الفصل الخامس اليوم الموعود
اليوم هو اليوم الموعود، إنه يوم العيد الرسمي لمملكة النيروز، الجميع قد أتم الإستعداد لهذا العيد.
تم إطلاق سراح الأمير منصور بعفو ملكي بناءًا على طلب من الأمير عزالدين بالعفو عن جميع سجناء الرأي.
في الوقت الذي كان يستعد فيه ابناء الأمير منصور بإقتحام سجن الأمراء وتهريب والدهم فوجئوا بوالدهم يدخل عليهم بعد أن تم الإفراج عنه.
أسرع حسام الدين منصور الأبن الأكبر للأمير منصور إلى والده يعانقه ويقول:
-والدي كيف إستطعت الخروج من السجن؟!
الأمير منصور وهو يضع ذراعه على كتف ابنه يقول:
-خرجت بعفو ملكي من الملك سليمان، يظن بعفوه عني أنني سأتركه وابنه الأمير عزالدين ينعمان بحكم المملكة.
ابتسم الأمير حسام الدين وعلق قائلًا:
-والدي كل شيء تم التخطيط له؛ سنقوم اليوم خلال الإحتفالات بعيد النيروز بالتخلص من الأمير عزالدين إلى الأبد.
ضحك الأمير منصور وعلق قائلًا:
-وبعد ذلك سنقوم باقتحام قصر النيروز وإلقاء القبض على الملك سليمان و الملكة شفق وإيداعهم فالسجن، أما أنت يا حسام الدين ستكون ولي عهدي فأنت أحق بها من ذلك الأمير الضعيف.
ابتسم الأمير حسام الدين وعلق قائلًا:
- الآن علينا الإنتظار حتى يخرج الملك ومعه الأمير عزالدين لتحية شعب المملكة ونثر الحبوب فوق الجبل، فننقض حينها على الأمير ونوجه له عدة طعنات قاتلة.
كاد الخوف والقلق أن يفتكان بالملكة شفق فأسرعت بالذهاب إلى الملك سليمان وتحدثت إليه:
-مولاي الملك سليمان أعزك الله وأطال عمرك ارغب في طلب شيء من مولاي المللك.
نظر إليها المللك سليمان بإنتباه شديد وعلق قائلًا:
-سلي ما شئتي يا ملكتي الحبيبة.
الملكة شفق تخبره قائلة:
-مولاي الملك كل ما أريده هو عدم خروج ابني الأمير عزالدين من القصر. خلال الإحتفالات اليوم فهذا سيعرض حياته للخطر.
شعر الملك بالغضب وعلق قائلًا:
-الأمير عزالدين لا بد أن يعيش حياته بصورة طببعية، لن أستجيب لطلبك هذا وأعزل ابني عن العالم الخارجي.
ظلت الملكة شفق تلح على الملك وتطلب منه عدم خروج الأمير معللة بذلك ان هناك خطرًا على حياته، والملك يرى أنها تبالغ في الأمر.
الأمير عزالدين تراوده الأحلام السعيدة فيرى أميرة جميلة ترتدي ثوبًا كثوب الأميرات ازرق اللون تشبهإلى حد كبير
الأميرة سندريلًا، ما إن تقترب منه حتى يفر منها.
إستيقظ الأمير متعجبًا من هذا الحلم فكثيرًا ما يحلم بهذه الأميرة الجميلة ولكن لماذا اليوم يجد نفسه عندما تقترب منه يفر منها؟! فتسائل قائلًا:
-ترى هل سأقابل هذه الأميرة أم إنها اضغاث أحلام؟
يفكر الأمير في أميرة أحلامه ويتمنى لو يأتي ذلك اليوم الذي يراها أمامه.
تجلس الملكة شفق تتحدث إلى وصيفتها المقربة وتخبرها قائلة:
-لابد أن نجد ذلك الكتاب فالعرافة العجوز أخبرتني أنه ستكون فيه نجاة ابني الأمير عزالدين اليوم، كما إنها أخبرتني أنه سيهلك اليوم إذا لم يتم العثور على ذلك الكتاب.
تفكر الملكة وتقول:
-ترى كتابًا بهذه الأهمية أين يمكنني أن أخفيه؟
أسرعت الوصيفة المقربة وعلقت قائلة:
-مولاتي الملكة لقد بحثنا في كل مكان داخل الجناح الملكي ولم نجد شيء، ولكننا لم نقوم بفتح الخزانة الخاصة بمولاتي الملكة ألا يمكن أن تكوني وضعتيه هناك ما دام بهذه الأهمية؟
شردت الملكة قليلًا ثم تذكرت منذ خمسة وعشرون عامًا عندما قابلت العرافة العجوز بالغابة وأخبرتها إنها ستحمل بالأمير عزالدين الذي ستكثر المكائد ضده وتنصب له الشراك لقتله فحينها يجب على الملكة أن تقوم بإعطائه هذا الكتاب الذي بداخله النجاة.
تذكرت الملكة هذا الأمر وتذكرت أيضًا عندما اخبرتها العرافة قائلة:
-أحفظي الكتاب بعيدًا ولا يقوم بفتحه أحدًا غير الأمير عزالدين عندما يكبر.
فجأة نهضت الملكة من مقعدها وعلقت قائلة:
-فيروز لقد تذكرت الكتاب داخل الخزانة، أنتي أجمل وصيفاتي وأذكاهم.
أسرعت الوصيفة إلى خزانة الملكة، وقامت بفتحها وبدت على وجهها إبتسامة عريضة، نظرت إلى الملكة وقامت بإخراج الكتاب من خزانة الملكة.
فرحت الملكة ونهضت مسرعة إلى الوصيفة ومن فرط سعادتها قامت بمعانقة الوصيفة.
أمسكت الملكة الكتاب وإحتضنته قائلًا:
-الحمدلله هذا الكتاب الذي سيجعل الله النجاة لإبني من خلالك.
همت الملكة بفتح الكتاب فأمسكت الوصبفة بيدها وتحدثت إليها قائلة:
- مولاتي الملكة أعزك الله وحفظك من كل سوء، لقد أخبرتيني أن العرافة طلبت منك ألا يفتح هذا الكتاب أحدًا غير الأمير عزالدين؛ فربما بداخله سحر ما إن يتم فتحه يبطل مفعوله.
ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-لديك الحق يا فيروز لقد نسيت شيئًا كهذا.
أخذت الملكة الكتاب وأسرعت به إلى الأمير عزالدين، طرقت الباب ولكن لم يكن الأمير بالغرفة، خشيت الملكة أن يكون الأمير قد غادر فأسرعت في طلبه.
أسرعت الوصيفة المقربة تبحث عن الأمير حتى وجدته جالسًا مع والده الملك سليمان يستعدان لمغادرة القصر.
الوصيفة إقتربت من الأمير عزالدين وهمست له في أذنه قائلة:
-مولاي الأمير مولاتي الملكة تريدك على وجه العجل.
أومأ الأمير عزالدين برأسه فنظر إليه والده الملك سليمان وعلق قائلًا:
- ما الأمر يا أمير عزالدين؟
نظر إليه الأمير وعلق قائلًا:
-مولاتي الملكة تستدعيني يبدو يا مولاي أن هناك شيئًا هامًا.
ضحك الملك سليمان وعلق قائلًا:
-ليس هناك شيئًا هامًا كل ما بالأمر أن الملكة لا تريد منك الخروج خارج القصر؛ ظنًا منها أن هناك خطرًا على حياتك.
بني دعك من هراء أمك فأنت ولي العهد لابد أن يكون قلبك قلب أسد، يهابك الجميع وأنت لا تهاب شيء.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-لا تقلق يا مولاي سأرافقك خلال الإحتفالات ولكن لا يمكنني الذهاب بدون أن أذهب إليها.
سمح الملك سليمان لأبنه الأمير عزالدين بالذهاب إلى أمه الملكة شفق.
وصل الأمير عزالدين إلى الجناح الملكي وطلب الإذن للدلوف على والدته وما إن رأته والدته الملكة حتى طلبت منه الإقتراب، فدنا منها الأمير وأمسك بيدها مقبلًا لها ثم علق قائلًا:
-مولاتي لقد ارسلتي في طلبي فهل هناك شيء؟
نظرت الملكة إلى ابنها الأمير عزالدين فإذا به في أبهى هيئة وكأنه عريس يوم عرسه فإبتسمت وعلقت قائلة:
-ما شاء الله تبارك الخالق المبدع أراك يا بني في أبهى هيئة كأن اليوم يوم عرسك!
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-مولاتي اليوم هو العيد الرسمي للملكة وولي عهدها لا بد أن يبدو بهيئة تليق به وبالملك سليمان.
الملكة شفق تحدثه قائلة:
-هل عزمت على الخروج مع والدك الملك سليمان للإحتفال مع الشعب؟
ابتسم الأمير عزالدين إبتسامة رقيقة وعلق قائلًا:
-نعم، حبيبتي لا تقلقي سأعود يا أمي فعزالدين لا يستطيع الإبتعاد عن أمه وحبيبته الملكة شفق فأنتِ الروح التي تحيا بداخل جسدي.
ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-تعلم يا بني أنه لو كان بإستطاعتي ما جعلتك تخرج اليوم من القصر، ولكن والدك قد أصر على إصطحابك.
الأمير عزالدين يدنو من والدته ويخبرها قائلًا:
-مولاتي "لا يمنع حذر من قدر"فما كتبه الله على سيصيبني أينما كنت.
الملكة وتقترب من الأمير عزالدين وتعانقه وتمسك به بقوة وتقول:
-بني عد إلي، فلا أقوى على الحياة بدونك.
الأمير وقد تلألأت الدموع في عينيه يعلق قائلًا:
-أعدك إنني سأعود إليكي يا امي.
تأتي إحدى الوصيفات لتخبر الأمير عزالدين أن الملك سليمان يطلبه؛ فقد آن الأوان للموكب الملكي على للتحرك.
الأمير عزالدين يخبر والدته الملكة شفق بضرورة اللحاق بوالده الملك سليمان قبل أن يتحرك الموكب فتخبره قائلة:
-عزالدين أريد أن أعطيك شيئًا هامًا وأريدك أن تعدني أن يظل معك يرافقك أينما ذهبت ولا تتركه في أي مكان حتى تعود إلى هنا.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
- أعدك يا أمي ولكن ما هو ذلك الشيء الهام عندك إلى هذه الدرجة؟!
تخرج الملكة الكتاب وتقوم بإعطائه للأمير وتخبره قائلة:
-بني لا تعطي أحد هذا الكتاب وأريدك أن تعرف أن هذا الكتاب ما إن تقع في مأزق أو خطر فستجد فيه نجاتك، ولكن لا تفتحه إلا عند الضرورة.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
- كيف سأجد فيه النجاة يا أمي؟ هل سبخرج منه جيشًا يقاتل من يريد النيل مني؟!
الملكة تعلق قائلة:
-عزالدين لا تسخر مما اخبرتك به خذ الكتاب وأفعل ما قلته لك، ولا تنسى فقد وعدتني.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-حسنًا يا أمي إن كان هذا ما سيطمئن قلبك فلن يفارقني هذا الكتاب أبدًا حتى أعود إليكِ.
أخذ الأمير عزالدين الكتاب وقبل يد والدته الملكة شفق وأسرع إلى الملك سليمان الذي كان ينتظره حتى يأمر الموكب بالتحرك.
وقف الملك سليمان يتحدث مع الأمير عزالدين وقال:
-هل طلبت منك عدم الخروج من القصر؟
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-كانت تود أن تعطيني شيئًا قبل أن أغادر.
تعجب الملك سليمان وعلق قائلًا:
-وما هذا الشيء يا بني؟!
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-أرادت أن تعطيني هذا الكتاب وطلبت مني ان يرافقني حتى أعود إلى هنا.
ضحك الملك سليمان وعلق قائلًا:
-هل وجدته أخيرًا لقد منعها هذا الكتاب النوم لأيام عديدة كانت تبحث عنه؟
ألا ترى أنه من العجيب أن تكون ملكة وتؤمن بهذه الخرافات؟ إنه لشيء محزن.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-مولاي الملك هذا من وافع حبها لي وحرصها الشديد على سلامتي.
أومأ الملك برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا يا بني فلنذهب لنحتفل مع شعبنا ونشاركه الإحتفال بعيد النيروز.
غادر الملك سليمان القصر ويرافقه الأمير عزالدين والوزير حمدان والحاشية الملكية.
وما إن تحرك الموكب الملكي حتى تذكر الأمير عزالدين وصية والدته الملكة شفق.
فابتسم إبتسامة خفيفة وتفقد الكتاب ولكن كانت المفاجأة الأمير لا يجده، شعر الأمير بالضيق وأخذ يحدث نفسه قائلًا:
- أين ذهب هذا الكتاب كيف أضعت؟!
تذكر الأمير عزالدين أنه كان بيده عندما كان يتحدث مع والده الملك سليمان تذكر أنه قد تركه على الطاولة أثناء حديثه مع الملك.
طلب الأمير من الموكب التوقف فورًا، تعجب الملك سليمان وتسائل قائلًا:
-ما الأمر يا عزالدين؟!
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-اعتذر يا مولاي لقد نسيت شيئًا هامًا سأذهب لإحضاره.
الوزير حمدان يعلق قائلًا:
-اخبرني يا مولاي الأمير ما هذا الشيء وسأذهب لإحضاره لك؟
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-ساذهب واعود سريعًا.
ينزل الأمير من الموكب الملكي ويسرع إلى القصر وهو يقول:
-لا يمكنني أن أخالف وصية الملكة.
الجميع ينظر إلى الأمير الذي يغدو بإتجاه القصر ويتسائلون عن السبب.
دلف الأمير عزالدين إلى داخل القصر وفوجيء بالكتاب في يد أحد الحراس الذي كان يهم بفتحه لكن الأمير أسرع وقام بأخذه منه قبل أن يقوم بفتحه.
عاد الأمير عزالدين إلى الموكب ونظر إليه الملك فشاهد الكتاب بيده فابتسم ولم يعلق، لقد فهم أن الشيء الذي نسيه الأمير هو الكتاب.
بدات الإحتفالات وأقيمت الموائد كان الجميع سعداء برؤية ولي العهد الجميع يثني عليه وعلى هيئته حتى أن الكثير من الفتايات اللائي شاهدنه تمنين لو أنهن فزن بقلب هذا الأمير الوسيم.
ظل الأمير يقوم بتوزيع العطايا على جميع الحاضرين من شعب المملكة.
حان الوقت الذي سيصعد فيه الملك سليمان وولده الأمير عزالدين إلى الجبل لنثر الحبوب وهي عادة متعارف عليها بين شعب المملكة منذ جلوس الملك سليمان على العرش.
دائمًا ما يجد الملك سليمان في نثر حبوب القمح فوق الجبل فأل خير، كما إنه كان يخبر وزيره حمدان أنه لا يريد جائع بالمملكة حتى الطيور لابد ان تطعم في يومٍ كهذا.
استعد الأمير منصور وأولاده للصعود فوق الجبل قبل أن يصعد الملك وحاشيته حتى يستطيعوا الإختباء والإنقضاض على الأمير عندما تسنح لهم الفرصة.
الملكة شفق تشعر بقلبها يكاد أن ينفطر خوفًا على ولدها الأمير تبتهل إلى الله وتدعوا أن يكتب الله له النجاة من كل شر.
وقف مفتي المملكة يدعوا للملك ولولي العهد بالتوفيق والسداد، وأن يجعل الله هذا العام هو عام خير على المملكة.
حان الوقت لصعود الملك سليمان والأمير إلى الجبل.
صعد الأمير وأمسك بيد والده الملك سليمان وما إن صعد الملك فوق الجبل حتى أتته الطيور فرحة تعلم ما سيفعله الملك إبتسم الملك سليمان وأخذ ينثر الحبوب فوق والطيور تتجمع حوله من كل مكان.
نظر الأمير عزالدين إلى هذا المشهد الرائع وابتسم فأشار له الملك أن ينثر هو الآخر الحبوب فأمسك الأمير بالحبوب وجعل ينثرها أسرعت الطيور إليه، ووقفت عليه ثم أخذت تتناول ما بيده من حبوب.
الوزير حمدان قام هو الآخر بنثر الحبوب ومعه حاشية الملك الجميع ينثرون الحبوب فوق الجبل.
انشغل الجميع بمشاهدة تجمعات الطيور، في هذه اللحظة تسلل أبناء الأمير منصور وقاموا بخطف الأمير عزالدين وسحبه بعيدًا عن الملك ورجاله.
الملكة شفق تشعر بأن هناك شيء ما حدث لإبناها الأمير عزالدين فأسرعت وطلبت من وصيفتها تحضير العربة الملكية الخاصة بها.
استقلت الملكة العربة الملكية مسرعة في إتجاه الجبل، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد تجمع الكثير من أبناء المملكة حول عربة الملكة وقاموا بتحيتها والثناء عليها وعلى المللك سليمان والأمير عزالدين.
الملكة تعلق قائلة:
—أشكركم على شعوركم الطيب، ولكن رجاءً اخلوا الطريق حتى أستطيع الوصول إلى الجبل.
وما إن سمع المتجمعون بهذا الأمر حتى قاموا بالتهليل وحدث بعضهم الآخر قائلًا:
— ما اعظم إصرار الملكة شفق على المشاركة في الإحتفالات، واخذ يهلل تعيش الملكة شفق
أدامك الله لنا يا ملكتنا الحبيبة.
وبدأ الجميع يردد خلفه ويدعون للملكة والملكة تخبرهم بضرورة إخلاء الطريق ولكن دون جدوى.
فوجيء الأمير عزالدين بعمه الأمير منصور يقف أمامه وبيد خنجر قد أشهره في وجه ابن اخيه فإبتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
—هل ما أراه حقيقيًا ام أنه من وحي الخيال؟!
ضحك الامير منصور وعلق قائلًا:
—بل حقيقيًا ايها الأمير، فنهايتك ستكون على يدي اليوم.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
—لماذا يا عمي تلطخ يدك بدماء ابن أخيك؟
أمن اجل كرسي زائل؟!
تجمع أبناء الأمير منصور حول الأمير عزالدين وأسرع الأمير حسام الأبن الأكبر للأمير منصور قائلًا:
—أبي لا داعي لهذا الحديث فلننجز مهمتنا قبل أن ينتبه الجميع لعدم وجود الأمير ويقوموا بالبحث عنه.
ابتسم الأمير منصور وعلق قائلًا:
—لديك الحق يا بني فلننهي ما جئنا من أجله.
ويهم الأمير منصور بطعن الأمير. عز الدين فيقوم الأمير بدفعه ويسرع هربًا وخلفه الأمير منصور وأبنائه يحاولون الإمساك به.
الأمير يعدو مسرعًا ويفكر في نفسه قائلًا:
—المكان خاليًا لا يوجد شيء اختبيء خلفه، ترى أين المفر؟
يتذكر الأمير والدته وكم كانت خائفة عليه وكان لديها إحساسًا أن شيئًا سيحدث له فيقول:
— ليتني إستجبت لرغبتك يا أمي.
شعر الأمير بالإجهاد والتعب فهو. لم يعتاد على الجري هكذا فيتذكر الكتاب فيخرجه من جيبه ويقوم بفتحه كما اخبرته والدته فيتحرك الكتاب بقوة هائلة لم يستطيع الأمير تحمله فيتركه من يده ليقع على الأرض وتخرج منه طاقة نور هائلة تحدث فجوة كبيرة يقف أمامها الأمير حائرًا ماذا يفعل ينظر خلفه فإذ بالأمراء يقتربون منه فيسمع صوت يخبره قائلًا:
—عليك بالولوج إلى داخل الفجوة ففيها نجاتك.
يسرع الأمير عزالدين بالولوج داخل الفجوة وقبل أن تغلق يمسك الكتاب بيده.
تم إطلاق سراح الأمير منصور بعفو ملكي بناءًا على طلب من الأمير عزالدين بالعفو عن جميع سجناء الرأي.
في الوقت الذي كان يستعد فيه ابناء الأمير منصور بإقتحام سجن الأمراء وتهريب والدهم فوجئوا بوالدهم يدخل عليهم بعد أن تم الإفراج عنه.
أسرع حسام الدين منصور الأبن الأكبر للأمير منصور إلى والده يعانقه ويقول:
-والدي كيف إستطعت الخروج من السجن؟!
الأمير منصور وهو يضع ذراعه على كتف ابنه يقول:
-خرجت بعفو ملكي من الملك سليمان، يظن بعفوه عني أنني سأتركه وابنه الأمير عزالدين ينعمان بحكم المملكة.
ابتسم الأمير حسام الدين وعلق قائلًا:
-والدي كل شيء تم التخطيط له؛ سنقوم اليوم خلال الإحتفالات بعيد النيروز بالتخلص من الأمير عزالدين إلى الأبد.
ضحك الأمير منصور وعلق قائلًا:
-وبعد ذلك سنقوم باقتحام قصر النيروز وإلقاء القبض على الملك سليمان و الملكة شفق وإيداعهم فالسجن، أما أنت يا حسام الدين ستكون ولي عهدي فأنت أحق بها من ذلك الأمير الضعيف.
ابتسم الأمير حسام الدين وعلق قائلًا:
- الآن علينا الإنتظار حتى يخرج الملك ومعه الأمير عزالدين لتحية شعب المملكة ونثر الحبوب فوق الجبل، فننقض حينها على الأمير ونوجه له عدة طعنات قاتلة.
كاد الخوف والقلق أن يفتكان بالملكة شفق فأسرعت بالذهاب إلى الملك سليمان وتحدثت إليه:
-مولاي الملك سليمان أعزك الله وأطال عمرك ارغب في طلب شيء من مولاي المللك.
نظر إليها المللك سليمان بإنتباه شديد وعلق قائلًا:
-سلي ما شئتي يا ملكتي الحبيبة.
الملكة شفق تخبره قائلة:
-مولاي الملك كل ما أريده هو عدم خروج ابني الأمير عزالدين من القصر. خلال الإحتفالات اليوم فهذا سيعرض حياته للخطر.
شعر الملك بالغضب وعلق قائلًا:
-الأمير عزالدين لا بد أن يعيش حياته بصورة طببعية، لن أستجيب لطلبك هذا وأعزل ابني عن العالم الخارجي.
ظلت الملكة شفق تلح على الملك وتطلب منه عدم خروج الأمير معللة بذلك ان هناك خطرًا على حياته، والملك يرى أنها تبالغ في الأمر.
الأمير عزالدين تراوده الأحلام السعيدة فيرى أميرة جميلة ترتدي ثوبًا كثوب الأميرات ازرق اللون تشبهإلى حد كبير
الأميرة سندريلًا، ما إن تقترب منه حتى يفر منها.
إستيقظ الأمير متعجبًا من هذا الحلم فكثيرًا ما يحلم بهذه الأميرة الجميلة ولكن لماذا اليوم يجد نفسه عندما تقترب منه يفر منها؟! فتسائل قائلًا:
-ترى هل سأقابل هذه الأميرة أم إنها اضغاث أحلام؟
يفكر الأمير في أميرة أحلامه ويتمنى لو يأتي ذلك اليوم الذي يراها أمامه.
تجلس الملكة شفق تتحدث إلى وصيفتها المقربة وتخبرها قائلة:
-لابد أن نجد ذلك الكتاب فالعرافة العجوز أخبرتني أنه ستكون فيه نجاة ابني الأمير عزالدين اليوم، كما إنها أخبرتني أنه سيهلك اليوم إذا لم يتم العثور على ذلك الكتاب.
تفكر الملكة وتقول:
-ترى كتابًا بهذه الأهمية أين يمكنني أن أخفيه؟
أسرعت الوصيفة المقربة وعلقت قائلة:
-مولاتي الملكة لقد بحثنا في كل مكان داخل الجناح الملكي ولم نجد شيء، ولكننا لم نقوم بفتح الخزانة الخاصة بمولاتي الملكة ألا يمكن أن تكوني وضعتيه هناك ما دام بهذه الأهمية؟
شردت الملكة قليلًا ثم تذكرت منذ خمسة وعشرون عامًا عندما قابلت العرافة العجوز بالغابة وأخبرتها إنها ستحمل بالأمير عزالدين الذي ستكثر المكائد ضده وتنصب له الشراك لقتله فحينها يجب على الملكة أن تقوم بإعطائه هذا الكتاب الذي بداخله النجاة.
تذكرت الملكة هذا الأمر وتذكرت أيضًا عندما اخبرتها العرافة قائلة:
-أحفظي الكتاب بعيدًا ولا يقوم بفتحه أحدًا غير الأمير عزالدين عندما يكبر.
فجأة نهضت الملكة من مقعدها وعلقت قائلة:
-فيروز لقد تذكرت الكتاب داخل الخزانة، أنتي أجمل وصيفاتي وأذكاهم.
أسرعت الوصيفة إلى خزانة الملكة، وقامت بفتحها وبدت على وجهها إبتسامة عريضة، نظرت إلى الملكة وقامت بإخراج الكتاب من خزانة الملكة.
فرحت الملكة ونهضت مسرعة إلى الوصيفة ومن فرط سعادتها قامت بمعانقة الوصيفة.
أمسكت الملكة الكتاب وإحتضنته قائلًا:
-الحمدلله هذا الكتاب الذي سيجعل الله النجاة لإبني من خلالك.
همت الملكة بفتح الكتاب فأمسكت الوصبفة بيدها وتحدثت إليها قائلة:
- مولاتي الملكة أعزك الله وحفظك من كل سوء، لقد أخبرتيني أن العرافة طلبت منك ألا يفتح هذا الكتاب أحدًا غير الأمير عزالدين؛ فربما بداخله سحر ما إن يتم فتحه يبطل مفعوله.
ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-لديك الحق يا فيروز لقد نسيت شيئًا كهذا.
أخذت الملكة الكتاب وأسرعت به إلى الأمير عزالدين، طرقت الباب ولكن لم يكن الأمير بالغرفة، خشيت الملكة أن يكون الأمير قد غادر فأسرعت في طلبه.
أسرعت الوصيفة المقربة تبحث عن الأمير حتى وجدته جالسًا مع والده الملك سليمان يستعدان لمغادرة القصر.
الوصيفة إقتربت من الأمير عزالدين وهمست له في أذنه قائلة:
-مولاي الأمير مولاتي الملكة تريدك على وجه العجل.
أومأ الأمير عزالدين برأسه فنظر إليه والده الملك سليمان وعلق قائلًا:
- ما الأمر يا أمير عزالدين؟
نظر إليه الأمير وعلق قائلًا:
-مولاتي الملكة تستدعيني يبدو يا مولاي أن هناك شيئًا هامًا.
ضحك الملك سليمان وعلق قائلًا:
-ليس هناك شيئًا هامًا كل ما بالأمر أن الملكة لا تريد منك الخروج خارج القصر؛ ظنًا منها أن هناك خطرًا على حياتك.
بني دعك من هراء أمك فأنت ولي العهد لابد أن يكون قلبك قلب أسد، يهابك الجميع وأنت لا تهاب شيء.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-لا تقلق يا مولاي سأرافقك خلال الإحتفالات ولكن لا يمكنني الذهاب بدون أن أذهب إليها.
سمح الملك سليمان لأبنه الأمير عزالدين بالذهاب إلى أمه الملكة شفق.
وصل الأمير عزالدين إلى الجناح الملكي وطلب الإذن للدلوف على والدته وما إن رأته والدته الملكة حتى طلبت منه الإقتراب، فدنا منها الأمير وأمسك بيدها مقبلًا لها ثم علق قائلًا:
-مولاتي لقد ارسلتي في طلبي فهل هناك شيء؟
نظرت الملكة إلى ابنها الأمير عزالدين فإذا به في أبهى هيئة وكأنه عريس يوم عرسه فإبتسمت وعلقت قائلة:
-ما شاء الله تبارك الخالق المبدع أراك يا بني في أبهى هيئة كأن اليوم يوم عرسك!
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-مولاتي اليوم هو العيد الرسمي للملكة وولي عهدها لا بد أن يبدو بهيئة تليق به وبالملك سليمان.
الملكة شفق تحدثه قائلة:
-هل عزمت على الخروج مع والدك الملك سليمان للإحتفال مع الشعب؟
ابتسم الأمير عزالدين إبتسامة رقيقة وعلق قائلًا:
-نعم، حبيبتي لا تقلقي سأعود يا أمي فعزالدين لا يستطيع الإبتعاد عن أمه وحبيبته الملكة شفق فأنتِ الروح التي تحيا بداخل جسدي.
ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-تعلم يا بني أنه لو كان بإستطاعتي ما جعلتك تخرج اليوم من القصر، ولكن والدك قد أصر على إصطحابك.
الأمير عزالدين يدنو من والدته ويخبرها قائلًا:
-مولاتي "لا يمنع حذر من قدر"فما كتبه الله على سيصيبني أينما كنت.
الملكة وتقترب من الأمير عزالدين وتعانقه وتمسك به بقوة وتقول:
-بني عد إلي، فلا أقوى على الحياة بدونك.
الأمير وقد تلألأت الدموع في عينيه يعلق قائلًا:
-أعدك إنني سأعود إليكي يا امي.
تأتي إحدى الوصيفات لتخبر الأمير عزالدين أن الملك سليمان يطلبه؛ فقد آن الأوان للموكب الملكي على للتحرك.
الأمير عزالدين يخبر والدته الملكة شفق بضرورة اللحاق بوالده الملك سليمان قبل أن يتحرك الموكب فتخبره قائلة:
-عزالدين أريد أن أعطيك شيئًا هامًا وأريدك أن تعدني أن يظل معك يرافقك أينما ذهبت ولا تتركه في أي مكان حتى تعود إلى هنا.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
- أعدك يا أمي ولكن ما هو ذلك الشيء الهام عندك إلى هذه الدرجة؟!
تخرج الملكة الكتاب وتقوم بإعطائه للأمير وتخبره قائلة:
-بني لا تعطي أحد هذا الكتاب وأريدك أن تعرف أن هذا الكتاب ما إن تقع في مأزق أو خطر فستجد فيه نجاتك، ولكن لا تفتحه إلا عند الضرورة.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
- كيف سأجد فيه النجاة يا أمي؟ هل سبخرج منه جيشًا يقاتل من يريد النيل مني؟!
الملكة تعلق قائلة:
-عزالدين لا تسخر مما اخبرتك به خذ الكتاب وأفعل ما قلته لك، ولا تنسى فقد وعدتني.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-حسنًا يا أمي إن كان هذا ما سيطمئن قلبك فلن يفارقني هذا الكتاب أبدًا حتى أعود إليكِ.
أخذ الأمير عزالدين الكتاب وقبل يد والدته الملكة شفق وأسرع إلى الملك سليمان الذي كان ينتظره حتى يأمر الموكب بالتحرك.
وقف الملك سليمان يتحدث مع الأمير عزالدين وقال:
-هل طلبت منك عدم الخروج من القصر؟
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-كانت تود أن تعطيني شيئًا قبل أن أغادر.
تعجب الملك سليمان وعلق قائلًا:
-وما هذا الشيء يا بني؟!
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-أرادت أن تعطيني هذا الكتاب وطلبت مني ان يرافقني حتى أعود إلى هنا.
ضحك الملك سليمان وعلق قائلًا:
-هل وجدته أخيرًا لقد منعها هذا الكتاب النوم لأيام عديدة كانت تبحث عنه؟
ألا ترى أنه من العجيب أن تكون ملكة وتؤمن بهذه الخرافات؟ إنه لشيء محزن.
ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
-مولاي الملك هذا من وافع حبها لي وحرصها الشديد على سلامتي.
أومأ الملك برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا يا بني فلنذهب لنحتفل مع شعبنا ونشاركه الإحتفال بعيد النيروز.
غادر الملك سليمان القصر ويرافقه الأمير عزالدين والوزير حمدان والحاشية الملكية.
وما إن تحرك الموكب الملكي حتى تذكر الأمير عزالدين وصية والدته الملكة شفق.
فابتسم إبتسامة خفيفة وتفقد الكتاب ولكن كانت المفاجأة الأمير لا يجده، شعر الأمير بالضيق وأخذ يحدث نفسه قائلًا:
- أين ذهب هذا الكتاب كيف أضعت؟!
تذكر الأمير عزالدين أنه كان بيده عندما كان يتحدث مع والده الملك سليمان تذكر أنه قد تركه على الطاولة أثناء حديثه مع الملك.
طلب الأمير من الموكب التوقف فورًا، تعجب الملك سليمان وتسائل قائلًا:
-ما الأمر يا عزالدين؟!
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-اعتذر يا مولاي لقد نسيت شيئًا هامًا سأذهب لإحضاره.
الوزير حمدان يعلق قائلًا:
-اخبرني يا مولاي الأمير ما هذا الشيء وسأذهب لإحضاره لك؟
الأمير عزالدين يخبره قائلًا:
-ساذهب واعود سريعًا.
ينزل الأمير من الموكب الملكي ويسرع إلى القصر وهو يقول:
-لا يمكنني أن أخالف وصية الملكة.
الجميع ينظر إلى الأمير الذي يغدو بإتجاه القصر ويتسائلون عن السبب.
دلف الأمير عزالدين إلى داخل القصر وفوجيء بالكتاب في يد أحد الحراس الذي كان يهم بفتحه لكن الأمير أسرع وقام بأخذه منه قبل أن يقوم بفتحه.
عاد الأمير عزالدين إلى الموكب ونظر إليه الملك فشاهد الكتاب بيده فابتسم ولم يعلق، لقد فهم أن الشيء الذي نسيه الأمير هو الكتاب.
بدات الإحتفالات وأقيمت الموائد كان الجميع سعداء برؤية ولي العهد الجميع يثني عليه وعلى هيئته حتى أن الكثير من الفتايات اللائي شاهدنه تمنين لو أنهن فزن بقلب هذا الأمير الوسيم.
ظل الأمير يقوم بتوزيع العطايا على جميع الحاضرين من شعب المملكة.
حان الوقت الذي سيصعد فيه الملك سليمان وولده الأمير عزالدين إلى الجبل لنثر الحبوب وهي عادة متعارف عليها بين شعب المملكة منذ جلوس الملك سليمان على العرش.
دائمًا ما يجد الملك سليمان في نثر حبوب القمح فوق الجبل فأل خير، كما إنه كان يخبر وزيره حمدان أنه لا يريد جائع بالمملكة حتى الطيور لابد ان تطعم في يومٍ كهذا.
استعد الأمير منصور وأولاده للصعود فوق الجبل قبل أن يصعد الملك وحاشيته حتى يستطيعوا الإختباء والإنقضاض على الأمير عندما تسنح لهم الفرصة.
الملكة شفق تشعر بقلبها يكاد أن ينفطر خوفًا على ولدها الأمير تبتهل إلى الله وتدعوا أن يكتب الله له النجاة من كل شر.
وقف مفتي المملكة يدعوا للملك ولولي العهد بالتوفيق والسداد، وأن يجعل الله هذا العام هو عام خير على المملكة.
حان الوقت لصعود الملك سليمان والأمير إلى الجبل.
صعد الأمير وأمسك بيد والده الملك سليمان وما إن صعد الملك فوق الجبل حتى أتته الطيور فرحة تعلم ما سيفعله الملك إبتسم الملك سليمان وأخذ ينثر الحبوب فوق والطيور تتجمع حوله من كل مكان.
نظر الأمير عزالدين إلى هذا المشهد الرائع وابتسم فأشار له الملك أن ينثر هو الآخر الحبوب فأمسك الأمير بالحبوب وجعل ينثرها أسرعت الطيور إليه، ووقفت عليه ثم أخذت تتناول ما بيده من حبوب.
الوزير حمدان قام هو الآخر بنثر الحبوب ومعه حاشية الملك الجميع ينثرون الحبوب فوق الجبل.
انشغل الجميع بمشاهدة تجمعات الطيور، في هذه اللحظة تسلل أبناء الأمير منصور وقاموا بخطف الأمير عزالدين وسحبه بعيدًا عن الملك ورجاله.
الملكة شفق تشعر بأن هناك شيء ما حدث لإبناها الأمير عزالدين فأسرعت وطلبت من وصيفتها تحضير العربة الملكية الخاصة بها.
استقلت الملكة العربة الملكية مسرعة في إتجاه الجبل، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد تجمع الكثير من أبناء المملكة حول عربة الملكة وقاموا بتحيتها والثناء عليها وعلى المللك سليمان والأمير عزالدين.
الملكة تعلق قائلة:
—أشكركم على شعوركم الطيب، ولكن رجاءً اخلوا الطريق حتى أستطيع الوصول إلى الجبل.
وما إن سمع المتجمعون بهذا الأمر حتى قاموا بالتهليل وحدث بعضهم الآخر قائلًا:
— ما اعظم إصرار الملكة شفق على المشاركة في الإحتفالات، واخذ يهلل تعيش الملكة شفق
أدامك الله لنا يا ملكتنا الحبيبة.
وبدأ الجميع يردد خلفه ويدعون للملكة والملكة تخبرهم بضرورة إخلاء الطريق ولكن دون جدوى.
فوجيء الأمير عزالدين بعمه الأمير منصور يقف أمامه وبيد خنجر قد أشهره في وجه ابن اخيه فإبتسم الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
—هل ما أراه حقيقيًا ام أنه من وحي الخيال؟!
ضحك الامير منصور وعلق قائلًا:
—بل حقيقيًا ايها الأمير، فنهايتك ستكون على يدي اليوم.
تعجب الأمير عزالدين وعلق قائلًا:
—لماذا يا عمي تلطخ يدك بدماء ابن أخيك؟
أمن اجل كرسي زائل؟!
تجمع أبناء الأمير منصور حول الأمير عزالدين وأسرع الأمير حسام الأبن الأكبر للأمير منصور قائلًا:
—أبي لا داعي لهذا الحديث فلننجز مهمتنا قبل أن ينتبه الجميع لعدم وجود الأمير ويقوموا بالبحث عنه.
ابتسم الأمير منصور وعلق قائلًا:
—لديك الحق يا بني فلننهي ما جئنا من أجله.
ويهم الأمير منصور بطعن الأمير. عز الدين فيقوم الأمير بدفعه ويسرع هربًا وخلفه الأمير منصور وأبنائه يحاولون الإمساك به.
الأمير يعدو مسرعًا ويفكر في نفسه قائلًا:
—المكان خاليًا لا يوجد شيء اختبيء خلفه، ترى أين المفر؟
يتذكر الأمير والدته وكم كانت خائفة عليه وكان لديها إحساسًا أن شيئًا سيحدث له فيقول:
— ليتني إستجبت لرغبتك يا أمي.
شعر الأمير بالإجهاد والتعب فهو. لم يعتاد على الجري هكذا فيتذكر الكتاب فيخرجه من جيبه ويقوم بفتحه كما اخبرته والدته فيتحرك الكتاب بقوة هائلة لم يستطيع الأمير تحمله فيتركه من يده ليقع على الأرض وتخرج منه طاقة نور هائلة تحدث فجوة كبيرة يقف أمامها الأمير حائرًا ماذا يفعل ينظر خلفه فإذ بالأمراء يقتربون منه فيسمع صوت يخبره قائلًا:
—عليك بالولوج إلى داخل الفجوة ففيها نجاتك.
يسرع الأمير عزالدين بالولوج داخل الفجوة وقبل أن تغلق يمسك الكتاب بيده.