الفصل التاسع عشر ساعة الصفر

نظر المنصور إلى ابنه حسام الدين وقد بدى عليه الإعجاب بما يقوله فعلق على حديثه وقال:
-قطعة الأرض راقت لك فأخذتها شيء جميل، بني جميع ما بالمملكة ملك لك ولأخوتك يمكنكم أخذ أي شيء يروق لكم.

علت الابتسامة وجه حسام الدين وعلق قائلًا:
-حسنًا والدي ولكن لا أخفي عليك فهذا العرش يروق لي.

نظر المنصور إلى ابنه نظرة حادة مقتضبة واشار بأصبعه في وجهه وقال:
-حسام، إلى هنا ويتوقف سقف طموحاتك.

علت الابتسامة وجه حسام الدين وعلق قائلًا:
-حسنًا ولكنني أعدك أن هذا العرش في يومًا ما سكون لي.

غابة شلالات الانجوازو.

استيقظت الأميرة آيلا وكأنها كانت في نومٍ عميق.

علم الملك رسلان بأن ابنته قد استيقظت من نومها فأسرع إلى غرفتها ليطمئن عليها.

دلف الملك رسلان إلى غرفة الأميرة آيلا، ما إن رآها حتى علت الابتسامة وجهه ثم تحدث إليها:
-ابني، حمدًا لله على سلامتك.

نظرت الأميرة آيلا إلى والدها وقد بدى عليها الدهشة  والتعجب وقالت:
-أبي، لقد استيقظت للتوه من نومي فبدلًا من أن تلقي علي تحية الصباح تقول لي"حمدًا لله على سلامتك"!

نظر الملك رسلان إليها وتذكر تلك المرأة العجوز التي إلتقى بها في حديقة القصر وأخبرته قائلة:
-سوف تستعيد أميرتك وعيها ولكنها في اللحظة التي سوف تستعيد فيها عيها ستمحو من ذاكرتها كل شيء يتعلق بالأمير عزالدين.

نظر الملك رسلان إليها وقد بدى عليه التعجب ثم علق قائلًا:
-ايتها العجوز ما الذي تتحدثين عنه، فالأميرة أيلا والأمير عزالدين سوف يتزوجان قريبًا.

نظرت العجوز إليه وتحدثت بثقة بالعة قائلة:
-لن تتزوج الأميرة آيلا بالأمير عزالدين ولن تراه مجددًا.

تعجب الملك رسلان وعلق قائلًا:
-ما الذي تعنيه بذلك؟! ما الذي حدث الأمير عزالدين؟!

علقت العجوز قائلة:
-لقد رحل الأمير عزالدين عائدًا إلى مملكته، فببقائه هنا لن تسعيد الأميرة وعيها بل ان حياتها ستكون مهددة.

انتبه الملك رسلان من شروده وعلم أن الأميرة لن تتذكر الأمير عزالدين فاراد أن يختبر ذلك فتحدث إليها قائلًا:
-ابنتي، ألا تعلمين أن النوم صورة مصغرة للموت، فعندما تستيقظين من نومك فإنني أحمد الله على سلامتك، ولكن هناك شيء أريد أن اتحدث إليكِ بشأنه.

نظرت الأميرة آيلا إلى والدها بانتباه شديد وعلقت قائلة:
-أبي، تفضل وقل ما شئت.

تابع الملك حديثه وقال:
-لقد تقدم لخطبتك أمير يدعى الأمير عزالدين وإنه شاب رائع فما رأيك في أن تريه لعلك ترينه شخصًا مناسبًا لكِ؟

علت الابتسامة وجه الأميرة آيلا وعلقت قائلة:
-أبي، أنت تعلم إنني لن اتزوج بهذه الطريق فلدي مواصفات خاصة في شريك حياتي الذي سأعيش معه، ولا أريد أن اتزوج بهذه الطريقة، اخبر ذلك الأمير أن الأميرة لا تفكر في الزواج في هذا الوقت.

نظر الملك رسلان إليها وقد أيقن أن ما تحدثت به العجوز أمرًا حقيقيًا وأن الأميرة آيلا لا تتذكر شيئًا عن الأمير عزالدين.

شعر الملك رسلان بالحزن على فقده للأمير عزالدين ولكنه لم يجد أمامه سوى أن تحدث قائلًا:
-إنها مشيئة الله وليس أمامي سوى الرضا بما قسمه الله، لذلك أكتفي بأن أقول لعله خير.

مملكة النيروز بداخل قصر النيروز.

لقد حان المودع المحدد لخروج المقاتلين من صناديق الهدايا.

دلف الحارس الموالي للملك سليمان وهمس ودنا من الصناديق ثم همس قائلًا:
-هيا عليكم بالخروج لقد حانت ساعة الصفر.

بدأ الرجال في الخروح واحدًا تلو الآخر.

صادف خروح المقاتلين من الصناديق دلوف أحد الحراس إلى داخل الغرفة وهو يحمل في يده بعض الهدايا؛ لوضعها بداخل غرفة الهدايا.

ما إن رأي الحارس خروج المقاتلين من داخل صناديق الهدايا حتى تقهقر للخلف قبل أن يلاحظ أحد وجوده وذهب مسرعًا إلى المنصور.

أراد الحارس الدلوف إلى المنصور للتحدث معه ولكن حسام الدين نجل المنصور قام بمنعه قائلًا:
-لا يمكنك ان تدلف إلى داخل الغرفة الملكية الآن؛ فوالدي يلتقي بمجموعة من الوفود الهامة.

نظر الحارس إلى حسام الدين وتحدث إليه قائلًا:
-سيدي، إن الأمر في غاية الخطورة ولابد لمولاي الملك بأن يعرف بما يحدث.

ضحك الأمير حسام الدين ساخرًا وقال:
-أمم الأمر في غاية الخطورة، دائمًا ما تتلصص علينا ثم تقوم بنقل كل ما يحدث لوالدي، ألست أنت من أخبر والدي بما فعلته بالراعي الذي رفض اعطائي بيته فقمت بقتله؟

شعر الحارس بالحرج وعلق قائلًا:
-سيدي الأمير، إنها أوامر مولاي الملك المنصور.
ضحك الأمير حسان الدين وعلق قائلًا:
-غدًا سوف أكون أنا ملك النيروز وحينها لن يكون لك مكان بالقصر أيها الحقير.

شعر الحارس بأن الوقت ينفذ فتحدث إلى حسام الدين وقال:
-موالي، هناك من يدبر المكائد للملك المنصور، إن لم يعلم الملك بما يحدث سوف ينتهي أمره.

نظر حسام الدين إلى الحارس وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
-من الذي يمكنه أن يدبر المكائد للملك المنصور؟! لقد قضينا على جميع المعارضين لحكم المنصور ولكن هيا اخبرني بما يحدث.

تردد الحارس في اخبار الأمير حسام الدين بما يحدث ولكن مع اصرار حسام الدين على عدم دلوف الحارس وتعنده معه قرر الحارس أن يخبر الأمير لعله يستطيع أن يمنع ما يحدث.

نظر الحارس إلى الأمير وهمس إليه قائلًا:
-سيدي، جميع صناديق الهدايا التي بداخل الغرفة ليس بها هدايا للملك المنصور.

نظر حسام الدين إلى الحارس وعلق قائلًا:
-إن لم يكن بداخلها هدايا فما الذي بداخلها إذن؟!

نظر الحارس حوله وهمس قائلًا:
-إنها تخفي بداخلها فرسان مقاتلين.

سمع الحارس الموالي للملك سليمان ما اخبر به الحارس حسام الدين فأسرع إلى المقاتلين وقال:
-هيا لابد ان تسرعوا بمغادرة الغرفة فالمنصور في طريقة إلى هنا.

غادر المقاتلون الغرفة وانتشروا في جميع انحاء القصر، فأسرع الحارس بوضع الهدايا داخل الصناديق وعندما شعر بخطوات تتجه صوب الغرفة أسرع بالإختباء.

دلف حسام الدين ورجاله إلى الغرفة وقاموا بالإلتفاف حول الصناديق ثم أشهر كلًا منهم سيفه.

قام حسام الدين بفتح الصناديق واحدًا تلو الآخر ولكنه فوجيء بها ممتلئة بالهدايا للحد الذي لا يسمح لشخص بالإختباء داخلها.

أخذ حسام الدين نفسًا عميقًا ثم نظر إلى الحارس وقال:
-أيها الحارس لقد امتلأ منك الكيل هيا أخبرني أين المقاتلين الذين اخبرتني عنهم.

وقف الحارس مذهولًا لا تصدق عيناه ما تراه فعلق قائلًا:
-سيدي، اقسم لك لقد رأيتهم وهم يغادرون هذه الصناديق.

تظر حسام الدين إلى أحد رجاله وأشار له برأسه ففهم الرجل وقام بقتل الحارس على الفور.

نظر الحارس المختبىء إلى الحارس وهو يسقط أرضًا وهمس قائلًا:
-"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" صدق الله العظيم.

وما هي سوى لحظات وكان المقاتلين قد قاموا بقتل جميع رجال المنصور واسرعوا بفتح البوابة الخاصة بقصر النيروز لدخول الأمير عزالدين ومن معه من رجال.

فوجىء حسام الدين واخوته بدلوف الأمير عزالدين إلى داخل القصر فتحدث حسام الدين وقال:
-مرحبًا بالأمير الهارب، ما الذي جعلك تعود إلى هنا مرة أخرى؟! في المرة الماضية فررت من الموت بأعجوبة أما الآن فاقسم لك لن ادعك تهرب مرة أخرى أيها الجبان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي