الفصل الثالث البحث عن كتاب العرافة

الفصل الثالث

تم إلقاء القبض على الأمير منصور وإيداعه في سجن الأمراء، شعرت الملكة شفق براحة كبيرة عندما وصلها خبر إلقاء القبض على الأمير منصور.

بعد مرور عدة أعوام.

كبر الأمير عزالدين وأصبح صبيًا يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، أصبح الأمير يجيد عدة لغات إلى جانب علوم الطب والكمياء ولكنه أصبح لا يجيد التعامل مع الغير، طوال السنوات الماضية كانت الملكة تعمل على إشغاله بالعلم وإبعاده عن الصداقات والتعامل مع الناس.

لم يكْ للأمير صديق، بل لم يكن يعلم شيء عن الصداقة، فقد عزلته الملكة عن شئون المملكة وجعلت منه شابًا إنطوائيًا منعزلًا عن العالم الخارجي.

كان الأمير عزالدين يحب القراءة كثيراً ويجد فيها العزاء عن الأشياء التي يفتقد إليها.

لقد قرأه الأمير الكثير من الكتب الخاصة برياضة السفاري، وعن الصحاري والجبال ورياضات تسلق الجبال.

أصابه التعجب عندما قرأ عن العديد ممن يقومون بتسلق الجبال ومدى المتعة التي يجدونها عندما يصلون إلى قمة الجبال الشاهقة على الرغم من المشقة والأخطار التي يتعرضون لها.


شعر الأمير برغبة قوية في أن يمارس رياضة التسلق التي قرأ عنها، فأسرع إلى الملكة وتحدث إليها بود وقال:
-مولاتي الملكة أريد أن أذهب وأجرب رياضة تسلق الجبال، أتمنى أن تلبي رغبتي وتوافقي على ذلك.


ضحكت الملكة وعلقت قائلة:
- تسلق الجبال مرة واحدة يا عزالدين!

شعر الأمير بالغضب من طريقة الملكة وإعتبرها نوعًا من السخرية من قدراته، فعلق قائلًا:
-أمي إنني جاد في طلبي هذا أريد أن أمارس رياضة تسلق الجبال، وأن أخرج في رحلة إستكشافية عبر الصحراء.

تعجبت الملكة من طلب الأمير عزالدين وعلقت قائلة:
-اعتذر منك يابني فقد ظننتك تمزح معي، لم أكْ أعلم أنك تود ذلك فعلًا ولكن هل ستذهب بمفردك؟!

عزالدين يخبرها قائلًا:
-نعم يا أمي أريد أن اذهب بمفردي.

تعجبت الملكة شفق من طلب الأمير عزالدين، إنها تعلم أنه لا يمكنها الموافقة على طلبه خوفًا على حياته، حاولت أن تبتعد عن أي مناقشة معه تؤثر عليه بالسلب، فأخبرته قائلة:
-بني دعني أعرض الأمر على والدك الملك وسأخبرك بالنتيجة لاحقًا.

شعرت الملكة بالحيرة من أمرها فلا يمكن أن تسمح للأمير أن يقدم على هذا الفعل جلست تفكر وتفكر حتى شعرت بالتعب فغفلت دون أن تشعر لتحلم بالعرافة العجوز تراودها في الحلم وتخبرها قائلة:
-أعطي الأمير الكتاب، أعطي الأمير الكتاب.

إستيقظت الملكة على الفور ثم نظرت حولها فعلمت أن ما كان يراودها مجرد حلم.

وفي اليوم التالي ذهب الأمير الشاب إلى غرفة والدته وطلب الإذن بالدخول فاذنت له الملكة، ما إن دلف إلى غرفة ولدته الملكة شفق حتى قبل يدها وحياها ثم تحدث إليها قائلًا:
-مولاتي كنت قد أخبرتك بالأمس عن رغبتي فالخروج لرحلة إستكشافية عبر الصحراء، وارغب في إعطائي الإذن لذلك.

ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-بني لم أتحدث إلى والدك الملك سليمان بعد في هذا الشأن، ولكنني سأتحدث معه اليوم، وإن كنت لا ارغب في شئٍ كهذا فقلبي لا يطاوعني أن اتركك تذهب لهذه الرحلة.

نظر الأمير عزالدين إلى أمه الملكة شفق فهو يعلم أن الأمر لن يكون سهلًا عليها وأنها ستمانع بكل ما أوتيت من قوة؛ لشدة خوفها عليه فعلق قائلًا:
- أمي لا تقلقي فلم أعد صغيرًا حتى تشعري بالقلق علي.

اغمضت الملكة عينيها وأخذت نفسًا عميقًا ثم علقت قائلة:
- عزالدين هل يمكنك أن تقوم بتأجيل هذه الرحلة الإستكشافية، إلى الصيف فنحن الآن في الشتاء ولايمكنك أن تخرج في رحلة كهذه، أما في الصيف فستكون أفضل.

نظر الأمير عزالدين إلى أمه الملكة شفق فهو يعرف أنها لن توافق على طلبه ثم علق قائلًا:
-حسنًا يا أمي شكرًا لكِ.

عاد الأمير عزالدين إلى غرفته وهو حزين يتمنى لو يستطيع أن يخترق جدران القصر ويرحل إلى أي مكانًا أخر يشعر فيه بحريته، أو لوكان له جناحين لكان طار بعيدًا عن هذا القصر الذي أصبح بمثابة سجنٍ له.

داخل سجن الأمراء.

نجح الأمير منصور في خداع أحد الحراس بأنه هو الملك المنتظر وأن سجنه هذا لن يطول ثم اخبره قائلًا:
-قي حالة مساعدتك وتقديم ولائك لى فسأقوم بتعينك قائد للحرس ما إن استولي على حكم المملكة، كل ما أريده منك هو أن تقوم بإرسال هذه الرسالة إلى ابنائي.

تم خداع الحراس واستجاب للأمير منصور.

أخذ الحارس الرسالة وذهب إلى ابناء الأمير منصور واعطاها لهم ليقرؤا بها: ر
-أبنائي الأعزاء لا يمكن أن تصمتوا على سجن والدكم هكذا، يجب أن تفعلوا كل ما تستطيعوا فعله حتى اخرج من هذا السجن اللعين، وحتى لا يتأكد أخي سليمان إنني أنا الذي يقف وراء الأحداث السابقة التي حدثت مع الأمير عزالدين.

يواصل حسام الدين الأبن الأكبر لمنصور قراءة الرسالة التي أرسلها إليه والده فيقرا فيها"عندما يجد الملك سليمان أن الأمر اصبح هادئًا عندها سيصبح على يقين أن كل هذه الأعمال كانت من تدبيري، لقد قضيت في هذا السجن الحقير عدة أعوامًا ولا يمكنني الإستمرار أكثر من ذلك، لا تجعلوه يهنأ هو وولده بالحكم، إعملوا على إخراج أباكم من السجن وإلا فلا خير فيكم".

وما إن انهى حسام الدين الأبن الأكبر لمنصور قراءة هذه الرسالة حتى اجتمع بأخوانه واخذ يتحدث معهم ويخبرهم بما في هذه الرسالة وما يجب عليهم فعله لإخراج أباهم من السجن.

وبعد العديد من المشاورات بينهم عزموا الأمر على مساعدة والدهم في الهروب من السجن والإنتقام من عمهم الملك سليمان وولده عزالدين.

وبالفعل تم الإتفاق مع الحارس على مساعدتهم في إخراج والدهم من سجنه وذلك نظير ما يطلبه من أموال فعلق قائلًا:
-لا أستطيع فعل ذلك فهناك حراسًا يدينون بالولاء التام للملك سليمان.

نظر حسام الدين إلى الحارس وعلق قائلًا:
-أليس هناك طريقة لإخراج والدي؟

ابتسم الحارس وعلق قائلًا:
-سيتم تغير هؤلاء الحرس في الأسبوع القادم وعلينا الإنتظار لمدة أسبوع حتى ياتي طاقم الحراس الآخر لنفعل ما نريد فعله.

نظر إليه حسام الدين وعلق قائلًا:
-حسنًا فلننتظر إلى الأسبوع القادم، أما انت أيها الملك سليمان فلن اجعلك أنت وولدك عزالدين تهنئا جزاءً لك على ما فعلته لأبي.

جلس حسام الدين الأبن الأكبر لمنصور مع اخوانه يخططون ويتآمرون ضد الملك سليمان، فاتفقوا جميعًا على أن اكثر ما بؤلم الملك ويضعفه هو القضاء على ابنه عزالدين فاخذوا يفكروا في طريقة تمكنهم من تنفيذ مخططاتهم خاصة وأن الأمير عزالدين لا يسمح له بمغادرة القصر بمفرده.

تذكر نجم الدين الاخ الاوسط لحسام الدين أن عيد النيروز سيأتي بعد عدة أيام و أن الفرصة ستكون سانحة للقضاء على الأمير عزالدين خلال الإحتفالات والمراسم التي ستقام.

"عيد النيروز، وهو العيد الخاص بمملكة النيروز وفيه يتم تزين الشوارع والبيوت وتنصب الموائد ويخرج المنادي ينادي قائلًا:
-من كانت له حاجة فليسألها.

ويخرج الملك في هذا اليوم ويرافقه الملكة شفق وابنه الأمير عزالدين يخطب في شعب المملكة ثم يصعدوا إلى الجبل ويقوموا بنثر حبوب القمح فيتفائل الجميع بالخير وتأكل الطيور ولا ترى في هذا اليوم شخصًا جائع أو محتاج، فهذا اليوم ينتظره شعب المملكة كل عام خاصة الفقراء منهم".

الملكة شفق ترقد في فراشها تراودها الأحلام فترى العرافة العجوز تخبرها وتلح عليها قائلة:
-اعطي الأمير عزالدين الكتاب، أعطي الأمير عزالدين الكتاب.

استيقظت الملكة شفق من نومها بفزع ولا زال صوت العرافة يتردد بداخل أذنها قائلًا:
-أعطي الأمير عزالدين الكتاب.

امسكت الملكة برأسها وشعرت وكأن راسها سينفجر من هذا الصوت الملح لهذه العرافة داخل أذنها تردد عبارتها وتلح عليها فتتسائل الملكة قائلة:
-ترى ماذا تريد هذه العجوز مني؟ وما هذا الكتاب الذي تتحدث بشأنه؟!

كلما عاودت الملكة النوم ترى هذه العرافة وهي تلح عليها بشأن الكتاب وتطلب منها إعطائه للأمير عزالدين، لم تعد الملكة شفق تستطيع النوم وبدا الشعور بالتعب والإجهاد يسيطران على جسدها.

شعرت الملكة بالمرض والتعب فأرسلت في طلب طبيب القصر.

جاء الطبيب فطلب الإذن بالدخول على الملكة، اذنت له الملكة فدلف عليها في جناحها الخاص وعلق قائلًا:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مولاتي الملكة ادامك الله وحفظك ورعاكي.

ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا طبيب القصر الأمين حفظك الله وبارك فيك.

الطبيب يعلق قائلًا:
-مولاتي لقد قمتي بإستدعائي فلعل الأمر خير إن شاءلله؟

تخبره الملكة قائلة:
-إنني أعاني من إضطرابات في النوم فمنذ عدة أيام وأنا على هذه الحالة لقد أصبحت أعاني من التعب والإجهاد فقمت بإستدعائك لعلي اجد عندك الحل لما أعاني منه.

نظر الطبيب إلى عين الملكة وقام بالكشف عليها واخبرها قائلًا:
-لا أرى أن لدي مولاتي أي مرض عضوي ولكن هل لي بسؤال مولاتي عن بعض الأشياء التي ربما تجعلنا نتعرف عن السبب وراء قلة نومك؟

نظرت الملكة إلى الطبيب وعلقت قائلة:
-أيها الطبيب سل ما شئت.

الطبيب يتحدث إلى الملكة قائلًا:
-هل هناك أمرٍ يشغل عقل مولاتي ويسبب لها الأرق؟ او ينتابك بعض الكوابيس والأحلام المزعجة التي تسبب لكي الإستيقاظ سريعًا فلا ياخذ جسدك ما يلزمه من راحة؟

الملكة شفق تخبره قائلة:
-نعم أيها الطبيب فهذا ما يحدث معي بالضبط، ما إن أذهب في نومي حتى تراودني الأحلام وتزعجني فلا أجد امامي من سبيل غير الإستيقاظ.

نظر الطبيب بإهتمام شديد وعلق قائلًا:
-هل يمكن لمولاتي ان تخبرني ماالذي تراه في منامها؟

تتحدث إليه الملكة شفق وتقول:
-ارى عجوز تطاردني اينما ذهبت وتطلب مني أن أقوم بإعطاء الأمير عزالدين الكتاب.

ابتسم الطبيب وعلق قائلًا:
-وهل هذه العجوز رأتها مولاتي الملكة من قبل؟

اومأت الملكة برأسها وعلقت قائلة:
-نعم اعرفها ولكنني لا اعرف عن اي كتاب تتحدث هذه العجوز؟

يواصل الطبيب حديثه مع الملكة شفق ويقول:
-فليتسع صدر مولاتي الملكة لطبيبها وتخبره هل هذه العجوز تعيش هنا بالمملكة؟

تجيبه الملكة قائلة:
-منذ عدة سنوات وقبل أن يرزقني الله بالأمير عزالدين، ذهبت في رحلة صيد بالغابة وهناك شاهدت عرافة عجوز تعرفت علي وأخبرتني إنني سأنجب أميرًا وسيواجه الكثير من العقبات والمحن وسيتعرض للعديد من المكائد للقضاء عليه.

عندما عدت حملت بالأمير عزالدين ومنذ ذلك الوقت وهناك من يخطط لقتله ولكن الله ينجيه في كل مرة.

الطبيب يعلق قائلًا:
-حفظ الله مولاي الأمير الشاب عزالدين سليمان وبارك بعمره ولكن مولتي كيف إستطاعت هذه العجوز بإخبارك بهذه الأمور هل كانت ساحرة؟ وهل يمكن لمولاتي إستدعائها لهنا؟

تفكر الملكة في امر هذه العجوز وتتذكر عندما تقابلت معها فتعلق قائلة:
-ايها الطبيب لقد تذكرت أمرًا كنت قد نسيته، فهذه العرافة ما إن تحدثت إلي قامت بالإختفاء على الفور، ولكنها قبل أن تختفي كانت تردد وتقول: "عندما يكبر الأمير ويصير شابًا أعطيه هذا الكتاب ولا تعطيه لأحدٍ غير فإنه سيجد فيه النجاة"

تعجب الطبيب وعلق قائلًا:
-اي كتابًا هذا يا مولاتي الملكة؟

تذكرت الملكة أمر الكتاب الذي أخذته من العرافة فعلقت قائلة:
-نعم لقدت قامت بإعطائي كتابًا ولكنني لا اتذكر أين وضعته فقد كان ذلك من أعوام عديدة.

الطبيب يعلق قائلًا:
-مولاتي ربما يكون الآوان قد آن لإعطاء الأمير هذا الكتاب؛ لذلك تجدي هذه العجوز تلح عليكِ بإعطاء الأمير عزالدين الكتاب، لابد أن هذا الأمر ضروري للغاية وإنني أجد أن الحل في يد مولاتي الملكة حاولي أن تتذكري أين وضعتي هذا الكتاب وقومي بإعطائه للأمير عزالدين.

إستاذن الطبيب وغادر ثم اسرعت الملكة بإصدار أوامرها لوصيفاتها بالبحث في كل مكان بالجناح الملكي عن هذا الكتاب.


قامت الوصيفات بالبحث عن الكتاب في كل مكان بالجناح الملكي ولكنهم لم يجدوا شيئًا، شعرت الملكة بالحزن الشديد على فقدها لذلك الكتاب الذي اظهرت الأيام مدى أهميته.

ظلت الملكة تفكر في المكان الذي وضعت فيه الكتاب، لا تستطيع التذكر وكأن ذاكرتها قد محت كل ما يخص هذا الكتاب.

جاء الليل وعم الظلام على المملكة الجميع نيام والملكة تعاني كمعانتها الليالي الماضية تراودها الأحلام وتزعج منامها وتطلب منها العرافة العجوز ضرورة إعطاء الأمير عزالدين الكتاب، ولكن في هذه الليلة تخبرها العرافة خلال منامها قائلة:
-أعطي الأمير الكتاب فبداخله تكمن نجاته وبدونه سيهلك.

إستيقظت الملكة وظلت تبحث طوال الليل على هذا الكتاب بنفسها وتحدث نفسها قائلة:
-لن أهنأ حتى أجد ذلك الكتاب، لا أعلم كيف ستكون النجاة بداخله ولكنني لابد أن أجده فربما تكون نبوءة أو ما شابه ذلك.

شعرت الأميرة بالتعب واليأس مصاحبًا له فقد بدات تفقد الأمل في إيجاد هذا الكتاب، فتجلس على مقعدها مهمومة حزينة.

ومرت عدة أيام والملكة تسوء حالته ولم تعد تستطيع الخروج من غرفتها، دلف الملك عليها وتعجب مما بدت عليه حالتها فهو لم يراها هكذا من قبل، فتحدث إليها قائلًا:
-ما الأمر يا شفق هل أسافر يومين وأعود لأجدك بهذه الحالة؟

الملكة روت على الملك ما تعاني منه فضحك الملك وعلق قائلًا:
-هل كل شخص يراوده بعض الأحلام والكوابيس يفعل بنفسه ما تفعليه انتِ؟ فإنني أجد أن ما تفكرين به ما هو إلا أوهام وخرافات يصعب على العقل تصديقها!

شعرت الملكة بالحزن الشديد لعدم تصديق الملك بأمر هذا الكتاب فعلقت قائلة:
-مولاي الملك لعل هذا الكتاب يكون بداخله النجاة لإبني الأمير عزالدين.

ضحك الملك ساخرًا ثم علق قائلًا:
-إستغفري ربك فلو إجتمعت الأمة على أن يضروا عزالدين بشيء فلن يضروه إلا بما كتبه الله عليه، وإن إجتمعت على أن ينفعوه بشيء فلن ينفعوه بشيء إلا بما كتبه الله له.

امسك الملك بيد زوجته الملكة شفق وقبلها في حنان ثم علق قائلًا:
-حبيبتي اعلم أنكِ تحبين الأمير عزالدين حبًا جمًا، ولكن لابد أن تريحي عقلك فقدر الله ماضٍ ولا يستطيع أحد تغيره، فلا يغير القضاء غير الدعاء، رحماك بنفسك وبولدك.

وقف الملك متحدثًا إليها قائلًا:
-شفق أريدك أن تعودي كسابق عهدك فلم تعدي تهتمين بشيء ولم يعد يشغلك غير عزالدين وحمايته مما ينتظره من مصير، إتركي الأمر لله وعودي كما كنتي الملكة شفق التي لا تفارق الإبتسامة ثغرها، تملأ القصر بالحب والسعادة.

وبعد ان أنهى الملك حديثه غادر الجناح الملكي، بينما جلست الملكة تفكر فحديث زوجها الذي اشعرها بمدى تقصيرها معه كزوجة وكحبيبة فحزنت لان زوجها يفتقدها برغم وجودها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي