الفصل التاسع والعشرون نهاية سعيدة

أشارت الوصيفة أسيل بإصبعها وقالت:
-سيدي الوزير، ها هي العجوز تجلس هناك.

إلتفت الوزير فضل الشامي إلى حيث أشارت الوصيفة أسيل ليجد امرأة عجوز تجلس متظللة بشجرة عملاقة

نظر الوزير فضل إلى الوثيفة أسيل وقال:
-أسيل، هل هذه هي المرأة التي نبحث عنها؟!
أومئت أسيل برأسها وقالت:
-أجل سيدي، انها هي هيا نسرع إليها قبل أن تختفي.

نظر الوزير فضل إلى أسيل وقد بدى عليه التعجب والدهشة ثم علق قائلًا:
-تختفي، ما الذي تعنيه بكلمة تختفي؟!

علقت أسيل وقالت:
-سيدي، سوف أخبرك فيما بعد ولكن الآن لابد أن نسرع ونقوم بإصطحابها إلى القصر.

أومئ الوزير فضل برأسه واتجه صوب العجوز.

أسرعت أسيل إليها وحدثتها قائلة:
-سيدتي، مولاتي الملكة تريدك على وجه العجل.

تحدثت العجوز بدون أن تنظر إلى أسيل وقالت:
-أخبري مولاتك إنني لا أساق إلى أحد، من يريدني فعليه أن يبحث عني حتى يجدني.

نظر الوزير فضل إاى المرأة العجوز وقد بدى عليه التعجب والدهشة ثم علق قائلًا:
-ايتها العجوز هل أصابك الجنون كيف تجرئين على مختلفة أمر الملكة؟!

أسرعت أسيل إلى الوزير فضل.قامت بجذبه بعيدًا عن العجوز،ثم همست إليه وقالت:
-سيدي، من فضلك انتظر سوف اتحدث إليها وسأقنعها بان تأتي معنا.

شعر الوزير فضل بالغضب وتحدث قائلًا:
-من تظن هذه العجوز نفسها حتى تتحدث بهذه الطريقة، إن لم تستجيب وتأتي بكامل رغبتها سوف أسوقها غصبًا وألقي بها أمام قدمي الملكة شفق.

إلتفت الوزير فضل متجها إلى العرافة العجوز ولكنه فوجيء بعدم وجودها.

نظر الوزير فضل يمينًا ويسارًا ولكنه لم يجدها، نظر إلى أسيل وقال:
-اسيل أين ذهبت تلك العجوز؟! كأنها قطعة من الملح وقد ذابت في الماء.

شعرت أسيل بالرهبة والخوف وخشيت أن يكون حديث الوزير قد أثار غضب العجوز فهمست قائلة:
-سيدي، علينا أن نعادر هذا المكان قبل أن تصب العجوز علينا لعنتها.

وقف الوزير فضل في مكانه وعلق قائلًا:
-أي هراء تنحدثين به، من تكون تلك العجوز؟!

نظرت أسيل إلى الوزير وقالت:
-سيدي، لا يمكنني أن اخبرك بشيء لم تأذن لي الملكة شفق بإخبارك به.

أومىء الوزير فضل برأسه وعلق قائلًا:
-لديك الحق فيما تقولين، هيا بنا لنعود ونخبر الملكة شفق بما حدث.

قصر النيروز.

جلست الملكة شفق تنتظر قدوم العرافة العجوز، فبداخلها شعور قوي يحدثها بأنها ربما تجد عند هذه العجوز طريقة تجمع فيها بين قلب ابنها الأمير عزالدين وحبيبته الأميرة آيلا.

لم يمر وقت طويل حتى دلفت الوصيفة فيروز إلى داخل الجناح الملكي الخاص بالملكة شفق وتحدثت إليها وقالت:
-مولاتي الملكة أدامك الله، إن الوزير فضل يطلب الأذن في الدلوف إلى هنا.

نظرت الملكة إلى فيروز وقالت:
-دعيه يدخل لعله يحمل معه ما يثلج صدورنا.

دلف الوزير فضل إلى داخل الجناح الملكي والقى التحية على الملكة شفق ثم تحدث قائلًا:
-مولاتي الملكة، لقد جئت إليكِ وبداخلي الكثير من التساؤلات عن تلك المرأة غريبة الأطوار.

نظرت الملكة إلى الوزير فضل وقد علت الابتسامة وجهها وعلقت قائلة:
-أخبرني ما الذي حدث لتحكم عليها بأنها غريبة الأطوار؟!

قص الوزير فضل على الملكة شفق ما حدث وكيف اختفت المرأة دون أن تترك أثرًا، ثم علق قائلًا:
-مولاتي، من تكون تلك المرأة؟!

وبإبتسامة ماكرة علقت الملكة وقالت:
-انها كما قلت امرأة غريبة الأطوار.

اكتفى الوزير بما قالته الملكة ولم يطرح مزيد من التساؤلات التي تشغل عقله عن تلك العجوز حتى لا تشعر الملكة بأنه يتدخل فيما لا يعنيه ولكنه حدثها قائلًا:
-والآن ما الذي تأمر به مولاتي الملكة بشأن تلك العجوز؟

نظرت الملكة شفق إليه وقالت:
-لا عليك لقد فعلت ما عليك، اترك الأمر لي سوف أذهب إليها بنفسي.

تعجب الوزير فضل وعلق قائلًا:
-مولاتي، إن أمرتي سوف نحضرها إلى هنا رغمًا عنها.

ضحكت الملكة شفق ثم علقت قائلة:
-لا، فهي ليست كما تعتقد الأفضل أن استجيب لرغبتها وأن أذهب إليها بنفسي، إنها شخصية استثنائية ولابد أن اعطيها قدرها.

لم يجد الوزير فضل أمامه سوى استئذان الملكة ومغادرة الجناح الملكي.

بعد أن غادر الوزير فضل الجناح الملكي اتجه إلى قاعة الحكم وبداخله الكثير من علامات الإستفهام.

دلف الوزير فضل إلى قاعة الحكم وقد بدى عليه الشرود، ولكنه ما إن رأى الملك سليمان وهو يتحدث مع رئيس الشرطة رحيم القى عليه التحية ثم وقف ينتظر الملك حتى ينهي حديثه مع رحيم.

نظر الملك سليمان إليه وقد شعر أن هناك أمرًا ما يحدث مع وزيره فضل، فأنهى حديثه مع رئيس الشرطة ثم إلتفت إلى الوزير فضل الشامي وقال:
-فضل، يبدو أن رحلتك لم تأتي بثمارها.

أومىء الوزير فضل الشامي برأسه وعلق قائلًا:
-لم تستجيب تلك العجوز لطلب الملكة شفق ورفضت أن ترافقنا.

نظر الملك سليمان إلى وزيره وقد بدى عليه التعجب والدهشة ثم علق قائلًا:
-كبف لتلك المرأة أن تمتنع عن تنفيذ رغبة الملكة شفق؟! هل ابلغت الملكة بذلك؟

أومىء الوزير فضل برأسه وعلق قائلًا:
-أجل مولاي.

شعر الملك سليمان بالضيق وقال:
-لابد أنها غضبت لذلك.

علت الابتسامة وجه الوزير وعلق قائلًا:
-كنت أتوقع ذلك ولكنها لم تغضب وقالت: "سوف أذهب إليها بنفسي".

نظر الملك سليمان إلى وويره نظرة حادة وقال:
-وهل ستذهب شفق لمقابلة تلك المرأة؟! لابد أنها قد فقدت عقلها.

نزر الوزير فضل إلى الملك وعلق قائلًا:
-مولاي، لابد أن لتلك المرأة منزلة كبيرة لدى الملكة شفق.

أومىء الملك برأسه وقال:
-أجل هي بالفعل كذلك، فضل، تلك العجوز قد جعلها الله سببًا في نجاة ابني الأمير عزالدين من بطش المنصور وابنائه الذين انتهزوا فرصة الاحتفال بيوم النيروز والتفوا حوله لقتله، في تلك الأثناء كان الأمير يحتفظ بكتاب أعطته العجوز للملكة وأخبرتها إنه سيكون بداخله نجاة الأمير عزالدين وقد كان هذا بالفعل.

نظر الوزير فضل إلى الملك وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
-مولاي، كيف كان ذلك الكتاب طريق  النجاة للأمير عزالدين؟!

علت الابتسامة وجه الملك سليمان وعلق قائلًا:
-سوف يأتي اليوم الذي ستعرف فيه كل شىء بالتفصيل من الأمير عزالدين نفسه، وأنا الآن فيمكنك الإنصراف.

غادر الوزير فضل قاعة الحكم، وذهب الملك لينال قسطًا من الراحة.

جاء الليل وعم الظلام على المكان مازالت الاحلام السعيدة تراود الأمير عزالدين، ولكنها سرعان ما تتحول إلى كابوس عندما يفقد الأميرة آيلا.

أما الملكة شفق فهي تبحث بداخل أحلامها عن العجوز أملًا في تحقيق أمنية ابنها الأمير عزالدين بالإرتباط بمن يحب، ولكنها لم تستطيع ايجادها.

الملك سليمان فالأحلام تراوده أيضًا فهو يرى الملكة وقد تحولت إلى بساتين غناءة وانهار وهو يقف على قمة جيل النيروز ينثر الحب فتلتف حوله الطيور.

في صباح اليوم التالي.

اجتمعت الأسرة على مأدبة الإفطار، لقد بدى على وجه الملك سليمان الإرتياح والسعادة بما شاهده في أحلامه الليلة السابقة، أما الملكة شفق فقد بدى عليها القلق من ألا تستطيع العثور على تلك العجوز.

نظر الملك سليمان إلى ابنه الأمير عزالدين  الذي بدى حزينًا يعبث بالطعام ولا يأكل فتحدث إليه متسائلًا:
-بني، ما الذي يجري معك يبدو عليك الضيق والحزن؟

انتبه الأمير عزالدين ونظر إلى والده ثم علق قائلًا:
-أبي، لا تقلق بشأني إنني على ما يرام ولكنني أشعر ببعض الملل فهل تسمح لي برحلة استكشافية؟

أومىء الملك برأسه وعلق قائلًا:
-بالطبع يمكنك ذلك، كثيراً ما تمنيت الخروج في رحلة استكشافية ولكن لا يمكن أن اترك المملكة في مثل هذه الأوقات، بني استمتع بوقتك فما إن تعود فستجد الكثير من الأعمال تنتظرك

نظر الأمير عزالدين إلى والده وقد بدى اليه التعجب ثم قال:
-الكثير من الأعمال تنتظرني، هل يمكنني أن أعرف طبيعة هذه الأعمال؟

علت الابتسامة وجه الملك سليمان وعلق قائلًا:
-بني، سوف تكون المسئول عن جيش المملكة، أريدك أن تكون جيشًا قويًا يستطيع الدفاع عن المملكة إذا تعرضت لأي تهديد.
تحمس الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-أبي، هذا عمل رائع للغاية، سوف أأجل رحلتي فتكوين جيشًا للدفاع عن أمن المملكة هو الأهم.

تحمس الأمير بما سيقوم به من عمل هام وبدى عليه الإرتياح، ثم تحدث قائلًا:
-مولاي، اسمح لي بالبدء فيما طلبته مني من أعمال.

أومىء الملك سليمان برأسه وعلق قائلًا:
-بالطبع بني يمكنك البدء من اليوم، معك كل الصلاحيات اللازمة.

غادر الأمير عزالدين الطاولة، نظرت الملكة شفق إلى زوجها وقد علت الابتسامة وجهها وقالت:
-مولاي، ما أفطنك! لقد اوكلت أنشاء الجيش لعزالدين حتى لا يذهب في رحلته الإستكشافية.

نظر الملك سليمان إلى زوجته الملكة وقد بدى عليه الضيق ثم علق قائلًا:
-شفق، ما هذا الهراء؟! لست أمانع في ذهاب ابني لتلك الرحلة وما أوكلته له من عمل فلأنه جدير بمنصب كهذا، لقد اصبح الأمير عزالدين مقاتلاً شجاعًا وبارعًا لذلك لم اتردد في اسناد مهمة كهذه المهمة الصعبة إليه.

شعرت الملكة بالحرج فعلقت قائلة:
-مولاي، أرجوا المعذرة يبدو إنني أسات الفهم.

اومىء الملك سليمان برأسه ثم تحدث قائلًا:
-هل لا زلتي مصرة عن الذهاب بنفسك للبحث عن تلك العجوز؟

نظرت الملكة إلى زوجها وقالت:
-أجل سوف أذهب اليوم لعلي أجد لديها ما أريده.

نهض الملك من مكانه ثم نظر إلى زوجته وقال:
-اذهبي حيث شئتي، ولكن من الأفضل أن تطرقي بابًا آخر لا يغلق في وجه طارقه.

نظرت الملكة باهتمام وقالت:
-لقد طرقته بالفعل وتلك المرأة ليست سوى سببًا وأنا أاخذ بالأسباب.

اومىء الملك برأسه وغادر إلى قاعة الحكم، وهناك قام باستدعاء رئيس الشرطة وحدثه قائلًا:
-رحيم، سوف تذهب الملكة اليوم إلى غابة الأحلام، أريدك أن تأمن موكبها دون أن تسبب لها الازعاج.

نظر رئيس الشرطة إلى الملك وعلق قائلًا:
-حسنًا مولاي سوف أشرف بنفسي على تأمين موكب الملكة ولن تشعر بنا ونحن نؤمنها.

علت الابتسامة وجه الملك سليمان وقال:
-هذا ما كنت أريده منك بالفعل.

تحرك موكب الملكة متجهًا إلى غابة الأحلام.

بعد أن وصلت الملكة إلى غابة الأحلام اتجهت إلى كهف العرافة.

وفي اثناء الطريق تحدثت وصيفتها أسيل وقالت:
-مولاتي، لقد قابلت العرافة في داخل الغابة كانت تجلس تحت إحدى الأشجار وليس بداخل هذا الكهف.

علت الابتسامة وجه الملكة وعلقت قائلة:
-ما دامت تعرف بقدومي فهي تنتظرني بداخل هذا الكهف، أنني على ثقة من هذا.

وبالفعل ما إن دلفت الملكة إلى داخل كهف العرافة حتى وجدت العرافة في انتظارها.

إلتفتت الملكة إلى وصيفتها أسيل وهمست قائلة:
-ألم أخبرك إنني سوف أجدها هنا.

دنت الملكة من العرافة وتحدثت إليها:
-ارسلت في طلبك فأبيتي أن تأتي إلي، وطلبتي أن آتي إليكِ بنفسي وها أنا قد قدمت إليكِ.

ضحكت العرافة وعلقت قائلة:
-كنت انتظر قدومك،تفضلي بالجلوس، إنني كما ترين امراة عجوز لا استطيع مغادرة هذه الغابة.

جلست الملكة أمام العرافة وبدأت في حديثها وقالت:
-لقد جئت إليك في أمرٍ هام، أنه يتعلق...

قاطعت العرافة حديث الملكة وقالت:
-يتعلق بالأمير عزالدين أليس كذلك؟

اومئت الملكة برأسها وقالت:
-أجل يبدو أنكِ تعلمين بما جئت إليكِ من أجله.

أومئت العجوز برأسها وقالت:
-ما جئتي من أجله لم يعد بالإمكان فعله.

شعرت الملكة بالحزن الشديد، وقفت في مكانها وقالت:
-حسنًا، يبدو إنني أساءت الظن بكِ هذه المرة.

وقبل أن تشرع الملكة بالمغادرة تحدثت العرافة وقالت:
-مولاتي، انتظري.

إلتفتت الملكة إليها وقد بدى عليها التعجب ثم قالت:
-ما الذي تريدينه؟!

ازالت العرافة عن الغطاء الذي أمامها ليكشف عن بلورة مسحورة.

أشارت العرافة إلى البلورة وقالت:
-انظر إاى داخل هذه البلورة فربما تجدي ما يثلج قلبك.

نظرت الملكة إلى البلورة فشاهدت ابنها الأمير عزالدين وهو نائمًا وسط الحقول وعلى مقربة منه ثعبان يتجه إليه مسرعًا.

شعرت الملكة بالخوف الشديد وتزايدت نبضات قلبها ولكنها فوجئت بفتاة تحمل تقوم بقتل الثعبان.

تنفست الملكة الصعداء ثم علت الابتسامة وجهها وقالت:
-حمدًا لله من تكون هذه الفتاة؟!

قامت العرافة بإعادة الغطاء مرة أخرى
إلى البلورة السحرية وقالت:
- لا تقلقي بشأن أميرك سوف يجد البلسم الذي يداوي جروحه.

شعرت الملكة بالسعادة ثم علقت قائلة:
-كل ما يهمني هو سعادة ابني، ايتها العجوز أشكرك على مساعدتي.

غادرت الملكة عائدة إلى قصر النيروز وقد شعرت بالإرتياح لما رأته في تلك البلورة.

بعد أن وصلت الملكة إلى قصر النيروز جلست تنتظر عودة الأمير عزالدين لعله يخبرها بما حدث معه.

لم يمضي وقت طويل حتى عاد الأمير وقد بدت السعادة على وجهه.

دلف إلى الجناح الملكي ودنا من والدته ثم قبل يدها.

علت الابتسامة وجه الملكة وعلقت قائلة:
-بني، يبدو عليك السعادة فهل يمكنني أن أعرف السبب في ذلك؟!

جلس الأمير بجوار والدته وعلق قائلًا:
-أمي، لقد وجدتها.

وبإبتسامة تعبر عما بداخلها من سعادة تسائلت الملكة وقالت:
-بني، ماذا وجدت؟!

علق الأمير عزالدين وقال:
-إيلا.

نظرت الملكة إلى ابنها وقد بدى عليها التعجب وقالت:
- كيف استطعت الوصول لآيلا؟!

علت الابتسامة وجه الأمير  قال:
-إنها ليست بآيلا ولكنها تشبه آيلا إلى حد كبير، فتاة رائعة الجمال رقيقة كنسيم البحر شجاعة كمقاتلة في ساحة القتال.

علت الابتسامة وجه الملكة وعلقت قائلة:
-مهلًا.. مهلًا كيف تعرفت على هذه الفتاة.

واصل الأمير حديثه وقال:
-أمي،  بعد أن قمت بإنهاء عملي لجأت إلى إحدى الحقول وغفلت قليلًا ولكني سرعان ما استيقظت على صوت ضجيج، فإذا بها تلك الفتاة وقد رأت ثعبان يقترب مني أثناء عفوتي فأسرعت إليه وقامت بقتله.

ضحكت الملكة ثم علقت قائلة:
-وهل كانت تعرف من تكون؟

أومىء الأمير عزالدين برأسه نافيًا وقال:
-لا لقد اخبرتها إنني فارس من فرسان الأمير عزالدين بن سليمان، ولكنني لا أعرف كيف انجذب قلبي إليها بهذا الشكل في هذا الوقت القصير؟!

بات الأمير ليلته سعيدًا وباتت الملكة ليلتها وقد ارتاح قلبها وهدأت روحها.

لم يمر وقت طويل حتى تعلق الأمير عزالدين بالفتاة وطلب من والدته أن يتقدم للزواج من تلك الفتاة.

وعلى الفور أخبرت الملكة زوجها الملك سليمان برغبة الأمير فسعد كثيراً ثم علق قائلًا:
-في البداية لابد أن نعرف من تكون تلك الفتاة وبعدها نقرر ما الذي سنفعله.

طلب الملك من وزيره أن يجلس مع الأمير عزالدين ويعرف منه كل شيء عن تلك الفتاة ثم يجمع له كل المعلومات اللازمة عنها وعن عائلتها.

ذهب الوزير إلى الأمير الذي لا يعرف الكثير عن فتاته ولكنه كان مصرًا على الإرتباط بها.

ومن خلال المعلومات القليلة التي جمعها الوزير فضل الشامي، استطاع ان يعرف تلك الفتاة.

عاد الوزير فضل إلى الملك سليمان وتحدث إليه قائلًا:
-نولاي الملك المعظم لقد جئت إليك بكل شيء عن تلك الفتاة.

نظر الملك سليمان إلى وزيره وقد بدى عليه الإعجاب ثم علق قائلًا:
-عظيم، هل استطعت جمع كل شيء عنها بهذه السرعة؟!

علت الابتسامة وجه الوزير فضل وعلق قائلًا:
-إنها فتاة في غاية الروعة، كان والدها تاجرًا كبيرًا ولكنه وقع عليه الظلم من قبل أحد الأمراء الذي استولى على تجارته وكل ما يملكه ثم ألقى به في السجن.

نظر الملك إلى وزيره وعلق قائلًا:
-هل تعرف ذلك التاجر؟!

أومىء الوزير برأسه وقال:
-أجل، فعندما ألقى به في السجن تعرف  على من رد إليه أمواله وأخرجه من سجنه ليس هذا فحسب بل عينه وزيرًا له أيضاً.

نظر الملك سليمان إليه  قد بدى عليه التعجب ثم علق قائلًا:
-فضل، هل تلك الفتاة ابنتك؟!

علت الابتسامة وجه الوزير فضل وعلق قائلًا:
-أجل مولاي هي ابنتي وقرة عيني علياء.

وهنا صاح الملك وقد بدت عليه السعادة قائلًا:
-إذن فلتقام الأفراح وتنصب الموائد ابتهاجًا بزواج الأمير عزالدين بعلياء بنت الوزير فضل الشامي.

فوجيء الجميع بصلة العروس بالوزير فضل الشامي، ولكنها في نفس الوقت كانت مفاجأة سارة.

بدأ الجميع يستعد لحفل الزفاف، الأمير في قمة سعادته لإرتباطه بفتاة تحمل كل الصفات التي كان يتمناها في شريكة حياته، أما والدته الملكة شفق فقد عرفت السعادة مكانها إلى قلبها مجددًا خاصة وقد استطاعت علياء أن تنسي الأمير حبه للأميرة آيلا.

تزينت شوارع المملكة بأكملها احتفالاّ بزواج ولي العهد الأمير عزالدين.

أقيم حفل زفاف ملكي اسطوري لم تفارق الابتسامة الوجوه.

ارتدى الأمير زيه التقليدي بينما ارتدت علياء فستانًا أبيض كانت أشبه فيه بأميرة الأحلام.

دنت الملكة من ابنها الأمير عزالدين وقامت بضمه وهمست إليه قائلة:
-بني، هذا اليوم الذي كنت أحلم به دائماً، ما أجملك وما أبهى طلعتك! ولكن لا تجعل عروسك الجميلة تنسيك والدتك.

علت الابتسامة وجه الأمير عزالدين وقبل جبين والدته ثم تحدث إليها وقال:
-امي، أنتِ أغلى شيء في حياتي فعالمي هو أنتِ.

قامت الملكة بإصطحاب العروس إلى عريسها وتمنت لهم حياة سعيدة.

أمسك الأمير بيد عروسه الجميلة وهمس إليها قائلًا:
-تبدين في غاية الجمال.

علت الابتسامة وجه العروس وعلقت قائلة:
-وأنت أيضًا تبدو كأمير الأحلام.

إلتفتت الملكة لتتجه إلى المكان المخصص لها بجوار الملك سليمان ولكنها لمحت العرافة العجوز فأسرعت إليها.

دنت الملكة من العجوز وقالت:
-هل جئتي إلى هنا لتهنئني بزواج ابني الأمير عزالدين؟

ضحكت العرافة وعلقت قائلة:
-أجل، وكي أقوم بإعطائك هدية.

نظرت الملكة إليها وقالت:
-هدية؟!

ابتسمت العجوز وقامت بإعطاء الملكة ساعة وقالت:
-هذه هديتي.

علت الابتسامة وجه الملكة وعلقت قائلة:
-على الرغم من إنها تبدو غريبة إلا إنني سوف اعطيها للأمير عزالدين.

نظرت العجوز إلى الملكة وقالت:
-لا.. هي ليست للأمير عزالدين.

تعجبت الملكة وقالت:
-هل هي لي؟!

همست العجوز إلى الملكة وقالت:
-عندما يرزق الأمير بولي عهده اعطيها له فإن بداخلها الكثير من الأسرار التي سوف بحتاج إليها.

نظرت الملكة إلى العجوز وقد بدى عليها التعجب والدهشة وقالت:
-لا..مرة أخرى.


النهاية
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي