عالمي هو أنتِ

دودو`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-07-05ضع على الرف
  • 25.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

الفصل الأول

في ليلة من ليالي الشتاء المطيرة، السماء تهطل الأمطار بشدة.
تتساقط الأمطار معانقة للأرض التي إشتاقت إليها،المكان مظلم لا ترى سوى ضوء البرق الممتزج بماء المطر كالنار في ظلمة الليل، لا تسمع سوى صوت الرياح العاتية تتخلل الأشجار فتنفضها.

إستيقظت الملكة شفق على ألٱم شديدة لا تستطيع النوم من شدتها، أسرعت إحدى وصيفاتها بإستدعاء الملك على الفور.

حضر الملك سليمان وقد بدى عليه القلق الشديد، فنظر إليها وعلق قائلاً:
- هل حان الوقت؟

الملكة شفق بتألم تقول:
- نعم يبدو أنه حان.

وسرعان ما يقوم الملك بإستدعاء طبيب القصر، الذي جاء على الفور دون أن يمشط شعره يهرول إلى الملك ويحاول أن يهذب من خصلات شعره المتناثرة، وما إن يقف أمام الملك حتى يقول:
- مولاي الملك المعظم اعزك الله وأطال عمرك أرسلت في طلبي، وأرجوا المعذرة فخشيت أن أهندم من مظهري فأتأخر على مولاي ويكون الأمر هامًا.

إبتسم الملك سليمان وربت على كتف الطبيب وعلق قائلاً:
- أعرف مدى إخلاصك في عملك، وهذا ما يجعلني أثق بك كثيراً، الليلة ستضع الملكة المولودها الأول وكما تعرف مدى أهميته بالنسبة لنا.

(الملك سليمان تزوج بالملكة شفق منذ عشر سنوات ولم يُرزقى بأبناء، كانت الملكة شفق حزينة لذلك، وكثيرًا ما طلبت من الملك الزواج بأخرى ولكنه كان يرفض؛ لشدة حبه للملكة شفق، ودائمًا م كان يخبرها:
"لو أن الله قسم لي أبناء في هذه الحياة سيكون منكِ أنتِ يا حبيبتي".

كانت الملكة شفق تسعد كثيرًا عندما تجده متمسكًا بها رافضًا أي امرأة أخرى سواها، ولكن كانت تتقطع ألمًا كلما وجدت الملك شاردًا، يتملكها الشعور إنه يفكر في حال المملكة من بعده وأخوه الأمير منصور الذي ينتظر حدوث أي مكروه له لينفرد بحكم المملكة.

وفي يوم من الأيام خرجت الملكة شفق برفقة وصيفاتها وبعض الحاشية إلى الغابة للصيد، وهناك قابلت عرافة عجوز تتعجب الملكة عندما تجد أن العرافة العجوز تعرف عنها الكثير، بل تعرف عنها أشياء لا يعرفها عنها غير المقربون لها.

تخبرها العرافة العجوز أنها سيصير لديها أميرًا وسيكون عظيمًا لكنه سيواجه الكثير من المتاعب والغدرات، بل أن المملكة تخرج لمحاربته والقضاء علبه.

تعجبت الملكة وعلقت قائلة:
-وماذا سيحدث له؟!

إبتسمت العرافة وقالت:
- لا أستطيع مولاتي إخبارك بأكثر من ذلك، ولكن إن صار أميرك شابًا يافعًا فلا تترددي بإعطائه هذا الكتاب، ولا يلمسه غيره فإنه سيجد بين أوراقه النجاة.

تعجبت الملكة مما أخبرتها به العرافة العجوز، ولكنها لم تتردد في أخذ الكتاب منها، نظرت إليها لتكمل حديثها معها ولكنها فوجئت بأن العجوز قد إختفت ولم يصبح لها أثر،شعر الجميع بالخوف فتقرر الملكة العودة إلى القصر وتخبر زوجها بما حدث، ولكنها تخفي عنه أمر الكتاب الذي قامت العجوز بإعطائها إياه؛ فقد قامت الملكة بإخفائه لحين مجيء الإبن المنتظر.

كانت الملكة كالغريق الذي يتعلق بقشة ظنًا منه أنها وسيلة النجاة الوحيدة بالنسبة له.

الملك يحدثها قائلًا:
- لابد أنك خًيل إليكِ لشدة رغبتك في إنجاب طفل، فربما يكون شيطانًا أراد اللعب بمشاعرك

وبعد عدة أيام تشعر الملكة ببعض التعب والإجهاد فتقوم بإستدعاء طبيب القصر الذي ما إن أخبرته الملكة بما تشعر به من أعراض فيسرع بالكشف عليها، ويتهلل وجهه بالإبتسامة والسعادة فيسرع إلى الملك قائلاً:
- أبشر يا مولاي الملك المعظم.

إبتسم الملك للطبيب وقال:
- بشرك الله بالخير يا طبيب القصر ماذا لديك؟!

الطبيب يخبر الملك قائلاً:
- مبارك عليكم فالملكة شفق تنتظر مولودًا سعيدًا يا مولاي.

لم يصدق الملك ما سمعه من الطبيب، ولم تستطيع قدميه حمله فجلس على كرسي العرش وعلق قائلاً:
- أيها الطبيب هل قمت بالتأكد من ذلك؟

إبتسم الطبيب وعلق قائلاً:
- أجل يا مولاي فلا يمكنني أن أزف إليكم بشرة كهذه دون أن أتأكد من صحتها.

الملك يخبره قائلاً:
- هل تعلم ما الذي ينتظرك من عقاب، في حالة إن ثبت عكس ما تقول؟

الطبيب بثقة يعلق قائلاً:
- أعلم يا مولاي وعلى أتم الاستعداد لمواجهة الأمر.

أسرع الملك إلى زوجته الملكة شفق يعانقها ويتمنى لها العافية ويتحدث إليها قائلاً:
- لا أريدك أن تفعلي أي شيء، لا تخرجي من للقصر ولا تذهبي إلي الصيد كل ما عليكي هو الراحة التامة لحين وصول ولي العهد.

نظرت الملكة شفق إلى زوجها وكم بدى عليه من سعادة جعلته يكاد يطير من فوق الأرض.

مر الشهر تلو الشهر، وها هي الليلة الموعودة وستضع الملكة أول طفل لها).

دخل الطبيب إلى غرفة الملكة وبالخارج وقف الملك في توتر وقلق على زوجته وأميره المنتظر.

وبعد فترة وجيزة خرج الطبيب مبشرًا للملك بوصول أول مولودٍ له قائلًا:
-مولاي الملك سليمان هنيئًا لك بقدوم مولودك المنتظر.

إبتسم الملك في سعادة وأسرع إلى زوجته؛ ليطمئن عليها ويرى ابنه الذي كاد الشوق لرؤيته أن يفتك به.

دلف الملك سليمان إلى غرفة زوجته ونظر فإذ بطفل فائق الجمال يظن من ينظر إليه أنه ملاك، اقترب الملك من زوجته فقامت بحمل وليدها وناولته لأبيه ليحمله لأول مرة في حياته.

نظر الملك إلى هذا المولود الجميل ثم اقترب الملك من أنفاس المولود؛ ليستنشقها وكأنه يستنشق عطرًا ويعلق قائلًا:
- هذا المولود تفوح منه رائحة الحياة يا شفق، ما أجمله حديث عهدٍ بربي.

ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
- مبارك عليك يا مولاي الملك مولودك الأول.

الملك يضع قبلة حانية على جبين المولود ويضعه في سريره ثم يعلق قائلًا:
-حمدًا لله على سلامتك يا شفق، وحمدًا لله أن وهبني هذا الأمير الجميل الذي أخفيت خبر حملك به حتى لا تتأذي بسوء.

نظرت الملكة شفق إلى زوجها وعلقت قائلة:
-لقد نفذت رغبتك وأخفيت هذا النبأ، ولكن هل لي أن أعرف السبب وراء هذا يا مولاي الملك؟!

الملك سليمان يحدث زوجته قائلًا:
- لقد وصلني أن الأمير منصور أخي طلب من شعب مملكة النيروز أن يتعاملوا معه على أنه الملك الفعلي للبلاد، وأخبرهم قائلًا: "إن ملكم سليمان أبتر لا نسل له وستؤل المملكة لي ولأبنائي من بعدي.

شعرت الملكة شفق بالغضب لذلك وعلقت قائلة:
-" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، إرادة الله سبقت إرادته.

إبتسم الملك وعلق قائلًا:
-لم أقنط قط من رحمة الله، فالحمد لله على ما أعطى.

ثم ينادي الملك على وزيره حمدان ويقول:
- حمدان فلتذبح الذبائح وتقام الموائد والإحتفالات وتزين مملكة النيروز إحتفالًا بمولد الأمير عزالدين سليمان،ليس هذا فحسب لا تردوا سائلًا ولا أريد صاحب مسألة إلا وأجيبت مسألته،أريد من رعيتي أن تشاركني سعادتي بمولدي الأول.

وبالفعل اقيمت الإحتفالات وشعر جميع من بالمملكة بالمفاجئة لهذا الذي لم يعلن عنه من قبل، فلم يكن أحد بالمملكة يعلم أن الملكة تنتظر مولودها الأول، وتساءل البعض قائلًا:
-هل كانت الملكة شفق حاملًا بولي العهد ولم يعرف أحد؟!

وعندما وصل الخبر إلى منصور الاخ الأصغر للملك سليمان راودته الشكوك أن تكون هذه لعبة من الملك لحرمانه من ولاية العهد، فجلس متحدثًا مع زوجته قائلًا:
-هل يعقل بعد كل هذه السنوات أن تحمل الملكة شفق، ولماذا لم يخبروا أحدًا بذلك؟!

فعلقت زوجته قائلة:
-ربما قام الملك سليمان بتبني طفلًا حتى يحرمك أنت وأبنائك من الحكم.

فكر الأمير منصور ثم علق قائلًا:
-لو كان هذا الأمر حقيقيًا فسأجعله يدفع الثمن غاليًا.

نظرت إليه زوجته وعلقت قائلة:
- لابد أن تتقرب إلى أخيك الملك سليمان هذه الفترة حتى يطمئن لك وحينها ستعرف حقيقة الأمر.

كانت الملكة شفق شديدة التعلق بالأمير عزالدين وكانت تخاف عليه من كل شيء، فلا تأمن عليه مع أحدٍ غيرها، ولا تقبل أن يطعمه أي شخص داخل القصر خوفًا على حياته.

وبعد مرور ستة أعوام كان الأمير قد صار طفلًا جميلًا لبقًا، ولكنه كان يعاني من خوف والديه الشديد عليه، فكلما أرد اللعب مع ألأطفال الآخرين داخل القصر ترفض والدته وتخبره قائلة:
-لا يصح للأمير وولي العهد أن يلعب مع أطفال الخدم والحشم.

كان عز الدين يشعر بالضيق والغضب لذلك لكنه كان يمتثل لأمر والدته الملكة شفق، ويبتعد عن هؤلاء الأطفال ويكتفي بالوقوف في شرفة القصر يراقبهم وهم يلعبون ويستمتعون بأوقاتهم على العكس مما يشعر هو به.

وفي يوم من الأيام أراد الأمير تعلم ركوب الخيل كبقية الأمراء، ولكن قُبل هذا الأمر أيضًا بالرفض وعللت الملكة رفضها قائلة:
- أخشى عليك الوقوع من فوق الخيل فتصاب بسوء.

حزن الأمير عز الدين لذلك وإلتزم غرفته حزينًا يشعر بأنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء يريده أو يرغب بفعله.

حاولت الملكة أن تخرجه من غرفته ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وظل الأمير جالسًا بغرفته يرفض الخروج منها.

وصل الأمر للملك سليمان فذهب إلى ابنه الأمير عز الدين وحاول إقناعه بضرورة الخروج من الغرفة ومشاركتهم أمور حياتهم، وأن ما تفعله والدته الملكة هو من منطلق خوفها عليه وحرصها الشديد على حياته.

نظر الأمير عز الدين إلى والده وعلق قائلًا:
- والدي هل تراني أشارك في أي نشاط كباقي الأمراء؟ أنني شخص عديم الفائدة.

غضب الملك لذلك وعلق قائلًا:
-كيف تتفوه بهذه الكلمات وأنت الذي ينتظرك مستقبلًا حافلًا بالإنجازات، أنت ولي عهد اليوم وملك الغد يا بني.

إبتسم الأمير عز الدين وعلق قائلًا:
-هل تعرف ولي عهد وملك لا يستطيع فعل أي شيء؟

شعر الملك بالحزن لما يعاني منه ابنه الأمير فذهب إلى الجناح الخاص بالملكة شفق وتحدث إليها قائلًا:
- شفق لابدأن تعطي الأمير عز الدين مساحة من الحرية، فأنا أخشى من خوفك الزائد عليه أن يحوله لشخصٍ مريضٍ.

ابتسمت الملكة شفق وعلقت قائلة:
-لا تقلق بشأنه سيكون كل شيء على ما يرام.

خرج الملك سليمان من غرفة زوجته الملكة شفق، وجلست الملكة تفكر في أمر ابنها الأمير عزالدين وفيما يجب عليها فعله فراحت في غفلة ورأت في منامها العرافة التي قابلتها بالغابة تخبرها قائلة:
- سيصير الأمير عزالدين ذو شأنٍ عظيم وسيقابل من المخاطر ما يعرضه للموت، وسيتأمر عليه الأقرباء.

إستيقظت الملكة على الفور والقلق والتوتر يزدادان على ابنها الأمير الصغير ثم تحدث نفسها قائلة:
-لا لن أجعل أي شيء يقترب من ابني، ولن أجعل المخاطر تقترب منه سأحميه بكل ما أوتيت من قوة.

ذهبت الملكة إلى مجلس زوجها وما إن رآها الملك حتى تحدث إليها قائلًا:
- هل قمتي بالتفكير فيما أخبرتك به؟

الملكة وقد سيطر عليها القلق والخوف على حياة ابنها الأمير تعلق قائلة:
- كما أخبرتك يا مولاي كل شيء سيكون بخير، لن أدع شيء يمس ابني أو يقترب منه.

الملك شعر أنه لا فائدة من التحدث مع زوجته، فخوفها الشديد على ابنها الأمير لا يجعلها ترى أن ما تفعله ليس في صالح الأمير، وإنما يضره.

الأمير منصور يتحدث مع أبنائه ويخبرهم قائلًا:
-أريدكم أن تذهبوا إلى قصر عمكم وتخبروه أنكم تودون إصطحاب الأمير عزالدين معكم إلى الصيد.

وبالفعل يذهب الأمير حسام الدين وأخوه نجم الدين أبناء الأمير منصورإلى القصر لينفذوا ما طلبه منهم والدهم.

وبعد أن يذهبوا ينظر إليهم الأمير منصور في دهاء ويعلق قائلًا:
- ما إن يذهب معكم إلى الغابة فسيكون هناك من ينتظره، أتمنى منك أيها الملك أن تودع ابنك الوداع الأخير.

ثم يضحك الأمير منصور وتعلو ضحكاته بشكلٍ هستيريًا.

وصل أبناء الأمير منصور إلى قصر النيروز وطلبا من عمهم الملك سليمان إصطحاب الأمير عزالدين معهم للصيد.

فكر الملك سليمان فيما طلبه أبناء أخيه ووجد أن هذا سيكون في مصلحة ابنه الأمير عزالدين، وأن رحلة كهذه ربما تخرجه من حالة العزلة التي يشعر بها، فيوافق الملك ويطلب من الملكة عمل التجهيزات اللازمة لذهاب الأمير مع أبناء عمه لرحلة صيد.

شعرت الملكة بالغضب وذهبت إلى الجناح الخاص بها، جلست تفكر فيما حدث وإزداد الغضب بداخلها فقد شعرت أن الملك يعاندها ولا يعبأ لرغبتها، فأرسلت في طلب الملك.

ذهبت وصيفة الملكة إلى الملك سليمان وأخبرته برغبة الملكة في رؤيته وأنها تنتظره في جناحها الخاص.

ذهب الملك سليمان إلى جناح زوجته، وما إن دلف لداخل غرفة زوجته حتى أسرعت الملكة بالتحدث إليه قائلة:
- مولاي سليمان لن ادع ابني عزالدين يذهب لتلك الرحلة التي يشوبها الشكوك.

نظر إليها الملك سليمان ثم علق قائلًا:
-شفق لقد وافقت على هذه الرحلة لأنها المخرج الوحيد الذي سيخرج الأمير من حالة العزلة التي يعاني منها بسب خوفك الشديد عليه، لا أريد أن أقول خوفك الذي يصل لحد الجنون.

الملكة شفق تصر على رأيها وتخبر الملك سليمان قائلة:
-مولاي اشعر أن نية منصور تقف وراء مجيء أبنائه هنا إلى القصر اليوم ولن أعرض ابني للخطر مهما كلفني الأمر، ولذلك فلن أسمح له بمغادر القصر.

لم يجد امام الملك سوى مغادر جناح الملكة وهو يشعر بالأسف لما يحدث مع زوجته.

ذهبت الملكة إلى غرفة الأمير عزالدين وجلست تتحدث إليه قائلة:
-بني مارأيك في أن نذهب معًا إلى رحلة عبر النهر.

إبتسم الأمير الصغير ورحب بالفكرة وشعر أنها ستكون فرصة ليتصرف بحرية أثناء هذه الرحلة.

وعلى الفور ذهبت الملكة إلى مجلس زوجها وتحدثت بثقة بالغة وقالت:
- مولاي الملك سليمان جئت إليك لأستأذن منك في خروجي إلى رحلة عبر النهر مع الأمير عزالدين.

إبتسم الملك سليمان وعلق قائلاً:
- أوافق فالأمير في حاجة لرحلة كهذه.

وفي اليوم التالي
ذهبت الأمير عزالدين بمرافقة والدته الملكة شفق إلى رحلة نيلية ومعها بعض الوصيفات والحاشية،وقبل أن تغادر القصر ودعهم الملك سليمان وتحدث إلى ابنه قائلاً:
- بني أريدك أن تستمتع بوقتك كما ينبغي، فتعود من رحلتك وأنت بأفضل حال.

ابتسم الأمير عزالدين وعلق قائلاً:
- حسنًا يا مولاي الملك وكم وددت أن ترافقنا في هذه الرحلة.

ابتسم الملك وعانق ابنه وقال:
-ليتني أستطيع مرافقتك يا بني في رحلتك هذه، ولكن شئون المملكة تجعلني مشغولًا طوال الوقت، ولكن ربما أستطيع المرة القادمة مرافقتك في رحلتك.

ذهب الأمير برفقة والدته إلى رحلة عبر النهر،فقد كان في غاية السعادة وما إن تحرك القارب الملكي حتى وقف عزالدين يستمتع بمنظر النهر.

الملكة شفق تنظر إليه في سعادة؛ لرؤيته وقد بدى عليه الإرتياح والسعادة فتغمض عينيها وما إن فتحت عينيها حتى فوجئت بعدم وجود الأمير على القارب، وقفت الملكة في ذهول وصدمة يكاد أن ينفطر قلبها من الخوف على ابنها.

تسرع الملكة بسؤال الجميع قائلة:
- أين الأمير عزالدين؟

وقف رجال الحاشية ينظرون إلى بعضهم البعض فلا أحد يراه، وعلى الفور يفقز رجال الحاشية إلى النهر بحثًا عن الأمير المفقود.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي