الفصل الاول والعشرون
الحلقه الواحد و العشرون
(امنية مستحيلة لي)
بقلمي موني أحمد
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كانت قد استعدت حتى تخرج من هذا البيت بعد ان انهزمت من تجاهل " شادي"، و جمعت جميع متعلقاتها ، لكنها لم تخرج من البيت الي ان ياتي "شادي" حتى تعلمه بخروجها من هنا ،وتستلم منه اوراق طلاقها او هكذا كانت توهم نفسها.
حل المساء ولم يأتي بعد، فنتابها هاجس القلق وهي تنتظره، وأخذت تحدث نفسها بي:
ايه اللي اخرك كده يا"شادي" يارب يكون خير..
جلست على الفراش في انتظار قدمه لكنه تأخر كثيرا، فشردت في حياتها بعد أن خطت هذا المنزل….
٠ ٠ ٠ ٠ فلاش باك٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
خرجت إليه وهي تتلفت بعينيها تبحث عنه وتتعرف علي المنزل بتمعن الي ان راته يجلس على الاريكه وهو يريح ظهره الي الخلف ومغمض العينين بقلق وهي تحاول ان تستجمع ما سوف تقوله فهذا أول حوار بينهم بعد ما حدث فكان القلق ينتابها فا همست باسمه بتردد :
"شادى"...
كان لا يزال مغمض العينين و هو يجيب عليها :
امممممم
ازداد قلق "مايا" وهي تحاول التفكر في كلام مناسب تبدأ به:
انت مش محتاج حاجه اعملهالك…
اعتدل "شادي" وهو ينظر لها بتفحص فتوتر من قدومها له بهذا الشكل فهو قد حسم امره علي عدم اتمام هذا الزواج ،في نفي هو ذلك:
لا شكرا مش محتاج حاجه ..
بتوتو جلست" مايا" بجواره وهي تحاول كسر هذا الحاجز الذي بينهم لكنها لم تجد ما تقوله له فصمتت هي ،فا ازداد توتر "شادى" وحاول ضبط انفعالاته فمن تجلس بجواره ليست فتاه فقط ،فقد اجتمع بها قبل ذلك بعلاقة حميميه، لكن مثل اي شخص أخطأ لم يكن لديه ثقة بها بعد ما حدث بينهم ،
احم احم… انا يعني كنت عايز اقول ان احنا مش هنكمل مع بعض يعني كل واحد في حاله فتره وبعد كده ننفصل …
احست ببروده تجتاحها من كلامه ،فخيم اصمت عليهم بعد ما قال فلم تجادله فيما قال فا هي المخطئة هي من اباحت له جسدها ولطخ شرفها وقفت سريعا وهي تحاول ان تتحكم بدموعها ،دخلت الغرفه وأغلقتها عليها سريعا حتى تختبئ بها وتحمي نفسها من كلامه الجارح لكبريائها .
فظلت تحدث نفسها عن فعلتها بحزن وكسره :
انا غلطت ومعترفه بي دا انا السبب لكن مين فينا مبيغلطش، ليه كده يا شادى انت كسرتني جدا …
ظلت تبكي وتستغفر ربها:
يارب اغفر الي ما فعلته بجهل مني و ارحمني برحمتك ..يارب نور لي قلبي بنور القران و اشرح لي صدري ..
ظلت علي هذه الحالة الي ان حل الصباح،.
فارتدت ملابسها. وخرجت من الغرفه وهى تبحث عنه. فوجدته خارج من الغرفه المقابله لها فهو قضى فترة الليل فى غرفه اخته. وعندما تقابلت عيناهما.. كانت نظرة عينها كلها خذلان واحباط.. اما شادي فنظرة عينه تحمل الكثير من اللهفه والاسف. فهو لا يقدر ان يعاملها كالسابق وفى نفس الوقت يسترجع فى ذاكرته لحظاتهم الحميمه وعنفوانها وجرئتها معه.. فهو بين نارين هل يأمنها على اسمه ام يسرحها بأحسان
طال الانتطار. وحرب النظرات.. عندها
شادي : عايزة الحمام ... فاشار لها بمكانه
مايا : شكرا... تحب تدخل الاول
شادي : لا اتفضلى.. انتي الاول. مايا ده بيتك برضه اتصرفي براحتك... وتركها وذهب الى الصاله.
اصابها الحزن والاحباط وهي متجه الى الحمام حتي تؤدي فرضها بعد وقت خرجت وهي ترتدي ملابس الصلاة و تتجه اليه مره اخري في تردد لكنها لم تجرؤ على قول ما تريد دارت بعينها وهي تبحث عن سجادة الصلاة الي ان رات واحدة ،اتجهت اليها وحملتها بين يديها وهي تحاول ان تخمن الاتجاه الصحيح للقبلة ،تحت نظرات "شادى " فا اوقفها شادي وهو يصف لها اتجاه القبلة ويجلس يتابعها الي ان انتهت لم يوجه لها كلمة إنما وقف هو الآخر متجها الى الحمام حتى يتوضأ و يؤدي فرضه هو الآخر،وبعد ان انتهي شادى بحث بعينه عنها لم يجدها استغرب هو كثير لكنه لم يهتم الي ان سمع أصوات تخرج من المطبخ عند هذا الحد وقف متجها اليه وهنا كانت صدمته الكبرى فا "مايا" تقف بالمطبخ تقوم بتجهيز الإفطار بمهارة ،وقف ينظر اليها بذهول الي ان انتهت وهو لا يزال يقف دون ان يتفوه بكلمه واحده .
كانت "مايا" تفعل كل هذا حتى تكسر الحاجز الذي بينهم لكن كانت تصاب بخيبة أمل في كل مرة تفعل شيء
انتبهت "مايا " الي وقفته لكن لم تتحدث معه هي ايضا، بعد ان انتهت من تحضير الطعام ادارت راسها اتجاهه تطلب من القدوم حتى ياكلو معا .
جلس " شادي" بجوارها يأكل في صمت ،وبعد ان انتهي من إفطاره وقف مبتعدا دون ان يشكرها او يقول لها شيء ، نظرت له في ذهول من تصرفه فا خيم عليها الحزن لكنها لم تتحدث معه .
ظل علي هذا الامر الي ان انتهي اليوم وحل المساء ولم يا جد بينهم شي ء غير ان ازداد البعد بينهم .
جلس كل منهما في غرفة منفصلة كل منهما يخشى التحدث الي الاخر،و حل الصباح و تقرر احداث اليوم الماضي فلم يكن هناك شيء جديد ، جلسو في صمت اثناء وجبة الافطار
وقد اوشك اليوم على الانتهاء فقد حضر حماها الي البيت بعد ان طلب منه شادي القدوم بين رفض من "عثمان" واصرار من" شادي" حضر إلى البيت ،فكان نعم الأب لها .
ظلت حياتهم علي هذا المنوال الي ان فاض بها الكيل من معاملته فهي بدأت ان تكن له مشاعر فهو اول رجل بحياتها ،لكن الجفاء من معامله جعلها تكتم بداخلها ما تريد وفضلت البعد علي العيش معه بهذه المعاملة .. ..
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠باااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
تنهدت بحزن علي ما وصل ايه بتصرفاتها لكنها دأبت تسأل نفسها هذا السؤال :
هل سوف تبقي كثيرا في هذا العذاب لكنها تراجعت عما تقوله واستغفرت ربها . وهي تنتظر قدوم زوجها ...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
قلقت من نومها صباحا على صوت هاتف في غرفتها لا تعلم من أين يأتي ، ظلت تبحث عنه الي ان وجدته فا رفعته أمام نظرها، وهي عاقده بين حاجبيها باستغراب، عندما رأت أنه رقم غير معلوم بالنسبة لها تركته كما هو الي ان انتهي من هذه الرنة بعد قليل رن مره اخرى وايضا لم تجيب عليه ،لكنه رن للمره الثالثه هنا قلقت كثير ،و اجابت عليه بي حزر :
سلامو عليكم..
كان صوته غليظ، وهو يجيب عليها بجمود ثم يسألها عن هوايتها:
وعليكم. مش دا رقم .."شادي عثمان"...
أجابت عليه لكنها قلق من طريقه فردت:
ايوه هو.. مين معايا..
رد عليها عملية :
هنا المكتب اللي شغال فيه وبي نسأل عنه هو مجاش ليه، تليفون مقفول فا مكنشى قدامنا غير اننا نكلمه هنا، لأنه سايب الرقم ده احتياطي…
لم تجد ما تقوله له، فحاول أن تتماسك وهي تجيب عليه:
بعتذر من حضرتك بس هو خرج من بدري واحنا منعرفش عنه حاجه..
طلب منها بحده ان تعلمه:
امممم تمام بس يا ريت لو تقولي ليه يتواصل معانا ضروري..
توترت منه لكنها ردت عليه بي:
لو وصل لينا اي معلومه عنه ها نبلغكم او هو بنفسه يجي لحضرتك…
كأنه لم يسمعها وهو يعيد عليها سؤاله :
ياريت تبلغه بالي قولته..
قبل ان تتكلم اغلق هو الهاتف في وجهه، تعجبت منه، لكنها ظلت تفكر في الأمر واين ذهب "شادي"...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد وقت طويل من الانتظار فقد أوشك يوم آخر على الانتهاء، ولم يظهر" شادي" بعد فخافت "مايا" كثير عليه وحاولت التماسك أمام والد" شادي" قدر المستطاع وهي تبرر سبب اختفاء لكن زاد قلقها وهي لا تعرف التصرف في المواقف هذه، لكنها تعجبت من هدوء حماها فكان يجلس في البيت بهدوء هذا جعلها ترتاب من الأمر كله، وتعيد تفكيرها بالأمر.
جلست في غرفتها وهي تراجع تصرفات حماها فانتبهت إليه و أحست بأنه على علم بمكان "شادي" حاولت التفكير في كيفية التأكد منه .
بعد وقت من التفكير في الأمر، خرجت من الغرفه وهي تجر خلفها حقيبتها بعد أن جمعت كل متعلقاتها فيها، تنهدت وهي تحاول تنظيم أنفاسها حتى تقدر على المواجه.
تركت الحقيبة من يدها وهي تنظر الي حماها بقلق من ردة فعله.
نظر لها "عثمان" باستغراب من وقوفها أمامه و حقيبتها التي تركتها بجانبها.
فسألها مستفهما منها عن الأمر كله بي:
مالك يا بنتي وقفه كده ليه و ايه الشنطه دي.
ابتلعت "مايا" ريقها وتحاول ان ترتب أفكارها وهي تجيب:
انا بعد اذنك ياعمي هاروح عند بابا يومين كده انا كنت قايله "شادي" اني هاروح وهو معترضش لكن هو اتأخر فا انا همشي عشان متأخرش.
عثمان" بحزن لما وصل له ابنه وزوجته ابنه، فهو رجل ذو خبره فا رأى ما يحدث بعينيه خبيره، لكنه لم يتكلم مع أي من هما، فحاول أن يذيب الخلاف بينهم دون أن ينتبه اي منهما، فقال لها" عثمان" بهدوء :
طيب لو طلبت منك طلب ها تكسفيني..
خجلت" مايا" ومنه فهو يعاملها معامله جيده ولا يثقل عليها شيء ويعتبرها ابنته الثانية، فقد أحست معه بالحب، فلم تقدر على قول شيء له وهذا يعتبر أول طلب له،فردت عليه بخجل :
انت تأمر ياعمي..
رد عليها بامتنان وهو يحاول ان يحسها على تغير رأيها بالبقاء في البيت :
الأمر لله يا بنتي.. انا.. كنت عايزك تأجلى مشوارك كام يوم بس؛ و تجي معايا النهارده نتمشي شويه ايه رايك..
خجلت منه كثيره فلم تقدر على معارضته، فردت ب استسلام عليه :
حاضر يا عمي اللي تامر بيه، بعد اذنك ادخل حاجتي جوه…
ابتسم لها "عثمان" من معاملتها الحسنى وهو يجيب عليها:
ماشي يا بنتي واجهزي عشان نخرج و متعمليش حاجه احنا ها نتغدا بره..
لم تقدر على الاعتراض فهزت راسها له بالقبول وهي تعيد حقيبتها كما هي الي الداخل وتحمل حقيبة يدها وخرجت له وهي تعلمه بأنها مستعدة :
انا جاهزه في حاجه اعملها قبل ما نمشي..
ابتسم لها" عثمان" وهو يهز راسه بي لا ويطلب منها ان يذهبوا ، فى نزهه قصيره سوف تغير مجرى حياتها الي الأبد….
بعد وقت وصلوا الي منتزه جميل طلب عثمان من مايا ان يجلسو بجوار بحيرة صناعية في هذا المكان ،جلست معه في صمت وتفكير ما حدث ل"شادي" وهي ترى حماها بهذا الهدوء ،هذا ياكد لها رأيها لكن كان بالها مشغول به …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان يقف من بعيد يتابعها وهي تجلس مع والده بهدوء فقد تغيرت كثير ،وقف ينظر لها بعين مختلفه بعد ان تكلم معه والده اعلمه بقدومهم الي هنا بعد ان منعها من الخروج قبل ان يتخذ قرار في حياتهم معا
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠فلاش باااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد ان رجع بيته بعد ان طلبت منه الطلاق فقد كان مشوش خرج من الغرفه راي والده يخرج من غرفته وعندما راه بهذا الشكل أوقفه وقال له :
انت رايح فين تانى " شادى" مش لسه جي من بره …
صمت ولم يجيب ،لكن ملامحه كانت توحي بالحزن الشديد فسأله بحب ابوي وهو يقترب منه بصوت منخفض :
فيه ايه يا حبيبي مالك عامل في نفسك كده ليه قولي يا حبيبي يمكن اقدر اساعدك…
لم يقدر علي البوح له بكل الحقيقه ،لكن همس له بي :
ممكن نتكلم في مكان تاني …
لبى نداءه سريعا وهو يقول له :
خلاص يا شادي استناني تحت ها اغير بسرعه وهاجي ليك ….
هز شادي راسه له و ذهب ينتظره بالاسفل ،فلم يقف "شادي "كثير فقد اتي "عثمان" سريعا حتي يكون مع ولده وقطعة من قلبه ، وصل "عثمان" اليه سريعا وهو يطلب منه بهدوء ان يجلسو معا في مكان قريب من المنزل حتى يستطيع ان يبوح له بمكنونه ،ظل "شادي " يحاول ان يجد الكلام المناسب له حتى لا يخطئ بقول ما لا يحمد عليه .
تركه "عثمان" براحته حتي يكون مستعد للبوح له، بعد وقت من الغموض من "شادي" تكلم بهدوء :
لنا عارف اني اتجوزت من غير علمك بس صدقني الظروف هي اللي جبرتني اعمل كده ..
ابتسم له "عثمان" فهو علي درايه بولده،فا حثه على الكلام دون مقدمات :
خلاص يابني الموضوع ده اتقفل متفتحوش تاني ،لاني مش عيل صغير عشان الومك علي اللي فات ،اتكلم يا حبيبي انا سمعك..
تنهد شادى بارتياح بأن والده الي جواره حتى بعد ان أخطأ في حقه فهو لا يعلم الحقيقة كاملة ولا يريد ان يعلمها فقد ستره الله ،
بدا" شادي" بقول جزء من ما يثقل على صدره فا بدا الكلام علي طول دون مقدمات:
انا حسيت اني اتجوزتها عشان اسعدها مش اتجوزت عشان عايز اتجوز فدا عمل حاجز بينا احنا الاتنين ،فكل واحد واخد جمب ومش عارفين نكمل مع بعض هي عايزة اننا ننفضل وانا مش عارف اخد قرار ...
بعد ان قال هذا صمت بغموض ،فهنا علم ان ابنه يكتم شيء آخر فا احترم رغبته ولم يضغط عليه لكنه سأله سؤال آخر :
طيب يا "شادي " انا كنت حابب اعرف حاجه ..
هنا وقع قلب "شادي" بين قدمه من سؤال والده له رد مختصرا عليه:
اتفضل …
ابتسم بغموض وهو يتابع تفاصيل وجه ابنه و هو يقول له :
وانت حسيت بايه أول ما طلبت منك انكم تنفضلو …
هنا خيم الحزن ملامحه وهو يستمع الى سؤال والده وحاول ان يكون طبيعيا لكنه لم يقدر ، فرد علي :
مش عارف بضبط بس انا كنت مدايق جدا وكنت عاوز اصرخ فيها وقولها لا مش ها تمشي …
هنا قهقه "عثمان "عاليا عليه ثم قال له بغموض :
لا كده الامور تمام خالص انتي تريح كده شويه لانك محتاج تفكر في اللي قولته وبعد كده تشوف انت محتاج ايه ، لانك ادري بمصلحتك ،بس عاوز اقولك حاجه انك مضيعش فرحتك بايدك مادام جتلك يبقي امسك فيها ..
ثم وقف " عثمان " وهو يسأله عن وجهته :
ايه مش هتروح ولا ايه …
نظر "شادي الي والده ثم طلب منه ان يتركه بمفرده حتي يقدر علي اتخاذ قراره الصحيح :
طيب معليش يعني ممكن افضل شوية لوحدى ممكن اروح عند واحد صحبي شويه لحد معرف ها اعمل ايه …
ابتسم له والده وهو يهز راسه بنعم ثم يستدير عائدا الي البيت في صمت ولم يقل ل"مايا" اي شيء فهي لم تسأله.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ بااااااااااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان" شادي" في حالة من التخبط والقلق بعد ان سارت معه ، يعلم "شادى" انه اول رجل بحياتها لكن هذه الغريزة في لدى البعض ؛ فهو يريد زوجته ملكه وحده نقية عفيفة ولم يكن لها اي ماضي معه او مع غيره كان القلق ينتابه ،فهو لم ينكر انه بدأ يشعر تجاهها بمشاعر مختلفة لكنه كان يخشى قربها و مع كل عمل كانت تقوم به كان يزداد اعجابه بها فهي لم تكل او تمل مما تفعه في البيت او معه .
وما منعه عن إتمام الزواج اولا هو خوفه من عدم قدرتها علي التأقلم او التحمل ،لكن مع كل يوم كانت تثبت له عكس ما توقع ،وحين طلبت منه الانفصال شعر بضيق لكن لم يكن يعلم ما هو المناسب ،وحين تكلم معه والده بدأ بي استيعاب الامر وحسم امره علي عمل المستحيل حتي ينجح زواجه وهو الان في طريقه الي السعادة بعد ان قرر ان يعطي فرصه ثانيه لنفسه علي خوض التجربة.
فمن منا بلا خطيئة ،من منا لم يضعف امام رغباته ومن منا يحاول ان يتخذ الطريق الصحيح .
(هنا عزيزي القارئ راجع نفسك قبل فوات الاوان وتقبل انك اخطات وحاول ان تصلح خطأك،و انِ تقبلك هذا الامر يسهل عليك تصحيح) (موني احمد)
تحرك "شادي" اتجاههم فلمحه والده من بعيد فاستأذن من "مايا " قليلا :
بقولك يابنتي انا هقوم كده اروح اشوف ها ناكل ايه ها تحبي حاجه معينه ..
ابتسمت" مايا " له و هي تهز راسها بي لا وهي تجيب عليه بهدوء :
لا ياعمو اي حاجه …
ابتسم لها بحب وهو يتحرك ببطء ويقول لها مؤكدا عليها :
لو احتجتي حاجه رني عليا ….
ردت "مايا" مختصرة :
حاضر …
تركها وهو يتجه ناحية" شادي " وهو ياخذه بين احضانه و يساله عن قراره ؛
ها عامل ايه يا حبيبي و ايه الاخبار…
ابتعد عنه "شادى " وهو يبتسم له ورد مختصرا :
كل تمام يا حاج ..
ابتسم له "عثمان " بارتياح وهو يطلب منه الذهاب عند زوجته حتي يطلب له الغداء :
هز "شادي"راسه في صمت متجها اليها بسعاده ؛ وترك ل والده مهمة الطعام ،ذهب "عثمان" الي المطعم وطلب لهم الطعام ،و بعد ان دفع الحساب وطلب منه ان يقوم بتوصيله اليهم بعد ساعتين من الان وبعث برسالة الي" شادى" يعلمه بذهابه حتي لا يقلق عليه ...
مع كل خطوة اتجاهها كان يتدفق الادرنالين بقوه ويحفزه علي التحرك بسرعة اتجاهها وصل بجوارها ووقف خلفها ينظر لها باشتياق فقد غاب عنها فتره ،فهمس لها بشوق وصل اليها:
وحشتيني …
لم تستوعب "ما يا" ما سمعته ،فا فلم تجرؤ على النظر خلفها ،لكنها كانت السعادة تتراقص أمام عينيها .
حين لم يسمع منها رد دار حولها حتي يقف امامه وبكل حب يشع من عينيه قال لها مره اخري :
وحشتيني اوي.. ممكن متبعديش عني ..انا محتاجك جمبي .. بحبك
عند هذا الحد لم لم تتحمل وقفت أمامه وبسعاده و عيناها تنساب منها الدموع كالشلال أمامه من فرط سعادتها فلم تدري بي نفسها غير وهي بين احضانه تاكد عليه ب:
انت كمان وحشتني جدا وخفت عليك ،اوعي تعمل كده تاني انا مقدرش ابعد عنك ابدا ..
ابتسم بسعاده وهي بين يديه الي ان اخرجها من بين احضانه حتي ينظر الي وجها ويزيل دموعها بيده وهو يطلب منها :
حبيبتي انا مش عاوز اشوف الدموع دى تاني ممكن …
هزت راسها بسعاده متجاهله من حولها فقد باتت حياتها في التحسن كل هذا تحت نظرات والده الذي يتابع من بعيد ،فقرر ان يبعث له الرساله حتي يخرجه من حاله العشق امام عامة الناس :
يابني مش كده الناس حواليك وانا ماشي اتغدو سوا وقضو اليوم مع بعض في اي كان وتعال بكره …
أخرجهم من حاله العشق صوت الهاتف هنا استوعبوا ما يحدث أمامهم بأنهم محط أنظار للجميع فخجلت "مايا " من ما حدث وجلست بصمت ،ثم اخرج شادي الهاتف ونظر به مبتسما الي ما يقوله والده بعث له رساله يشكره به علي نصيحته واغلق" شادي" هاتفه،ثم جلس بجوار زوجته بحب وكل منه ينظر الي الاخر ويحكي للآخر ما يريد الي ان انهو الطعام اكلو في سعادة وقضو اليوم معا بسعاده وبحب …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠.٠
بقلمي موني احمد
امنيه مستحيله لي
(امنية مستحيلة لي)
بقلمي موني أحمد
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كانت قد استعدت حتى تخرج من هذا البيت بعد ان انهزمت من تجاهل " شادي"، و جمعت جميع متعلقاتها ، لكنها لم تخرج من البيت الي ان ياتي "شادي" حتى تعلمه بخروجها من هنا ،وتستلم منه اوراق طلاقها او هكذا كانت توهم نفسها.
حل المساء ولم يأتي بعد، فنتابها هاجس القلق وهي تنتظره، وأخذت تحدث نفسها بي:
ايه اللي اخرك كده يا"شادي" يارب يكون خير..
جلست على الفراش في انتظار قدمه لكنه تأخر كثيرا، فشردت في حياتها بعد أن خطت هذا المنزل….
٠ ٠ ٠ ٠ فلاش باك٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
خرجت إليه وهي تتلفت بعينيها تبحث عنه وتتعرف علي المنزل بتمعن الي ان راته يجلس على الاريكه وهو يريح ظهره الي الخلف ومغمض العينين بقلق وهي تحاول ان تستجمع ما سوف تقوله فهذا أول حوار بينهم بعد ما حدث فكان القلق ينتابها فا همست باسمه بتردد :
"شادى"...
كان لا يزال مغمض العينين و هو يجيب عليها :
امممممم
ازداد قلق "مايا" وهي تحاول التفكر في كلام مناسب تبدأ به:
انت مش محتاج حاجه اعملهالك…
اعتدل "شادي" وهو ينظر لها بتفحص فتوتر من قدومها له بهذا الشكل فهو قد حسم امره علي عدم اتمام هذا الزواج ،في نفي هو ذلك:
لا شكرا مش محتاج حاجه ..
بتوتو جلست" مايا" بجواره وهي تحاول كسر هذا الحاجز الذي بينهم لكنها لم تجد ما تقوله له فصمتت هي ،فا ازداد توتر "شادى" وحاول ضبط انفعالاته فمن تجلس بجواره ليست فتاه فقط ،فقد اجتمع بها قبل ذلك بعلاقة حميميه، لكن مثل اي شخص أخطأ لم يكن لديه ثقة بها بعد ما حدث بينهم ،
احم احم… انا يعني كنت عايز اقول ان احنا مش هنكمل مع بعض يعني كل واحد في حاله فتره وبعد كده ننفصل …
احست ببروده تجتاحها من كلامه ،فخيم اصمت عليهم بعد ما قال فلم تجادله فيما قال فا هي المخطئة هي من اباحت له جسدها ولطخ شرفها وقفت سريعا وهي تحاول ان تتحكم بدموعها ،دخلت الغرفه وأغلقتها عليها سريعا حتى تختبئ بها وتحمي نفسها من كلامه الجارح لكبريائها .
فظلت تحدث نفسها عن فعلتها بحزن وكسره :
انا غلطت ومعترفه بي دا انا السبب لكن مين فينا مبيغلطش، ليه كده يا شادى انت كسرتني جدا …
ظلت تبكي وتستغفر ربها:
يارب اغفر الي ما فعلته بجهل مني و ارحمني برحمتك ..يارب نور لي قلبي بنور القران و اشرح لي صدري ..
ظلت علي هذه الحالة الي ان حل الصباح،.
فارتدت ملابسها. وخرجت من الغرفه وهى تبحث عنه. فوجدته خارج من الغرفه المقابله لها فهو قضى فترة الليل فى غرفه اخته. وعندما تقابلت عيناهما.. كانت نظرة عينها كلها خذلان واحباط.. اما شادي فنظرة عينه تحمل الكثير من اللهفه والاسف. فهو لا يقدر ان يعاملها كالسابق وفى نفس الوقت يسترجع فى ذاكرته لحظاتهم الحميمه وعنفوانها وجرئتها معه.. فهو بين نارين هل يأمنها على اسمه ام يسرحها بأحسان
طال الانتطار. وحرب النظرات.. عندها
شادي : عايزة الحمام ... فاشار لها بمكانه
مايا : شكرا... تحب تدخل الاول
شادي : لا اتفضلى.. انتي الاول. مايا ده بيتك برضه اتصرفي براحتك... وتركها وذهب الى الصاله.
اصابها الحزن والاحباط وهي متجه الى الحمام حتي تؤدي فرضها بعد وقت خرجت وهي ترتدي ملابس الصلاة و تتجه اليه مره اخري في تردد لكنها لم تجرؤ على قول ما تريد دارت بعينها وهي تبحث عن سجادة الصلاة الي ان رات واحدة ،اتجهت اليها وحملتها بين يديها وهي تحاول ان تخمن الاتجاه الصحيح للقبلة ،تحت نظرات "شادى " فا اوقفها شادي وهو يصف لها اتجاه القبلة ويجلس يتابعها الي ان انتهت لم يوجه لها كلمة إنما وقف هو الآخر متجها الى الحمام حتى يتوضأ و يؤدي فرضه هو الآخر،وبعد ان انتهي شادى بحث بعينه عنها لم يجدها استغرب هو كثير لكنه لم يهتم الي ان سمع أصوات تخرج من المطبخ عند هذا الحد وقف متجها اليه وهنا كانت صدمته الكبرى فا "مايا" تقف بالمطبخ تقوم بتجهيز الإفطار بمهارة ،وقف ينظر اليها بذهول الي ان انتهت وهو لا يزال يقف دون ان يتفوه بكلمه واحده .
كانت "مايا" تفعل كل هذا حتى تكسر الحاجز الذي بينهم لكن كانت تصاب بخيبة أمل في كل مرة تفعل شيء
انتبهت "مايا " الي وقفته لكن لم تتحدث معه هي ايضا، بعد ان انتهت من تحضير الطعام ادارت راسها اتجاهه تطلب من القدوم حتى ياكلو معا .
جلس " شادي" بجوارها يأكل في صمت ،وبعد ان انتهي من إفطاره وقف مبتعدا دون ان يشكرها او يقول لها شيء ، نظرت له في ذهول من تصرفه فا خيم عليها الحزن لكنها لم تتحدث معه .
ظل علي هذا الامر الي ان انتهي اليوم وحل المساء ولم يا جد بينهم شي ء غير ان ازداد البعد بينهم .
جلس كل منهما في غرفة منفصلة كل منهما يخشى التحدث الي الاخر،و حل الصباح و تقرر احداث اليوم الماضي فلم يكن هناك شيء جديد ، جلسو في صمت اثناء وجبة الافطار
وقد اوشك اليوم على الانتهاء فقد حضر حماها الي البيت بعد ان طلب منه شادي القدوم بين رفض من "عثمان" واصرار من" شادي" حضر إلى البيت ،فكان نعم الأب لها .
ظلت حياتهم علي هذا المنوال الي ان فاض بها الكيل من معاملته فهي بدأت ان تكن له مشاعر فهو اول رجل بحياتها ،لكن الجفاء من معامله جعلها تكتم بداخلها ما تريد وفضلت البعد علي العيش معه بهذه المعاملة .. ..
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠باااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
تنهدت بحزن علي ما وصل ايه بتصرفاتها لكنها دأبت تسأل نفسها هذا السؤال :
هل سوف تبقي كثيرا في هذا العذاب لكنها تراجعت عما تقوله واستغفرت ربها . وهي تنتظر قدوم زوجها ...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
قلقت من نومها صباحا على صوت هاتف في غرفتها لا تعلم من أين يأتي ، ظلت تبحث عنه الي ان وجدته فا رفعته أمام نظرها، وهي عاقده بين حاجبيها باستغراب، عندما رأت أنه رقم غير معلوم بالنسبة لها تركته كما هو الي ان انتهي من هذه الرنة بعد قليل رن مره اخرى وايضا لم تجيب عليه ،لكنه رن للمره الثالثه هنا قلقت كثير ،و اجابت عليه بي حزر :
سلامو عليكم..
كان صوته غليظ، وهو يجيب عليها بجمود ثم يسألها عن هوايتها:
وعليكم. مش دا رقم .."شادي عثمان"...
أجابت عليه لكنها قلق من طريقه فردت:
ايوه هو.. مين معايا..
رد عليها عملية :
هنا المكتب اللي شغال فيه وبي نسأل عنه هو مجاش ليه، تليفون مقفول فا مكنشى قدامنا غير اننا نكلمه هنا، لأنه سايب الرقم ده احتياطي…
لم تجد ما تقوله له، فحاول أن تتماسك وهي تجيب عليه:
بعتذر من حضرتك بس هو خرج من بدري واحنا منعرفش عنه حاجه..
طلب منها بحده ان تعلمه:
امممم تمام بس يا ريت لو تقولي ليه يتواصل معانا ضروري..
توترت منه لكنها ردت عليه بي:
لو وصل لينا اي معلومه عنه ها نبلغكم او هو بنفسه يجي لحضرتك…
كأنه لم يسمعها وهو يعيد عليها سؤاله :
ياريت تبلغه بالي قولته..
قبل ان تتكلم اغلق هو الهاتف في وجهه، تعجبت منه، لكنها ظلت تفكر في الأمر واين ذهب "شادي"...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد وقت طويل من الانتظار فقد أوشك يوم آخر على الانتهاء، ولم يظهر" شادي" بعد فخافت "مايا" كثير عليه وحاولت التماسك أمام والد" شادي" قدر المستطاع وهي تبرر سبب اختفاء لكن زاد قلقها وهي لا تعرف التصرف في المواقف هذه، لكنها تعجبت من هدوء حماها فكان يجلس في البيت بهدوء هذا جعلها ترتاب من الأمر كله، وتعيد تفكيرها بالأمر.
جلست في غرفتها وهي تراجع تصرفات حماها فانتبهت إليه و أحست بأنه على علم بمكان "شادي" حاولت التفكير في كيفية التأكد منه .
بعد وقت من التفكير في الأمر، خرجت من الغرفه وهي تجر خلفها حقيبتها بعد أن جمعت كل متعلقاتها فيها، تنهدت وهي تحاول تنظيم أنفاسها حتى تقدر على المواجه.
تركت الحقيبة من يدها وهي تنظر الي حماها بقلق من ردة فعله.
نظر لها "عثمان" باستغراب من وقوفها أمامه و حقيبتها التي تركتها بجانبها.
فسألها مستفهما منها عن الأمر كله بي:
مالك يا بنتي وقفه كده ليه و ايه الشنطه دي.
ابتلعت "مايا" ريقها وتحاول ان ترتب أفكارها وهي تجيب:
انا بعد اذنك ياعمي هاروح عند بابا يومين كده انا كنت قايله "شادي" اني هاروح وهو معترضش لكن هو اتأخر فا انا همشي عشان متأخرش.
عثمان" بحزن لما وصل له ابنه وزوجته ابنه، فهو رجل ذو خبره فا رأى ما يحدث بعينيه خبيره، لكنه لم يتكلم مع أي من هما، فحاول أن يذيب الخلاف بينهم دون أن ينتبه اي منهما، فقال لها" عثمان" بهدوء :
طيب لو طلبت منك طلب ها تكسفيني..
خجلت" مايا" ومنه فهو يعاملها معامله جيده ولا يثقل عليها شيء ويعتبرها ابنته الثانية، فقد أحست معه بالحب، فلم تقدر على قول شيء له وهذا يعتبر أول طلب له،فردت عليه بخجل :
انت تأمر ياعمي..
رد عليها بامتنان وهو يحاول ان يحسها على تغير رأيها بالبقاء في البيت :
الأمر لله يا بنتي.. انا.. كنت عايزك تأجلى مشوارك كام يوم بس؛ و تجي معايا النهارده نتمشي شويه ايه رايك..
خجلت منه كثيره فلم تقدر على معارضته، فردت ب استسلام عليه :
حاضر يا عمي اللي تامر بيه، بعد اذنك ادخل حاجتي جوه…
ابتسم لها "عثمان" من معاملتها الحسنى وهو يجيب عليها:
ماشي يا بنتي واجهزي عشان نخرج و متعمليش حاجه احنا ها نتغدا بره..
لم تقدر على الاعتراض فهزت راسها له بالقبول وهي تعيد حقيبتها كما هي الي الداخل وتحمل حقيبة يدها وخرجت له وهي تعلمه بأنها مستعدة :
انا جاهزه في حاجه اعملها قبل ما نمشي..
ابتسم لها" عثمان" وهو يهز راسه بي لا ويطلب منها ان يذهبوا ، فى نزهه قصيره سوف تغير مجرى حياتها الي الأبد….
بعد وقت وصلوا الي منتزه جميل طلب عثمان من مايا ان يجلسو بجوار بحيرة صناعية في هذا المكان ،جلست معه في صمت وتفكير ما حدث ل"شادي" وهي ترى حماها بهذا الهدوء ،هذا ياكد لها رأيها لكن كان بالها مشغول به …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان يقف من بعيد يتابعها وهي تجلس مع والده بهدوء فقد تغيرت كثير ،وقف ينظر لها بعين مختلفه بعد ان تكلم معه والده اعلمه بقدومهم الي هنا بعد ان منعها من الخروج قبل ان يتخذ قرار في حياتهم معا
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠فلاش باااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد ان رجع بيته بعد ان طلبت منه الطلاق فقد كان مشوش خرج من الغرفه راي والده يخرج من غرفته وعندما راه بهذا الشكل أوقفه وقال له :
انت رايح فين تانى " شادى" مش لسه جي من بره …
صمت ولم يجيب ،لكن ملامحه كانت توحي بالحزن الشديد فسأله بحب ابوي وهو يقترب منه بصوت منخفض :
فيه ايه يا حبيبي مالك عامل في نفسك كده ليه قولي يا حبيبي يمكن اقدر اساعدك…
لم يقدر علي البوح له بكل الحقيقه ،لكن همس له بي :
ممكن نتكلم في مكان تاني …
لبى نداءه سريعا وهو يقول له :
خلاص يا شادي استناني تحت ها اغير بسرعه وهاجي ليك ….
هز شادي راسه له و ذهب ينتظره بالاسفل ،فلم يقف "شادي "كثير فقد اتي "عثمان" سريعا حتي يكون مع ولده وقطعة من قلبه ، وصل "عثمان" اليه سريعا وهو يطلب منه بهدوء ان يجلسو معا في مكان قريب من المنزل حتى يستطيع ان يبوح له بمكنونه ،ظل "شادي " يحاول ان يجد الكلام المناسب له حتى لا يخطئ بقول ما لا يحمد عليه .
تركه "عثمان" براحته حتي يكون مستعد للبوح له، بعد وقت من الغموض من "شادي" تكلم بهدوء :
لنا عارف اني اتجوزت من غير علمك بس صدقني الظروف هي اللي جبرتني اعمل كده ..
ابتسم له "عثمان" فهو علي درايه بولده،فا حثه على الكلام دون مقدمات :
خلاص يابني الموضوع ده اتقفل متفتحوش تاني ،لاني مش عيل صغير عشان الومك علي اللي فات ،اتكلم يا حبيبي انا سمعك..
تنهد شادى بارتياح بأن والده الي جواره حتى بعد ان أخطأ في حقه فهو لا يعلم الحقيقة كاملة ولا يريد ان يعلمها فقد ستره الله ،
بدا" شادي" بقول جزء من ما يثقل على صدره فا بدا الكلام علي طول دون مقدمات:
انا حسيت اني اتجوزتها عشان اسعدها مش اتجوزت عشان عايز اتجوز فدا عمل حاجز بينا احنا الاتنين ،فكل واحد واخد جمب ومش عارفين نكمل مع بعض هي عايزة اننا ننفضل وانا مش عارف اخد قرار ...
بعد ان قال هذا صمت بغموض ،فهنا علم ان ابنه يكتم شيء آخر فا احترم رغبته ولم يضغط عليه لكنه سأله سؤال آخر :
طيب يا "شادي " انا كنت حابب اعرف حاجه ..
هنا وقع قلب "شادي" بين قدمه من سؤال والده له رد مختصرا عليه:
اتفضل …
ابتسم بغموض وهو يتابع تفاصيل وجه ابنه و هو يقول له :
وانت حسيت بايه أول ما طلبت منك انكم تنفضلو …
هنا خيم الحزن ملامحه وهو يستمع الى سؤال والده وحاول ان يكون طبيعيا لكنه لم يقدر ، فرد علي :
مش عارف بضبط بس انا كنت مدايق جدا وكنت عاوز اصرخ فيها وقولها لا مش ها تمشي …
هنا قهقه "عثمان "عاليا عليه ثم قال له بغموض :
لا كده الامور تمام خالص انتي تريح كده شويه لانك محتاج تفكر في اللي قولته وبعد كده تشوف انت محتاج ايه ، لانك ادري بمصلحتك ،بس عاوز اقولك حاجه انك مضيعش فرحتك بايدك مادام جتلك يبقي امسك فيها ..
ثم وقف " عثمان " وهو يسأله عن وجهته :
ايه مش هتروح ولا ايه …
نظر "شادي الي والده ثم طلب منه ان يتركه بمفرده حتي يقدر علي اتخاذ قراره الصحيح :
طيب معليش يعني ممكن افضل شوية لوحدى ممكن اروح عند واحد صحبي شويه لحد معرف ها اعمل ايه …
ابتسم له والده وهو يهز راسه بنعم ثم يستدير عائدا الي البيت في صمت ولم يقل ل"مايا" اي شيء فهي لم تسأله.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ بااااااااااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كان" شادي" في حالة من التخبط والقلق بعد ان سارت معه ، يعلم "شادى" انه اول رجل بحياتها لكن هذه الغريزة في لدى البعض ؛ فهو يريد زوجته ملكه وحده نقية عفيفة ولم يكن لها اي ماضي معه او مع غيره كان القلق ينتابه ،فهو لم ينكر انه بدأ يشعر تجاهها بمشاعر مختلفة لكنه كان يخشى قربها و مع كل عمل كانت تقوم به كان يزداد اعجابه بها فهي لم تكل او تمل مما تفعه في البيت او معه .
وما منعه عن إتمام الزواج اولا هو خوفه من عدم قدرتها علي التأقلم او التحمل ،لكن مع كل يوم كانت تثبت له عكس ما توقع ،وحين طلبت منه الانفصال شعر بضيق لكن لم يكن يعلم ما هو المناسب ،وحين تكلم معه والده بدأ بي استيعاب الامر وحسم امره علي عمل المستحيل حتي ينجح زواجه وهو الان في طريقه الي السعادة بعد ان قرر ان يعطي فرصه ثانيه لنفسه علي خوض التجربة.
فمن منا بلا خطيئة ،من منا لم يضعف امام رغباته ومن منا يحاول ان يتخذ الطريق الصحيح .
(هنا عزيزي القارئ راجع نفسك قبل فوات الاوان وتقبل انك اخطات وحاول ان تصلح خطأك،و انِ تقبلك هذا الامر يسهل عليك تصحيح) (موني احمد)
تحرك "شادي" اتجاههم فلمحه والده من بعيد فاستأذن من "مايا " قليلا :
بقولك يابنتي انا هقوم كده اروح اشوف ها ناكل ايه ها تحبي حاجه معينه ..
ابتسمت" مايا " له و هي تهز راسها بي لا وهي تجيب عليه بهدوء :
لا ياعمو اي حاجه …
ابتسم لها بحب وهو يتحرك ببطء ويقول لها مؤكدا عليها :
لو احتجتي حاجه رني عليا ….
ردت "مايا" مختصرة :
حاضر …
تركها وهو يتجه ناحية" شادي " وهو ياخذه بين احضانه و يساله عن قراره ؛
ها عامل ايه يا حبيبي و ايه الاخبار…
ابتعد عنه "شادى " وهو يبتسم له ورد مختصرا :
كل تمام يا حاج ..
ابتسم له "عثمان " بارتياح وهو يطلب منه الذهاب عند زوجته حتي يطلب له الغداء :
هز "شادي"راسه في صمت متجها اليها بسعاده ؛ وترك ل والده مهمة الطعام ،ذهب "عثمان" الي المطعم وطلب لهم الطعام ،و بعد ان دفع الحساب وطلب منه ان يقوم بتوصيله اليهم بعد ساعتين من الان وبعث برسالة الي" شادى" يعلمه بذهابه حتي لا يقلق عليه ...
مع كل خطوة اتجاهها كان يتدفق الادرنالين بقوه ويحفزه علي التحرك بسرعة اتجاهها وصل بجوارها ووقف خلفها ينظر لها باشتياق فقد غاب عنها فتره ،فهمس لها بشوق وصل اليها:
وحشتيني …
لم تستوعب "ما يا" ما سمعته ،فا فلم تجرؤ على النظر خلفها ،لكنها كانت السعادة تتراقص أمام عينيها .
حين لم يسمع منها رد دار حولها حتي يقف امامه وبكل حب يشع من عينيه قال لها مره اخري :
وحشتيني اوي.. ممكن متبعديش عني ..انا محتاجك جمبي .. بحبك
عند هذا الحد لم لم تتحمل وقفت أمامه وبسعاده و عيناها تنساب منها الدموع كالشلال أمامه من فرط سعادتها فلم تدري بي نفسها غير وهي بين احضانه تاكد عليه ب:
انت كمان وحشتني جدا وخفت عليك ،اوعي تعمل كده تاني انا مقدرش ابعد عنك ابدا ..
ابتسم بسعاده وهي بين يديه الي ان اخرجها من بين احضانه حتي ينظر الي وجها ويزيل دموعها بيده وهو يطلب منها :
حبيبتي انا مش عاوز اشوف الدموع دى تاني ممكن …
هزت راسها بسعاده متجاهله من حولها فقد باتت حياتها في التحسن كل هذا تحت نظرات والده الذي يتابع من بعيد ،فقرر ان يبعث له الرساله حتي يخرجه من حاله العشق امام عامة الناس :
يابني مش كده الناس حواليك وانا ماشي اتغدو سوا وقضو اليوم مع بعض في اي كان وتعال بكره …
أخرجهم من حاله العشق صوت الهاتف هنا استوعبوا ما يحدث أمامهم بأنهم محط أنظار للجميع فخجلت "مايا " من ما حدث وجلست بصمت ،ثم اخرج شادي الهاتف ونظر به مبتسما الي ما يقوله والده بعث له رساله يشكره به علي نصيحته واغلق" شادي" هاتفه،ثم جلس بجوار زوجته بحب وكل منه ينظر الي الاخر ويحكي للآخر ما يريد الي ان انهو الطعام اكلو في سعادة وقضو اليوم معا بسعاده وبحب …
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠.٠
بقلمي موني احمد
امنيه مستحيله لي