9

الفصل التاسع

لم تصدق الجدة "سناء" رغبـ ة حفيدها بأختياره لفريدة لتصبح زو جته، تهللت اساريرها وربت على كتفه بحنو وهي تهتف بفرحة قائلة:
- بتتكلم بجد يا سراج ؟ ولا بتسرح بستك
أبتسم بحب وطبع قُـ بلة حانية أعلى راسها وقال:
- والله العظيم بتكلم بجد ، أنا بحب فريدة وعاوز أتجو زها وتكون شريكة حياتي وعمري كله
- يا زين ما أخترت يا حبيبي ، بنات فاروق ودلال ربنا يحفظهم يارب ويحرسهم من العين، جمال وتربية وأخلاق مافيش بعد كدة ، ربنا يسعدكم يارب
- هتكلمي بقا ماما وتبلغيها تنزل هي وبابا عشان يستعدو وينزلوا عشان يشاركوني فرحتي، تيتا أنا فرحتي مش هتكمل غير بوجودهم لازم تعرفيهم كده
- طيب يا قلب تيتا ما تتصل تكلم مامتك وتعرفها بنفسك
هز رأسه نافيًا :
- لا افضل حضرتك ، عشان أنا ممكن اتضايق لو قالتلي مش فاضين ينزلوا ووقتها لسانه ده مش هيسكت، فأنا بتلاشى الخناق ، عشان خاطري
- حاضر يا حبيبي أنا هكلمها ماتحملش هم ، واياها تقول مش هنقدر ننزل ساعتها بقا ستك اللي هتتخانق معاهم ومش هتسكت
قبل وجنتها واستقام واقفًا:
- تصبحي على خير يا أعظم تيتا في العالم
- بكاش أوي
ضحك بخفة وترك غرفتها ثم توجهًا إلى غرفته، أبدل ثيابه وألقى بجـ سده داخل فراشه ليغوص في نوم عميق...
❈-❈-❈
أما عن الوضع بلندن كان متأذم بينهما.
ابتعدت حياة عنه وظلت جالسة مكانها بعد نوبة الانهيار التي احتاجتها، صدح رنين هاتفه، ابتعد هو بخطواته عنها ليجيب على الهاتف بعدما را المتصل " جان"
ظل سليم منصتًا لمحادثة جان باهتمام، وبعد لحظات أغلق الهاتف دون أن يبدو أي ردة فعل..
كان يتطلع لها خلسة، يراوده الشعور بالقلق من أجلها ، فتح هاتفه وأجرا اتصالا هاتفيا بمتجر الخضروات والفاكهة وطلب إحضار عامل التوصيل ومعه كل ما يلزم من طعام ،ثم أغلق الهاتف وجلس ينتظر وصول عامل التوصيل .
أما حياة فتحاملت على قدميها واستقامت لتدلف إلى الغرفة الأخرى وأغلقت الباب خلفها بقوة ، ألقت بحجابها ارضًا فقد كانت تشعر بالاختناق جراء ما حدث بينهما .
ثم تقوقعت على نفسها داخل الفراش وعيناها جاحظة باتساع تنظر للفراغ بشرود تام وكأنها بعالم اخر.
بينما جاء عامل التوصيل وأعطاه سليم النقود ثم أنصرف وولج سليم يحمل الحقائب البلاستيكة إلى المطبخ، وضعهما على الطاولة المستديرة ونزع سترته وضعها أعلى المقعد ثم شمر عن ساعديه وبدأ في فتح الاغراض ليعد هو الطعام بنفسه ..
اشعل الموقد ووضع المقلاة ثم وضع القليل من الزُبد وقطع الخضار مكعبات صغيرة ثم وضع قطع الدجاج الجاهزة وتركها لتنضج سواها داخل المقلاة، ووضع أناء اخر به ماء وعندما غلت المياه سكب بها المعكرونه الازباجته وظل يقلبها عدة دقائق ثم اغلق الشعلة.
وعاد فتح غطاء المقلاة ليتأكد من طهي الدجاج ثم رفعها ووضعها جانبًا بينما وضع اناء أخر ووضع داخله القليل من زيت الطعام وبعض حبات الثوم ثم سكب الصلصة ووضع التوابل ، ثم جلب المعكرونة من المصفاه وسكبها على الصلصة التي نضجت وظل يقلبها لثواني ثم اغلق الشعلة وبدا في إعداد سفرة الطعام..
القي نظره أخيرة على الطعام الموضوع أعلى المائدة بإعجاب وقرر أن يطرق بابها ليدعوها لتناول الطعام.
طرق بابها عدة مرات ولم يأتي بالرد ، فتح المقبض ودلف بحثًا عنها بقلق ، وجدها نائمة بالفراش مثل القنفد المتقوقع وعيناها مفتوحة ، دنا منها يناديها:
- حياة ممكن تخرجي عشان تأكلي
لم يرف لها طرف عين ، ولكنها لم تستمع له ولم تراه ،انتابه القلق فجلس على طرف الفراش يهزها برفق لكي تنظر له ولم يجد منها أجابها فقط دموعها تسيل على وجنتيها بصمت
لم يتحمل رؤيتها بذلك الوضع جذبها بقوة وضـ مها إليه ، كانت مستكانة ، مستسلمة ، لم ترفضه ولم تقدر على الحراك ، همس بجانب أذنها بصوت دافئ:
- حياة ممكن تفوقي وتفضلي قوية زي ما عرفتك
لم يجد منها اجابه فحملها وغادر بها الغرفة ثم وضعها أعلى المقعد خلف المائدة وسكب لها الطعام بصحنها وبدأ هو في اطعامها كانه يطعم صغيرته ، ولكن هي رافضة لتناول الطعام
هتف قائلة بجدية:
- والله الاكل ده بفلوس حلال ، ممكن تأكلي بقا ؟
كأنها داخل حلم تسمع صوته يأتي من بعيد ، هزها سليم برفق ليجعلها تفيق من شرودها وتتناول طعامها ومـ سح دموعها المنسالة على وجنـ نتها وهتف معتذرًا:
- أنا أسف أن السبب في كل اللي بتواجهيه ، بجد أسف أن وصلتك للحالة دي، حياة أنا مش وحش إوي زي ما انتي شيفاني كدة ، أنا حاسـ س إن لوحدي رغم وجود أمي وأخويا بس بردو لوحدي، شايل جبل من الهموم لوحدي، بعاني في صمت من غير ما حد يعرف ، واجهة كتير مصائب ومتاعب ومشاكل وكان عليا حلها لوحدي بردو من غير ما أشيلهم هم ولا خوف من اللي جاي، ولسه مستعد أدفع عمري كله عشان يعيشوا في أمان

كان حديثه حرك مشاعرها وفاقت من شرودها تهمس بخفوت وعيناها تعانق عيناه الغامضة:
- وأنت مش لوحدك أنا معاك دلوقتي وهشارك كل همك بس تصارحني بكل حاجة
لاحت ابتسامته العذبة وقال بحماس:
- تأكلي الاول قبل ما الاكل يبرد وتقوليلي رأيك بعرف اطبخ ولا لأ
أومت برأسها ولكن رفع هو الشوكة والتقط بها المعكرونة وقربها من فاها ليطعمها بنفسه، نظرت له بحيرة فهذا الشخص ليس بالشخص القاسي الذي عرفته من قبل وانما ينبعث من صوته وملامحه الدفئ والأمان ، يعاملها بحنان ويخاف عليها
شعر هو بحيرتها فهمس قائلا بقربها:
- هتفهمي كل حاجة ، أوعدك هحكي ليكي كل حاجة عشان مش قادر أشوفك بتنهاري بسببي وأنا بصراحة محتاجك معايا في اللي جاي.
هزت راسها بالايجاب وتناولوا الطعام سويا، بعد لحظات قليلة نهضت عن مقعدها تحمل الصحون وتدلف بهم المطبخ ، لحق بها سليم وقال بصوت حاني:
- بتحبي تشربي الشاي بعد الاكل مش كدة
هزت راسها مؤكدًا على ذلك ووقفت أمام الحوض تجلي الصحون بينما وقف سليم خلفها يعد الشاي بالغلاية الكهربائية..

❈-❈-❈
بالمشفى
لم تغمض لها جفن بعدما قص عليها زو جها ، ظل بالها منشغلًا بالتفكير ، ماذا ستفعل هل ستخسر جنينها بعد كل هذا ، شعور بالحقد احتاج قلبها ، تريد أن تحرق الاخضر واليابس، لن تتركهما يتهنون بلحظات من السعادة وهي منكبة حزينة على ضياع كل شيء من حولها، بالاول خسرت حُ بها "سليم"
وبعده خسرت علاقتها بزو جها وفقدت جدها للابد ولم يبقى لها إلا الطفل الذي ينمو بداخلها ولكن لن تتقبل خسارته قبل أن يدفع كل ما تسبب بألامها وحزنها ثمن ما فعله بحقها..

هتفت مرددة لنفسها:
- لن أقبل بالهزيمة بعد اليوم وسيدفعون الثمن غاليًا ، أضعاف ما شعرت به
هكذا حدثت نفسها وبعد ذلك حاولت أن تنام لتهرب من ذلك الواقع المرير كما تظن ...
كان أسر جالسًا بالمقعد مجاورًا لفراشها ، لا يعلم بماذا تفكر به نور ، وما القرار التي اتخذته ، فبعد ما أخبرها بكل شيء ظلت صامته وطلبت منه أنها تريد النوم ، تركها تفعل ما تشاء وداخله عدة هواجس، وترك بالنهاية القرار لها ، كما أنه يتمنى ولادة طفله مهما كانت العواقب فهو لن يتخلى عنه، كيف يتخلى عن قطعة من روحه بإرادته ، طالما حلم بتلك اللحظة عليه أن يتمسك بها مهما كان بلاءه أشد فعليه الصبر والتحمل من أجل طفله القادم الذي ينتظره بشوق ...
زفر أنفاسه بحرقة تخرج من قلبه على ذلك الوضع الذي لا يحسد عليه وبعد تفكير طويل حاول اغماض عيناه ولكن اهتز هاتفه معلن عن وصول رسائل عبر تطبيق الواتس اب
أخرج هاتفه ليجد ميلانا هي التي تراسله كما دون أسمها " رفيقة العمر"
أبتسم بحب عندما فتح تلك الرسائل ليقرأ محتواها بعينيه
- كيفك حبيبي ؟.
- هلا موعد دواك ، لا تنساه
دقق بانامله وهو بجيبها كاتبًا
- حبيبك بخير وأخدت الدوا ، تعرفي أنك واحشاني كتير
ارسلت له ايموجن الضحك وردت
- وأنا اشتقتلك كتير
بادلها الايموجن بقلب أحمر كبير ورد
- كان نفسي اسمع صوتك قبل ما انام بس مش عاوز اجرح نور بتصرفي
كانت متفهمة لردة وكتبت:
- انشالله تكون منيحه هلا
- والله ما عارف ، أنا صارحتها بكلام الدكتور ومش قادر أعرف هي ناوية على ايه ولا بتفكر في ايه
- أن شاء الله بصير خير
- يارب
- حبيبي فيك تنام هلا واترك التفكير العظيم
- حاضر يا روح قلبي،تصبحي على حضـ ني
تبسمت بحب وردت :
- تصبح على سعادة
أغلق الهاتف وهو يتنهد بارتياح فكلمات بسيطة من ميلانا قادرة على السعاده فهي دائما ترسم البسمة على محياه ، بوجودها جانبه لم يحمل همًا للغد ...

❈-❈-❈

عودة إلى لندن ..
كان جالس على الأريكة الجلدية وحياة بجانبه ، صوب أنظاره أليها وبدء في سرد ما حدث معه منذ خمسة أعوام .

عاد سليم بذاكرته لتلك الخمسة أعوام الذي عان فيهما الكثير ، عندما أفاق من غيبوبته أثر حادث السير الذي كان يودي بحياته ، عندما فتح عيناه وجد والده جالسًا بجواره يمـ سك بيـ ده وتنساب دموعه وهو يعتذر منه عن ما حدث بسببه وأنه المُخطى وعليه دفع ثمن أخطاءه وجرائمه التي أقترفها بعدما زين له الشيطان الثروة التي سيحظى بها من تجارته الغير مشروعة بالاتجار بالسلاح ولم يكتفي بذلك فقد أتخذ مشفى خاصة ليغطى أعماله المشبوهة بداخلها ، فقد كان يسلب أعضاء المتوفين داخل المشفى ومازالت اعضاءهم صالحة وهذه تسمي سرقة أعضاء بشرية وكان يأخذها من يستحقها من ذا سلطة من رجال الأعمال وبعض رجال الدولة والقانون ، فمنهم الذي كان بحاجة لزراعة كبد، وأخر لقلب وأخر لكلى ، كما كان يستخدم قرنيات العيون لعمل زراعة قرانية لاطفال ولشباب بحاجة لتلك العمليات ، كل ذلك في الخفاء ويتاخذ المشفى ستار ليغطى أعماله الغير قانونية ويعمل لحساب المافيا الأمريكية ،ومن أموال تلك العمليات يحولها بحساب اخر ببلدة أوروبية ويتم غسل الأموال لكي يريح ضميره ولم يعرف بأنه يفعل الجرم المشهود والشياطين توسوس له بأنه على صواب فهو يساعد الاناس فقط ويأخذ الاعضاء من المتوفين وليس الاحياء هكذا سولت له نفسه.
ومن أجل فضح أمره بعدما واجهه سليم بأفعاله وحدثت الفاجعة بالحادث الذي جعل سليم طريح الفراش لعدة شهور .
قرر توفيق أن ينهي كل تلك الأعمال مع مافيا السلاح وتجارة الاعضاء ولكن لن تتركه المافيا بعدما علم بكل أسرارهم ولذلك تم قتله وأخفى سليم خبر مقتله وتواطد مع الطبيب فؤاد بأن يخبر والدته بأن والده توفي إثر أزمة قلبية ، ورفض سليم أن تراه والدته وهو متوفي لكي لا ينفضح سبب مقتله، وفي ذلك الوقت ات الشاب الأمريكي"جان" لزيارة سليم بالمشفى وأخبره بأن المافيا تريد اكمال عمل والده وإذا رفض سليم سوف يكون أسر هو الخسارة القادمة ولن يتحمل سليم فقدان شقيقه لذلك قرر أن يتصنع بأنه قعيد ولم يقدر على الحراك ريثما تبتعد عنه المافيا وقرر مساومتهم سيظل يعمل معها بصفقات السلاح فقط ، أما اعمال المشفى وتجارة الاعضاء لن يكملها وهددهم بفضح أمرهم لانه لديه ملف خاص بجميع عملياتهم التي تمت بداخل القاهرة وخارجها وكل المعلومات التي تخص كل عضو من أعضاء المنظمة
صمت قليلاً يسترد أنفاسه لتقاطعه حياة بوجه مكهفر :
- مش مبرر يا سليم تكمل في الشغل معاهم
وضع كفه على فاها ثم قال باسمة:
- أنتي لسه مش فاهمة ؟ يا حبيبتي أنا على مدار الخمس سنين اللي فاتوا كنت بفشل كل عملياتهم وفي اتفاق بيني وبين الشرطة المصرية وكمان الملف معايا على فلاشة وهسلمه للشرطة الفيدرالية هنا ، عشان تعبت من كتر حبسي على الكرسي المتحرك ، تعبت من كتر الجبل اللي انا شايلة لوحدي ، مش قادر افضح سر ابويا وأمي تكتشف أنها اتخدعت في زو جها وحب عمرها كل السنين دي,كمان أسر مش هيتحمل يعرف أن بابا شارك في كل العمليات الإجرامية دي ، انا حافظت على كيان البيت والعيلة وعمال المم الجروح اللي بابا سابها ، أنا ماعشتش افضل سنين عمري كاي شاب ، من حقه يكمل في حياته ويكون أسرة ، ولم اكتشفتي انتي الملف على اللاب توب بتاعي واخترقتي الحساب ، كان لازم ابعدك في الوقت ده ، أنا عارف إن غلطت غلطة عمري لم خطفتك بس كنت مجبر ابعدك ، ماكنش ينفع حد يعرف عن المستخبي حاجه ، أنا آسف
طبع قـ بلة حانية أعلى راسها وكرر اعتذاره ثم نظر لها بمشاعر صادقة وقال:
- وجودك جنبي دلوقتي مهم جدا بالنسبالي واكبر دافع أن أكمل في طريق الحق ، انا لم يمكن أاذيكي أو أاذي اهلك لاني بكل بساطة بحبك واهلك كمان أهلي ، بس كنت في حرب ولازم أكسبها وعشان كده ماكنش قدامي غير اجبارك على الجواز ، منها استغل معايا نكمل الخطة اللي البوليس اتفق معايا نكملها طبيعي وان مسافر عشان اعمل عملية
لكن الاستغلال الحقيقي كان لقلبي انا محتاج وجودك عشان يقويني ، مهما كانت النتيجة أو اللي هيحصلي بعد كدة ، بس ماقدرتش اشوفك منهارة وبتتعذبي بسببي واقف اتفرج عليكي عشان كده أنا بصارحك بالحقيقه الكاملة بدون زيف
هتفت بقلق:
- يعني حياتك انت كمان في خطر هنا
هز رأسه نافيا:
-مش مهم حياتي قصاد حياة كل اللي بحبهم يعيشوا في سلام وأمان
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:
- لا يا سليم مش لازم تضحي بحياتك اللي لازم تحارب عشانه هو انك تفضل عايش ومكمل في حياتك عشان اهلك محتاجينلك
غمز لها لمشاكسة وقال:
- أهلي بس ..؟
أبعد انظارها عنه بتوتر وكانت تهم بأن تنهض من جواره ولكن امـ سك بها يمنعها الهرب من حصاره ورفع وجـ هها لتعانق مقلتيه البنية مقلتيها العشبية النضرة وهمـ س بعشق دفين أخفاه عنها منذ أن التقى بها وشعر بذلك القابع بصـ دره ينبض بصخب في حضورها وعندما تبتعد يشتاق لها ويتمنى قربها
طالت النظرات بينهما دون حديث ولكن تحركت شـ فتيه تعرف طريقها للوصول لشـ فتيها المنتكزة يرؤي ظمى عشقه وشوقه لها ،في قـ بلة شغوفة متلهفة لمزيد من المشاعر الجميلة ولحظات من العشق المباح ..

حصل بالنهاية على مراده وتنمى لو يفديها بعمره فلم يبخل عليها بتقديم روحه فداءها ، جرفته المشاعر بتملكها وهو يخشي عليها أن يكون قد توقعها بالخطر بسبب كل ما عرفته، حتى اللحظات الجميلة التي عاشها مع محبوبته لم يتردد عقله بالتفكير والخوف منما هو قادم ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي