح غيرك أنتى ولا حد يعرف مكان المفتاح الاستبن غيرك أنتى برضه يا همس
انتبهت همس لذاتها نسيت أنها أتت بمفتاح الدرج من تجويف صغير أسفل المكتب ولا أحد يعرفه غيرها إلا بلسم
عيناهما تبادل الحديث الصامت همس عادت ولكنها تنكر ........همس متذكرة كل شئ ولكنها تنكر ولكن لما؟
جاسم يراقبها بشك بلسم محقة هناك أمرا مختلف همس مختلفة هدوئها غريب مقلق يشعر أنها واعية متذكرة لكل شئ ولكنها ترفض البوح ترفض الاعتراف
.......................
أتت الدكتورة رانيا بناء على اتصال من يوسف أقلقها الجمع الذى تراه أمامها رحب بها يوسف واتجه بها لغرفة همس طالبه من الجميع تركهم وحدهم
جلست أمامها مبتسمة : حمدالله على سلامتك يا همس عاملة ايه دلوقتي
- الحمد لله كويسة
- طيب ممكن نتكلم شوية ........فى كلام سمعته قلقنى عليكى
ابتسمت همس قائلة: قلقوكى على الفاضى يا دكتورة أنا كويسة أهوو
نظرة شك وحيرة تتفحص بها وجه همس: أنتى متأكدة انك كويسة
أجابتها بثقة مبتسمة:طبعا كويسة
- طيب ومين نور اللى قولتى أنها اتقتلت
رفعت كتفيها بعدم اهتمام :بصراحة مش فاكرة أنا قلت إيه
ظلت الطبيبة تراقب انفعالاتها .........تتفحص وجهها ابتسامتها .........حركة عيناها الهاربة من مواجهتها
وقفت أمامها عاقدة ذراعيها قائلة بثقة:بس أنا عارفة ومتأكدةأنك فاكرة.........وفاكرة أوى كمان
ارتبكت همس وابتسمت ابتسامة مهزوزة التقطتها عينا رانيا فاقتربت منها تربت على كتفها مطمئنة: لازم تعرفى أن سرك معايا ومحدش هيقدر يفهمك زى ما أنا هقدر افهمك
نظرت إليها مترددة تخشى الحديث ولكنها أيضا تحتاجه
أنا هقولك على كل حاجة بس توعدينى أن محدش يعرف حاجة من اللى هقولك عليه
أوعدك طبعا وأظن أنتى واثقة منى وإلا مش هتطمنى معايا
وعشان كده لازم تعرفى انا ده سر .......ولازم تعرفى كمان أن حياتى مهددة
غمغمت رانيا متسائلة:للدرجة دى يا همس
- وأكتر عشان كده لازم تعرفى أنى ممكن اتقتل لو حد عرف أنى افتكرت كل حاجة
************
*************
دائما مانتوقع أن يأتى الغدر من عدو من كاره ولكن أن يأتى من أقرب ما لديك
أن تشعر بطعنة قاتلة فى ظهرك تلتف لتجدها من أقرب الناس إليك وقتها لن يوجعك الألم بقدر إحساسك بالغدر والقهر
************
لا أحد يفهم ما يحدث صراخها وبكاؤها وفجأة تسقط مغشيا عليها حملها جاسم لسريرها وبلسم بجوارها تبكى وتصرخ بيوسف الكشف عليها ويخرج الجميع وهو فى آخرهم قلبه يرفض تركها ولكن إلى الآن لا توجد بينهم صلة رسمية ووجوده لا يصح قلبه ينتفض فى صدره لايعرف ولا يفهم ما حدث
من هى نور ؟
من الذى قتلها ؟
ولما قتلت ؟
وكل ما قالتله ليس له إلا معنى واحد فقط
همس استعادت ذاكرتها
والآن ما هو سرك ؟
من فعل بيكى كل هذا؟
أين كنتى وماذا فعلتى ليحاول قتلك ليتعدى على شرفك ؟
والإجابة معها وحدها لا أحد يعرف الإجابة غيرها
..............
الكل فى حالة صدمة ماذا حدث
ما الذى أوصلها لحالتها تلك
صاح حسام بهنا:إيه اللى حصل مش كانت كويسة
- أيوه والله كنا قاعدين بنتكلم وبنضحك فجأة ياسمين بتورينا خبر على اللاب لقيتها فجأة بتصرخ وبتعيط زى ما شوفتها كده
سألها جاسم باهتمام : خبر إيه ده اللى يخليها تصرخ كده ومين نور دى اللى قالت على اسمها
صاح به حسام الذى ابتلع وجوده بصعوبة منذ أتى بعائلته لطلب يدها للزواج ورأى وجه
همس فى وجوده .....رأها تخرج معه من غرفة الصالون وعلى وجهها ابتسامة خجل كأنها تعلن موافقتها على الزواج منه
والله ده مش وقته أهم حاجة نطمن على همس وبعدين نعرف هى كانت بتصرخ ليه
رفع جاسم رأسه إليه مضيقا عيناه محاولا فهم سبب غضبه :والله أظن محدش هيخاف عليها ولا يقلق عليها زى ما أنا قلقان عليها
احتد عليه حسام قائلا: وده بصفتك إيه إن شاء الله
وقف جاسم أمامه والجميع يراقبون بقلق الاثنان على وشك الاصطدام ولكن يبدو أن جاسم واثق من علاقته بهمس ولكن ما لم يعجبه هو موقف حسام الذى يراه بلا داعى
- والله يا أستاذ حسام الفترة اللى همس عاشت معانا فيها تخلينى أخاف عليها أكتر من أى حد فى الدنيا وهى عارفة وواثقة فى كده كويس أوى
- وده بصفتك إيه إن شاء الله إذا كان على اللى عملته معاها متشكرين لحضرتك أوى لازمته إيه بقى كلامك ده
صوت صارخ جاء من خلفه :حسااام
التف ناحية والده وسيف الذين جاءوا بعدما أخبرتهم هنا بما حدث ليسمعوا مناقشة جاسم وحسام وعلى مل من محادثة ابنه بأمر همس وهو مازال متعلقا بأمل واهى أن يتزوجها وتصبح له رغم زواجه وحب زوجته له لكنه دائما أعمى القلب والبصيرة يرى أن لامشكلة فى الزواج منها وتبقى زوجته كما هى ولكن جاسم قطع عليه كل السبل التى تؤدى به لحلمه
- فى إيه صوتك عالى كده ؟
أشار لجاسم بغيظ: أبدا يا حاج الأستاذ فاكر نفسه هيخاف على همس أكتر مننا فاكر أنه تخصه
وجاسم بارع حقا فى أساليب الدفاع بارع بإلقاء كلمات تضعف من مقاومة خصمه
طيب ما هى همس فعلا تخصنى وأظن حضرتك كنت موجود وأنا ووالدى بنطلب إيدها وبكره باذن الله هنقرأ الفاتحة ولا الحكاية دى مش على هواك
وكلمته قوية جاءت فى محلها رغم قسوتها على زوجته(سما)التى ظلت تتابع ما يفعله زوجها بقهر وعذاب هى تحملت الكثير والكثير رضيت على حالها ان تحب وتتزوج من رجل عاشق حد النخاع لأخرى اعتقدت أنها ستبدل حاله اعتقدت أنه سيحبها لا كزوجة فقط ولكن كحبيبة ولكن خاب الظن وازداد وجع القلب وهو غافل هو ظالم لها... ظالم لحبها...ظالم لأنثوتها
تراقب انفعالاته غضبه غيظه من جاسم ومن قبله عدى يدور فى فلك همس رغم أنه يعلم جيدا أنها لا تحبه
هى لا تلومها منذ تزوجت من حسام رغم علمها المسبق بحبه لهمس ولكنها لم تجد من همس أى دليل على حبها هى له ......لم تجد
منها ما يسئ لها .......ولكن من أساء هو حسام .......هو من أعطته قلبها ليبادلها بقسوة وأنانية
تقدم على وسيف من حسام وجاسم وعلى ينظر لابنه بغضب حاول جمحه قدر المستطاع أمام ضيوفهم
طمنونى على همس عاملة إيه ؟
وإيه اللى حصلها ؟
نظرة من جاسم نحو حسام الذى ابتعد منزويا بجوار زوجته التى تحاملت على ذاتها أن تبقى بجواره بعدما رأت مشادته مع جاسم من أجلها
التف جاسم لعلى مطمئنا:دلوقتى هنطمن باذن الله
لحظات وفُتح باب غرفتها ليخرج يوسف يناظرهم بإرهاق : همس تعبانة أوى وأنا مش عارف فى إيه
اتجه جاسم نحوه بلهفة: إيه اللى حصل يوصلها لكده؟
_مش عارف يا ابنى ومش فاهم هى فاقت بس ساكتة وبتبكى وجسمها كله بيترعش أنا هكلم الدكتورة رانيا تيجى تقعد معاها هى أعلم منى بحالتها النفسية
ظل جاسم يراقب باب غرفتها يشعر بالعجز والحيرة بين رغبته فى الدخول إليها وبين نظرات أهلها خاصة حسام
وقراره كان بالتقدم نحو غرفتها ورقية تنظر له بتحذير إلا يفعل
وما بين الرغبة والممنوع خط ضعيف واهى وهو قطع الخيط متقدما نحو بابها طارقا إياه لتأذن له بلسم بالدخول
مد رأسه ليراها تجلس بين ذراعى بلسم التى تضمها بخوف وقلق ومازالت دموعها تهطل دون توقف وعيناها غائبة شاردة عن العالم الخارجى حولها
همس
صوته كان كالنداء لتعود ......وجوده لها أمان لم تجده إلا معه
رفعت رأسها نحوه مبتعدة عن بلسم التى رأت لهفتها .......رأت احتياج ابنتها لهذا الرجل
رأت لهفته
رأته الأمان لابنتها
اتفضل يا ابنى
- أنا كنت عاوز اطمن عليها
نظرت لها متنهدة بحيرة: أنا مش فاهمة إيه اللى جرالها ولما فاقت فضلت ساكتة زى ما أنت شايف
اقترب أكثر ليجلس على كرسى بجوار سريرها :همس أنتى كويسة مالك مين زعلك وأنا اجيبه لحد عندك واعملى فيه اللى أنتى عاوزاه
ابتسمت بتهكم: مش هتقدر يا جاسم
ونظرة مستفسرة نحو بلسم التى استغربت كلمتها :ليه يا حبيبتى مين مزعلك وأنا أجيبلك حقك منه
نظرت لها بعجز كلماتها على طرفى شفتيها وتخشى الحديث
تخشى البوح
دائما كانت كتومة صامتة أن أرادت أن تنفذ أمر ما لكنها الآن عاجزة حائرة لن يصدقها أحدا كما لم تصدق حالها من قبل عندما ضربت ........عندما حاول الاعتداء عليها وفشل وفشله
أنقذها من فجوة عميقة ستلقى بها ويوارى عليها الثرى
لن تنسى مهما حييت ليلة شتاء قاسية وقلوب أقسى .......لن تنسى صراخها
لن تنسى الغدر
لن تنسى دماء صديقتها التى قتلوها لتصمت قتلوها لحماية أنفاسهم
همس روحتى فين ؟
نظرت إلى جاسم الذى ناداها بقلق: مالك يا همس
هزت رأسها بنفى :مفيش حاجة أنا كويسة
ضاقت عيناه بشك: كويسة إزاى .......أومال أغمى عليكى ليه ........صراخك واللى عملتيه كان سببه إيه ........إيه اللى شفتيه خلاكى تتعبى كده
- أبدا يا جاسم أنا بس فجأة حسيت قلبى بيوجعنى
نظر لها بشك : ومين نور اللى قولتى أنها اتقتلت .......همس لو فى حاجة احكى
قامت من سريرها مبتسمة بمرح يناقض خوفها الداخلى : إيه يا جاسم احكى إيه بس مفيش حاجة ممكن تقول شوية تخاريف
اتجه نحوها وشكه يزداد ويعلو: تخاريف إيه ........أنتى واعية لنفسك
رفعت كتفها بثقة: طبعا واعية ومتأكدة من كل حاجة بقولها
- يبقى المفروض أنتى عارفة أنتى قولتى إيه ؟
- عادي يا جاسم متشغلش بالك
قامت بلسم نحوها مؤكدة على حديث جاسم :لا يا همس جاسم عنده حق أنتى فعلا مش طبيعية
ضحكت وهى تبتعد عنهم متجهة نحو مكتبها :إيه يا جماعة فى إيه مكبرين الحكاية ليه أنا قلت أنها مجرد تخاريف
نظرة شك وحيرة تبادلها جاسم مع بلسم قطعتها بلسم وهى تتجه نحوها تراقب ما تفعله رأتها تفتح أحد أدراج مكتبهابمفتاحه الخاص لتخرج منه جهازها الحاسوبى وضعته أمامها وفتحته ولكن قابلها رمز الحماية للجهاز
همت بوضعه ولكنها تذكرت أنها ليست وحدها فأغلقته وهى تنظر إليهم مبتسمة بتوتر فعجالتها بلسم قائلة: وقفتى ليه ما تكملى........دخلى الباسورد بتاع اللاب توب
رفعت كتفها بمرح : ما هو أنا مش عارفاه هو أنتى مش فكراه يا ماما
ابتسمت بلسم ابتسامة جانبية واثقة من عودة الذاكرة لابنتها واثقة من قدرة همس على السكوت فى حال أرادت واثقة أنها تخفى أمرا جللا
اقتربت منها قائلة: عمرك ما خليتى حد يستخدم اللاب بتاعك محدش يعرف رقمه غيرك أنتى زى برضه محدش معاه المفتاح غيرك أنتى ولا حد يعرف مكان المفتاح الاستبن غيرك أنتى برضه يا همس
انتبهت همس لذاتها نسيت أنها أتت بمفتاح الدرج من تجويف صغير أسفل المكتب ولا أحد يعرفه غيرها إلا بلسم
عيناهما تبادل الحديث الصامت همس عادت ولكنها تنكر ........همس متذكرة كل شئ ولكنها تنكر ولكن لما؟
جاسم يراقبها بشك بلسم محقة هناك أمرا مختلف همس مختلفة هدوئها غريب مقلق يشعر أنها واعية متذكرة لكل شئ ولكنها ترفض البوح ترفض الاعتراف
.......................
أتت الدكتورة رانيا بناء على اتصال من يوسف أقلقها الجمع الذى تراه أمامها رحب بها يوسف واتجه بها لغرفة همس طالبه من الجميع تركهم وحدهم
جلست أمامها مبتسمة : حمدالله على سلامتك يا همس عاملة ايه دلوقتي
- الحمد لله كويسة
- طيب ممكن نتكلم شوية ........فى كلام سمعته قلقنى عليكى
ابتسمت همس قائلة: قلقوكى على الفاضى يا دكتورة أنا كويسة أهوو
نظرة شك وحيرة تتفحص بها وجه همس: أنتى متأكدة انك كويسة
أجابتها بثقة مبتسمة:طبعا كويسة
- طيب ومين نور اللى قولتى أنها اتقتلت
رفعت كتفيها بعدم اهتمام :بصراحة مش فاكرة أنا قلت إيه
ظلت الطبيبة تراقب انفعالاتها .........تتفحص وجهها ابتسامتها .........حركة عيناها الهاربة من مواجهتها
وقفت أمامها عاقدة ذراعيها قائلة بثقة:بس أنا عارفة ومتأكدةأنك فاكرة.........وفاكرة أوى كمان
ارتبكت همس وابتسمت ابتسامة مهزوزة التقطتها عينا رانيا فاقتربت منها تربت على كتفها مطمئنة: لازم تعرفى أن سرك معايا ومحدش هيقدر يفهمك زى ما أنا هقدر افهمك
نظرت إليها مترددة تخشى الحديث ولكنها أيضا تحتاجه
أنا هقولك على كل حاجة بس توعدينى أن محدش يعرف حاجة من اللى هقولك عليه
أوعدك طبعا وأظن أنتى واثقة منى وإلا مش هتطمنى معايا
وعشان كده لازم تعرفى انا ده سر .......ولازم تعرفى كمان أن حياتى مهددة
غمغمت رانيا متسائلة:للدرجة دى يا همس
- وأكتر عشان كده لازم تعرفى أنى ممكن اتقتل لو حد عرف أنى افتكرت كل حاجة
************