الفصل الثاني والعشرون
كان جالسا الحاج صالح بمنزله يندب حظه حول ما حل به وما فعله معه اسامة ، سمع الحاج صالح طرقات عالية وسريعة على الباب قام ليفتح فوجد ضابط شرطة ومعه عساكر
_ خير يا باشا
= انت صالح
_ ايوه يا باشا خير فى ايه
= انت مطلوب القبض عليك
نظر الضابط للعساكر ثم امرهم بالقبض على صالح
= يلا هاتوه
كان ابنه حسن واقفا لا يعرف ماذا يفعل فسأل الضابط
_ ابويا عمل ايه يا حضرة الظابط
= معرفش ، فى القسم هيعرف كل حاجة
لم تجد زوجة صالح امامها شيئا سوى أن تبكى وتصرخ عاليا كى تخرج ما بداخلها فزوجها يضيع الأن منها وما باليد حيلة ولا تقوى هى أو ابنها على فعل شئ
على الجانب الأخر بعيادة لمياء كانت تمارس عملها فدخلت عليها السكرتيرة مسرعة لتخبرها بأن هناك رجال شرطة بالخارج والضابط يريد التحدث معها فخرجت لمياء لكى تعرف ماذا أتى بهم إلى عيادتها
_ مين حضرتك وعاوز ايه
= انا الملازم اول اشرف الصريفى من مباحث 6 اكتوبر
_ وعاوز ايه حضرتك
= معايا اذن من النيابه بتفتيش العياده لان فى بلاغ ان حضرتك يا دكتوره بتعملى عمليات مشبوهه
تفاجأت لمياء مما تسمع فنظرت للضابط وقالت
_ انت مش عارف بتكلم مين
= مليش دعوه بحضرتك انا بنفذ الاوامر
التفت الضابط ونظر للعساكر ثم امرهم بتفتيش العيادة
= حاضر يا فندم
أتبعت لمياء وهى فى قمة التوتر ثم أبلغت الضابط
_ اكيد فى حاجه غلط
= والله يا دكتوره ده مش اختصاصى انا بنفذ الاوامر
اثناء حديثهما أتى واحدا من العساكر حاملا بيده كرتونة وضعها امام الضابط وقال
= لقينا الكرتونة دى يا باشا
أخذ الضابط منه الكرتونة ومن ثم فتحها فوجد بها لاصقات غشاء البكارة التى تستورد من الصين كى يتم بها العمليات المشبوهة نظر الضابط للدكتورة ثم اتبع
_ ايه ده يا دكتوره
كانت لمياء على معرفة بما بداخل تلك الكرتونة ولكنها لا تعرف من الذى أتى به إلى عيادتها ردت لمياء على الضابط بكلمات يملأوها الخوف فهى تعرف عقوبة ذلك ولكنها أيضا ليست مذنبة
= انا معرفش ايه اللى جاب الحاجات دى هنا
_ وماله نعرف فى القسم ايه اللى جاب الحاجات دى عندك اتفضلى معانا يا دكتورة
= ممكن اكلم المحامى بتاعى
_ فى القسم هنكلملك كل اللى انتى عاوزاه حتى لو هتكلمى النقابه كلها
أخذها الضابط وذهبوا إلى قسم الشرطة
عودة للوقت الحالى
كان سعيد جالساً بمنزله فوجد هاتفه يصدر انينه نظر للمتصل كان مصطفى صديقه رد عليه سعيد
_ ايوه يا سعيد انت فين
تفاجئ سعيد بسرعة كلام مصطفى فاتبع
= خير فى ايه
_ مينفعش فى التليفون لازم اشوفك
= انا فى المقطم قاعد على الكورنيش
_ متتحركش من مكانك نص ساعه وهكون عندك
= طب على الاقل فهمنى فى ايه بدل ما انا دماغى هتنفجر من التفكير
_ نص ساعه وهتفهم كل حاجه
= طب اخلص بسرعه
اغلق سعيد المكالمة وجلس يسول ويجول بفكره لمدة نصف ساعة الوقت الذى استغرقه مصطفى حتى وصل إليه ، وصل مصطفى وكان معه صديقه وزميله بالعمل ابراهيم سلم عليهم سعيد ثم قال
_ خير يا مصطفى فى ايه
= اقفل تليفونك الاول
_ ليه بس
= اسمع الكلام بس وبعدين نتكلم
أمسك سعيد بهاتفه ثم قام بأغلاقه وبعدها اتبع قائلا
_ ماشى يا سيدى ادينا قفلنا التليفون خير بقى فى ايه ممكن تفهمنى
= فاكر لما انت قولتلى كل المصايب جايه من القصر ولو عرفنا القصر يبقى خلصنا كل المشاكل
_ ايوه فاكر
= انا بقى عرفت القصر فين بالظبط وبتاع مين وليه طول الفتره اللى فاتت محدش فينا عرف يوصل للقصر ده
_ خير يا سيدى طلع فين وبتاع مين
= بص على الصور دى وانت تعرف من نفسك
_ هات يا سيدى لما نشوف اخرتها
أخذ سعيد الصور من مصطفى وبدأ ينظر اليها وكانت عيناه تتسع كلما شاهد صورة منها
_ ايه ده مستحيل لا اكيد فى حاجه غلط
= انا حصلى نفس اللى حصلك اول ما شوفت الصور دى احمد الحارونى هو شيطان الحكايه القصر ده بتاع احمد الحارونى ، القصر اللى احنا قلبنا عليه الدنيا فى القاهره وهو هناك فى الاقصر
_ خلاص يا مصطفى كفايه احنا كده وصلنا لحيطه سد احمد الحارونى مش حاجه ساهله علشان نوقف قصاده
نظر إليه الضابط ابراهيم وقال
= ليه هى البلد مفيهاش قانون
_ لا فيها قانون ، بس القانون ده مش هيمشى على احمد الحارونى وبكره تفتكروا كلامى ده كويس
= انا شايف انك بتبالغ شويه
_ علشان انت غريب عننا ومتعرفش حاجه عن اللى بيحصل فى الصعيد اخرك بتشوفهم فى المسلسلات الهابطه فى التلفيزيون بتشوفهم دماغهم مقفله ومش بيفهموا وليهم عادات غريبه
= لا مش قصدى كده
_ انا عارف فاهم وهريحك الصعيد زيه زى اى مكان فى مصر فى ناس كويسه وناس وحشه ، ليه عاداته وتقاليده ، لو انت غريب وعيشت فى الصعيد 100 سنه الناس برضه هتشوفك غريب .... احمد الحارونى اللى انت مستهون بيه وبتقول عليه انه مش فوق القانون احب اقولك ان فاتن مرات احمد الحارونى قتلت جده قصاد الكل ومحدش عرف يعملها حاجه ، احمد نفسه قتل عم امه ومراته وعيالهم ومعاهم عميد شرطه ومحدش عرف يعمل معاه اى حاجه احمد الحارونى اللى بقاله سنين بيتاجر فى الاثار ومحدش عارف يعمل معاه حاجه او بمعنى اصح محدش عاوز يعمل معاه حاجه لان للاسف كلهم مستفيدين منه ومن وجوده
= قصدك مين اللى مستفاد من كل ده
_ حكومتك من كبيرها لصغيرها مستفادين من احمد الحارونى ووجوده عارف ليه يا حضرة الظابط طول الفتره اللى فاتت مش عارفين توصلوا للقصر وكل اللى بيوصل لحاجه بيختفى
= ليه يا سعيد باشا
_ احمد الحارونى طول العشر سنين اللى فاتوا قدر يخترق مصر كلها من اولها لاخرها قدر يخترق الحكومه كلها من اكبر منصب لأصغر منصب احمد مشاريعه مغطيه مصر من شرقها لغربها ليه فى كل قريه حبايب ومشاريع احمد كان بيفكر لبعيد ومتبع سياسة النفس الطويل ، اى ظالم سمعنا عنه انتهى نهايه زى الزفت علشان كان مغرور او كان متحكم فى الناس بالخوف لكن احمد الحارونى مختلف عن اى ظالم انت عرفته او سمعت عنه دا بقاله سنين بيساعد الناس بيوقف مع الكل مش بيفرق بين قريب وغريب خلى الناس تحبه وتخدمه بعنيها ..قدر يتحكم فى عيلته كلها وهو عنده 20 سنه وبعد ما قدر يحكم السيطره على العيله ابتدا فى المرحله التانيه وهى السيطره على البلد بفلوسه ساعد شباب عيلته انهم يتعينوا فى الاماكن الحساسه فى البلد خلاهم يدخلوا شرطه وحربيه ونيابه دا غير انه ليه رجالته فى المستشفيات والجامعات وشركات الاتصالات ومراكز الابحاث واى مكان يخطر على بالك تقدر تقولى واحد زى ده ازاى هتعرف تعمل معاه اى حاجه
نظر ابراهيم إلى الأرض وكأنه وجد نفسه داخل بحر لا يعرف عنه شيئا ولا يعرف كيف يعوم به
رد مصطفى موجها كلامه إلى سعيد
= طب والحل
_ الحل مش عندى وانت اكتر واحد عارف ان احنا مش هنقدر نعمل حاجه معاه ولا نسيت جابر واللى حصل معاه
فسأل ابراهيم عن هذه الأمر
_مين جابر ده كمان وايه حكايته
فرد عليه مصطفى
= ده حكايه كبيره يبقى ابن عم احمد الحارونى
= وايه حصله ده كمان
فرد سعيد قائلا
_ احمد الحارونى قتله
= ليه كده
= علشان عرف اكتر من اللازم
حاول مصطفى أن يوضح الأمر لأبراهيم
= احنا لحد دلوقتى مش متاكدين من الموضوع ده يا سعيد تقرير المستشفى بيقول ان جابر جاله هبوط حاد فى الدوره الدمويه ومات يعنى احمد الحارونى ملهوش علاقه بموت جابر
_ اه تقرير المستشفى معلش نسيت
نظر سعيد إلى السماء ثم اعد نظره مرة أخرى إلى مصطفى قائلا فى عصبية
_ هى المستشفى دى بتاعة مين مش دى المستشفى بتاعة احمد الحارونى انت غبى ولا ايه
حاول إبراهيم تهدئة الامر قليلا بعدما أحس بخطورة الأمر
= حتى لو كان زى ما بتقول وارد انه يكون مات طبيعى مش لازم يكون قتله
فأتبع مصطفى قائلا
= انت ايه اللى مخليك متاكد ان احمد الحارونى قتل دياب
= صح يا سعيد عندك دليل على كلامك يعنى
_ لا معنديش دليل بس انا متاكد ان جابر مات مقتول
= طب هنعمل ايه دلوقتى
هم سعيد واقفا ونظر إليهم ثم قال
_ مع نفسكم لكن انا مش هعمل اى حاجه مع السلامه
تركهم سعيد وذهب بينما جلسوا ليكملوا حديثم كان ابراهيم شاردا قليلا وبعدما تأكد من ذهاب سعيد اردف وقال
_ فى حاجه مش مريحانى
= قصدك ايه
_ صاحبك ده مخبى حاجه
= حاجة ايه اللى مخبيها
_ انت ماشوفتش ارتبك ازاى ومشى من غير مايتناقش فى الكلام اللى بنقوله
= جايز يكون خايف من احمد الحارونى
_ لا الحكايه مش خوف صاحبك عارف حاجه واكيد الحاجه دى تهدد حياته هو شخصيا
= متخليش دماغك تروح لبعيد تلاقيه مهزوز شويه من الخبر بس
نظر ابراهيم إليه قليلا وبعدها سأله
_ هو صاحبك خرج ازاى من القضيه اللى كانت عليه
= تقرير الطب الشرعى اثبت ان الطلقه اللى خرجت مش من مسدسه
_ بس ده ميمنعش ان سعيد ممكن يكون قتل اسامه من مسدس تانى غير مسدسه
= لا ياراجل مش للدرجه دى
_ طب ايه اللى جاب مسدس سعيد فى بيت اسامه
= ده لغز احنا لحد دلوقتى مش عارفين نحله وبعدين الطب الشرعى ملقاش اى بصمات لسعيد فى بيت اسامه
_ الايام دى اوعى يبقى عندك ثقه فى تقرير الطب الشرعى وخصوصا فى وجود واحد زى احمد الحارونى فى دايرة علاقات سعيد
= قصدك ان التقرير مضروب
_ بنسبه كبيره
= ده كده يبقى فى مصيبه محدش فينا هيعرف يوقف قصادها
_ قصدك ايه
= لو القصر اللى احنا بندور عليه بتاع احمد الحارونى ولو فرضنا ان فى علاقه مشبوهه ببن سعيد وأحمد الحارونى يبقى دلوقتى زمان سعيد بيبلغه بكل اللى حصل وكل اللى احنا وصلنا ليه
_ دى تبقى كارثه معنى كده ان شغل الشهور اللى فاتت راح هدر ده غير ان حياتنا اصبحت فى خطر
= طب والحل دلوقتى
_ لازم نحط سعيد تحت المراقبه
= احنا نرجع القسم دلوقتى ونرتب للموضوع ده
_ وفى حاجه تانيه لازم نعملها
= حاجة ايه
_ لازم نراقب تليفون سعيد ونعرف بيكلم مين ، عاوزين تقرير يومى بمكالمات سعيد
= هنعمل كده ازاى من غير اذن النيابه
_ سيب الموضوع ده عليا انا هتصرف فيه انا ليا معارف واصحاب فى شركات المحمول وكلهم يتمنوا يخدمونى
= بس كده مش غلط كل واحد مهما كان ليه خصوصيات
_ الضرورات تبيح المحذورات وبعدين احنا مش هنسمع المكالمات الخاصه احنا يا دوب هنعرف بيكلم مين
= ماشى
_ طب يلا بينا على نرجع القسم علشان نرتب ونشوف هنعمل ايه
= يلا بينا
_ خير يا باشا
= انت صالح
_ ايوه يا باشا خير فى ايه
= انت مطلوب القبض عليك
نظر الضابط للعساكر ثم امرهم بالقبض على صالح
= يلا هاتوه
كان ابنه حسن واقفا لا يعرف ماذا يفعل فسأل الضابط
_ ابويا عمل ايه يا حضرة الظابط
= معرفش ، فى القسم هيعرف كل حاجة
لم تجد زوجة صالح امامها شيئا سوى أن تبكى وتصرخ عاليا كى تخرج ما بداخلها فزوجها يضيع الأن منها وما باليد حيلة ولا تقوى هى أو ابنها على فعل شئ
على الجانب الأخر بعيادة لمياء كانت تمارس عملها فدخلت عليها السكرتيرة مسرعة لتخبرها بأن هناك رجال شرطة بالخارج والضابط يريد التحدث معها فخرجت لمياء لكى تعرف ماذا أتى بهم إلى عيادتها
_ مين حضرتك وعاوز ايه
= انا الملازم اول اشرف الصريفى من مباحث 6 اكتوبر
_ وعاوز ايه حضرتك
= معايا اذن من النيابه بتفتيش العياده لان فى بلاغ ان حضرتك يا دكتوره بتعملى عمليات مشبوهه
تفاجأت لمياء مما تسمع فنظرت للضابط وقالت
_ انت مش عارف بتكلم مين
= مليش دعوه بحضرتك انا بنفذ الاوامر
التفت الضابط ونظر للعساكر ثم امرهم بتفتيش العيادة
= حاضر يا فندم
أتبعت لمياء وهى فى قمة التوتر ثم أبلغت الضابط
_ اكيد فى حاجه غلط
= والله يا دكتوره ده مش اختصاصى انا بنفذ الاوامر
اثناء حديثهما أتى واحدا من العساكر حاملا بيده كرتونة وضعها امام الضابط وقال
= لقينا الكرتونة دى يا باشا
أخذ الضابط منه الكرتونة ومن ثم فتحها فوجد بها لاصقات غشاء البكارة التى تستورد من الصين كى يتم بها العمليات المشبوهة نظر الضابط للدكتورة ثم اتبع
_ ايه ده يا دكتوره
كانت لمياء على معرفة بما بداخل تلك الكرتونة ولكنها لا تعرف من الذى أتى به إلى عيادتها ردت لمياء على الضابط بكلمات يملأوها الخوف فهى تعرف عقوبة ذلك ولكنها أيضا ليست مذنبة
= انا معرفش ايه اللى جاب الحاجات دى هنا
_ وماله نعرف فى القسم ايه اللى جاب الحاجات دى عندك اتفضلى معانا يا دكتورة
= ممكن اكلم المحامى بتاعى
_ فى القسم هنكلملك كل اللى انتى عاوزاه حتى لو هتكلمى النقابه كلها
أخذها الضابط وذهبوا إلى قسم الشرطة
عودة للوقت الحالى
كان سعيد جالساً بمنزله فوجد هاتفه يصدر انينه نظر للمتصل كان مصطفى صديقه رد عليه سعيد
_ ايوه يا سعيد انت فين
تفاجئ سعيد بسرعة كلام مصطفى فاتبع
= خير فى ايه
_ مينفعش فى التليفون لازم اشوفك
= انا فى المقطم قاعد على الكورنيش
_ متتحركش من مكانك نص ساعه وهكون عندك
= طب على الاقل فهمنى فى ايه بدل ما انا دماغى هتنفجر من التفكير
_ نص ساعه وهتفهم كل حاجه
= طب اخلص بسرعه
اغلق سعيد المكالمة وجلس يسول ويجول بفكره لمدة نصف ساعة الوقت الذى استغرقه مصطفى حتى وصل إليه ، وصل مصطفى وكان معه صديقه وزميله بالعمل ابراهيم سلم عليهم سعيد ثم قال
_ خير يا مصطفى فى ايه
= اقفل تليفونك الاول
_ ليه بس
= اسمع الكلام بس وبعدين نتكلم
أمسك سعيد بهاتفه ثم قام بأغلاقه وبعدها اتبع قائلا
_ ماشى يا سيدى ادينا قفلنا التليفون خير بقى فى ايه ممكن تفهمنى
= فاكر لما انت قولتلى كل المصايب جايه من القصر ولو عرفنا القصر يبقى خلصنا كل المشاكل
_ ايوه فاكر
= انا بقى عرفت القصر فين بالظبط وبتاع مين وليه طول الفتره اللى فاتت محدش فينا عرف يوصل للقصر ده
_ خير يا سيدى طلع فين وبتاع مين
= بص على الصور دى وانت تعرف من نفسك
_ هات يا سيدى لما نشوف اخرتها
أخذ سعيد الصور من مصطفى وبدأ ينظر اليها وكانت عيناه تتسع كلما شاهد صورة منها
_ ايه ده مستحيل لا اكيد فى حاجه غلط
= انا حصلى نفس اللى حصلك اول ما شوفت الصور دى احمد الحارونى هو شيطان الحكايه القصر ده بتاع احمد الحارونى ، القصر اللى احنا قلبنا عليه الدنيا فى القاهره وهو هناك فى الاقصر
_ خلاص يا مصطفى كفايه احنا كده وصلنا لحيطه سد احمد الحارونى مش حاجه ساهله علشان نوقف قصاده
نظر إليه الضابط ابراهيم وقال
= ليه هى البلد مفيهاش قانون
_ لا فيها قانون ، بس القانون ده مش هيمشى على احمد الحارونى وبكره تفتكروا كلامى ده كويس
= انا شايف انك بتبالغ شويه
_ علشان انت غريب عننا ومتعرفش حاجه عن اللى بيحصل فى الصعيد اخرك بتشوفهم فى المسلسلات الهابطه فى التلفيزيون بتشوفهم دماغهم مقفله ومش بيفهموا وليهم عادات غريبه
= لا مش قصدى كده
_ انا عارف فاهم وهريحك الصعيد زيه زى اى مكان فى مصر فى ناس كويسه وناس وحشه ، ليه عاداته وتقاليده ، لو انت غريب وعيشت فى الصعيد 100 سنه الناس برضه هتشوفك غريب .... احمد الحارونى اللى انت مستهون بيه وبتقول عليه انه مش فوق القانون احب اقولك ان فاتن مرات احمد الحارونى قتلت جده قصاد الكل ومحدش عرف يعملها حاجه ، احمد نفسه قتل عم امه ومراته وعيالهم ومعاهم عميد شرطه ومحدش عرف يعمل معاه اى حاجه احمد الحارونى اللى بقاله سنين بيتاجر فى الاثار ومحدش عارف يعمل معاه حاجه او بمعنى اصح محدش عاوز يعمل معاه حاجه لان للاسف كلهم مستفيدين منه ومن وجوده
= قصدك مين اللى مستفاد من كل ده
_ حكومتك من كبيرها لصغيرها مستفادين من احمد الحارونى ووجوده عارف ليه يا حضرة الظابط طول الفتره اللى فاتت مش عارفين توصلوا للقصر وكل اللى بيوصل لحاجه بيختفى
= ليه يا سعيد باشا
_ احمد الحارونى طول العشر سنين اللى فاتوا قدر يخترق مصر كلها من اولها لاخرها قدر يخترق الحكومه كلها من اكبر منصب لأصغر منصب احمد مشاريعه مغطيه مصر من شرقها لغربها ليه فى كل قريه حبايب ومشاريع احمد كان بيفكر لبعيد ومتبع سياسة النفس الطويل ، اى ظالم سمعنا عنه انتهى نهايه زى الزفت علشان كان مغرور او كان متحكم فى الناس بالخوف لكن احمد الحارونى مختلف عن اى ظالم انت عرفته او سمعت عنه دا بقاله سنين بيساعد الناس بيوقف مع الكل مش بيفرق بين قريب وغريب خلى الناس تحبه وتخدمه بعنيها ..قدر يتحكم فى عيلته كلها وهو عنده 20 سنه وبعد ما قدر يحكم السيطره على العيله ابتدا فى المرحله التانيه وهى السيطره على البلد بفلوسه ساعد شباب عيلته انهم يتعينوا فى الاماكن الحساسه فى البلد خلاهم يدخلوا شرطه وحربيه ونيابه دا غير انه ليه رجالته فى المستشفيات والجامعات وشركات الاتصالات ومراكز الابحاث واى مكان يخطر على بالك تقدر تقولى واحد زى ده ازاى هتعرف تعمل معاه اى حاجه
نظر ابراهيم إلى الأرض وكأنه وجد نفسه داخل بحر لا يعرف عنه شيئا ولا يعرف كيف يعوم به
رد مصطفى موجها كلامه إلى سعيد
= طب والحل
_ الحل مش عندى وانت اكتر واحد عارف ان احنا مش هنقدر نعمل حاجه معاه ولا نسيت جابر واللى حصل معاه
فسأل ابراهيم عن هذه الأمر
_مين جابر ده كمان وايه حكايته
فرد عليه مصطفى
= ده حكايه كبيره يبقى ابن عم احمد الحارونى
= وايه حصله ده كمان
فرد سعيد قائلا
_ احمد الحارونى قتله
= ليه كده
= علشان عرف اكتر من اللازم
حاول مصطفى أن يوضح الأمر لأبراهيم
= احنا لحد دلوقتى مش متاكدين من الموضوع ده يا سعيد تقرير المستشفى بيقول ان جابر جاله هبوط حاد فى الدوره الدمويه ومات يعنى احمد الحارونى ملهوش علاقه بموت جابر
_ اه تقرير المستشفى معلش نسيت
نظر سعيد إلى السماء ثم اعد نظره مرة أخرى إلى مصطفى قائلا فى عصبية
_ هى المستشفى دى بتاعة مين مش دى المستشفى بتاعة احمد الحارونى انت غبى ولا ايه
حاول إبراهيم تهدئة الامر قليلا بعدما أحس بخطورة الأمر
= حتى لو كان زى ما بتقول وارد انه يكون مات طبيعى مش لازم يكون قتله
فأتبع مصطفى قائلا
= انت ايه اللى مخليك متاكد ان احمد الحارونى قتل دياب
= صح يا سعيد عندك دليل على كلامك يعنى
_ لا معنديش دليل بس انا متاكد ان جابر مات مقتول
= طب هنعمل ايه دلوقتى
هم سعيد واقفا ونظر إليهم ثم قال
_ مع نفسكم لكن انا مش هعمل اى حاجه مع السلامه
تركهم سعيد وذهب بينما جلسوا ليكملوا حديثم كان ابراهيم شاردا قليلا وبعدما تأكد من ذهاب سعيد اردف وقال
_ فى حاجه مش مريحانى
= قصدك ايه
_ صاحبك ده مخبى حاجه
= حاجة ايه اللى مخبيها
_ انت ماشوفتش ارتبك ازاى ومشى من غير مايتناقش فى الكلام اللى بنقوله
= جايز يكون خايف من احمد الحارونى
_ لا الحكايه مش خوف صاحبك عارف حاجه واكيد الحاجه دى تهدد حياته هو شخصيا
= متخليش دماغك تروح لبعيد تلاقيه مهزوز شويه من الخبر بس
نظر ابراهيم إليه قليلا وبعدها سأله
_ هو صاحبك خرج ازاى من القضيه اللى كانت عليه
= تقرير الطب الشرعى اثبت ان الطلقه اللى خرجت مش من مسدسه
_ بس ده ميمنعش ان سعيد ممكن يكون قتل اسامه من مسدس تانى غير مسدسه
= لا ياراجل مش للدرجه دى
_ طب ايه اللى جاب مسدس سعيد فى بيت اسامه
= ده لغز احنا لحد دلوقتى مش عارفين نحله وبعدين الطب الشرعى ملقاش اى بصمات لسعيد فى بيت اسامه
_ الايام دى اوعى يبقى عندك ثقه فى تقرير الطب الشرعى وخصوصا فى وجود واحد زى احمد الحارونى فى دايرة علاقات سعيد
= قصدك ان التقرير مضروب
_ بنسبه كبيره
= ده كده يبقى فى مصيبه محدش فينا هيعرف يوقف قصادها
_ قصدك ايه
= لو القصر اللى احنا بندور عليه بتاع احمد الحارونى ولو فرضنا ان فى علاقه مشبوهه ببن سعيد وأحمد الحارونى يبقى دلوقتى زمان سعيد بيبلغه بكل اللى حصل وكل اللى احنا وصلنا ليه
_ دى تبقى كارثه معنى كده ان شغل الشهور اللى فاتت راح هدر ده غير ان حياتنا اصبحت فى خطر
= طب والحل دلوقتى
_ لازم نحط سعيد تحت المراقبه
= احنا نرجع القسم دلوقتى ونرتب للموضوع ده
_ وفى حاجه تانيه لازم نعملها
= حاجة ايه
_ لازم نراقب تليفون سعيد ونعرف بيكلم مين ، عاوزين تقرير يومى بمكالمات سعيد
= هنعمل كده ازاى من غير اذن النيابه
_ سيب الموضوع ده عليا انا هتصرف فيه انا ليا معارف واصحاب فى شركات المحمول وكلهم يتمنوا يخدمونى
= بس كده مش غلط كل واحد مهما كان ليه خصوصيات
_ الضرورات تبيح المحذورات وبعدين احنا مش هنسمع المكالمات الخاصه احنا يا دوب هنعرف بيكلم مين
= ماشى
_ طب يلا بينا على نرجع القسم علشان نرتب ونشوف هنعمل ايه
= يلا بينا