الفصل العشرون القصاص العادل

سخر حسام الدين بن المنصور من الأمير عزالدين الذي وقف ثابتًا ثم تحدث إليه بثقة وقال:
-حسام الدين، عليك بالإستسلام أنت ومن معك، لا أريد أن تراق دمائكم على يدي.

نظر حسام الدين إليه وعلق ساخرًا:
-هل تعتقد أن جبان مثلك قادر على قتل ذبابة؟!

اشار الأمير عزالدين إلى رجاله وقال:
-اقبضوا على حسام الدين ورجاله ودعوهم في إحدى غرف القصر حتى ننظر في أمرهم.

ضحك حسام الدين وأشهر سيفه ثم تحدث قائلًا:
-من أراد أن يقتل فليقترب مني.

ثم دنا من الأمير عزالدين وحدثه قائلًا:
-أما أنت فسوف أجعلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يتحدى الأمير حسام الدين بن المنصور.

شرع حسام الدين بتوجيه ضربة قوية بسيفه للأمير عزالدين ولكنه فوجىء بالأمير يعترض الضربة بسيفه ويطير السيف من يد حسام الدين.

نظر الأمير عزالدين إلى بقية الرجال وقال:
-كما أخبرتكم من قبل لا أريد أن تراق دمائكم على يدي.

وأثناء حديث الأمير عزالدين تسلل جسام الدين وأمسك بسيفه وحاول مجددًا طعن الأمير عزالدين ولكن عبدالعزيز الصديق الجديد للأمير عزالدين أسرع وقام بقتل حسام الدين.

دنا الأمير عزالدين من صديقه عبدالعزيز وتذكر الكلمات الأخيرة للفارس زورو:
-سوف أبقى بجوارك دائماً ولن أسمح لأحد أن يمسك بسوء.

علت الابتسامة وجه الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-ونعم الصديق أنت يا زورو.

امر الأمير عزالدين بالقبض على من تبقى من رجال حسام الدين وأخوته، ثم  توجه لقاعة الحكم بالقصر وهناك فوجيء بالمنصور غارقًا بدمائه، وبجواره الفلاح الذي اغتصب حسام الدين أرضه ولم ينصفه المنصور أو يستمع لشكواه عندما جاء ليشكوه إليه ولم يرد عليه حقه.

نظر الأمير عزالدين إلى الفلاح وتحدث إليه قائلًا:
-لماذا فعلت ذلك؟!

نظر الفلاح إلبه وعلق قائلًا:
-إنني اقتل من اغتصب أرضي، فلولا هذا الظالم لما تجرأ ابنه وأخذ أرضي وبيتي.

نظر الفلاح  فرأى الملك سليمان، توقف عن الحديث فتحدث  اليه وقال:
-لقد جئت لأستعيد ملكي وتمنيت ألا تراق دماء المنصور على يدي أو يد ابني.

دنا الفلاح من الملك سليمان وأسرع بتقيبل يده ثم تحدث إليه وقال:
-مولاي الملك المعظم سليمان، كنت ادافع عن ببتي وأرضي ممن اخذها ظلمًا وعدوانًا.

ربت الملك على كتف الفلاح وقال:
-لا عليك، سوف يعود إليك بيتك وأرضك  ليس أنت فحسب بل سوف ترد المظالم إلى اصحابها.

شعر الفلاح بالسعادة وغادر قصر النيروز وهو يهتف قائلًا:
-عاش الملك العادل سليمان، سوف تعود المملكة كسابق عهدها، سوف تعود المملكة كسابق عهدها.

إلتفت الملك سليمان إلى ابنه الأمير عزالدين وأسرع إليه وقام بضمه إلى صدره وهو يقول:
-حمدًا لله على سلامتك يا بني عودًا حميدًا.

علت الابتسامة وجه الأمير عزالدين  علق قائلًا:
-أبي، لقد اشتقت إليك كثيراً، حمدًا لله على سلامتك، لم أكن اتوقع أن يصل الحد بالمنصور وأولاده إلى فعل ذلك، ولكن تعلم خلال رحلتي الماضية أن كل شيء يمكن أن يحدث وأنه علينا أن نحترس.

ربت الملك سليمان على كتف ابنه وعلق قائلًا:
-على الرغم من أنه كان درسًا قاسيًا للجميع إلا أننا خرجنا منه وقد تعلمنا الكثير والكثير.

طلب الملك باستدعاء فضل الشامي وتحدث إليه قائلًا:
-فضل من الآن فصاعد أن وزيري.

ثم نظر إلى رحيم وقال:
-أما أنت أيها السجان الرحيم سوف أعينك رئيس الحرس.

همس الأمير عزالدين إلى والده فصاح قائلًا:
-أيها الحرس فلتذهبوا إلى غابة الأحلام وتحضروا الملكة شفق في موكب ملكي يليق بها.

أعاد الملك سليمان حديثه إلى وزيره فضل وقال:
-فضل أريد للملكة أن تتطهر من الظلم الذي لحق بها على يد المنصور وأبنائه.
أعيدوا المظالم إلى أهلها وكل من تم طرده من بيته أو أرضه فأعيدوا إليه كل ما سلبه منه المتصور وأبنائه، وارسل في البلاد من ينادي بأن بابي مفتوح لك من وقع عليه ظلم.

تم اجلاء القصر من القتلى وامر الملك سليمان بإلقاء القبض على من تبقى من أبناء المنصور ووضعهم في سجن الحجيم.

وصل الموكب الخاص بالملكة شقق إلى قصر النيروز وسط تدافع من الناس الذين كانوا يهتفون:
-عاش الملك سليمان، عاشت الملكة شفق.

حيت الملكة الجميع ثم دلفت إلى قصر النيروز لتجد زوجها وابنها في انتظارها.

اسرعت الملكة شفق إلى زوجها الملك سليمان وقامت بمعانقته وهي تقول:
-كنت على يقين بأن الله سوف يجمع شتاتنا مرة أخرى.

علت الابتسامة وجه الملك سليمان وهمس إليها قائلًا:
-كاد قلبي أن يتوقف من الخوف الشديد عليكما، لكن الحمد الله قدر الله وما شاء فعله.

حضرت الوصيفة أسيل والوصيفة فيروز وقامت بتحية الملك ثم همست أسيل إلى الملكة شفق وقالت:
-مولاتي، ميسون الغبية نائمة بالجناح الملكي الخاص بكِ، يبدو أنها لم تشعر بما حدث.

علت الابتسامة وجه الملكة شفق وقالت:
-دعيها لي سوف أذهب إليها لأخبرها بنفسي.

توجهت الملكة شفق إلى الجناح الملكي لم يقابلها جارية أو وصيفة فالجميع قد فر هاربًا خوفًا من بطش الملك سليمان.

دلفت الملكة شفق إلى الجناح الملكي ووقفت بجوار السرير الملكي الخاص بها لتجد ميسون غارقة في نومها فهمست قائلة:
-لا أعرف كيف لمغتصبة وظالمة وسارقة أن تغرق في نومها بهذا الشكل؟!

بدأت ميسون تستيقظ وبدون أن تكتشف من بغرفتها تحدثت قائلة:
-زمردة، أذهبي إلى المنصور واخبريه أن يحضر شفق إلى هنا، أريدها أن تركع أمامي.

علت الابتسامة وجه الملكة شفق وعلقت قائلة:
-يبدو أن انتقامك مني وإزلالي يشغل تفكيرك إلى حد كبير.

اتسعت عيني ميسون بعد أن سمعت صوت الملكة شفق واتجهت إلى مصدر الصوت لتجد الملكة شفق تقف بجوار الفراش.

نهضت ميسون من فراشها مسرعة وشعرت برعشة تحتل جسدها من هيبة الملكة شفق.

حاولت ميسون التماسك وحث نفسها على عدم إظهار ضعفها أمام الملكة شفق فهمست في نفسها وقالت:
-ميسون، ماذا أصابك أنتِ الآن الملكة وها هي شفق تقف أمامك لقد جاءت اللحظة التي كنتِ تتمنيها منذ سنوات عديدة؟!

ميسون التي تجهل ما حدث بالخارج وقفت أمام الملكة شفق ونظرت إليها نظرة حادة مغلولة ثم تحدثت قائلة:
-كنتِ تظنين أنكِ تستطيعين الهرب مني وأنني لن استطيع معرفة المكان الذي تختبئين فيه أليس كذلك؟!

تظاهرت الملكة شفق بالأضطراب وعلقت قائلة:
-ها أنا أقف أمامك وأريد أن أعرف ما الذي تريدنه مني؟!

ضحكت ميسون بطريقة هستيرية وقالت:
-تريدين أن تعرفي ما الذي أريده منكِ، امامك خيارين إما أن اتخذ منكِ جارية أو تركعين لي أمام الناس في قاعة الحكم وتطلبين مني العفو عنكِ.

وبثقة متناهية تحدثت الملكة شفق وقالت:
-حسنًا سوف أفعل كل ما تريدينه مني.

علت الابتسامة وجه ميسون وهللت في نفسها وهمست قائلة:
-لقد حان وقت تحقيق حلمك يا ميسون، سوف أقوم بإذلال شفق أمام الجميع حينها فقط سوف أكون ملكة مملكة النيروز.

اشارت ميسون إلى الملكة شفق وقالت:
-انتظري سوف أرتدي ملابسي وأتي معك إلى قاعة الحكم.

اومئت الملكة شفق برأسها وقالت:
-حسنًا سوف انتظرك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي