2

أوصلت صابحة ريان ووعد إلى إحدى الغرف، ولا يزالوا خارج الغرفة أمام الباب.
صابحة لريان : لو احتاچتوا ايوها حاچة، ازعج و جول يا خالة صابحة هتلاجيني فوج راسكم، اجصد في خدمتكوا.
(جرى ايه يا صابحة انت عاوزة تتفرجي مع الفانز).
ناظرها ريان بحاجب مرفوع في دهشة راداً عليها بصراخ : عتجولي ايه أنتِ؟
وعد : جرى إيه يا ريو ؟ ما بوراحة على الست.
(بتلعبي في عداد عمرك أنت، أنا عارفة).
صابحة وهي تتشدق بفمها يميناً ويساراً : ريو .

ريان وهو يناظر وعد بتوعد راداً على صابحة : ما عاوزينش حاچة فرجينا دلوك .
صابحة : آني بجول يعني استنى وياكم يمكن تحتاچوا حاچة.
وعد وهي تتشبث بصابحة وكأنها طوق نجاتها بعد نظراته المتواعدة تلك : ايوه ياأنتي صابحة خليكي، أنا حبيتك حبيتك.
صابحة وهي تناظره بشماتة : يا جلب أنتك صابحة، بينا على چوه.
وهي تعلق كف وعد في ذراعها وتتقدما ناحية باب الغرفة، مدت صابحة يدها لتفتح الباب.
(مش عارفة بس متخيلة صابحة بدرية طلبة ).
ريان بصوت مرتفع : وجفي عِندك يا مرة أنتِ؟ مخبولة أنتِ إياك؟
توقفت يد صابحة في الهواء بعد صراخه قبل أن تلمس مقبض الباب، وثبتت وعد و صابحة مكانهما وكأنه ضغط على زر التوقف pause , فنبرته في جملته الاخيرة تنم على تفاقم غضبه منهما.
اقترب ريان منهما وعلى وقع أقدامه وكأنه اعمل زر الحركة move .
نظرت صابحة لوعد وهما ظهرهما له وهي تنفض كف وعد من ذراعها.
صابحة : چرى إيه عاد؟! إيه چلع الحريم ده؟ إنتِ بإكده تبجي بتغضبي ربك، آني سمعت الشيخ في خطبة الچمعة اللي فاتت، وهو عيجول إن المرَة منينا لازمن ولا بد تطيع چوزها.
وعد وهي تضع يدها أسفل ذقنها وكأنها تفكر : يا شيخة! ما تقوليش .
صابحة : آه والله، طب إنتِ عارفة إنه في حالتك دي يجصد مين؟
وعد بانتباه : مين؟!
جذبتها صابحة من ذراعها لتلتفتا إليه مشيرة تجاهه : ريو.
قالتها صابحة وفرت هاربة، وتركت وعد معه وعيناه تنضحان بالغيظ والغضب.
وعد بصدمة بعد ما هربت صابحة هي الأُخرى ، كما فعلت انجيل في موقف مماثل أمام المندرة : هجيبك كلكم فلول ومدعين.
ريان وهو على وشك الإصابة بجلطة، أدار مقبض الباب ودفعها إلى الداخل وما أن أغلق ريان باب الغرفة، حتى قفزت وعد بخفة تعتلي السرير وهي تحدثه كطفلة مذعورة : بص، هفهمك أنا.
ريان بصراخ : هتفهميني إيه؟ إنت في حد إمسلطك عليا؟
وعد مجيبة في سرعة وهي تشير إلى نفسها وكأنها تتلو حواراً مكتوباً : أنا، أبداً، ده أنا نسمة، ده أنا قلبي زي البفتة البيضا، ده أنا عمر العيبة ما طلعت من بؤي، ده أنا اتحط على الجرح يبرد، واتحط على النار تولع.
ريان متقدماً منها في تمهل ويداه تلتقط حلية حزامه الجلدي يحل عقدته المعدنية بهدوء معذب لروحها المذعورة.
بعد فعلته تلك و رأسها يدور به العديد من مشاهد الاغتصاب في الأفلام المصرية القديمة، والقهوة الفائرة، والشيش المرتطم،.
وعد وهي تقفز من فوق السرير هاربة إلى الجهة الأخرى من الغرفة، وأصبح كلاً منهما بجهة.
وعد برعب : إيه؟ هتعمل إيه؟
لم يجيبها وظل يتقدم منها، ويداه ما زالت تعبث بحزامه.
وعد : إيه جو دعاء الكروان ده؟! توصل ريان إلى ما يدور برأسها إنها تعتقد أنه سيقوم بالاعتداء عليها، تلك الخرقاء!
فريان موشيه لا يسعى للنساء، النساء هم من يسعون إليه، كما إنه ليس سادياً ليحصل على إمرأة جبراً و يأخذها عنوة.
ولكن أعجبه حسها الفكاهي، وهي في أشد لحظاتها خوفاً وتوتر، وتصَنُعها القوة، وبؤبؤ عينيها يتسع ذعراً، يكاد يقسم أنه يستمع إلى دقات قلبها المرتعبة.
تثير أفعالها شياطينه وتستدعيهم للحضور، وتثير شقاوتها وخفة ظلها لبه؛ ففي كل موقف لها ردة فعل وتعليق ينسيه غضبه منها، ويثير جمالها كل خلية بجسده، قوامها، عينيها، خدودها الوردية، شفتيها المنتفختين التي تدعوه لالتهامها، كل هذا جعل منها خلطة لا تتكرر ولن يقابل مثلها.
ريان وهو يوهمها أنه سيباغتها قفزاً من أعلى السرير كما فعلت فاتجهت هي للدوران حول السرير لتأخذ مكانه في الجهة الأخرى، فغير هو اتجاهه وأمسك بها، وقد سل حزامه من عراويه، ولفه سريعا حول أصابعه كالقرباج.
شهقت وعد عندما قبض عليها و رأته ممسكاً بحزامه قابضاً عليه كمدربين الأسود.
وعد بأعين زائغة ما بين يده وشخصه : لا، لا، هو أنت منهم تصدق ما يبانش عليك.
ريان بعدم فهم : بتجولي إيه أنتي؟ چننتيني، وإيه حوار ريا وسكينة اللي كان بره ده مع اللي اسميها صابحة، وكل شوية ريو، ريو، إهنه ما بنچلعوش الرچالة، فضحتيني يا مخبلة إنتي وكله كوم واللي عملتيه في انجيل كوم ثاني، أنتي اللي جُلت لها تتمرجع وتتمسخر إكده.
وعد : لا يا سُلْطة، في دي أنت ظالمني، هي كان عندها إستعداد للانحراف ومحتاجة حد يوجهها، وأنا حطيت التاتش بتاعي بس.
ناظرها ريان وقد فجرت براكين غضبه وأخذ يطقطق رقبته يميناً ويساراً كالمصارعين وعينيه تنضح شراً.
وعد : انت هتتحول ولا إيه؟! أقسم بالله أنت لو قربت مني....
ريان وهو ينظر لها بريبة يتوقع ضربة أخرى تحت الحزام، فابتعد مسافة لا بأس بها يؤمن حاله.
وعد وهي تناظره بإنتصار : أيون ، أيون ، من خاف سلم، وبعدين الراجل منكم لازم ياخد حذره، وهو الراجل ايه غير شويه حظر وحبة حاجات فوق بعضها.
ريان بغضب : مچنونة، عليا الطلاج مچنونة.
وعد وهي تشيح إليه بيدها : يا عم روح اتجوز الأول وبعدين إبقى إحلف بالطلاق.
ريان وهو يقترب منها بمشاكسة، وهي تتراجع إلى الخلف : طب ما آني كنت طالع الجاعة عشان إكده.
وعد وهي تشهر سباباتها في وجهه: أنا بحذرك.
ريان وهو ما زال يقترب وهي تبتعد : ما بخافش آني.
وعد وهي ترتجف متراجعةً : إرجع بقول لك.
وأثناء تراجعها تعرقلت بالسرير خلفها، وسقطت على ظهرها، فقفز هو فوقها يعتليها رافعاً جسده عنها دون تلامس.
وعد بتأفف : أوف يا دي النيلة، إيه اللي جاب البتاع ده ورايا، ده أنت لو مرتب المشهد كده مش هيتم بالكفاءة دي.
رفعت نظرها إليه وجدته هائم بها وعينيه بهما بريق لامع، يتفرس ملامحها بوله.
رفعت يدها لتدفعه بعيداً عنها، فقبض على كفيها يرفعهما أعلى رأسها، ولا زال في تأمله لها.
ريان بهيام : وعد أنتي چميلة جوي.
وقبل أن تجيب أو تحرك ساكناً، وجدوا من يدفع الباب دون إذن.
صابحة : يا حومتي.
ريان منتفضًا بفزع : إيه يا چلوص الطين أنتي؟ في حد يخش إكده.
هبت وعد واقفة تتجه نحو صابحة تأخذها بالأحضان وكأنهما صديقتان لم يلتقيا منذ زمن : صبوحة حبيبتي ليكي شوقة.
صابحة وهي تأخذها في أحضانها، وتنظر إلى ريان من أعلى كتف وعد، تصحن بيدها له وتخرج لسانها، بمعنى (نطيت لكم)،
ريان وهو يدق الأرض بقدميه كطفل صغير سلبت منه دميته المفضلة، واقترب منها ينتزع وعد من أحضانها يجذبها من إحدى ذراعيها إليه، وصابحة تجذبها من الذراع الآخر.
صابحة : چرى إيه خلعت البت يا حبة عين أمها.
ريان بغضب : ارفعي يدك عنها، يا مكلوبة انتي.
وظل يجذبها وصابحة تفعل المثل. أصدرت وعد صافرة وهي تسلت ذراعيها من قبضتيهما :game over, استهدوا بالله يا جماعة.
و وجهت حديثها لصابحة : صبوحة إحنا ننزل تحت تحضري لي لقمة على الماشي كده، و نطلع و تكملوا خناق عادي، اصل الأكل اللي كان في المغارة كان طِعِم قوي.
تأبطت ذراعها تتحرك بها إلى الخارج، وتركته خلفها يشتعل إثر اقترابه منها، فقد كان يمني نفسه بقبلة.
(يا قليل الأدب ).
وعد لصابحة : ألا قولي لي يا صبوحة، هو انتي اللي كنتي عاملة الأكل بتاع المغارة( تقصد الشونة).
صابحة باستفهام : مغارة إيه؟!.
وعد : الله، هو انتي ما تعرفيش.
صابحة : ما اعرفش إيه؟!
وعد : لاء، ده أنا أحكي لك بقى، بس إتوصي بيا انتي في الرز المعمر و الفراخ.
ريان من خلفهما : انتي، يا بلوة انتي، هو ده وجت وكل.
لم تنتبه وعد لما قاله؛ فاهتمامها منصب على الطعام الذي ستجلبه لها صابحة بينما التفتت له صابحة وهي تغمز له بإحدى عينيها : أمال وجت إيه يا ريو يا شجي أنت؟!
ريان بأعين جاحظة مرددا : يا ريو، يا شجي، لاه آني إكده بجيت مسخرة.
رفع يده إلى السماء يدعو عليها كما كانت تدعو على زين : منك لله يا وعد يا بنت ام وعد، أشوف فيكي تلت ايام ورا بعض، لاه سبوع.
عاد إلى داخل الغرفة مرةً أخرى صافقاً الباب خلفه متوجهاً إلى الحمام الملحق بالغرفة؛ ليأخذ حماماً بارداً يهدئ به نيران جسده من قربها الذي أرهق رجولته، وأشعل به حرارة جياشة.
وقف ريان تحت رذاذ الماء والبخار يتصاعد منه، يفكر ببلوته ثم إنتبه : واه آني ما شفتش حاچة في الدولاب اللي برة ده، تنفع تتلبس.
فقد تجرد من ملابسه قاذفاً إياها على السرير، ودخل إلى الحمام بسرواله الداخلي القصير، حسناً فهي ليست بالغرفة، وهو يعرف أنها لن تعود قبل أن تنهي على ما نزلت إليه بالأسفل.
.
هبطت وعد وهي تتأبط ذراع صابحة وهما تتهامسان.
صابحة : ما جولتيش إيه جصة المغارة دي.
وعد : لا يا صبوحة، أنا طالما جعانة مش هركز، بصي مش هو أقرب طريق لقلب الرجل معدته.
أجابت صابحة : معلوم.
وعد : وأقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم.
أجابت صابحة : عيجوله إكده، بس ما خبراش.
وعد : لا هو إكده، أنا بقى اكليني تبقي حبيبتي وصاحبتي وكفاءة.
صابحة : بس إكده، بس عتحكي لي.
وعد : من طأطأ لسلاموا عليكم.
صابحة : يعني هتخلصي واكل وتجعدي إمعايا؟
وعد : للصبح لو عايزة.
سحبتها صابحة سريعاً تجاه المطبخ وهي تلتقط الأواني المغطاة أعلى الفرن؛ لتشعله.
وعد : انتي بتعملي إيه.؟
صابحة : بسخن لك الوكل يا نضري.
وعد : لسه هتسخني هاتي يا شيخة هاتي.
صابحة : الرز المعمر ما يلذش غير وهو سخن.
وعد بخيبة : خلاص استنى، ولا اقول لك ما تشوفيلي جلابية ولا فستان من عندك أخدلي شاور عقبال ما تسخني الأكل.
صابحة ببلاها : هتخدي إيه؟
وعد : قصدي هتسبح.
صابحة : دجيجة، هحط لك البرام في الفرن، وهچيب لك چلابية نضيفة من عند ابتسام بتي، هي أصغر منيكي بكتير، بس ما شاء الله الله عودها فاير.
وضعت ما بيدها في الفرن ونادت على ابنتها من باب الجنينة الخلفية حيث قن الدجاج والطيور التي كانت ابتسام تطعمهم، فهي تأتي مع والدتها أثناء تواجد كبيرهم بالدوار لتساعدها، كما أن العام الدراسي الجديد لم يبدأ بعد.
صابحة : بت يا إبتسام.
إبتسام : أيوه ياما.
صابحة : روحي يا بت هاتي چلابية من الچلابيتين الچداد اللي عندك.
إبتسام : ليه ياما؟
صابحة : واه ما لكيش صالح عاد، وشهلي شويه يا بت.
إبتسام : حچيب لك الحمرا أصلها دايجة عليا.
صابحة : طب اخلصي، چري يا بت.
ركضت ابتسام حيث الغرفتين الملحلقتين بالدوار في نهاية الحديقة الخلفية، والتي يبيت فيهما الخادمات أثناء تواجد الصقر في الدوار، فهو دائم السفر إلى مصر لحضور جلسات المجلس، ومتابعة أعماله في مصر، و يأتي إلى البلد يومين في الأسبوع لمتابعة أحوال البلدة، وطلبات افراد دائرته، ومتابعة أعماله في البلد.
ثوان و قد حضرت إبتسام تحمل في يدها الجلابية الحمراء الضيقة. (حمراء، ضيقة لا يا جماعة أنا ماضمنش ريان الصراحة ).
أخذتها صابحة من يدها واسرعت إلى الداخل تعطيها لوعد.
صابحة: خدي يا ست البنتة، بس عجولك خمس دجايج تكوني أخدتي الابصر إيه ده، عشان تاچي تحكي لي، خمس دجايج وفسوة هكون فوج راسكم فوج.
وعد : حبيبتي يا صبوحة، بس إيه فسوة دي؟!
صابحة : ما عرفاش بس هم عيجولوها إكده.
وعد : مش عاوزة افاجئك بس دي مش بتتقال.
( اخص الله يقرفك معدتي قلبت على السيرة).
اخذت وعد الجلابية وصعدت الى القاعة في الأعلى لتأخذ حماماً وامسكت ما بيدها تقلب به.
......
بعد أن قام ريان بأخذ حمام وجد منشفة كبيرة مطوية على أحد الأرفف، التقاطها يلف بها خصره بعد ما ارتدى سرواله القصير، وخرج ليبحث عن شيء آخر ليرتديه و إن لم يجد سيرتدي ملابسه مرة أخرى ويذهب بعدها لشراء بعض الملابس له ولها.
.........
وأثناء صعودها كانت انيتا تخرج من الغرفة التي تقيم بها هي وانچيل.
وعد : على فين يا قمر؟!
انيتا : بدور على ريو ما لاجياهوش كت عاوزاه اتحدت وياه.
وعد وهي لا زالت تستغرب حديثها فهيئتها وطريقة نطقها للهجة الصعيدية لا ينسجمان معًا .
وعد : تتحدتي وياه، ده أنت تتكلي أكل، أنتي اتعلمتي تتكلمي كده إزاي!
انيتا : واه چرى إيه يا هديرة انتي؟! بتحدت من خشمي.
وعد : هديرة وخشمي، احيه ده بيفرض شخصيته على كل اللي حواليه البت نسخة منه، حتى نفس تكشيمة الوش.
انحنت وعد تجلس القرفصاء أمام انيتا تحادثها : عيب يا حبيبتي، أنا أكبر منك المفروض البنات الصغيرة تبقى رقيقة كده وكيوت.
وضعت انيتا كف يدها على وجه وعد تدفعها إلى الخلف فاختل توازنها ووقعت جالسة.
انيتا : همليني السعادي، جال كيوت جال، و آني فيجالك.
وعد لنفسها : أنا اتهزأت خالص.
قامت وعد من جلستها تلك ذاهبة إلى القاعة وهي تبرطم : إيه دي، دي طفلة دي، دي كانت هتبلعني، اقسم بالله.
فتحت باب الغرفة وهي ممسكة بالجلابية، وتهز رأسها باستنكار على أفعال الصغيرة، فارتطمت بشيء رطب يقف بجوار الباب عند الدولاب المجاور له، رفعت رأسها تجده يعبث بشيء ما في داخله فانتبه لها بعد فتحها للباب وارتطامها به، شهقت وعد بفزع وهي تجده عاري الصدر أمامها، قطرات المياه تتساقط من شعره الأسود الناعم مرورًا بشعيرات ذقنه النامية تعرف طريقها على صدره و أكتافه و عضلات ذراعيه في منظر مغري.
الجمتها الصدمة عن الحديث وهي تراه للمره الثانية على تلك الحالة، فارتدت للخلف تبعد عنه فارتطم ظهرها بالباب خلفها مما أدى إلى غلقه.
وعد : أُم الباب والسرير والحسوكة اللي بتحط فيها دي يا جدعان، والله كده ما يصحش.
(يا بنتي اتهدي كل أما أجي أعمل لك مشهد رومانسي بتبوظي أمه ).
لم تكمل جملتها حتى انفتح الباب مره أخرى فأدى ذلك إلى دفعها إليه واقعة بين أحضانه، فالتفت يديه حولها تلقائيًا.
ولم تكن سوى صابحة فلقد نفذت ما قالته و جاءت تستدعيها بعد خمس دقائق وفسوة.
صابحة : هو ده الحمام اللي انت طالعة تاخديه.
وعد : طبعا لو حلفت لك إني مظلومة، مش هتصدقيني.
ريان بغضب: تحلفي لها إيه؟! يا مچنونة انتي! انتي مراتي .
انتزعتها صابحة من أحضانه وهي تزجره : تموت في جلة الحيا.
وأثناء انتزاعها من أحضانه، فُكَت عقدة البشكير الذي يلفه حول خصره، فجحظت عيناه.
عندما رأته صابحة بتلك الحالة من احمرار الوجه وجحوظ العينين قذفتها إليه ثانية ظنناً منها، أنه انزعج بسبب حديثها معه عن قلة حيائه وانتزاعها لها من أحضانه، ارتطمت وعد مرة أخرى بصدره العريض، تضع كفيها على عضلات صدره العاري وفرت الأخرى هاربة مرة أخرى.
هو في موقف لا يحصد عليه إنه الآن أمامها بسرواله الداخلي فقط يضمها إلى صدره ليس تحرشًا ولكن خجلًا من منظره.
هو بهمس خجل : وعد غمضي عينك.
هي بالفعل كانت مغمضة العينين فرطوبة جسده مع رائحة الغسول ورائحة جسده الرجولية قد خدرت حواسها، فهي بالآخر بشر، ولكن بعد جملته انتبهت على حالها تفتح عينيها.
وعد وهي ترفع رأسها وتحاول دفعه بكفيها الرقيقتين، ولكنه متشبثًا بها مخضب الوجه.
ريان : مش هاهملك غير لما تغمضي عينك.
وعد : ده ليه بقى ان شاء الله؟! اقترب بشفتيه من أذنها يبثها سره الخطير : البشكير وجع ومش لابس حاچة تحتيه.
(عادل امام ويسرا جزيرة الشيطان)
اغمضت عينيها على الفور وتصلب جسدها بين يديه فكانت في غاية الجمال بإستكانتها تلك تطبق جفنيها بقوة، فطبع قبلة صغيرة على وجنتها وابتعد، وهي لا تعرف ماذا تفعل تخشى ان تفتح عينيها لتنهره يكون لازال عاريًا، وتخشى ان تحاول الخروج تصطدم به وهو على حالته تلك، فمن شدة توترها بعد علمها بشأن البشكير، أطبقت عينيها سريعًا قبل أن تحدد إذا كان ظهرها للباب أم وجهها، فخشت التقدم أو التراجع فتصطدم به مجددًا،.
انتهى ريان من ارتداء ملابسه بعدما التقط احد الجلاليب الرجالية من الدولاب والسروال الخاص به.
مر بها وهي متصنمة جوار الباب ولا زالت مطبقة جفنيها فشعرت برطوبة شفتيه على خدها الآخر يلثمه وانفاسه الحارة تلامس وجهها.
شهقت وعد بخجل وهي تضع كفها موضع قبلته وهمت لتوبخه، (لسه فاكره يا اختي )
فاستمعت لصوت فتح وغلق الباب خلفها ففتحت عينيها بعد ما خرج، تتنفس الصعداء فقد كانت تحبس أنفاسها بسبب توترها وخجلها وأخيرًا قبلته.
تسارعت وتيرة تنفسها وهي تستشعر رطوبة قبلته تحت أنامل كفها الموضوع على خدها.
وعد : يخرب بيت حلاوة أمك هو فيه كده، والله كده ما نافع أنا أروح اطلب إيده ونخلص.
أخذت ما بيدها ودخلت إلى الحمام لتستحم، ولكنها عادت مسرعة تغلق باب الغرفة بالمفتاح الموضوع به من الداخل، وزيادة في الحرص اخذت الجلباب معها ومنشفة من الدولاب ودخلت الحمام مرة أخرى، واغلقت الباب من الداخل لا تعلم أخوفاً منه أم من نفسها، فلقد بدأت تتأثر به و بأفعاله وبلمساته لها.
اخذت حمامًا سريعًا وارتدت ملابسها وخرجت وهي تجفف خصلاتها بالمنشفة، فاستمعت إلى طرق على باب الغرفة فذهبت لتفتح فبالتأكيد هي صابحة، وما إن فتحت الباب حتى تصنم هو هذه المرة، وهو يراها بهذا الجلباب الأحمر الضيق الذي يرسم تفاصيل جسدها ببراعة، وشعرها المبلل الملتصق بجانب وجهها وعلى عنقها الأبيض المرمري.
افسحت المجال له ليتقدم فعلى كل حال لقد انتهت وستهبط للأسفل لتستمتع بوجبتها الشهية التي وعدتها بها منبع الندالة صابحة، ولكن ليس ما يشغلها هو وضعهما الآن، ولكن ماذا سيحدث ليلاً.
تقدم للداخل يفحصها بأعين خبيرة لا يترك تفصيلة بها إلا وطبعها في مخيلته.
عندما تقدم هو إلى الداخل تحركت هي ناحية الباب لتهبط إلى الطابق السفلى.
فوجدته يهدر بها : وجفي عندك. وعد
: يادي النيلة، إيه دور الغفير اللي ما تقمصه ده؟!
ريان: رايحة فين يا هديرة انتي؟! بمنظرك ده.
وعد : امم هديرة، أنا قلت هو بغباوته.
التفتت له بعد ما كانت تواليه ظهرها.
وعد : مالك كل شويه وجفي عندك وعامل لي فيها العسكري الأخضر.
ريان وهو يقطع المسافة بينهما في خطوة واحدة يمسكها من ذراعها يهزها بقوة آلماتها.
ريان بغضب : انتي إزاي عتكلميني إكده؟! انتي نسيتي نفسك إياك.
وهَمَّ يستكمل إهانته لها ولكن استوقفته أناتها إثر تألمها من قبضته القوية وتجمعت العبرات في مقلتيها، فعنف نفسه على إلامها وعلى ما قاله وعلى ما لم يَقُل، ولكنها أثارت غيرته برغبتها في الهبوط بهذا الزي المغوي ويراها ماجد والصقر وايضًا هذا العوض، والأدهى أنها تتطاول عليه في الحديث وجرأت عليه تلك الصابحة، وهو شخصية قوية ذو كبرياء وعزة، ولا يقبل أن تقلل من شأنه إمرأة، حتى لو كان عاشقًا لها، هو حقًا لا يعلم مسمى لما يشعره الآن، أوليس حبه للتواجد معها ومشاكستها ورغبته بها وغيرته عليها وتمنيه لإبقائها بجواره أكبر وقت ممكن عشقًا؟ فإن لم يكن كل هذا عشقًا فماذا سيكون إذًا؟!
جذبها إلى صدره ويده خلف رأسها يحتضنها بحنو ليس رغبة ولكن أسفًا وندمًا على جرحه لها وتقليله لشأنها فهو لا يعلم عنها شيئًا ولكن قلبه يطالب بها الى جواره، فلا بد من جلسة حديث مطولة بينهما،
وعندما قام هو بجذبها إليه حتى..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي