رفيقتي المتمردة 2

Asmaa Hemeda&Sabrina`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-06-18ضع على الرف
  • 3.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

صوفيا.
استمعتُ إلى أصوات بالجوار تبدو وكأنها قادمة من بعيد ميّزتها بصعوبة قصوى.

شهقتُ كغريق عندما شعرتُ بجسدي الواهن يتحرك بفعل قوة خارجية ، ويد تطوق كتفي تجذبني جهة اليسار.

أفرجتُ عن أجفاني المتثاقلة ، فأبصرتُ وجه ألكساندر المتجهم عن قرب ، وهو يزمجر بحدة ،
- " ابتعد عنها أيها الوغد ، وإياك أن تفكر بلمسها مرة أخرى " .

ارتمى رأسي تلقائيا على كتفه ، فزويتُ ما بين حاجبيّ بدهشة ، ونظراتي المستكشفة أخذت تتجول بالمكان من حولي ، وإذا بي في العربة ذاتها التي أقلتنا إلى قصر شيكار قائد مملكة أطلنتس .

أغمضتُ عينيا مجدداً اعتصرهما بقوة في محاولة مني لتذكر آخر الأحداث ولكن لاشيء مترسخ بذهني ؛ وكأنني أعاني من فقدان مؤقت للذاكرة .

همساتٌ قريبة أعرف صاحبها الذي تمتم يقول ،
-" سأفعلها حتماً ولن أنتظر الإذن منك لإنقاذ حياتها ، إنها صديقتي ، صديقتي المقربة " .

كان ألكساندر سيهم بأمطره بوابل من الردود السخيفة ، بل وكان عقله ثائر بشكل زائد عن الحد ؛ إذ يدور برأسه العديد من السيناريوهات الدموية ، أستطيع أن استشف ذلك بوضوح وكذلك دراجون ، فألكساندر لم يجاهد لإخفاء حقيقة ما يشعر به.

انقطع نسيج أفكاره ، حالما عوى ريد يصيح بفرحة ،
-" لقد استفاقت ألكس ، مارقتنا لا زالت على قيد الحياة ، والفضل في ذلك لدراجون ، فلا تكن سمجاً !! " .

بالرغم من ابتسامة الفرح التي علت ثغر ألكساندر إلا أنه تمتم هازئاً ،
- " ما ينقص هو أن تطالبني بشكره على أنه قبَّلها ، وسقاها من دماء جرحٍ بيده "

أجابه ريد بعقلانية ،
- " لم تكن قُبلة ألكس !! لو لم يسحب السم من جوفها لفقدناها إلى الأبد ، أنسيتَ ما منحته الآلهة لعمنا الأكبر جد دراجون من هبة بأن جعلت دماءه هو ونسله مباركاً ذا قدرة على الشفاء من أقوى السموم والأوبئة ؟! " .

استمعتُ إلى ألكساندر وهو يزفر بضيق ، يقول بقلة صبر ،
- " خلصنا ريد ، لا تجعل منه بطلاً على حسابي ، ولا تنسَ أنك السبب في كل هذا " .

توقفت العربة بباحة قصر ألكساندر الذي حملني بين يديه كطفلة صغيرة ، بينما استوقفته ريتشي التي رمقتني بشماتة واضحة ولكن لحسن حظها أنني لستُ بحالةٍ جيدة لأرد إساءتها لي هذه المرة ، إذ قالت ،
- " ألكساندر !! لقد أعطيت الأمور أكثر من حجمها ، وأفسدت على شيكار حفلته ، وكذلك أهنت سيت ، ماذا يحدث معك بحق الآلهة ؟! ماذا فيها حتى إذا أصابت تلك الملعونة صاعقة من السماء ؟! كما أنك أحرجت هيلا كثيراً وقللت من شأنها أمام الجميع ، لقد وضعت نفسك ولوناك الشرعية في موقف مخزي أيها الألفا وبسبب مَن ؟! تلك ال ......

هدر ألكساندر بحدة ، مردفاً يُقاطعها،
- " أااااامي ، ما زاد عن حده هو تدخلكِ في أموري ، ألم تلْحظي أنني أصبحتُ على وعيٍّ كافٍ لأتمكن من إدارة شئوني وشئون هذه المملكة دون تدخل من أحد ؟! والآن دعيني أمُر حتى لا أفقد السيطرة على أعصابي " .

أحرزت نصراً لم تكتسبه يدي ، فأردت أن يطفح كيلها ، لذا تأوهت بألم حقيقي ولو أنني كنت قادرة على تحمل ما بي من وجع ، أعترف أنني أمارس عليها نوعاً جديد من الحرب النفسية .

وللحقيقة لم يبخل ألكساندر بمساعدتي على غير اتفاق مسبق بأن خفض رأسه إلي سريعاً ، وعينيه تفيض بهلعٍ أرضى غروري وأشعل الحريق في قلب ريتشي ، وهيلا التي دبت الأرض بقدمها هرولت تصعد الدرج بخطوات حذائها الذي كاد كعبه أن يخرق الأرض أسفلها من شدة الغيرة .

فضول انتابني عندما تسائل ريد ،
-" ما سر حرب النظرات بين دراجون وهيلا ؟! "

تحمحم دراجون الذي قال بصوت مرتبك وكأنما يريد صرف النظر عن شيء ما ،
-" هيا ألكساندر ، إنها بحاجة إلى الراحة ، وذئبتها تحتاج إلى فريسة مُشبعة حتى تسترد صحتها ".

استدارت أعيني بامتعاض ، وما خمد من نيران الغضب بداخل ألكساندر تأجج مرة أخرى ينبأ بوقوع كارثة عقب ما تفوه به دراجون وإظهاره الاهتمام بحالتي ، لذا رفعتُ كلا ذراعيّ أتشبث بألكس ، أدفن وجهي بثنايا عنقه، أهمس إليه بضعفٍ حقيقي ،
- " خذني إلى غرفتي من فضلك " . .

طبع قبلة على جبيني ، يتمتم بحنو ،
- " حسناً حبيبي ، وسأعتني بكِ بنفسي " .

قالها وهو يتحرك بخطوات واسعة يعتلي الدرج ولكنه توقف فجأة يستدير بكامل جسده إلى الخلف ، يقول بعدائية ،
- " إلي أين تظن حالك ذاهباً ؟! " .

دراجون ببساطة ،
- " معكما ، حيث غرفة صوفيا " .

ألورا هامسة لي ،
- " أشعر بوقوع كارثة ، زوج الثيران هذا لن ترسَ سفينتهم على بر " .

بينما زأر ألكساندر ، يجيبه بِغلٍ ،
- " بحياتي لم أرَ مَن هم يمتلكون برودة دماءك يا هذا !! " .

قهقه دراجون ، يقول بمرحٍ غير مستحب في موقفٍ كهذا على الإطلاق ،
-" أنسيت أنني نصف تنين ؟! برودة الدم طبيعة في عشيرتي ، بل وشيء نتميز به ، وللحقيقة ليس بكثير على أمثالكم أن نظهر لكم ما يتناقض مع دفئكم الذي كاد أن يجعلك تخسر حبيبتك أيها الأحمق " .

- غيرتك العمياء عليها جعلتني أتوسلك لمساعدتها ، والغريب أن ذئبك مال إلى تعاوني هذا ولكن نرجسية نصفك البشري كانت تقاوم ما يمليه عليك العقل .

-ذئبك أكثر ذكاءً منك ، لولا أنه خانك عندما تكاتل عليك إڤان وست لتقييدك حتى أقوم بعملي ، ما تمكنت من فعلها ، أعلم ذلك جيداً لولا إضعافه لك ما تمكنت قوة على الأرض من ردعك ، اصعد دعنا ننتهي " .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي