21

الفصل الحادي والعشرون
ذكريات حفرناھا داخل أعماقنا، وصور حفظناھا في عيوننا، حنين عظيم حبسناه داخلنا، والأشواق باتت واضحة بكلماتنا، والحب لا يمكن أن نخفيه فينا

عاد ألبرت إلى الخان ثانيًا وهذه المرة بشعور مختلف، لولا حنينه للفتاة التي جعلت قلبه ينبض بصخب رغم صغر سنها، ساقه الحنين إليها والاشتياق لرؤية جمال وجهها وروحها النقية التي لا تلوث كباقي البشر، هي ملاكه الحارس ورغم بعاده إلا أنه جُذب إليها وعاد كما وعدها باللقاء.

قادته قدميه إلى حيث البناية ودلف داخل محل البقالة الخاص بوالدها، قال ألبرت عندما وقف أمامه؛
-مرحبًا
رفع "عبدالله" أنظاره ليلتقي برؤية ألبرت أمامه هتف مرحبا بصوت جلي وهو يهنض عن مقعده:
-يا الف أهلا وسهلا يا خواجة، المحروسة نورت
صافحة بشده وتبسم له الآخر وقال بلكنته المُكتسبة من حديث عبدالله :
- منوره دايما بأهلها الطيبين
ثم استرسل قائلا:
-هل المنزل ما زال فارغًا
هز عبدالله راسه بايماءة طفيفة وقال وهو يضع يده على ظهر ألبرت :
- فاضية من وقت ما سبتها
"كانت زمردة تتعمد أحداث مشاجرة مع أي ساكن يخط بقدمه داخل الشقه، وتنجح في تركها فارغة كأنها كانت تنتظره ليفي بوعده ويعود كما وعدها وهي لن تخذله، منتظراه بقلب متلهف شغوف لرؤيته، تعد الايام والليالي والشهور وكل يوم يزداد شوقها إليه"
لم تصدق هتاف والدها عندما سمعته يقف أسفل الشرفة مناديا إليها، لتقف داخل الشرفة تتطلع لوالدها الواقف أسفل الشرفه، شهقت بصدمة وتلألأت مقلتيها الدموع فرحة بوجوده، لم تصدق عينيها التي تُعانق عيناه
تلجلجت وهتفت مرتبكة لكي لا يلاحظ والدها ربكتها، ابتلعت ريقها وقالت:
-بتنده يا حاج
-قوام يا زمرد يا بنتي هات مفتاح الشقة، الخواجة هيقعد فيها
عيناه تعانق عينيها بصمت قاتل لكليهما، يود ان يضمها إليه ولا يفصل بينهما كل هذه الحواجز
هتف والدها بحدة:
-شهيلي يا بنتي، واقفة متسمسرة كده ليه
جاء زبون فقالت زمردة لوالدها:
-حاضر نازله اهو، شوف اللي وراك يا حاج وأنا هسكن الخواجة
ثم قفزت بفرحة وهي تغادر الشرفة ركضًا لكي تجلب مفتاح الشقة سريعًا وتغادر المنزل بلهفة وشوق وحنين لذاك الغائب العائد بعد طول أنتظار الشهور
تقابلا سويا على الدرج لم يتحمل رؤيتها أمامه دون أن يقترب منها ويعانقها بكل ما يحتاجه داخل صدره من مشاعر جياشة تقوده إليها
ترك حقيبة يده والتقفها داخل أحضانه يضمها بقوة يكاد يكسر عظامها من شدة شعوره بالاحتياج إليها هي وحدها، فمكانتها لن ولم تقربها أي فتاة غيرها.
تبادلا العناق بشوق عاصف بكيانهما، ثم ابتعدت عنه خوفًا من أن يراها أحد بهذا الوضع الغير ملائم، فتحت باب الشقة ووجلت لداخل وهو خلفها يحمل الحقيبة ودلف ثم أغلق الباب خلفه ليعاود النظر إليها ويقترب منها ثانيا يلتهم شفتيها في قُبلةُ شغوفة يبث بها حبه وشوقه الجارف لها.
"ليس هناك أجمل من موعد اللقاء مع من نحب، موعد ننتظره بفارغ الصبر والشوق الكبير لهم، فعند لقاء من نحب نشعر بالسعادة والسرور للقائه خاصة عندما يكون هذا اللقاء بعد فراق دام طويلا"

بعد لحظات ابتعد عنها وظل يجوب بعينيه على ملامحها وجسدها الذي اشتاق لرؤيتهم لتقول هي بعتاب:
-انتظرتك. كثيرًا حتى كدت أن اعترف أمام نفسي إنك نسيتني ولم تعود إلي ثانيا
التقط كفيها بين راحته وطبع على كل منهما قبلة حانية وهو يقول معتذرًا:
-أعتذر منك يا روح فؤادي، لو تعلمين ما حدث تلك الفترة الماضية لتلتمسي لي العذر بسبب فترة الغياب التي طالت، كانت دون أرادتي
قالت بلهفة :
-أخبرني ماذا حدث معك؟
تبسم لها وقال بمشاكسة:
-اراكِ تتحدثين العربية الجيدة غير حديث والدكِ الذي أجد به صعوبه لفك شفرته
ضحكت برقة وقالت بحب:
-منذ أن سافرت وأنا اتعلم اللغة العربية على يد المُعلم
-سعيد بذلك التغير زمردتي
-هيا أخبرني ما حدث لك دون كذب
ضحك بألم وجلس بالمقعد خلف مائدة الطعام وهو يتنهد بعمق ثم قال بأسى:
-عندما وصلت لقصر والدي تفاجئت بهم غارقين في دمائهم، لقد تم قتلهم
شهقت زمردة بصدمة واغرقت عينيها بالدموع لم تصدق ما قاله، ليسترسل ألبرت حديثه بلوعة وهو يخبرها بما جرت له الأمور ولكن اخفى عنها الجاني الحقيقي ورفض الإفصاح عن أي شيء أخر، أشفقت عليه واحتوته داخل احضانها تبث داخله كلمات بسيطة ولكن أحساسها كان أقوى عليه، مثل البسلم الذي يشفي جروحه، والنور الذي أضاء عكمة ظلامة ، حُبها أحتل قلبه وأستوطنه.
ليقول في رغبة جنونية :
-تقبلي بالزواج مني زمردتي
نكست رأسها حزنًا فهي حقًا عاشت تتمنى تحقيق تلك اللحظة ولكن نست أن ديانة ألبرت غير ديانتها وزواجهما محكومًا عليه بالفشل والنهاية اتية لا محاله والذي بينهما سيدمس في باطن الأرض لن يستطيع الاظهار للعلن.

طال صمتها فعاد قائلا :
-لماذا تصمُتين هكذا؟ الا تقبلي بي؟
هزت رأسها نافية وقالت بصوت مبحوح:
-زواجي منك غير صحيح، ضد ديني الإسلامي
تبسم ضاحكا فهو على علم مسبق بأن الفتاة المسلمة لا تتزوج إلا من مُسلم، قال بهدوء؛
-أذا كانت هذه العقبة الوحيدة لاتمام زواجنا فلا تخافين، سنتخلص منها
-ماذا ستفعل؟
-سادخل الإسلام واكون مُسلمًا
-تتخلى عن ديانتك من أجلي فقط
لم يكن ألبرت قاصدًا غير الفوز بمحبوبته مقابل أي شيء حتى لو انه تخلى عن ديانته مثلما تخلي من قبل عن أدميته وتجرد من الرحمة وكسا الحزن قلبه وتبدلت حياته في ليلة وضُحاها، كانه دُفن تحت التراب مع عائلته، ولن يقبل بالابتعاد عن زمردة فهي نفسه التي يُريد أرجاعها، نفسة الضائعة الشريدة، ولن يجعلها تفلت من بين يديه بعدما حصل عليها بالاخير، سيفعل المُستحيل من أجل أتمام هذه الزيجة.

❈-❈-❈
"أحيانًا تتملكنا الرهبة والخوف الشديد من المجهول وما تخفيه لنا الأيام، ولذلك وجب علينا أن نقوي إيماننا بالله وبكل ما يأتي منه، حيث أنه لا يأتي من رب الخير إلا الخير، فهو رب رحيم، كريم بعباده"

حمل سليم الخزانة الخشبية وغادر السرداب ثم أغلقه كما كان ووضع المكتبة ثبتها على الحائط وكأن شيء لم يحدث، ثم جلس خلف مكتب والده ووضع الخزانة أعلى المكتب ليفتحها، للغريب انها لم يكن عليها أقفال تم فتحها بسهولة ثم مد كفه ليخرج من داخلها صورة تذكارية قديمة، دقق في الأشخاص الذين داخلها، تفاجئ بوجود رجُل في عمر الخامسون تقريبًا يقف بالمنتصف مرتدي حُلة سوداء وقبعة بيضاء وعلى جانبيه شبان في مُقتبل العمر يضع كتفيه ويحاوطهما معًا، لم يعلم سليم الأشخاص الموجودون بالصورة إلا والده لانه كثير الشبه به لذلك علم الشاب الذي على يمين الرجُل هو والده ولكنه لم يرا مثل هذه الصورة داخل الألبوم الخاص بالعائلة، لديهم العديد من الألبومات التذكراية الخاصه به هو وشقيقه الاصغر مع والديه.
دس الصورة داخل جيب سترته وعاد ينظر داخل الخزانة من جديد ليجد دفتر كبير، أخرجه ليجد مدون على غلاف الدفتر اسمه "سليم توفيق"
اذا والده يخصه هو بهذا الدفتر الغامض، فتح اول صفحاته وجد نفسه يغوص مع كتابات والده الذي خطها بخط يده، كانه بعالم أخر خاص بماضي والده.

❈-❈-❈
واجهًا ألبرت متاعب كثيرة وصعاب في محاولة إقناع عائلة زمردة بقبول الزواج منه، فقد خشت والدتها ان تبتعد ابنتها وحيدتها عنها وتُهاجر مع زوجها إلى بلدته وتنسى أهلها وعائلتها، وعدهم ألبرت أنه سيذهب هو إلى بلدته لمتابعة شئون عائلته ويعود إلى هنا ولن ياخذ زوجته سيتركها هُنا ببلدتها وبلده الثاني فهو ينتمي أيضًا لعشق مصر وأهلها، بعد ألحاح زمردة وموافقتها على الزواج منه، وبالاخص عندما ذهب مع والده إلى مسجد الحسيني لإعلان أسلامه ونطق الشهادتين، تم تغير أسمه ونسبه عبدالله إلى عائلته ولقبها، وأختارت له زمردة أسمه الجديد، اسمته"مختار" لانه من أختيارها وتمسكها به وهو أيضا متمسكًا بها ووعدها بالا يفترقًا
"مختار السعدني" وتم عقد قرانه من"زمردة عبدالله السعدني"
وأقام حفل زفاف داخل الخان حضره الأهل والجيران ومكث بالشقة التي نشأ داخلها قصة الحب التي جمعت بينهم ووحدت قلبين، وبدأ معها حياة جديدة سعيدة خالية من الحقد والشر الذي وجده من قبل عمه وطغي على انسانيته ليجرده من مشاعر الرحمة، ويحل محلها القسوة والتجبر الجمود.
وقرر شراء دُكان بالخان ويبتاع داخله التحف الاثارية التي يعشقها "بزار خاص بالتحف" ليعمل به أثناء وجوده هُنا وعندما يُسافر ألمانيا يتركه لزوجته اذا أرادت ان تجلس مكانه لتلهي وقتها في غيابه فهو لا يُمانع ذلك وتلك الفكرة راقت زمردة ووافقته الرأي.
وعاش في ساعدة دامت شهور إلى أن قرر "مختار" العودة إلى ألمانيا بعدما أرسل إليه أحدى رفاقة خطابًا يُطالبه الحضور من أجل أعمالهم المشبوهة، تردد في بدء الأمر ووجد نفسه كون عائلة وبالاخص بعد معرفته بحمل زوجته الخبر الذي جعله يُقرر الابتعاد عن كل أعماله السابقة وينهي عمله بتجارة السلاح، وسعيد بذلك القرار ولكن عليه العودة ومواجهة الحقائق وكما أنشأ المافيا بنفسه يُفككها بنفسه، ودع زوجته على أمل اللقاء ثانيًا..

وداع لا يعلم متى سيعود منه، يشعر بالريبة وهو يودع قطعة من روحه، لا يجد نفسه ولا يشعر بكونه أنسان إلا بقربها، قربها الذي جعل منه شخصًا أخر رحيمًا، قلبه نابضًا بالحب وروحه مُفعمة بالحياة، لا يود خسارتها ويسعى ليظل جوارها ولكن قيود ماضية تمنعه، عليه وصد صفحات الماضٍ لكي ينعم بالحاضر ويعيش المُستقبل في هدوء وسعادة بجانب أسرته التي اختارها بمحض أرادته، يخشى ان تعلم ما يخفيه عنها داخل صدره وتتركه يواجه مصيره وحده، لن يقبل خسارتها وسيفعل كل ما بوسعى ليمحي قيود الماضي التي مكبلة بأغلال من حديد مُتسلسلة بعنقة، تكاد تخنقه وتزهق روحه..

❈-❈-❈
داخل فيلا توفيق السعدني..

استيقظت خديجة عند بزوغ الفجر، تصلي فرضها وظلت تدعي لمماثلة أسر الشفاء العاجل، تناجي ربها أن يحفظ لها أبنائها، واستشعرت القلق، سليم لم ياتي حتى الآن
نهضت عن سجادة الصلاه ثم تركت غرفتها وقررت ان تذهب لغرفة سليم لكي تطمئن قلبها لعله هاتف زوجته أخبرها سبب غيابه، طرقت باب الغرفة عدة مرات متتالية ولكن لم ياتي ردًا
فتحت مقبض الباب ببطء وتطلعت لداخل الغرفة لتجد جسد حياة ينتفض ويرتجف ولم يصدر منها الا انين خافت، تقدمت خديجة بخطوات مضطربة قلقه بسبب هيئتها فجسدها مُمدد بسكون ولكن تصدر منه ارتجفات واهتزازات وعندما اقتربت منها وجدت عينيها جاحظة ولكنها لا تشعر بوجودها ولم تستمع لصوت منادة خديجة
-حياة، مالك يا حياة؟ حاسة بأية يا بنتي؟
جلست برفق على طرف الفراش ومدت كفها تلامس جبينها لتشعر بحرارة عالية منبعثة من جسدها، يبدو أنها تعاني نوبة حمى، شهقت بقلق وهي تهمس بخفوت:
-يا حبيبتي يا بنتي دي مولعة نار
عادت الغرفة سريعًا التقطت هاتفها تهاتف سليم ولكن الاخير لم يجيبها، تنهدت بحزن ونهضت تجلب صحن ماء بارد ووضع داخله منشفة صغيرة وعادت لغرفة حياة تضع لها كمدات على جبينها ليخرج صوت حياة بانين خافت، أشفقت عليها وما حدث معها وسليم بالخارج لم يكن بجانبها وهي تعاني المرض
ظلت جانبها حتى أشرقت شمس الصباح وتأكدت من اعتدال حرارة جسدها، تركتها تغط بنوم عميق ثم غادرت الغرفة لتعاود الاتصال بابنها الذي لم يجيبها هو الآخر وجعل قلبها ينهش بقلق، وجلست تنتظره بالصالون ريثما يعود...

"الخوف هو ذلك الشعور القاتل الذي إذا تملك من الإنسان سيحول حياته إلى جحيم مُتقد، والخوف الزائد عن الحد يجعل الشخص يتمتع بالسلبية والعبودية"
"أقسى اللحظات التي تعيشه الان وأصعبهم ألما وقلبها هو الذي يبكي دمًا دون أن تمتد يده إليها لتحتويها وتسمح على قلبها لعله يتوقف عن النزف ويلمم شتاتها المبعثر، فهي الان حطام، أشبه بشبح الأموات، جسدًا بلا روح، وتتمنى ان تزهق روحها قبل أن تعيش تلك اللحظات القاسية التي لم يتحملها بشرًا"
اوهمتها حياة بأنها حقًا ذهبت في نوم عميق وعندما غادرت خديجة الغرفة علت شهقات حياة وجلست على الفراش تحتضن بذراعيها قدميها التي تضمها لصدرها وظل جسدها ينتفض وهي تتذكر كل ما حدث معها ليلا والصوت الذي لا زال يتردد باذنيها حتى الآن.
وضعت كفيها تغطي أُذنيها عندما بدء الهسيس في تزايد يكاد يخترق طبلة أذنها وهي رافضة الخضوع لذلك الصوت المفزع الذي جعل جسدها وقلبها يرتجف بذعر وخوف
فقدت قدرتها على النطق وشُل لسانها لم تعد قادرة على حركته والصراخ لكي ينجدها أحد منما هي تشعر به، ترا نفسها داخل دوامة تأخذها للجحيم وتغمسها بكامل جسدها في نيران مشتعلة تريد ألتهامها.
كلما أغمضت مقلتيها ترا نفسها محاطة من كل جانب بجبال من نار وأشواك تلاحقها ومارد ضخم ليس له هيئة مخيفة مغطي جسدة النار المتوهجة، يخرج صوته المبهم بفحيح، يطالبها الخضوع له وتسليمه جسدها بعدما تم حرق زوجته" ليليث" بسببها فهو يُريد امتلاكها وراغبًا فيها بأن تكون البديل لزوجته وإلا ستُهلك للأبد
"حلمي تحطم و اختفى و العزم في قلبي غفا و الدمع من عيني يسقط مرهفا املي تحطم في الصخور و الحزن اضحى بي يدور و الياس يكتب نفسه بين السطور
الخوف قيد اضلعي لم يبق لي شخص معي و شعرت همسا خافتا في مسمعي همس يقول الى متى ستظل تغرق في البكا"
"محاولة الإنسان الهرب من قدره المكتوب يشبه كثيراً الركض ضمن متاهة بمسارات متشابهة، مهما حاول الإنسان الخروج منها، سيعود لنقطة أساسية فيها، هي نقطة القدر.



❈-❈-❈

جحظت عيني سليم وهو يقرأ ما خطه والده وعندما وصلا لأسم جده الحقيقي "ألبرت" الذي أسلم وأنسب نفسه لعائلة زوجته أذا لا أصل لعائلة السعدني كما أوهمه والده من قبل
ظل يردد أسمه كاملا"سليم توفيق مختار السعدني" ثم ضرب بقبضته المكتب بقوة وهو غير مُصدق تمامًا لاسرار والده الخفية وعالمه الآخر الذي لا يعلم عنه شيئًا..
ترك سليم المذكرات الخاصة بوالده ثم غادر الفيلا متوجهًا إلى المشفى أولا للاطمئنان على وضع شقيقه
ثم يذهب إلى فيلته لرؤية والدته وعرض عليها تلك الصورة ليعلم هل والدته على علم بحقيقة جده ووالده وما الشخص الآخر الموجود معهم بالصوره..
❈-❈-❈
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي