الفصل الخامس عشر الهروب من الجحيم

ما إن سدد القاسي ضربته حتى تلقى ضربة قوية من الفارس زورو فصلت رأس القاسي عن جسده.

نظر الأمير عزالدين إلى الفارس زورو الذي سقط على الأرض غارقًا بدماؤه وتحدث قائلًا:
-لماذا فعلت ذلك.

رجوع للحظات مضت.

أشهر القاسي سيفه وشرع بتوجيه ضربة قاتلة إلى قلب الأمير عزالدين ولكن الفارس زورو قام بدفع الأمير عزالدين للخلف لينفذ السيف إلى قلب الفارس زورو الذي قام بقتل القاسي قبل أن يسقط أرضًا.

عودة للحاضر.

وضع الفارس زورو يده على وجه الأمير عزالدين وتحدث بصعوبة قائلًا:
-ألم أخبرك إنني لن أسمح لأحد بإذائك يا صديقي؟

انهمرت الدموع من عين الأمير عزالدين وتحدث قائلًا:
-لا تتحدث سوف أذهب وأحضر الطبيب سوف تتعافي وتذهب معي لنحرر مملكة النيروز.

علت الابتسامة وجه الفارس زورو و. علق قائلًا:
-اعتذر إليك يا صديقي لقد آن وقت الرحيل.

تدفقت الدموع الساخنة على وجنتي الأمير عزالدين وأمسك بيد الفارس زورو وقال:
-زورو، أرجوك لا ترحل، تماسك يا صديقي سوف تكون بخير.

قبض الفارس زورو على يد الأمير عزالدين وتحدثت بصوت متقطع وقال:
-عزالدين، انتبه جيدًا على نفسك فالمخاطر تحيط بك، ولا تقلق سوف أظل بجوارك اتطلع إليك واراقبك واسعد بما تنجزه.

أنهى الفارس زورو كلماته ثم سكن جسده وتوقف لسانه عن الحديث وشخصت عيناه.

انفجر الأمير عزالدين في البكاء وضم صديقه إلى صدره ثم صاح غاضبًا:
-لا.. لا لقد وعدتني أن تظل بجواري.

فجأة ظهرت العجوز مرة أخرى أمامه ربتت على كتفه وقالت:
-أيها الأمير، ألم أخبرك أن بوجودك هنا سوف تفقد أحبابك هنا وهناك في المملكة؟ ألم أخبرك أن عليك العودة قبل فوات الآوان؟

وبعين تفيض بالدموع نظر الأمير عزالدين إليها وقال:
-هل سأفقد المزيد من أحبابي؟

نظرت العجوز إليه وقالت:
-لا يمكنك أن تتحدى قدرك أسرع بالعودة فوالدتك تسارع الموت هناك والأميرة آيلا تسارع الموت هنا.

نهض الأمير من مكانه وتحدث بحزن قائلًا:
-ما الذي حدث لوالدتي؟!

أمسكت العجوز بقارورة صغيرة وقامت بإعطائها الأمير عزالدين ثم قالت:
-إن لم تأخذ الملكة هذا الترياق اليوم سوف تموت.

نظر الأمير عزالدين إلى القارورة ثم تذكر الأميرة آيلا فقال:
-وماذا عن آيلا؟

علقت العجوز قائلة:
-هذا ليس من شأنك ما إن تعبر الفوهة سوف تستيقظ الآميرة من نومها.

نظر الأمير إلى العجوز وقال:
-هل كل ما حدث بسبب تباطئي في العودة؟ أعدك إنني سأغادر ولكن أريد أن أرى الأميرة واطمئن عليها قبل ذلك.

أومئت العجوز برأسها نافية وقالت:
-لا، فعندما تستيقظ الأميرة لن تتذكر أي شيء متعلق بك، عليك ان تسرع بعودتك قبل أن ينفذ الوقت وتندم اشد ندم.

وبحزن شديد أمسك عزالدين بالكتاب وقبل أن يقوم بفتحه تحدثت العجوز إليه وقالت:
-بني، سوف يعوضك الله عن كل ما فقدت فلا تقنط.

سجن الجحيم.

دلف السجان إلى داخل السجن ثم جلس أمام الملك سليمان وهمس إليه قائلًا:
-مولاي الملك لقد قمت بتدبير كل شيء، هيا انهض عليك بإرتداء هذه الثياب والخروج من هنا قبل أن يشعر رجال المنصور بشيء.

نظر الملك سليمان إلى السجان وقد ى عليه التعجب، ثم تحدث قائلًا:
-لا يمكنني الخروج رحيم، سوف يتم قتلك إن افتضح الأمر.

علت الابتسامة وجه السجان وقال:
-مولاي، لا تقلق بشأني ولكن أسرع فالأمراء ينتظرونك بالخارج.

نظر الملك إلى فضل الشامي (ذلك الرجل الذي تم إلقائه في السجن للإستيلاء على ارضه) وقال:
-فضل هيا معي.

نظر فضل إلى الملك سليمان وقال:
-مولاي، عل سأغادر السجن وأعود لأهلي؟!

علت الابتسامة وجه الملك سليمان وقال:
-اجل، ولكن قبل أي شيء علينا بمحاسبة المنصور واعوانه.

غادر الملك السجن ليجد الكثير من الامراء المحبين للملك سليمان والذين لم يسلموا من غدر المنصور.

قبل أن يغادر الملك المكان نظر إلى رحيم وقال:
-رحيم، لا يمكنني تركك هنا، لابد أن تأتي معي سوف أحتاج إليك.

اومىء رحيم برأسه وعلق قائلًا:
-أمرك مولاي الملك.

ذهب الملك إلى مكان بعيد عن أعين المنصور واجتمع بالأمراء الذين قرروا أن يتخالفوا مع الملك للإنتقام من المنصور وحتي تعود المملكة كسابق عهدها.

شعر الملك بالحزن لانه سوف يقود حربًا ضد أخيه فهمس في نفسه قائلًا:
-لم اكن اتخيل يومًا أنني يمكنني أن اخوض حربًا ضدك ولكنك أنت الذي بدأت ولابد من ايقافك ومنع الظلم عن شعب المملكة.

نظر الملك سليمان إلى الأمراء وتحدث إليهم قائلًا:
-غدًا هو عيد النيروز علينا بأن نجعل هذا العيد عيدين، عيد النيروز وعيد عودة العدل والأمان لشعب المملكة.

نظر أحد الأمراء إليه  وعلق قائلًا:
-مولاي، لم يعد أحد يحتفل بعيد النيروز، بل أن المنصور استبدله بعيد جلوس المنصور على العرش.

بدى الحزن واضحًا على وجه الملك سليمان ثم علق قائلًا:
-سوف يعود كل شيء كما كان ولكن علينا بالإسراع في التحرك قبل أن يصل إلى المنصور نبأ هروبي من السجن.

نظر رحيم إلى الملك سليمان وقال:
-مولادي، هل تسمح لي بالحديث؟

أومئ الملك برأسه وقال:
-تفضل قل ما شئت.

تحدث رحيم وقال:
-سيدي، اليوم يحتفل المنصور بيوم انقلابه عليك وجلوسه على عرش المملكة، ليس هذا فحسب بل أن أجبر جميع الأمراء والتجار بأن يقدموا له الهدايا الثمينة.



فما رأي مولاي في أن يقوم الأمراء بإرسال صناديق من هدايا الكبيرة وبداخل هذه الصناديق الفرسان الذين سوف نحتاج إليهم في مواجهة المنصور، فما إن تدخل الصناديق القصر سوف تقوم بالقتال ومواجهة المنصور ورجاله.

أومىء الملك سليمان برأسه وعلق قائلًا:
-فكرة جيدة.

ثم نظر إلى الأمراء وتحدث قائلًا:
-أيها الأمراء ما رأيكم فيما اقترحه رحيم؟

رحب الأمراء بالفكرة وأيدها الأغليية منهم، فتحدث الملك سليمان وقال:
-حسنا لنبدأ في تنفيذ الخطة.

وإلى ان يقوم الأمراء بتجهيز الصناديق المبهرة والتي توحي أن بداخلها أشياء ثمينة، جلس الملك سليمان وقد بدى عليه الحزن.

دنا فضل الشامي من الملك سليمان وتحدث إليه قائلًا:
-مولاي، اسمح لي بالحديث فإنني أعلم ما تشعر به من قلق بشأن ابنك الأمير عزالدين وزوجتك الملكة شفق، ولكن ثق في رحمة الله فقد يجمع الله شتاتكم بعد أن ظننتم ألا تلاقيا.

أومىء الملك سليمان برأسه وقال:
-كل ما أريده هو الإطمئنان عليهم وأنهما بخير.

أحد الحراس الذين يعملون في قصر النيروز الذي يدين بالولاء للملك سليمان لكنه يتظاهر بولائه للمنصور، دنا من الملك سليمان وتحدث قائلًا:
-سيدي، منذ عدة أيام جاء أحد رجال المنصور وأخبره أن إحدى جواري الملكة شفق قد زارت الطبيب وبعدها غادر معها الطبيب، فعلم المنصور أن الملك ليست على ما يرام.

نظر الملك سليمان إلى الحارس بإهتمام شديد ثم تحدث قائلًا:
-وما الذي حدث بعد ذلك، هل استطاع المنصور معرفة مكان الملكة؟!

أومىء الحارس برأسه نافيًا ثم قال:
-انتظر لحين عودة الطبيب عرفان وقام بإلقاء القبض عليه وتعذيبه حتى يعترف على المكان الذي تختبيء فيه الملكة ولكنه ظل صامدًا فاغتاظ منه المنصور وقتل ثم أمر بتعليق جثمانه على أبواب المملكة.

انهمرت الدموع من عين الملك وعلق قائلًا:
-لا يمكن أن يكون هذا الرجل عو شقيقي، لايمكن أن ما يسري في عروقه هي نفس الدماء التي تسري في عروقي، أي قلب متحجر يفعل ما فعله المنصور، كيف سيلاقي المنصور ربه وفي رقبته الكثير من دماء الأبرياء التي سفكت دون وجه حق؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي