الفصل السابع والعشرون عائدة للإنتقام

لم تستطيع چيلان أن تخبر والدتها بما عرفته من حقيقة مازن الذي تعتقد الأم إنه ابنها الذي لم تلده.

عادت سلوى إلى المشفى، دلفت إلى غرفة شقيقها الذي انتابه القلق بشأنها فتحدث إليها وقال:
-سلوى، لماذا استغرقتي كل هذا الوقت؟! ألم تخبريني انكِ في الطريق إلى المشفى؟

علت الابتسامة وجه سلوى وعلقت قائلة:
-اخي، اعتذر إليك فما إن وصلت أمام المشفى فوجئت بچيلان ووالدتها ينتظران قدوم سيارة تصحبهما إلى المنزل فقمت بتوصيلهما بسيارتي.

نظر مازن إلى  شقيقته وقد بدى عليه التعجب ثم تحدث إليها وقال:
-هل حقًا غادرت چيلان المشفى؟!

سلوى وهي تضع الطعام امام شقيقها علقت قائلة:
-أجل لقد اخبرتك  بأنني قمت بمرافقتهم إلى منزلهم.

ومازن وقد بدى له ان هناك شيء غير طبيعي علق قائلًا:
-لماذا لم تأتي چيلان لرؤيتي قبل مغادرتها المشفى؟
صمت قليلًا وتذكر حينما جاء والدتها تسأل عنها وقالت: "لقد اخبرتني أنها سوف تأتي لتطمئن عليك قبل أن تغادر".

وسرعان ما نظر إلى شقيقته وتحدث إليها قائلًا:
-كيف بدت لكِ چيلان؟

نظرت سلوى إليه وقالت:
-أخي، ماذا تريد ان تعرف ما كل هذه التساؤلات؟!

ألح مازن على شقيقته بأن تجيب على سؤاله. فأجابته قائلة:
-بدت لي چيلان غريبة للغاية، لم اراها هكذا من قبل، طوال الطريق لم تنطق بكلمة وحينما كنت اتحدث إليها لم تكْ تجيب علي كأنها لم تسمعني.

أومىء مازن برأسه وعلق قائلًا:
-لقد جاءت چيلان إلى هنا في الوقت الذي كان فيه جلال هنا ايضًا، لابد انها استمعت للحديث الذي دار بيننا وهذا ما  يفسر مغادرتها للمشفى دون أن أراها والحالة التي بدت عليها بعد مغادرتها.

حاول مازن النهوض من الفراش فأسرعت سلوى إليه وتحدثت قائلة:
-أخي، إلى أين لا يجب أن تغادر فراشك حتى يأذن لك الطبيب.

نظر مازن إليها وقد بدى عليه الضيق وقال:
-سلوى، لابد أن أذهب إلى چيلان واتحدث معها لابد أنها تعتقد إنني خائن، أو إنني أعمل لصالح جلال.

نظرت سلوى إلى شقيقها وعلقت قائلة:
-أخي، كم أكره جلال هذا الذي لم يأتي من وراءه سوى المتاعب.

نظر مازن إلى شقيقته نظرة حادة وقال:
-سلوى،  لا ينبغي أن تتحدثي هكذا عن جلال إنه شقيقي.

انهمرت الدموع من عين سلوى وعلقت قائلة:
-ألا زلت تدافع عن هذا المجرم وتقول عنه إنه  شقيقك، مازن، استيقظ من غفلتك جلال ليس شقيقك بل هو الذي استدرجك حتى قام بضمك لتلك المجموعة المضلة.

شعر مازن بالغضب وعلق قائلًا:
-لن أسمح لكِ بكلمة واحدة، هذا ليس من شأنك ولا تخوضي في الحديث عن المجموعة مرة أخرى.

سلوى وقد بدى عليها الضيق همست قائلة:
-لن اتركك حتى تعود لصوابك وتعلم خقيقة ذلك المجرم الحقير.

داخل منزل چيلان.

وقفت چيلان في الشرفة الخاصة بمنزلها تتباع حركة سير السيارات، تتذكر عندما كانت تقف وهي وشقيقتها وعد بنفس الشرفة تتابع كل واحدة منهما حركة السيارات القادمة من حدائق القبة عبر شارع مصر والسودان وتتوقع كل واخدة منهما لون السيارة القادمةد

علت الابتسامة وجه چيلان وهمست قائلة:
-السيارة القادمة حمراء.

وبالفعل كانت السيارة حمراء، ضحكت چيلان وتلألأت الدموع في عينيها وقالت:
-هذه هي المرة الأولى التي يصدق فيها توقعي، لقد كانت وعد هي التي تفوز دائماً في هذه اللعبة، وعد، كم اشتقت إليكِ.

فجأة تذكرت چيلان حديث مازن وجلال وما تحدثت به الممرضة ليلى مع زميلتها علا عن ذلك الوشم الموجود على ظهر مازن.

شعرت چيلان بالغضب وعلقت قائلة:
-مازن، جلال، عليكما أن تنتظران انتقامي.

في اليوم التالي.

أثناء تناول چيلان افطارها تحدثت إليها والدتها وقالت:
-چيلان، لقد قررت أن أتبرع بملابس وعد لإحدى دور الأيتام فما رأيك في ذلك؟

اومئت چيلان برأسها وعلقت قائلة:
-امي، إنها فكرة جيدة للغاية، أما أيضاً لدي بعض الأشياء التي لا احتاج إليها سوف اتبرع بها كي ينتفع بها غيري.

علت الابتسامة وجه الام وعلقت قائلة:
-حسنًا، سوف أقوم بالأتصال بمندوب الدار حتى يأتي ويأخذ تلك الأشباء.

علقت چيلان قائلة:
-وأنا سوف أذهب وأحضر لكِ الأغراض التي لست بحاجة إليها.

دلفت چيلان إلى غرفتها، وإذا بجرش الباب يدق.

صاحت الأم على رضا وقالت:
-رضا، أسرعي وانظري من الطارق.

أسرعت رضا بفتح باب المنزل ثم عادت إلى السيد حبيبة وقالت:
-سيدتي، إنها فتاة تدعى سلوى، تقول إنها شقيقة السيد مازن.

أشارت السيدة حبيبة إليها وقالت:
-ادخليها على الفور لا تدعيها تنتظر بالخارج أكثر من ذلك.

اسرعت رضا إلى باب المنزل، نظرت إلى سلوى وقالت:
-تفضلي السيدة حبيبة في انتظارك.

دلفت سلوى إلى داخل المنزل لتجد السيدة حبيبة في استقبالها بإبتسامتها المعهودة.

أسرعت سلوى إليها وقامت بمعانقتها ثم قالت:
-منذ أن استيقظت وجدت بداخلي رغبة قوية في المجيء إلى هنا ورؤيتكم.

وضعت السيدة حبيبة ذراعها على كتف سلوى وجذبتها إلى صدرها وقالت:
-ألم اخبرك ليلة أمس أن بمقدورك القدوم إلى هنا في أي وقت؟! ابنتي أنتِ مرحب بكِ في أي وقت.

علت الابتسامة وجه سلوى وعلقت قائلة:
-سيدتي، أنتِ..

قاطعت السيدة حبيبة حديث سلوى وقالت:
-ألم أقل لكِ ألا تناديني بسيدتي هذه؟

ضحكت سلوى وقالت:
-حسنًا أمي أنتِ تؤثريني بحنانك وعطفك.

نظرت السيدة حبيبة إليها وقالت:
-ابنتي، أنتِ وشقيقك صرتم بالنسبة لي في منزلة الأبناء.

في هذا الوقت كانت چيلان تخرج من غرفتها وهي تحمل بعض الأغراض التي تود التبرع بها، فسمعت حديث والدتها إلى سلوى.

شعرت چيلان بالضيق وهمست قائلة:
-اتمنى يا أمي ألا تتسرعي في الحكم على الناس؛ فإنكِ لو تعلمين حقبقة مازن لما تحدثتي عنه بكل هذا الود.

قامت چيلان بإعطاء رضا الأشياء التي ستتبرع بها.

نظرت الأم إلى ابنتها وقالت:
-چيلان، تعالِ يوجد لدينا ضيفة عزيزة.

اصطنعت چيلان الابتسامة وذهبت إلى حيث تجلس سلوى وقالت:
-أهلًا بكِ.

نظرت الأم إلى ابنتها ولاحظت إنها قد ارتدت ملابس الخروح فعلقت قائلة:
-چيلان هل ستغادرين المنزل؟

أومئت چيلان برأسها وعلقت قائلة:
-أجل سوف أذهب لشراء بعض الأغراض التي أحتاج إليها.

نظرت سلوى إلى چيلان وقالت:
-چيلان، هل يمكنني مرافقتك أود التحدث إليكِ في أمرٍ هام.

لم تعطي الأم مجالًا لچيلان كي تقول رأيها فأسرعت قائلة:
-بالطبع، يمكنك مرافقتها ستكون في غاية السعادة بذلك.

نظرت چيلان إلى والدتها نظرة حادة مقتضبة ثم تحدثت بضيق قائلة:
-كما قالت أمي، سوف اكون سعيدة بمرافقتك لي تفضلي معي.

غادرت سلوى المنزل وقبل أن تلحق بها چيلان نظرت إلى والدتها وقالت:
-للحديث بقية عند عودتي من الخارج.

علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
-حسنًا ابنتي الحبيبة سوف انتظرك.

اتجهت چيلان إلى سيارتها بينما كانت عيون سلوى تتملق السيارة وتقول:
-يعجبني ذوقك في كل شيء حتى سيارتك إلا شيء واحد.

نظرت چيلان إليها وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
-وما هذا الشيء يا ترى؟!

علقت سلوى وقالت:
-سوف اخبرك في الطريق ولكن هل يمكننا أن نترك سيارتك ونذهب بسيارتي؟

چيلان بوجه يملؤه التعجب علقت قائلة:
-لماذا تطلبين منى ترك سيارتي والذهاب بسيارتك؟!

نظرت سلوى إلى چيلان وعلقت قائلة:
-چيلان، لقد جئت إليكِ اليوم لأتحدث إليكِ في أمر في غاية الأهمية، ربما يحتاج ذلك إلى سيارتي فطبيعتها تتحمل السير في المناطق الجبلية.

شعرت چيلان بأن سلوى صادقة في حديثها وهمست في نفسها وقالت:
-اشعر أنها سوف تصحبني إلى بيت سليم، لابد أن أخذ حذري.

اومئت چيلان برأسها وتحدثت إليها قائلة:
-حسنًا، سوف استقل سيارتك لنرى ما الذي تريدين أن تخبريني به.

وبالفعل تركت چيلان سيارتها واستقلت سيارة سلوى.

اثناء الطريف انتظرت چيلان أن تبدأ سلوى حديثها ولكن ذلك لم يحدث، فبادرت هي بالتحدث إليها وقالت:
-اخبرتيني أنكِ تريدين التحدث معي في أمر هام وأراكِ صامتة، هل يمكنني أن أعرف ما الذي تودين أخباري به؟

توقفت سلوى بسيارتها ونظرت إلى چيلان وقال:
-أعلم إنكِ سمعتي حديث مازن وجلال بالأمس، أليس كذلك؟

نظرت چيلان إليها وحاولت أن تبدي تعجبها بما تقوله سلوى فعلقت قائلة:
-لا أعلم ما الذي تعنيه وما الذي يجمع بين جلال ومازن؟!

أومئت سلوى برأسها وتحدثت بجدية وقالت:
-حسنًا، اعتذر عن اضاعت وقتك، سوف أوصلك إلى سيارتك.

نظرت چيلان إلى سلوى وتحدثت إليها قائلة:
-ألم تخبريني بما جئتي من أجله؟

نظرت سلوى أمامها مطلعة حركة السيارات ثم علقت قائلة:
-كنت أعتقد أنكِ ستكونين صريحة معي ولكنني وجدتك غير ذلك فشعرت أن ما جئت من أجله ليس بذات أهمية بالنسبة لكِ.

أغمضت چيلان عيناها وأخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
-حسنًا سوف أكون صريحة معك، أجل لقد سمعت حديثهما معًا كان الأمر صادمًا بالنسبة لي.

أومئت سلوى برأسها وقال:
-ربما القادم أكثر صدمة بالنسبة لكِ، ولكن قبل أي شيء اود أن اخبرك بشيء ربما تجدينه غريبًا.

نظرت چيلان إلى سلوي بإنتباه شديد بينما واصلت سلوى حديثها قائلة:
-چيلان، إنني أحب أخي كثيراً بل أكثر مما تتوقعين، ولكنني على خلاف معه فيما يفعله، لا اتفق معه اطلاقًا بل أود أن اتعاون معك لإنقاذه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي