الفصل السابع أمنية لم تتحقق

استرد الأمير وعيه ولكنه صدم بعدم وجود الكتاب ولا القارورة، شعر بالقلق ونظر إلى زورو تردد قليلًا لكنه فالنهاية تحدث إليه وقال:
-زورو كان معي أشياء خاصة بي ولكنني لم أجدها.

علت الابتسامة وجه زورو وعلق قائلًا:
- هل تتسائل عن هذه الأشياء.

اسرع زورو بإخرج الكتاب والقارورة التي كان يخفيهم.

علت الابتسامة وجه الأمير عز الدين وبدى عليه الراحة، ثم أسرع بأخذ الكتاب والقارورة.

نظر الفارس زورو إليه متعجبًا ثم علق قائلًا:
- لماذا شعرت بالقلق وبدى عليك الإنزعاج الشديد عندما استيقظت ولم تجد هذه الأشياء؟!

ابتسم عز الدين وعلق قائلًا:
-هذه الأشياء في غاية الأهمية بالنسبة لي يا صديقي وربما يأتي اليوم الذي سأخبرك فيه بكل شيء.

ربت الفارس زورو على كتف الأمير عز الدين وعلق قائلًا:
-لا عليك يا صديقي، ولكن إنتبه لنفسك، سأذهب لأحضر لك شيئًا تأكله.

ذهب زورو لإحضار الطعام لعز الدين، بينما جلس عز الدين يفكر في أمر تلك العجوز وكيف عرفته وعرفت أن الكتاب بحوذته، تذكر والدته الملكة شفق وشعر بحنين جارف إليها وإلى والداه الملك سليمان.

قصر النيروز.

جلست الملكة شفق حزينة على ولدها الذي اختفى خلال احتفالات المملكة بعيد النيروز، تتحدث مع وصيفتها فيروز وتقول:
-كاد خوفي على عزالدين أن يقتلني، منذ الأحتفال بعيد المملكة لا أعلم ما الذي حدث له.

الوصيفة فيروز تعلق قائلة:
-مولاتي الملكة لا تقلقي فالأمير حفظه الله ورعاه سيكون بخير وسيعود للمملكة في أقرب وقت.

نظرت الملكة شفق إليها وعلقت قائلة:
-اتمنى ذلك يا فيروز، وأخشى أن يكون أصابه مكروه، ليتني استطيع الأطمئنان عليه!

الملك سليمان جالسًا على عرشه في مجلس الحكم، وقد أسند جبينه بيده وقلبه مليء بالحزن والألم على الأمير المفقود الذي أمر بالبحث عنه في جميع أنحاء المملكة ولكن دون جدوى.

استأذن الوزير حمدان للدلوف على الملك فأذن له، نظر نحوه وقال:
-حمدان، هل لديك أخبار عن عز الدين؟

الوزير حمدان وقد بدى عليه الحزن تحدث قائلًا:
-مولاي إلى الآن لا يوجد أخبار ولكنني قمت برصد مكافأة مائة دينار ذهبية لمن يرشدنا بمكان وجود الأمير.

نظر إليه المللك وعلق قائلًا:
-ليت ذلك يجدي نفعًا يا حمدان، ولكن زد هذه المكافأة إلى ألف دينار ذهبية.

لم يمضي وقت طويل حتى حضر الحاجب وتحدث إلى الملك قائلًا:
-مولاي الملك هناك شخص من رعاية الشعب يطلب الإذن في مقابلتك ويقول إن الأمر هام.


نظر الملك إلى الوزير حمدان وعلق قائلًا:
-حمدان، لا أريد لقاء أي شخص في هذه الأوقات العصيبة،اذهب وتفقده، وإن كان سائلًا فاعطه ما يريده وزده.

أومىء الوزير حمدان برأسه وعلق قائلًا:
-أمرك مولاي المعظم سوف أذهب وأرى حاجته.

ذهب الوزير حمدان للقاء الرجل ولكنه قبل أن يغادر قاعة الحكم استوقفه الملك قائلًا:
-حمدان، انتظر لعل الأمر يتعلق بعزالدين دعه يدخل.

دلف الرجل إلى القاعة وقام بتحية الملك فرد له الملك التحية وقال:
-طلبت مقابلتي في أمر هام، هيا اخبرني ما الذي تريده؟!

نظر الرجل إلى الملك وتحدث قائلًا:
-مولاي، لا أريد سوى رضاك، ولكنني لدي معلومة ربما تفيدكم في العثور على الأمير عز الدين، فرأيت أن علي المجيء إلى هنا وأخبارك بها.

نظر المللك إلى الرجل بأهتمام شديد ثم قال:
-أيها الرجل،هات ما عندك وإن كانت هذه المعلومة هامة فسأقوم بإعطائك مكافأة كبيرة.

الرجل بحماس بعلق قائلًا:
-مولاي الملك أطال الله في عمرك، أثناء الإحتفال بعيد النيروز، وبالتحديد عندما كنت أنت ومولاي الأمير عز الدين رده الله إليكم على خير، رأيت الأمير منصور وابنائه يسيرون مع الأمير عز الدين فوق الجبل ثم إختفى الجميع عن الأنظار، فلا بد يا مولاي أنهم يعلمون بمكان الأمير.

نظر الملك سليمان إلى وزيره حمدان، وعلق قائلًا:
-أيها الوزير أحضر لي الأمير منصور وابنائه على وجه العجل، وقم باعطاء هذا الرجل مكافأة لأعطائه هذه المعلومات التي ربما تقيدنا فالعثور على عز الدين.

وما إن خرج الرجل من قصر النيروز حتى اقتحم الأمير منصور وابنائه ورجاله القصر وقاموا بالقضاء على جميع الحراس.

دلف الأمير منصور إلى داخل القصر ففوجيء الملك بدلوفه بدون أن يستأذن.

نظر الملك سليمان إلى أخيه الأمير منصور فوجده شاهرًا السيف في وجهه فعلق قائلًا:
-أين ابني يا منصور؟ وكيف تجرأ على الدلوف إلى القصر بهذه الطريقة؟!

نظر الأمير منصور إلى الملك سليمان وقد علت الابتسامة وجهه وقال:
-ابنك لن تراه مجددًا فهذا الجبان قد فر كما يفر الفأر ولن يجرؤ على العودة مجددًا، ولإن عاد فسأطير رأسه بسيفي هذا.

تعجب الملك سليمان وعلق قائلًا:
-كيف تجرؤ على قول هذه الكلمات أمامي؟ أيها الحراس ألقوا بهذا المجرم في السجن.

ضحك الأمير منصور مقهقهًا ثم علق قائلًا:
-إلى أي حراس تتحدث يا سليمان؟

نظر الملك سليمان والدهشة تبدو على وجهه ثم علق قائلًا:
-كيف تجرؤ على مناداتي بأسمي يا منصور؟!

إزداد الأمير منصور بالضحك ثم علق ساخرًا:
-أيها الملك إن رجالي قد قاموا بقتل جميع حراسك، وأنت الآن رهن إشارتي، أفكر ما يمكنني أن أفعله بك، أأقتلك أم أذجي بك في غيابة السجن؟

أسرع الوزير حمدان بالدفاع عن الملك ولكن منصور أسرع بطعنه بالسيف.

إلتف رجال منصور حول الملك سليمان ثم تحدث إليه منصور قائلًا:
-من ينجيك مني اليوم يا سليمان؟

ابتسم الملك سليمان ثم علق قائلًا:
-الذي كان ينجي ابني من غدرك طوال السنوات الماضية هو من سينجيني من غدرك يا منصور.

ضحك منصور ثم تحدث قائلًا:
- أيها الرجال خذوا هذا الرجل وألقوه في سجن الحجيم حتى أنظر في أمره.

اسرع الرجال بتقيد الملك وايداعه في السجن، وأمر الأمير منصور أن يقوم المنادي بإعلان شعب المملكة أنه هو الملك الآن وأن عليهم تقديم الهدايا والتهنئة له.

ثم تحدث قائلًا:
- على جميع التجار وكبراء المملكة تقديم الولاء لي والهدايا الثمينة حتى ينولوا رضائي ويأمنوا بطشي، ومن يمتنع فسيحرم من حريته وأمواله.

أسرعت فيروز الوصيفة المقربة من الملكة شفق ومعها العديد من الوصيفات بالدلوف على الملكة في غرفتها وتحدثت بصوت خفيض:
- مولاتي الملكة لا بد من مغادرتك القصر على الفور؛ فقد حدث إنقلاب على مولاي الملك من قبل الأمير منصور.

نظرت الملكة في ذهول وصدمة وعلقت قائلة:
- هل ما تقولونه حقيقيًا أم إنه كابوسًا؟!

فيروز تعلق قائلة:
- مولاتي خذي هذا الثوب البسيط وقومي بارتدائه حتى نستطيع تهريبك من القصر قبل أن يأتوا رجال الأمير منصور ويقومون بإلقاء القبض عليكِ.

الملكة شفق والدموع قد تلألأت بعينيها ثم قالت:
-أين مولاي الملك سليمان؟

فيروز تعلق قائلة:
-مولاتي لقد قام رجال الأمير منصور بالقبض عليه وايداعه في سجن الجحيم بأمر من الأمير منصور ليس هذا فحسب، بل إنه أمر المنادي بأن ينادي بأنه هو الملك الحالي للمملكة وعليهم تقديم الولاء له.

قبضت الملكة شفق على يدها في غضب وعلقت قائلة:
-أيها الوغد كيف تجرؤ على فعل ذلك بالملك الشرعي للبلاد؟ أقسم إنني سأجعلك تدفع الثمن غاليًا على خيانتك هذه.

فيروز تحدثها وتقول:
- مولاتي لم يعد لدينا الكثير من الوقت علينا مغادرة القصر قبل أن يلحقوا بنا.

اسرعت الملكة شفق إلى الخزنة الخاصة بها، وقامت بأخذ المجوهرات الخاصة بها وبعد الأشياء الهامة والأموال وغادرت القصر من السرداب السري للقصر برفقة وصيفاتها.

وصلت ميسون زوجة منصور إلى القصر وهي في غاية السعادة، نظرت إلى زوجها وأمسكت بذراعه وعلقت قائلة:
-منصور لقد أصبحت الملك وأنا الملكة أليس كذلك؟

ضحك منصور وعلق قائلًا:
- بالطبع يا ملكتي الحبيبة.

ثم جلس على عرش الحكم وتحدث قائلة:
- لقد اصبحت ملك البلاد، كل شيء في هذه المملكة ملك لي ولأبنائي.

نظرت إليه ميسون وعلقت قائلة:
-وماذا عني؟

ابتسم منصور وعلق قائلًا:
-أنتِ ملكة البلاد فافعلي ما شئتي أيتها الملكة.

ضحكت ميسون وعلقت قائلة:
- كانت أمنيتي أن تكون شفق خادمتي يا جلالة الملك، واليوم حان الوقت لتحقيق هذه الأمنية الغالية، سأذهب إلى جناحها الذي أصبح ملكًا لي الآن لأكسر كبريائها.

أسرعت ميسون بالذهاب إلى الجناح الخاص بالملكة شفق وكلها أمل في كسر كبرياء للملكة وهيبتها التي كانت تحظى بحب وشعبية بين شعب المملكة.

تحولت الغيرة من الملكة شفق إلى حقد وغل يشتعل داخل قلب ميسون، واشتعل أكثر عندما دلفت إلى جناح الملكة ووجدته خاليًا.

تجولت ميسون داخل الجناح الملكي ولكنها لم تجد أحد.

وقفت في ذهول متسائلة:
-أين الملكة شفق أين وصيفاتها؟!
أين الجميع؟

أسرعت إلى زوجها منصور تقص له ما حدث فضحك وعلق قائلًا:
- لقد استطاعت النجاة مما كنتِ تخططين له لسنوات عديدة.

نظرت إليه ميسون في غضب وعلقت قائلة:
-كيف استطاعت الهروب ولم يشعر بها أحد؟!

منصور يعلق قائلًا:
-ميسون هذا لا يهم، ما يهمني هو أننا نجحنا في الإستيلاء على حكم المملكة وأصبحت أنا الملك.

ابتسمت ميسون وعلقت قائلة:
-وأنا الملكة.

استولى منصور على قصر النيروز وأصبح هو الملك بعد أن قام بسجن أخيه سليمان، ولكنه لم يك حاكمًا عادلًا كأخيه سليمان، بل كان حاكمًا ظالمًا إمتلأت السجون بكل من يعارضه أو يتحدث بأنه إنقلب على أخيه واستولى على الحكم غصبًا.

ليس هذا فحسب بل أصبح ينفذ العديد من أحكام الإعدام على كل من يعارضه ولا يعترف بشرعيته؛ حتى يخرص ألسنة الناس ويملأ قلوبهم بالخوف والفزع من التحدث.

استطاعت الملكة شفق الهروب مع وصيفاتها إلى الغابة لتجد أمامها ذلك الكوخ الذي قابلت العرافة العجوز داخله منذ خمسة وعشرون عامًا.

قررت الملكة البقاء داخل هذا الكوخ وتحدثت إلى وصيفاتها قائلة:
-سأبقى هنا، وأنتم أحرار في الذهاب لأي مكان تريدونه، سأمنح كلًا منكم مبلغًا من المال؛ كي تستطيع العيش دون أن تحتاج لأحد.

نظرت إليها فيروز والدموع تتلألأ بعينيها ثم قالت:
- مولاتي، لا يمكننا الإبتعاد عن جلالتك سنظل بجوارك حتى تعودين إلى القصر الملكة الشرعية للبلاد.

جميع الوصيفات قرروا البقاء بجوار ملكتهم، والعمل على خدمتها.

سيطر الحزن على قلب الملكة شفق، نظرت إلي وصيفاتها وقالت:
-اشكركن على موقفكن واتمنى أن يفرج الله ما نحن فيه من كرب وهم.

جلست الملكة شفق حزينة على ابنها الأمير عزالدين وزوجها الملك سليمان تبتهل إلى الله أن ينتهي ذلك الكابوس الذي تعيشه.

بالقرب من غابة الأشباح.
عز الدين يسير بالقرب من غابة الأشباح فيرى المرأة العجوز مرة أخرى، أقترب منها وتحدث إليها قائلًا:
-سيدتي هل يمكنني أن أعرف من أنتٌ ومن أين تأتين؟

ابتسمت العجوز وعلقت قائلة:
-من أنا، فأنا إمرأة عجوز تنتظر قدومك أيها الأمير.

تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-سيدتي كيف عرفتي إنني أمير؟!

ضحكت العجوز وعلقت قائلة:
- أعرفك جيدًا، وأعرف من تكون ومن أين جئت.

الأمير عزالدين يعلق قائلًا:
-حسنًا فلتخبرينني من أكون ومن أين جئت؟

ابتسمت العجوز وقالت:
-أنت عزالدين بن الملك سليمان والملكة شفق التى كانت تخشى عليك من القدر، وبرغم خوفها الشديد عليك قامت بإعطائك الكتاب الذي كان سببًا في بعدك عنها وعذابها وحزنها على فراقك.

تلألأت الدموع في عين عز الدين وأخذه الحنين الجارف والشوق لأمه وحبيبة قلبه فعلق قائلًا:
- سيدتي هل يمكنك أن تعيديني إلى المملكة مرة أخرى؟

ابتسمت العجوز وعلقت قائلة:
-لم يأن الأوان بعد أيها الأمير ستعود ولكن عند إكتمال القمر.

تعجب الأمبر وعلق قائلًا:
-ولماذا لا أعود الآن؟

العجوز تحدثه وتقول:
-يا بني كل شيء بآوان.

وهنا سمع عزالدين صوت الشبح تورين يقترب فعلق قائلًا:
-سيدتي إن تورين يقترب من هنا وعليكِ الرحيل قبل أن يأتي إلى هنا ويجدك.

ضحكت العجوز وعلقت قائلة:
-لا تقلق يا بني فتورين لا يتسطيع الإقتراب مني، أما عنك فمعك ما يحميك.

تعجب عز الدين وعلق قائلًا:
-وما هو الذي يحميني يا سيدتي؟!

العجوز تعلق قائلة:
- لن يستطيع تورين الإقتراب منك ومعك هذا الكتاب.

وتشير العجوز إلى المكان الذي يخفي فيه عز الدين الكتاب.

نظر إليها عز الدين والذهول قد بدى عليه من هذه العجوز، فابتسمت وعلقت قائلة:
- لا تقلق فستعلم كل شيء ولكن بآوانه.

إنهت العجوز حديثها ثم إختفت عن الأنظار، ولكن في هذه المرة لم يشعر عز الدين بالخوف والفزع كالمرة السابقة، ولكنه سار في خطوات ثابتة.

سار عز الدين في طريقه لكهف زورو ولكنه فجأة وجد مجموع من الرجال تلتف حوله وتقوم بتقيده، حاول عز الدين الدفاع عن نفسه ولكن لكثرة عددهم ولأنه فوجيء بما فعلوه.

ظل يتحدث إليهم ولكن لم يجيبه أحدًا منهم، سمع أحدهم يهمس إلى الآخر ويقول:
-لعل تورين يقبل منا هذا القربان ويبتعد عن إخفاتنا والرعب الذي نعيش فيه.

قام الرجال بإقتداد عز الدين إلى حيث الشجرة التي تعودوا على ترك القربان الخاص بهم عندها، وقبل أن يعودوا إقترب تورين من عز الدين، الذي كاد قلبه أن يتوقف خوفًا من هذا الشبح العملاق المخيف.

فجأة، ابتعد تورين عن عز الدين وكأنه هرب خوفًا، نظر الرجال الذين إختبئوا خلف الأشجار يترقبون أن يقبل تورين بقربانهم، ولكنهم وقفوا في ذهول من رد فعل تورين عندما رأى عز الدين.

أسرع الرجل بفك قيد عز الدين والإعتذار إليه عما بدر منهم.

نظر إليهم عز الدين وتحدث إليهم قائلًا:
-أحذركم من الإقتراب مني مجددًا، وإلا فسيحدث ما لا تأمنوا عقباه، ثم تركهم وغادر.


قام زورو بشراء بعض الأطعمة ولكنه فوجيء بحديث الناس عن ذلك الشاب الذي خاف منه الشبح تورين وفر هاربًا.

تعجب زورو وحدث نفسه قائلًا:
- ما أسرع الشائعات والخرافات رواجًا في هذه البلدة، هل يمكن أن يخاف هذا الشبح العملاق من آدمي؟!

عاد زورو إلى الكهف الخاص به، وعندما دلف إلى داخل الكهف رأى عز الدين جالسًا شارد الذهن لدرجة أنه لم يشعر به عندما دلف داخل الكهف.

اقترب زورو وعلق قائلًا:
-ما لي أرى صديقي شاردًا حزينًا هكذا؟!

إنتبه عز الدين لوجود زورو وتحدث إليه قائلًا:
-البعد عن الأهل والديار هو ما يشغل بالي ويحزن قلبي يا صديقي.

ربت زورو على كتف عز الدين وعلق قائلًا:
- وما الذي يحول بينك وبينهم يا عز الدين؟!

عز الدين يعلق قائلًا:
-إرادة الله، عندما يريد الله عودتي فسأعود، ولكن أخبرني ما السبب وراء تأخيرك هكذا؟!

زورو يعلق قائلًا:
- حدث شيء غريب، لا حديث للناس في السوق سوى عن ذلك الشخص الذي إرتعد منه تورين الشبح العملاق، أيعقل هذا يا عز الدين؟

ابتسم عز الدين وتذكر قول المرأه العجوز عندما قالت: " لن يستطيع تورين الإقتراب منك ما دام معك هذا الكتاب".

فأومأ برأسه وعلق قائلًا:
-ربما يكون هناك من لا يستطيع تورين الإقتراب منه يا صديقي.

زورو يعلق قائلًا:
-اريد أن أرى ذلك الشاب الذي يتحدث عنه الناس، وعن شجاعته، وإن كنت أظنها مجرد شائعة.

ابتسم عز الدين وعلق قائلًا:
-ربما تراه قريبًا يا صديقي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي