41

أماندا
تجمدت بأرضي عندما استمعتُ إلى أصواتٍ بالخارج ، فتسللت بخطوات حثيثة اقترب بحيطة من باب الغرفة الصغيرة الملحقة بجناح والدتي ، وأنا أطوي تلك المخطوطة التي كنت أبحث عنها ورأيتها من قبل بيد أمي ، حينها كنت صغيرة وعلى الرغم من ذلك حُفِرت خطوط تلك الرسمة بذاكرتي ولا أعلم لِم كانت أمي تحرص على ألا يراها أحد ؟!

تأكدت عندما عثرتُ عليها أنني لم أكن أتوهم ،، أجل ... إنها مطابقة للوشم خاصة هذا الغريب الذي رأيته بغرفة صوفيا ، على ما أظن أنه يدعى نيكولاي .

جحظت عيناي عندما استمعتُ إلى تلك المؤامرة التي تحيكها كلاً من الملكة الأم وكنتها ، وذلك عندما قالت أمي ،
- " أنا المخطئة ، ما كان يجب علي أن أثق بهذا الحقير ويلسون ، كل تلك السنوات وأنا أعتقد أنني تخلصت من لعنة ريتا ، ولكنها للآن تلاحقني " .

انحينتُ بجذعي ، استرق النظر عبر فتحة الباب ، فرأيتُ انعقاد جبين هيلا ، التي تسائلت بإلحاح وهي تمسك يد ريتشي لتجذبها معاها تجاه إحدى الأرائك وتجلسها إلى جوارها ،
- " لا ريتشي ... لا أحب الألغاز ، يبدو أن هناك الكثير بجعبتكِ ، اطلعيني على ما يدور برأسكِ ؛ فبالأخير المصلحة مشتركة " .

استمعتُ إلى أمي وهي تجيبها بتردد ،
- " عن أي ألغاز تتحدثين ؟! لا تشغلي بالك إنه شيء غير ذا أهمية "

هيلا بمكر أطل من عينيها ، تقول بحثٍ ،
- " مهما كان ما تخفيه بشأن تلك الحثالة ربما يكون ذا نفع ، وحتى وإن لم يكن كذلك يمكننا أن نجعله صكاً رابحاً فقط تحدثي " .

اعتدلت أمي بجلستها ، تعود بظهرها إلى الخلف ، وبدى عليها الشرود وكأنها بعالم آخر ، ومن ثم تحدثت كالمغيبة تقول ،
- " اللعنة !! أنا أول شخص عارضتُ زواج أدريان من تلك الشيطانة ، وحتماً سينتقم نسلها مني ، لذا يجب أن أفكر سريعاً وبشكل جدي في خطة للخلاص من صوفيا ولكن كيف لي أن أعرف أين يمكنني العثور على أخيها ؟! " .

تمهلت ومن ثم أضافت بحماس ، التمعت له عيناها ،
- " الوشم ... فقط الوشم هو سبيلي الوحيد ، لقد رأيتُ وشم تلك الملعونة محفور على جسدها وهي مع ألكساندر بغرفة الخدم قبل الحفل " .

مالت هيلا تقبض على كتفيّ أمي ، تهزها برفق وكأنها تعيدها إلى أرض الواقع ، متسائلة ،
-" ريتشي ، بحق الآلهة أنا لم أفهم كلمة مما قلتِ !! هل يمكنكِ توضيح تلك الأحجيات ، من أدريان ؟ وعن أي شيطانة تتحدثين ؟ وما علاقة صوفيا بكل هذا ؟ وهل لتلك العقرب توأم ؟ " .

طرقتُ جبيني براحة يدي وتلك الأسماء لها وقع بالذاكرة ، أدريان ... أدريان ... إنه عمي ، نعم .. لقد حكى لي ألكساندر عنه ، وأنه قد توفى قبل ميلادي بأعوام قليلة " .

في حين أن أكدت أمي ظنوني وهي تستفيض في الشرح ،
- " أدريان عمه لإلكساندر وأماندا ، لقد أغوته ريتا تلك الشيطانة التي كانت تحكم مملكة الجن ، وأوقعته في عشقها طمعاً في هجين ذا قوى خارقة يجمع ما بين قوى الجن وجبروت المستذئبين " .

قاطعتها هيلا تقول بأعين مستديرة ،
- " ماذا ؟! ريتا أمه لإڤان كانت زوجة عم ألكساندر !! تباً كيف لم أشك بالأمر ؟! أ لهذا كان إڤان قريب إلى تلك القميئة وظل يراقصها طوال الحفل ؟! في حين أنه لا يستصيغ مُجالستنا ودوماً ما يتجنبنا هو وعشيرته وتلك هي طبيعتهم " .

أومأت ريتشي بالإيجاب ، مستكملة ،
- " أجل ... إڤان أخوها لصوفيا وكذلك توأمها الذي لا أعلم أرضاً له ولا أعتقد أن ويلسون سيدلني عليه ، لعامين وأنا أظن أن من أمرت چاكوب بخطفها هي ابنة ريتا وأدريان ، ولكنها ابنة ذلك المارق الذي وثقت به في الماضي وطلبتُ منه أن يخلصني نهائياً من هذا التوأم الذي كان ذَكَره هو الأولى بقيادة القطيع بما أنه الابن لكبير العائلة المالكة ، ولكن ويلسون خدعني " .

لأول مرة أرى كل هذا القدر من الكراهية بعينيّ أمي ، التي زمجرت تقرض على أنيابها بغيظ ، تقول بوعيد ،
- " مهلاً ويلسون .. سأغلق بئر الماضي وبعدها سأتفرغ لانتقامي من هذا الخبيث الذي أمنته هو وقطيعه وجعلتهم يعيشون في سلام لقرون ، لولاي لكانت رأس ويلسون معلقة للآن بساحة الإعدام على رمح ، وتعفنت جثته وما بقى منها سوى كتلة من العظام " .

هيلا بريبة ،
- " ريتشي ما تقولينه ليس بالأمر الهين ، معنى حديثكِ أننا نواجه عدو لا يستهان به ، هل لديكِ علم عم سيكون بانتظارنا إذا ما جازفنا للنيل من تلك المارقة ؟! قصة الهجين ذو القوى الخارقة لابد وأن نضعها في الاعتبار ، ناهيكِ عم إذا علم ابنك بأن لنا يداً في إيذائها ، للآن لا أضمن ردة فعله إن توصل لمن حاول قتلها بالسم في الحفل " .

التفتت إليها أمي ، تقول بتهكم ،
- " وهل تظنينني حمقاء لأقدم على فعلها بيدي كما حاولتِ أنتِ ، ولن تتم مهمة الخلاص منها هنا في القصر حتى لا يتهمنا فيها ألكساندر ، وكما قلتِ لابد وأن يكون الفاعل ذا قوة تضاهي قوتها " .

هزت هيلا رأسها باستحسان بدى جلياً على معالم وجهها ، وأردفت قائلة ،
- " دعيني أشيد بذكاء مولاتي الملكة، هيا اخبريني بمَ يتوجب علينا فعله ؟! " .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي