أليس بعد!

جهاد السالمي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-06-22ضع على الرف
  • 1.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في يومٍ من الأيام، كانت غصون تجلس وحدها في
كافتيريا الشركة، تنظر إلى النافذة بعيون ممتلئة
بالحزن واليأس. كانت تشعر بالضياع والوحدة،
وكأنها تعاني من عبور بحر من المشاكل والتحديات. تتأمل في حياتها وتتساءل عما إذا كانت ستجد
طريقة للخروج من هذا الشعور السلبي الذي يحيط
بها.

في لحظة من الصمت المؤلم، تفاجأت غصون برنين هاتفها المحمول، صوت هي تعرفه جيدًا يهمس
بكلمات سامة جعلها تنهار بصوت عالٍ.

"أنا لا يمكن أعمل كدة ولو مفكر إنك كدة بتهددي، فأعلى ما في خيلك اركبه، ولو حاولت ترن على
التليفون أنا هبلغ عنك."

بعد انتهاء المكالمة، أغلقت هاتفها وبدأت تبكي بحزن عميق. بعد لحظة، لاحظت وجود شخص مجهول
يجلس بجوارها على الطاولة.

بلطف سألها "ممكن أفهم يا آنسة حضرتك بتبكي
ليه؟!".

بينما تبكي بصمت، عاد وسألها مرة أخرى بلطف.

"ممكن أفهم اليّ بيحصل؟! جايز أساعدك".

لم تكن غصون تعرف ماذا تجيب، لكنها شعرت بأنها بحاجة للتحدث والتخلص من همومها.

"متخافيش أنا عندي مقابلة في الشركة كمان نص
ساعة وبكل ثقة صدرت منه وهتقبل في الوظيفة".

غصون بإبتسامة كشفت عن غمازاتها " وجايب من
فين الثقة دي كلها؟! ".

كان يهندم ياقته وببعض الفخر.
"قدراتي وما ادراكِ، ها مش هتقوليلي إيه اليّ مزعلك كدة ومخليكِ بتزعقي في الفون!".

ببعض التردد.
"في شخص بيتعرضلي في الوقت الحالي، وعلى إصرار تام إنه ياخد مبلغ ما، قصاد إنه معاه معلومات ليّ
وحابب إنه يعرفها للكل".

بإبتسامة ودية قال لها: "دي سهلة علينا، هاتي
الرقم وهنعلمه ازاي يبقى يهوب ناحيتك تاني."

لم تصدق غصون ما سمعته، ولكنها شعرت بالتعجب والأمل يملأ قلبها.

"دة بجد! هتعملها إزاي!".
تفاجأت غصون، وبدأت تتخيل كيف سيتم تنفيذ هذه
الخطة الجريئة.

قال بإبتسامة ثقة "شغلتي بقا ".

"أنا كنت ناوية أبلغ مباحث الإنترنت ".

"متقلقيش اعتبريني واحد منهم".

بينما كانت تستعيد تركيزها.
"أنت ظابط؟!"

أجاب بإبتسامة.
"لا، مش للدرجادي الفكرة إن ليّ صديق ظابط في
مباحث الإنترنت وأنا هساعدك متقلقيش".

كانت غصون تحاول فهم هذا الدور الجديد الذي
طرأ عليها، شعرت بالامتنان والثقة في شخصها المجهول.  بدأت تشعر بأنه جاء لها من النجدة، وأنه
طيب القلب ومستعد لمساعدتها في كل الظروف.

وبينما مدّ مهيب يده ليصافحها، قال بودًا لم تجده
من قبل.
"أصدقاء!".

صرخت الغصون بداخلها، ولكن قلبها كان يحثها
بقوة على المضي قدمًا.

ابتسمت بخجل وأجابت: " أصدقاء."

"طيب، إذا كان كدا أنا مُهيب وأنتِ؟!".

أجابت بود.
" غصون ".

"اسمك مختلف وجميل".

" شكرًا ليك يا مهيب ".

نظر مهيب في ساعته وقال: "طيب يلا، هاتي رقمك
وابعتيلي واتس بالرقم اليّ كلمك. وهقوم دلوقتي
عشان الانترفيو ".

تبادلوا أرقام الهاتف، وشعرت غصون بأنه صار
صديقها في لمح البصر، وأنه سينقذها من ذلك
المعتوه.

وبينما انطلق مهيب بخطى هادئة، شعر بالثقة تغمره وبفرادته اللافتة. شعره البني الملمع، وعيناه
العسلية، وقامته الرشيقة، وعضلاته القوية، كل هذا كان يبدو كالسحر، وكأنه يمتلك مفتاح قلب غصون
الذي لا مفر منها أن تُسلم له.
.................................................................

بينما كان مهيب ينتظر اجتماعه مع الاتش آر ويشعر
بالتوتر، بدأ يحاول تهدئة نفسه وتجاوز الوضع. لم
يكن هذا التصرف يتناسب مع شخصيته الهادئة. بعد مرور بعض الوقت، دخلت غصون بمظهر صارم وبدأت بإجراء الاختبار بكفاءة واحترافية، مما أثار إعجاب
مُهيب.

بينما كانت تدير الاختبار بدقة، قدم مهيب التهاني
لها على أدائها المميز. ردت غصون بابتسامة وتقدير
له.

" مُبارك يا أستاذ مُهيب".

اخبرها ببعض الدراما " أنا نفسي اتقطع، شكلك
معندكيش رحمة في الشغل".

ابتسمت ببعض المرح "دة شغلي وبعدين كان عندك حق إنك هتتقبل طلعت شاطر كمان في شغلك".
تركته يبتسم وبعد قليل كانت تهاتف صديق لها.

بعد لحظة، دخل شاب آخر إلى الغرفة وابتسم بشكل خفيف لها. كانت تلك النظرات توحي بأن هناك شيئًا ما، لكن لم يكن الوقت مناسب للحديث عنه.

انقذت الموقف بحديثها " مُهيب، الموظف الجديد
وهيشتغل في العلاقات العامة ".

ابتسم بتكليف " نورت الشركة يا أستاذ مُهيب ".

قابله بذات الإبتسامة " منورة بأصحابها ".

" دة الملف يا أحمد، وسوري عارفة إن دة مش شغلك بس أستاذ خالد مش موجود، وأنت دايمًا بتنقذني في المواقف دي ".

" متقوليش كدة يا غصون، كلنا واحد.  وبعدين أنا
تحت أمرك في أيّ وقت ".

كان يراقب كل ما يحدث ويقسم بداخله أن هناك
شيء خفي داخل أحمد، أيعقل أن يكون بينهم شيء! لا لا من المستحيل. فقد كانت كل التحريات تقول
انها عازبة ولا تقترب من أحدٍ قط.

أخذ أحمد الملف ثم قالت له من جديد " هيكون مع
أيمن بإذن الله ".

أوما لها بكل حب. واتجه مع مهيب ليُريه المكتب
الجديد، ولكن قبل أن يغادر ( مُهيب )، ألقى نظرة
أخيرة عليها، شعرت غصون بالاضطراب قليلاً من تلك النظرات، لكنها قررت عدم التفكير في ذلك والعودة
للعمل. ظلت غصون تعمل بجدية وتركز على
مهامها دون التفكير كثيرًا في تلك اللحظات
الغامضة.

في نهاية اليوم كانت على وشك المغادرة وإذ تتفاجأ به وهو يصيح باسمها، شعرت ببعض الإضطراب.
لا تدري أين ظهر لها كائن المُهيب يشعرها بالتوتر.

اقبل عليها وهو يبتسم " عندي ليكِ مفجأة ".

تعجبت لذلك أيّ مفاجأة وللتو أعرفه منذ ساعات!.

سارع بالرد " تقريبًا أنتِ بتتكلمي بوشك قبل
ما تنطقي، تعالي نشرب حاجة وهحكيلك على
المفاجاة ".

"حيلك حيلك يا مُهيب إيه كل دة، طب قولي الأول
وبعدين هنروح نشرب".

"عارفك مبتحبيش المفاجآت بس دة لازم يكون في
حتة رايقة كدة".

تعجبت قليلاً كيف على علم بذلك!

لملم ما بُعثر من لسانه الغبي كاد أن يُصيب الأمر.

"قصدي شكلك مبتحبيهاش".

اضطرب قلبها، تشعر أنه يخفي شيء. أيعقل أن يكون من طرف أحد! دعكِ من الهرائات غصون، ليس كُل
العالم يتشابهون. فيبدو أنه لا يعرفكِ حق المعرفة. ف أتركِ الطريق يسير في وجهتهِ دون انحراف.

ابتسمت له " ماشي يا مُهيب تعرف مكان حلو! ".

" أحلى مكان أحب اقعد فيه، مركب بلاك على النيل".

" وهو كذلك ".

عندما غادرا، ووجها خطواتهما نحو الوجهة
المجهولة التي اختارها مُهيب لغصون، كانت
الشمس تغرب ببطء خلف الأفق، ملونة السماء
بألوانها الدافئة والمذهلة. وبينما كانا يتجولان على ضفاف النيل، تأملت غصون جمال المياه الزرقاء
الهادئة وانعكاس أشعة الشمس عليها، مشاهدةً
الطيور تحلق في السماء والقوارب تمر على النهر
بأناقة.كانت غصون تشعر بالسلام والهدوء وهي
تتأمل جمال النيل، إذ كانت تعبر عن حبها العميق
للمياه بشكل عام. وفي تلك اللحظة، شعرت غصون
بأنها محظوظة لأنها تستمتع بمثل هذه اللحظات
الجميلة برفقة مُهيب، الذي اختار هذا المكان
الخلّاب ليخبرها عن الأمر الذي ظهر للتو.

وبعد مدة لا بأس بها كانا داخل المركب فكان
المنظر مشهي للغاية.

" ها تحبي تشربي حاجة! ".

"لا مش هقدر".

" لية كدا مش هينفع، اسمحيلي انوول الشرف إني
اعزمك لأول مرة".

" شكلك بكاش يا مُهيب، مرسيه أنا بس معدتي
تعبانة فعشان متعبش".

"ماشي ياستي مش هضغط عليكِ".

وفي لحظة من الصمت، أخرج مهيب سيجارة
وأشعلها، مما جذب انتباه غصون التي بدأت تنظر
إليه بدهشة واستغراب. كيف يمكن لشاب في سنه
أن يدخن؟! كانت تفكيراتها تتلاعب بعقلها، معتبرة
أن الشباب هم الذين يجدون غيتهم في الدخان، وأنه من الغباء إهدار المال والصحة بهذه  الطريقة.
وفيما كانت تتأمل في ذلك، عادت غصون إلى وعيها وتذكرت أنها ليست بموقف لتحكم على الآخرين
وتحكم عليهم بأفعالهم. فقد كانت تعلم أن كل
شخص يصنع اختياراته الخاصة في الحياة، وعليها أن
تحترم ذلك مهما كانت آراؤها. وهكذا، خرجت
غصون من دوامة تفكيرها وقررت أن تستمتع
باللحظات الجميلة التي تمضيها مع مهيب بدلاً
من التفكير في أمور تثير الجدل.

قاطع تفكيرها " أنا بعت الرقم لصاحبي ومتقلقيش
كل حاجة اتظبطت ومش هتلاقيه بيرن عليكِ تاني ".

كادت ألا  تُصدق  أزال الكابوس!.

" بتتكلم بجد! ".

يبتسم بكل ثقة " عيب عليكِ قولتلك كلمة مش
هيتكلم ولا هيضايقك تاني، وغير كدة كل البيانات
اليّ سرقهم منك اتمسحو، بس أنتِ بقا حافظي
على كل حاجة تجيلك يعني ولا لينك يتفتح ولا رقم
غريب يبعتلك صورة تفتحيها كدة يعني ".

كانت تتمنى في تلك اللحظة أن تكون الأحضان حلالًا، لتتمكن من احتضانه بكل حنان ودفء وتشعر بالأمان الذي لم تشعر به من قبل.

كاد الدمع أن يزُف، ولكن تمالكت نفسها مثلما
تتمالك في كبت  مشاعرها.

" أنا حقيقي لولاك مش عارفة كنت هعمل إيه،
أنت انقذتني يا مُهيب، شكرًا جدًا ليك بجد".

" متشليش هم أنا موجود دايمًا وخلاص بقينا أصحاب يعني أيّ حد يضايقك ودة هيبقى من المستحيل في وجودي أصلا، اديني خبر بس وأنا اقطع خبره".

لطالما كانت نقطة ضعفي هي الأمان، أن أمن في
حضرة إنسان يتشارك معي الكون، هل ستكون ذلك
الشخص يا مُهيب! ولكني اخشى على قلبي زيارة
الحب مرة آخرى، فلست تلك التي تنهض من الحب
دفعة واحدة. فظللت مخلصة لأول حب قد حدث لي.
وهذا ليس غباء بل ادهى واوفى القلوب التي ستمر
على مدار الحياة.

كانت غصون تدرك تمامًا أن نقطة ضعفها الكبرى
هي الأمان، فالشعور بالأمان والحماية كان دائمًا
ما يبحث عنها في علاقاتها وتجاربها. وعندما ظهر
مهيب في حياتها، بدأت تتساءل هل سيكون هو
ذلك الشخص الذي يمنحها الأمان والحماية التي
تحتاجها. لكنها كانت تخشى أيضًا زيارة الحب مرة
أخرى، فلم تكن من النوع الذي ينهض بسرعة من
تجارب الحب السابقة. بالرغم من ذلك، بقيت غصون
مخلصة لأول حب حدث في حياتها، ورغم التحديات
والصعوبات التي واجهتها، إلا أنها لم تنسى تلك
التجربة وظلت تحملها في قلبها.وبهذا، أظهرت
غصون وفاءً وإخلاصًا نادرًا في عالم العلاقات، حيث
أدركت أن القلوب التي تمر عليها في رحلة الحب لا
تنسى، وأن الوفاء والإخلاص هما القيم الحقيقية
التي تجعل العلاقات تستمر على مدار الحياة.

شعرت بأن الوقت قد تأخر بشكل غير متوقع.
بدأت تشعر بالقلق من ردة فعل عائلتها، فقد يكونوا قلقين بسبب تأخرها دون إبلاغهم بمكان تواجدها.
عليها الآن أن تعود إلى المنزل قبل أن يحدث أيّ
اضطراب من الأهل، فهم لن يفهموا تأخرها برفقة
شاب بدون وجود عمل.

في لحظة من الصمت، وقفت غصون أمام مُهيب
وأخبرته بأنها يجب أن تعود إلى المنزل. كانت
كلماتها مليئة بالقلق والحذر، حيث عبرت عن قلقها من ردة فعل عائلتها بسبب تأخرها. وبينما كانت
تتحدث، تنبعث من عينيها تعابير القلق والاضطراب، حيث كانت تدرك تمامًا التحديات التي تواجهها في
تلك اللحظة. استوعب كلماتها بصمت، وعلى الرغم من أنها كانت ترغب في البقاء لفترة أطول، إلا أنه
فهم تمامًا أهمية عودتها في الوقت المناسب.
بدت ملامحه متألمة قليلاً، لكنه عبر عن فهمه للوضع ووقف بجانبها في قرارها. وهكذا، بعد هذا اللقاء
القصير والمؤثر، انفصلت غصون عن مهيب وانطلقت في طريق العودة إلى المنزل، وهو يراقبها بعينين
ممتلئتين بالقلق والاهتمام.

في مكان مجهول وبين أصوات متباينة، تحدث شخص مجهول بكلمات بسيطة ومباشرة.
"ها تم! ".

"اعتبر إن الكتكوتة في عشها." كانت هذه الجملة تحمل في طياتها لغزًا غامضًا، يترك للمستمع تفسيره
وفهمه.

وبعد تلك الكلمات البسيطة، جاءت ردود الفعل
بسرعة، حيث قال الشخص آخر بنبرة متفائلة.

"تمام جدًا يلا طريقك وارسم فيه براحتك، بس عاوز
نتيجة حلوة".

"اعتبره حصل".

كانت هذه العبارة تعكس ثقة الشخص المتحدث بنجاح الخطوة التي اتخذها الشخص المجهول،
وتأكيدها بأنها ستكون ناجحة.

هل سيكون مُهيب ذات ثقة وشخص آمين! أم أنه فخ وستقع فيه!.

ومن هؤلاء الأشخاص الذين يبدو أنهم يخططون
لشيء!

سنعرف في النهاية لأن لكل خطة نهاية،
وسنرى وقتها إكتمال الخطة.

دمتم حلوين وسكاكر، رأيكم وبلاش صمت هااا.
النوفيلا توكسيك وهتوجع قلبكم. هي قصة حقيقة على فكرة وعشان كدة متأكدة إنها هتدخل قلبكم.

تشاو للفصل اليّ جايّ.♥️

#جهاد سالم♥️
#نوفيلا أليس بعد! ♥️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي