اختطاف

الفصل العشرون ......

عم المكان الهرج، صريخ النساء يجوب فى الأفق، مشاهد دامية، ألتحم رجال رياض برجال شاهين، أقترب سعيد من رياض يعيد لكمه لكن منصور أدخل سيده فى السيارة المصفحة ثم ألتحم ب سعيد، نظر رياض فى الخلف كانت معه ورد والبقية، حاولت ورد أن تطوله يدها وتكمل ما بدأه سعيد إلا أنه كان الأسرع فى صفعها بقوة نسى بها أنها فتاة وأنها ابنه عمه الراحل، تجرد فيها من الرجولة كأنه بث فيها كل غضبه وألمه من ضربة سعيد، كان يعلم أنه لن يتفوق على سعيد لفرق الحجم بينهم ولهذا تدخل منصور، أما ورد ف شعرت بالألم والدوار أثر الضربة ثم غابت عن الوعى .

تحرك رياض بالسيارة محاولاً الفرار إلا أن ضيق المكان و الكثافة العددية للموجودين منعوه من ذلك، فقرر أن يعود أدراجه إلى الخلف غير عابئاً بالموجودين .

أرتدت السيارة للخلف لتطيح بمن خلفها سواء من رجال شاهين أو رجال رياض ف أبتعد الجميع عن الطريق ليخرج رياض بالسيارة ومعه ورد الغائبة عن الوعى وزوجة عمه بعد أن أمر البقية بالخروج وترك خلفه رجاله فى قبضة رجال شاهين غير مهتماً بما حدث لهم.

دقائق ووصلت الشرطة ومعها ياسين وبعده وصل يزيد .
أستطاعت الشرطة أن تهدىء الوضع، وألقت القبض على جزء كبير من الرجال من الطرفين بمن فيهم سعيد ولكن هرب منصور بعد سيده .
جرى ياسين ويزيد على سارة بمجرد رؤيتهم لها.
ف تحدث ياسين بخوف بالغ ذروته إلى خالته .
_ورد راحت فين؟

_ابن عمها أخدها واخد ريحان يا ياسين .
قالتها خالته باكية لتكمل سارة ببكاء مماثل:
_ ونزلنا من العربية وقالنا مش عايزكم وخرج بيهم من الحارة .

أقترب منها يزيد يحاوط وجهها بكفيه محاولاً تهدئتها.
_أنتى بخير ؟

_هيعمل إيه ف ورد يا يزيد؟

_هتبقي بخير أن شاء الله متقلقيش .

نظر يزيد ل ياسين بحزن على حاله، فقد كان يتحرك بتشتت ثم أخرج هاتفه وطلب أحد الأرقام ثم أستقل دراجته النارية وتحرك مسرعاً .

تذكر يزيد وجود الطفلتين معه فأسرع نحو السيارة ليخرجهم، رأته والدتهم من الأعلى ف نزلت مسرعة نحوهم ولم تستجب لوالدتها التى رفضت نزولها خوفاً عليها مما يحدث بالأسفل .
بمجرد وصولها إلى وجهتها جذبت الطفلتين بقوة من يد يزيد ثم وقفت أمامه بغضب.
_لو كان جرى حاجة لبناتى كنت قول على نفسك وعليها يا رحمن يا رحيم .

أبتسم يزيد بهدوء ليرد عليها .
_ليه هما مش بناتى برضو ! يومين، يومين بالظبط والمستخبى يبان .

شعرت سمر بخوف حقيقي ف ظنونها بأن زوجها علم بحقيقتها باتت واقعاً، ف بعد جملة يزيد تأكدت من علمه بحقيقتها وبهوية التوأم.

أرتدت إلى الخلف تنظر فى عينين يزيد الغاضبتين وتحركت نحو بيت والدتها بخوف تمسك كف الطفلتين.

ألتفت يزيد إلى سارة محدثاً إياها يحمل عنها ابنها .
_تعالوا يلا على فوق، يلا يا أم عمر .

_بس ورد ؟

_متقلقيش يا حبيبتى إن
شاء الله هترجع بالسلامة .

يقود دراجته النارية بسرعة كبيرة فى طريقة إلى مركز قيادته السابق، لا يطيق الإنتظار وهى بعيدة عنه وفى قبضة ذلك المختل، بمجرد وصوله إلى المكان جرى فوراً ناحية القائد .
_ أنا عايز أعرف فوراً رياض أخد ورد وراح فين ؟

_أهدا يا ياسين، أحنا بنتتبع خط سير العربية متقلقش .

_ إزاى يا فندم مقلقش وحضرتك عارف نيته؟ ثم إزاى حضرتك سايبه كل ده بعد الدلائل على تورطه اللى معانا ؟

_يا ياسين أنت عارف أن المهمة مش بالسهولة دى، ثم أحنا لازم نوصل لباقى الأفراد المتعاونين مع الجماعة دول فى مصر، ورياض هو نقطة الوصل اللى عن طريقها هنقدر نوصل لباقى الشبكة .

_ طيب ورد ؟

قالها ياسين
متألماً ينتظر رد قائده ثم أستطرد قائلاً :
_حضرتك عارف أن ورد سبب من الأسباب اللى كملت علشانها بعد ما كنت كاره الدنيا وبعد إصابتى وخروجى من الخدمة، حضرتك عارف إنى وافقت أبقي حارس شخصى بعد ما كنت ضابط شرطة علشانها وعلشان أحميها .

نظر له قائده بعطف ثم رد عليه :
_عارف، وعارف أنها هترجعلك إن شاء الله بخير، خليك بس أنت متأكد أن اللى عملته وبتعمله مهمة خطيرة لصالح البلد، وأنك من القلة اللى بالرغم من كل اللى حصلهم واقفين ومكملين .

_طيب، هوصلها إزاى؟

_أحنا فعلاً بنتتبع خط سير العربية زى ما أنت عارف وبمجرد ما هنوصلهم هنتحرك .

_وأنا مش هسيبكم وهفضل هنا لغاية ما نوصلها.

بعد وقت قصير بدأت ورد تتململ قليلاً ثم أستيقظت لتجد نفسها مربوطة فى يديها وقدميها، بحثت حولها ف لم تجد من كانوا بجوارها، فقط فى سيارة مختلفة عن سابقتها تنطلق مسرعة على أحد الطرق السريعة ويقود السيارة مساعد رياض ويجلس بجواره رياض .
_ماما فين واللى كانوا هنا؟

قالتها بغضب ليلتفت
إليها رياض بنفس إبتسامته الساخرة التى تشمئز منها .
_ نزلوا، قولت هيلخمونا مشيتهم.

_عملت فيهم إيه؟ وماما فين؟

_متقلقيش يا روحى على طنط، علشان طنط موجودة دلوقت فى ڤيلتها مع عمتك ومرات عمك.

_أنت أخدنى على فين وعايز منى إيه ؟

_متقلقيش يا روحى أول ما نوصل هقولك .

_ماتتكلمش معايا بالطريقة دى، أنا بكرهك وبكره طريقتك .

ضحك بصوت مرتفع ونظر إلى منصور الذى إبتسم تبعاً ثم ألتفت لورد يجذبها من شعرها فصرخت ثم همس فى أذنها.

_متقلقيش، هنروح يومين نغير جو فى مكان لغاية ما نجهز ونطلع على أوروبا، علشان بالمرة نقضي شهر العسل هناك.

سحبت رأسها بقوة فلم تهتم لألمها أثر يديه الماسكة بشعرها .
_أنت عايز منى إيه ؟ فلوس بابا؟ ولا عايز إيه ؟

_كلك كده على بعضك، ثم فلوس بابا دى تنسيها، ماهو أصل مش بعد كل اللى عملته هطلع كده من غير حاجة، دا أنا بعت نفسي وأهلى وبلدى، خسرت كل حاجة، أكيد لازم أستفاد بحاجة بقت ف إيدى .
_أنت مريض، مهووس .

أدار وجهه عنها ولم يتفوه بأى شيء تاركاً إياها تبكى فى الخلف .

دقائق مرت ليجدوا سيارة خرجت لهم من العدم تتحرك بجوارهم بطريقة مريبة .

_رياض باشا،العربية دى غريبة .

_مالها يعنى؟

قالها رياض لكنه لم يسمع أى رد بسبب أنطلاق صوت رصاص بجوارهم مصدره السيارة المجاورة ليفقد منصورة قدرته على السيطرة على عجلة القيادة وتنقلب سيارتهم بمن فيها.

بعد أن صعدت سمر إلى شقة أبيها وجدت دليلة تجرى عليها وتجذبها من شعرها لتوقعها على الأرض وتنهال عليها بالضرب.

_والله ما هسيبك علشان أنتى السبب ف اللى حصل لجوزى دلوقت.

كانت دليلة تضرب سمر بكل قوتها وتزداد بزيادة صرخات سمر، كانت تضربها بحرقة لتجرى إليها مهجة تحاول تخليص ابنتها ولكنها فشلت ف كانت دليلة كالنمرة الجريحة تفترس من حولها .

أقتربت عبير من مهجة تبعد إياها عن دليلة، ف كانت دائماً ترى توبيخ سمر ومهجة لها وتحاول تخفيف ذلك عنها فأصبحت رفيقتها فى المنزل، كانت بمثابة أخت كبيرة لها، تساندها وتدعمها حتى أنها من كانت تساعدها فى إرسال الرسائل وإلتقاط الصور .

_والله ما هسيبك، كنتى دايماً بتعايرينى إنى خدامة وأخدتونى تتستروا عليا وأنتى جايبة العيلتين من راجل تانى ولبستيهم ليزيد الغلبان، والله لأفضحك وأخلى سيرتك على كل لسان .

_أبعدى عنى يا زبالة، أنتى بتتهمى أسيادك أنهم زبالة زيك .

_أسيادى؟ أهو سيدى بقي جوزى وتاج راسي بعد ما أعترف لأبوكى الله يباركله أنه غوانى لكن الدور والباقى على اللى باعت نفسها لسيدها ورماها ودلوقت أخوها أتسجن بسببه .

_أبعدى عنى، أنتى أتجننتى ؟

_لا يا حبيبتى لسه الجنان جاى ورا لما أبعت التسجيلات اللى كنتى بتقولى فيها لأمك أنك بلغتى عن ورد لرياض علشان يجي يخلص عليهم كلهم وأن رياض يبقي أبو البنات .

توقف القتال الدائر بين سمر ودليلة بعدما لمحوا يزيد يقف على الباب والطفلتين تمسكان بساقيه، ويبدو على ملامحه أنه سمع كل شىء .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي