الفصل 22

الفصل الثاني والعشرون
كانت الأجواء مليئة بالحنين... كان يجلس بالأسفل مع حسام
ومحمد... لكن عينيه تفيض حبا وحنانا... واستأذن سليم
بالصعود للأعلى مع أخته الكبرى لرؤية والدتهم والتحدث معها... كانت في هذا الوقت تجلس مع رؤى وهنا بغرفتها...
تساعدهم في التجهز للحفل ... حاولوا كثيرا جعل رؤى
تجلس مدة أطول... ولكنها أخبرتها أنها رأت أخيها قادم
منذ قليل.... وحتمت ينتظرها بالأسفل
هنا : يا رؤى والنبي خليكي شوية على الحفلة متبدأ
رؤى : يا هنا والله أنا شوفت أبيه محمد من شوية جاي برة...
مش هينفع اسيبه يستنى برة كتير
نهضت تحتضنها بربتة حانية على كتفيها
فاطمة: ومين قال بس إن احنا هنسيبه يستني برة...
احنا هنستأذنه تقعدوا معانا شوية و....
يقطع حديثها صوت طرقات على باب الغرفة... اتجهت لترى من الطارق... اتسعت ابتسامتها عندما وجدته يقف أمام باب الغرفة والابتسامة تتشكل على وجهه... وتقف أخته الكبرى خلفه...
تأخذه بأحضانها بشوق جارف... شوق ولده الفراق حتى وان
لم يدم سوى لأيام
فاطمة : سليم حبيبي حمدلله على سلامتك... وحشتني أوي...
رنا يا روحي حمدلله على سلامتك
يرتمون بأحضان والدتهم ... لتتجه هنا بصراخ نحو أخيها...
هنا : عااااااا أبيه سليم... حمدلله على السلامة...
يحتضنها وهو يحملها ويدور بها
سليم : وحشتيني يا قردة يا أم لسان طويل...
هنا : أنا قردة يا أبيه...
رنا : واضح إني شفافة يا ست هنا...
هنا : وهي تحتضنها... وحشتيني يا رنا... أبيه رائف مجاش معاكوا ليه
رنا : رائف ل....
سليم مقاطعا: رائف عنده شغل يا هنا...
اتجه نظره ليرى الواقفة في الخلف... تنظر نحوهم بابتسامة
جميلة ابتسامة لم يرى مثلها... أو كان يعشقها منذ سنوات
طويلة... تنظر فاطمة وهنا لما ينظر ..
هنا بابتسامة لعوب : أبيه سليم دي رؤى صاحبتي اللي حكيت لك عنها...
وتشير بيدها نحو إخوتها ...
- رؤى دي رنا أختي الكبيرة.. اسفة دي الكاريزما بتاعتنا...
وده بقى يا ستي أبيه سليم
ترد التحية مع إشارة ترحيب برأسها..
رؤى : أهلا وسهلا.. وحمد لله على سلامتكم...
طيب أنا هستأذن أنا يا هنا ... أبيه محمد زمانه مستنيني برة
عشان نمشي
فاطمة: يا بنتي...
يقطع حديثها صوت سليم متحدثا بهدوء غريب انتابه
لحظة مطالعته محياها السمح..
سليم: محمد مش موجود برة يا أنسة رؤى... هو قاعد تحت
مع بابا... وقاله هيقعد معانا شوية... ده لو مش يضايقك...
وانا دلوقتي حالا هنزله أقول له إنك كنتي بتحسبيه
عاوزك عشان تمشوا
تنظر له هنا بابتسامة واسعة مرتمية بأحضانه...
هنا: بجد يا أبيه أنا بحبك أوي... قول له يخليها معايا كمان شوية
ليدور حديثه هذا داخله...
إن شاء الله مش هيبعدوا عننا تاني يا هنا...
وصاحبة العيون السود مش هتمشي تاني.. بعد قلبي ما اترد
ليه نبضه من تاني

✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️

طلب من والدته مرافقته للخارج يريد أن يحدثها بأمر ضروري لا يحتمل التأجيل... تتركهم وتغادر معه... كانوا يتحدثون
بالغرفة بعدما لحقت بهم رنا ... مطالبة بوضوح معالم ما يحدث
رنا : سليم أنا عاوزة أفهم بالضبط إيه اللي بيحصل...
ومين دول!
ينظر لوالدته ويبدأ حديثه بكلمات منمقة...
سليم : أنا من فترة قبل ماننزل من كندا بابا كلمني وقال لي على موضوع ولاد عمي محمود الله يرحمه... وقالي إنه يوم الحادثة محمد ابن عمي محمود مكنش معاهم في العربية... ورؤى هي
اللي كانت معاهم بس... لأنها مرضيتش تسيب مامتها... فخدتها معاها... بس أنا فاكر اليوم ده كنا بنلعب برة أنا ومحمد ولما لقى باباها خارج بسرعة ومامته وراه ومعاهم رؤى... سابني وراح
عندهم... بس مش عارف بعدها إيه اللي حصل ... لكن بابا
قال لي إنهم ملقوش محمد ورؤى معاهم في الحادثة...
واستنتجوا إن ممكن يكون حد لقاهم وخدهم معاه....
رنا : قصدك إن حد خطفهم ولا إيه مش فاهمة...
سليم : ممكن أه حد لقاهم وخدهم.. وشكينا إن محمد يكون خد أخته ومشي لما شاف اللي حصل.. خصوصا إن محمد وقتها كان عنده حوالي 13 سنة
فاطمة: سليم الكلام ده كله أنا عارفاه كويس... إيه الجديد!
ينظر لوالدته ثم يتحدث : من فترة كلمت حسام صاحبي وطلبت منه يكلم مروان ويدور عليهم... وكلمني النهاردة واحنا في
الطريق وقالي انه لقاهم... وهما موجودين ومحمد شغال عندهم في الشركة... واداني الورقة اللي فيها أسماهم
(محمد محمود الألفي.... رؤى محمود الألفي)
تنظر له بفرحة تشكلت على شكل دمعات تتكون في عينيها...
لتحاول التحدث
فاطمة: قصدك إنه لقاهم طب هما فين ! إوعى يكون قصدك
رؤى صاحبة هنا وم....
ينظر لوالدته مأكدا شكها
سليم: أيوة هما يا ماما ولاد عمي.
فاطمة : كنت حاسة إنهم هما .. أنا إحساسي عمره ماخاب..
لما شفت رؤى حسيت حنين هي اللي قدامي...
ألف حمد وشكر لك يارب
رنا : طيب إحنا هنعمل إيه دلوقتي يا سليم... هنسيبهم
يمشوا تاني ولا هنعمل إيه!
فاطمة: لأ أنا يستحيل اسيبهم يمشوا من هنا ويسيبوني تاني... سليم هما مش هيبعدوا عني تاني.. و و كمان هما ليهم ورث
ابوهم... وو ليهم حقهم.. يستحيل يمشوا
رنا : ماما من فضلك اهدي شوية... هما ميعرفوش حاجة...
وبعدين احنا منعرفش هما يعرفوا إبيه عن اللي فات...
أو فاكرينه ولالأ
سليم : رنا معاها حق لازم نمهد لهم الموضوع الأول...
عشان ميبعدوش عنا .. أنا سايب ةخمد تحت مع بابا حاولت
افهمه بالراحة وهو اتمالك نفسه بالعافية... لازم نصبر شوية
محدش فينا عارف هيحصل إيه... ورد فعلهم إيه لما يعرفوا
الحقيقة
إلى حد ما اقتنعت بحديثهم; لكن داخلها معركة ضارية...
تريد أخذهم بأحضانها... وتعويضهم عما مضى..
لكن فلتنتظر قليلا
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️

كانت ترتيبات العرس تسير بسرعة كبيرة... فقد تم الاتفاق على
أن يكون العرس في أقل من شهر... وفي خلال هذه المدة
الصغيرة كانت اللقاءات بين العائلتين تسير بسرعة كبيرة...
وكثرت لقاءاتهم وأصبح القلب معلقا بحبال الهوى... لا يدك كيف حدث هذا... ولماذا هي فقط الوحيدة التي سلبت لبه بهذه
الطريقة... لها هالة أثرته وتمكنت من حنايا قلبه... لكنه
فتى لا يحب التقيد.. كيف سيتقيد بفتاة واحدة.... قطع أفكاره دخول أخيه الغرفة بعدما ظل فترة طويلة يناديه دونما رد منه..
مصطفى :محمود إيه يا بني بقالي ساعة بنده عليك.. إيه
مالك مش بترد ليه!
محمود : مفيش حاجة بس مسمعتش حاجة.. إيه كنت
عاوزني في حاجة!
مصطفى : أيوة كنت عاوزك تروح تجيب حنين ومامتها عشان
في شوية حاجات جايبينها لفاطمة وعاملينها لها مفاجأة.. ومش عاوزينها تعرف
محمود: ماشي هروح اجيبهم
تعجب من لهفته الواضحة .. فيوقفه متسائلا: غريبة اللهفة دي يا اخويا... ده انت زي ماتكون رايح تقابل الجو بتاعك!
محمود انت متغير مالك؟!
ينظر لأخيه نظرة الغريق الذي يحتاج لمن ينقذه من غرقه...
محمود : أنا خايف يا مصطفى... خايف من اللي اتولد
جوايا ومش عارف اداريه
مصطفى : خايف من إيه! في إيه يا محمود؟
محمود : مصطفى أنا بحب حنين... ومن غير ما تقول حاجة أنا عارف إنها مش زي أي واحدة عرفتها... بس والله اللي جوايا
عمري ما حسيته تجاه أي واحدة قبل كدة... يمكن الأول كنت
بتسلى لكن دلوقتي لأ مش عارف إحساسي ده نابع من إيه..
. يمكن إحساس إني اكون محتاج الاستقرار ... أو اني زهقت من حياتي
مصطفى : شوف أنا مش هقدر اقول لك حاجة غير لو فعلا عاوز تستقر وتتجوز وحط تحت الكلمة دي مليون خط مش
هتلاقي أنسب من حنين... بس الموضوع مش محتمل
عك يا محمود.. ده نسب وأي عكارة بتصيبه بتفسده
انتهى حديثهم بالتقدم لخطبتها عقب زفاف توأمتها مباشرة...
وذهب لاستقبالهم ممنيا نفسه بلقاء من دق القلب وطرب
للقياها....
سويعات مضت وكانوا معه بالسيارة.. يرافقهم أخيها الأكبر ...
كان الحديث المرح دائرا بينهم... ولم يخلوا من الضحك...
وكانت تخفي ضحكاتها بصعوبة... لاتنكر إعجابها به لكنها
لن تصرح بهذا الأمر... وصلوا للمنزل واتجهوا لفعل مايريدون... وبعد انتهائهم قرروا المغادرة... لكن في هذا الوقت استمعت
لحديثهم مع أخيها عن إرادتهم في التقدم لخطبتها...
وقد بدى أخيها مرحبا بهذا الأمر.. لا تنكر سعادتها
والفراشات الني ترفرف داخل قلبها...
لكن هل ستتم الفرحة أم ماذا؟!
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
عقب عودتهم كانت سعيدة للغاية... وأخبرت توأمتها بما حدث
وفرحتها
فاطمة : وانتي موافقة يا حنين !
حنين : موافقة أيوة ومبسوطة اوي .. عارفة قلبي الفرحة مش سايعاه يا فطوم... وكمان مش هنتفرق عن بعض
فاطمة : يارب منفترقش أبدا يا حنة... أنا فرحانة اوي
لفرحتك دي
حنين : تقول بقلق.. بس مش عارفة يا فاطمة حاسة إني قلقانة شوية
فاطمة: لا متقلقيش وكل حاجة هتكون تمام.
موت أيام الزفاف على خير مايرام... وانتقلت العروس
لمنزل زوجها وسط سعادة الجميع... وكانت الفرحة لا تزال على لالأعتاب... وبعد الزفاف بما يقارب الأسبوعين تقدم محمود لخطبة حنين... ورحب الجميع ووافقت العروس... وكان الجميع يعد العدة لإتمام الزفاف.... لكن ماحدث قلب الأوضاع رأسا على
عقب..
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
تفتكروا إيه اللي حصل...
بعتذر للتأخير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي