الفصل الخامس والعشرون حقد امرأة

إلقد شعر الملك سليمان بالإرتياح عندما ايقن أن الله هو الذي كتب له ولعائلته النجاة في الفترة الماضية، وأنه سبحانه هو الوحيد القادر على حمايته ورد كيد الكائدين فاطمئن قلبه وهدأت ملامح وجهه.

نظر الوزير فضل الشامي إلى الملك سليمان، وقد بدى عليه الإعجاب بالملك سليمان، فعلق قائلًا:
-مولاي الملك المعظم، أريد أن ابدي اعجابي الشديد بإيمان مولاي، فكما لفت انتباهي إليك في السجن إيمانك الشديد بالله ويقينك بأن الله سيقف معك وسينصرك، اليوم أيضاً وجدت من مولاي هذا اليقين بالله.

دنا الملك من وزيره وتحدث إليه قائلًا:
-لولا يقيني في رحمة الله لفقدت عقلي ولتوقف قلبي من أهوال ما مررت به، ولكن هذا لا يمنع أن نفعل كل ما نستطيع حتى نلقي القبض على ميسون، وحينها سيعم الأمن والسلام في أرجاء المملكة، اذهب أنت الآن وقم بعمل ما طلبته منك.

اومىء الوزير فضل الشامي برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا مولاي سوف أقوم بذبح الذبائح وتوزيعها على الفقراء والمساكين ولن اتقاعس على البحث عن ميسون وابنها فارس.

اتجه الوزير فضل لمغادرة قصر النيروز وفي طريقه لفت انتباهه رئيس الشرطة رحيم وقد اجتمع برجاله ووقف يتحدث إليهم.

دنا الوزير من رئيس الشرطة وتحدث إليه قائلًا:
-رحيم، هناك شيئًا أود التحدث فيه معك ولكن بعيدًا عن المسامع.

اومىء رئيس الشرطة برأسه واصطحب الوزير فضل إلى غرفة آمنة ثم تحدث إليه قائلًا:
-سيدي الوزير، هذا المكان آمن، يمكنك أن تخبرني هنا بما تريده.

دنا الوزير فضل الشامي من أذن رئيس الشرطة وظل يتحدث إليه بصوتٍ خفيض.

بعد أن أنهى الوزير فضل حديثه علت الابتسامة وجه رئيس الشرطة وعلق قائلًا:
-سيدي، إنها حيلة رائعة سوف اقوم بتدبر  الأمر للإيقاع بميسون في أسرع وقت ممكن.

بعد مغادرة الوزير فضل قصر النيروز دلف رجل ملثم إلى حديقة القصر ووقف يتحدث مع أحد الحراس ثم قام بإعطاء الحارس صرة مليئة بالمال وغادر وهو يتلفت حوله يمينًا ويسارًا.

في إحدى المنازل القديمة المهجورة بأطراف مملكة النيروز جلس فارس بن المنصور وهو يتطلع بغضب إلى والدته التي ترقد محمومة، ويتوعد قائلًا:
-لن ادع ما حدث لكِ يمر دون أن انتقم لكِ من سليمان وزوجته وابنه، لن ادع دماء والدي واشقائي تذهب هباءً دون أن يدفع الجميع الثمن غاليًا.

نظر ميسون إلى ابنها وانهمرت الدموع من عينيها وقالت:
-بني، لقد قام عزالدين بقطع قدم أمك، لا تدعه يسير على الأرض بقدمه عليك أن تنتقم منه ليلحق بوالدته شفق.

نظر فارس إلى والدته وعلق قائلًا:
-اعدك أمي أن انتقم منه على ما فعله بكِ وسوف أنتقم من والديه أيضاً، سوف اجعل قصر النيروز يشهد مذبحة لا مثيل لها.

نظرت ميسون إلى ابنها وقد بدى عليها التعجب ثم علقت قائلة:
-بني، ألا زالت شفق على قيد الحياة؟!

أومىء فارس برأسه وعلق قائلًا:
-أجل، لقد كانت بين الحياة والموت ولكن حدثت معجزة وتم شفائها.

ثارت ميسون غضبًا وعلقت قائلة:
-كيف حدث ذلك؟! لقد قمت بطعنها بخنجر مسموم، الجميع يقف في صف شفق حتى القدر يساعدها، كم. هي محظوظة تلك المرأة.

ربت فارس على يد والدته وتحدث قائلًا:
-أمي، إن كانت شفق محظوظة فإنني أعدك ألا يحالفها الحظ هذه المرة، لقد اعدت خطة لن يستطيع أيًا منهم الإفلات منها.

اومئت ميسون برأسها وعلقت قائلة:
-أأمل ذلك واتمنى ألا يقف القدر ضدنا مرة أخرى، لديك الكثير من الأموال التي جمعها والدك يمكنك أخذها فسوف تفتح لك الأبواب المغلقة ولكن لا يحدث ذلك حتى أشهد مقتلهم جميعًا بنفسي.

نظر فارس إلى والدته وعلق قائلًا:
-أمي، لا يمكنك التحرك عليكِ أن تلزمي فراشك حتى يتم شفائك، لقد اخبرني الطبيب أن الحركة قد تهدد حياتك، اعدك إنني سوف أفعل كل ما يثلج قلبك ويشفي غليلك، سوف اقتلهم جميعًا.

نظرت ميسون إلى قدمها المبتورة وانهمرت الدموع من عينيها ثم علقت قائلًا:
-أجل أريدك أن تقتلهم جميعًا، لا بل اقتل سليمان وابنه وأريدك أن تقطع قدم شفق كما فعل ابنها بقدمي فتشعر بما اشعر به ويحترق قلبها على زوجها وابنها وقدميها أيضاً فتعيش عاجزة ما تبقى من حياتها.

ربت فارس على يد والدته وهمس إليها قائلًا:
-أمي، لن أعود إليكِ حتى أفعل كل ما تريدينه ليس هذا فحسب بل سأتي إليكِ بقدمي شفق حتى تتأكدي بنفسك.

علت الابتسامة وجه ميسون وقالت:
-حينها ستكون حقًا ابني الذي اخرج من رحمي.


غادر فارس البيت الذي يختبىء بداخله وهو يتوعد الملك سليمان وأسرته بالقتل.

اجتمع فارس بما تبقى من رجال والده ووضع خطة للدخول إلى قصر النيروز والقضاء على الملك ونجله.

بعد لحظات انهى فارس اجتماعه واتجه إلى قصر النيروز.

قصر النيروز.
جلس الوزير فضل مع رئيس الشرطة يتحدثان في أمر ميسون وابنها.

طلب الوزير فضل من رحيم رئيس الشرطة أن يشدد الحراسة حتى لا يتحدث اختراق لأمن القصر.

في ذلك الوقت نجح فارس ورجاله في التسلل داخل قصر النيروز بعد أن قام بدفع مبلغ كبير من المال للحراس.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي