الفصل 23
الفصل الثالث والعشرون
فتاة سلبت منها فرحتها في ظرف ليلة وضحاها.. كالفراشة تطير من الفرحة التي تغمرها، تتشكل على معالم وجهها سعادة لا تضاهيها سعادة.. كانت تطير بسعادة كالفراشة الصغيرة... لم تكن تصدق أن حلمها أصبح حقيقة ... وصارت هي من بين الجميع امرأته الوحيدة... لكن ما حدث فاق تصورها ... وكان كالقشة التي قسمت ظهر البعير... عندما دخل أخيها المنزل ... يحمل في إثره عاصفة هوجاء ... أطاحت بفرحتها وجعلت الحزن يرتسم على معالم وجهها ... لتصبح العروس الحزينة ....كانت تعتقد أن أخيها عاد لطبيعته مرة أخرى ... كانت أفعاله تدل على هذا..خاصة عقب طلبه رفيقتها منار كما. كانت تريد ... إلا أنه ضرب بأحلامها وأمالها عرض الحائط... لتتفاجأ به يخبرها أنها لن تتزوجه مهما حدث... لكن لماذا؟ وكيف يكون هذا ممكنا وهي قد أصبحت فعليا زوجته؟!
تدخل عليها والدتها تجدها متكورة على حالها... الدموع تشق كريقها على صفحات وجهها.. وجهها تحول ورُسِمت على معالمه الحزن الشديد الذي يكاد يفتك بقلبها... تجلس والدتها لجوارها رابتة على كتفيها بحنان طغى عليه الحزن الشديد... حزنا لخال صغيرتها التي كانت على أعتاب الفرحة وأفسدها شقيقها بعصبيته ورعونته التي أصابته مؤخرا... لاتعلم ما به ... ماذا أصابه حتى أضحى بين ليله وضحاها على النقيض من خصاله...
حنان : قومي يا بنتي كلي لك لقمة... متزعليش والله كل حاجة هتتحل.. بس أكيد اللي حصل كان بس سوء تفاهم حصل بين حسن ومحمود خلاهم يتخانقوا مع بعض
تعتدل من رقدتها بعصبية.. تتحدث ببكاء..
حنين : سوء تفاهم إيه يا أمي اللي يخلي حسن يتخانق مع محمود ويهينه بالطريقة دي ... سوء تفاهم إيه اللي يخلي أخويا الوحيد سندي بعد ابويا يخرب فرحتي وفرحي بعد كتب كتابي وقبل فرحي بيوم... ردي عليا.. طيب بلاش أنا ازاي نسي فاطمة وان جوزها يبقى أخوه ... عاوز يدمر جوازها وهي خلاص رينا كرمها وحامل... ليه يا أمي ليه...
حنان : والله يا بنتي كلمناه بس راكب راسه... أنا احترت مش عارفة حسن ماله اتغير حاله وبقى واحد تاني
حنين : اتغير ! حسن مبقاش حسن اخويا بقى واحد كل همه يعيشنا في حزن عشان نفسه وبس..
حنان : والله يا بتي أخوكِ بيحبك بس مش عارفة حصل له ليه... إيه اللي غيره كدة! في سبب ده احنا قلنا خلاص بعد جوازك هنخطب له عشان بالنا يرتاح... إيه الل حصله بس يارب
حنين : حسن مبيحبش حد بيحب نفسه وبس...
لم تكمل حديثها ليندفع نحو الداخل بغضبه الأعمى
حسن : أنا مش بحب غير نفسي يا حنين.. طيب اعملي حسابك مش هتتحوزيه لو إيه اللي حصل... والجوازة دي مش هتم غي على جثتي
حنين : ليه يا حسن حرام عليك ليه... عاوز تكسرني ليه... أنا عملت لك إيه عشان تعمل فيا كدة...
صوت بكائها ودموعها بعد أن كادت أن تلامس قلبه ليشعر بذبذبات الندم تطوق عنقه... لكنه آثر الشدة
حسن : من غير ليه أنا مش هجوز اختي لواحد بتاع بنات
حنين : بتاع بنات! بس ده كان زمان يا حسن.. هو قال لي على كل حاجة.... محمود اتغير عشاني وانا بحبه وهو دلوقتي جوزي مش خطيبي بس!
حسن : لا وانا يستحيل اصدق اللي انتي بتقوليه...
عند هذه اللحظة اندفعت تحدثه بسخرية طغت على دموعها وعلى نبرة صوتها...
حنين : اه يستحيل تصدق عشان حتة بت مش محترمة ضحكت عليك وخلتك تمشي وراها وتنسى دينك وتربيتك
لم تدري سوى بصفعة هوت على وجهها... جعلت جسدها يختل اتزانه ....لتسقط على الأرض الصلبة... بعدما وقفت قبالته تحدثه بالألم الذي يجثم على قلبها....
ليدخل والده في هذه اللحظة معنفا إياه...
صالح : وااه إيه اللي بتعمله ده خبر ايه... محدش قادر لك ولا ايه... امشي اطلع برة اختك هتروح لجوزها... وإياك تمد ايدك عليها تاني وانا عايش ... اختك جوازها هيتم غصب عنك ساامع
ليغادر والغضب يندلع داخله.. ليقرر والدها أمرا عزم على تنفيذه
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
أما هو فكان يزرع المكان ذهابا وإيابا... لا يعلم ما يجب عليه فعله... لقد تهدمت أحلامه بين ليلة وضحاها... وطمست فرحته بسبب هذه الفتاة التي لا تتحلى بذرة أخلاق واحدة...
محمود : أنا خلاص هتجنن يا مصطفى مش عارف اعمل ايه... حاسس اني متكتف ومش قادر اتحرك... عشان العلاقة بين العيلتين... وعشان النسب بينا ميتعكرش... قولي اعمل ايه ؟
طيب يا فاطمة قولي لي انتي ايه الحل؟
تنظر لزوج أختها بهدوء وحزن شديد على ما آلت إليه الأمور... فتعقدت الأمور وكل هذا يرجع لعلاقة أخيها الخاطئة بفتاة لا تمتلك ذرة احترام واحدة... بل ما زاد الطين بلة هو معرفتها أنها كانت على علاقة بزوج أختها سابقا... قبل علاقتها مع أخيها... لتقرر نزع فرحة الجميع بإخبارها أخيها عن علاقتها بزوج أخته .. لتنهار العلاقة الجميلة التي نشأت بينهم...
فاطمة : مش عارفة يا محمود والله ... للأسف كل اللي حنين بنته الفترة اللي فاتت... جت الح.... وهدت كل حاجة... للأسف حسن طبعه صعب... ومش عارفة بقي بيفكر ازاي دلوقتي... حنين هي اللي كانت بتعرف تتعامل معاه
مصطفى : الحل الوحيد انك تروح لحد عنده وتعتذر له وتصفي كل حاجة... وتبين انك محيت كل اللي فات من حياتك... ونحاول نتكلم مع عمي صالح عشان العلاقات متتعكرش
محمود : أنا خلاص مش هستنى حنين مراتي دلوقتي بأي حق عاوزين يحرموني منها... أنا رايح لحد هناك اتكلم معاهم
كان يهم بالمغادرة بعصبية ...ليقوم أخيه بسحبه من يده بقوة... ولأول مرة يتحدث معه بمثل هذه العصبية..
مصطفى : اعقل بقي عشان متبوظش كل حاجة... قلت لك قبل كدة سيبك من العك اللي انت بتعمله مسمعتش كلامي... دلوقتي أديك بتدفع التمن
حديث أخيه لمس المنطقة المحرمة داخله... لتتجمع الدموع بعيناه
محمود : عارف إني غلطت ..وندمت ..وعاوز اعيش صح ...مع الانسانة اللي حبيتها... والله العظيم كل اللي فات انتهي من حياتي يا مصطفى...
يقطع حديثهم صوت الهاتف معلنا عن محادثة هامة.. يجيب عن الهاتف .. لينتفض الجميع
محمود : عمي صالح.. خير يا عمي أنا والله كن....
صالح: محمود تعالي ليا دلوقتي عاوزك ضروري ...
محمود : حاضر يا عمي مسافة الطريق...
يغلق الهاتف والتعجب يطغى على ملامحه... ليخبرهم فحوى المحادثة.. ليتجه بعدها مغادرا بسرعة شديدة...
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍
مرت سويعات قليلة وكان يهبط من سيارته... بداخله عزم على الفوز بها مهما كلفه الأمر... كانت تقف تنظر له بدموع طغت على محياها... لينشطر قلبه لمظهرها ... بدلا من أن يرسم الفرحة على محياها... كان سببا في حزنها... يخرج للقائه والدها ... مرت دقائق قليلة قبل أن يطلب قدومها ... للوهلة الأولى ظنت أنهم سيجبروه على إنهاء الزواج... لكنها فوجئت بوالدها يطلب منها الذهاب مع زوجها... ولا يعودون هنا مطلقا... حتى يأذن الله
صالح : محمود يا ولدي قبل أي حاجة هسألك سؤال بس تجاوب بصراحة.. اللي البت دي قالته صح ولا بتتبلي عليك؟!
نظرة خزي تملكته من فعل سيظل يندم عليه ما بقي من حياته... لكنه آثر الحديث حتى يستطيع إنقاذ زواجه
محمود : والله العظيم يا عمي كل اللي حصل ده كان من قبل ما اعرف حنين... وغلاوتها عندي من يرم مشوفتها وانا مسحت كل حياتي اللي فاتت بأستيكة... لكن والله العظيم عمري ما أقبلتها ولا تحاوزت معاها... كل اللي كان بينا مجرد مكالمات ... بس يعني كانت مكالمات صوت وصورة
صالح : وده أكبر غلط يا ابني... للأسف البعد عن الدين بيعمل أكتر من كدة ... انت غلطت لما سمحت لنفسك تكلم واحدة مش محللة ليك.... وابني غلط لما انجرف ورا الغلط... ونسي تربيته ودينه ونسي انه عنده اخوات بنات.. وراح مشي وكلم واحدة زي دي... للأسف رفضت الحلال عشان تتسلى
محمود : والله يا عمي أنا غلطت... ومعترف بكدة بس تبت... والله تبت وعاوز حلال ربنا وبس..
صالح : وانا مصدقك يا ولدي..
مرت دقائق وكانت تدخل الغرفة بخطوات ثقيلة... خائفة من القادم
صالح : تعالي يا حنين يا بتي... اقعدي جنب جوزك
رفعت نظرها بصدمة لوالده... ليأكد لها صحة ما سمعته... تنظر لوالدها بدموع غلبت الفرحة ... لتنهمر على وجهها والابتسامة تشق ثغرها... لتركض مرتمية بأحضان والدها.. وصوت شهقاتها تزداد... ليربت على ظهرها بحنية ...
صالح : متبكيش يا بتي... أنا موافق عليه من زمان... وبعدين مقدرش اكسرك يا بتي
حنين : ربنا يخليك ليا يا ابوي... ومتحرمش منك واصل
صالح : ويخليكِ يا بتي... قومي روحي مع جوزك... انا راضي وموافق... بس يا محمود يا ابني.. ابعدوا عن البلد خالص.. ومتنزلوش ولا تعرفوا حد عنكم حاجة... خصوصا حسن ... أنا عارف ابني كويس عصبيته هتغلبه....
محمود : بس يا عمي ازاي هحرم حنين منكم... وبعدين ممكن انا اتكلم مع حسن و....
صالح : يا ولدي انا عارف حسن ولدي زين... اسمع الملام وقوم امشي من هنا... وخلي بالك من حنين يا ولدي حطها في عنيك
غادرت بعد ما ودعت والدتها... وغادرت مع زوجها لبلد أخرى... حتى يكونوا بعيدا عن الخطر... وفي هذا الوقت أنجبت شقيقتها فتاة أسمتها "رنا"... وهي بعد سنة واحدة مباشرة أنجبت صبي أسمته " محمد" عقب عام كامل كانت تعيش فيه مع زوجها أسعد أوقاتهم... وكانت تطمئن على والديها كل فترة... وعلى شقيقتها بعدما أنجبت ابنها "سليم" بفترة قصيرة ... ومرت سنوات وهم على وضعهم... ورزقهم الله بفتاة أسمتها" رؤى" وأصبح عمرها ثلاث سنوات
وكانت تماثل في العمر ابنة شقيقتها الصغيرة "هنا" لتفاحأ في إحدى الأيام بمهاتفة والدها وإخبارها بأن أخيها أتم زفافه على رفيقتها "منار" وأخبرها أن الأمور أصبحت على خير ما يرام... وأن عودتهم أصبحت أمرا طبيعيا... لم تدرك مدى فرحتها في خذا الوقت لتقرر العودة مع زوجها وأطفالها لبلدتهم مرة أخرى
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
كان يجلس الجميع ببهو المنزل والفرحة مرتسمة على وجوه الجميع.... كانت تنظر لهم بفرحة وحنين لأبناء أختها المفقودين... كانوا جميعا سعداء ... لكن قطع صوت ضحكهم ظهور أشخاص غير متوقعين... أشخاص على وشك قلب الموازين كافة... لتنهض فاطمة ومصطفى بصدمة من وجودهم الآن وفي مثل هذا الوقت...
فاطمة: أبويا .. حسن!
صالح : فاطمة بتي وحشتيني يا بنتي...
صدمة ألجمت الجميع... ولم يلحظ أحد الواقف بالخلف الذي نشبت به بعينيه نيران الغضب...
الفصل انتهي والمشهد اللي جاي هيكون بدايةالفصل
فتاة سلبت منها فرحتها في ظرف ليلة وضحاها.. كالفراشة تطير من الفرحة التي تغمرها، تتشكل على معالم وجهها سعادة لا تضاهيها سعادة.. كانت تطير بسعادة كالفراشة الصغيرة... لم تكن تصدق أن حلمها أصبح حقيقة ... وصارت هي من بين الجميع امرأته الوحيدة... لكن ما حدث فاق تصورها ... وكان كالقشة التي قسمت ظهر البعير... عندما دخل أخيها المنزل ... يحمل في إثره عاصفة هوجاء ... أطاحت بفرحتها وجعلت الحزن يرتسم على معالم وجهها ... لتصبح العروس الحزينة ....كانت تعتقد أن أخيها عاد لطبيعته مرة أخرى ... كانت أفعاله تدل على هذا..خاصة عقب طلبه رفيقتها منار كما. كانت تريد ... إلا أنه ضرب بأحلامها وأمالها عرض الحائط... لتتفاجأ به يخبرها أنها لن تتزوجه مهما حدث... لكن لماذا؟ وكيف يكون هذا ممكنا وهي قد أصبحت فعليا زوجته؟!
تدخل عليها والدتها تجدها متكورة على حالها... الدموع تشق كريقها على صفحات وجهها.. وجهها تحول ورُسِمت على معالمه الحزن الشديد الذي يكاد يفتك بقلبها... تجلس والدتها لجوارها رابتة على كتفيها بحنان طغى عليه الحزن الشديد... حزنا لخال صغيرتها التي كانت على أعتاب الفرحة وأفسدها شقيقها بعصبيته ورعونته التي أصابته مؤخرا... لاتعلم ما به ... ماذا أصابه حتى أضحى بين ليله وضحاها على النقيض من خصاله...
حنان : قومي يا بنتي كلي لك لقمة... متزعليش والله كل حاجة هتتحل.. بس أكيد اللي حصل كان بس سوء تفاهم حصل بين حسن ومحمود خلاهم يتخانقوا مع بعض
تعتدل من رقدتها بعصبية.. تتحدث ببكاء..
حنين : سوء تفاهم إيه يا أمي اللي يخلي حسن يتخانق مع محمود ويهينه بالطريقة دي ... سوء تفاهم إيه اللي يخلي أخويا الوحيد سندي بعد ابويا يخرب فرحتي وفرحي بعد كتب كتابي وقبل فرحي بيوم... ردي عليا.. طيب بلاش أنا ازاي نسي فاطمة وان جوزها يبقى أخوه ... عاوز يدمر جوازها وهي خلاص رينا كرمها وحامل... ليه يا أمي ليه...
حنان : والله يا بنتي كلمناه بس راكب راسه... أنا احترت مش عارفة حسن ماله اتغير حاله وبقى واحد تاني
حنين : اتغير ! حسن مبقاش حسن اخويا بقى واحد كل همه يعيشنا في حزن عشان نفسه وبس..
حنان : والله يا بتي أخوكِ بيحبك بس مش عارفة حصل له ليه... إيه اللي غيره كدة! في سبب ده احنا قلنا خلاص بعد جوازك هنخطب له عشان بالنا يرتاح... إيه الل حصله بس يارب
حنين : حسن مبيحبش حد بيحب نفسه وبس...
لم تكمل حديثها ليندفع نحو الداخل بغضبه الأعمى
حسن : أنا مش بحب غير نفسي يا حنين.. طيب اعملي حسابك مش هتتحوزيه لو إيه اللي حصل... والجوازة دي مش هتم غي على جثتي
حنين : ليه يا حسن حرام عليك ليه... عاوز تكسرني ليه... أنا عملت لك إيه عشان تعمل فيا كدة...
صوت بكائها ودموعها بعد أن كادت أن تلامس قلبه ليشعر بذبذبات الندم تطوق عنقه... لكنه آثر الشدة
حسن : من غير ليه أنا مش هجوز اختي لواحد بتاع بنات
حنين : بتاع بنات! بس ده كان زمان يا حسن.. هو قال لي على كل حاجة.... محمود اتغير عشاني وانا بحبه وهو دلوقتي جوزي مش خطيبي بس!
حسن : لا وانا يستحيل اصدق اللي انتي بتقوليه...
عند هذه اللحظة اندفعت تحدثه بسخرية طغت على دموعها وعلى نبرة صوتها...
حنين : اه يستحيل تصدق عشان حتة بت مش محترمة ضحكت عليك وخلتك تمشي وراها وتنسى دينك وتربيتك
لم تدري سوى بصفعة هوت على وجهها... جعلت جسدها يختل اتزانه ....لتسقط على الأرض الصلبة... بعدما وقفت قبالته تحدثه بالألم الذي يجثم على قلبها....
ليدخل والده في هذه اللحظة معنفا إياه...
صالح : وااه إيه اللي بتعمله ده خبر ايه... محدش قادر لك ولا ايه... امشي اطلع برة اختك هتروح لجوزها... وإياك تمد ايدك عليها تاني وانا عايش ... اختك جوازها هيتم غصب عنك ساامع
ليغادر والغضب يندلع داخله.. ليقرر والدها أمرا عزم على تنفيذه
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
أما هو فكان يزرع المكان ذهابا وإيابا... لا يعلم ما يجب عليه فعله... لقد تهدمت أحلامه بين ليلة وضحاها... وطمست فرحته بسبب هذه الفتاة التي لا تتحلى بذرة أخلاق واحدة...
محمود : أنا خلاص هتجنن يا مصطفى مش عارف اعمل ايه... حاسس اني متكتف ومش قادر اتحرك... عشان العلاقة بين العيلتين... وعشان النسب بينا ميتعكرش... قولي اعمل ايه ؟
طيب يا فاطمة قولي لي انتي ايه الحل؟
تنظر لزوج أختها بهدوء وحزن شديد على ما آلت إليه الأمور... فتعقدت الأمور وكل هذا يرجع لعلاقة أخيها الخاطئة بفتاة لا تمتلك ذرة احترام واحدة... بل ما زاد الطين بلة هو معرفتها أنها كانت على علاقة بزوج أختها سابقا... قبل علاقتها مع أخيها... لتقرر نزع فرحة الجميع بإخبارها أخيها عن علاقتها بزوج أخته .. لتنهار العلاقة الجميلة التي نشأت بينهم...
فاطمة : مش عارفة يا محمود والله ... للأسف كل اللي حنين بنته الفترة اللي فاتت... جت الح.... وهدت كل حاجة... للأسف حسن طبعه صعب... ومش عارفة بقي بيفكر ازاي دلوقتي... حنين هي اللي كانت بتعرف تتعامل معاه
مصطفى : الحل الوحيد انك تروح لحد عنده وتعتذر له وتصفي كل حاجة... وتبين انك محيت كل اللي فات من حياتك... ونحاول نتكلم مع عمي صالح عشان العلاقات متتعكرش
محمود : أنا خلاص مش هستنى حنين مراتي دلوقتي بأي حق عاوزين يحرموني منها... أنا رايح لحد هناك اتكلم معاهم
كان يهم بالمغادرة بعصبية ...ليقوم أخيه بسحبه من يده بقوة... ولأول مرة يتحدث معه بمثل هذه العصبية..
مصطفى : اعقل بقي عشان متبوظش كل حاجة... قلت لك قبل كدة سيبك من العك اللي انت بتعمله مسمعتش كلامي... دلوقتي أديك بتدفع التمن
حديث أخيه لمس المنطقة المحرمة داخله... لتتجمع الدموع بعيناه
محمود : عارف إني غلطت ..وندمت ..وعاوز اعيش صح ...مع الانسانة اللي حبيتها... والله العظيم كل اللي فات انتهي من حياتي يا مصطفى...
يقطع حديثهم صوت الهاتف معلنا عن محادثة هامة.. يجيب عن الهاتف .. لينتفض الجميع
محمود : عمي صالح.. خير يا عمي أنا والله كن....
صالح: محمود تعالي ليا دلوقتي عاوزك ضروري ...
محمود : حاضر يا عمي مسافة الطريق...
يغلق الهاتف والتعجب يطغى على ملامحه... ليخبرهم فحوى المحادثة.. ليتجه بعدها مغادرا بسرعة شديدة...
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍
مرت سويعات قليلة وكان يهبط من سيارته... بداخله عزم على الفوز بها مهما كلفه الأمر... كانت تقف تنظر له بدموع طغت على محياها... لينشطر قلبه لمظهرها ... بدلا من أن يرسم الفرحة على محياها... كان سببا في حزنها... يخرج للقائه والدها ... مرت دقائق قليلة قبل أن يطلب قدومها ... للوهلة الأولى ظنت أنهم سيجبروه على إنهاء الزواج... لكنها فوجئت بوالدها يطلب منها الذهاب مع زوجها... ولا يعودون هنا مطلقا... حتى يأذن الله
صالح : محمود يا ولدي قبل أي حاجة هسألك سؤال بس تجاوب بصراحة.. اللي البت دي قالته صح ولا بتتبلي عليك؟!
نظرة خزي تملكته من فعل سيظل يندم عليه ما بقي من حياته... لكنه آثر الحديث حتى يستطيع إنقاذ زواجه
محمود : والله العظيم يا عمي كل اللي حصل ده كان من قبل ما اعرف حنين... وغلاوتها عندي من يرم مشوفتها وانا مسحت كل حياتي اللي فاتت بأستيكة... لكن والله العظيم عمري ما أقبلتها ولا تحاوزت معاها... كل اللي كان بينا مجرد مكالمات ... بس يعني كانت مكالمات صوت وصورة
صالح : وده أكبر غلط يا ابني... للأسف البعد عن الدين بيعمل أكتر من كدة ... انت غلطت لما سمحت لنفسك تكلم واحدة مش محللة ليك.... وابني غلط لما انجرف ورا الغلط... ونسي تربيته ودينه ونسي انه عنده اخوات بنات.. وراح مشي وكلم واحدة زي دي... للأسف رفضت الحلال عشان تتسلى
محمود : والله يا عمي أنا غلطت... ومعترف بكدة بس تبت... والله تبت وعاوز حلال ربنا وبس..
صالح : وانا مصدقك يا ولدي..
مرت دقائق وكانت تدخل الغرفة بخطوات ثقيلة... خائفة من القادم
صالح : تعالي يا حنين يا بتي... اقعدي جنب جوزك
رفعت نظرها بصدمة لوالده... ليأكد لها صحة ما سمعته... تنظر لوالدها بدموع غلبت الفرحة ... لتنهمر على وجهها والابتسامة تشق ثغرها... لتركض مرتمية بأحضان والدها.. وصوت شهقاتها تزداد... ليربت على ظهرها بحنية ...
صالح : متبكيش يا بتي... أنا موافق عليه من زمان... وبعدين مقدرش اكسرك يا بتي
حنين : ربنا يخليك ليا يا ابوي... ومتحرمش منك واصل
صالح : ويخليكِ يا بتي... قومي روحي مع جوزك... انا راضي وموافق... بس يا محمود يا ابني.. ابعدوا عن البلد خالص.. ومتنزلوش ولا تعرفوا حد عنكم حاجة... خصوصا حسن ... أنا عارف ابني كويس عصبيته هتغلبه....
محمود : بس يا عمي ازاي هحرم حنين منكم... وبعدين ممكن انا اتكلم مع حسن و....
صالح : يا ولدي انا عارف حسن ولدي زين... اسمع الملام وقوم امشي من هنا... وخلي بالك من حنين يا ولدي حطها في عنيك
غادرت بعد ما ودعت والدتها... وغادرت مع زوجها لبلد أخرى... حتى يكونوا بعيدا عن الخطر... وفي هذا الوقت أنجبت شقيقتها فتاة أسمتها "رنا"... وهي بعد سنة واحدة مباشرة أنجبت صبي أسمته " محمد" عقب عام كامل كانت تعيش فيه مع زوجها أسعد أوقاتهم... وكانت تطمئن على والديها كل فترة... وعلى شقيقتها بعدما أنجبت ابنها "سليم" بفترة قصيرة ... ومرت سنوات وهم على وضعهم... ورزقهم الله بفتاة أسمتها" رؤى" وأصبح عمرها ثلاث سنوات
وكانت تماثل في العمر ابنة شقيقتها الصغيرة "هنا" لتفاحأ في إحدى الأيام بمهاتفة والدها وإخبارها بأن أخيها أتم زفافه على رفيقتها "منار" وأخبرها أن الأمور أصبحت على خير ما يرام... وأن عودتهم أصبحت أمرا طبيعيا... لم تدرك مدى فرحتها في خذا الوقت لتقرر العودة مع زوجها وأطفالها لبلدتهم مرة أخرى
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
كان يجلس الجميع ببهو المنزل والفرحة مرتسمة على وجوه الجميع.... كانت تنظر لهم بفرحة وحنين لأبناء أختها المفقودين... كانوا جميعا سعداء ... لكن قطع صوت ضحكهم ظهور أشخاص غير متوقعين... أشخاص على وشك قلب الموازين كافة... لتنهض فاطمة ومصطفى بصدمة من وجودهم الآن وفي مثل هذا الوقت...
فاطمة: أبويا .. حسن!
صالح : فاطمة بتي وحشتيني يا بنتي...
صدمة ألجمت الجميع... ولم يلحظ أحد الواقف بالخلف الذي نشبت به بعينيه نيران الغضب...
الفصل انتهي والمشهد اللي جاي هيكون بدايةالفصل