الفصل الواحد والعشرون سلامتك في الابتعاد

شعرت چيلان أنها في حاجة للتحدث إلى مازن؛ لما له من نظرة ثاقبة ومعرفة دقيقة في الأشخاص.

وقد كان، فعندما تحدثت إليه چيلان وقصت له ما حدث طلب منها أن تبتعد
عن جلال حيث قال:
-چيلان، سلامتك في الابتعاد.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب ثم علقت قائلة:
-مازن، ما الذي دفعك لتطلب مني الابتعاد عن جلال؟!

صمت مازن قليلًا ثم أخذ نفسًا عميقًا وقال:
-چيلان، الأشخاص أمثال جلال تكون حياتهم مليئة بالمشاكل والمتاعب التي لا حصر لها.

چيلان وقد أثار حديث مازن الكثير من التساؤلات لديها علقت قائلة:
-مازن هل تعرف شيء عن جلال؟!

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-كل ما أعرفه عن جلال هو من حديثك أنتِ، فعندما يدخل الشك والريبة في العلاقة بين الأثنين عندئذ يفضل الابتعاد وتقيم العلاقة.

نظرت چيلان إلى مازن بانتباه شديد بينما واصل مازن حديثه وقال:
-تشعرين بالريبة تجاه جلال وفي نفس الوقت تشعرين بالإنجذاب إليها، لابد أولًا أن نتأكد من أن جلال برىء.

تذكرت چيلان ما جاء في مفكرة وعد، نظرت إلى مازن وقالت:
-مازن، لدي شيئان على أن أتأكد منهما حتى أتأكد من حقيقة جلال.

نظر مازن بانتباه شديد ثم علق قائلًا:
-وما هما؟!

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
- الأمر الأول رائحة الياسمين.

علت الابتسامة وجه مازن وتحدث قائلًا:
-وما شأن رائحة الياسمين بما نتحدث فيه؟!

علقت چيلان وقالت:
-لقد ذكرت وعد في مذكراتها أن سليم يتحسس من رائحة الياسمين، سوف ألتقي بجلال و انتهز أي فرصة لإنشغاله وأقوم بوضع عطر برائحة الياسمين، حينها سوف أعرف هل جلال وسليم شخص واحد أم إنني قد اخطأت عندما شعرت بالريبة تجاهه.

أومىء مازن برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا وما الشيء الآخر الذي تريدين التأكد منه؟!

نظرت چيلان إلى مازن وقالت:
-الوشم، يوجد على ظهر سليم وشم وأريد أن أتأكد ما إذا كان جلال يحمل نفس الوشم أم لا.

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-ألم أخبرك من قبل  أن انثى الثور تتمتع بالذكاء؟! إنني أحيكِ على ذكائك؛ هذه فكرة رائعة وسوف أساعدك على الوصول للحقيقة.

بعد أن انهى مازن من احتساء القهوة الخاصة به نظرت چيلان إليه وقالت:
-مازن، هل يمكن أن تقوم بإيصالي إلى المكان الذي تركت فيه سيارتي؟

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-هل حقًا تريدين العودة إلى المنزل؟!

ابتسمت چيلان وقالت:
-اعتذر إليك ولكنني اشعر بعدم التوازن وأريد العودة للمنزل لأستريح.

شعر مازن بالقلق على  چيلان فعلق قائلًا:
-سوف أقوم بتوصيلك إلى منزلك، وبعدها سوف أحضر لكِ سيارتك بنفسي، لن أسمح لكِ بالقيادة وأنتِ في هذه الحالة.

أومئت چيلان برأسها وقالت:
-مازن، شكرًا لك على وجودك في حياتي، أنت حقًا صديق رائع.
علت الابتسامة وجه مازن وقال:
-چيلان، أريد أن أعتذر إليكِ، ربما لست كما تظنين ولكنني أعدك بأنني سوف أقوم بحمايتك والوقوف بجوارك دائماً.

شعرت چيلان بالإمتنان لمازن لقد طاقة ايجابية جعلتها تصر على الوصول للحقيقة، ليس هذا فحسب بل إنه وعدها بالوقوف إلى جوارها.

استقلت چيلان سيارة مازن للعودة إلى منزلها، وفي طريق العودة قام جلال بالاتصال عليها.

أسرعت بالرد عليه وقالت:
-مرحبًا جلال.

تحدث جلال إليها بصوتٍ يملؤه الشجن وقال:
-چيلان، اعتذر إليكِ فلم أكْ أتوقع أن يحدث ما حدث.

شعرت چيلان بأن الفرصة قد سنحت لها فعلقت قائلة:
-لا عليك ربما نلتقي في وقت آخر.

يبدو أن جلال هو الآخر انتهز هذه الفرصة وتحدث قائلًا:
-حسنًا، ما رأيك أن نلتقي في الغد؟

نظرت چيلان إلى مازن ثم تحدثت قائلة:
-حسنًا ليس لدي ما يمنع ذلك فلنلتقي غدًا.

علت الابتسامة وجه جلال وعلق قائلًا:
-چيلان هل حقًا سوف تأتين؟

ابتسمت چيلان وقالت:
-أجل سوف أتي فلدي الكثير الذي أود أن اتحدث معك بشأنه.

اثارت كلمات چيلان فضول جلال فعلق قائلًا:
-يمكنك أن تعطيني نبذة عما ترغبين في التحدث إلي بشأنه.

ابتسمت چيلان وقالت:
-لا ليس الوقت مناسبًا للحديث سوف تعرف كل شيء في الغد.

انهت چيلان المكالمة الهاتفية مع جلال ثم نظرت إلى مازن وقالت:
-غدًا سوف يكون يومًا حاسمًا، وسوف اكتشف فيه حقيقة جلال.

ابتسم مازن وعلق قائلًا:
-حسنًا، إن غدًا لناظره لقريب.

وصل چيلان إلى منزلها، نظر مازن إليها وقال:
-حمدًا لله على سلامتك.

نظرت چيلان إليه وعلقت قائلة:
-مازن، ألن تدلف معي إلى داخل المنزل؟! شوف تغضب أمي عندما تعلم أنكزجئت إلى هنا ولم تدخل.

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-أبلغيها سلامي الوقت غير مناسب كي أدلف إلى الداخل؛ فأنتِ تحتاجين إلى الإنفراد بنفسك وإعادة ترتيب أوراقك.

نظرت چيلان إليه وعلت الابتسامة وجهها ثم همست قائلة:
-لديك الحق فيما تقول، أشعر برغبة قوية للإنفراد بنفسي.

دلفت چيلان إلى منزلها بينما أسرع مازن بقيادة سيارته مغادرًا المكان.

أثناء قيادة مازن لسيارته أخذه الشرود فتذكر حديث دار بينه وبين أحد الأشخاص:
-"ما الذي أتى بك إلى هنا ألم أخبرك إنني لا أريد رؤيتك هنا مرة أخرى؟! فعلى الرغم من مكانتك عندي إلا إنني لن اتردد في إذائك."

خرج مازن من شروده على صوت سيارته تحاول أن تفادي الأصطدام به، ليجد نفسه قد انحرف عن الطريق ولكنه أعاد السيارة على السيارة وتوقف ثم أمسك بزجاجة مياه وقام بوضع الماء على  رأسه.

داخل منزل چيلان.
فوجئت الأم بإبنتها چيلان تعود إلى المنزل بوجه مختلف عن ذلك الذي غادرت به.

دنت من ابنتها ثم. تحدثت إليها وقالت:
-چيلان، هل أنتِ بخير؟! هل إلتقيتي بمازن اليوم؛ لقد رأيته من الشرفة وهو يرافقك إلى هنا.

اومئت چيلان برأسها وقالت:
-أجل أمي، لقد كنت برفقته.

نظرت الأم إليها وقد يدى عليها السعادة وقالت:
-لماذا لم يرافقك إلى داخل المنزل؟!

علقت چيلان وقالت:
-أمي،  لقد حاولت معه ولكنه كان لديه. الكثير من الاعمال، سوف أذهب إلى غرفتي لأستريح قليلًا.

علت الابتسامة وجه الأم وقالت:
-٠ألن تتناولين غدائك؟!

اومئت چيلان نافية وقالت:
-لا لقد تناولت غدائي مع مازن.

دلفت چيلان إلى غرفتها وافترشت فراشها ثم همست قائلة:
-اتمنى أن يكون شكِ ليس في محله وأن يكون جلال ليس له أي صلة بذلك المجرم المدعو سليم.

أغمضت چيلان عينيها فغلبها النعاس ليأخذها إلى عالم الأحلام.

"سمعت چيلان طرق بباب المنزل فصاحت:
-رضا، هناك طارق بالباب.

لكن رضا لم تسمع فتوجهت چيلان لفتح باب المنزل وما إن فتحت باب المنزل حتى فوجئت بجلال أمامها وفي يده باقة رائعة من الفل والياسمين.

تعجبت چيلان وعلقت قائلة:
-جلال، إنه الياسمين!

علت الابتسامة وجه جلال وقام بإستنشاق الياسمين ثم تحدث قائلًا:
-رائحة الياسمين من الروائح المفضلة إلى قلبي لذلك قد انتقيت لكِ هذه الباقة بنفسي.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-حسنًا، تفضل بالدلوف إلى داخل المنزل.

شعرت چيلان بالسعادة ونظرت إلى جلال وقالت:
-جلال، ما الذي جاء بك إلى هنا؟

نظر جلال إليها وقد تبدلت ملامحه ثم تحدث قائلًا:
-لقد جئت لأجعلك تلحقين بشقيقتك.

امسك جلال بعنقها وقام بخنقها".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي