الفصل العاشر اختطاف

وقف الأمير عزالدين، ثم نظر إلى الفارس زورو وتحدث قائلًا:
-أنت محق، لا يمكن أن ندع هذه الفتاة بمفردها في هذا المكان؛ لعلها تتعرض للهجوم من حيوان مفترس.

علت الابتسامة وجه الفارس زورو وهمس قائلًا:
-أو تتعرض للهجوم من بشري مفترس.
ضحك الفارس زورو فنظر إليه الأمير عزالدين وقد بدى عليه الضيق ثم علق قائلًا:
-زورو، لا أرى شيء يستحق الضحك في ذلك!

تمالك زورو نفسه ثم همس إلى الأميرعزالدين وقال:
-اعتذر إليك يا صديقي ولكن لفت انتباهي تجاهلك لجمال تلك الفتاة وجاذبيتها التي لا تقاوم.

نظر الأمير عزالدين أمامه وقال:
-لم أراها جميلة، أو بالمعني الأدق تجاهلت كل شيء فلا يمكنني أن استغل وقوعها من فوق الحصان وعدم قدرتها على السير بأن اختلس النظر إليها، فليس هذا من شيم الأمراء.

نظر زورو إلى عزالدين نظرة مليئة بالإعجاب به وبأخلاقه ثم علق قائلًا:
-حسنًا أيها الأمير هل سنتركها  في هذا المكان ونغادر؟!

علت الابتسامة وجه عزالدين وقال:
-بالطبع لا.

إلتفت الأمير عزالدين خلفه وقال:
-لنصطحب تلك الفتاة معنا ونحاول مساعدتها في العودة إلى منزلها.

أسرع الأمير عزالدين والفارس زورو بالعودة إلى الأميرة أيلا وفوجدها قد جالسة في نفس المكان التي تركها فيه وقد انهمرت دموعها على وجنتيها من الخوف.

وقف الأمير أمامها وتحدث إليها:
-سيدتي، اعتذر إليكِ لم يكن علينا أن نغادر ونتركك وحيدة في هذا المكان.

أسرعت الأميرة أيلا بإزالة دموعها ثم نظرت إليه وقالت:
-لا عليك سيدي ما إن يعود الحصان إلى القصر سوف يأتي الجميع للبحث عني.

نظر الأمير عزالدين إليها وعلق قائلًا:
-أية قصر تعنين؟!

نظرت الأميرة إليه وقالت:
-قصر الملك رسلان فضل الدين أبي، إنني الأميرة أيلا ابنة الملك رسلان.

اومىء عزالدين برأسه ثم قال:
-حسنًا، سوف نظل بجوارك نقوم بحمايتك ورعايتك حتى يصل والدك ويأخذك حينها سوف نغادر على الفور.

علت الابتسامة وجه الأميرة وشعرت بالإطمئنان ثم علقت قائلة:
-شكرًا لك سيدي الأمير على نبل أخلاقك.

نظر الفارس زورو إلى الأمير وقد بدى غليه التعجب فالأميرة لم تذكره بأي ثناء فتحدث قائلًا:
-سوف أذهب لأحضر لكما الطعام لابد أن الأميرة جائعة.

نظر الأمير عزالدين إليه وقال:
-انتظر يا صديقي سوف أرافقك في رحلة البحث عن الغذاء.

علت الابتسامة وجه الفارس زورو وعلق قائلًا:
-لا انتظر أنت هنا وسوف أذهب بمفردي لا يمكن أن نترك الأميرة بمفردها.

ذهب زورو للبحث عن الطعام، بينما لجأ الأمير عزالدين إلى جزع شجرة عملاقة في الجهة المقابلة للأميرة حتى يستطيع رؤية أي شيء يقترب من الأميرة.

كانت الأميرة تختلس النظرات إليه بين الحين والآخر، لاحظ الأمير عزالدين ذلك فتحدث إليها وقد بدى عليه التعجب وقال:
-سيدتي، اشعر بأن هناك شيء يدور بعقلك وتريدين أن تتحدثي معي بشأنه هل أنا محق في ذلك؟

أومئت الأميرة برأسها في خجل وامسك بفرع صغير من الفروع المتساقطة على الارض ظلت تكسر فيه من الخجل والتوتر، ثم تحدثت قائلة:
-اجل أنت محق، أشعر بأنني رأيتك من قبل ولكن لا اتذكر أين.

نظر الأمير عزالدين إليها وإلى حالة التوتر التي بدت عليها ثم أخذه الشرود فتذكر الفتاة التي كانت تراوده في أحلامه، أعاد النظر إليها مجددًا بعد أن خرج من شروده وهمس في نفسه قائلًا:
-إنها هي، نفس الفتاة التي كانت تراودني في أحلامي، كيف لم ألاحظ ذلك منذ أن رأيتها.

في الوقت نفسه كانت الأميؤة أيلا. تحدث نفسها وتقول:
_ لقد تذكرت الآن إنه نفس الأمير الذي كنت أحلم به كثيراً في أحلامي.

كلاهما احتفظ بذلك في نفسه ولم يبدها للآخر ولكن بدت بداخلهما قناعة بأن القدر لم يجمعهما هباءً.

ظلت الأميرة تطلع بين الحين والآخر إلى الأمير بينما حاول الأمير عزالدين الا يطيل النظر إليها حتى لا تسيء الظن به.

عاد القارس زورو وفي يده غزالة قام بإصطيادها، نظر الأمير عزالدين إليه ونهض مسرعًا وقد علت الابتسامة وجهه وعلق قائلًا:
-زورو، كيف قمت بصيد هذه الغزالة بمفردك؟!

علت الابتسامة وجه الفارس زورو وعلق قائلًا:
-لم أجد مشقة في ذلك فصيد الغزلان هوايتي المفضلة.

نظر الفارس زورو إلى الأمير وهمس إليه قائلًا:
-هل حدث شيء في غيابي؟

تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-شيء كماذا؟!

الفارس زورو همس إليه قائلًا:
-ألم يدق قلبك صوب هذه الفتاة؟!

علت الابتسامة وجه الأمير وقام بصرب زورو على كتفه ثم قال:
-سوف أذهب لجمع الحطب.

نظر الفارس زورو إلى الأمير عزالدين وردد قائلًا:
-يبدو لي أنه حدث بالفعل.

جمع الأمير الحطب وقام الفارس زورو بإشعال النيران فيه وشي الغزالة.

بعد الإنتهاء من الشواء احضر الأمير ورقة شجر كبيرة قام بتنظيفها ثم وضع عليها الطعام ودنا من الأمير وقال:
-سيدتي، تفضلي الطعام أصبح جاهزًا فلدينا أفضل الطهاه.

علت ابتسامة رقيقة وجه الأميرة وعلقت قائلة:
-يبدو شهيًا للغاية إنني حقًا أتضور جوعًا.

بدأت الأميرة في تناول الطعام بينما جلس الأمير يتطلع إليها وقلبه ينبض بمشاعر الإعجاب بهذه الفتاة الرقيقة.

دنا الفارس زورو من الأمير وفي يده الطعام، ثم همس إليه قائلًا:
-هل ستظل تطلع إليها هكذا؟! سوف يفتضح أمرك، لابد أن تتناول أنت أيضًا
طعامك.

انتبه الأمير عزالدين إلى كلمات الفارس زورو فأسرع بالإمساك بطعامه وحاول أن يتجاهل النظر إلى الأميرة سوى من  بعض النظرات التي كان يختلسها بين الحين والآخر.

لم يمر وقت طويل حتى وصل بعض الرجال الذين يركبون الأحصنة وظلوا يبحثون عن الأميرة في كل مكان بالغابة حتى وصلوا إلى المكان الذي تتواجد به الأميرة والأمير والفارس زورو.

ما إن وقعت أعينهم على الأمير عزالدين والفارس زورو حتى قاموا بإشهار سيوفهم.

أسرعت الأميرة وتحدثت إليهم قائلة:
-عمي، إنهما لم يسيئا إلي، بل لم أجد منهما سوى كل احسان، فهما من قاموا بإنقاذي عندما سقط من فوق الحصان.

أشار العم إلى رجاله بإخماد سيوفهم وقاموا بحمل الأميرة ووضعوها فوق أحد الأحصنة.

نظر العم إلى الرجلان اللذان يجهلهم وتحدث بطريقة حادة مقتضبة:
-لا أريد أن أرى وجوهكما أمامي مرة أخرى وإلا سوف يحدث مالم يحمد عقباه.

قفز العم على حصانه وهمس لأحد رجاله قائلًا:
-هيا بنا قبل أن يأتي رسلان ورجاله.

اسرع الجميع بمغادرة المكان وبرفقتهم الأميرة أيلا.

بعد مغادرة الرجال المكان تحدث الفارس زورو وقال:
-ما هذا الرجل الفظ؟! بدلًا من أن يثني علينا لما فعلناه مع ابنة أخيه يتوعدنا بهذه الطريقة الحادة!

نظر الأمير عزالدين إلى الفارس زورو وقد بدى عليه الإنزعاج وقال:
-زورو، هذا الرجل يذكرني بعمي منصور، أشعر بأن الأميرة في خطر.

علت الابتسامة وجه الفارس زورو وقال:
-هو بالفعل شخص فظ ولكن ليس معنى هذا إنه يخطط لإلحاق الأذى بالأميرة.

ما إن انهى الفارس زورو حديثه حتى امتلأ المكان برجال الحاشية الملكية، ثم وصل الملك رسلان وفي يده السرج الخاص بالجواد الذي كانت تقوده الأميرة.

نظر الأمير عزالدين إلى الفارس زورو وتحدث قائلًا:
-بدأت الرؤية تضح أمامي يا صديقي.

نظر الفارس زورو إليه وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
-عزالدين، ما الي تعنيه من ذلك؟!

عزالدين وقد بدى عليه الحزن علق قائلًا:
-يبدو أن الأميرة قد تم خطفها.

استمع أحد رجال الملك لحديث الأمير عزالدين، أسرع إلى الملك رسلان واخبره بما سمعه من حديث.

اسرع الملك رسلان إلى الأمير عزالدين
وتحدث إليه قائلًا:
-بني، هل تعرف شيء عن الأميرة أيلا؟

نظر الأمير عزالدين إلى الملك رسلان وعلق قائلًا:
-أجل سيدي، لقد جاء عمها ومعه بعص الرجال وقاموا بأخذها.

شعر الملك رسلان بالحزن وبدى عليه الغضب الشديد، نظر إلى السرج وتحدث قائلًا:
-لقد حاول أخي القاسي قتل ابنتي بقطعه لسرج الجياد الخاص بها، وعندما فشلت خطته قام بخطفها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي