الفصل التاسع عشر2
فتح باب المكتب مرحبا بسيف : اتفضل ياباشمهندس
ابتسم سيف ببساطة : مش عارف بصراحة إيه لازمتها الألقاب دى على رأى الأستاذة حورية
- حورية دى مشكلة
- عارف همس حكتلى عنها
ابتسم عندما سمع إسمها هى لم تغب عنها ولو للحظة ولكنه يريدها بجواره يريدها دائما منذ غابت وغاب معها كل شئ كل ضحكة صادقة ضحكها من قلبه
همس عاملة ايه؟
- كويسة بتسلم عليك وعلى كل اللى فى البيت دى حتى أصرت أنى أجى وأعزمك على الفرح
والكلمة كافية لتغيب ابتسامته كافية لتقتل أمله فى لقاءها من جديد كافية لتقتل حلمه بالزواج منها انتهى الأمر همس لم تعد له ....... همس ستتزوج من عدى
ويبدو أن سيف فهم ما يحدث لجاسم تغيرملامحه وحزنه الذى ظهر فجأة
_ إيه يا جاسم مالك
نفض رأسه ونظر إليه مبتسما بحزن : لا أبدا أنا كويس ........بس همس موافقة على الجواز
ابتسم سيف بخبث: وهمس هترفض ولا توافق ليه
ضم عيناه بتساؤل : يعنى إيه ترفض أو توافق ليه ........ مش ده حقها إيه هتتجوز غصب عنها ولا إيه؟
ضحك سيف حتى ظهرت نواجزه و جاسم يتابعه بحيرة :فى إيه بتضحك على إيه؟
توقف سيف عن الضحك وعيناه تتفرس وجه جاسم : أنا بتكلم عن فرحى أنا يا جاسم مش فرح همس
تنهد جاسم براحة وابتسم بفرح : ألف ألف مبروك يا سيف
- الله يبارك فيك يا جاسم عقبالك
- لا أنا لسه بدرى مش دلوقتى
- ومش دلوقتى ليه.........معقول مفيش واحدة عجباك
حاول جاسم تغيير مجرى الحديث قائلا:أنت لازم تقضى شهر العسل هنا فى إسكندرية أنا هحجزلك هنا فى فندق هيعجبك جدا
- ربنا يخليك يا جاسم أنا خلاص حجزت فعلا بس أنا جاى النهاردة عشان أأكد على عزومتك أنت والبيت كله ومدام فريدة كمان .......الحاج عبدالقادر مصمم أنكم لازم
تكونوا فى ضيافتنا الأسبوعين الجايين وأوامر مفيش فيها نقاش
- على رأسى أوامره طبعا بس بالنسبة لى مش هينفع شغل المكتب كتير ولازم أبقى موجود
- لا ياسيدى أنت أكيدعندك موظفين يقدروا يحلوا محلك
- صدقنى يا سيف أنا بتمنى أنى أجى وأقابل جدك ووالدتك كمان بس ......
- بس إيه يا جاسم .......فى حاجة تمنعك ولا إيه؟
- لا أبدا بس مش عاوز مشاكل لهمس مع خطيبها
غمغم سيف متسائلا: وعدى ماله ومالك
- عدى كلمنى من كام يوم وحذرنى أنى أقرب من همس أقولك الصراحة كلامه ميفرقش معايا بس أنا مش عاوز مشاكل لهمس بسببى
- بصراحة أول مرة أعرف أنه كلمك بس على العموم هو خلاص مبقاش له علاقة بهمس
قام جاسم من كرسيه مندهشا : مش فاهم يعنى إيه ؟
- يعنى همس خلاص فسحت خطوبتها من عدى أدتله شبكته وكل حاجة بينهم انتهت خلاص همس مقدرتش تكمل معاه مش راضية بوجوده انا حاولت كتير اخليها تتراجع بس مش فاهم إصرارها الغريب ده ليه ؟
مازالت ملامح جاسم مندهشةو سيف يراقبه بدقة ولكنه تفاجئ بجاسم يتجه نحوه بسرعة: سيف أنا طالب القرب منك فى همس
اختفت ابتسامة سيف ليحل محلها الذهول والدهشة رغم علمه بعلاقته بهمس لكنه لم يتوقع أن يطلبها للزواج بهذه السرعة
- نعم .......تتجوزها إزاى؟
- زى الناس إيه الغريب فى اللى قلته أنا بصراحة كده ومن الآخر أنا بحب همس وعاوز اتجوزها قلت إيه
ضحك سيف قائلا: قلت أنك مجنون ده أنا لسه بقولك سابت خطيبها تقولى بحبها وعاوز اتجوزها
- شوف بقى يا سيف همس مش مجرد بنت قابلتها وخلاص همس كأنها حتة منى ........كأن اللى حصلها ده عشان أقابلها وأشوفها ولو كانت مخطوبة هى خلاص فسخت خطوبتها وأنا مش هستنى لما واحد تانى يجى ويفكر أنه يخطبها
ضرب سيف كفا بكف حائرا : ده أنت شكلك واقع
- واقع وجدا كمان .....ها قلت إيه ؟
- جاسم أنا مقدرش أرد عليك الكلمة كلمة بابا وجدى وهمس طبعا وأظن أن مفيش عندك مانع دلوقتى أنك تيجى عندنا مع العيلة وأظن دى فرصة كويسة أنك تتطلب إيدها ولا إيه
- مفيش فيها كلام أنا جاى معاك يعنى جاى معاك
الاستعدادت على قدم وساق لتجهيز الغرف التى أمر الحاج عبدالقادر بتجهيزها لاستقبال الضيوف وهمس مرتبكة عيناها تراقب الشارع منتظراه تعرف أنه سيأتى قلبها يخبرها بذلك سيف أكد لها أنه رفض وهى لا تعلم لما يرفض ألم يخبره سيف أنها تركت عدى من أجله ألم يخبره قلبه أنها تشتاق إليه
انتفضت على لمسة فوق كتفها لتجد هنا ضاحكة : شكلك كنتى سرحانة يا ست همس
- خضتينى حرام عليكى طيب أعملى أى صوت
- ناديت عليكى مردتيش واضح أنك بتفكرى فى حاجة أو بتفكرى فى حد ........اعترفى بتفكرى فى مين
- لاأبدا مش بفكر فى حد ولا حاجة بس سرحت شوية
انتبهتا على صوت سيارات تأتى من بعيد وقفت تنتظر حتى رأت سيارة سيف وخلفها سيارة جاسم يتوقفا أسفل البيت أسرعت تهرول وهنا مندهشة مما فعلته
نزلت درجات السلم بسرعة حتى توقفت أمامه وحديث العيون أبلغ وأقوى من حديث الشفاه لقاء بعد غياب انقطع الفراق وتلاقى من جديد ها هو من جديد قلبها أخبرها أنه سيأتي وصدق حدسها
عضت على شفتيها مبعدة عيناها عنه لكنه لحقها قبل أن تهرب كعادتها : وحشتينى يا همس
ارتبكت وهى تنظر حولها لتجد رقية تخرج من السيارة فهربت من أمامه مسرعة نحوها : ماما حمدلله على السلامة وحشتينى أوى
أسرعت رقية تضمها باشتياق :حبيبتى يا همس وحشتينى أوى يا بنتى
- وأنتى كمان وحشتينى أوى يا ماما
تركت رقية لترحب بياسمين وفريدة التى أتت على دعوة من همس
صعد الجميع للبيت ورحب بهم يوسف وبلسم بحفاوة خاصة بلسم التى أولت اهتمامها برقية شكر لها على ما فعلته مع همس ولكنها أيضا لم تنسى جاسم كانت تريد أن تشكره أولا وتتأكد من اختيار ابنتها لهذا الرجل الذى استحوذ على قلبها وعقلها
أما هو فعيناه لا تتركها أينما ذهبت لا تفارقها عيناه حتى إن لاحظته تهرب من أمامه مسرعة
اختلى بسيف قليلا قبل أن ينفرد بيوسف وعبد القادر ومعه أحمد لفترة ليطلبا فيها يد همس رسميا
ظلت تفرك فى كفيها مرتبكة تراقب غرفة الصالون التى اجتمعوا فيها لاحظتها رقية فربتت على كفها مطمئنة: همس خلاص مفيش حاجة ممكن تمنعكوا عن بعض تانى .......جاسم بيطلب إيدك دلوقتى هو وعمك أحمد ربنا يتمملك على خير يا حبيبتى
أخفضت رأسها بقلق قائلة: لسه شوية يا ماما لازم اتعالج الأول وبعدين نتكلم فى الموضوع ده
ضحكت رقية قائلة: يا حبيبتى اتخطبوا دلوقتى وعلى ما تتجوزوا تكونى رجعتى زى الأول وأحسن كمان
توقفت عن حديثها عندما خرجوا جميعا وعلى وجوههم ابتسامة رضا ولكنه ركز عيناه عليها ليخبرها أنه ستصبح له
أخرجها صوت يوسف من تفكيرها فهرعت إليه ليمسك بيدها متجها للغرفة مرة أخرى
خير يا بابا
أنتى عارفة طبعا جاسم ووالده كانوا عاوزين إيه ؟
- أيوه عارفة
تنهدت بقوةقائلة : بس أنا مش موافقة يا بابا
اندهش يوسف من ردها قائلا: ليه يا همس أنا كنت فاكر أنك هتوافقى على طول
ابتعدت عنه تفرك كفيها بتوتر : كان ممكن أوافق قبل كده بس دلوقتى أنا مصرة أفتكر كل حاجة لازم أعرف كل اللى حصلى يا بابا
- طيب وده إيه علاقته بخطوبتك دى مجرد خطوبة ومن هنا لميعاد الفرح تكونى اتعالجتى وافتكرتى كل حاجة يا همس
يا بنتى الراجل شاريكى ووالده كمان جاى ومصمم على جوازكم
_ بس أنا قلقانة يا بابا ......جوايا علامة استفهام كبيرة ومش قادرة احدد موقفي
_ انا شايف انك تتكلمى مع جاسم وتفهميه موقفك ده .....انا هخليه يتكلم معاكى واللى عندك قوليله يا بنتى
خرج يوسف وظلت هى تنتظر بتوتر دخول جاسم وقفت فى الشرفة شاردة قبل أن تشعر به خلفها تماما
مش عاوزانى ليه يا همس
التفت إليه بابتسامة اشتياق وحنين : أنت عارف كويس أنى موافقة عليك بس أنا خايفة يا جاسم عاوز اعرف كل حاجة عاوزة ارجع همس اللى الكل يعرفها إلا أنا .......محتاجة استعيد نفسى وكيانى قبل ما أبدا حياة جديدة معاك
- هتعملى كل اللى أنتى عاوزاه بس وأنتى معايا وأنتى مراتى يا همس
اتسعت عيناها بذهول مرددة : مراتك يعنى إيه ؟
أنا مش موافقة يا جاسم مفيش خطوبة ولاجواز قبل مااتعالج
واقترابه خطر قلبها ينتفض مع اقترابه وشفتيها ترتعش وعيناه ترتكز عليهما ليهمس بالقرب منهما لتصل الرعشة لكفيها النائمتين بين كفيه : أنا طلبت إيدك وهتجوزك يا همس فكرى أنتى كده تعترضى ولا تقولى لا.......ساعتها هخطفك وهتجوزك والمرة دى مفيش حاجة ممكن تمنعنى عنك عشان ساعتها هعرفك جاسم القاضى ممكن يعمل إيه
**********
جلسة فتيات لا تخلو من المزاح بين همس وفريدة وهنا التى تتلقى بعض نصائح الزواج
من فريدة وياسمين فى عالم آخر تحمل جهازها اللوحي منشغلة كعادتها حتى صاحت : شفتوا يابنات قبضوا على عبدة الشيطان
سألت هنا : عبدة شيطان إيه مش دول كانوا من كام سنة واتقبض عليهم ؟
- لا دى مجموعة جديدة اتقبض عليهم
اتجهت نحوهم تحمل جهازها لتريهم آخبار القبض على بعض الشباب الذين انضموا لحركة عبدة الشيطان وتم القبض عليهم وهم يؤدون بعض طقوسهم
والأحداث تتسارع أمامها كل شئ كأنها رأته من قبل وجوههم .......الحوائط .......ملابسهم
رسومات وجوههم وهناك كان شعارهم
حلم يروادها
نفس العلامات
وجوه متشابهة
ملابس قاتمة بها رتوش ملونة
أصوات صاخبة وموسيقى عالية
اتسعت عيناها بالدموع وارتعش جسدها رجفة وهى ترى الصور تتوالى ومن بعدها فيديو صور لهم وهم يقومون بطقوسهم الشيطانية
صرخت ......بكت قامت بعيدة عنهم تصرخ وتصرخ ولا أحد يفهم ما يحدث اقتربت منها فريدة خائفة لا تفهم ما حدث : همس فى إيه مالك يا حبيبتى
والصراخ يزداد ووجهها يزيد احمرار وصوتها كاد أن يختفى
فتح الباب فجأة الكل أتى على صوت صراخها اندفع جاسم نحوها يبعدهم عنها
صائحا بها : همس فى إيه .........مالك يا همس فيكى إيه؟
نظرت إليه تستنجد به تتشبث بقيمصه تصرخ بهذيان : قتلوها يا جاسم قتلوها يا جاسم.... .. قتلها أوادمى ..... ماتت يا جاسم متخليهوش يقتلني
آخر كلمة قبل أن تسقط بين ذراعيه فاقدة للوعى
*********
ابتسم سيف ببساطة : مش عارف بصراحة إيه لازمتها الألقاب دى على رأى الأستاذة حورية
- حورية دى مشكلة
- عارف همس حكتلى عنها
ابتسم عندما سمع إسمها هى لم تغب عنها ولو للحظة ولكنه يريدها بجواره يريدها دائما منذ غابت وغاب معها كل شئ كل ضحكة صادقة ضحكها من قلبه
همس عاملة ايه؟
- كويسة بتسلم عليك وعلى كل اللى فى البيت دى حتى أصرت أنى أجى وأعزمك على الفرح
والكلمة كافية لتغيب ابتسامته كافية لتقتل أمله فى لقاءها من جديد كافية لتقتل حلمه بالزواج منها انتهى الأمر همس لم تعد له ....... همس ستتزوج من عدى
ويبدو أن سيف فهم ما يحدث لجاسم تغيرملامحه وحزنه الذى ظهر فجأة
_ إيه يا جاسم مالك
نفض رأسه ونظر إليه مبتسما بحزن : لا أبدا أنا كويس ........بس همس موافقة على الجواز
ابتسم سيف بخبث: وهمس هترفض ولا توافق ليه
ضم عيناه بتساؤل : يعنى إيه ترفض أو توافق ليه ........ مش ده حقها إيه هتتجوز غصب عنها ولا إيه؟
ضحك سيف حتى ظهرت نواجزه و جاسم يتابعه بحيرة :فى إيه بتضحك على إيه؟
توقف سيف عن الضحك وعيناه تتفرس وجه جاسم : أنا بتكلم عن فرحى أنا يا جاسم مش فرح همس
تنهد جاسم براحة وابتسم بفرح : ألف ألف مبروك يا سيف
- الله يبارك فيك يا جاسم عقبالك
- لا أنا لسه بدرى مش دلوقتى
- ومش دلوقتى ليه.........معقول مفيش واحدة عجباك
حاول جاسم تغيير مجرى الحديث قائلا:أنت لازم تقضى شهر العسل هنا فى إسكندرية أنا هحجزلك هنا فى فندق هيعجبك جدا
- ربنا يخليك يا جاسم أنا خلاص حجزت فعلا بس أنا جاى النهاردة عشان أأكد على عزومتك أنت والبيت كله ومدام فريدة كمان .......الحاج عبدالقادر مصمم أنكم لازم
تكونوا فى ضيافتنا الأسبوعين الجايين وأوامر مفيش فيها نقاش
- على رأسى أوامره طبعا بس بالنسبة لى مش هينفع شغل المكتب كتير ولازم أبقى موجود
- لا ياسيدى أنت أكيدعندك موظفين يقدروا يحلوا محلك
- صدقنى يا سيف أنا بتمنى أنى أجى وأقابل جدك ووالدتك كمان بس ......
- بس إيه يا جاسم .......فى حاجة تمنعك ولا إيه؟
- لا أبدا بس مش عاوز مشاكل لهمس مع خطيبها
غمغم سيف متسائلا: وعدى ماله ومالك
- عدى كلمنى من كام يوم وحذرنى أنى أقرب من همس أقولك الصراحة كلامه ميفرقش معايا بس أنا مش عاوز مشاكل لهمس بسببى
- بصراحة أول مرة أعرف أنه كلمك بس على العموم هو خلاص مبقاش له علاقة بهمس
قام جاسم من كرسيه مندهشا : مش فاهم يعنى إيه ؟
- يعنى همس خلاص فسحت خطوبتها من عدى أدتله شبكته وكل حاجة بينهم انتهت خلاص همس مقدرتش تكمل معاه مش راضية بوجوده انا حاولت كتير اخليها تتراجع بس مش فاهم إصرارها الغريب ده ليه ؟
مازالت ملامح جاسم مندهشةو سيف يراقبه بدقة ولكنه تفاجئ بجاسم يتجه نحوه بسرعة: سيف أنا طالب القرب منك فى همس
اختفت ابتسامة سيف ليحل محلها الذهول والدهشة رغم علمه بعلاقته بهمس لكنه لم يتوقع أن يطلبها للزواج بهذه السرعة
- نعم .......تتجوزها إزاى؟
- زى الناس إيه الغريب فى اللى قلته أنا بصراحة كده ومن الآخر أنا بحب همس وعاوز اتجوزها قلت إيه
ضحك سيف قائلا: قلت أنك مجنون ده أنا لسه بقولك سابت خطيبها تقولى بحبها وعاوز اتجوزها
- شوف بقى يا سيف همس مش مجرد بنت قابلتها وخلاص همس كأنها حتة منى ........كأن اللى حصلها ده عشان أقابلها وأشوفها ولو كانت مخطوبة هى خلاص فسخت خطوبتها وأنا مش هستنى لما واحد تانى يجى ويفكر أنه يخطبها
ضرب سيف كفا بكف حائرا : ده أنت شكلك واقع
- واقع وجدا كمان .....ها قلت إيه ؟
- جاسم أنا مقدرش أرد عليك الكلمة كلمة بابا وجدى وهمس طبعا وأظن أن مفيش عندك مانع دلوقتى أنك تيجى عندنا مع العيلة وأظن دى فرصة كويسة أنك تتطلب إيدها ولا إيه
- مفيش فيها كلام أنا جاى معاك يعنى جاى معاك
الاستعدادت على قدم وساق لتجهيز الغرف التى أمر الحاج عبدالقادر بتجهيزها لاستقبال الضيوف وهمس مرتبكة عيناها تراقب الشارع منتظراه تعرف أنه سيأتى قلبها يخبرها بذلك سيف أكد لها أنه رفض وهى لا تعلم لما يرفض ألم يخبره سيف أنها تركت عدى من أجله ألم يخبره قلبه أنها تشتاق إليه
انتفضت على لمسة فوق كتفها لتجد هنا ضاحكة : شكلك كنتى سرحانة يا ست همس
- خضتينى حرام عليكى طيب أعملى أى صوت
- ناديت عليكى مردتيش واضح أنك بتفكرى فى حاجة أو بتفكرى فى حد ........اعترفى بتفكرى فى مين
- لاأبدا مش بفكر فى حد ولا حاجة بس سرحت شوية
انتبهتا على صوت سيارات تأتى من بعيد وقفت تنتظر حتى رأت سيارة سيف وخلفها سيارة جاسم يتوقفا أسفل البيت أسرعت تهرول وهنا مندهشة مما فعلته
نزلت درجات السلم بسرعة حتى توقفت أمامه وحديث العيون أبلغ وأقوى من حديث الشفاه لقاء بعد غياب انقطع الفراق وتلاقى من جديد ها هو من جديد قلبها أخبرها أنه سيأتي وصدق حدسها
عضت على شفتيها مبعدة عيناها عنه لكنه لحقها قبل أن تهرب كعادتها : وحشتينى يا همس
ارتبكت وهى تنظر حولها لتجد رقية تخرج من السيارة فهربت من أمامه مسرعة نحوها : ماما حمدلله على السلامة وحشتينى أوى
أسرعت رقية تضمها باشتياق :حبيبتى يا همس وحشتينى أوى يا بنتى
- وأنتى كمان وحشتينى أوى يا ماما
تركت رقية لترحب بياسمين وفريدة التى أتت على دعوة من همس
صعد الجميع للبيت ورحب بهم يوسف وبلسم بحفاوة خاصة بلسم التى أولت اهتمامها برقية شكر لها على ما فعلته مع همس ولكنها أيضا لم تنسى جاسم كانت تريد أن تشكره أولا وتتأكد من اختيار ابنتها لهذا الرجل الذى استحوذ على قلبها وعقلها
أما هو فعيناه لا تتركها أينما ذهبت لا تفارقها عيناه حتى إن لاحظته تهرب من أمامه مسرعة
اختلى بسيف قليلا قبل أن ينفرد بيوسف وعبد القادر ومعه أحمد لفترة ليطلبا فيها يد همس رسميا
ظلت تفرك فى كفيها مرتبكة تراقب غرفة الصالون التى اجتمعوا فيها لاحظتها رقية فربتت على كفها مطمئنة: همس خلاص مفيش حاجة ممكن تمنعكوا عن بعض تانى .......جاسم بيطلب إيدك دلوقتى هو وعمك أحمد ربنا يتمملك على خير يا حبيبتى
أخفضت رأسها بقلق قائلة: لسه شوية يا ماما لازم اتعالج الأول وبعدين نتكلم فى الموضوع ده
ضحكت رقية قائلة: يا حبيبتى اتخطبوا دلوقتى وعلى ما تتجوزوا تكونى رجعتى زى الأول وأحسن كمان
توقفت عن حديثها عندما خرجوا جميعا وعلى وجوههم ابتسامة رضا ولكنه ركز عيناه عليها ليخبرها أنه ستصبح له
أخرجها صوت يوسف من تفكيرها فهرعت إليه ليمسك بيدها متجها للغرفة مرة أخرى
خير يا بابا
أنتى عارفة طبعا جاسم ووالده كانوا عاوزين إيه ؟
- أيوه عارفة
تنهدت بقوةقائلة : بس أنا مش موافقة يا بابا
اندهش يوسف من ردها قائلا: ليه يا همس أنا كنت فاكر أنك هتوافقى على طول
ابتعدت عنه تفرك كفيها بتوتر : كان ممكن أوافق قبل كده بس دلوقتى أنا مصرة أفتكر كل حاجة لازم أعرف كل اللى حصلى يا بابا
- طيب وده إيه علاقته بخطوبتك دى مجرد خطوبة ومن هنا لميعاد الفرح تكونى اتعالجتى وافتكرتى كل حاجة يا همس
يا بنتى الراجل شاريكى ووالده كمان جاى ومصمم على جوازكم
_ بس أنا قلقانة يا بابا ......جوايا علامة استفهام كبيرة ومش قادرة احدد موقفي
_ انا شايف انك تتكلمى مع جاسم وتفهميه موقفك ده .....انا هخليه يتكلم معاكى واللى عندك قوليله يا بنتى
خرج يوسف وظلت هى تنتظر بتوتر دخول جاسم وقفت فى الشرفة شاردة قبل أن تشعر به خلفها تماما
مش عاوزانى ليه يا همس
التفت إليه بابتسامة اشتياق وحنين : أنت عارف كويس أنى موافقة عليك بس أنا خايفة يا جاسم عاوز اعرف كل حاجة عاوزة ارجع همس اللى الكل يعرفها إلا أنا .......محتاجة استعيد نفسى وكيانى قبل ما أبدا حياة جديدة معاك
- هتعملى كل اللى أنتى عاوزاه بس وأنتى معايا وأنتى مراتى يا همس
اتسعت عيناها بذهول مرددة : مراتك يعنى إيه ؟
أنا مش موافقة يا جاسم مفيش خطوبة ولاجواز قبل مااتعالج
واقترابه خطر قلبها ينتفض مع اقترابه وشفتيها ترتعش وعيناه ترتكز عليهما ليهمس بالقرب منهما لتصل الرعشة لكفيها النائمتين بين كفيه : أنا طلبت إيدك وهتجوزك يا همس فكرى أنتى كده تعترضى ولا تقولى لا.......ساعتها هخطفك وهتجوزك والمرة دى مفيش حاجة ممكن تمنعنى عنك عشان ساعتها هعرفك جاسم القاضى ممكن يعمل إيه
**********
جلسة فتيات لا تخلو من المزاح بين همس وفريدة وهنا التى تتلقى بعض نصائح الزواج
من فريدة وياسمين فى عالم آخر تحمل جهازها اللوحي منشغلة كعادتها حتى صاحت : شفتوا يابنات قبضوا على عبدة الشيطان
سألت هنا : عبدة شيطان إيه مش دول كانوا من كام سنة واتقبض عليهم ؟
- لا دى مجموعة جديدة اتقبض عليهم
اتجهت نحوهم تحمل جهازها لتريهم آخبار القبض على بعض الشباب الذين انضموا لحركة عبدة الشيطان وتم القبض عليهم وهم يؤدون بعض طقوسهم
والأحداث تتسارع أمامها كل شئ كأنها رأته من قبل وجوههم .......الحوائط .......ملابسهم
رسومات وجوههم وهناك كان شعارهم
حلم يروادها
نفس العلامات
وجوه متشابهة
ملابس قاتمة بها رتوش ملونة
أصوات صاخبة وموسيقى عالية
اتسعت عيناها بالدموع وارتعش جسدها رجفة وهى ترى الصور تتوالى ومن بعدها فيديو صور لهم وهم يقومون بطقوسهم الشيطانية
صرخت ......بكت قامت بعيدة عنهم تصرخ وتصرخ ولا أحد يفهم ما يحدث اقتربت منها فريدة خائفة لا تفهم ما حدث : همس فى إيه مالك يا حبيبتى
والصراخ يزداد ووجهها يزيد احمرار وصوتها كاد أن يختفى
فتح الباب فجأة الكل أتى على صوت صراخها اندفع جاسم نحوها يبعدهم عنها
صائحا بها : همس فى إيه .........مالك يا همس فيكى إيه؟
نظرت إليه تستنجد به تتشبث بقيمصه تصرخ بهذيان : قتلوها يا جاسم قتلوها يا جاسم.... .. قتلها أوادمى ..... ماتت يا جاسم متخليهوش يقتلني
آخر كلمة قبل أن تسقط بين ذراعيه فاقدة للوعى
*********