الفصل الثانى والعشرون
كانت كلا " هدى " و" منى" جالستان معا يتحدثان فى ما حدث لأولادهم ، بينما كان كلا من " زيزى " و " جنه " جالستان برفقة " ندا " بغرفتها ، لتعقب " منى " موجها حديثها تجاة " هدى " رادفة بحزن :
" والله يا هدى ما كنت أعرف حاجه وزيزى هى اللى لسه حكيالى على كل حاجه ، انا عارفه إن عز غلطان من ساسه لرأسه ، بس هو بيحب ندا واكيد دلوقتى عرف غلطته وندمان "
وأفقتها " هدى " الرأى فهى تعلم " عز " جيدا تكاد تكون هى من ربته وتعلم جيدا انه إذا قال أنه يحب أبنها فهو لن يخدعها ولن يفعل مثلما فعله إلا إذا كان فقد عقله من شدة صدمته ، لتعقب " هدى " بتأثر رادفة بحزن :
" أنا عارفه يا منى وعارفه أنه كان غصب عنه ، أبن الكلب ده اللى أسمه حازم بمساعده القذرة اللى أسمها مريم دى حفروا الحفره ووقعوهم فيها وعرفوا يضحكوا عليهم ويخدعوهم كويس أوى "
كأدت " منى " أن تتحدث ليقاطعها صوت جرس الباب الذى يُضرب بسرعة مُعلنا عن مجئ احداً وأن ذلك الطارق غاضبا للغايه ، خرجت " جنه " من غرفة " ندا " وأسرعت لفتح الباب ، وبمجرد أن فتحته تفاجأت بتلك التى تدفعها وتدلف إلى البيت بعفويه
خرجت " منى " و " هدى " لمعرفة من ذلك الزائر ، فى نفس اللحظة التى دلفت فيها " نجلاء " المنزل وبمجرد أن رأتهم صاحت بكثير من الغضب رادفة بوقاحة :
" الله الله ده انتوا الاتنين أعدين مع بعض عمالين تحكوا وتضكوا على قفه أبنى وأعدين تتكلموا فى حقه ومش مكفيكوا أللى عملوا أبنك وبنتها الأوساخ فى ابنى الغلبان "
صاحت " منى " بكثير من الغضب وكادت أن تذهب لتضرب " نجلاء " ولكن منعتها يد "هدى " التى أمسكتها لتعقب " هدى " رادفة بحدة :
" أبن مين ده اللى غلبان يا نجلاء ؟! ، ده أبنك ده مفيش احقر منه ، ومفيش حد أوسخ منك أنتى وهو ، أنتى ليكى عين تتكلمى بعد ما أبنك عمل خطة حقيرة زى دى عشان يبعد بين عز وندا ومستبعدتش إنك اصلا عارفة من الأول "
صاحت " نجلاء " بغضب ووقاحة لم تنتبه على ما تتحدث بيه ، لتُظهر ذلك الوجه الحقيقى وتخرج كل ذلك الحقد والغل من داخلها رادفة بأنفعال :
" أيوه كنت عارفه يا منى وكنت بساعده كمان ، أنتى ايه يا أختى عايزه تكوشى على كل حاجه انتى وعيالك ، سحبتى هدى زمان وبقيتوا أقرب اتنين لبعض لدرجه ان الناس بتحسدكوا على صحبيتكوا دى وأتجوزتى الراجل اللى بتحبى ، وخلفتى بدل العيل اربعه ، وجوزك لسه معاكى لحد دلوقتى ، وبنتك متجوزه أللى هى بتحبه وعايزاه ، ايه كفايه عليكى كده بقى انتى مبتشبعيش !! "
أتسعت عينى " منى " بصدمة من كل هذا الكم من الحقد والغل بداخل " نجلاء " تجاهِها وتجاه عائلتِها ، أهناك مثل هذا الحقد والكراهيه داخل أية إنسان ، عجزت كلا من " منى " و " هدى " عن الكلام من هول صدمتهم من كل ذلك الحقد والمرض ، بينما " نجلاء " لم تكتفى بهذا أبدا واخذت تصرخ بِها مُضيفة ومزيد من الحقد رادفة بإنفعال :
" انتى ايه انتى وعيالك!! ، حتى أبنك كمان طالع أنانى زيك ، رايح ياخد البت أللى أبنى كان عايزها وعايز يتجوزها ، راح ابنك جى وضحك عليها وكل بعقلها حلاوه وأستولى على قلبها وعقلها ، ولما قدرنا نبعده عنها رجع تانى زى العمل الأسود وخادها وبعدها عن ابنى تانى انتوا ايه يا اختى مبتشبعوش ؟! "
قالت " نجلاء " جملتها تلك وهى تُلوح بيدها فى وجه " منى " ، بينما " منى " و" هدى " غير قادرين على الرد من هول زُعرهم من كمية الحقد والسواد داخل تلك المرأة ، لتخرج " ندا " من غرفتها غاضبة جدا بسبب ما أستمعت إليه من حقد وغل " نجلاء " لتقف أمامها صائحة بغضب وحنق بعد أن شعرت بعدم تحمل الامر موجهة حديثها نحو " نجلاء " رادفة بأنفعال :
" تصدقى بالله لولا إنك قريبة ماما وست كبيرة وفى بيتنا انا كان هيبقالى معاكى تصرف تانى ، أبنك ده قذر هو والحقيرة اللى كانت معاه ، ابنك مبيعرفش يحب عشان أللى بيحب مبياذيش ، مبيخدعش ، مبيعملش للى بيحبه مصيبه عشان يوقعه فيها ، مبيفرقش بين اللى بيحبوا بعض عشان هو اصلا مبيعرفش يحب ، بس هو معزور هيطلع بيعرف بيحب ويقدر العلاقات بين الناس أزاى ؟! ، إذا كانت أمه أللى خلفته مبتعرفش تحب اصلا غير نفسها ، هيطلع أبنها ايه !! ، التربيه دى زى الزرعه ، يا زرعه طيبه يا زرعه خبيثه وانتى للأسف أبنك طلع زرعته خبيثه زى أمه "
وصفعة قوية تهاوت على وجه " ندا " من " نجلاء " لكى توقفها عن إهانتِها لها وتوبيخها بذلك الكلام الذى أغضبها كثيرا ، حقا فالكلام يُغضب إذا كان فى محله
غضبت " هدى " و" منى " مما فعلته " نجلاء " ب " ندا " وقد وصل غضبهم إلى حد السماء ، لتسرع " هدى " بمد يدها جاذبة " نجلاء " من شعرِها من شده غضبها على ما فعلته بأبنتها ، فكيف لها الحق ان تمد يدها عليها بعد كل ما فعله أبنها ، فتلك المرأة هى وأبنها كلمة الحقارة قليلة عليهم
أحكمت " هدى " قبضتها على شعر " نجلاء " الذى أخذت تصرخ بين يديها من شدة الألم وغير قادرة على إبعادها بسبب تدخل " منى " التى تدخلت وقيدت يدها خلف ظهرها مساعدة ل " هدى " ، لتكز " هدى " على أسنانها متوعده لها رادفة بحدة :
" ورحمة أبويا لنربيكى يا نجلاء الكلب على أللى عملتيه أنتى وأبنك فى بنتى ، وعشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك الوسخ اللى طالعلك "
أخذ كلا من " هدى " و" منى " " نجلاء " إلى غرفة " هدى " وألقوها على الفراش وذهبت " هدى " إلى الداخل وأحضرت خرطوم المياة وحبلا ودلفت الغرفة مرة أخرى وأغلقت الباب جيدا لكى يعلماها درسا لم تنساه
أعطت " هدى " طرفا من الحبل إلى " منى " بعد ان أخبرتها بما سيفعلا بها ، وقد راق ل " منى" جدا ما أخبرتها به " هدى " وألقت " نجلاء " على الفراش بعد ان أحكما ربط يديها وقدمِيها والقوها لتسقط على وجهِها
أمسكت " هدى " بخرطوم المياة بينما جلست " منى " بجانب " نجلاء " لتثبيتها ومنعها من النهوض ، أخذت " هدى " تضرب " نجلاء " على مؤخرتِها بكل ما فيها من قوة وغضب بمساعدة " منى " التى أخذت تصفعها وتلكمها على ظهرها بغضب وحده ، وصوت صُراخ " نجلاء " يصل إلى خارج الشقة
لتزيد " هدى " من شدة ضربتها بغضب رادفة بحدة :
" عشان كل ما تيجى تقعدى وبالك مرتاح كده ، تحسى ولو بجزء بسيط من الوجع أللى سببتوا انتى وأبنك الوسخ لبنتى ، عشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك يا نجلاء "
فى هذا الوقت كان " عز " عائدا إلى البيت ليسمع صوت صُراخ عالى خارج من شقة " ندا " ليتملكه الفزع والرعب وأسرع بالتوجه نحو باب شقتهم ، وأخذ يطرق الباب كالمجنون إلى ان فتحت له شقيقته " زيزى " ، ليصيح " عز " بفزع رادفا بلهفة :
" فى ايه يا زيزى!! ، أيه الصريخ ده كله؟! "
أبتسمت " زيزى " بشماته وهى يروقها كثير ما يحدث بالداخل " ل نجلاء " رادفة بأبتسامه :
" لا أبدا دى طنط هدى وماما بيعلموا طنط نجلاء مامت حازم درس عشان تعرف تربى أبنها كويس بعد كده "
تنهد " عز " بملل وإنزعاج من شدة ذلك الصوت رادفا بحدة :
" مينفعش كده يا جماعه ، الصوت عالى وجايب لحد بره ، الناس تقول ايه هما فين لتموت فى أيدهم "
ضيقت " زيزى " ما بين حاجبيها بأنزعاج رادفة بحنق :
" مينفعش ايه دى ضربت ندا بالقلم على وشها "
شعر " عز " بكثير من الغضب وللحظة كان سيتركها لهم ولكن صوت الصراخ عالً جدا وقد يظن أحدا ان هناك مشكلة كبيرة ليزفر بحنق رادفا بحدة :
" هما فين يا زيزى ؟! "
لأنت شفتى " زيزى " بسخرية رادفة بتهكم :
" فى أوضه طنط هدى ، ومتخفش يا حبيبى مش دى أللى تموت من الضرب دى عايزه دبابه تفرمها عشان تغور فى داهيه "
تنهد " عز " بملل وأسرع فى التوجه نحو غرفة " هدى " وطرق الباب عدة مرات ولكن لم يفتخ له احد فاضطر لفتح الباب والدخول ليوقفهم تما يفعلوا ، ما إن فتح " عز " الباب حتى صُعق مما رائه ، " هدى " و" منى " يضربان " نجلاء " الموكبلة أمامهم وهما يضرباها كالمعلم الذى يُعاقب تلميذه باسوء أنواع العقاب وهو ضربهِ بهذه الطريقة المُهينة
أستطاع " عز " بصعوبة كتم ضحكته على ذلك المنظر الذى أمامه و" نجلاء " تصرخ من شدة الألم ، ليحاول " عز " التدخل وإيبعاد كلا من " هدى " و" منى " عن " نجلاء " الذى أخذت تينجد به بين صرخاتها ، ليردف بهدوء :
" خلاص يا جماعة هتموت فى أيديكوا ، هى كده أخدت كفايتها خلاص "
تهاوت " هدى " بضربة أخرى على " نجلاء " رادفة بغضب وتوعد :
" لا لسه والله لوريها وأنزلها من هنا ملط عشان تفرح قلب أبنها الوسخ ابن الواطيه "
ألتقط " عز " الخرطوم من يد " هدى " رادفا بحدة :
" خلاص بقى يا جدعان وأنتى كمان يا ماما بتساعديها بدل ما تمنعيها دول ناس زباله ميستهلوش تفرهدى نفسك عشانهم خلاص سوبها تمشى عشان خطرى "
أبعدهم " عز " بصعوبة عن " نجلاء " وأخذ يحل قيودها ويفتح لها طريق للخروج دون أن يلمسِها أحد مره أخرة ، ما إن مرت " نجلاء " من بينهم وأبتعدت عنهم كثيرا حتى صاحت بهم بعدغضب رادفة بتوعد وبكاء :
" والله لويكوا كلكوا وأدفعكوا تمن اللى عملته ده غالى اوى يا حوش "
أنحنت " هدى " وألتقطت حذائها بحذائها والقته سريعا بوجه " نجلاء " ردا على ما قالته لهم من توعد وردا على بجاحتِها رادفة بغضب وتهديد :
" أنتى هتمشى ولا أجيبك من شعرك وأعلمك الأدب تانى "
أسرعت " نجلاء " بالخروج من المنزل بعد أن لأحظت تقدم " هدى " منها مرة أخرى ، لتذهبت وهى تشعر بكثير من الألم والأهانة الشديدة مما فعلوا بها ، بينما حاول " عز " تهدئة " هدى " وأستغلال الموقف رادفا بحرج :
" خلاص بقى يا حماتى ، كفايه عليها كده "
نظرت له " هدى " بدهشة وقد رفعت حاجبيها بصدمة على جرائته ومما يقوله ، فهى لم تُعاتبه بعد على كل ما فعله وبالطبع لن يكون الأمر هينًا بتلك السهوله ، لتعقب بتهكم على حديثه رادفة بأستفسار :
" حماتك ؟! "
أوماء لها " عز " برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه ، ليحاول إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة :
" أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا ، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته ، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و... "
قاطع حديثه خروج " ندا " من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا ، لتعقب بغضب موجهة حديثها نحو " عز " رادفة بحدة وجمود :
" طلبك مرفوض يا عز "
_______
أوماء لها " عز " برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه ، ليحاول " عز " إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة :
" أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا ، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته ، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و... "
قاطعه خرج " ندا " من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا ، لتعقب بغضب موجهاوحديثها نحو " عز " رادفة بحدة وجمود :
" طلبك مرفوض يا عز "
ألتفت " عز " إليها وأخذ يطالعها بكثير من ملامح الحزن والندم والأستعطاف رادفا برجاء :
" ندا أسمعينى بس وأنا هشرحلك كل حاجه "
صاحت " ندا " بكثير من الألم والقهر ولم تعد تستطيع السيطرة على بكائها لتنساب دموعها على جنتيها وأخذت تعقب بين شهقاتها رادفة بحرقة وإنفعال :
" وأنت كنت سمعتنى وقت ما أتهمتنى ؟! ، كنت قولتلى سبب إتهماتك دى ايه!! ، كنت وثقت فيا ودورت على حقى!! ، كنت حافظت عليا ومنعتنى أتخطب لشخص أللى عايز يدمر حياتى!! ، كنت صعبت عليك يوم ما كنت عندك وتملت اللى عملته ؟! ، جى دلوقتى تطلب منى انى أسمعك وأسامحك؟! ، لا يا عز ، لا يا استاذ عز الحبل اللى كان بينى وبينك أنت اللى قطعته ، وأنا مش هدور على أللى باقى منه عشان أوصله ببعضه لانى معدتش عايزاك اصلا فى حياتى ولا عدت عايزه اعرفك ، ودلوقتى أتفضل أطلع برا يا عز "
يتبع ...
" والله يا هدى ما كنت أعرف حاجه وزيزى هى اللى لسه حكيالى على كل حاجه ، انا عارفه إن عز غلطان من ساسه لرأسه ، بس هو بيحب ندا واكيد دلوقتى عرف غلطته وندمان "
وأفقتها " هدى " الرأى فهى تعلم " عز " جيدا تكاد تكون هى من ربته وتعلم جيدا انه إذا قال أنه يحب أبنها فهو لن يخدعها ولن يفعل مثلما فعله إلا إذا كان فقد عقله من شدة صدمته ، لتعقب " هدى " بتأثر رادفة بحزن :
" أنا عارفه يا منى وعارفه أنه كان غصب عنه ، أبن الكلب ده اللى أسمه حازم بمساعده القذرة اللى أسمها مريم دى حفروا الحفره ووقعوهم فيها وعرفوا يضحكوا عليهم ويخدعوهم كويس أوى "
كأدت " منى " أن تتحدث ليقاطعها صوت جرس الباب الذى يُضرب بسرعة مُعلنا عن مجئ احداً وأن ذلك الطارق غاضبا للغايه ، خرجت " جنه " من غرفة " ندا " وأسرعت لفتح الباب ، وبمجرد أن فتحته تفاجأت بتلك التى تدفعها وتدلف إلى البيت بعفويه
خرجت " منى " و " هدى " لمعرفة من ذلك الزائر ، فى نفس اللحظة التى دلفت فيها " نجلاء " المنزل وبمجرد أن رأتهم صاحت بكثير من الغضب رادفة بوقاحة :
" الله الله ده انتوا الاتنين أعدين مع بعض عمالين تحكوا وتضكوا على قفه أبنى وأعدين تتكلموا فى حقه ومش مكفيكوا أللى عملوا أبنك وبنتها الأوساخ فى ابنى الغلبان "
صاحت " منى " بكثير من الغضب وكادت أن تذهب لتضرب " نجلاء " ولكن منعتها يد "هدى " التى أمسكتها لتعقب " هدى " رادفة بحدة :
" أبن مين ده اللى غلبان يا نجلاء ؟! ، ده أبنك ده مفيش احقر منه ، ومفيش حد أوسخ منك أنتى وهو ، أنتى ليكى عين تتكلمى بعد ما أبنك عمل خطة حقيرة زى دى عشان يبعد بين عز وندا ومستبعدتش إنك اصلا عارفة من الأول "
صاحت " نجلاء " بغضب ووقاحة لم تنتبه على ما تتحدث بيه ، لتُظهر ذلك الوجه الحقيقى وتخرج كل ذلك الحقد والغل من داخلها رادفة بأنفعال :
" أيوه كنت عارفه يا منى وكنت بساعده كمان ، أنتى ايه يا أختى عايزه تكوشى على كل حاجه انتى وعيالك ، سحبتى هدى زمان وبقيتوا أقرب اتنين لبعض لدرجه ان الناس بتحسدكوا على صحبيتكوا دى وأتجوزتى الراجل اللى بتحبى ، وخلفتى بدل العيل اربعه ، وجوزك لسه معاكى لحد دلوقتى ، وبنتك متجوزه أللى هى بتحبه وعايزاه ، ايه كفايه عليكى كده بقى انتى مبتشبعيش !! "
أتسعت عينى " منى " بصدمة من كل هذا الكم من الحقد والغل بداخل " نجلاء " تجاهِها وتجاه عائلتِها ، أهناك مثل هذا الحقد والكراهيه داخل أية إنسان ، عجزت كلا من " منى " و " هدى " عن الكلام من هول صدمتهم من كل ذلك الحقد والمرض ، بينما " نجلاء " لم تكتفى بهذا أبدا واخذت تصرخ بِها مُضيفة ومزيد من الحقد رادفة بإنفعال :
" انتى ايه انتى وعيالك!! ، حتى أبنك كمان طالع أنانى زيك ، رايح ياخد البت أللى أبنى كان عايزها وعايز يتجوزها ، راح ابنك جى وضحك عليها وكل بعقلها حلاوه وأستولى على قلبها وعقلها ، ولما قدرنا نبعده عنها رجع تانى زى العمل الأسود وخادها وبعدها عن ابنى تانى انتوا ايه يا اختى مبتشبعوش ؟! "
قالت " نجلاء " جملتها تلك وهى تُلوح بيدها فى وجه " منى " ، بينما " منى " و" هدى " غير قادرين على الرد من هول زُعرهم من كمية الحقد والسواد داخل تلك المرأة ، لتخرج " ندا " من غرفتها غاضبة جدا بسبب ما أستمعت إليه من حقد وغل " نجلاء " لتقف أمامها صائحة بغضب وحنق بعد أن شعرت بعدم تحمل الامر موجهة حديثها نحو " نجلاء " رادفة بأنفعال :
" تصدقى بالله لولا إنك قريبة ماما وست كبيرة وفى بيتنا انا كان هيبقالى معاكى تصرف تانى ، أبنك ده قذر هو والحقيرة اللى كانت معاه ، ابنك مبيعرفش يحب عشان أللى بيحب مبياذيش ، مبيخدعش ، مبيعملش للى بيحبه مصيبه عشان يوقعه فيها ، مبيفرقش بين اللى بيحبوا بعض عشان هو اصلا مبيعرفش يحب ، بس هو معزور هيطلع بيعرف بيحب ويقدر العلاقات بين الناس أزاى ؟! ، إذا كانت أمه أللى خلفته مبتعرفش تحب اصلا غير نفسها ، هيطلع أبنها ايه !! ، التربيه دى زى الزرعه ، يا زرعه طيبه يا زرعه خبيثه وانتى للأسف أبنك طلع زرعته خبيثه زى أمه "
وصفعة قوية تهاوت على وجه " ندا " من " نجلاء " لكى توقفها عن إهانتِها لها وتوبيخها بذلك الكلام الذى أغضبها كثيرا ، حقا فالكلام يُغضب إذا كان فى محله
غضبت " هدى " و" منى " مما فعلته " نجلاء " ب " ندا " وقد وصل غضبهم إلى حد السماء ، لتسرع " هدى " بمد يدها جاذبة " نجلاء " من شعرِها من شده غضبها على ما فعلته بأبنتها ، فكيف لها الحق ان تمد يدها عليها بعد كل ما فعله أبنها ، فتلك المرأة هى وأبنها كلمة الحقارة قليلة عليهم
أحكمت " هدى " قبضتها على شعر " نجلاء " الذى أخذت تصرخ بين يديها من شدة الألم وغير قادرة على إبعادها بسبب تدخل " منى " التى تدخلت وقيدت يدها خلف ظهرها مساعدة ل " هدى " ، لتكز " هدى " على أسنانها متوعده لها رادفة بحدة :
" ورحمة أبويا لنربيكى يا نجلاء الكلب على أللى عملتيه أنتى وأبنك فى بنتى ، وعشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك الوسخ اللى طالعلك "
أخذ كلا من " هدى " و" منى " " نجلاء " إلى غرفة " هدى " وألقوها على الفراش وذهبت " هدى " إلى الداخل وأحضرت خرطوم المياة وحبلا ودلفت الغرفة مرة أخرى وأغلقت الباب جيدا لكى يعلماها درسا لم تنساه
أعطت " هدى " طرفا من الحبل إلى " منى " بعد ان أخبرتها بما سيفعلا بها ، وقد راق ل " منى" جدا ما أخبرتها به " هدى " وألقت " نجلاء " على الفراش بعد ان أحكما ربط يديها وقدمِيها والقوها لتسقط على وجهِها
أمسكت " هدى " بخرطوم المياة بينما جلست " منى " بجانب " نجلاء " لتثبيتها ومنعها من النهوض ، أخذت " هدى " تضرب " نجلاء " على مؤخرتِها بكل ما فيها من قوة وغضب بمساعدة " منى " التى أخذت تصفعها وتلكمها على ظهرها بغضب وحده ، وصوت صُراخ " نجلاء " يصل إلى خارج الشقة
لتزيد " هدى " من شدة ضربتها بغضب رادفة بحدة :
" عشان كل ما تيجى تقعدى وبالك مرتاح كده ، تحسى ولو بجزء بسيط من الوجع أللى سببتوا انتى وأبنك الوسخ لبنتى ، عشان لما تتربى تعرفى تربى أبنك يا نجلاء "
فى هذا الوقت كان " عز " عائدا إلى البيت ليسمع صوت صُراخ عالى خارج من شقة " ندا " ليتملكه الفزع والرعب وأسرع بالتوجه نحو باب شقتهم ، وأخذ يطرق الباب كالمجنون إلى ان فتحت له شقيقته " زيزى " ، ليصيح " عز " بفزع رادفا بلهفة :
" فى ايه يا زيزى!! ، أيه الصريخ ده كله؟! "
أبتسمت " زيزى " بشماته وهى يروقها كثير ما يحدث بالداخل " ل نجلاء " رادفة بأبتسامه :
" لا أبدا دى طنط هدى وماما بيعلموا طنط نجلاء مامت حازم درس عشان تعرف تربى أبنها كويس بعد كده "
تنهد " عز " بملل وإنزعاج من شدة ذلك الصوت رادفا بحدة :
" مينفعش كده يا جماعه ، الصوت عالى وجايب لحد بره ، الناس تقول ايه هما فين لتموت فى أيدهم "
ضيقت " زيزى " ما بين حاجبيها بأنزعاج رادفة بحنق :
" مينفعش ايه دى ضربت ندا بالقلم على وشها "
شعر " عز " بكثير من الغضب وللحظة كان سيتركها لهم ولكن صوت الصراخ عالً جدا وقد يظن أحدا ان هناك مشكلة كبيرة ليزفر بحنق رادفا بحدة :
" هما فين يا زيزى ؟! "
لأنت شفتى " زيزى " بسخرية رادفة بتهكم :
" فى أوضه طنط هدى ، ومتخفش يا حبيبى مش دى أللى تموت من الضرب دى عايزه دبابه تفرمها عشان تغور فى داهيه "
تنهد " عز " بملل وأسرع فى التوجه نحو غرفة " هدى " وطرق الباب عدة مرات ولكن لم يفتخ له احد فاضطر لفتح الباب والدخول ليوقفهم تما يفعلوا ، ما إن فتح " عز " الباب حتى صُعق مما رائه ، " هدى " و" منى " يضربان " نجلاء " الموكبلة أمامهم وهما يضرباها كالمعلم الذى يُعاقب تلميذه باسوء أنواع العقاب وهو ضربهِ بهذه الطريقة المُهينة
أستطاع " عز " بصعوبة كتم ضحكته على ذلك المنظر الذى أمامه و" نجلاء " تصرخ من شدة الألم ، ليحاول " عز " التدخل وإيبعاد كلا من " هدى " و" منى " عن " نجلاء " الذى أخذت تينجد به بين صرخاتها ، ليردف بهدوء :
" خلاص يا جماعة هتموت فى أيديكوا ، هى كده أخدت كفايتها خلاص "
تهاوت " هدى " بضربة أخرى على " نجلاء " رادفة بغضب وتوعد :
" لا لسه والله لوريها وأنزلها من هنا ملط عشان تفرح قلب أبنها الوسخ ابن الواطيه "
ألتقط " عز " الخرطوم من يد " هدى " رادفا بحدة :
" خلاص بقى يا جدعان وأنتى كمان يا ماما بتساعديها بدل ما تمنعيها دول ناس زباله ميستهلوش تفرهدى نفسك عشانهم خلاص سوبها تمشى عشان خطرى "
أبعدهم " عز " بصعوبة عن " نجلاء " وأخذ يحل قيودها ويفتح لها طريق للخروج دون أن يلمسِها أحد مره أخرة ، ما إن مرت " نجلاء " من بينهم وأبتعدت عنهم كثيرا حتى صاحت بهم بعدغضب رادفة بتوعد وبكاء :
" والله لويكوا كلكوا وأدفعكوا تمن اللى عملته ده غالى اوى يا حوش "
أنحنت " هدى " وألتقطت حذائها بحذائها والقته سريعا بوجه " نجلاء " ردا على ما قالته لهم من توعد وردا على بجاحتِها رادفة بغضب وتهديد :
" أنتى هتمشى ولا أجيبك من شعرك وأعلمك الأدب تانى "
أسرعت " نجلاء " بالخروج من المنزل بعد أن لأحظت تقدم " هدى " منها مرة أخرى ، لتذهبت وهى تشعر بكثير من الألم والأهانة الشديدة مما فعلوا بها ، بينما حاول " عز " تهدئة " هدى " وأستغلال الموقف رادفا بحرج :
" خلاص بقى يا حماتى ، كفايه عليها كده "
نظرت له " هدى " بدهشة وقد رفعت حاجبيها بصدمة على جرائته ومما يقوله ، فهى لم تُعاتبه بعد على كل ما فعله وبالطبع لن يكون الأمر هينًا بتلك السهوله ، لتعقب بتهكم على حديثه رادفة بأستفسار :
" حماتك ؟! "
أوماء لها " عز " برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه ، ليحاول إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة :
" أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا ، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته ، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و... "
قاطع حديثه خروج " ندا " من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا ، لتعقب بغضب موجهة حديثها نحو " عز " رادفة بحدة وجمود :
" طلبك مرفوض يا عز "
_______
أوماء لها " عز " برأسه بالموافقه وهو يشعر بكثير من الحرج والغضب من نفسه ، ليحاول " عز " إصطناع البجاحة لعلها تاتى بنتيجه رادفا بمشاكسة :
" أيوه حماتى وأظن أنتى كده عرفتى كل حاجه ومش هتكسفينى ولا هتستخسرى ندا فيا ، عشان انا بحبها بجد وندمان على اللى عملته ، كانت هضيع منى مره ومش عايز أضيعها تانى و... "
قاطعه خرج " ندا " من غرفتها وهى غاضبة كثيرا منه ومن طلبه الذى يبدو وكانه جاء متأخرا ، لتعقب بغضب موجهاوحديثها نحو " عز " رادفة بحدة وجمود :
" طلبك مرفوض يا عز "
ألتفت " عز " إليها وأخذ يطالعها بكثير من ملامح الحزن والندم والأستعطاف رادفا برجاء :
" ندا أسمعينى بس وأنا هشرحلك كل حاجه "
صاحت " ندا " بكثير من الألم والقهر ولم تعد تستطيع السيطرة على بكائها لتنساب دموعها على جنتيها وأخذت تعقب بين شهقاتها رادفة بحرقة وإنفعال :
" وأنت كنت سمعتنى وقت ما أتهمتنى ؟! ، كنت قولتلى سبب إتهماتك دى ايه!! ، كنت وثقت فيا ودورت على حقى!! ، كنت حافظت عليا ومنعتنى أتخطب لشخص أللى عايز يدمر حياتى!! ، كنت صعبت عليك يوم ما كنت عندك وتملت اللى عملته ؟! ، جى دلوقتى تطلب منى انى أسمعك وأسامحك؟! ، لا يا عز ، لا يا استاذ عز الحبل اللى كان بينى وبينك أنت اللى قطعته ، وأنا مش هدور على أللى باقى منه عشان أوصله ببعضه لانى معدتش عايزاك اصلا فى حياتى ولا عدت عايزه اعرفك ، ودلوقتى أتفضل أطلع برا يا عز "
يتبع ...