الفصل 22

ثم جلست على حافة الفراش ترتدي حذائها بينما تركتهم أديل وخرجت مغلقة الباب خلفها ، ثم مضت إلى المسرح و وقفت خلف الباب لتجد بعض الأشخاص وصلوا إلى الساعة لحضور العرض ، ثم نظرت إلى ساعة يدها التي تدق السابعة مساء ،. ثم نظرت خلفها لتجد اثنان من الفتيات يتجهون نحو باب المسرح ، فوقفت أديل أمام الباب ورأتهم وهم يخرجون ، وبدأوا برقص البالية على موسيقى عالية ، وكلما مضت دقيقة كلما امتلأت الصالة ..

ودخل جان وأوجين ماسكة بيده ويبدو عليها السعادة بسبب وجود جان معها ، وتقابلا صدفه مع تالة لتسلم عليهم ثم تركتهم وجلست مع أصدقائها ، أما أوجين وجان فجلسوا على أول مقعدين في الصف الثالث ، وينتهي ذاك الصف عند الباب الواقفة عليه أديل ، بعد دقائق انتهوا من الرقص وخرج ثمانية غيرهن وبدأوا بالرقص وحركات جعلت الجميع مستمتع بالعرض ، استندت أديل برأسها إلى الباب مستمتعة بالعرض ، فيما سأم جان وأخرج هاتفه ثم استند بذراعيه إلى ركبتيه ، نادت على أديل لتلتفت إليها ثم ابتسمت وصافحتها بقوة وأخذت تحمسها للعرض ، ثم اتجهت كير إلى باب المسرح ، بينما خرجت أديل ومضت فقط خطوتين للأمام لترى كير بوضوح ، فيما توقفن الفتيات عن العرض ليصفق لهم الجميع ..

توقفوا عند أخر المسرح واطفأ النور بأكمله ليعم الظلام ، فنظرت أديل حولها ولفت نظرها شاشة الهاتف التي تنير على وجه صاحبها ، فاختفت ابتسامتها فجأة وشعرت وكأن قدميها ليست على الأرض بفضل دقات قلبها التي تتسارع بشدة ، وتلتقط أنفاسها بصوت مستمع فقد رأت حبيب القلب للتو ، رأت الحنان والأمان التي فقدته ، رأت كل شيء من حولها بخير ، ثم عادت إلى الباب و وقفت متشبثة في الباب بقوة تنظر إليه ، وازدردت لعابها بصوت مستمع وصدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة ، بينما اشتغلت موسيقى عالية وخرجت كير لتقدم العرض باحترافية شديدة ، وبعد دقائق من الرقص بمفردها شاركوها الفتيات بالرقص حولها ..

زفر جان بزهق ثم استند بظهره إلى المقعد يمسح على شعره من الخلف ونظر اتجاه اليمين مقطب جبينه ليرى تلك التي تتابعه في صمت ، فاتسعت عيناه قليلا يسحب يده من على رأسه ببطء ، فيما فزعت أديل ودخلت على الفور مستنده بظهرها إلى الباب تلتقط أنفاسها بقوة ، بينما أخبر جان أوجين أنه سيذهب إلى المرحاض فحركت رأسها بخفة وهي منشغلة بالعرض ، فنهض واتجه نحو الباب هو ينتبه إلى أقدام الجالسين بنفس الصف ، نظرت أديل من خلف الباب تفاجأت أنه جاء إليها ، فشهقت ثم دخلت تركض فيما دخل جان ولفتت نظره وهي تدخل الردهة الثانية فأسرع خلفها ودخل الردهة رآها دخلت ردهة ثانية وتابع الركض خلفها ، وعقب وصولها إلى غرفة تبديل الثياب دخلت مغلقة الباب خلفها بقوة واستندت بظهرها إليه واضعة يدها على صدرها الذي ينبض برهبه ..

وقف جان ينظر حوله فقد استمع إلى صوت إغلاق باب إحدى الغرف ، فنظر إلى الأبواب البيضاء التي تشبه بعضها ، وجاء يتقدم نحو أول غرفة خرج روبير من إحدى الغرف ليرى جان ، و وقف أمامه يشبه عليه حتى استطاع أن يتعرف عليه ، ثم مد يده بابتسامة واسعة قائلاً :
-جان بك .. مرحباً
صافحة جان وهو ينظر إلى الغرف متسائلا :
-مرحبا .. هل تعرفني ؟
-نعم .. دائما أتابع مجلة الشركة ..
ثم نظر يمينا ويسارا متسائلا :
-هل تبحث عن شيء ما ؟!
نظر إليه للحظات من الصمت ثم تنحنح بخفة وقال :
-نعم .. لا فقط أحب أن اتجول في مسرح البالية
ثم ذهب معه إلى المسرح وجلس بجوار أوجين ، ومن حين لأخر ينظر إلى الباب ، عيناه لم تراها بوضوح ولكن قلبه على يقين انها هي ، الفتاة التي بنبض قلبه بحبها ، شعر بها منذ أن وضع قدمه في هذه المدينة وشعوره بها كان صحيحا ، وكأنهم روح واحده بجسد واحد ، تنهد جان بعمق ليشعر بالنشوة والهدوء الممزوج بالأمان والطمأنينة ..

أما عن أديل فقامت بفتح الباب بهدوء ونظرت إلى الردهة يمينا ويسارا لم تجده ، فشعرت بالحزن الشديد ثم أغلقت الباب وجلست على الأرض ضمه قدميها إلى صدرها ، كانت تتمنى أن يتقابلا وتنظر إلى عيناه التي اشتاقت إليهم ، ندمت على سرعة ركضها حتى لا يلحق بها ، ثم رفعت رأسها للأعلى مقطبه جبينها وهمس قلبها قبل فاها :

-جان .. مشتاقة


أخذها إلى مكان يسهرون فيه ، فنظرت حولها ثم ألقت نظره على ثيابها ، سرواله ابيض وبلوزة زرقاء مهرولة ، ثم سحب جوزيف مقعد لتجلس عليه ثم جلس على المقعد المقابل لها ، وهي تقول بإحراج :
-كنت أخبرني اننا سنأتي إلى هنا .. كنت ارتديت ثياب مناسبة
ليقول جوزيف بحب واضح :
-أنتِ من تزينين الثياب يا جين
أطرقت رأسها بابتسامة خجولة متمته بالشكر ، فرفع يده مناديا على النادل ليأتي وطلب منه طعام للعشاء ، ثم نظر إلى جين التي لا زالت تنظر إلى الفراغ وقال بجدية :
-جين أنتِ فتاة رائعة قوية ..
رفعت عيناها لتنظر إليه باهتمام حيث تابع :
-لقد طلبت من الله أن تبقين معي .. لقد تعودت على وجود تلك الصغيرة المزعجة في منزلي ..
لتضحك جين ضحكة خفيفة فضحك هو الأخر بخفه ثم بلل شفتيه بلسانه وتابع :
-القدر جعلك زوجتي وامنيتي تحققت .. في البداية كنت معترض ولكن قلبي لن يعترض أبدا ..
لاحت ابتسامة خفيفة لا إرادية على ثغرها لتجعلها أكثر جمالاً ، فيما تابع جوزيف بهدوء ممزوج بالحب :
-جين أنا رجل سعيد لكونك زوجتي الصغيرة المزعجة .. و اود أن تستمتعين بحياتك الطفولية أولاً .. وأنا سوف انتظرك حتى تكبرين أمامي يوماً بعد يوم .. وسأكون والدك وشقيقك وصديقك و زوجك
تنهدت بعمق لتشعر بشعور لم تشعر به من قبل ، وهو الدهشة في الحب ، نعم تشعر بالدهشة من حديثه الذي لم يكن في الحسبان ، وعندما تعمقت بالتفكير في حديثه شعرت بالخجل ، فاقترب منها برأسه وتساءل مداعبا :
-تريدي أن أخبرك بماذا أخبرتنني به وأنتِ ثملة ؟!
اومأت رأسها بالإيجاب ، فغمز لها بمشاكسة ثم قام بتقليدها وهي ثملة وأخبرها بما تحدثت به :

أحمق لم يمتلك قلب يوما ما .. لن يعلم انني أحبه .. أحبه كثيرا .. أحبه .. أحب ذاك الأحمق الذي لم يشعر بي
اتسع فاها محدقة به في ذهول فضحك جوزيف ضحكة خفيفة ، فيما حركت جين رأسها بالنفي عدت مرات قائلة :
-أنت تمزح معي !
-لا يا جين .. لقد اعترفتِ بمشاعرك اتجاهي
دفنت وجهها في كفيها تضحك ضحكة خجولة ، ثم أطرقت رأسها وقالت بتلعثم :
-أسفه جوزيف .. فقط ككـ ..
قاطع حديثها بقوله المفاجئ :
-وأنا أيضا أحبك .. أحبك ايتها الصغيرة المزعجة
عضت على شفاها السفلى تنظر إليه بعدم تصديق بينما هو تابع :
-سأظل معك وسأنتظرك حتى تبلغين سن العشرون وأكثر
تنهدت بعمق وقالت لتخفي خجلها ببعض من المرح والمداعبة :
-حسنا ستكون بلغت من العمر أربعة وأربعين عاماً
اختفت ابتسامته فجأة ثم تنحنح بخفة فيما ضغطت جين على شفتيها كاتمة ضحكاتها ، ثم قال جوزيف مداعبا :
-حقا ؟! .. تعتقدين انني في سن الأربعين
ضحكت جين وهي تومئ برأسها فضحك ينظر اتجاه اليسار ، توقفت عند الضحك تدريجيا وشعرت بالحزن وفي لحظة تجمعت الدموع داخل عيناها ، فنظر إليها وسرعان ما اختفت ابتسامته وتساءل :
-لما البكاء الأن ؟!
محت دمعه سقطت على وجنتها ثم نظرت إليه بحزن وقالت :
-لما ذنبي فتاة وحيدة .. أجبرني والدي على الشغل والسفر بمفردي .. دائماً يقول لي كنت اتمنى أن ارزق بولد ولكن الله لا يريد .. واود أن اركِ فتاة قوية مثل الرجال تذهبي بمفردك وتمتلكين مالك الخاص ..
تنهد بهدوء واهتم لحديثها وكأنه طفل صغير وتقص عليه قصة قبل النوم ، وتأثر بكل حرف نطقت به ، فيما توقفت جين عن الحديث عندما جاء النادل و وضع الطعام أعلى الطاولة وغادر ، فتابعت حديثها :
-والأن أجبرني على الزواج من أجل الحفاظ على ثروته
-لا يا جين .. هو يود الحفاظ عليكِ وليس المال .. والدي أخبرني بكل شيء
ثم شعر بالحزن وتناول بعض الماء ، فقالت جين :
-أنا أحبه كثيرا وأعلم أنه يحبني أيضا .. وأختار لي رجل
ابتلع الماء ثم وضع الكوب ينظر إليها بابتسامة جانبية ، فيما مسحت هي على جبهتها ثم قالت بنبرة حزينة :
-ولكن الكثير من الفتيات يتزوجون صغار ولكن ليس الرجال مثلك
أمسك بيدها واضعها بين راحتي يديه وقال :
-لا تحملي هم غيرك يا جين .. لدينا رب كريم يدبر لنا أمورنا ..
ثم رفع يدها وقبلها برقة مما شعرت بالخجل فيما رفع رأسه ينظر إليها مقطب جبينه وتابع :
-عيشي طفولتك يا جين .. وأنا معك دائماً

ثم عزم عليها بالعشاء لتأكل وهي تشتهي الطعام ، وتنظر إليه باطمئنان ونظراته لها مليئة بالحنان والأمان ، فليس الذراع فقط من يعانق ، بل العينين أيضا ، تعانق بنظرات الأمان والحنان والطمأنينة ، وهذا ما شعرت به أديل وسكنت الطمأنينة قلبها الصغير ، الذي كان يحتاج إلى الحنان وها قد وجده

وصل إلى المنزل وأخبر أوجين أنه سيذهب إلى صديق له لم يرى منذ مدة ، فاقتربت منه وطبعت قبلة ناعمة على وجنته ، ثم ترجلت ودخلت إلى المنزل ، فيما تراجع جان بسيارته وقاد بسرعة فائقة متجه نحو مسرح البالية مجددا ، وقلبه يدق برهبه شديدة فهو على بعض أمتار قليلة من حبيبته التي اشتاق إليها ، وعقب وصوله أوقف السيارة بالضغط على المحابك بقوة لتصدر صوت صرير بفضل احتكاك العجلات في الطريق ..

ثم ترجل وصعد الدرجة راكضا ثم دخل البهو و وقف ينظر حوله لم يجد أحد ، فالمكان خالي ولا يوجد أي صوت ، ثم صعد الدرج وهو يلتفت حوله حتى استمع إلى صوت تصفيق أتي من المسرح الذي يقع على اليمين ، فنظر إليه ثم صعد الدرج و دخل المسرح ليجده مظلم عدا خشبة المسرح ، ثم وقف يرى فتاته وهي تحاول رقص البالية بمساعدة من كير ، وجد نفسه يبتسم وهو يهبط درجة المقاعد ببطء ، فيما التفتت أديل حول نفسها ثم توقفت ، لتضع كير يدي أديل على خصرها بالشكل الصحيح وطلبت منها أن تلتفت حول نفسها ، ففعلت كما قالت لها ، فيما وقف جان على بعد من خشبة المسرح بقليل ، ثم صفق لها ، لتنظر كير إليه بلهفة بينما التفتت أديل وحدقت به في ذهول ، ثم توقف عن التصفيق ونظر إليها نظرة عتاب واضحة ، رأتها أديل وفهمت لما هو ينظر إليها بهذه النظرة ..

مسحت كير على ذراع أديل ثم تركتها وهبطت المسرح ثم تركتهم وغادرت ، فنظر جان إليها حتى خرجت ثم عاد بالنظر إلى تلك الفتاة المشاكسة ، وفحصها من وجهها حتى قدميها ورأى يديها المتشبثة في ثيابها بقوة ، ثم صعد المسرح و وقف بجوارها فأغمضت عيناها وكادت أن تسقط ولكن لحقها بإحاطة خصرها وضمها إليه بقوة ، استنشق عبير شعرها الذي كان مشتاق إليه كثيرا ، فيما حاولت أديل أن تبتعد عنه ولكن شدد عليها بذراعيه واغمض عيناه وهو يقول بصوت هادئ تحول إلى العنف في أخر كلمات تفوه بها :
-اتركيني أديل لقد اشتاقت .. لذاك العناق الذي حرمتنني منه
-علاقة فاشلة يا جان
ابتعد عنها ليمسك ذراعيها بقوة حتى تألمت ، وقال بصوت رجولي عنيف :
-لا تحكمي على علاقتنا بالفشل .. أنتِ من جعلتي العلاقة تفشل بهروبك
هبطت دموعها على وجنتيها وحاولت التحرر من قبضته وهي تقول ببكاء مؤلم :
-كنت خائفة عليك .. من والدك وابن عمك وكيفن .. كيفن لن يتركك يا جان إذا تزوجنا
جز على أسنانه بقوة ثم تركها وفرض ذراعيه وهو يقول بصوت قوي مرعب :
-سأحارب هذا العالم من أجلك .. سأقتل من يفكر أن يقترب منك .. لا أحد كان سيقف أمام زواجنا
حدقت به غير مصدقة أن هذا هو جان ، فلم تعتاد على ذاك الصوت والعنف منه ، دائماً ترى الهادئ الرومانسي ، ولكن الأن ظهر بهذا العنف والقوة من أجلها ، من أجل فتاته ، وفهمت أنه يفعل هذا من أجلها ، فقالت بنبرة عتاب :
-لم يمضي على فراقنا شهر وتزوجت يا جان
أشار إليها بسبابته ينظر إليها بحده قاتلة قائلاً :
-بسببك .. تزوجتها من أجل الحفاظ عليكِ من ذاك اللعين توماس .. علمت أنه يبحث عنكِ لينتقم مني .. وبعد أن تزوجت شقيقته لن يفكر أن ينطق أسمك فقط ولن يستطيع أن يؤذينني
مسحت دموعها بكلت يديها ثم التفتت وهي تقول بنبرة مؤلمه :
-حسنا أذهب إلى زوجتك
تقدم نحوها وأحاط كتفيها ليضمها إليه وقبلها على أذنها ثم همس بهدوء :
-ليست زوجتي .. وأنتِ حبيبة القلب .. لا تتركيني أديل ثانية
كانت شاردة في الفراغ بعمق تفكر في شيء ما ، و وجدت نفسها تقول :
-اشتاقت إليك يا جان .. أحبك كثيرا
-وأنا أيضا أحبك بعدد أنفاسي
ثم قبلها على عنقها وعلى وجنتها ، وطلبت منه أن يأخذها إلى مكانه ما لتتحدث معه ، فقبلها على رأسها من الخلف ثم أمسك بيدها وخرجوا من المسرح واستقلت معه السيارة ، قاد سيارته وهي مستنده برأسها إلى النافذة ، فأمسك بيدها ورفعها إلى شفاه ليقبلها بحنان ثم وضعها على صدره ، نظرت إليه وقد لاحت ابتسامة على شفاها ، وعندما مر بجوار البحر طلبت منه أن يقف ، فصف السيارة جانبا ثم نظر إليها باشتياق ، وتبادلت نظراته بين عيناها و وجنتيها وشفاها بحب لتشعر بالخجل وأطرقت رأسها ، فوضع يده أسفل ذقنها ليرفع رأسها ثم أقترب منها وقبلها على جبينها بحنان ..

ثم ابتعد عنها فقالت أديل دون تردد :
-اردت أن اتزوج مرة واحدة فقط ولمدة معينه
عقد حاجبيه بعدم فهم متسائلا :
-ما قصدك ؟! .. تحدثي بوضوح
سحبت يدها من يده تنظر إليه وتنهدت بهدوء ثم قالت بحزن :
-هذه الطريقة الوحيدة ليبتعد كيفن عن طريقي ولا أحد يفكر بالزواج بي .. والنصيب جعلني اتزوج مرة واحدة لمدة معينة .. وأنا اخترتك أنت يا جان
ضحك جان ساخرا ثم توقف عن الضحك بابتسامة ساخرة قائلاً :
-تريدي أن اتزوجك لمدة معينة .. ثم اطلقك ! .. بهذه السهولة أديل ؟! .. لن اسمح لكِ بالابتعاد مرة أخرى
قالت محاولة إقناعه :
-جان .. جان أنصت لي .. أنت الأن متزوج وأنا فتاة مثلها ولم اقبل أن زوجي يتزوج من واحده أخرى ..
نظر إلى الأمام صامتا فنظرت إليه بكل أمل أن يوافق ، ولكن طال انتظارها ولم يتحدث ، فقالت :
-جان أرجوك وافق .. سنقضي أيام ستظل عالقة في ذاكرتنا للأبد .. وستنقذني من كيفن أيضا للأبد .. و أوعدك لم أذهب بعيدا سأظل قريبة منك
وضع رأسه إلى محرك السيارة قائلاً :
-وما فائدة القرب يا أديل وأنتِ لست بجانبي ؟!
تشبثت في ذراعه وقالت بهدوء :
-الأمان والحنان والطمأنينة يا جان .. أنت ظهري سندي .. واذا احتجت شيء سوف أتي راكضة إليك
داعب لسانه داخل فاه ثم رفع رأسه وأخبرها أنه موافق ، فاتسعت ابتسامتها ثم تناولت هاتفها من حقيبة يدها وطلبت منه رقم أوجين ، فنظر إليها في دهشة متسائلا :
-اوجين ؟! .. لماذا ؟!
-لأخبرها يا جان .. لابد أن تعلم و توافق .. وألا ستكون خيانة
ارتفع حاجبيه وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله واعطى لها رقم أوجين وأيضا أخذ رقم أديل ، ثم قالت :

-لا تقل لها شيئا .. أنا سأخبرها بنفسي

-يبدو انك عاجز لا تستطيع فعل شيء
قذف توماس من فمه تلك الكلمات بغيظ وحده ، موجهها إلى كيفن الجالس أمامه يتناول العصير ببرود ، وقد طلب توماس منه أن يبحث عن أديل ويعلم أين هي بشتى الطرق ولكن لم يفعل ، وتساءل في حيرة شديدة :
-لماذا مهتم بأمر أديل يا توماس ؟!
هدأ من روعه مستند بظهره إلى المقعد وقال بهدوء :
-لانتقم من جان .. تزوج من شقيقتي وهو لن يحبها .. وإذا انت تزوجت من أديل ستكون ضاربة قاضية له
ضحك كيفن ضحكة ساخرة ثم توقف عند الضحك وتناول بعض العصير ثم قال :
-أنت تود الانتقام من جان .. وأنا اود أن اتزوج من أديل لحتي أكسر ظهر عمي ديفيد .. أديل عامل مشترك بيننا
حرك رأسه بخفة فيما جاءت فتاة تدعى بوني وضعت الحقيبة أعلى الطاولة فنظروا إليها ، وأشار كيفن إليها قائلا :
-بوني مديرة أعمالي .. و زوجتي
اندهش توماس فكان يحسب أنه ليس متزوجا ، فنهض وصافحها ثم تركهم وغادر ، فجلست بوني وأخبرته أنها اشتاقت إليه أولا وبادلها بالاشتياق ، ثم تحدثت بحده :
-فيليب يبعث معك يا كيفن .. أخبرني أنه حصل على ورقة العطر الجديدة ولم يسلمها لنا .. ألا إذا نفذت له كل رغباته
غضب كيفين من ذاك اللعين قائلاً بحده :
-فليذهب إلى الجحيم
ثم تناول الهاتف واتصل على فيليب ، بينما تساءلت بوني :
-من الذي كان يجلس معك ؟!
انتهت المكالمة ولم يجيب عليه فنظر إلى الهاتف يجز على أسنانه بغيظ ، ثم نظر إليها وقال :
-توماس ابن عائلة اورليان .. ويكره ابناء عمه بشدة
ابتسمت بلؤم قائلة :

-حسنا .. سوف يساعدك كثيرا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي